الإعلام المصري والشأن السوري..انقلاب ما بعد الانقلاب!
الأربعاء - 14 يونيو 2023
- انحاز بشكل كبير للثورة السورية بعد نجاح ثورة يناير في مصر
- تأييد الثورة السورية بلغ ذروته في عهد الرئيس مرسي بمؤتمر القاهرة
- إعلام الدولة العميقة هاجم الرئيس مرسي لموقفه من الثورة السورية
- حملة سلبية ضد قوى المعارضة السورية عقب انقلاب 3 يوليو 2013
- بوصلة الإعلام تغيرت تماما عقب زيارة وفد مصري لدمشق في 2017
- استخدم الإعلام فزاعة سوريا لتخويف المصريين من أي حراك ضد السيسي
- نشط الإعلاميون في التمهيد لعودة بشار الأسد للجامعة العربية والتطبيع مع نظامه
إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:
تمهيد
من النقيض إلى النقيض، تحولت معالجات الإعلام المصري للشأن السوري منذ عام 2011 إلى اليوم، فمع تعرجات السياسة تغير أداء الإعلام من الهجوم إلى الدفاع ومن التنفير إلى التبرير، ومع عودة النظام السوري الى جامعة الدول العربية وانتظامه في اجتماعاتها تغير المشهد تماما.
بعد الثورة المصرية، في 25 يناير 2011، كان الخطاب الإعلامي المصري مؤيدا للثورة السورية، ويعكس أخبار ائتلاف المعارضة السورية بشكل خاص، ثم زادت وتيرة العلاقات الدافئة بين ثوار مصر والشعب السوري في عهد الرئيس مرسي. ثم دخلت هذه العلاقات في مرحلة مختلفة مع انقلاب 3 يوليو 2013، حيث استمر الإعلام في بدايتها في الهجوم على نظام بشار الأسد، إرضاء لشركاء الانقلاب من السعوديين والإماراتيين، ولكن سرعان ما اختلف موقف الإعلام مع تحول موقف قائد الانقلاب "السيسي"، خاصة منذ عام 2017، حيث زار وفد إعلامي مصري سوريا والتقى هناك دائرة مقربة من بشار.
التحول الإعلامي لم يكن مستغربا، حيث يقف نظاما السيسي والأسد في نفس الخندق، لأسباب استراتيجية، تتعلق بالتصدي لثورات الربيع العربي، فضلًا عن سياسات تكتيكية حاول السيسي من خلالها توظيف الأسد لتحسين علاقات مصر بكل من أنقرة وطهران.
في هذه الدراسة نرصد تطور الإعلام المصري معالجات الإعلام المصري للشأن السوري، منذ ثورة يناير وحتى الآن، تبعا لطبيعة العلاقات بين النظامين، وذلك من خلال المحاور التالية:
المحاور
- تطور العلاقات المصرية السورية منذ ثورة يناير 2011 حتى انقلاب يوليو 2013
- إعلام الثورة المصرية ونصرة الثورة السورية
- تحول موقف الإعلام المصري من النظام السوري على مدى 10 سنوات
- دور الإعلاميين المصريين في تحسين وجه نظام بشار الأسد وتأييد جرائمه
أولا - تطور العلاقات المصرية السورية منذ ثورة يناير 2011 حتى انقلاب يوليو 2013
خلال 12 عاما من عمر الثورة السورية، تبدل نظام الحكم في مصر مرتين، وتبعا لذلك تبدل الموقف المصري من انتفاضة الشعب السوري، حيث بدأت الثورة السورية بعد إسقاط حسني مبارك في مصر وتولي المجلس العسكري بقيادة المشير حسين طنطاوي مسئولية الحكم، حيث آثر الصمت تجاه ما يحصل في سوريا، وبعد ذلك أتى الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي دعم الثورة السورية بشكل كبير، وعبّر علنًا عن تضامنه مع الشعب السوري، ليأتي انقلاب السيسي ويقلب كل شيء.
في عهد المجلس العسكرى ، وتحديدا في 19 مارس 2011، أوفد المشير طنطاوي اللواء مراد موافي، رئيس المخابرات العامة، لزيارة دمشق ولقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك بعد يوم من انطلاق الثورة السورية، وكان اللقاء قد رتِّب له سابقًا من خلال عدة اتصالات حصلت بين طنطاوي والأسد.
وفي 11 يونيو 2011، أكّد نبيل العربي، وزير خارجية مصر آنذاك، أن استقرار سوريا جزء من الأمن القومي العربي، وتمنّى أن تقدم الحكومة السورية مبادرة تتجاوب مع مطالبات الشعب بالديمقراطية والإصلاح والتغيير، كما قال العربي إن الجانب المصري "يقلِّل من التصريحات إلا أنه يعمل جهده من وراء الستار"!.
كان من الواضح أن القاهرة لم تكن لاعبًا رئيسيًّا في صياغة قرارات الجامعة العربية وتوجهاتها في عهد المجلس العسكري، ولم يكن لها موقف واضح ممّا يحصل في سوريا، نتيجة الأوضاع المصرية الداخلية التي أثّرت سلبًا على أداء وزارة الخارجية، إذ اتّسمَ الموقف المصري -حتى نهاية تموز/ يوليو 2011- باللاموقف، أو بعدم الاكتراث.
وفي أغسطس 2011 دعا وزير الخارجية المصري وقتها، محمد كامل عمرو، إلى الإسراع في إيجاد حل سياسي للأزمة لتجنّب تدويلها، وفي 24 سبتمبر 2011، طالب أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، النظام السوري بمراعاة مصالح بلده وتلبية متطلبات الشعب السوري، ووقف أعمال العنف والقتل التى يمارسها الجيش السوري ضد أبناء شعبه، وفي أعقاب ذلك أكّد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، رفض مصر التام لأي تدخُّل أجنبي في الشأن السوري تحت أي مسمّى من المسمّيات، مشدّدًا على أن وحدة سوريا تمثّل أولوية مطلقة يجب الحفاظ عليها في جميع الظروف.
ومع صعود نجم حزب الحرية والعدالة في الحياة السياسية المصرية، وفوزه بأغلبية البرلمان بمجلسيه، اضطر المجلس العسكري الحاكم لاستدعاء السفيرالمصري من دمشق في 20 فبراير 2012، في خطوة لإدانة عنف النظام السوري ضد شعبه، وفي مطلع مارس من نفس العام، دعمت القاهرة المبادرة العربية لحلّ الأزمة السورية سلميًّا بما "يحقن الدماء ويحفظ وحدة هذه البلاد وسلامتها الإقليمية".
في 5 مارس 2012، نجح مجلس نواب الثورة في توجيه ضربة قوية لنظام بشار الأسد، حيث أعلن د. سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المصري، أن البرلمان المصري قرّر تجميد علاقته مع مجلس الشعب السوري، وأنه يجري تنسيقًا مع ممثّلي الثورة السورية، وطرحَ مبادرة برلمانية مصرية لحلّ الأزمة السورية.
وفي 23 أبريل من نفس العام ، استقبلَ محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري، وفدًا من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة برهان غليون، وبحثا سُبل حلّ الأزمة ووقف العنف وحقن الدماء في سوريا.
