الأيادي الإماراتية القذرة.. أسرار الحرب الإعلامية الكونية ضد "الإخوان"
الأربعاء - 29 مارس 2023
- الإمارات قادت الانقلابات على "الربيع العربي" بالمال والإعلام وأنفقت ملايين الدولارات
- استهداف المؤسسات الإسلامية في أوروبا بعد انقلاب السيسي ضد الرئيس مرسي مباشرة
- نجل يوسف ندا أحد ضحايا الاختراقات الإماراتية القذرة لشبكات المال والإعلام في أوروبا
- الإمارات مولت حملة دولية لتشويه قطر وإظهار مسئوليها كمنحرفين وفاسدين ومتطرفين!
- شركة سويسرية تستقطب صحفيين من جنسيات مختلفة لتحقيق أهداف الإمارات الهجومية
لم يعد خافيا على أحد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل كرأس حربة في المنطقة، بل وفي العالم كله، ضد المشروع الإسلامي بكل تفاصيله، وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين.
تستخدم حكومة الإمارات كافة الأساليب القذرة وغير الأخلاقية لتشويه صورة الإخوان وضرب الكيانات القريبة منهم، أو حتى الأشخاص المتعاطفين معهم، وكثيرين ممن ليس لهم أي صلة بالجماعة سوى أنهم أبناء أو أحفاد أشخاص كانوا- أو ما زالوا- منتمين للإخوان.
كوّنت الإمارات، منذ الربيع العربي في 2011 وصعود الإخوان للحكم في مصر 2012، جماعات ضغط كبيرة، واشترت ذمم عشرات الصحفيين العرب والغربيين، وأنشأت مراكز أبحاث خاصة، وتعاقدت مع شركات علاقات عامة بملايين الدولارات، من أجل إسقاط حكم الإخوان أولا في مصر، وإفشال التجربة الديمقراطية في تونس وغيرها من الدول، ثم ملاحقة كل ما هو إسلامي على وجه الأرض بالشائعات والمعلومات الملفقة؛ وصولا إلى تأثير مادي ومعنوي واسع النطاق على كل من ينتمي للإخوان أو يتعاطف معهم، في الوقت الذي تفتح فيه الإمارات أبواب التطبيع على مصاريعها مع الكيان الصهيوني، حيث بات من البديهيات أن هذه الدولة الخليجية هي اللاعب الدولي الرئيس الآن في مشروع استئصال الإخوان والتمكين للكيان في المنطقة.
أحدث ما كٌشف عنه في هذا السياق تحقيق تحت عنوان "الأسرار القذرة لحملة تشويه" نشرته مجلة "نيويوركر" الأمريكية، الإثنين 27 مارس 2023، كتبه الصحفي الأمريكي المعروف ديفيد دي كيركباتريك، مراسل صحيفة نيويورك تايمز، والذي عمل رئيسا لمكتب الجريدة في القاهرة وعاش أحداث ثورات الربيع العربي والانقلاب عليها، ومؤلف كتاب "في أيدي الجنود: الحرية والفوضى في مصر والشرق الأوسط".
قال " كيركباتريك" إن الإمارات تسعى جاهدة لاستهداف المؤسسات الإسلامية في أوروبا، وذلك من خلال الاستعانة بشركة تدعى "ألب سيرفيسيز" للاستخبارات، وقد بدأت نشاطها بخصوص استهداف هذه المؤسسات الإسلامية بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، ضد الرئيس الراحل محمد مرسي في عام 2013.
أضاف أن " الإمارات حددت قائمة من المنظمات الإسلامية ووضعتها على قوائم الإرهاب لديها؛ من أجل البدء في حملات لتشويهها في الغرب من أجل تقويض نشاطها. ومن بين هذه الجمعيات، منظمة الإغاثة الإسلامية، ومركز العلاقات الأمريكية الإسلامية، والجمعية الإسلامية الأمريكية، والعديد من الجمعيات المدنية التي كان أعضاء في جمعية الإخوان المسلمين من بين مؤسسيها."
