"طوفان الأقصى" كشف نفوذها بمراكز صنع القرار .. "الصهيونية" تحكم أمريكا
السبت - 22 يونيو 2024
- اللوبي الصهيوني يشتري ذمم المشرعين والقيادات التنفيذية بالدعم المالي خلال الحملات الانتخابية
- رئيس "النواب" الأميركي يتحالف مع "نتنياهو" ضد "بايدن" بعد تعليق إرسال شحنة أسلحة لـ"إسرائيل"
- 100 مليون دولار ميزانية "أيباك" للإطاحة بالنواب الديمقراطيين المعارضين لتمويل حرب الإبادة في غزة
إنسان للإعلام- قسم الترجمة:
كثيرا ما يقال إن اللوبي الصهيوني يحكم أميركا، لا الرئيس الأميركي ولا إدارته، لكن "طوفان الأقصى" أحدث تحولات كبرى كشفت المستور، حيث تؤكد تصريحات مسئولين أمريكان كبار هذه المقولة، التي باتت الآن حقيقة أمام أعين العالم، خاصة بعد توسع الإعلام الأمريكي في نقاشها، على خلفية المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" في حربها على غزة، والتظاهرات الطلابية التي عمت الجامعات الأمريكية.
على سبيل المثال، قال مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأميركي، وهو الرجل الثالث في السلطة بعد الرئيس ونائبته، لقناة "CNBC"، يوم 9 مايو 2024، إنه اتصل برئيس وزراء "إسرائيل"، بنيامين نتنياهو، ليتأكد أن بايدن علق بعض الأسلحة للاحتلال حين علم بذلك، وأنهما اتفقا على ما يجب فعله، وتحدثا عن "ضرورة بدء عزل بايدن" لأنه تجرأ ومنع نوع من السلاح عن إسرائيل!
"جونسون" قال إنه فوجئ بجرأة (رئيسه) بايدن على تحدي إسرائيل، لدرجة أنه اتصل بنتنياهو ليسأله عما إذا كان ذلك صحيحا ويتحدث معه عما يجب فعله بعد ذلك.
دفع هذا أمريكيين لوصف ما جرى بأنه إما "تآمر وخيانة عظمى من جونسون"، أو أنه مؤشر مهم وواضح على أن "إسرائيل" هي من تحكم أميركا فعليا.
قالوا: إن التشاور مع زعيم أجنبي لتقويض السياسة الخارجية الأميركية، مجرد دليل قوي آخر على أن النخبة السياسية بأكملها في الولايات المتحدة تخضع لسيطرة تل أبيب، وأن "أميركا محتلة"!
وقال نشطاء أميركيون إن التشاور مع زعيم أجنبي لتقويض السياسة الخارجية الأمريكية هو "أمر جنوني تمامًا"، لكنه يكشف دور اللوبي الصهيوني (إيباك) في تمويل جونسون وغيره من نواب الكونجرس، ما يجعلهم يعملون لصالح إسرائيل لا بلادهم.
أضافوا أن "مايك جونسون" حصل على مبلغ إضافي قدره 95 ألف دولار من اللوبي المؤيد لإسرائيل (إيباك) بعد دعمه لمشروع قانون المساعدات لإسرائيل بقيمة 21 مليار دولار، ولهذا من الطبيعي أن يتصل بنتنياهو "ليسمع صوت سيده".
وسبق هذا قول السيناتور "ليدنسي غراهام" عن شكوى إسرائيل من حجب نوع من السلاح عنها، وتوضيح وزير الدفاع الأمريكي أن السلاح لا يزال يتدفق لإسرائيل بغزارة: "أنا أثق بإسرائيل أكثر من ثقتي بوزير الدفاع الأمريكي".
"غراهام" هذا نفسه طالب بإلقاء قنبلة نووية على غزة، على غرار ما حدث في هيروشيما ونجازاكي في الحرب العالمية الثانية.
نقاش إعلامي حول دعم "إسرائيل"
الصحف والفضائيات الأمريكية توسعت في نقاش خلاف بسيط بين بايدن ونتنياهو بسبب استخدام الاحتلال آلاف القنابل الثقيلة لقتل ألاف المدنيين في غزة ما شوه صورة أميركا عالميا، وقام البيت الأبيض بإيقاف إرسال شحنة أسلحة تضم قنابل زنة 2000 طن تبيد المئات، وأخري ذكية.
