كيف تناولت الصحافة التركية زيارة السيسي المرتقبة لأنقرة؟

الأحد - 1 سبتمبر 2024

  • تساءلت بعض الصحف عن جدوى مبادرة "الجزار" التي استبقت الزيارة ورفضتها السلطات المصرية
  • بعضها تناول الزيارة بنبرة نقدية خشية تبييض ممارسات "السيسي" القمعية على حساب القضايا الإنسانية
  • كثير من الصحف اعتبرتها "فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاستراتيجي في القضايا الإقليمية

 

إنسان للإعلام- قسم الترجمة:

تباينت طريقة تناول الصحف والمواقع التركية لخبر زيارة عبد الفتاح السيسي، قائد انقلاب مصر، المرتقبة لتركيا يوم 4 سبتمبر.

تساءل بعضها عن جدوى المبادرة المثيرة للجدل التي قدمها الجانب المنشق من جماعة الإخوان المسلمين، التي استبقت الزيارة ولم تحظَ بقبول من السلطات المصرية.

وبعضها تناول الزيارة بنبرة نقدية، مؤكدة أن السيسي "يأتي إلى تركيا في ظل توترات شديدة حول حقوق الإنسان وممارسات قمعية في مصر"، واعتبرت أن الزيارة قد تعزز من تبييض صورة "السيسي" على حساب القضايا الإنسانية.

وبعض الصحف تناولت الزيارة- الأولى من نوعها منذ تولي "السيسي" السلطة عام 2014م- بحماس، مشيرة إلى أنها "فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة وفتح أفق جديد للتعاون الاستراتيجي في القضايا الإقليمية"

وفيما يلي نستعرض أهم ما نشر في الصحافة التركية حول هذا الموضوع:

علاقة "مبادرة الإخوان" بالزيارة

وتحت عنوان "لماذا قدمت جماعة الإخوان المسلمين مبادرة عفو قبل زيارة السيسي إلى تركيا؟"، عرض موقع "إندبندنت تركيا" بشئ من التفصيل لما أسماه "مبادرة جديدة تطالب بالعفو عن أعضاء الإخوان المعتقلين" وما صاحبها من جدل عبر وسائل التواصل، مركزا على تصريحات الدكتور "حلمي الجزار" التي نقلها ماجد عبد الله، عبر قناته على "يوتيوب"، والتي أبدى فيها "الجزار" استعداد الجماعة لتعليق نشاطها السياسي بين 10 و 15 سنة، وتقديم تعهد بفتح صفحة جديدة مع النظام بعد 11 عاماً من الإطاحة بالحكومة  المنتخبة في 30 يونيو 2013م. وقال: "مع ذلك لم تصدر أي تصريحات رسمية عن المبادرة حتى الآن".

وعلق بأن "جميع هذه المبادرات تهدف إلى إعادة تنظيم صفوف الجماعة وإنهاء التوترات بين القيادات التقليدية والشباب، وكذلك حل الانقسام بين الفروع في لندن وإسطنبول في ظل جهود تركيا لتحسين علاقاتها مع مصر"، بحسب مراقبين.( رابط الخبر)

وفي خبر آخر بعنوان "مصر ترفض مبادرة الإخوان المسلمين للتوصل إلى تسوية"، أضاف الموقع أن "مصر أعلنت رفضها لمبادرة جماعة الإخوان المسلمين التي تهدف  إلى التسوية مع الحكومة المصرية"، حيث أكدت وزارة الخارجية المصرية أن "الحكومة لا تعتبر المبادرة جادة، وأنها ترفض أي شكل من أشكال التفاوض مع الجماعة".

كما اعتبرت الوزارة أن "أي محاولات لإعادة تفعيل الحوار مع الإخوان المسلمين هي محاولات غير مقبولة، حيث أن الجماعة لم تظهر أي نية حقيقية للتخلي عن أنشطتها العنيفة أو الاعتراف بجرائمها".

وبحسب الموقع، "قوبل بيان الرفض من جانب السلطات المصرية بتعليقات مختلفة من قبل بعض المراقبين، الذين اعتبروا أن هذا الرفض قد يعقد جهود تحسين العلاقات بين القاهرة وأنقرة".

