الشيخ حافظ سلامة.. مناضل قاوم الاحتلال وأيد ثورات الربيع العربي

الثلاثاء - 27 أبريل 2021

عاش مناضلًا مقاومًا ضد الاحتلال الانجليزي في السويس داعمًا للقضية الفلطسينية مؤيدًا لثورات الربيع العربي..

توفي الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس مواليد ١٩٢٥ ( ٩٦ عام )  متأثرا بكورونا داخل أحد المستشفيات في القاهرة مساء أمس الإثنين الموافق ٢٦ إبريل ٢٠٢١ ؛ وسوف تشيع الجنازة اليوم ، من المسجد الكبير بمدينة السلام بالسويس، وسيجري دفنه بمقابر السويس الجديدة - بحسب أسرته -

ولد الشيخ حافظ علي أحمد سلامة، بالسويس في 6 ديسمبر 1925، أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر
بدأ تعليمه بـ«كُتاب الحي»، ثم التعليم الابتدائي الأزهري، وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية، ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشئون المعاهد الأزهرية حتى 1978، ثم أحيل إلى التقاعد.
انتسب للعمل الخيري مبكرا، وشارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس، وكان له دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز

 نضاله ضد الإنجليز : 
تعد قيادة الشيخ حافظ سلامة لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس بدءًا من يوم 22 أكتوبر 1973م هي المحطة الأهم في حياة الشيخ حافظ سلامة
يصف سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب هذا الدور قائلاً: "إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة."

 اعتقاله  : 
- أول اعتقال له كان عمره ١٩ عام عندما كان يوفر المواد التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية وبعض الأسلحة لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، حتى قبض عليه في إحدى المرات وحوكم بالسجن 6 أشهر ..
- وفي يناير عام 1950م ألقى القبض عليه على إثر مقال كتبه في جريدة النذير انتقد فيه نساء " الهلال الأحمر"  بسبب ارتدائهن أزياء اعتبرها مخالفة للزي الشرعي.
- ثم اعتُقل الشيخ حافظ سلامة بعد ذلك في إطار الاعتقالات التي نفذها النظام الناصري ضد الإخوان المسلمون وظل الشيخ حافظ سلامة في السجن حتى نهاية 1967م بعد حدوث النكسة، وكان يقضى عقوبته في العنبر رقم 12
كما رفض الشيخ حافظ سلامة زيارة السادات للقدس عام 1977 ومعاهدة كامب ديفيد عام 1979م مما جعل الرئيس السادات يضعه على رأس قائمة اعتقالات سبتمبر 1981م، وقد أُفرج عنه بعد اغتيال السادات.

 دوره بعد النكسة : 
أُفرج عن الشيخ حافظ سلامة في ديسمبر عام 1967م فاتجه إلى مسجد الشهداء بالسويس، وأنشأ جمعية الهداية الإسلامية، وهي الجمعية التي قامت بمهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف منذ عام 1967م وحتى عام 1973م.
لعب الشيخ حافظ سلامة دورا هاما في عملية الشحن المعنوي لرجال القوات المسلحة بعد أن نجح في إقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والاستشهاد وأهمية المعركة مع اليهود عقب هزيمة 1967م والاستعداد لحرب عام 1973م، وكانت هذه القوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة الجامعات في مصر مثل شيخ الأزهر عبد الحليم محمود والشيخ محمد الغزالي، والشيخ حسن مأمون وغيرهم ..
 اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني قال «الشيخ حافظ سلامة كان صاحب الفضل الأول في رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة، بل إن الجميع كانوا يعدونه أبا روحيا لهم في تلك الأيام العصيبة».
نجحت القوافل نجاحًا كبيرًا فصدر قرار بتعميمها على جميع وحدات الجيش المصري في طول البلاد وعرضها كنوع من الاستعداد للمعركة الفاصلة مع اليهود.

 *مشاركته في ثورات الربيع العربي * : 

 في ثورة يناير بمصر  : 
انضم الشيخ سلامة إلى المعتصمين  في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير عام 2011 م وأصدر بياناً يناشد فيه الجيش المصري بالتدخل الفوري لإنقاذ مصر.
كما شارك الشيخ سلامة بقيادة وتنظيم مجموعات الدفاع الشعبي عن الأحياء السكنية في مدينة السويس ضد عمليات السلب والنهب التي انتشرت بسبب الفراغ الأمني أثناء الاحتجاجات

 ثورة  ليبيا : 
في يوم الأحد 20 مارس 2011 قام الشيخ حافظ سلامة  بالتوجه لليبيا لدعم الثوار وبصحبته خمسين طن مواد غذائية و١٤ متطوع لمساعدته في توزيع المساعدات ..
وقال بعد عبوره منفذ السلوم أنه في طريقه إلى بنغازي للانضمام إلى الثوار لدعمهم والشد من أزرهم 

 ثورة سوريا 
يوم السبت 13 أكتوبر 2012 قام الشيخ بالسفر لسوريا عبر الحدود التركية للمشاركة في ثورة سوريا والشد علي أيدي الثوار .

 الانتفاضة الفلسطينية الثالثة 

في الخامس من شهر مايو عام 2011، أكد الشيخ حافظ سلامة عزمه المشاركة في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وجاء ذلك بعد أن تجمع عدد كبير من الشباب أمام مسجد الشهداء بالسويس يطالبون الشيخ حافظ بأن يقود قافلة الحرية المصرية، والتي تتوافق مع انطلاق قوافل أخرى من كافة الدول العربية وجميع المحافظات المصرية للأراضي الفلسطينية في 15 من شهر مايو عام 2011.