استهداف نجل يوسف ندا
وضمن تحقيقه التقى " كيركباتريك"، حازم ندا، نجل القيادي الإخواني المعروف يوسف ندا، حيث أوضح ندا الابن أنه في صيف عام 2017، تلقى رسالة نصية آلية من شركة الهاتف المحمول الخاصة به، تسأله عن مستوى خدمة العملاء لدى الشركة، وهو ما أثار لديه الريبة والشك.
يقول ندا ، وهو أمريكي يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عامًا ويعيش في كومو بإيطاليا: اتصلت بصديق في الشركة؛ حيث اكتشف أن هناك شخصاً قد انتحل هويتي، وحصل على نسخ من سجل مكالماتي.
بعد بضعة أسابيع من هذه الواقعة؛ تم تنبيه ندا من قبل مدير حسابه في بنك كريدي سويس، بأن محتالًا لا يبدو مثل ندا – لديه صوت أخن وطفولي – قد اتصل هاتفيا بمدير الحسابات وطلب تفاصيل مصرفية، وعليه شعر ندا بأن "هناك من يحاول الاحتيال عليه".
وبحسب الترجمة المنشورة في موقع "عربي بوست"، 27 مارس 2023، لتحقيق "كيركباترك"، تلقى ندا مكالمة زائفة أخرى في خريف سنة 2017، فقد اتصل به رجل تظاهر بأنه يمثل سيتي بنك وطلب معلومات مصرفية عن شركة "لورد إنيرجي" التي يملكها ندا، مدعيا أنه يريد إجراء عملية دفع.
وفي ديسمبر من تلك السنة، ظهر اسم الشركة بشكل غير متوقع في موقع استخباراتي اسمه "أفريكا إنتليجنس"، وكان المحتوى ظاهريا يتعلق بتأخير مغادرة ناقلة "لورد إنيرجي" من الجزائر؛ حيث أبقى ندا الناقلة في البلاد لإجراء إصلاحات طفيفة، لكن "أفريكا إنتليجنس" قال إن السلطات الجزائرية منعتها. والأغرب من ذلك؛ أن المقال ألمح إلى أن التأخير كان مرتبطًا بانهيار بنك يملكه والد حازم، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.
افترض حازم أن ما يحدث له كان مؤامرة، ولكن في 2018، نشر الصحفي سيلفان بيسون، الذي ألَّف كتاباً يزعم فيه أن يوسف ندا متورط في مؤامرة إسلامية مفترضة، مقالاً في صحيفة "لوتون" السويسرية، زعم فيه أن شركة لورد إنيرجي "كانت غطاءً لخلية الإخوان المسلمين"!.
بعد ذلك، أدرجت قائمة التحقق العالمية "وورلد تشيك"، وهي قاعدة بيانات تعتمد عليها البنوك لفحص هوية العملاء، كلا من حازم و"لورد إنيرجي" ضمن الفئة الخطيرة التي لها علاقة بـ"الإرهاب"، وانسحبت خمس مؤسسات مالية من المفاوضات مع ندا، وألغى بنك "يو بي إس" حسابه الشخصي، وحتى الحساب الخاص بوالدته.
وبعد تسعة أيام؛ حذفت قائمة التحقق العالمية اسمه من القائمة، وكتب أحد محاميي الشركة رسالة اعتذار إلى ندا، مفادها: "تم ارتكاب خطأ"، وقدّم "خطاب اعتذار" يمكن عرضه على المقرضين، لكن الضرر الناجم عن تلك الخطوة أصبح ملموساً، ففي ديسمبر 2018، توقف مصرفيو "كريدي سويس" الذين كانوا يتعاملون مع "لورد إنيرجي" لفترة طويلة، عن التعامل معها.
نتيجة لذلك قامت شركة لورد إنيرجي بتسريح موظفيها، نتيجة عدم قدرتها على تمويل شحناتها، واستمرت نوبات الهلع عدة أشهر.
وقد اشتكى ندا للشرطة السويسرية من أن شخصاً ما كان ينظم حملة لتشويه سمعته، وبعد تحقيق سريع، التقاه ضابط لشرح سبب إغلاق القسم لملفه. وبعد أن التقى ندا ضابطَ الشرطة السويسرية، أرسل بريداً إلكترونياً إلى صندوق البريد العام المدرج على موقع شركة "ألب سيرفيسيز" المعنية بالتجسس والاختراق، يشكو من "الاحتيال والاتصالات المخادعة للحصول على معلومات"، واقترح حل المسألة "ودياً". لكنه لم يتلق أي رد.
