عداد الهجرة العكسية من الكيان الصهيوني يتسارع بعد " طوفان الأقصى"
الاثنين - 13 نوفمبر 2023
إنسان للدراسات الإعلامية- عبد الله راشد:
"طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، لم يكشف فقط عن هشاشة جيش الاحتلال، وكشف زيف مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، لكنه أنهى دولة الأمان التي بدأت في الانهيار، ودفع الكثيرين إلى التفكير جديا في الهجرة العكسية من الكيان الصهيوني اللقيط، وبعضهم غادر بالفعل.
وبعد أن تحولت مغتصبات غلاف غزة إلى مدن أشباح بعدما هجرتها قطعان المستوطنين، سرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي داخل الكيان الصهيوني تحت عنوان "لنغادر البلاد معا"، واكتظ مطار بن جريون (اللد سابقا) بالمغادرين الهاربين من حيث أتى أجدادهم، إلى اوربا وأمريكا وروسيا وغير من الدول، في حين توقف المطار نفسه عن استقبال أي وافد جديد من الخارج.
- وضع الهجرة قبل طوفان الأقصى
قبل اندلاع طوفان الأقصى، قالت شبكة "سبوتنيك" الروسية في تقرير نشرته يوم 5 أغسطس 2023، تحت عنوان "نحو 56% من الشباب الإسرائيلي يفكرون في الهجرة": إن حوالي 33% من الإسرائيليين، يفكرون في الهجرة، فيما ارتفعت نسبة الطامحين إلى الهجرة بين الشباب إلى 56%.
كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن 47 % من الإسرائيليين المغادرين بلادهم أو الذين سافروا للعمل في الخارج قرروا عدم العودة إليها أبدا.
وأوضحت دراسة أجرتها دائرة التنظيم والعلاقات مع الإسرائيليين في الشتات، أن هناك نحو مليون إسرائيلي يعيشون خارج بلادهم، ونصفهم لا يريد العودة إليها أبدا، خاصة وأنهم يشعرون أن وضعهم الاقتصادي قد تحسن في الدول الأجنبية التي يعيشون فيها في الوقت الحالي، ونسبة قليلة منهم، تقدر بـ 10% فقط أشاروا إلى أن وضعهم الاقتصادي تدهور عندما انتقلوا إلى الخارج.كما انتشرت ظاهرة "هروب الأدمغة" من الكيان المحتل.
وفي 17 مارس 2023 نشر موقع "الخنادق" تقريرا تحت عنوان: الانقسام الإسرائيلي يعيد "الهجرة العكسية" الى الواجهة، موضحا أن "دائرة الإحصاء الإسرائيلية" أشارت إلى ظاهرة "هروب الأدمغة"، والتي ارتفعت في العام 2013 بنسبة 26%، وكانت قد بدأت هذه الظاهرة في العام 2006.
وبحسب دراسة لكلية الاقتصاد في "الجامعة العبرية في القدس"، فإنّ هجرة حملة مستوى "البروفيسور"، تصل إلى %6.55، يتبعهم الأطباء بنسبة 4.8% والمهندسون والباحثون بـ 3%، وتبيّن أنّ 2.6% من مجمل اليهود المتزوجين والمتعلمين ما بين سن 25 عامًا إلى 40 عامًا يغادرون "إسرائيل"، وقد كشفت الدراسة أنّ نسبة الهجرة ترتفع بشكل مضطرد مع ارتفاع سنوات التعليم.
- ماذا عن وضع الهجرة بعد طوفان الأقصى؟
بعد بدء عملية طوفان الأقصى زادت الهجرة العكسية، سواء داخل الكيان من الأماكن التي تطالها صواريخ المقاومة أو مما يسمى بغلاف غزة أو خارج الكيان، لعدم وجود أمان لهم.
ونشر موقع "الغد" الأردني تحت عنوان: "طوفان الأقصى" يرفع معدلات الهجرة العكسية للإسرائيليين، ما نصه: "لقد هربنا إلى قبرص مباشرة بعد انطلاق صفارة الإنذار الأولى، أخبرني حدسي أن هذه لم تكن مجرد جولة أخرى، وكانت أعصابي متوترة لمدة 10 أشهر بسبب هذا البلد الذي جن جنونه علينا" هذا ما جاء في شهادة أحد الفارين في تحقيق لصحيفة "هآرتس" بعنوان "قاتل حماس أو اهرب".
