جمهورية الشيشان

الاثنين - 31 مايو 2021

الموقع

تقع جمهورية الشيشان في منطقة جبال القوقاز، تحدها جنوباً داغستان وجورجيا، وشمالاً داغستان وروسيا، وغرباً أوسيتا الشمالية وجمهورية أنغوشيا.

المساحة

تبلغ مساحة جمهورية الشيشان نحو 17 ألفا و300 كيلومتر مربع.

السكان

يبلغ عدد سكان جمهورية الشيشان نحو مليون ونصف المليون نسمة.

وبعد هجرة الروس منها أثناء الحرب الأولى والثانية ،أصبح عدد المسلمين فيها 100% وكلهم ينتمون للمذهب الشافعي، ويتحدثون اللغة الشيشانية ، والروسية والعربية.

النشاط البشري

يعمل غالبية السكان بالزراعة والرعي ويوجد بها كميات هائلة من البترول البترول والغاز الطبيعي، كما أن بها ثروة حيوانية وزراعية كبيرة.

العاصمة : جروزني

دخول الإسلام إلى الشيشان

وصل الإسلام ألى الشيشان في عهد الخليفة الراشد الفاروق "عمر بن الخطاب"، في عام 642 ميلادية حيث وصل المسلمون إلى قلعة "ديربنت" بعد فتح بلاد فارس، حيث وصلت حملة بقيادة سراقة بن عمرو الى قلعة "ديربنت" ، وهذه القلعة موجود اليوم في جمهورية داغستان، وقد سماها المسلمون كما في تاريخ الطبري "باب الابواب" وسماها الفرس "داربند" قبل دخول الإسلام.

ولم يدخل الناس في الدين الاسلامي في القوقاز دفعة واحدة، ولكن الشيشانين بدأوا دخول الاسلام بكثرة في القرن العاشر الميلادي.

أما في القرن الـ 16 فكان الناس يدخلون إلى الإسلام بنوع من الإجبار حيث كان أحد الشيشانيين ويدعى"ترماؤول" يجبر الناس على دخول الإسلام، ولكن جاء بعده الشيخ "برسا" وكان رجلاً معتدلاً وحليماً وحسن المعاملة، وكان يعامل الناس بالنصيحة وكان صبوراً، ولذلك فكثير من الناس دخلوا الإسلام إعجاباً بأخلاقه، وحسن معاملته، حيث كان بعض الشيشانيين يدينون بالمسيحية، وآخرون يعبدون النار والأصنام ، إلا ان الكثير منهم دخل الإسلام بسبب الشيخ "برسا".

أول دولة للشيشان:

مصطلح الشيشان لم يكن معروفاً من قبل ، ولكنه بدأ يظهر مع مجيء الشيخ "منصور" الذي حرص على نشر الدعوة الإسلامية عام 1783 ميلادية، وكان رجلاً يحبه الناس، وكان منهجه العدل وترك الثأر، حتى أنه شخصياً ترك الثأر، وعفا عمن قتل أخاه، وانتشرت الأمانة والعدل بين الناس، حتى أن أحدهم لو رأى مالاً في الطريق لا يأخذه من موضعه، أو يذهب به إلى مكان خاص، إلى أن يأتي صاحبه ليتسلمه.

ويعتبر الشيخ "منصور"هو أول من حاول إقامة دولة في الشيشان، لكن الروس لم يسمحوا له بذلك، وعندما علمت الأمبرطورة،"كاترينا الثانية" قيصرة روسيا، بأن الشيخ منصور يحشد الناس ضد روسيا وكان يبني المساجد والمدارس فأعطت الأوامر بجلبه وأسره الى روسيا، وأرسلت العقيد "بيربا"على رأس حملة، من إقليم "أستراخان" عند بحر قزوين على بعد 600 كم من غروزني، وحاول أسر الشيخ "منصور" إلا أن الشيشانيين تصدوا له فحرق قرية الشيخ منصور بأهلها.

والمحاولة الثانية لإقامة دولة للشيشان كانت على يد «بيولات تيمييف» عام 1810 ـ 1832 وهو الذي وقف ضد الجنرال «يرمولوف» المعروف بسفاح الشعوب القوقازية، ولكنه هزم وقتل على يد إحدى قوميات داغستان.