مؤتمر للمعارضة السورية في القاهرة
وفي يوليو 2012 عُقد في القاهرة مؤتمر للمعارضة السورية بهدف توحيد مواقفها تمهيدًا للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد، وأعلن الجيش السوري الحر مقاطعته للمؤتمر، كما في نفس الشهر، أكّد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر تؤيد تشكيل هيئة للانتقال السياسي في سوريا، وقال إن مسألة وجود الرئيس السوري بشار الأسد من عدمه في مرحلة الانتقال هي مسألة يتمّ الاتفاق عليها في إطار هذه الهيئة
وبعد تولي الرئيس محمد مرسي الحكم في يونيو 2012، ناصر مواقف الثورة السورية وثوارها، بل وسعى لدعمها، وفي 26 سبتمبر من نفس العام، طالب الرئيس مرسي برحيل الأسد، ورفضه لأي تدخّل عسكري أجنبي في سوريا.
وفي 7 يناير 2013، حدّد الرئيس محمد مرسي 5 أولويات للتعامُل مع الأزمة السورية، مشيرًا إلى أن الثورة السورية ستمضي لتحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لتكون سوريا موحّدة حرة مستقلة، ثم أعلن يوم 16 من الشهر نفسه قطع العلاقات مع سوريا وغلق سفارتها فى القاهرة وسحب القائم بالأعمال من دمشق، وطالب حزب الله بإيقاف تدخّله فى الشأن السوري ودعا مجلس الأمن لفرض حظر جوي، بعد مؤتمره المشهور والمعروف بمؤتمر مناصرة سوريا . "1"
تبدل الخطاب الإعلامي بعد الانقلاب
وفي أعقاب انقلاب 3 يوليو 2013، تبدلت الأوضاع السياسية المصرية بالنسبة للملفات الخارجية بشكل كامل، فقد شرع النظام العسكري المصري في التضييق على السوريين الفارين من بطش النظام السوري، وذلك بعد أيام معدودة من إعلان الانقلاب، وفي 7 يوليو/ تموز 2013، أي بعد 4 أيام فقط من الانقلاب، فوجئ مئات اللاجئين السوريين بمنعهم من دخول الأراضي المصرية، وذلك بدعوى صدور قرار مفاجئ بمنع دخول السوريين إلى مصر دون الحصول على تأشيرة مسبقة، كان على رأس المحتجزين آنذاك هيثم المالح، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي احتجزته السلطات الأمنية في المطار عدة ساعات، قبل أن تسمح له بشكل استثنائي في الدخول. وقد اعتبر المالح أن قرار النظام المصري بمثابة "هدية لنظام بشار الأسد".
وبالتالي، بدا منذ اليوم الأول للانقلاب أن السلطة العسكرية سحبت الدعم الذي كان مقدمًا من الدولة المصرية للشعب السوري والسياسيين الداعمين للثورة والممثلين لها، ومنذ ذلك الحين أوقفت سلطة الانقلاب انتقاد الرسمي النظام السوري، وكان عام 2017 فاصلا في هذا التوجه، حيث اعتمدت وسائل الإعلام المصرية لهجة غير منحازة للشعب السوري، واكتفت بالحديث عن ضرورة “الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة”، وهو ما يعد دعمًا ضمنيًا لأجهزة الدولة التي يحكمها الأسد.
ولا شك أن هذا الوضع كان يصب في صالح النظام السوري، الذي كان منزعجًا من حكومة الرئيس مرسي بسبب مواقفها الواضحة الداعمة للشعب السوري وثورته.كذلك فإن كافة القنوات المستقلة المعبرة عن الشعب المصري أغلقت بعد الانقلاب، ولم يتبق سوى الإعلام المناهض للثورات والمقرب من الأجهزة الأمنية.
وحتى الدعم الشعبي العلني تراجع أيضًا بسبب الإجراءات الأمنية العنيفة التي اتخذتها السلطات عقب الانقلاب العسكري. ولا ينبغي هنا إغفال أن انتكاسة الثورة المصرية كان لها انعكاس سلبي معنوي على ثورات الربيع العربي الأخرى، نظرًا لأهمية مصر ومكانتها الإقليمية.
وبعد مرور سنتين من وصوله للحكم، أشار قائد الانقلاب "السيسي" بوضوح، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، إلى أن مصر تتبع سياسة دعم “الجيش الوطني السوري” التابع لبشار الأسد في مواجهة الجماعات التي وصفها بـ "الإرهابية"، معتبرًا أن الجيش السوري “قوة استقرار” في المنطقة.
ولم يكتف النظام العسكري بالتصريحات الداعمة ضمنًا وصراحة لنظام الأسد، لكن تحدثت تقارير مختلفة آنذاك عن تنسيق أمني وعسكري بين الجيشين المصري والسوري، لعل أبرزها ما نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية، في ديسمبر/ كانون الأول 2016، إذ أكدت انتقال مجموعة من الضباط المصريين من الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى سوريا منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وقد سبق أن صرح بشار الأسد، في لقاء مع قناة المنار اللبنانية، في أغسطس/ آب 2015، أن “سوريا ومصر يقفان في خندق واحد في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون أسماءهم كما تبدل مسميات أي منتج فاسد”، زاعمًا أن “الجهات الأمنية والسيادية في مصر رفضت قطع العلاقات مع سوريا في عهد الرئيس مرسي رغم إصداره قرارًا بهذا الشأن”.
وفي يوليو/ تموز 2016، أكد محمد بدر الدين زايد، السفير المصري في لبنان آنذاك، تأييد مصر للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا. ففي حواره مع إحدى الصحف السعودية، قال: “مصر تؤيد التدخل الروسي في سوريا، ونؤيد أي تدخل يستهدف التنظيمات المتطرفة في سوريا”. في الوقت الذي تجاهل فيه استهداف الطيران الروسي لمئات المدنيين السوريين وهجومه على مقرات الفصائل السورية الداعمة للثورة.
وفي عام 2017، سرّبت تقارير إعلامية توثيقًا بالصور والمقاطع المرئية لاستخدام جيش الأسد صواريخ وأسلحة مصرية الصنع، كان قد استخدمها في قصف المدنيين والمعارضة في عامَي 2017-2018، بجانب ما أثير حول مشاركة طيارين مصريين إلى جانب القوات الجوية لنظام الأسد في استهداف السوريين، وهو ما نفته القاهرة حينها.
لكن ما عزز سردية دعم القاهرة للأسد عسكريًا هو ما سبقها من زيارة لـ”علي مملوك”، رئيس مكتب الأمن الوطني (المخابرات) في نظام الأسد، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2016، إلى القاهرة، ولقائه بمدير المخابرات العامة المصري حينها، خالد فوزي، واتفاقهما على “تنسيق المواقف سياسيًا بين دمشق والقاهرة، وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان”.
وفي أبريل/ نيسان 2017، عارضت مصر مشروع القرار الذي ناقشه مجلس الأمن، بشأن إدانة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في مواجهته مع المعارضة والمدنيين.
