تعرف على أوضاع الأقلية المسلمة في بروندي

الاثنين - 15 نوفمبر 2021

يرجع الوجود الإسلامي في بوروندي إلى عهد كانت فيه البلاد ضمن محمية ألمانية في شرق إفريقيا تضم تنزانيا ورواندا وبوروندي.. وكانت قوافل الدعاة والتجار تتحرك بين الساحل والداخل وازدهرت الدعوة الإسلامية في بوروندي في عهد سلاطين زنجبار..

 ومنذ ذلك العهد انتشر الإسلام، والآن في بوروندي 12% من السكان مسلمون، وكانت نسبتهم 5% قبل عشر سنوات فقط ..

وإلى تفاصيل الوضع في بروندي ..

جمهورية بوروندي: هي دولة غير ساحلية في منطقة البحيرات الكبرى في شرق إفريقيا، تحدها رواندا من الشمال، وتنزانيا من الشرق والجنوب، وجمهورية الكونغو الديمقراطية من الغرب

عاصمتها : مدينة بوجمبورا.

المساحة : حوالى : 27830 كم2.

عدد السكان :  حوالى 12مليون نسمة.

اللغة الرسمية : الفرنسية ، ولكن تعد السواحلية لغة التجارة في بوروندي ويلم بها معظم السكان.

 

وصول الإسلام إلى بورندي:

وصل الإسلام إلى بورندي ضمن منطقة شرقي أفريقيا حيث كانت قوافل الدعاة والتجار تتحرك بين الساحل والداخل وازدهرت الدعوة الإسلامية في بوروندي في عهد سلاطين زنجبار ( خاصة عهد السيد سعيد 1806- 1856).

 فلقد زاد اتصالهم بالداخل وأقام التجار مراكز دائمة بداخل شرقي ووسط أفريقيا .

حيث كانت قوافل الدعاة والتجار تتحرك بين الساحل والداخل، ( العمانيون بذلوا مجهودا كبيرا وخاصة حميد المرجبي)

وركب المسلمون سفنهم من بحيرة تنجانيقا ووصلوا إلى مدينة روضح في بوروندي وعقدوا معاهدات مع أمراء المنطقة ونشطوا في بث الدعوة الإسلامية في الطرف الشمالي من بحيرة تنجانيقا وحيث توجد الآن بوروندي.

 بل امتد نشاطهم إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية .

وقد ورد ذكر هذه البلاد على لسان الرحالة العبودي حيث قال: “العرب في بوروندي كثيرون وأغلبهم من العمانيين”.

ومع قدوم الاستعمار البلجيكي والألماني والبريطاني عرقلوا مسيرة الدعوة واقتسموا المنطقة بينهم وكانت بوروندي من نصيب ألمانيا .

وشهدت منطقة وسط أفريقيا نشاطاً تنصيرياً مسيحياً يدعمه الاستعمار وحاصروا المسلمين وأوقفوا نشاطهم وعندما آلت أمور بوروندي إلى بلجيكا في أعقاب الحرب العالمية الأولى واجه المسلمون تحدياً قاسياً فلقد فرضوا عليهم العزلة وحالوا بينهم وبين إخوتهم في المناطق المجاورة بل فرضوا عليهم عدم التجمع والتمركز في جهة واحدة وسلبت منهم أملاكهم لتعطيها للبعثات التنصيرية وأوكلت إليها الإشراف على التعليم ورفض المسلمون إرسال أبنائهم إلى مدارس هذه البعثات وفضلوا التخلف على تلقي العلم على أيدي المُنصّرين ولقد أثّر هذا في المستوى الاقتصادي للمسلمين.

يرجع الوجود الإسلامي في بوروندي إلى عهد كانت فيه البلاد ضمن محمية ألمانية في شرق إفريقيا تضم تنزانيا ورواندا وبوروندي.

 ومنذ ذلك العهد انتشر الإسلام، والآن في بوروندي 12% من السكان مسلمون، وكانت نسبتهم 5% قبل عشر سنوات.

ويقول الشيخ باجوباريرا عيسى من زعماء مسلمي بوروندي إن الإسلام وصل إلى بوروندي عن طريق مسلمين من تنزانيا جاءوا للعمل مترجمين للقوات والإدارة الألمانية وبعض السكان الذين عملوا معهم دخلوا في الإسلام، والطريق الثاني الذي دخل فيه الإسلام إلى بوروندي هو عن طريق التجار والعرب الذين جاءوا من تنزانيا وزنجبار بحثاً عن أسواق جديدة وتداخلوا مع بعض السكان المحليين الذين دخل بعضهم في الإسلام.

والمرحلة الثانية لانتشار الإسلام في بوروندي عندما وضعت البلاد تحت وصاية بلجيكا حيث استقدمت بلجيكا عمالا من الكونغو كان منهم مسلمون للعمل في بورندي مما ساعد على دخول مزيد من أهل البلاد في الإسلام.

أماكن تركز المسلمين فى بورندى:

يتواجد المسلمون في عاصمة بوروندي " بوجمبورا"  كما ينتشرون في مناطق " الهوتو"  فحوالي ربع هذه القبائل التي تشكل غالبية السكان من المسلمين في مناطق قبائل التوتسي إلى جانب هذا يشكل المسلمون أغلب العناصر المهاجرة إلى بوروندي وهم من مالي والسنغال ومن الهنود والباكستانيين والعرب وينتشر هؤلاء في معظم مدن بوروندي وتصل نسبة المسلمين 25% وبين قبائل التوتسي 11% ويصل عدد المسلمين حوالي 1,288,000 نسمة.