تابع "الغد": "لم يتعود الإسرائيليون على "النزوح" كان هذا مصطلحا لصيقا بالفلسطينيين والعرب في الأماكن التي تطالها الاعتداءات الإسرائيلية، وبعد طوفان الأقصى بات الإسرائيليون ينزحون أيضا.
وكانت مشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار تل أبيب، الذي تعطل بعد قصف المقاومة في ذلك اليوم والمطارات الأخرى، أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى فلسطين.
وتشير ظاهرة الهجرة العكسية المتزايدة إلى انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن، فبالنسبة للكثيرين لم تعد إسرائيل دولة آمنة ولا يتوفر فيها عنصر الاستقرار الأمن ومبررات البقاء والمستقبل الذي ينشدونه مع التآكل المتسارع لنظريتها الأمنية".
- غلاف غزة تحول إلى مدن أشباح
تحت عنوان (سديروت "مدينة أشباح".. ما دلالات إخلائها؟)، قال موقع "الجزيرة": "حوّلت معركة "طوفان الأقصى" مستوطنة سديروت فيما يُسمى "غلاف غزة" إلى مدينة أشباح، بعد أن أخلى جيش الاحتلال أغلب سكانها البالغ تعدادهم 35 ألفا، حيث نزحوا باتجاه منطقة تل أبيب والوسط، هربا من نيران الحرب، وفي ظل الحشد للتوغل البري في قطاع غزة.
وبدأت مغادرة مستوطني سديروت في مطلع عملية "طوفان الأقصى" واستمرت حتى إعلان الإخلاء الرسمي يوم الأحد 10 أكتوبر.
وتكلف عملية الإخلاء خزينة الاحتلال في الأسبوع الواحد فقط قرابة 20 مليون دولار، كما أن وزارة المالية الإسرائيلية بدأت بالفعل في تمويل مساكن بديلة لآلاف النازحين".
كما تم إخلاء المدن والبلدات القريبة من لبنان بسبب صواريخ المقاومة هناك، بحسب موقع "فلسطين أونلاين"، الذي نشر تقريرا تحت عنوان: (إخلاء نحو 50 ألف مستوطن من المستوطنات القريبة من لبنان)، جاء فيه: "ذكرت وسائل إعلام عبرية، السبت 21 أكتوبر، أنه تم إخلاء نحو 50 ألف مستوطن من 26 مستوطنة قريبة من الحدود مع لبنان. وأوضح الإعلام العبري أنه من بين المستوطنات التي تم إخلائها مستوطنة "كريات شمونة".
جيش الاحتلال كان قد بدأ الخميس بإخلاء سكان المستوطنات القريبة من المنطقة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة بعمق 5 كيلو مترات. حيث تشهد المنطقة الحدودية تبادلا للقصف والقذائف بين الحين والآخر بين حزب الله وقوات الاحتلال.
وبحسب موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" تم إخلاء 20 مستوطنة، بخلاف مسوطنات غلاف غزة. وضمن تقرير نشره تحت عنوان: (بعد 4 أسابيع من الحرب.. نزوح وهجرة إسرائيلية معاكسة بمئات الآلاف) ذكر الموقع أن "التصريحات توالت حول إخلاء كل المستوطنات الواقعة حول قطاع غزة من سكّانها، كما أُخليت أكثر من 20 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة، قرب الحدود اللبنانية.
- حركة "لنغادر البلاد معا" تنشط بعد الطوفان
نشر موقع "المدن" تحت عنوان ("لنغادر البلاد معاً": حملة هجرة عكسية من إسرائيل):
"كثفت حملة "لنغادر البلاد معاً" الداعية إلى مغادرة إسرائيل، نشاطها، ودعت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، العائلات الإسرائيلية، إلى البحث عن وجهة حول العالم، للإقامة المؤقتة أو الاستقرار، مع توفير فرص عمل والاستثمار بمشروعات تجارية.
والحملة التي انطلقت قبل نحو عام، باتت تنشط بشكل أوسع منذ تجدد الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر.
ووسعت المجموعة نشاطها مع تصاعد التوتر الأمني في البلاد، بحسب تقارير إعلامية، مع عدم وجود أفق لانتهاء الحرب، وباتت تروج عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى مغادرة إسرائيل، وعرضت مساعدتها على كل من يحمل جواز سفر إسرائيلياً، وليس على من يمتلك جنسية مزدوجة وبحوزته جواز سفر أجنبي فقط.