السيسي وقف منذ اليوم الأول بجانب بشار
وتُحيلنا هذه الشواهد إلى أن نظام السيسي، ومنذ اليوم الأول، انحاز إلى جانب نظام الأسد، وقد تمظهر هذا الانحياز – في الغالب- في شكل تصريحات إعلامية ومواقف سياسية من رأس النظام، لكن كان لهذا الخطاب حدود، حتى إن القاهرة كانت تحاول التنصل – أحيانًا- من ذكر دعمها لبشار بشكل مباشر.
لكن الملاحظ أنه منذ عام 2018 على وجه التحديد بدأت وتيرة اللقاءات الثنائية تتسارع، وهي بمثابة مقدمة لتطبيع العلاقات السياسية بشكل كامل بين الطرفين ، وبحلول عام 2018، ومع تراجع مد الثورة السورية، وتمكن الأسد – بدعم روسي وإيراني- على استعادة سيطرته على مناطق واسعة من سوريا، بدأ النظام المصري في تسريع وتيرة اللقاءات، ثم تبع ذلك تحرك على المستوى الإقليمي لإعادة دمج نظام الأسد في المحيط العربي.
وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول 2018، أجرى “مملوك” زيارة أخرى إلى القاهرة، التقى فيها بنظيره المصري، عباس كامل، الذي صعّد من وتيرة التواصل والتعاون مع نظام الأسد.
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، نشرت مجلة “إنتيليجنس أونلاين” الفرنسية المتخصصة في شؤون الاستخبارات، تقريرًا أفاد أن “كامل تولى مسؤولية الملف السوري، وعمل على حث الدبلوماسيين المصريين بجامعة الدول العربية، على استخدام نفوذهم لتعزيز عملية إعادة دمج سوريا في الحظيرة العربية”.
وأكدت المجلة الفرنسية حينها أن “هذه المبادرة جاءت في أعقاب مذكرة أصدرها كامل في نهاية يوليو/ تموز 2020، تنص على ضرورة تعزيز العلاقات بين مصر وسوريا، الحليف المحتمل في مواجهة عدائية أنقرة”، مشيرة إلى أن هذه المبادرة “لاقت مبادرة دعمًا في الوقت الراهن من لبنان والبحرين والإمارات وسلطنة عمان، التي عينت سفيرًا لها في دمشق في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2020”.
كذلك، قالت تقارير ووسائل إعلام موالية للنظام السوري إن “كامل” زار العاصمة السورية دمشق، في 2 آذار/ مارس 2020، والتقى مسؤولين سوريين ، وفي 4 يوليو/ تموز 2021، زار وزير الأوقاف لدى نظام الأسد مصر، والتقى بمفتي مصر التابع لنظام السيسي شوقي علام، ورئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في البرلمان حينها، علي جمعة، ثم تطورت اللقاءات، لتشمل لقاء وزير خارجية النظام المصري، سامح شكري، بنظيره في النظام السوري، فيصل المقداد، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2021.
هذا الخط المتصاعد في التطبيع مع الأسد تطور في عام 2022، ليشمل الدعوة الصريحة إلى عودة نظام الأسد للجامعة العربية مرة أخرى. "2"
ثم هندس السيسي، بالتوافق مع السعودية والإمارات، رجوع النظام السوري إلي الجامعة العربية، وقد وصفت صحيفة "واشنطن بوست" مشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد في القمة العربية التي عقدت في جدة مؤخرا، بأنها تعكس الوضع الجديد في الشرق الأوسط الذي تريده السعودية.
في المجمل، شهد دعم مصر للثورة السورية انكسارًا بعد وصول السيسي للسلطة، لكن رغم موقفه المبدئي في دعم الأسد منذ البداية، لم يذهب السيسي مبكرًا لتبني موقف عام يدفع نحو إعادة تأهيل نظام الأسد، واكتفى بالتصريحات – وربما دعمًا سريًا كما أوردت بعض المصادر، لكن مع تطور الأوضاع انتقل نظام السيسي لمرحلة للترويج لنظام الأسد، وتطبيع العلاقات معه على المستوى السياسي، على مستويات عليا."3"
ثانيا- إعلام الثورة المصرية ونصرة الثورة السورية
إذا انتقلنا للمعالجات الصحفية والإعلامية المصرية للملف السوري، سنجدها في كثير من الأوقات ظهير للوضع السياسي، إلا في عهد الرئيس مرسي، فقد كان الإعلام مساندا للثورة السوؤية، باستثناء بعض الصحف التابعة للدولة "العميقة" التي حاولت النيل من كل جهود الرئيس في دعم الثورة السورية.
ومن النماذج التى عكست موقف الرئيس مرسي من الثورة السورية، مانشرته مجلة البيان المصرية تحت عنوان "خبراء: فوز مرسي له أثر إيجابي كبير على الثورة السورية"، مؤكدة، من خلال خبراء سياسيين، أن فوز الرئيس مرسي بالرئاسة عضد موقف الثورة السورية، لما عرف عن الرئيس من أنحياز كامل لمطالب الشعب السوري . "4"
صحيفة "اليوم السابع"، سايرت في أول الأمر مواقف الرئيس مرسي من الثورة السورية، فنشرت خبرا تحت عنوان "مؤتمرالأمة المصرية فى دعم الثورة السورية" بحضور مرسى"، الذى نظمته الهيئــة الشرعيــة للحقــوق والإصلاح بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات"5"
كما نشرت صحيفة الوطن المصرية تقريرا إخباريا تحت عنوان "الرئيسان المصري والتونسي يدعمان الثورة السوري". وقال مرسي: "نحن مع الشعب السوري في كفاحه، وكذلك ضد التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، ويجب أن نتخذ خطوات لحقن دماء الشعب السوري”."6"
ومن عينات تعضيد موقف الرئيس مرسي من الثورة السورية، مانشره موقع "مصراوي"، تحت عنوان "عبدالرحمن يوسف: فخور بموقف الرئيس مرسي من الثورة السورية العظيمة"، نقلت فيه قول الشاعر عبدالرحمن يوسف القرضاوي، الذي أعرب عن فخره وسعادته من موقف وكلمة الرئيس محمد مرسي، وقتها بقمة الإنحياز بالعاصمة طهران، والتي أيد خلالها الشعب السوري في ثورته ضد نظام الرئيس بشار الأسد."7"
ومن عينات المعالجات الصحفية لموقف مرسي من سوريا، مانشرته جريدة الشروق المصرية تحت عنوان "خطابـه أكد زعامة مصر .. وقلب الطاولـــة على طهران ودمشق.. مرسى المهذب يفسد العرس الإيرانى"، حيث أكد التقرير أن إيران رحبت بحضور الرئيس محمد مرسى لطهران بعد غياب رئاسى مصرى منذ ثورة الإمام الخمينى 1979، فصار بحق ــ كما وصفته جارديان البريطانية ــ «أهم ضيوف القمة».
واضاف التقرير، أن مردّ الحفاوة يعود لثقل مصر من جهة، والخلفية الإسلامية للرئيس المصرى المنتخب شعبيا، التى يشترك فيها ظاهريا مع «الجمهورية الإسلامية» من جهة أخرى، وأضاف التقرير : "لكن كل ذلك لم يمنع الرئيس الإسلامى المهذب من إفساد العرس الإيرانى"، على حد تعبير صحيفة الحياة السعودية الصادرة فى لندن، ليعيب على حليفهم طاغية دمشق.
