الإعلام الدولي يفضح تحركات "الإمارات" لتخريب السودان

الأحد - 11 فبراير 2024

  • "أبو ظبي" أقامت مستشفى وهميا في تشاد لتهريب السلاح لـقوات"الدعم السريع"
  • دول إفريقية استقبلت "حميدتي" وكأنه رئيس دولة وليس قائدا لمليشيا مسلحة!!
  • عداء الإمارات للإسلاميين ورغبتها في الاستيلاء على الثروات وراء تحركاتها المريبة
  • "حميدتي" يمول آلته الحربية من شبكة استثمارية تضم نحو 50 شركة مقرها دبي
  • تشاد تحولت إلى مركز تموين رئيسي لقوات التمرد بعد زيارة مسئولين إماراتيين لها

 

إنسان للإعلام- قسم الترجمة:

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير نشرته 19 يناير 2024، إن دولة الإمارات أنشأت مستشفى وهميا في تشاد؛ لتُهرب منه السلاح لـقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) ضد الجيش السوداني!!

قالت: عززت الإمارات دعمها لحمدان في يوليو 2023 إذ ظهر مستشفى جديد بنته الإمارات في أم جرس، وهي مدينة نائية تقع شرقي تشاد، وذلك لتوفير العلاج الطبي للاجئين السودانيين.

لكن أجهزة الاستخبارات الغربية سرعان ما أدركت أن طائرات الشحن، التي تحط على مهبط الطائرات القريب، كانت تحمل في الواقع أسلحة في طريقها إلى قوات الدعم السريع عبر هذا المستشفى الوهمي.

وكانت العملية الإماراتية لدعم الجنرال "حمدان" بمثابة مصدر قلق للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي شبكة عالمية تفخر بكونها محايدة، إذ يشعر مسؤولو الصليب الأحمر بالقلق حيال نشرات الإمارات الإخبارية الجديدة التي تحمل شعار الهلال الأحمر وتظهر على عمليات الإغاثة في أم جرس، ويُقال إنها تحت إدارة الهلال الأحمر الإماراتي.

وأكدت الصحيفة الأمريكية إنها حصلت على نسخة من تقرير جديد لمحققي الأمم المتحدة لم ينشر بعد، يستعرض مجموعة تفاصيل جديدة عن الكيفية التي هربت بها الإمارات الأسلحة القوية إلى قوات الجنرال حمدان، وذلك عبر دولة تشاد في الصيف الماضي.

وتشمل تلك الأسلحة الطائرات المسيّرة المسلحة، ومدافع هاوتزر، والصواريخ المضادة للطائرات التي تم إرسالها عبر رحلات شحن سرية وطرق تهريب صحراوية. وقد عززت تلك الإمدادات قدرات قواته لتتمكن من تحقيق سلسلة انتصارات متتالية غيّرت مسار الحرب في الأشهر الأخيرة.

تغير موازين القوى

وكشف التقرير الأمريكي أنه "كان للقوة النيرانية الجديدة التي حصلت عليها قوات الدعم السريع تأثير هائل على موازين القوى، سواءً في دارفور أو المناطق الأخرى داخل السودان"

ويقول الخبراء إن الإمارات تستغل ثرواتها الكبيرة وأسلحتها المتطورة لتوجيه مسار هذه المنطقة المضطربة من أفريقيا، التي ابتُلِيت بالصراعات لكنها تتمتع بثروات طبيعية هائلة وساحل ممتد على البحر الأحمر.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذا هو ما يفسر سر استقبال دول إفريقية مؤخرا لحميدتي وكأنه رئيس دولة، وفرش مجموعة من أكثر قادة القارة نفوذاً السجادة الحمراء أمام الجنرال حمدان، إثر وصوله على متن طائرة فاخرة لعقد الاجتماعات أواخر شهر ديسمبر ومطلع يناير وذلك بعد أن استبدل بدلة رجال الأعمال بزيه العسكري، وذلك على الرغم من أن محمد حمدان حميدتي ليس رئيساً للسودان، وإنما قائد فرقة شبه عسكرية سيئة السمعة تحارب للسيطرة على البلاد، فقد حظي بمعاملة الرؤساء خلال جولته السريعة الأخيرة التي زار فيها ست دولٍ أفريقية.

قالت "نيويورك تايمز": كانت الجولة المفاجئة بمثابة عودةٍ بارزة للقائد الذي انتشرت العديد من الشائعات حول وفاته أو إصابته منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل، بينما تتقدم قوات الدعم السريع التي يقودها حمدان بطول السودان، لتتغلب على الجيش النظامي للبلاد وتجبره على التراجع أمامها.

ويرجع الفضل في ذلك بدرجةٍ كبيرة إلى الدعم العسكري الذي تحصل عليه تلك القوات من الإمارات، الدولة النفطية الخليجية التي تبرز كصانعة للعروش في منطقة القرن الإفريقي.

دوافع دعم التمرد

بجانب طمع حكام الامارات في ذهب السودان والرغبة في الحصول على ميناء بحري سوداني علي البحر الأحمر، قالت "نيويورك تايمز" إن الدوافع الإماراتية لدعم حميدتي غامضة.

نقلت عن الخبراء وجود رغبة للإمارات في صفقات الموانئ والأراضي الزراعية، وذلك داخل جزء من أفريقيا تنظر إليه بدرجةٍ متزايدة على أنه باحتها الخلفية الاستراتيجية. كما يتحدثون عن عدائها قديم الأزل مع القوى الإسلامية أيضاً.

أوضحت أن أحدث تقارير الأمم المتحدة، الذي أعده خبراء يراقبون حظر الأسلحة المفروض على دارفور منذ عام 2005، يسلط الضوء على تكلفة تلك الطموحات.

