"الكلمة قبل الرصاصة".. إعلام "حماس" من الانتفاضة إلى "الطوفان"
الخميس - 26 سبتمبر 2024
- كيف أفشلت "حماس" المخطط “الإسرائيلي” لتشويه سمعتها بعد "طوفان الأقصى"؟
- خطاب "حماس" نجح في تغيير قناعات الشارع الغربي وتعبئة جماهير غزة والضفة
- تنحية الخلافات بين فصائل المقاومة وتوحيد الصف من أهم عوامل النجاح الإعلامي
إنسان للإعلام- وحدة الدراسات:
تمهيد
فى خضم المعارك تنتشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمفبركة والمعلومات المضللة التي تهدف في المقام الأول إلى تزييف الحقائق، وقلب الموازين، أو تسويق انتصار زائف، أو التخفيف من هزيمة ساحقة، وهذا ما حاولت الآلة الإعلامية "الإسرائيلية" القيام به في معركة "طوفان الأقصى"، لكن في المقابل نجح الإعلام المقاوم في إفساد مخطط "إسرائيل" في تشويه مسار المعركة، من خلال أداء إعلامي صادق مدعوم بالصوت والصورة.
في أيام معدودات بعد بداية الحرب، تحول الناطق باسم كتائب القسام، "أبو عبيدة"، إلى أسطورة نضالية، بثت العزم والأمل في شرايين المقاومة والأمة الإسلامية، ونجح "أبو عبيدة" بجدارة في دحض كل ادعاءات “إسرائيل”، ونقل الصورة الحقيقية لواقع المعارك على الأرض.
من خلال هذه الدراسة، نرصد كيف نجحت حركة المقاومة الإسلامية إعلاميا بجدارة، وكيف استخدمت آليات وتكتيكات كشف زيف أكاذيب الإعلام “الإسرائيلي” والغربي، وتقلب ميزان الرأي العام العالمي لصالحها.
محاور الدراسة
- "حماس ".. استراتيجيات إعلامية متنامية
- وسائل "إسرائيل" والغرب لتشويه "طوفان الأقصى"
- إعلام المقاومة يكشف حقائق المعركة
- "أبو عبيدة".. صوت الإعلام الصادق
أولا - "حماس" .. استراتيجيات إعلامية متنامية
لكى نتعرف عن أسباب نجاح الألة الإعلامية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كشف أكاذيب العدو وخداع وسائل الإعلام الغربية و”الإسرائيلية”، علينا أن نتعرف بداية على كيفية تأسيس الاستراتيجيات الإعلامية لدى هذه الحركة التحرُرية.
وفق دراسة بعنوان "حماس والإعلام: السياسة والاستراتيجية"، صدرت عن "مركز رؤية للتنمية السياسية"، صدرت على مدار العقود الثلاثة الماضية دراسات عديدة عن حركة حماس قام بها باحثون وأكاديميون فلسطينيون وعرب وأجانب مثل عزام التميمي، وخالد الحروب، وجلين روبينسون، وهيلغا باومغارتين، وميشيل جونسون، وجيريون غانينغ، وجوناثان تشانز، كان أهمها دراسة (حماس والإعلام: السياسة والإستراتيجية) للدكتور وائل عبد العال، رئيس قسم الفنون والعلوم الاجتماعية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة، والمحاضر في الدراسات الإعلامية والسياسة.
حلل "عبد العال" استراتيجيات حماس الإعلامية خلال ثلاث فترات، فترة الانتفاضة الأولى 1987-1993، والتي كانت فيها حركة "حماس" حركة سرية تعمل تحت الأرض، والفترة الثانية من 1994-2005 وشهدت إنشاء السلطة الفلسطينية واندلاع الانتفاضة الثانية، والفترة الثالثة بدأت منذ 2006، وشهدت فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أفضت لوصولها إلى السلطة.
أكدت هذه الدراسة أن الإعلام كان أداة النضال الفلسطيني للدفاع عن الهوية في الفترات السابقة، وأن "المقاومة" هو المصطلح المنطوق الذي يُلَخِّص المهمة التاريخية للإعلام الفلسطيني .
أثبتت الدراسة أن هناك علاقة بين استراتيجية حماس الإعلامية وتطورات السياق السياسي للحركة والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى العوامل الإقليمية والدولية، وأن حركة حماس استندت للإعلام البديل لإنشاء سردية مضادة للسردية الإسرائيلية من ناحية، وكذلك إنشاء إطار خطابي بديل لخطاب منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، الذي هيمن لسنوات في الداخل الفلسطيني والشتات من ناحية أخرى، ولم يجد كثيرا في مواجهة الإعلام “الإسرائيلي” من ناحية أخرى.
