الأقلية المسلمة فى بوتسوانا.. حرية دينية بلا قيود

الأربعاء - 2 فبراير 2022

 

  • إقبال كبير على الإسلام رغم حداثة وصوله إلى بوتسوانا
  • الأقلية المسلمة تشكل 3%من السكان وبالمرتبة الثالثة بعد المسيحيين والوثنيين
  • أجواء حرية يعيشها المسلمون فى بوتسوانا بعكس البلدان الأخرى
  • دستور بوتسوانا يسمح بالحرية الدينية وليس للبلاد دين رسمي

 

بوتسوانا بلد يقع جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا الجنوبية، وكانت فى السابق محمية بريطانية تعرف باسم "بيتشوانا لاند"، ولكنها اعتمدت اسمها الجديد بعد أن نالت استقلالها ضمن مجموعة دول الكومنولث فى يوم 30 سبتمبر 1966.

ويشكل الإسلام ثالث أكبر ديانة في بوتسوانا بعد المسيحية والوثنية.

وكعادة الجنوب وشرق الجنوب الإفريقي، جاء الإسلام إلى بوتسوانا عن طريق التجار القادمين من الهند، فكان التاجر يعمل عمل الداعية والشيخ والإمام بين السكان الأصليين .

كما وصل الإسلام إلى بوتسوانا أيضا عن طريق المهاجرين المسلمين من جنوب وجنوب شرق آسيا الذين استقروا في المنطقة خلال الحكم الاستعماري البريطاني.

وفي أواسط القرن الماضي، ظهرالإسلام بقوة مع تنشيط أعمال المناجم، وتوافد العمال من دولة ملاوي إليها، ومن دول إفريقيا الغربية.

 ويشير باحثون إلى أن الإسلام في تنام مطرد في بتسوانا، ولازال الإسلام يكسب أعدادًا جديدة من الأتباع، على الرغم من تأخر ظهوره في هذا البلد".

 والأقلية المسلمة معظمها من أصل آسيوي ويتركزون في العاصمة جابورون وفي مدينة لوباتسي ويحترف أغلبهم أعمال التجارة والأعمال الحرة .

المساجد:

 يوجد مسجد في مدينةُ غابورون العاصمة، كما يوجد مسجد آخر في مدينة لوباتسي ومسجد ثالث في مدينة مولمبولولي ويتلحق بكل مسجد مدرسة لتعليم أبناء المسلمين تعاليم الدين الإسلامي، وهذه المدارس الدينية التي تكون ملحقة بالمساجد أو تكون مستقلة عن المسجد، تعتبر مقصد الشباب المسلم فى هذه البلاد، حيث يستمدون منها تعاليم الدين الإسلامي من فقه وحديث و تعليم للغة العربية أيضًا .

التحديات:

 يعاني مسلمو بتسوانا عجزاً كبيرا  في أعداد الدعاة وفي التعليم الديني والكتب الإسلامية باللغة الإنجليزية، لغة البلاد الرسمية .

كما أن التعليم الإسلامي فى بوتسوانا  مر بمراحل ضعيفة ومتأخرة التطور كثيرًا، فكان الحل السفر إلى الدول المجاورة لتلقي العلم من مدارسها الدينية، مثل دولة موزمبيق على سبيل المثال، لكن مازال هذا الأمر قاصرا على أبناء الأغنياء فقط الذين يستطيعون الإنفاق لإتمام تعليمهم الديني.

ولا يخلو الأمرمن بعض المضايقات للمسلمين،  فقد أعلن الرئيس البوتسواني "إيان خاما " في خطاب له أن حكومته بصدد إعداد مسودة قانون يسمح بذبح الحيوانات والطيور دون التقيد بشرط الذبح على الطريقة الإسلامية، وكان الذبح فى هذه البلاد يتم بطريقة التذكية الشرعية حسب تعاليم الدين الإسلامي وكان من يقومون بعملية الذبح من المسلمين.

 الهيئات الإسلامية:

توجد عدة هيئات إسلامية في بوتسوانا تهتم بأمور المسلمين وتعمل على دعم ونشر الدين الإسلامي ، منها جمعية بوتسوانا الإسلامية، والمجلس الإسلامي ، وحركة الشباب المسلم، وتقوم هذه الهيئات بالسعي لسد النقص الحاد في عدد الدعاة المسلمين ومعلمي اللغة العربية والنقص في الكتب الإسلامية باللغة الإنجليزية وتعليم اللغة العربية وتعلم أحكام الإسلام.

المساحة و السكان:

تبلغ مساحة بوتسوانا حوالى 600,370 كم2، وعلى الرغم من أن بوتسوانا بلد ذو كثافة سكانية صغيرة، تبلغ قرابة 2 مليون ونصف تقريبًا، إلا أنها تعد نموذجاً فى التنمية الناجحة في العالم، فبعد استقلالها كانت بوتسوانا واحدة من أسرع معدلات النمو في نصيب الفرد من الدخل في العالم.

واللغة الرسمية هي اللغة الإنجليزية ويوجد إلى جوارها عدد من اللغات المحلية وهى لغات القبائل التي تقطن بوتسوانا.

 التسامح الديني:

يسمح دستور بوتسوانا لشعب البلاد بممارسة الدين الذي يختارونه ولا يُعترف بأي دين كدين رسمي للدولة.

وعلى الرغم من السماح للمبشرين بالعمل بحرية فى طول البلاد وعرضها نظرا لوجود الكنيسة الكاثولكية الرومانية، إلا أنه لا يتم التسامح مع التحويل القسري من دين إلى دين.

وبرغم من أنه الرئيس البوتسواني "إيان خاما" مُصنف من أكثر الرؤساء عنصرية في العالم، إلا أن بوتسوانا تشهد تواجدًا للمسلمين بحكم كون الإسلام ثالث أكبر ديانة فيها بعد المسيحية والوثنية.