وقالت الصحيفة : ومنذ كلماته الأولى فى خطابه، كشف مرسى عن توجهاته، المذهبية بذكره الصحابة مرتين وفقا للمذاهب السنية (اعتبره البعض رسالة للشيعة)، ثم عن السياسة بتأييده للمعارضة السورية ضد الأسد."8"
في نفس الاتجاه الإيجابي، نشرت صحيفة المصري اليوم تقريرا مطولا تحت عنوان "بيت العائلة بمدينة نصر ملاذ 912 أسرة سورية "، قائلة إنه "من قلب المأساة تبدأ الحكايات، وفى ذروة اليأس يولد شعاع صغير من الأمل"، هكذا تبدو قصص السوريين الذين يعيشون فى مصر، بعد أن هربوا من مجازر نظام بشار الأسد التى تحصد يوميا أرواح المئات من الأبرياء. "9"
تحول مريب بعد مؤتمر "نصرة سوريا"
في مارس 2013، بدأت بعض الصحف المصرية تتبنى خطابا مغايرا لما سبق، فظهرت بوادر الهجوم على الرئيس مرسي بعد خطابه في مؤتمر دعم الثورة السورية باستاد القاهرة، إذ نشرت صحيفة الوطن تقريرا تحت عنوان "مرسي وسوريا".. تعددت الخطابات والمواقف من حلفاء "بشار"، ذكرت فيه أنه "منذ أن اشتعلت الثورة في سوريا في عام 2011، والموقف الرسمي المصري من الثورة كان على الحياد"، .. ومع انتخاب رئيس جديد لمصر في أواخر يونيو 2012، اتخذ النظام الحالي برئاسة محمد مرسي، مواقف مختلفة ومتلونة حيال النظام السوري وحلفائه الدوليين سواء كانت روسيا أو إيران، واتخذ الرئيس محمد مرسي عدة قرارات خلال مؤتمر نصرة سوريا بالصالة المغطاة بإستاد القاهرة في حضور أنصاره من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية، بقطع العلاقات مع النظام السوري وإغلاق السفارة السورية بالقاهرة، كما شن هجوما ضاريا على حزب الله اللبناني، الداعم الأكبر للنظام السوري وحليف إيران.. مما يؤكد أن الرئيس يريد بالزج في بمصر في الصراع السوري !."10"
وفي أعقاب كلمة الرئيس مرسي بمؤتمر قمة الدوحة، وصفت جريدة المال موقف الرئيس من القضية السورية بأنه "يصب في إشعال الفتنة بين مصر وسوريا"، ودللت بفقرات من كلمة الرئيس منها: "نلتقي اليوم في توقيت دخلت فيه مأساة شعبنا العربي في سوريا عامها الثالث دون أي أفق لإنقاذه من بحر الدماء الذي ابتلع عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وألقى بمئات الآلاف من النازحين فى دول الجوار، فضلا عن الملايين الذين هجروا منازلهم وقراهم ومدنهم داخل سوريا هربا من أعمال القتل التي يمارسها النظام السورى ضد المدنيين العزل، ونتفق جميعا على ضرورة التوصل إلى حل مناسب يجنب سوريا ويلات ومخاطر استمرار الصراع الدائر"11"، برغم أن هذا الكلام لا يدين الرئيس الراحل في شئ، بل هو موقف مشرف.
كما استغلت الصحف الممولة من رجال أعمال الدولة العميقة قرارات الرئيس مرسي بقطع العلاقات مع نظام بشار وفرض الحظر الجوي، فاعتبرته "استعراض للقوة"، ومما نشر في هذا السياق خبر لصحيفة الوطن تحت عنوان"عيسى: مرسي استخدم أزمة سوريا للحشد الجماهيري واستعراض العضلات قبل 30 يونيو "، نقلت فيه عن الكاتب الصحفي صلاح عيسى، أن خطاب الرئيس محمد مرسي في مؤتمر "نصرة سوريا" في مجمله للاستهلاك المحلي وموجه للتيارات السياسية في الداخل أكثر منه للخارج"، مشيرا إلى أن "قطع العلاقات مع النظام السورى لن يقدم أو يؤخر ولن يكون له أي تأثيرلأنه جاء متأخرا كثيرا".
وأضاف عيسى أن "الهدف الأساسي من الاحتفالية التي أقامها النظام استخدام أزمة سوريا للحشد الجماهيري واستعراض للعضلات قبل يوم مظاهرات 30 يونيه، ومحاولة سياسية من جانب النظام والإخوان لتقديم الرئيس على أن له تواجد وحضور سياسي". "12"
بدورها، انتقدت لميس الحديدي، في حلقة برنامجها "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي "، 15 يونيو 2013، خطاب الرئيس مرسي، وقالت:"هل سيرسل الرئيس أو المرشد او المهندس الشاطر أحد من أبنائهم للجهاد هناك، أم أن الرئيس مرسي يضحي بالشعب المصري؟". وقالت "قبل أن تطالب المواطنين بالجهاد في سوريا، أرسل أبناءك أولا للجهاد هناك"."13"
عمرو أديب، زوج "لميس" أكد في اليوم نفسه بحلقة برنامجه "القاهرة اليوم"، أن مؤتمر نصرة سوريا لم يكن لنصرة سوريا كما ادعى منظموه"، مضيفا "أن هذا المؤتمر عقد لنصرة الرئيس محمد مرسي قبل مظاهرات 30 يوينو". "14"
ونقلت صحيفة الوطن تنقل عن أبو العز الحريري أن "قطع العلاقات مع سوريا بمثابة إعلان حرب ويضر بمصالحها "، وأن "مساندة المعارضة السورية لا تكون أبدا بإعلان حالة الحرب على دولة عربية شقيقة في الوقت الذي يتجه فيه المجتمع الدولى والولايات المتحدة الامريكية إلى لغة الحوار والحلول السلمية للأزمة."15"
ثالثا - تحول موقف الإعلام المصري من النظام السوري على مدى 10 سنوات
بعد أن تولى السيسي الحكم بانقلابه في 3 يوليو 2013، مرت وسائل الإعلام، التي سيطر عليها النظام بشكل كامل، بمرحلتين في التعامل مع الملف السوري، الأولى الهجوم على الوضع السوري برمته، والثانية مناصرة النظام السوري برئاسة بشار!.
ومن نماذج المعالجات في المرجحلة الأولى، نشرت صحيفة الأهرام خبرا تحت عنوان "مقتل ضباط وعشرات من عناصر الميليشيا الموالية لدمشق قرب تدمر"، أكدت فيه قتل عشرين عنصرا من الميليشيا الموالية للقوات الحكومية السورية على الأقل في سلسلة هجمات شنها تنظيم داعش على مطار التيفور القريب من مدينة تدمر في وسط سوريا، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان"."16"
بل نقلت الأهرام خبرا تحت عنوان "عدم اختصاص القضاء الإداري بإلغاء قرار عدم الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية"، أكدت فيه أن محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، برئاسة المستشار بخيت إسماعيل، نائب رئيس مجلس الدولة، قضت بعدم اختصاص نظر دعوى إلغاء قرار عدم الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باعتباره ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب السوري، وعدم تسليمه السفارة السورية في مصر."17"
ومن نماذج المعالجات في المرحلة الثانية، ما نشرته جريدة الجمهورية تحت عنوان "رغدة: بشار الأسد هو صمام الأمان لسوريا"."18"
بل نشرت الجمهورية تصريحات لبشار تحت عنوان "بشار الاسد هذه اسباب بقائى فى السلطة "، حيث قالت إن بشار الأسد، أكد في مقابلة مع مجلة فرنسية، إنه لم يفكر خلال الحرب أن يرحل أو يذهب للمنفى، لأن هذا الخيار لم يكن صادرا عن الشعب وإنما تم طرحه فقط من قبل مسؤولين غربيين"19".