وقالت الدراسة: إن الإعلام ارتبط عند حماس بمفهوم المقاومة وأهدافها ووسائلها، فالمقاومة لا ترتبط فقط بفعل الاشتباك المباشر مع الاحتلال، وإنما تتسع لمجالات عدة، فمشروع "المقاومة" ببعديها السياسي والأيديولوجي لحركة حماس هو مشروع شامل، يشمل التعليم والاقتصاد والشبكات المجتمعية، وبالضرورة يشمل الإعلام، تحت مسمى "الإعلام المقاوم".
وأكدت أن الإعلام عند حماس هو جزء من مشروع متكامل، وقد أَوْلَت له أهمية كبيرة منذ تأسيسها، وخصصت له ميزانيات معقولة، وقامت بتدريب كوادر إعلامية في معاهد تدريب محلية ودولية، كما ركَّزت على أهمية الإعلام في ميثاقها التأسيسي، واعتبرت الإعلام والفن أدوات مهمة في توعية الشعب الفلسطيني نحو قضيته.
كما أكدت الدراسة أن قيادات الجهاز الإعلامي في حركة "حماس" تعلم جيدا أن المعركة مع “إسرائيل” ليست معركة عسكرية فحسب وإنما "معركة وعي".
وبحسب الدراسة، تتلخص فلسفة "حماس" في الاهتمام بالإعلام بأن "الكلمة قبل الرصاصة"، والهدف الأساسي أن تتجذر فكرة المقاومة في عقول وقلوب الناس حتى لو تراجعت المقاومة ميدانيًّا على الأرض، لأن الهزيمة الحقيقية هي هزيمة الوعي.
وأوضحت الدراسة أن وسائل إعلام حركة "حماس" تسعى لنشر "أيديولوجية" وثقافة المقاومة في أوساط الشباب الفلسطيني بشكل خاص والعالم العربي والإسلامي عمومًا، وتعزيز عناصر المقاومة في كل جوانب الحياة.
وأكدت التزام إعلام "حماس" بالقوانين الدولية؛ حيث ترى الحركة أن "وسائل الإعلام المقاومة" يجب أن تُظهر الأبعاد الأخلاقية والإنسانية للقضية الفلسطينية، فضلاً عن "شرعية المقاومة"، التي يكفلها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، واتفاقيات جنيف.
وبيّنت الدراسة أن أهم أهداف "الإعلام المقاوم" لحركة "حماس" تتمثل في:
- الحشد و تعبئة الجماهير نحو قيم وأفكار المقاومة.
- مواجهة الحرب النفسية والإشاعات التي تستهدف الجبهة الداخلية الفلسطينية.
- تغيير الصورة النمطية التي رسمتها “إسرائيل” لدى الرأي العام في الولايات المتحدة وأوروبا حول المقاومة.
- الحرب النفسية الموجهة للجمهور والعسكر الإسرائيلي، ولذلك تهتم حماس بتعليم كادرها الإعلامي اللغة العبرية.
- تعظيم البنية التحتية لإعلام حركة حماس والقدرة الاستيعابية لوسائل الإعلام
وقد استخدمت حماس جميع وسائل الإعلام المتاحة منذ نشأتها، مع أواخر الثمانينيات، ففي البداية استخدمت وسائل إعلام بدائية خلال الانتفاضة الأولى مثل المنشورات والبوسترات والكُتَيّبات وأشرطة الفيديو والكاسيتات، والرسم على الجدران (الجرافيتي)، بجانب منابر المساجد.
ومع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، ورغم ما مارسته من تضييق على حماس، حاولت الحركة الاستفادة من أي هامش يُتاح لها للعمل الإعلامي. وقد أسهمت حملات السلطة الفلسطينية ضد "حماس" بشكل كبير في تدمير بنيتها العسكرية وانخفاض الترويج لـ "مشروعها المقاوم"، ولذلك كانت بحاجة ماسة لمنصات إعلامية لتوعية الجمهور الفلسطيني بثقافة المقاومة، وكانت صحيفة "الرسالة" المنصة الوحيدة لها.
وبشكل عام سعت في جميع المراحل إلى الاستفادة من الأدوات الإعلامية لأقصى قدرة استيعابية لوسائل الإعلام، وفق ما يُتاح لها، ووفق ما تَفرض عليها الظروف، وفي الآونة الأخيرة اهتمت "حماس" بشكل كبير بمواقع التواصل الاجتماعي.
كما أنها كانت قادرة على تطوير البنية التحتية لإعلامها، بحيث يمكن أن يصبح هيئة متكاملة لديها فروع في غزة والضفة الغربية والشتات الفلسطيني، وقد ظهرت نتائج هذا التطور في معركة الطوفان بشكل أبهر العالم[1].