وفي السياق أشار الموقع إلى ما نشرته وسائل إعلام عربية من "إرسال بعض السجناء من الإخوان المسلمين رسالة إلى السلطات يطلبون فيها البراءة مقابل إعلان توبتهم وترك الجماعة".(رابط الخبر)

في سياق مشابه، نشر موقع صحيفة "تونا" (Tunagazete) المستقلة خبرا بعنوان "زيارة السيسي تهز الإخوان المسلمين"، قالت فيه: "إن جماعة الإخوان عرضت تعليق أنشطتها السياسية ضد الدولة المصرية مؤقتا، وطالبت في المقابل بالإفراج عن جميع أعضائها المعتقلين إلا أن السلطات المصرية رفضت هذا العرض.

وتحركت الجماعة لتسريع جهود المصالحة قبل زيارة السيسي إلى تركيا، وتعليق النشاط السياسي للإخوان لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 سنة إلا أن هذا الاقتراح لم يحظ بقبول المسؤولين والبرلمانيين المصريين.

ويحاول الإخوان إعادة تنظيم صفوفهم وإنهاء الانقسامات الداخلية، ويؤكد محللون أن هذه الخطوات التركية ربما زادت من رغبة أعضاء الإخوان في العودة إلى مصر، وستشكل جهود المصالحة التي تبذلها جماعة الإخوان المسلمين ونتائج زيارة السيسي إلى تركيا المناخ السياسي في المنطقة بشكل كبير ".(رابط الخبر)

أيضا، اهتمت صحيفة "الخبر الممتاز" ( Süper Haber) القومية اليمينية بموضوع الإخوان، فنشرت خبرا بعنوان "عرض من الاخوان الى الحكومة المصرية"، قالت فيه: "إن جماعة الإخوان المسلمين عرضت على الحكومة المصرية انسحاباً من الساحة السياسية، ونقل الإعلامي ماجد عبد الله، عبر قناته على "يوتيوب" رسالة حلمي الجزار بأن الجماعة مستعدة للتسوية مع السلطات والقوى السياسية في مصر، تضمنت وعد الجماعة بترك العمل السياسي وتجاوز أحداث يونيو 2013". (رابط الخبر)

وبعنوان ("عرض الاخوان " الانسحاب من السياسة مقابل العفو قوبل بالرفض من الحكومة المصرية)، قالت صحيفة "المخلص Samimi" (المحافظة): "إن جماعة الإخوان المسلمين، التنظيم الديني والسياسي البارز في مصر، قدمت عرضًا للحكومة المصرية يقضي بالانسحاب الكامل من الحياة السياسية مقابل العفو عن أعضائها المسجونين، مما أثار أزمة داخل التنظيم واستقبلته الحكومة المصرية ببرود"

أضافت أنه "بحسب تقريرلقناة العربية، أشار ماجد عبد الله إلى أن القيادي الإخواني حلمي الجزار، بتكليف من نائب المرشد العام د. صلاح عبد الحق، طلب منه الإعلان عن هذا الاقتراح الذي يتضمن تسوية مع السلطات المصرية، والتخلي عن العمل السياسي وتضمنت الرسالة أيضًا تعهد الجماعة بنسيان انقلاب يوليو 2013 مقابل العفو عن أعضائها المسجونين، لكن هناك بعض الإعلاميين في مصر مثل مصطفى بكري اعتبروا أن هذا العرض هو ماهو إلا حالة يأس وصل لها تنظيم الاخوان المسلمين".(رابط الخبر)

وبعنوان " لقاء أردوغان والسيسي يثير قلق الإخوان المسلمين ويدفعهم لعرض التسوية مع حكومة مصر "،  قالت صحيفة "الشعب  Halk"  (اليسارية): "إن جماعة الإخوان المسلمين عرضت تعليق نشاطها السياسي مؤقتًا في محاولة للتوصل إلى تسوية مع السلطات المصرية قبل زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا المقررة في 4 سبتمبر القادم".

واستعرضت التفاصيل نفسها الواردة في الصحف السابقة، معلقة بأن "التحسن في العلاقات بين تركيا ومصر قد يكون أثر على توجهات جماعة الإخوان، حيث يبدو أن الخطوات التركية قد دفعتهم إلى إعادة تنظيم صفوفهم والانتقال إلى جبهات جديدة".