وتضم مجموعة الحملة في تطبيق "واتساب" 676 مشاركاً، غالبيتهم العظمى من الإسرائيليين، وبعضهم من اليهود الموجودين خارج البلاد، ويمكثون في دول مختلفة حول العالم، وتهدف الحملة إلى هجرة 10 آلاف شخص خارج إسرائيل في الفترة الحالية".
- ربع مليون يهودي فروا للخارج بعد الطوفان
ذكر موقع "الشروق" المصري أعداد الذين هربوا من الكيان بعد طوفان الأقصى بما يقارب ربع مليون، حيث نشر تقريرا تحت عنوان: (إسرائيل في مأزق.. 230 ألف يهاجرون خارجها و764 ألف يتركون وظائفهم)، جاء فيه: "قالت صحيفة "ذى ماركر" الإسرائيلية، يوم الجمعة، إن أكثر من 230 ألف يهودي غادروا إسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى" فيما يعرف بالهجرة العكسية خارج دولة الاحتلال.
وتوقعت الصحيفة، في تقريرها ارتفاع أعداد المغادرين مع استمرار الحرب على قطاع غزة، وتصاعد التوترات على الجبهة الشمالية مع لبنان، والمواجهات المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة.
واستعرضت الصحيفة لأول مرة ظاهرة الهجرة العكسية لليهود من دولة الاحتلال لخارجها من خلال توثيق إفادات لعائلات اختارت الهجرة من البلاد هربا من التوترات الأمنية وعواقب الحرب.
ووفقا للتقرير، فإن الظاهرة تكشفت في الأسبوع الثاني للحرب، وذلك بعد أن أعادت الكثير من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى مطار بن جوريون في مدينة اللد المحتلة، بعد أن توقفت مع انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، يوم عملية "طوفان الأقصى" وبداية الحرب على القطاع.
- الكيان ينزف.. والهجرة المعاكسة خطر وجودي
وتحت عنوان:(بلغت ارقاما غير مسبوقة.. «الهجرة العكسية» تضرب دولة الاحتلال)، نشر موقع تلفزيون الغد: "تصاعد مفهوم الهجرة المعاكسة الإسرائيلية في اتجاه أوروبا، فالوقائع على الأرض، وشهادات مراقبين ومختصين، تصبّ في الاتجاه ذاته «إسرائيل تنزف..والهجرة المعاكسة خطر وجودي»، وهذا ما أكده أستاذ العلوم العسكرية في الجامعة العبرية في مدينة القدس المحتلة، البروفيسور مارتين فان كارفيلد، والمعروف أنه من أشدّ الداعين إلى طرد جميع العرب من إسرائيل، قائلاً : إنّ «تدهور الجيش الإسرائيلي بدأ من الرأس حتى القاع، أي من القيادة حتى الجنود، بسبب تفشي ظاهرة إدمان المخدِّرات والتجارة فيها، وبيع الجنود أسلحتهم لفصائل المقاومة الفلسطينية للحصول على المال، وتصاعد منسوب هجرة الإسرائيليين إلى أوروبا وأمريكا.. هذا الصراع ضد الفلسطينيين خاسر، وسينتهي بنهاية دولة إسرائيل في نهاية المطاف».
- حكومة الكيان تستشعر خطر الهجرة العكسية
وتحت عنوان: (في محاولة للجم الهجرة العكسية.. "إسرائيل" تنصح المستوطنين بإعادة النظر في السفر إلى الخارج)، نشر موقع الميادين: "نصحت سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين، بإعادة النظر في السفر إلى الخارج، في ظل تزايد ما سمّته "حالات معاداة السامية".
وقالت وزارة الخارجية ومجلس "الأمن القومي" الإسرائيليين، مساء أمس الجمعة 03 نوفمبر، إنه "نظراً لحجم حوادث العنف ضد الإسرائيليين، يتعين على الإسرائيليين إعادة تقييم ضرورة السفر إلى الخارج"، ونصحتا المسافرين إلى الخارج بعدم إظهار أة رموز إسرائيلية.
ختاما، هذه الهجرة العكسية تؤكد أن هذا الكيان المسمى "إسرائيل" لا يمكن أن يعيش أو يستمر في الحياة لأنه كيان لقيط، زرع في خاصرة الأمة الإسلامية، ولابد يوما أن يزول وأن يعود الحق لأصحابه.