ثانيا - وسائل "إسرائيل" والغرب لتشويه "طوفان الأقصى"
في الوقت الذي يدير فيه الجيش “الإسرائيلي” حرباً مدمرة ضد قطاع غزة، تتسبب في معاناة رهيبة لمليوني مواطن، وراح ضحيتها أكثر من 41 ألفا بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، و حتى منتصف سبتمبر 2024، إضافة إلى نحو مائة ألف مصاب، كانت وزارة الخارجية للكيان “الإسرائيلي” تدير حملة إعلامية ضخمة ضد حركة «حماس»، في جميع أنحاء العالم وبمختلف اللغات، بلغت أوْجها في جولة تم تنظيمها لعشرات المراسلين الأجانب لوسائل الإعلام الكبيرة، حيث تم اطلاعهم فيها على آثار هجوم عناصر من حركة «حماس» على غلاف غزة في 7 أكتوبر.
وبحسب مصادر في خارجية الاحتلال، فإن وزير الخارجية "إيلي كوهين" اجتمع بنحو 250 صحافياً أجنبياً، والتقى وتكلم مع عشرات من وزراء الخارجية في العالم، فيما أجرى دبلوماسيون "إسرائيليون" في الخارج ما لا يقل عن 420 مقابلة صحافية في جميع أنحاء العالم للصحافة الإلكترونية والتلفزيونية والإذاعية وللصحافة المكتوبة.
ونشرت الوزارة في الشبكات الاجتماعية، حتى الأسبوع الأول من ديسمبر 2023، نحو 894 منشوراً (بوست) حظيت بمشاهدة ما لا يقل عن ربع مليون حساب، بعدة لغات بينها الإنجليزية والعربية والفرنسية والألمانية والإسبانية والفارسية.
وقد نتج عن هذه التحركات “الإسرائيلية" سيل في وسائل الإعلام الغربية من المقالات والتقارير الصحافية، التي اتسمت كلها بإدانة «حماس» وتشبيهها بـ«داعش».
على سبيل المثال، وصف مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» ما حصل في "الكيبوتسات" (التجمعات) المحيطة بغزة بأنه «مجزرة»، وشبّه أفعال «حماس» بجرائم النازية، وقال: «حين انتشلنا جثث المدنيين والأطفال، فكّرت بالجنرال أيزنهاور، بعدما شاهد معسكرات الموت في أوروبا [2].
وقد تبنت كل وسائل الإعلام الغربية بشكلٍ غير مهني الرواية "الإسرائيلية" المليئة بالأكاذيب والافتراءات على الشعب الفلسطيني ومقاومته، والتي كان من بينها الادعاء بقتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين، ثم "الاعتداءات الجنسية"، والتى سوّق لها الرئيس الأمريكي بايدن بنفسه .
ولم يسع الوسائل الإعلامية الغربية المنحازة للرواية "الإسرائيلية"، أن تذكر حجم الإجرام “الإسرائيلي” على سكان قطاع غزة والذي مسح أحياء بأكملها، وقصف بنايات سكنية فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 41 ألف شهيد، قتلوا جميعا دون سابق إنذار، بخلاف المفقودين، في جريمة لا توصف إلا بأنها إبادة جماعية وجرائم حرب[3].
هكذا سقط الإعلام الغربي في فخ الدعاية "الإسرائيلية" وتخلى عن مهنيته، محاولا التستر على جرائم الاحتلال ومجازره.
ثالثا- إعلام المقاومة يكشف حقائق المعركة:
على الجانب الآخر، تحركت الآلة الإعلامية لحركة "حماس" بشكل نجح في مواجهة الإعلام “الإسرائيلي”، وشهدت وسائل الإعلام المنصفة ومراكز الدراسات الإعلامية والصحافية بنجاح "حماس" في كشف زيف الرواية “الإسرائيلية" والغربية.
في هذا السياق، أكدت دراسة للباحثة مني قشطة، في "المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية"، نجاح "حماس" كحركة تحرر وطني ذات إمكانيات محدودة، في التصدى للاكاذيب الغربية حول معركة طوفان الأقصى.
أوضحت الدراسة أن الخطابات الإعلامية للجناحين العسكري والسياسي لحركة حماس، سواء التي جاءت على لسان قادة ومسئولي المكتب السياسي أو المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة”، رسمت ملامح المعركة وأهدافها وتطوراتها، انطلاقًا من إدراكها لأهمية الخطاب الإعلامي في تشكيل الوعي العام، بحيث يُمثل عنصرًا مساندًا للآلة العسكرية.