وشاركت صحيفة الجمهورية نظام بشار الأسد في فرحته بتزوير إرادة شعبه في انتخابات مزورة في مايو 21 ، حيث نشرت تقريرا تحت عنوان، "احتفالات مدوية بالألعاب النارية والرقص وحلقات الدبكة في المحافظات السورية بعد إعلان فوز بشار الأسد"، حيث أكدت احتشاد عدد كبير من السوريين وقتها في مختلف المدن والمحافظات السورية، تزامنًا مع اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية السورية. "20"
ونقلت الجمهورية تصريحات عن وزير الخارجية عن موقف مصر من نظام بشار تحت عنوان "سامح شكري : سوريا حاضرة في الضمير المصري" حيث أكد سامح شكري، أن هناك اهتمام من الدولة المصرية بسوريا والروابط بين الشعبين والحكومات والتي امتدت على مدى قرون، منوهًا بأن "سوريا حاضرة في الضمير المصري والعربي"."21"
وبشرت الجمهورية بعودة نظام بشار للجامعة العربية في خبر تحت عنوان "وزراء الخارجية العرب يوافقون على عودة سوريا إلى الحضن العربى"."22"
في السياق نفسه، نشرت "أخبار اليوم" تحت عنوان " مصر والسعودية يؤكدان دعم الحفاظ على استقلال سوريا ووحدة أراضيها"، حيث اكدت الصحيفة ان كل من مصر والسعودية أتفقا على ضرورة دعم الحفاظ على استقلال سوريا ووحدة أراضيها، ومكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين والنازحين، والتوصل لحل سياسي للأزمة القائمة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، فضلاً عن دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة لدفع العملية السياسية". "23"
كما ابرزت الصحيفة التقارب بين السيسي وبشار خلال القمة الأخيرة بجدة، حيث نشرت خبرا تحت عنوان "حديث جانبي بين الرئيس السيسي ونظيره السوري بالقمة العربية في جدة" قالت فيه إن السيسي أجري حديثًا جانبيًا مع نظيره السوري بشار الأسد، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الـ32 بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والتي تعد المشاركة الأولى للرئيس السوري بعد غياب 12 عامًا."24"
إعلام المخابرات يعزف النغمة نفسها
لم تختلف معالجات الصحف المصرية التي تصف نفسها بـ"المستقلة" كثيرا عن الصحف القومية، ومن أمثلة ذلك ما نشره موقع "اليوم السابع" تحت عنوان "مؤرخ بريطانى: سقوط الأسد يهدد بانهيار تحالفات الشرق الأوسط"، حيث قال المؤرخ البريطانى باتريك سيل، مؤلف السيرة الذاتية للرئيس السورى السابق حافظ الأسد، إن سقوط بشار الأسد وتغيير النظام سيؤدى حتماً إلى انحلال التحالفات فى الشرق الأوسط وإعادة تشكيل المنطقة"، في دفاع واضح عن جزار سوريا ."25"
كما عظم اليوم السابع دور الجيش السوري رغم جرائم القتل التى ارتكبها في حق المدنيين العزل، فنشر تصريحات لبشار تحت عنوان "بشار الأسد مهنئا الجيش السورى بمناسبة ذكرى تأسيسه: رجال البطولات والعزائم"."26"
كما حاولت الصحيفة تشويه صورة المقاومة السورية من خلال تصريحات أمير داعشي ، فنشرت خبرا تحت عنوان "أمير حدود داعش: كل الفصائل المسلحة في سوريا كانت تستخدم القوة للوصول للسلطة"، نقلت فيه تصريحات عن هيثم عبد الحميد، أمير حدود داعش، والمعروف باسم "رشيد المصرى"، يقول فيها "إن الثورة السورية كانت في البداية مطالبة بحقوق منطقية في الحالة السورية وفى الحالة العراقية ولكن سرعان ما انزلقت لحرب وأصحبت سوريا دولة في حرب ونتائجها واضحة نازحين ومهجرين وأصبحت دولة مدمرة"."27"
كما اهتمت "اليوم السابع " بإظهار العلاقة القوية بين الجزارين بشار وقيس سعيد، فنشرت تقريرا تحت عنوان "الرئيس الأسد يلتقى الرئيس التونسى فى جدة".. ويؤكد: نقف معاً ضد التيار الظلامى"."28"
وسارت المصري اليوم في نفس الاتجاه، حيث نشرت خبرا تحت عنوان "محمد العرابي: الخلاص من بشار الأسد ليس حلاً للازمة السورية"، نقلت فيه تصريحات السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، الذي قال إنه لابد من تشكيل قمة عالمية بين مصر والسعودية لتوضيح ما يحدث بين الدولتين، وإن الخلاص من بشار الاسد ليس حلاً للازمة السورية. "29"
كما روجت "المصري اليوم" لتصريحات بشار في خبر تحت عنوان "الأسد: «القضاء على التنظيمات الارهابية» سيؤدي إلى حل سياسي".
ودافعت المصري اليوم عن موقف بشار تجاه فرنسا بسبب دعمها لثوار السوريين، فنشرت خبرا تحت عنوان "الأسد يتهم فرنسا بـ«دعم الإرهاب» في سوريا". "30"
وحاولت الصحيفة الترويج لقبول عربي لعودة بشار للجامعة العربية، تحت عنوان "قيس سعيد: الاجتماع مع الأسد في قمة جدة كان تاريخيا"، أكدت فيه ترحيب القادة العرب بعودة بشار للجامعة العربية."31"
وفي نفس الأطر السابقة دارات معالجات موقع صدى البلد، حيث نشرت خبرا تحت عنوان: "تهاني الجبالي: على الدول العربية إعادة علاقاتها مع سوريا"، قالت فيه إن "بشار الأسد سيدخل التاريخ لأنه استطاع أن يصمد في وجه مؤامرة تمت على بلاده"."32"
كما نشر موقع صدي البلد أخبارا لتشويه دول ساندت الثورة السورية مثل قطر، فنشرت خبرا تحت عنوان " بشار الأسد: الصراع في سوريا بدأ عقب تدفق الأموال القطرية على المتظاهرين" نقلت فيه تصريحات للجزار بشار الأسد يؤكد إن الصراع في سوريا بدأ إثر تدفق الأموال القطرية للعمال الذين تركوا أعمالهم وتفرغوا للتظاهرات والتسلح". "33"
كما أكد الموقع ترحاب مصر بعودة بشار للجامعة العربية ، فنشر خبرا تحت عنوان "سلام حار| اللقاء الأول بين السيسي والأسد في مقر انعقاد القمة العربية"."34"
ومن أمثلة المعالجات الصحفية المضادة لسياسات الرئيس مرسي، رحمه الله، والمنحازة لنظام الأسد، ما نشره موقع "فيتو" تحت عنوان «الاختيار 3» يكشف كواليس مؤتمر مرسي لدعم الثورة السورية باستاد القاهرة "، هاجم ما قام به الرئيس مرسي من نصرة للشعب السوري وثورته ، وأكد ماقام به الرئيس صب في الإرهاب والإرهابيين !. "35"
رابعا- دور برامج "التوك شو" في تحسين وجه نظام بشار وتأييد جرائمه
وإذا انتقلنا إلى التغطيات الإعلامية المتلفزة، سنجد أن إعلاميي مصر المحسوبين على العسكر، بدأوا التغطيات بالهجوم على الوضع السوري بشكل كامل في أول الأمر، ثم انقلبوا بناء على أوامر "سيادية" وحاولوا ان يلعبوا دورا كبيرا في تحسين وجه نظام بشار القبيح.