وبعد بيولات جاء الشيخ "غازي محمد" وبعده الإمام "شاميل" "1932 ـ1859"إمام القوقاز، وهو أشهر قائد شيشاني حيث كان يحارب لأجل تقوية المبادئ الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية، وأعلن قيام الدولة الإسلامية على أراضي الشيشان وداغستان، وسماها «إمامات» لكنه انهزم من الروس، ووقع في الأسر،ثم أفرج عنه وذهب إلى استنبول، ثم استأذن السلطان في أداء في فريضة الحج، ومات هناك ودفن في البقيع، ومنذ ذلك التاريخ، دخل الشيشان تحت الحكم القيصري.

الشيشان في ظل العهد الشيوعي:

عندما قام الثوار البلاشفة، بالثورة "البلشفية" للاستيلاء على الحكم القيصري، وعدوا شعوب القوقاز بالحكم الذاتي، لكن "لينين" و"ليون تروتسكي" لم يفوا بوعودهم التي قطعوها بالحرية الدينية لشعوب القوقاز.

حيث كانت الثورة الشيوعية في بدايتها تسمح بأن يمارس الناس عباداتهم ويتمتعون بكل أشكال الحرية، وكان الشيشانيون في هذا الوقت يستعملون الحروف العربية باعتبارها لغة القرآن.

 وكثير من شيوخ الدين في القوقاز أعجبوا في البداية بالمبادئ الشيوعية، ووقفوا مع الثورة ودعموها، واستغل الشيوعيون حب الناس للدين ودخلوا من هذا الباب على اعتبار أن الشيوعية هي كالدين الإسلامي تحض على المساواة والعدل وتساعد الفقراء والمساكين، وقالوا لعلماء المسلمين "حكمنا حكمكم".

وبعد ذلك انقلبوا على رجال الدين، لأن الناس كانوا يستمعون لرجال الدين ويطيعونهم، ومن هنا بدأت فترة الاضطهاد الديني غير المسبوق في تاريخ الشيشان.

ولكن بدا شبه انفتاح ديني للمسلمين بين عامي 1970 ـ1980 في عهد "بريجنيڤ" وكان بإمكانهم أن يؤدوا صلاتهم خفية، ولم يعد الاضطهاد كما كان في السابق، وبدأت تفتح عدة مساجد.

 ورغم أن الشيوعية عاملت المسلمين معاملة قاسية لكن المسلمين لم يسعوا أبداً ولم يشاركوا في تفكيك الاتحاد السوفييتي.

وفي نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي نشأت فكرة إنشاء «الحزب الاسلامي» للدفاع عن حقوق المسلمين في البلد، وفتح الطرق لنشر الإسلام، وحتى يكون هناك صوت للمسلمين في مجلس الدوما الروسي.

حكم جوهر دوداييف:

قبل تفكك الاتحاد السوفييتي مباشرة وتحديدا في شهر 9 عام 1991، سيطر "جوهر دوداييف" على الحكم عن طريق انقلاب داخلي، وجاء بفكرة إقامة جمهورية مستقلة للشيشان، وبعدما وقع "غورباتشوف" رسميا على تفكك الاتحاد السوفييتي، جاء "جوهردودايف" وهو شيشاني الأصل وكان يتولى رئاسة سرب الطائرات الحاملة للرؤوس النووية في جمهورية استونيا، ومهمة سربه كانت توجيه الضربة الأولى ضد القوات الأميركية، في حال انتقال الحرب من باردة الى ساخنة، وهو منصب مهم وحساس للغاية ولا يعين إلا بموافقة اللجنة العليا للحزب الشيوعي، وهي أعلى سلطة للشيوعية، وأول مرسوم أصدره جوهر بعد انتخابه من الشعب الشيشاني، هو الاستقلال عن روسيا الاتحادية في عام ،1991 ولكن روسيا لم تعترف بالانتخابات في الشيشان.

الحرب الأولى:

تعمقت الخلافات بين روسيا والشيشان، حتى وصلت إلى الحرب في عام 1994، حين وقع يلتسن مرسوما رئاسيا بإعادة النظام الفيدرالي الدستوري الذي يعيد بموجبه الشيشان الى الفيدرالية الروسية، ودخل الجيش الروسي الى الشيشان عبر 3 اتجاهات، ترافقها قذائف المروحيات وكانت بداية القصف للمطار ثم العاصمة ولكن لم يكن القصف مركزا على أي مواقع عسكرية، بل كان ضرب القذائف مباشرة على العاصمة، بما فيها من مدنيين وبيوت ومصانع، وأول صاروخ سقط على البنك المركزي.