لذلك بدا وكأن حماس لديها استراتيجية إعلامية مُحددة منذ اندلاع العملية، ظهرت ملامحها في حرص القادة العسكريين والسياسيين للحركة على الظهور المستدام منذ 7 أكتوبر إلى الحد الذي جعل من بعضهم –بالأخص أبو عبيدة– رمزًا للعملية العسكرية، حيثُ تحظى خطاباته بتفاعل واسع من الرأي العام العربي والعالمي.
أضافت الدراسة أن "حماس" وضعت خطة إعلامية هدفت من خلالها إلى توظيف السلاح الإعلامي في شن حرب نفسية ضد "إسرائيل"، كعامل مُساعد يمكنها من زيادة أوراقها المُربحة في الحرب الدائرة، لا سيما أن الجانب "الإسرائيلي" لم يتوان عن استخدام السلاح ذاته للتغطية على ما أحدثته صدمة يوم 7 أكتوبر من ناحية، وحشد التأييد الشعبي والرسمي الغربي خلفه من ناحية أخرى.
وقالت الدراسة إن خطابات حماس حرصت منذ اليوم الأول للحرب على إبراز ما تمتلكه الحركة من قدرات وإمكانات بغرض إظهار قدرتها على ضبط إيقاع المعركة حتى الآن، وتحقيق المُباغتة والمفاجأة الاستراتيجية للصهاينة؛ إذ لوحظ ظهور “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب عز الدين القسام بانتظام منذ 7 أكتوبر، للإعلان عن الحيثيات اليومية لعملية “طوفان الأقصى”، ويُحاول “أبو عبيدة” في خطاباته التركيز بنسبة كبيرة على المفاجآت الاستراتيجية التي تُحدثها الفصائل الفلسطينية على عدة مستويات:
- أولها: استراتيجي متعلق بنجاح حماس في التخطيط لإطلاق العملية بعيدًا عن أعين الاستخبارات الإسرائيلية، التي فشلت في قراءة نوايا الحركة رغم أن التجهيز للمعركة ارتبط به آلاف العناصر، وهو ما كرر “أبو عبيدة” وصفه بالفشل المُدوي وغير المسبوق للمؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
- وثانيها: تكتيكي فيما يخص استعراض استخدام كتائب القسام لأسلحة نوعية جديدة، منها: الطائرات الشراعية التي حملت مقاتليها إلى مسافة تُقدر بحوالي 25 كيلو مترًا داخل البلدات الإسرائيلية، والطائرات المسيرة القاذفة والانتحارية، ومنظومة دفاع جوية محلية الصنع “مُتبر 1″، وصواريخ جديدة بعيدة المدى وقنابل حارقة، فضلًا عن استخدام “طوربيد العاصف” محلي الصنع ضد الأهداف البحرية الإسرائيلية، وإدخال “عبوات” تُستخدم من المسافة صفر ضد الدبابات.
- وثالثها: عملياتي، بمعنى توظيف الإمكانيات البشرية والتسليحية المحدودة – مقارنة بالجانب الإسرائيلي– لتحقيق اختراقات داخل العمق الإسرائيلي وإصابة أهداف “عالية القيمة” تُعزز من ميزان انتصاراتها الميدانية، حيثُ أشارت خطابات “أبو عبيدة” إلى النهج العملياتي الذي تبنته الفصائل الفلسطينية في تعاطيها، مع توسيع القوات الإسرائيلية نطاق عملياتها العسكرية في قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا؛ إذ كثفت الفصائل عمليات الاشتباك المُباشر مع الجنود الإسرائيليين واستهداف العمق الإسرائيلي على أكثر من جبهة مع محاولات لنقل المعركة لمستوطنات غلاف غزة، لإرباك وتشتيت القوات الإسرائيلية وردع محاولاتها لتوسيع التوغل.
وبينت الدراسة أن خطابات حماس ركزت على إبراز الخسائر المادية والبشرية التي تلحقها الفصائل الفلسطينية بالقوات الإسرائيلية، لاسيما منذ بدء الأخيرة عمليات التوغل البري في قطاع غزة في 27 أكتوبر 2023، لكن في الجهة المُقابلة تتفاوت ما تعلنه الحركة حول حجم هذه الخسائر مع ما يُعلنه الجانب الإسرائيلي، وهو ما يؤكد رغبة “إسرائيل” في التعتيم على الرقم الحقيقي لما تتكبده من خسائر تجنبًا لزعزعة الروح المعنوية لجنودها، واستثارة الداخل الإسرائيلي ضد حكومة “نتنياهو”.