ومن أمثلة هؤلاء عمرو أديب الذي دعم الثورة السورية في البداية، ثم انقلب في النهاية ، ففي حلقة برنامجه «القاهرة اليوم»، المذاع بتاريخ 1 مايو 2016 ، وفي اعقاب ضرب حلب قال أديب:"لو الجنة في إيد بشار الأسد مش عايزينها" ، مؤكدا أنه "لا يمكن تحت أي ظرف سياسي تأييد هذ النظام"."36"
وفي حلقة برنامجه الحكاية "على قناة "ام بي سي"، بتاريخ 18 ديسمبر 2018، أجري عمرو اديب مقارنة بين بشار الأسد ومبارك في مدى التمسك بالحكم ، خلال تعليقه على زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا، مؤكدًا أن البشير وصل إلى سوريا على متن طائرة روسية، وأضاف "أديب"، أن بشار الأسد ضحى بالشعب السوري والدولة السورية بالكامل من أجل البقاء في منصبه"."37".
تغير الأمر في برنامج "كل يوم" على قناة أون لايف، حلقة 29 مايو 2017، عندما استضاف عمرو إلهام شاهين لتؤكد أن "بشار بطل عربي قومي وأنه حمى سوريا من الإرهاب"."38"
بل وجدناه يظهر بشار على أنه بطل عربي قومي في حلقة 12 فبراير 2018، خلال برنامجه كل يوم على قناة "on e"، بعد إسقاط سوريا لطائرة إسرائيلية."39"
وفي حلقة برنامجه "الحكاية"،على قناة «mbc مصر»، بتاريخ 19 مايو 2023، أثنى على موقف العرب من عودة بشار للجامعة العربية وأكد أن هذ ه الخطوة "تصحيح مسار"."40".
وعلى نفس الدرب، سار الإعلامي المصري المقرب من الجهات الأمنية أحمد موسى، فوجدناه في أول الأمر يهاجم بشار في حلقة برنامجه على مسئوليتي، على قناة "صدى البلد"، بتاريخ 30 مارس 2015، ويؤكد أن "بشار ذراع إيران بالمنطقة"، وأن "إيران تخطط لمحاصرة المنطقة العربية من خلال التواجد في سوريا ولبنان والعراق واليمن"، لافتا إلى أن "التحالف العربي أفشل مخطط إيران للسيطرة على اليمن وتهديد الأمن القومي العربي"."41".
كما كان موسى يستغل الوضع في سوريا، ليؤكد للمصريين أن الجيش المصري أنقذ مصر من الانحدار لنفس المأزق السوري، ثم حدث في حلقة برنامجه على مسئوليتي بتاريخ 15 فبراير 2023، أن غير بوصلته تماما ليقول: "بشار الأسد يحاول لملمة الجسد السوري الممزق""42". ورحب بعود بشار للجامعة العربية، في حلقة 10مايو 2023، مؤكدا أن "أمريكا لا تريد عودة سوريا للحضن العربي، و أن أمريكا لاتريد الاستقرار لأي دولة عربية في المنطقة"."42"
وسوّق أحمد موسي لعودة بشار للجامعة العربية بعد ارتكابه كل هذه الجرائم في حلقة 7 مايو 2023، من خلال لقاء أجراه مع السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والذي قال" "إن قرار عودة سوريا للجامعة العربية كان قرارا قائما منذ فترة وحسم اليوم باعتماد هذا القرار، وإذا كان هناك من لا يرحب بهذا القرار فهم أحرار"."43"
بل وجدناه في حلقة 19 مايو 2023، يطالب العرب بمساعدة سوريا على الاستقرار بقيادة الأسد، ودعمها من خلال إعادة إعمارها من جديد."44"
أما نشأت الديهي فدافع بقوة عن بشار رغم جرائمه، فوجدناه في حلقة برنامجه بالورق والقلم على "قناة تن"، بتاريخ 11 أبريل 2018، يؤكد أن القادم أسوأ عندما تضيع ملامح الدولة السورية"، وأوضح "الديهي"، أن "الأسد لم يرتكب ربع ما ارتكبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مجازر ضد الإنسانية"، مؤكدًا أن "تركيا دولة الممر للإرهابيين"."45"
وفي حلقه برنامجه بالورق والقلم، بتاريخ 26 فبراير 2023، أكد أن العلاقات المصرية السورية لم تنقطع حتى في أصعب الظروف، وان نظام السيسي كان حريصا على التواصل المستمر مع بشار."46"
وفي اعقاب انتهاء فعاليات القمة العربية الأخيرة أكد الديهي في حلقة21 مايو 2023، أن "هناك قادة عرب أزعجهم حضور بشار"، وطالب بعدم الاهتمام بمواقفهم، وأن "على الرؤساء العرب ان يعجلوا بالدمج الكامل لسوريا بشار" بحسب وصفه، موضحا أن على مصر تقود عملية التطبيع الكامل مع نظام بشار. "47"
بدوره، تبنى الإعلامي محمد الباز مواقف بشار الأسد على طول الخط، حيث طالب المصريين في برنامجه "آخر النهار" على قناة "النهار" ، بتاريخ 11 فبراير 2023 ، بالتبرع للنظام بشار الأسد ولو بجنيه بعد حدوث الزلزال، مركزا على توجيه كل المساعدات لنظام بشار لا قوي ائتلاف المعارضة السورية."48"
ومن أمثلة معالجات الباز للملف السوري، ما أكدة في حلقة 19 مايو 2023، من أن "لقاء السيسي و بشار في قمة جدة "لحظة مهمة في تاريخ الأمة العربية"، وتابع: "في دول من بين الدول العربية بتكون رُمانة الميزان والقاعدة والقلب الأساسي لهذا الجسد، وقلب الدول العربية هتلاقي فيه مصر وسوريا"."49"
وبالنسبة للإعلامي يوسف الحسيني، كانت معالجاته الإعلامية تصب في دعم بشار أيضا، ومن أمثلة ذلك ماقاله في برنامجه "السادة المحترمون"، المذاع على فضائية "أون تي في"، بتاريخ 9 ديسمبر 2015: "كراهية بشار كلام فاضي"، مؤكدا أن السيسي استقبل مسؤولين في حكومة بشار الأسد، مشيدًا بسعي مصر لمد الجسور مع النظام السوري ، لافتًا إلى أن "الأزمة السورية تؤثر بالسلب على جميع دول الجوار السوري، ويجب توطيد العلاقات مع حكومتها"."50"
بل ذهب يوسف الحسيني، ضمن وفد إعلامي مصري، إلى سوريا بعد مجزرة حلب في 7 يناير 2017، بعد سيطرة الجيش السوري بشكل كامل على مدينة حلب بعد مجزرة بشعة استنكرها العالم كله، وقال وقتها في برنامجه على قناة "أون تي في"، أن "من حق بشار أن يحرر سوريا من المعارضة الإرهابية، ويتصدى لهم بكل قوة". "51"
ومثل غيره، رحب يوسف الحسيني بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ومشاركة بشار الأسد في اجتماعها الأخير، قائلًا: "حمد لله على السلامة" وأكد، خلال تقديم برنامجه "التاسعة" المذاع على "القناة الأولى المصرية"، 21 مايو 2023، أهمية عودة سوريا وحضور الرئيس السوري فعاليات القمة العربية والكلمة التي ألقاها"."52"
خلاصة الدراسة
من خلال 56 عينة استعرضناها، حول معالجات الإعلام المصري للملف السوري في الفترة مابين 2011 الي 2023، نستطيع أن نحصل على مجموعة من النتائج المهمة لهذه الدراسة ومنها:
- أن إعلام ثورة يناير انحاز بشكل كبير للثورة السورية وساند موقفها.