وفي مطلع سنة 2021، أرسل ندا بريداً إلكترونياً إلى الشركة مرة أخرى، مهدداً بـ"التداعيات الشخصية والمهنية على الوكلاء والشركة" إذا لم تصحح شركة "ألب سيرفيسيز" المزاعم الكاذبة التي يبدو أنها انتشرت.
بحلول أبريل من تلك السنة، كان التوتر الناجم عن انهيار "لورد إنيرجي" يؤثر بشكل سلبي على حياته، وتزامن ذلك مع تلقيه رسالة مشفرة من رقم فرنسي غير مألوف، وادعى المرسل، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه يتحدث نيابة عن مجموعة من المخترقين المتمرسين الذين اخترقوا حسابات شركة "ألب سيرفيسيز" على الإنترنت. وكدليل، قدَّم المرسل إلى ندا نسخة من رسالة التهديد التي أرسلها إلى بريد شركة "ألب". تساءل: هل كانت هذه خدعة من شركة "ألب" نفسها؟ لكن المرسل أطلع ندا على رسائل بريد إلكتروني داخلية لشركة "ألب" توجه النشطاء لكتابة مقالات على الإنترنت تصفه بأنه متطرف.
رسائل غريبة من جانب "هاكرز"
المخترقون أرسلوا إلى ندا رسائل غريبة باللغة الإنجليزية تتخللها اللغتان الفرنسية والإيطالية، وطلبوا منه أن يدفع لهم. تساءل: هل استهدف المخترقون شركة "ألب سيرفيسيز" كجزء من نزاع غير ذي صلة ثم اكتشفوا شيئاً اعتقدوا أنه يمكنهم بيعه؟ أم أنهم استهدفوا محققاً خاصاً في جنيف على افتراض أنه يحمل أسراراً قيّمة؟
أبلغ ندا السلطات السويسرية بذلك في غضون يومين من الاتصال الأول، وتوجه عميل المخابرات السويسرية، أنطونيو كوفر والتقط صوراً للرسائل المشفرة.
وفي كلتا الحالتين، عرضوا على ندا شراء ملفات شركة "ألب" التي بحوزتهم وضمن ذلك رسائل البريد الإلكتروني، والعروض والتقارير، والصور، والفواتير، والمكالمات الهاتفية المسجلة، مقابل 30 مليون دولار من العملات المشفرة.
وفي حين أخبر ندا المخترقين بأنه ليس مستعداً ولا قادراً على الدفع لهم مقابل معلوماتهم، استمروا في إرسال الرسائل إليه. وبعد نحو أسبوعين، قدموا له طلباً مختلفاً: أرادوا أن يعمل ندا كمرسال، ويقدم عرضهم إلى مشترٍ محتمل أكثر ثراءً، وكان المخترقون يضغطون على ندا لتسييج كنزهم المسروق. ومع ذلك، كان من الصعب عليه مقاومة فرصة الانتقام.
حملة تحصين النظم الاستبدادية
ينقل كيركباتريك عن حازم ندا قوله: "تظهر صورة محمد بن زايد كالشريط أمام عيني. وهو تاجر نفط لا يريد منك سوى الخروج من المنطقة".
"كيركباتريك"، ذهب إلى أن محمد بن زايد، رئيس الإمارات الحالي، دفع مبالغ كبيرة لجماعات الضغط ومراكز الفكر والمسؤولين الحكوميين السابقين لزيادة نفوذه في الغرب.
ومنذ انتفاضات الربيع العربي في سنة 2011، قاد محمد بن زايد حملة عبر الشرق الأوسط لاستعادة وتحصين النظم الاستبدادية في المنطقة.
في غضون ذلك، راهن محمد بن زايد- في ادعاء القيادة الإقليمية- على فكرة أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قوة تحديث في منطقة متخلفة بشكل خطير، واعتبر أن جماعة الإخوان تجسيدٌ لذلك التخلف، وحذَّر من أن الإسلاميين سيفوزون في انتخابات حرة بأي دولة ذات أغلبية مسلمة.