وحسب الدراسة، يُمكن القول إن الخطة الإعلامية لحركة حماس نجحت في استعراض ما تحققه من مكاسب ميدانية، ووضعت علامات استفهام كثيرة أمام حجم الخسائر التي تُعلن عنها "إسرائيل"، لا سيما منذُ شروعها في تنفيذ العملية البرية المحدودة في قطاع غزة في 27 أكتوبر 2023، ولعل هذا ما دفعها إلى البدء في الإعلان عن خسائرها بشكل تدريجي، في خطوة بدت أنها محاولة لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي لتقبل أرقام كبيرة في أعداد القتلى بصفوف مقاتلي جيش الاحتلال.
وبعبارة أخرى، يبدو أن حرص "حماس" على إبراز ما تحققه من خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية، وضع سرديات "إسرائيل" في موضع شك حول حقيقتها حتى من الداخل الإسرائيلي نفسه، وهو ما دفعها إلى دائرة المضطر إلى البدء في الإقرار بما تتكبده من خسائر.
أكدت الدراسة أيضا أن خطابات حركة "حماس" ارتكزت في مضمونها على جملة من الأبعاد السياسية، يُمكن استعراض أبرزها فيما يلي:
- التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
- حشد الرأي العام العربي، حيث جاءت خطابات الحركة على لسان مسئوليها "تعبوية بامتياز"، حيثُ حرصت على مُخاطبة الوجدان العربي والإسلامي الذي تحتل القضية الفلسطينية مكانة رمزية ومركزية في تشكيل وعيه، ومن ثم استثارة مشاعره وحشده للتضامن مع الفلسطينيين.
- حرص الخطاب الإعلامي لحماس على تنحية الخلافات مع السلطة الفلسطينية
- مُخاطبة الرأي العام الغربي، حيث استهدفته حماس في خطابها الإعلامي على عكس ما كان سائدا قبل ذلك على توجيه هذه الخطابات في المقام الأول إلى الشعوب العربية والإسلامية، وهو ما يعكس إدراكها لأهمية الضغط الذي يُمكن أن تمارسه الشعوب الغربية في التأثير على قرارات حكوماتهم، التي هرولت منذ 7 أكتوبر إلى تقديم الدعم "لإسرائيل".
وعليه؛ تناولت خطابات "حماس" دعوة وسائل الإعلام الغربية إلى تحري الدقة والتحقق في المعلومات والمواد المغلوطة، وقد أتى خطاب حماس الإعلامي للغرب أكله، من خلال استجابة الشعوب الغربية لهذا الخطاب والخروج شبه اليومي للتظاهر في معظم مدن العالم عامة والغرب خاصة، لمناصرة غزة ورفض المجازر "الإسرائيلية" لأطفالها ونسائها.
- كما نجح إعلام "حماس" في توظيف ورقة الأسرى، حيث احتلت مسألة الأسرى والمُحتجزين مكانة مركزية في خطابات الحركة خلال التصعيد الأخير؛ إذ لا تكاد تخلو أي من هذه الخطابات من الحديث عن وضع الأسرى "الإسرائيليين" المُحتجزين لدى حماس.
كما وظّفت حماس "ورقة الأسرى" في خطاباتها لشن حرب نفسية ضد “إسرائيل”، وهو ما بدا في تباهيها بنجاح عناصرها في إيقاع عدد كبير من الإسرائيليين في الأسر وقدرت أعدادهم بنحو (250 شخصًا).
وعند تسليم الأسرى بعد الهدنة وقبلها، ظهرت صورة الجندى الحمساوي الحاني على هؤلاء، والذي يودعهم بكل ود، وهي صورة أكدت للعالم مدي تعمق القيم الإنسانية لدى الحركة، كما أن تصريحات الأسري عن حسن معاملة جنود حماس لهم قلبت الطاولة على “إسرائيل” التي حرصت على احتلال منازل الأسرى المحررين قبل تسليمهم، لإشاعة روح الترهيب وحرمان هذه الأسر من فرحة الإفراج عن ذويهم.
- وعلى الصعيد الإنساني، حرصت حركة حماس على إبراز الصورة الإنسانية المُعتمة في قطاع غزة، من خلال استعراض عدد الشهداء والجرحى جرّاء القصف "الإسرائيلي" المستمر على القطاع، والتنديد بما تقوم به قوات الاحتلال من انتهاكات بحق الفلسطينيين، والإشارة إلى الازدواجية الغربية في التعامل مع الممارسات “الإسرائيلية" الاستفزازية بحق الشعب الفلسطيني، مع المُطالبة بضرورة إدخال المُساعدات الإنسانية إلى القطاع والتوقف عن استهداف المدنيين.