أضافت أن "زيارة السيسي إلى تركيا تعتبر خطوة مهمة في تحسين العلاقات بين البلدين، حيث من المتوقع أن تعقد قمة رفيعة المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي بين أنقرة والقاهرة، ومن الممكن أن تساهم هذه الزيارة في معالجة الأزمات الإقليمية في مناطق مثل ليبيا والسودان، وبالتالي تغيير الديناميكيات الجيوسياسية في المنطقة.(رابط الخبر)

تأثيرات إقليمية.. وانتقادات لأردوغان

وبعنوان "تركيا ومصر تعقدان اتصالات حاسمة والسيسي سيزور تركيا 4 سبتمبر"، نشر موقع صحيفة "الصباح الجديد Yeni Şafak"   خبر الزيارة مُفصّلا، كما الموقع السابق، موضحا أن "الزيارة تُعتبر فرصة لتوطيد العلاقات الثنائية والانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون بين أنقرة والقاهرة"، وأن "التقارب بين تركيا ومصر يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الأوضاع الإقليمية، بما في ذلك تحسين الوضع في ليبيا والسودان، وتعزيز التعاون في قضايا مثل النزاعات البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط". (رابط الخبر)

أما صحيفة "الخبر الأول" (ILK HABER) فنشرت خبرا مقتضبا بعنوان "قائد الانقلاب في مصر السيسي قادم الى تركيا"، جاء فيه: "إن قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي  سيأتي إلى تركيا في الرابع من سبتمبر، وستكون هذه أول زيارة يقوم بها كرئيس مصر، وسيتم خلال الزيارة مناقشة العلاقات الثنائية وقضية غزة بين الطرفين".  (رابط الخبر)

ونشرت صحيفة "الحقيقة الفائقة" (Artı gerçek) العلمانية خبرا بعنوان "مصادر الخارجية التركية تؤكد قدوم السيسي إلى تركيا"، انتقد فيه سلوك أردوغان وموقفه من السيسي، جاء فيه أن "السيسي، الذي استهدفه أردوغان بعبارات قاسية في الماضي بسبب الإطاحة بمرسي، أول رئيس منتخب ديموقراطيا في مصر وعضو جماعة الإخوان المسلمين، سيزور تركيا للمرة الأولى وسيستقبله أردوغان في مراسم رسمية رغم قطع العلاقات معه لمدة 10 سنوات".

وقالت: "لقد كان أردوغان قد وعد بعدم إصلاح العلاقات مع مصر، ومع ذلك عندما تفاقم تدهور الموازين الاقتصادية مثل ارتفاع التضخم والزيادة الباهظة في أسعار الصرف، رفعت تركيا عن سواعدها لتحسين العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة ومصر، ودخلت الحركة الدبلوماسية، التي بدأت عام 2023 مع وزارات الخارجية، مرحلة جديدة بزيارة أردوغان إلى القاهرة".

وعرضت الصحيفة لخلفيات قطع تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بسبب الانقلاب لفترة طويلة، وعدم رغبة أردوغان في إقامة علاقات دبلوماسية مع السيسي، الذي وصفه في كثير من الأحيان بأنه قائد الانقلاب".(رابط الخبر)

موقع "إندبندنت تركية Türkçe independent " المستقل نشر خبرا بعنوان "رئيس مصر السيسي يصل تركيا 4 سبتمبر"، توقع فيه أن أن يكون موضوع الزيارة الرئيسي هو الوضع في غزة، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين.

وحول جدول الزيارة قال الموقع: "سيتم عقد اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى حيث سيتلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضيفه في قصر الرئاسة بترتيب رسمي، وسيتم التوقيع على اتفاقيات في عدة مجالات". كما سيتم "مناقشة القضايا الإقليمية مثل فلسطين وليبيا والسودان وكيفية تحقيق الاستقرار والسلام في هذه المناطق كما سيتم أيضًا بحث كيفية زيادة حجم التجارة بين البلدين، الذي يصل حاليًا إلى 10 مليارات دولار، ليصل إلى 15 مليار دولار".

 أضاف أن السيسي سيصطحب معه مجموعة من رجال الأعمال، حيث سيتم التركيز على التعاون في مجالات الطاقة مثل الغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجددة والتعدين، فضلاً عن الصحة والسياحة والصناعات الدفاعية كما سيتم تعزيزالتعاون في مجالات الإعلام والاتصالات.(رابط الخبر)

هكذا نرى أن التغطيات التمهيدية لزيارة السيسي في الصحافة التركية أخذت اتجاهين: أحدها ربط بين "مبادرة الإخوان المزعومة" وبين الزيارة، والثاني تعامل مع الموضوع من زاوية تسجيلية وتحليلية تتجه نحو العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، وقد تشابهت معظم التغطيات حد التطابق.