الهيئات الإسلامية:

يوجد العديد من الهيئات الإسلامية منها الجمعية الإسلامية وتأسست عام 1943م في عهد الاستعمار البلجيكي ولهذا رفضت السلطات الأعتراف بها آنذاك.

وتوجد الجمعية الأفريقية أسمابو والجمعية العربية الإسلامية أمابو وجمعية الدعوة الإسلامية والرابطة الإسلامية التي تضم المنظمات الإسلامية.

 وتعتبر جمعية الدعوة الإسلامية العالمية من أهم المنظمات الفاعلة في بورندي حيت لها علاقات جيدة من الحكومة والمسلمين وقد ساهمت في إنشاء الجامعة الإسلامية بويزا والإذاعة المرئية والمسموعة وقدمت القوافل الطبية والأنشطة الدعوية والثقافية وقامت بتوزيع الكتب لبرنامج تعليم اللغة العربية

كما يوجد سبعة مساجد بالعاصمة بوجومبورا وتنتشر المساجد في المدن والقرى وأماكن القبائل الوطنية وأماكن المسلمين.

وأنشأ المسلمون في بوروندي العديد من المدارس، ففي العاصمة مدرسة التوحيد الأهلية، وهي ابتدائية للبنين والبنات، ولقد أسسها (الشيخ يحيى) إمام المسجد الجامع في العاصمة بوجومبورا، وتهتم هذه المدرسة بتعليم القرآن الكريم واللغة العربية، ومدرسة الحسين الأهلية، ومدرسة الإرشاد، ومدرسة التهذيب والمدرسة السنية، ومدرسة الجمعية العربية الإسلامية. وقد استولت عليها الحكومة أخيرًا، غير أن هذه المدارس في حاجة إلى تطوير مناهجها ومدها بالمدرسين والكتب الإسلامية المترجمة.

واقع المسلمين فى بورندي:

يواجه المسلمون المشاكل من البعثات التنصيرية التي تمتلك إمكانات ضخمة وتسهيلات كثيره وخدمات صحية وتعليمية. وتعدد الفرق الإسلامية يضعف وحدة المسلمين في بوروندي كالأباضية والجعفرية والأسماعلية.

كما يعاني المسلمون في بوروندي من الفقر، والجهل، والمرض، والتبشير، وعدم وجود دعاة يعلمونهم أصول دينهم، وعدم وجود مدارس إسلامية فضلاً عن انتشار الأمراض الأكثر فتكاً في إفريقيا مثل الإيدز والملاريا وغيرها من الأمراض.

وهناك اهتمام من بعض السكان بمعرفة الإسلام، ولكن التعليم الإسلامي يواجه صعوبات رغم حرية العقيدة، لأن معظم الآباء يرسلون أطفالهم للمدارس الحكومية وأحيانا للمدارس المسيحية، لأن خريجي المدارس الإسلامية لا يجدون وظائف سوى لدى مكاتب بعض المنظمات الإسلامية القليلة ونسبة المسلمين في الوظائف الحكومية قليلة.

ومن أعضاء البرلمان وعددهم 114 هناك عضوان مسلمان، وقد جعلت الحكومة أيام عيد الفطر وعيد الأضحى عطلة للمسلمين في الحكومة والشركات. وتخصص الإذاعة الوطنية لهم برنامجين إسلاميين أسبوعيا.

احتياجات مسلمي بورندي:

 ومن احتياجات مسلمي بوروندي ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات المحلية، وكذلك الكتب الإسلامية، وزيادة نشاط الجمعيات الخيرية الإسلامية لإعادة تعمير البلاد.

لأن المسلمين في بوروندي في حالة فقر وجهل وانتشار للأمراض تحت ظروف عناية سيئة، فضلًا عن التبشير الذي يتربص بهم.

 ويفتقد المسلمون للمدارس والدعم الخارجي بتوفير الكتب التعليمية والمصاحف بلغتهم السواحيلية أو الفرنسية، فضلًا عن تشييد المساجد وتقديم الدعم الدعوي للتصدي لحملات التنصير الذي تدعمه دول أمريكا وأوروبا.

ولكن أهم مشاكل المسلمين عدم وجود دعاة يعلمونهم أصول دينهم، وعدم وجود مدارس إسلامية فضلاً عن انتشار الأمراض الأكثر فتكاً في إفريقيا مثل الإيدز والملاريا وغيرها من الأمراض.

كما يحتاج المسلمون إلى كتب تعلمهم شؤون دينهم باللغة السواحلية أو الفرنسية ويحتاجون إلى المساجد والمصاحف والوقوف بحزم أمام حملات التنصير والتبشير التي تتبناها الكنيسة الغربية (أمريكا وأوروبا).

متطلبات العمل الإسلامي في بوروندي :

  1. تطوير مناهج التعليم ، وسد حاجة المدارس من المعلمين ، وتوفير الكتاب المدرسي وإنشاء المدارس الثانوية والمهنية .
  2. تنشيط الدعوة والحاجة إلى دعاة يجيدون الفرنسية وتخصيص بعض المنح لأبناء المسلمين في الجامعات الإسلامية .
  3. مقاومة نفوذ بعثات التنصير .
  4. مقاومة التفكك الناتج من كثرة الفرق الإسلامية في بوروندي .
  5. إلغاء النعرة العنصرية بين السكان .
  6. الاهتمام بتعليم المرأة البوروندية.