- أكدت الدراسة أن الحركة نجحت في توظيف أدواتها في وضع خطة إعلامية نشطة ومرنة، هدفت من خلالها إلى توظيف ما حققته من انتصارات ميدانية في عملية "طوفان الأقصى"، وما تمتلكه من أوراق ضاغطة -وفي مقدمتها ملف الأسرى- في شن حرب نفسية ضد إسرائيل، ودحض سردياتها المُزيفة التي تحاول تسويقها إلى الرأي العام العالمي[4].
ومن علامات نجاح إعلام المقاومة، اجتياح مقاطع الفيديو التي تبثها لأبطالها في معارك غزة، وأحاديث "أبو عبيدة"، كل مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من أن "حماس" محظورة على فيسبوك وإنستجرام وتيك توك ويوتيوب وإكس، المعروف سابقًا باسم "تويتر"، إلا أن ذلك لم يمنعها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لنشر مقاطع الفيديو الخاصة بها، إذ اعتمدت على تطبيق تليجرام الأكثر حماية بين التطبيقات المماثلة.
لاحقًا، وبضغوط غربية، اضطر تطبيق تليجرام لحذف قنوات حماس، لكن ذلك لم يمنع تداول مقاطع الفيديو وبيانات القسام والحركة وقادتها بين مستخدمى التطبيق عبر قنوات بديلة، وبهذه السياسات الإعلامية نجحت في كسر الحجب المفروض عليها بمواقع التواصل من خلال بث ملايين في مختلف دول العالم لموادها الإعلامية[5].
رابعا: "أبو عبيدة".. صوت الإعلام الصادق:
في عصر يلهث فيه الجميع وراء الشهرة، جاءت النجومية الكاملة إلى رجل ملثم لم يطلبها ولا يُظهر من وجهه إلا عينيه، من خلال آلة إعلامية بسيطة محدودة الإمكانيات إذا قورنت بالآلة الإعلامية “الإسرائيلية.
إنه رجل لا يستطيع أن ينافسه أحد في شعبيته بطول العالم العربي اليوم، بل أصبح يغزو بصوته كل بيوت العالم، رغم أن أحدا لا يعرف وجهه الحقيقي وربما لن نعرفه إطلاقا، باستثناء أفراد قليلين للغاية من قادة المقاومة في غزة.
ولعل الرجل يمر بالفعل بين الناس في القطاع بوجهه دون أن يتعرف عليه أحد، مثله مثل الأبطال الخارقين في الأفلام الذين يرتدون في المساء بزات وأقنعة تُخفي هوياتهم ويحاربون أشرار المدينة، دون أن يرى الناس وجوههم الحقيقية، لكنهم يرون أثرهم فقط.
إنه الملثم "أبو عبيدة"، الناطق الرسمي الإعلامي باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي باتت قطاعات واسعة من الشعوب العربية ترى فيه ناطقا باسمها أيضا، إذ صعد نجم الرجل صعودا صاروخيا، مع ارتباط عاطفي واضح به، تحوَّل معه إلى الأيقونة الأشهر للحرب الجارية التي بدأت بعملية "طوفان الأقصى"، يوم السابع من أكتوبر 2023.
ووجدنا من دلائل نجاح الآلة الإعلامية الحمساوية، أن صُنِعَت لأبي عبيدة في مصر أغانٍ شعبية، وفي عمَّان يتوقف الشباب في الصالات الرياضية عن أداء التمارين لمتابعة خطاباته، وتنشر المساجد ما يقوله بمكبرات الصوت، وفي البِقاع بلبنان تضمنت أسئلة الامتحانات في المدارس اسمه، وانتشرت صوره في شوارع بيروت وقد كُتب عليها "الناطق باسم الأمة"، بينما يتنافس الأطفال في الجزائر على تأدية دوره في مسرحياتهم وألعابهم، وحتى في تركيا صار تقليد أبي عبيدة لعبةً للأطفال فضلا عن تعليق صوره في بعض المقاهي.
وقد انتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال صغار من مختلف البلاد العربية وهم يتابعون خطاباته أو يقلدونه، وكذلك صور أخرى لمسنين يقفون بإجلال، رغم مرضهم، وهم يُشاهدون خطابه.
حضر أبو عبيدة في الثقافة الشعبية والأغاني العربية بداية من معركة "سيف القدس" عام 2021 ، لكن المكانة الاستثنائية واسعة النطاق التي يتمتع بها اليوم بالتزامن مع معركة "طوفان الأقصى" تُعَدُّ تطوُّرا لافتا. فلم يعُد "أبو عبيدة" مع هذه الحرب مجرد ناطق إعلامي باسم القسام للحديث عن تطوّرات الأحداث وأداء المقاومة من ورائه فحسب، وإنما بات الارتباط به أشبه بالارتباط بقائد مُلهم في بلاد لم تختر قادتها بإرادتها منذ زمن طويل.