- عهد الرئيس مرسي شهد دعما غير مسبوق لقوي الثورة السورية، وبلغت ذروة تأييدها في مؤتمر نصرة الثورة السورية باستاد القاهرة في يونيو 2013، وانعكس ذلك على أداء الإعلام في حينه.
- وسائل الإعلام الممولة من رموز الدولة العميقة شنت هجوما شرسا على الرئيس مرسي بعد إعلان من الثورة السورية في مؤتمر "نصرة سوريا" .
- شهد عهد السيسي منذ اللحظة الأولى بعد انقلابه في يوليو 2013 حملة إعلامية شرسة على قوى المعارضة السورية، وتأييدا لبشار ونظامه .
- كان هناك انتقادات بالإعلام المصري لبشار، بين الحين والآخر، في أول عهد السيسي، لتجنب غضب السعودية والإمارات.
- تغيرت بوصلة الإعلام المصري بوضوح تجاه الملف السوري في أعقاب زيارة وفد إعلامي مصري لدمشق بعد مجزرة حلب في عام 2017
- إعلاميو السيسي سخروا برامج "التوك شو" للنيل من قوي الثورة السورية، ودعم نظام بشار.
- إعلام السيسي استخدم فزاعة "الواقع السوري " لتخويف المصريين من القيام بأي حراك ثوري ضد الجنرال المنقلب.
- مهدت وسائل الإعلام المصرية المختلفة لعودة بشار الأسد للجامعة العربية ودعم حملة التطبيع الكامل مع نظامه.
المصادر
- تمام أبو الخير، " مسلسل زمني: تطور العلاقات المصرية مع نظام الأسد منذ 2011" ، نون بوست، 13/11/2021، https://cutt.us/9FCO3
- "مسار التقارب بين السيسي ونظام الأسد.. الأبعاد والدوافع" ، موقع المسار للدراسات الانسانية، 5-5-2023 ، https://cutt.us/1tWH4
- باسل درويش ، "هل تعبر زيارة الأسد إلى السعودية عن شكل الشرق الأوسط الجديد؟" ، عربي21 ، 23مايو 2013 ، https://cutt.us/zBDpQ
- مجدي داود، " خبراء: فوز مرسي له أثر إيجابي كبير على الثورة السورية " ، مجلة البيان، 2012/07/03، https://cutt.us/AsJOn
- إسماعيل رفعت ، " مؤتمرالأمة المصرية فى دعم الثورة السورية" بحضور مرسى" ، اليوم السابع ، 14 يونيو 2013 ، https://cutt.us/VUGAc
- "الرئيسان المصري والتونسي يدعمان الثورة السوري " ، الوطن، 14 / 07 / 2012، https://cutt.us/6h4eC
- "خطابـه أكد زعامة مصر .. وقلب الطاولـــة على طهران ودمشق.. مرسى المهذب يفسد العرس الإيرانى" ، الشروق المصرية، أغسطس 2012 ، https://cutt.us/T1V9h
- محاسن السنوسى ، "بيت العائلة» بمدينة نصر ملاذ 912 أسرة سورية.. والغجر يحتلون «عزبة الهجانة»" المصري اليوم ، 26-10-2012 ، https://cutt.us/bk1Sd
- محمد شنح"مرسي وسوريا".. تعددت الخطابات والمواقف من حلفاء "بشار"، الوطن المصرية ، 16 يونيو 2013 ، https://cutt.us/WaUIo
- "كلمة "مرسي" فى القمة العربية بالدوحة" ، جريدة المال, 26 مارس 2013 ، https://cutt.us/Z4IPy
- "عيسى: مرسي استخدم أزمة سوريا للحشد الجماهيري واستعراض العضلات قبل 30 يونيو " الوطن ، 15 يونيو 2013، https://cutt.us/DRuwq
- فاطمة النشابي ، " الحديدي لمرسي: قبل أن تطالب المواطنين بالجهاد في سوريا.. أرسل أبناءك أولا" ، الوطن ، 15 يونيو 2013 ، https://cutt.us/zSwOk
- محمد عاشور ، "عمرو أديب لمرسي: "جاي تهدد حزب الله.. طب هدد إيران لو راجل"، الوطن ، 15 يونيو 2013، https://cutt.us/xlRKz
- ماهر هنداوي " الحريري: قطع العلاقات مع سوريا بمثابة إعلان حرب ويضر بمصالحها " ، الوطن ، 15 يونيو 2013 ، https://cutt.us/B9N4J
- "مقتل ضباط وعشرات من عناصر الميليشيا الموالية لدمشق قرب تدمر" ،20-12-2016 ، https://cutt.us/PsYNR
- محمد عبد القادر، " عدم اختصاص القضاء الإداري بإلغاء قرار عدم الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية" ، الأهرام ، 9-5-2018 ، https://cutt.us/oFemP
- عنوان هشام كمال، " الفنان رغدة : بشار الاسد هو صمام الامان لسوريا" ، الجمهورية ، 27 أكتوبر 2018 ، https://cutt.us/IzUQX
- "بشار الاسد هذه اسباب بقائى فى السلطة " الجمهورية ، 28 نوفمبر 2019 ، https://cutt.us/9nYM4
- "احتفالات مدوية بالألعاب النارية والرقص وحلقات الدبكة في المحافظات السورية بعد إعلان فوز بشار الاسد " ، الجمهورية ، 27 مايو 2021 ، https://cutt.us/aWgvh
- بل وجدنا الجمهورية تنقل تصريحات عن وزير الخارجية عن موقف مصر من نظام بشار تحت عنوان " سامح شكري : سوريا حاضرة في الضمير المصري " ، الجمهورية ، 13 مارس 2023 ، https://cutt.us/SrLeC
- رضوى السيسي ، " وزراء الخارجية العرب يوافقون على عودة سوريا إلى الحضن العربى" 07 مايو 2023 ، https://cutt.us/bC8Kl
- " مصر والسعودية يؤكدان دعم الحفاظ على استقلال سوريا ووحدة أراضيها" أخبار اليوم ،12-1-2023 ، https://cutt.us/2LoHs
- حسين دسوقي" حديث جانبي بين الرئيس السيسي ونظيره السوري بالقمة العربية في جدة" ، أخبار اليوم ، 19 مايو 2023 ، https://cutt.us/TRBZZ
- ريم عبد الحميد ، " مؤرخ بريطانى: سقوط الأسد يهدد بانهيار تحالفات الشرق الأوسط" اليوم السابع ، 12 أبريل 2011 ، https://cutt.us/sMo0V