وبعد سنتين من المعارك، قررت روسيا مجددا إرسال قوة عسكرية مكونة من نحو ثلاثين ألف جندى، حيث نجح الجيش الروسي في دخول العاصمة الشيشانية غروزني في يناير 1995 بعد تدميرها بالكامل.

وقد تسببت المعارك في مقتل نحو 25 ألف شيشاني، وخمسة آلاف جندي روسي، كما خلفت مئات الآلاف من اللاجئين.

لم تقف التطورات عند هذا الحد، بل استأنفت المعارك مجددا بين الثوار الشيشان والقوات الروسية المسيطرة على البلاد، واستمر الوضع إلى حدود أغسطس 1996 ،حيث تم توقيع اتفاق جديد بين الطرفين بحضور أمين مجلس الأمن القومي الروسي "ألكسندر ليبيد".

انتهت المفاوضات بإعلان إنفصال جمهورية الشيشان عن الإتحاد الروسى.

الحرب الثانية:

حاول بعض المجاهدين من العرب ومن الشيشان ، بانفصال جمهورية داغستان ، وإعلان اتحاد بينهما ،حتى يكون لهذه الدولة منفذ على بحر قزوين .

ولكن روسيا اجتاحت الشيشان بجيش كبير، من عدة جهات وتمكن الجيش الروسى من طرد المجاهدين من داغستان ، ومطاردتهم داخل الشيشان ،وقتل الرئيس الشيشاني آنذاك "أصلان مسخادوف"، فاختار الثوار "عبد الحليم سعيدولاييف" بديلا له،ولكنه قتل أيضاً ، وحسمت الحرب لصالح روسيا، ونصبت "مفتى الشيشان الخائن ، "أحمد قديروف"الذى اغتيل عام 2004، وخلفه ابنه "رمضان قاديروف" والذى ارتمى في أحضان بوتين، وينفذ كل أوامره.

ربط الشيشان بالإرهاب:

منهجية ربط الشيشان بالإرهاب المتطرف الإسلاموي هي آخر نسخ التشويه الممنهج الذي تقوده روسيا منذ القدم، منذ عهود القياصرة ومحاولات احتلالهم لمنطقة القوقاز برمتها، وحملات الإبادة التي أغمض التاريخ أعينه عنها مثل كثير من الإبادات التي كانت طي النسيان كمحصلة لتسويات قوى عظمى ومنتصرة.

وقد بدأت عملية ربط الشيشان بالإرهاب ، منذ عهد القياصرة، وقد وصفواالشعب الشيشانى بالبرابرة .

وقد رأينا وحشية الجنرال الروسي القيصري "يرمولوف"، الذي تفوق على أكبر مجرمي الحروب في التاريخ الحديث، تبيد قرى بأكملها بينما وثائق الروس تصف هذا الشعب المباد بالبربرية!

يكفي أن نعلم، وهذا موثق في التاريخ "المجهول" للحرب القوقازية الأولى، أن الروس وفي محاولة منهم لطمس تاريخ الشيشان قاموا بإلقاء كل المخطوطات المتعلقة بثقافة هذا الشعب وكل ما وجدوه في طريق استباحتهم من تلك المخطوطات في بحيرة "كازان ـ آم".

وسارت الشيوعية على نفس النمط القيصري بوصف الشيشانيين بالإرهاب، ونتيجة لذلك قام "ستالين"-عليه لعنة الله – بنفي شعب الشيشان والحكم عليه بواحدة من أكبر عمليات النفي الجماعي لسيبيريا ـ

وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، تم تصنيف شعب الشيشان كمافيات دموية قاسية تتحكم بموسكو ذاتها، على الرغم من وجود مجموعات إجرامية من هويات شعوب أخرى مثل الكازاخية والتترية والأوكرانية.

وعندما أعلن "دودايف" استقلال الشيشان ،قامت الآلة الإعلامية الروسية باعتبار دودايف وهابياً متطرفاً ،وأنه استقبل  فلول الهاربين من بقايا حرب أفغانستان، وعلى رأسهم شاب سعودي من أصول أردنية يسمى "سالم بن سويلم" والملقب باسم خطاب.