كما أن صدق ابو عبيدة في تصريحاته الصحفية أكسبه ثقة كل وسائل الإعلام العربية والعالمية، ولعل ماحدث في أحد حواراته مع قناة الجزيرة الفضائية سابقا يؤكد ذلك، حيث سأله صحافي "الجزيرة" عن عدد الذين شاركوا في العمليات، توقف أبو عبيدة للحظات ثم قال دعني لا أحصي عددا، وحين أعاد الصحافي التساؤل عما إن كانوا عشرات أم مئات، أجاب أبو عبيدة بأنهم "عشرات"، مُفضِّلا الدقة على المبالغة في تضخيم عدد المشاركين. من أجل هذه المصداقية سرعان ما أصبح الرجل مفتاح تواصل "حماس" مع الجماهير العربية، فحرصه على احترام الجمهور العربي وتقديم المعلومات الدقيقة الموجزة قدر الإمكان، بات له بالغ الأثر في بناء المصداقية بينه وبين الشارع العربي[6].
ومن دلائل قبول هذا الملثم، ونجاح الآلة الإعلامية الحمساوية في تسويقه، سيل التقارير المتتالية في الصحافة العالمية والعربية عن هذا الرجل، الذي فضح أكاذيب “إسرائيل”.
وقد نشر موقع " يورونيوز"، الصوت القوي لأروبا، تقريرا مطولا عن تصريحات أبو عبيدة بعنوان "المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة: "غزة ستصبح مقبرة للجيش الإسرائيلي"[7].
كما نشرت صحيفة وموقع "وول ستريت جورنال" تقريرا بعنوان "معدل قتل الجنود الإسرائيليين في غزة أكثر من ضعف 2014"، اعتمد فيه على تصريحات أبو عبيدة وإحصائيات وسائل إعلام حماس[8].
موقع قناة الحرة الامريكية نشر بدوره تقريرا بعنوان "أدرعي يكشف هوية "أبو عبيدة".. وإعلام إسرائيلي: المعلومات ليست جديدة"، ناقش من خلاله تأثيرات خطابات أبو عبيدة على العالم، وكشف الحقائق عن معركة طوفان الأقصى[9].
كما فرض أبو عبيدة، بتصريحاته الجادة الصادقة، نفسه على الصحف العربية، ومن أمثلة ذلك تقرير بعنوان "الملثّم: رمز معركة غزة (بروفايل)"، نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أكدت فيه أن أبو عبيدة نجح في تغيير قناعات كثير من وسائل إعلام العالم[10].
ونشر موقع "السعودية تايمز" تقريرا عن البطل الملثم بعنوان "أبو عبيدة خلال 17 عاما.. من ناطق عسكري إلى أيقونة"، عرض فيه مدى تأثير الرجل الملثم على إعلام العالم[11].
كذلك نشر موقع "الجزائر تايمز" تقريرا عن أبى عبيدة بعنوان "أبو عبيدة ملثم يقض مضاجع الصهاينة"، أكد فيه أن أبي عبيدة أصبح أيقونة عالمية للنضال[12].
وأظهر موقع "الخليج أون لاين" في تقرير بعنوان "أبو عبيدة".. نجم الحرب وقائد المعركة النفسية مع الاحتلال" مدى تأثير هذا الرجل في الشارع الإسلامي والعربي، وأن تصريحاته وإطلالاته أصبحت مصدر بهجة في ظلام الاعتداءات “الإسرائيلية"[13].
ونشر موقع "عرب نيوز 24" تقريرا مطولا عن تأثير كاريزما "أبو عبيدة" في الإعلام العالمي بعنوان "خطابات أبي عبيدة والاتصال بالجماهير.. كيف تدير المقاومة إعلامها في الحرب؟"[14].
وأكد موقع " تى آر تى عربي" التركي الرسمي، في تقرير له بعنوان "أبو عبيدة.. صوت المقاومة الفلسطينية في ظل الصراع"، التأثير القوى لتصريحات أبى عبيدة المدعومة بالصوت والصورة على فضح أكاذيب الإعلام “الإسرائيلي” والغربي[15].
كما أبرزت الصحف المصرية كل تصريحات أبى عبيدة، ومن أمثلة ذلك ما نشره "المصري اليوم" بعنوان "أبوعبيدة: كتائب القسام أصابت 335 آلية عسكرية إسرائيلية.. والمجاهدون يشهدون بطولات فى الميدان"[16].
كما نشر موقع "مصراوي" خبرا بعنوان "إعلام الاحتلال يؤكد تصريحات "أبو عبيدة" عن النيران الإسرائيلية الصديقة في غزة"؛ لإظهار مدى ما تتمتع به تصريحات ابو عبيدة من مصداقية[17].