- كامل كامل، " شار الأسد مهنئا الجيش السورى بمناسبة ذكرى تأسيسه: رجال البطولات والعزائم" ، اليوم السابع ، 01 أغسطس 2020 ، https://cutt.us/QcEiV
- أحمد عرفة ، "أمير حدود داعش: كل الفصائل المسلحة في سوريا كانت تستخدم القوة للوصول للسلطة" ، اليوم السابع ، 23 فبراير 2023 ، https://cutt.us/TDplP
- إيمان حنا، " بظهر العلاقة القوية بين الجزاريين بشار وقيس وسعيد، فنشرت تقريرا تحت عنوان "الرئيس الأسد يلتقى الرئيس التونسى فى جدة.. ويؤكد: نقف معاً ضد التيار الظلامى" اليوم السابع ، 19 مايو 2023 ، https://cutt.us/rO9w1
- بسام رمضان، "الفيديو.. محمد العرابي: الخلاص من بشار الأسد ليس حلاً للازمة السورية" المصري اليوم ، 11-10-2016 ، https://cutt.us/gvKgt
- "الأسد: «القضاء على التنظيمات الارهابية» سيؤدي إلى حل سياسي" المصري اليوم ، 25-10-2015 ، https://cutt.us/uJXVd
- " الأسد يتهم فرنسا بـ«دعم الإرهاب» في سوريا"، المصري اليوم ، 19-12-2017 ، https://cutt.us/7cWVq
- قيس سعيد: الاجتماع مع الأسد في قمة جدة كان تاريخيا" المصري اليوم ، 20 مايو 2023 ، https://cutt.us/fchxv
- خالد محيي الدين، "الجبالي: على الدول العربية إعادة علاقاتها مع سوريا" ، صدى البلد ، 10/يناير/2019 ، https://www.elbalad.news/3649830
- " بشار الأسد: الصراع في سوريا بدأ عقب تدفق الأموال القطرية على المتظاهرين" ، 11/نوفمبر/2019 ، https://www.elbalad.news/4053111
- "سلام حار| اللقاء الأول بين السيسي والأسد في مقر انعقاد القمة العربية" صدى البلد ، 19/مايو/2023 ، https://www.elbalad.news/5773721
- سارة عبد المجيد ، «الاختيار 3» يكشف كواليس مؤتمر مرسي لدعم الثورة السورية بإستاد القاهرة " ، موقع جريدة فيتو ، 27/أبريل/2022 ، https://www.vetogate.com/4582523
- "بالفيديو : عمرو أديب عن قصف حلب: «لو الجنة في إيد بشار الأسد مش عايزينها»، موقع النيلين ، 2016/05/01 ، https://cutt.us/4QEk7
- محمود البدوي، "عمرو أديب يجري مقارنة بين بشار الأسد ومبارك في مدى التمسك بالحكم" ، الوطن ، 18 ديسمبر 2018 ، https://cutt.us/ObO0B
- "إلهام شاهين بعد مقابلة الأسد: الجيش السوري يسيطر على 70% من الأرض ومشاهد القتل مفبركة" ، موقع هاف بوست ، 29 مايو 2017 ، https://cutt.us/8MxdI
- "عمرو أديب يشعل التلفزيون المصري بأقوى تصريح اعلامي عن اسقاط سوريا للطائرة الاسرائيلية" ، موقع الكوثر، 12 فبراير 2018 ، https://cutt.us/DitFY
- "عودة سوريا وحضور الأسد» .. عمرو أديب يؤكد على أهمية التكامل بين الدول العربية" الموجز ، 2023-05-19 ، https://cutt.us/q6qVR
- محمد مخلوف ، "أحمد موسى: بشار الأسد ذراع إيران في المنطقة العربية" ، البوابة ، 30/مارس/2015 ، https://cutt.us/4A4GS
- إيمان هانى، "أحمد موسى: احمدوا ربنا ليل ونهار على الأمن والأمان" ، موقع تحيا مصر، 15/فبراير/2023 ، https://cutt.us/QHDkx
- أيمن يونس، "أحمد موسى: أمريكا لا تريد عودة سوريا للجامعة العربية" ، بوابة الطريق ، 10 مايو 2023 ، https://www.altreeq.com/405999
- محمد أبوالمجد ، "السفير حسام زكي: قرار عودة سوريا للجامعة العربية يفتح مرحلة جديدة في التعامل مع الملف السوري" ، مصراوي، 07 مايو 2023، https://cutt.us/jnFDQ
- أسامة علي، "أحمد موسى: سوريا تحتاج استقرار الوضع السياسي الداخلي" موقع صدى البلد ، 19/مايو/2023 ، https://cutt.us/rPnUD
- أحمد الصعيدي ، "نشأت الديهي: بشار الأسد لم يرتكب ربع مجازر أردوغان" ، موقع مصراوي، 11 أبريل 2018، https://cutt.us/8S6uU
- محمد عزالدين ، "نشأت الديهي: العلاقات المصرية السورية لم تنقطع حتى في أصعب الظروف" ، الوطن ، 26 فبراير 2023 ، https://cutt.us/TD7Cx
- ياسمين القصاص، "أزعج بعض القادة العرب.. نشأت الديهي: حضور الأسد قمة جدة كان الأهم" ، صدى البلد ، الأحد 21/مايو/2023 ، https://cutt.us/KbwUu
- خالد مصطفى ، "«جنيه واحد فقط».. الباز يدعو لحملة تبرعات بالمدارس والجامعات لمساعدة سوريا" ، المصري اليوم 11-02-2023 ، https://cutt.us/FlGMX
- "الباز: لقاء السيسى وبشار الأسد لحظة مهمة فى تاريخ الأمة العربية" ، مصر تايمز، 19/مايو/2023 ، https://cutt.us/xNNVc
- أحمد عنتر ، "الحسيني مطالبا بتوطيد العلاقات مع النظام السوري: "كراهية بشار كلام فاضي" ، الوطن، 09 ديسمبر 2015، https://cutt.us/ivClE
- "لاول مرة منذ بداية الازمة .. وفد اعلامي مصري في سوريا!" ، وكالة اهل البيت ، 7 يناير 2017 ، https://cutt.us/h1ege
- شيماء حسن، "يوسف الحسيني عن عودة سوريا للجامعة العربية: "حمد لله على السلامة" ، الفجر ، 21/مايو/2023 ، https://www.elfagr.org/4692506