وتصاعدت حدة التوترات بين الإمارات وقطر في أوائل سنة 2017، وتباهى كل جانب بالمحامين وجماعات الضغط ومستشاري العلاقات العامة أثناء كفاحهما من أجل النفوذ في عواصم الغرب، وتسابق المحققون الخاصون أيضاً للاستفادة من هذه الأزمة.
ذكرت نشرة "إنتلجنس أونلاين" أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر تتفوق بسرعة على الأوليغارشية الروس كعملاء رئيسيين لشركات العلاقات العامة والتحقيق الخاصة الدولية. في الوقت نفسه، أبرمت شركة "ديليجنس"، التي حاول ماريو بريرو صاحب شركة "ألب سيرفيسز" التفوق عليها في جنيف، عقوداً مع قطر.
ومن الواضح أن بريرو قد أوصى الإماراتيين بالعمل مع رولان جاكار، الصحفي الفرنسي اللبناني المولد ومستشار الحكومة الفرنسية، الذي ادعى أنه خبير في التطرف السري للمسلمين الأوروبيين. وتضمنت الملفات التي تم اختراقها من شركة "ألب سيرفيسيز " ما يبدو أنها مذكرات مكتوبة بخط اليد لجاكار حول الاستعداد لحملة ضد قطر والإسلاميين الفرنسيين، وتُظهر السجلات المالية أن شركة "ألب" دفعت له عمولةً قدرها 10% على عقودها الإماراتية.
في أغسطس 2017، وصل بريرو إلى فندق فيرمونت بأبوظبي في ضيافة حكامها، وكان قد أعد حواراً من 14 صفحة؛ لإقناع الإماراتيين بالدفع له لمواجهة قطر وحلفائها من "الإخوان المسلمين". كتب بريرو في ملاحظاته: "نهدف إلى تشويه سمعة أهدافنا من خلال نشر المعلومات المحرجة والمُسومة بتكتم وعلى نطاق واسع: في أعين وسائل الإعلام العامة، سوف يظهر المسؤولون على أنهم منحرفون أو فاسدون أو متطرفون".
كان العميل الإسمي الإماراتي لشركة "ألب سيرفيسيز" شركة إماراتية تسمى "أرياف للدراسات والبحوث"، لكن ملفات "ألب" توضح أن الفواتير ذهبت إلى محمد بن زايد آل نهيان.
التقى بريرو في أبو ظبي بمضيفه حمد مطر النيادي، وهو شرطي سابق ورجل أعمال، وكان يناديه باسم "مطر"، وأظهرت الصور التي أخذها منه أحد عملاء شركة ألب ذلك.
وفي وقت لاحق، استقبل بريرو مطر في فندق "بور أو لاك"، في زيورخ، جنباً إلى جنب مع المساعد الوزاري للشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي، علي سعيد النيادي المشار إليه في الملفات باسم "سعادة، والذي يشغل حاليا منصب رئيس ”الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث“ بالإمارات.
بعدها أرسل بريرو خطاباً رسمياً يشكر فيه محمد بن زايد آل نهيان على "شرف تقديم خدماتنا لبلدكم".
ابتزاز لتعلية فاتورة "الإخوان"
كان بريرو يخطط لإخبار الإماراتيين بأنه بالنظر إلى "السرية الشديدة لجماعة الإخوان المسلمين"، فإن إجراء تحقيق عنهم سيكون "مكلفاً بشكل غير عادي"، حيث كتب في رسالة عبر واتساب بعد اجتماع أبوظبي: "نحتاج إلى أن نكون صريحين بشأن هذه الحالة: للحصول على معلومات استخباراتية مفيدة ومثالية لتغيير قواعد اللعبة، خاصةً المستندة إلى الأدلة، تظل أفعالنا معقدة للغاية ومحفوفة بالمخاطر وكثيفة الموارد".. وفي عملية تدقيق داخلية، سجّل أن دولة الإمارات العربية المتحدة وافقت على ميزانية أولية من أربعة إلى ستة أشهر بمليون ونصف المليون يورو للحصول على دليل ملموس حول قطر والإخوان المسلمين في أوروبا.