خلاصات:
من خلال المحاور السابقة، يمكننا اكتشاف كيف أفشلت "حماس" المخطط الصهيوني لتشويه سمعتها بعد "طوفان الأقصى"، وكيف تحكمت الخطابات الإعلامية للمقاومة عموما في رسم ملامح المعركة.
يتضح أيضا أن "حماس" وضعت خطة إعلامية لتوظيف الإعلام في الحرب النفسية ضد "إسرائيل"، وحرصت منذ بداية "طوفان الاقصى" على نقل الحقائق بالصوت والصورة، مع ظهور العسكريين والسياسيين يوميا منذ 7 أكتوبر، وهو ما ساهم في دحض أكاذيب العدو، وإبراز الخسائر المادية والبشرية التي تلحق بجيش الاحتلال بشكل يومي.
كذلك نجح خطاب حماس الإعلامي في مهمته "التعبوية" في غزة ومدن الضفة، وفي تغيير قناعات الشارع الغربي ودفعه للتظاهر لمناصرة غزة .
وكان ملحوظا طوال الوقت أن الخطاب الإعلامي للمقاومة قد نحى الخلافات الفصائلية وسعى لتوحيد الصف، كما أن "حماس" نجحت في توظيف ورقة الأسرى إنسانيا وحازت إعجاب العالم في معاملتهم وتسليمهم، ونجحت أيضا في صناعة أسطورة "ابو عبيدة" الذي لا ينافسه أحد في شعبيته.
المصادر:
[1] "حماس والإعلام: السياسة والاستراتيجية" ، مركز رؤية للتنمية السياسية ، 19 ديسمبر، 2016، https://cutt.us/vor0h
[2] "حملة إعلامية إسرائيلية ضخمة ضد «حماس»" ، الشرق الأوسط ، 11 أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/k3cEe
[3] "سقوط مهني فاضح لوسائل الإعلام الغربية.. وحماس تؤكد عدم استهداف المدنيين والأطفال" ، موقع حزب العدالة والتنمية، 11 أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/TfqCA
[4] مني قشطة، "حرب موازية.. كيف وظّفت حركة حماس الآلة الإعلامية خلال عملية “طوفان الأقصى”؟"، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتجية ، 14 نوفمبر 2023 ، https://ecss.com.eg/38212
[5] أحمد صلاح مقاوي ، "إعلام حماس: جهاد على الجبهات الإلكترونية" ، المصري اليوم ، 23 نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/EL8PA\
[6] "أبو عبيدة.. الصوت الصادق في زمن الصور الكاذبة" ، الجزيرة نت، 20نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/qpolQ
[7] "المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة: "غزة ستصبح مقبرة للجيش الإسرائيلي""، يورونيوز ، 31أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/Uib4G
[8] "وول ستريت جورنال: معدل قتل الجنود الإسرائيليين في غزة أكثر من ضعف 2014" ، الجزيرة نت ، 4 نوفمبر 2023، https://cutt.us/MA9JZ
[9] "أدرعي يكشف هوية "أبو عبيدة".. وإعلام إسرائيلي: المعلومات ليست جديدة"، الحرة ، 25 أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/dhRUA
[10] "الملثّم: رمز معركة غزة (بروفايل)"، الشرق الاوسط ، 1 نوفمبر 2023، https://cutt.us/Q5baL
[11] "أبو عبيدة خلال 17 عاما.. من ناطق عسكري إلى أيقونة" ، السعودية تايمز، 3 نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/xFioA
[12] " أبو عبيدة ملثم يقض مضاجع الصهاينة" ، الجزائر تايمز، 3نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/33eel
[13] "أبو عبيدة".. نجم الحرب وقائد المعركة النفسية مع الاحتلال" ، الخليج أونلاين ، 2نوفمبر 2023، https://khaleej.online/2333JA
[14] "خطابات أبي عبيدة والاتصال بالجماهير.. كيف تدير المقاومة إعلامها في الحرب؟" ، عرب نيوز 24، 21 اكتوبر 2023 ، https://cutt.us/XwYZK
[15] "أبو عبيدة.. صوت المقاومة الفلسطينية في ظل الصراع" ، تى ار تى عربي ،11 أكتوبر 2023، https://cutt.us/e1brZ
[16] "أبوعبيدة: كتائب القسام أصابت 335 آلية عسكرية إسرائيلية.. والمجاهدون يشهدون بطولات فى الميدان"، المصري اليوم ، 23نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/BMKen
[17] "إعلام الاحتلال يؤكد تصريحات "أبو عبيدة" عن النيران الإسرائيلية الصديقة في غزة" ، مصراوي، 20 نوفمبر 2023، https://cutt.us/HykGF