إذ يوثق التقرير أحداث عنف واسعة النطاق ضد المدنيين رافقت تقدم قوات الجنرال حمدان، وضمن ذلك المذابح، والقصف، والتقارير عن مئات حالات الاغتصاب التي تذكرنا بالإبادة الجماعية المرتكبة في دارفور قبل عقدين من الزمن.

تلك الفظائع دفعت وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى اتهام قوات الدعم السريع رسمياً بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهير عرقي في السادس من ديسمبر الماضي.

لكن بعدها بأسابيع، كان الجنرال حمدان (حميدتي) على متن طائرة بوينغ تابعة لشركة Royal Jet، التي يديرها أحد مستشاري الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقد أثار الدعم الاماراتي لحميدتي قلق أمريكا، وفي أوائل ديسمبر 2023 أعلنت إدارة بايدن أن نائبة الرئيس، كامالا هاريس، قد أثارت مسألة الحرب في السودان بشكلٍ مباشر مع الشيخ محمد، وذلك على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ.

كما أثار مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، الموضوع بقوةٍ أكبر خلال مكالمةٍ هاتفية مع نظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، وفقاً لمسؤولٍ أمريكي كبير اطلع على المكالمة لكنه رفض كشف هويته؛ لمناقشته محادثات خاصة.

وقد حمّل نواب في الكونجرس وزارة الخارجية المسؤولية عن الإخفاق في التوصل إلى خطة لإنهاء الصراع، رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة منذ أشهر لإنهاء الحرب، إلى جانب السعودية.

استثمارات "دقلو" في دبي

ومنذ عام 2016 تقريباً، يرسل الجنرال حمدان مقاتلين إلى اليمن برواتب إماراتية، بحسب نيويورك تايمز، وقد استثمر تلك الأرباح لاحقاً في شبكة تضم نحو 50 شركة مقرها في دبي بالإمارات. وما تزال تلك الشركات تمول آلته الحربية، بحسب ما توصل إليه محققو الأمم المتحدة.

وتحدث عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى الصحيفة، شرط السرية بسبب حساسية المسألة، وقالوا: إن إدارة بايدن اختارت الدبلوماسي السابق ونائب الحزب الديمقراطي "توم بيرييلو" ليشغل منصب المبعوث الخاص إلى السودان، لكن التعيين تأخر بسبب النزاع حول هوية من سيرفع إليه بيرييلو التقارير، وحول حجم السلطة التي سيتمتع بها، خاصةً في تعامله مع الإماراتيين، بحسب ما ذكره أحد المسؤولين.

أشار لهذا أيضا وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، في تصريحات للتلفزيون السوداني بقوله: "حينما اندلعت الحرب اتّضح لنا وللعالم أجمع أن هناك دعماً عسكرياً ولوجستيا ومؤن تأتي لحركة التمرد من دولة الإمارات". (تغريدة)

قال، في التصريحات، التي نشرها موقع "الترا سودان"، 12 ديسمبر 2023، إن سياسة تشاد نحو السودان تبدلت أيضا بعد زيارات قام بها مسئولون إماراتيون لها، وتم اكتشاف نقل مؤن عسكرية لقوات حميدتي عبر حدودها ومرتزقة.

تحول سياسات تشاد

الوزير السوداني أكد أن سياسة تشاد نحو السودان "أخذت منعطفًا خطيرًا جدًا" بعد زيارات مسئولي الإمارات لها، وأصبحت هي مركز التموين والتشوين الرئيسي لقوات التمرد"، بعد أن كانت تتعاون مع السودان لمنع تهريب السلاح عبر الحدود.(تغريدة)

وكشف أن الإمارات شيدت مطار "أم جرس" بالقرب من الحدود السودانية، واستخدمته كقاعدة لها للتشوين والتموين والعلاج لقوات الدعم السريع.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية السوداني على خلفية استدعاء الخارجية التشادية السفير السوداني، واحتجاجها على ما صدر عن عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، الذي اتهم تشاد بدعم قوات الدعم السريع.

وكانت وزارة الخارجية التشادية قد أبلغت السفير السوداني في إنجمينا أنها تمهل السودان ثلاثة أيام للاعتذار عما بدر عن عضو السيادي ياسر العطا، وإلا فإنها ستفعل ما تراه مناسبًا من إجراءات.

لكن الوزير علي الصادق شدد على أن السودان "لن يعتذر" عن تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا، قائلًا: إن اتهاماته لتشاد لم تأت من فراغ، و"كان الأولى أن تطلب تشاد أن نمدها بأدلة أنهم يدعمون التمرد، وكنا سنمدهم بكل المعلومات".

وسبق هذا اتهام الجيش السوداني رسميا الإمارات بدعم "الدعم السريع،" بعد 7 أشهر من الحرب، وجاء الاتهام على لسان قائد كبير هو الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة، بحسب وكالة "رويترز" 28 نوفمبر 2023.

قال في كلمة أمام أعضاء جهاز المخابرات العامة في أم درمان: "المعلومات بترد لينا من المخابرات والمخابرات العسكرية ومن الخارجية الدبلوماسية بأنو دولة الإمارات بتودي طائرات دعما لهؤلاء الجنجويد".

ووصف "العطا" الامارات بأنه "دولة مافيا" و"تحب الخراب" وأشار لدعم الانقلابي حفتر ايضا للدعم السريع ضد الجيش.(تغريدة)

وقال العطا إن الإمارات أرسلت كميات من الإمدادات إلى قوات الدعم السريع عبر أوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد، والدعم يصل عبر مطار العاصمة التشادية نجامينا أيضا بجانب مطار أم جراس.

أقرأ التقرير الأصلي هنا