في البداية، اقترح بريرو استهداف الأشخاص الذين سبق أن وصفهم بأنهم متعاطفون مع الإخوان، ولكن يبدو أن فكرة استهداف ندا، نشأت في محادثات مع سيلفان بيسون، الصحفي السويسري في "لوتون" الذي كتب سابقاً عن والد حازم، يوسف ندا.
وعليه قام بريرو بتضمين بيسون في قائمة مبكرة من المصادر المحتملة لمشروع الإمارات العربية المتحدة وجدولة عدة مهمات معه في أثناء الترويج للإماراتيين. تم إرفاق اسم بيسون بمسودة مذكرة مبكرة حول ندا، وعلى مخطط يظهر حازم ندا و"لورد إنيرجي" في مركز شبكة مترامية الأطراف من الإسلاميين المفترضين!.
كذلك وفي أول تقرير رسمي لبريرو للإماراتيين، بتاريخ 6 أكتوبر 2017، كتب: "لماذا حازم ندا؟". وأجاب في 48 صفحة على هذا السؤال، مفترضا أن "الابن امتداد لوالده يوسف ندا، 86 سنة، ومن الطبيعي أن يسلم أعمال العائلة إلى الجيل القادم".
كتب بريرو إلى الإماراتيين مدافعاً عن مزاعمه: "يبدو أن شركة لورد إنيرجي كيان مهم للغاية وسري للغاية، داخل نظام الإرهاب السري للإخوان المسلمين العالمي".
لم يكن بإمكان ندا أن يصدق أن الإماراتيين أصيبوا بجنون العظمة؛ فقد كشفت الملفات المسربة أن فيليب فاسيت، محرر مجلة "أفريكا إنتلجنس"، سعى بانتظام للحصول على معلومات من عملاء "ألب"، الذين كان يعرفهم على أساس الاسم الأول. ورأى ندا ذلك بعد أسبوع من أول تقرير لـ"أفريكا إنتلجنس"، إذ صاغ بريرو ملفاً من 16 صفحة بعنوان "سيلفان" وضّح العلاقات المفترضة لـ"لورد إنيرجي" مع جماعة الإخوان المسلمين. وعندما نشر سيلفان بيسون مقال "لوتون"، قدمه بريرو للإماراتيين كدليل على نجاحه المبكر في فضح ندا.
كذلك تفاخر عملاء شركة "ألب" للإماراتيين بأنهم نجحوا في إحباط جهود ندا لتصحيح العبارات المسيئة لشركة "لورد إنيرجي" على ويكيبيديا، وفي "تحديث عاجل" للإماراتيين في يونيو 2018، كتب بريرو: "طلبنا مساعدة الوسطاء المقربين الذين تصدوا للهجمات المتكررة، ليبقى الهدف الرئيسي شل حركة الشركة"، ومن أجل الضغط على الآخرين لتجنب "لورد إنيرجي"، أضافت "ألب" مزاعم مشكوكاً فيها حول الشركة إلى مدخلات ويكيبيديا لـ"كريدي سويس" واحتكار النفط الجزائري. وقام أحد العملاء باستخدام الاسم المستعار لوران مارتن بممارسة الضغط على قائمة "وورلد تشيك" بشأن "الإرهاب" المزعوم لشركة لورد إنيرجي.
حملة ضد " الإغاثة الإسلامية"
كانت أكبر حملة دبرتها الإمارات من خلال شركة "ألب سيرفسيز"، موجهة ضد منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، وهي مؤسسة خيرية دولية كبرى، تأسست سنة 1984 على يد عصام الحداد، الذي عاد لاحقاً إلى مصر ولعب دوراً بارزاً في جماعة الإخوان المسلمين.
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة الأكثر تشككاً تجاه المنظمة، وفي سنة 2014، بعد سنة من انقلاب السيسي، وضع الإماراتيون منظمة الإغاثة الإسلامية على قائمة عشرات المنظمات "الإرهابية" المحظورة، إلى جانب مركز العلاقات الأمريكية الإسلامية، والجمعية الإسلامية الأمريكية، والعديد من الجمعيات المدنية الغربية الأخرى التي كان الإخوان المسلمون من بين مؤسسيها. وفي سنة 2019، شن بريرو حملة ضد منظمة الإغاثة الإسلامية، ضمن اتفاقه الممتد مع أولاد زايد.