وفي حواره مع "CNN"، اعترف بايدن أن القنابل التي قدمتها أمريكا لإسرائيل وأوقفتها الآن "استخدمت في قتل المدنيين"، ما شكل ثلاثة اعترافات صريحة منه بأن "إسرائيل" تقتل المدنيين، وأمريكا شريكة في الجريمة، وأنه (بايدن) مجرم حرب.
لكن بايدن، ذكر في المقابلة مع شبكة "CNN"، 8 مايو، أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالدفاع عن "إسرائيل" وستزودها بصواريخ اعتراضية وأسلحة دفاعية أخرى، "لكن إذا ذهبت إلى رفح، فلن نزودها بالأسلحة".
اللافت في تصريحات بايدن هذه المرة أنه اعترف بأن مشارك في الحرب كمجرم حرب وأن القنابل التي قدمتها بلاده لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين في غزة خلال الهجوم المستمر بالقطاع منذ أكثر من 7 أشهر.
وبعد تهديد اللوبي الصهيوني ومسئولين في الكونجرس، يتلقون أموالا من اليهود، وقعت المفاجأة، وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس، جو بايدن، أخطرت الكونغرس، أنها ستعطي إسرائيل صفقات أسلحة جديدة تزيد قيمتها على مليار دولار.
وتأتي حزمة الأسلحة الضخمة هذه، بعد أقل من أسبوع على إيقاف البيت الأبيض مؤقتًا شحنة قنابل بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.
وقال مسؤولون أميركيون ومسؤولون في الكونغرس إن أحدث حزمة أسلحة تشمل احتمال نقل ذخيرة الدبابات، بقيمة 700 مليون دولار ، ومركبات تكتيكية بقيمة 500 مليون دولار ، وقذائف الهاون بـ60 مليون دولار.
وكان بايدن، قال إنه لن يزود إسرائيل بالأسلحة في حال شنها هجوم على رفح، جنوبي غزة، بسبب الخطر الذي تشكله أية عملية عسكرية على المدنيين هناك، مشيرا إلى أن واشنطن أوقفت بالفعل شحنة قنابل ذكية لإسرائيل استخدمت في قتل مدنيين ثم تراجع.
وكان الحديث يدور عن تعليق إرسال شحنة واحدة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (907 كلغ)، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل (226 كلغ)"حسبما قال مسئول أمريكي لوكالة الأنباء الفرنسية.
لكن تدور مناقشات حاليا في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية حول إعادة تزويد "إسرائيل" بهذه القنابل، رغم اجتياحها رفح.
ومنذ مطلع الحرب الحالية على غزة، تلقت "إسرائيل" من الولايات المتحدة 40 ألف طن من السلاح، منها 100 ألف قذيفة دبابة، و40 ألف قنبلة جوية وغيرها.
ومن المستبعد جدا أن توقف أمريكا شحن السلاح لحليفتها التي تكفل أمنها كفالة الحديد كما قال "بايدن" مرة تلو المرة، وهي فعلا بدون هذا الدعم العسكري ستضطر لمحاربة حماس وحزب الله بالحجارة والعصي كما قال بعض المراقبين الصهاينة.
ولذا يبدو وقف الدعم العسكري الأمريكي للابنة المدللة غير واقعي في كل الأحوال، على الأقل في هذه الفترة.
كيف يحكم الصهاينة أميركا؟
مع اقتراب الانتخابات في نوفمبر 2024، بدأ اللوبي الصهيوني (أيباك) يكثف ويلعب دوراً كبيراً لضح أموال ضخمة كتبرعات لحملات المرشحين الداعمين للكيان الصهيوني، وذلك في سبيل الضغط على السياسة الأميركية لمصلحة الكيان، واستهداف الديمقراطيين الذين ينتقدون الإجرام الصهيوني المستمر على غزة منذ 5 أشهر.
وقد نشرت صحف أمريكية أن 100 مليون دولار أميركي هي ميزانية "أيباك" للإطاحة بالديمقراطيين في مجلس النواب، بخاصة أعضاء ما يسمّى بـ الفرقة أو Squad، وهم منتقدون لانتهاكات "إسرائيل" لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، ويعارضون التمويل العسكري الأميركي للإجرام المستمر على غزة.
وأظهرت عدة وقائع جرت على خلفية العدوان الصهيوني على غزة، تحكم "إسرائيل" في أمريكا وولاء سياسييها ومشرعيها للصهاينة الذين يمولونهم، مثل حصول كل سيناتور أمريكي هدد المحكمة الجنائية الدولية كي لا تحاكم إسرائيل على 7 ملايين دولار.
أيضا تم الكشف عن أن اللوبي الصهيوني دفع أكثر من 12 مليون دولار في شراء 47 عضوا وعضوة كونجرس لسن قانون "التوعية بمعاداة السامية"، الذي يفرض رقابة على حرية التعبير، بربط نقد "إسرائيل" بمعاداة السامية.
وقد انتقد رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش مكونيل، قرار إدارة بايدن، وقالا في رسالة مشتركة أرسلت إلى الرئيس الأميركي، إن "المساعدة الأمنية لإسرائيل أولوية ملحة لا يجب تأخيرها"
وأشارا إلى أن التقارير عن تعليق شحنات أسلحة حيوية "يشكك في تعهدكم بأن التزامكم بأمن إسرائيل سيظل صارما"، حسب تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"
وأكدا أنهما لم يعلما بأمر تعليق الشحنة إلا من خلال التقارير الإعلامية، داعين إلى إطلاع الجمهور الأميركي على طبيعة وتوقيت المراجعات حول الأسلحة.
وانتقد مكونيل إدارة بايدن، ووصف الرئيس بأنه "ينحني تحت وطأة الضغط السياسي الداخلي من قاعدة حزبه المناهضة لإسرائيل، والشيوعيين في حرم الجامعات الذين قرروا أن يدثروا أنفسهم بعلم حماس وحزب الله".
وقد انتقد السيناتور الديمقراطي "كريس فان هولين" إدارة بايدن وقال إنها لا تدرك التناقض بين أقوالها وأفعالها بشأن إرسال سلاح لإسرائيل، فهي ترسل مزيداً من القنابل إلى نتنياهو بينما تتجاهل مطالبها بشأن رفح.
تضرر صورة أمريكا
وقد أشار غاضبون على السياسة الأمريكية إلى أن هذه أول مرة تتضرر فيها صورة أمريكا والرئيس الأمريكي، ومن ثم مصالح أمريكا في العالم، بسبب هذه الابادة الإسرائيلية لغزة بسلاح أمريكي، وتمرد نتنياهو على بايدن؛ ما استدعي وضع قواعد جديدة للتعامل رغم محاربة اللوبي الصهيوني لأي تغيير أمريكي في الدعم العسكري للاحتلال.
ورأى تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، 10 مايو 2024، أن الرئيس الأميركي يحاول ضمان عدم تحول إسرائيل إلى "دولة منبوذة" كما حصل سابقا مع دول حليفة لواشنطن في السابق، كالسعودية وتركيا.
وقال التحليل، الذي كتبه الصحفي تسفي باريل، إن بايدن لديه التزام بالحفاظ على التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن ساسة إسرائيل في الوقت ذاته لا يعون ذلك.
وضرب باريل مثالين على الاختلاف في تعامل الولايات المتحدة مع إسرائيل مقارنة بدولتين حليفتين لواشنطن، هما السعودية وتركيا.
يقول الكاتب: إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تعامل مع أنقرة بحزم عندما حاولت اجتياح مناطق كردية في شمال سوريا عام 2019 وكذلك بسبب شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي "إس-400".
في تلك الفترة فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على تركيا وكذلك عقوبات على كبار مسؤولي الدفاع الأتراك، مما أرسل رسالة واضحة لأنقرة مفادها أنه "حتى حلفاء أميركا ليس لديهم حصانة من العقوبات"
وفيما يتعلق بالسعودية، يبين الكاتب أن بايدن ضغط باتجاه وقف الحرب في اليمن التي تسببت بمقتل أكثر من 100 ألف شخص.
ومع ذلك يلفت الكاتب إلى أن الوضع مع إسرائيل مختلف تماما، حيث يرى بايدن كيف يمكن للدولة، الحليفة للولايات المتحدة، أن تصبح دولة منبوذة، ليس فقط في حرم الجامعات الأميركية، بل وأيضا في الكونغرس وبين قطاعات رئيسية من الجمهور الأميركي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر التقرير:
- NEITHER CANDIDATE HAS MUCH TO SAY ABOUT ISRAEL. SO WHY IS AIPAC POURING MONEY INTO THIS RACE?
- Biden Moves Forward on $1 Billion in New Arms for Israel
- Israel Isn't Turkey or Saudi Arabia, and Biden Intends to Keep It This Way