على أعتاب الذكرى الثانية لرحيله: "الحلم المسروق".. كتاب جديد يوثق أعمال الرئيس "مرسي" ويفضح خصومه

الاثنين - 7 يونيو 2021

وزير إعلام مرسي: "كان نموذجا في البذل والتضحية.. ومعاركه مع العسكر بدأت من الأسبوع الأول"

مع اقتراب ذكري استشهاد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وفيما يستعد مركز انسان للاعلام (www.insan.center) لإصدار الكتاب الثالث عن الرئيس مرسي متضمنا إنجازاته الوطنية في عام حكمه، أصدر مركز الحضارة للبحوث والدراسات والتدريب بمدينة اسطنبول مجلدين عن حكم الرئيس مرسي، يوثقان كلمات الرئيس وخطاباته وحواراته ولقاءاته، بالإضافة إلى سيرته الذاتية.

تضمن المجلدان، المعنونان بـ"الحلم المسروق"، ويقعان في نحو 1000 صفحة، تفاصيل موسعة عن إنجازات مرسي الداخلية في عام حكمه و معالجاته لموضوعات عديدة منها مأسسة عمل الرئاسة و استقلال مصر عن التبعية و محاربة الفساد وموقفه من القضية الفلسطينية وصفقة القرن و السعي لتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي (التعاون الإسلامي)، والموقف من سد النهضة.

قدم للمجلدين صلاح عبدالمقصود،  وزير الإعلام في حكومة الرئيس مرسي، فبدأ بعرض السيرة الذاتية للرئيس بشكل موجز، متحدثا عن علاقته بالرئيس التي بدأت قبل ثلاثين  عاما من توليه منصب الرئاسة، مركزا على المواقف المؤثرة والمراحل الفاصلة في مسيرة مرسي السياسية، وأبرزها تكوين حزب الحرية والعدالة ثم توليه منصب الرئاسة عام 2012م بانتخابات حرة مباشرة من الشعب، كرئيس مدني لأول مرة في تاريخ مصر.

و ذكر عبدالمقصود أن الرئيس مرسي كان "نموذجا في البذل والتضحية والإخلاص والتفاني في العمل"، موضحا أن "معارك الرئيس بدأت من الأسبوع الأول، حــين أدرك محاولــة تكبيلــه بذلــك الإعلان الدســتوري الــذي أصدره المجلس العسكري (في اليــوم الثــاني للانتخابات 17 يونيــو 2012م) قبل فوزه بساعات".

وقال: "كانـت أولى معـارك الرئيـس مـع المجلس العسـكري في الثامـن مـن يوليـو 2012م - أي بعـد أسـبوع واحـد مـن تنصيبه- حين أصدر إعلانا دستوريا  يقـضي بعـودة مجلس الشـعب المنتخب لممارسة دوره في التشريع بصـورة مؤقتـة لحين الانتهاء مـن صياغـة الدسـتور وإجـراء انتخابـات برلمانية عامـة.. وقـد صـدر هـذا الإعلان بنـاء عـلى رأي عـدد مـن فقهـاء القانـون الدسـتوري الذيـن استشـارهم الرئيـس.

لكــن المجلس العســكري عقــد اجتماعا طارئا بعــد ســاعتنين مــن قــرار الرئيــس، وأصــدر بيانــا ضمنــه قلقــه مـن إعـلان الرئيـس، تلاه تحرك المحكمة الدسـتورية العليـا وتداعيهـا للانعقاد في صبـاح اليـوم التالي (في سابقة تاريخية) وقـررت إبطـال قـرار الرئيـس.. فـما كان مـن الرئيـس إلا إعلان احترامه لقـرار المحكمة!"

وتابع: "ثـم كانـت معركـة الرئيـس الثانيـة بعـد سـتة أسـابيع مـن ولايته، حيـن ظهـرت لـه مسـاعي الغـدر مـن بعـض القيادات العسكرية والسياسية والأمنية، عقب مقتل 16 جنديا في هجوم إرهابي على موقعهم في رفح الحدودية في  الخامس أغســطس 2012م، أثنــاء تناولهم لإفطار رمضــان.

وعقب ذلك الحادث اتخذ الرئيس خطوات سريعة ومتلاحقة، فحــاول قطــع ذيــول الدولــة العميقــة وفلولها الذيــن خرجــوا للتظاهــر ضــد الرئيــس عقــب استشهاد الجنود، واتهموا الحكومة التـي عينها الرئيـس مرسي برئاسـة الدكتـور هشـام قنديـل بالمسئولية عـن مقتــل الجنود، رغــم أن الحكومة قــد أدت اليمــن الدســتورية قبــل الحادث بيومــن فقــط، وكان تشــييع جنــازة الجنود يــوم الثلاثاء 7 مــن أغســطس 2012م قبــل أول اجتـمـاع لمجلس الــوزراء بيــوم واحــد.

لكـن المظاهرات نظمـت داخـل مسـجد القـوات املسـلحة (آل رشـدان)  بمدينـة نصر وخارجـه، وهتفـت ضـد

رئيــس الحكومة والــوزراء، ولم تهتف ضــد وزيــر الدفــاع ورئيــس الأركان مثلا، وهما المسئولان عــن تأمــين الجنود وليس رئيس الحكومة".

وعرض عبدالمقصود لما تلا ذلك من قرارات رئاسية، ومنها  إقالة رئيس المخابرات العامة ورئيس الحرس الجمهوري، وعزل رئيس المجلس العسكري، وزير الدفاع، محمد حسين طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان وغالبية قيادات المجلس العسكري، وإصدار الإعلان الدستوري الجديد وقانون حماية الثورة  ، ثم إنجاز دستور الثورة إلى أن بدأ تكوين حركة تمرد وقيام السيسي بالانقلاب وحتى استشهاد الرئيس في قاعة المحكمة في 17 يونيو 2019م..

وقال معقبا: "عاش الرئيس مرسي حرا لم  يعـط الدنيـة مـن دينـه أو نفسـه أو وطنيتـه، ومـات كالأشجار واقفا  في قفص المحاكمة الظالمة. وكانت آخر كلماته: بلادي وإن جارت علي عزيزة    وأهلي وإن ضنوا علي كرام"

وتحدث عبدالمقصود عن إنجازات الرئيس ومواقف الدول منه ومن حادث وفاته، متسائلا: هل مات الرئيس أم قتل؟ مجيبا بالتقرير الــذي أصدرتـه مقــررة الإعدام خــارج إطـار القانـون  والاعتقال التعســفي بالأمم المتحدة "أنييــس كالامار" في الثامــن مــن نوفمــبر 2019م حــول وفــاة الرئيــس  والــذي جــاء فيــه: "أن وفاة مرسي في ظروف احتجاز كهذه، قد يرقى لأن يكون قتلا تعسفيا تقره الدولة".

وكشف بعض أوجه الفساد في الإعلام المصري،  ومحاولاته لمقاومتها؛ ما أسفر عن توفير 74 مليون جنيه مصري شهريا كان يتم إهدارها، مؤكدا أن مثل هذا الفساد كان موجودا بدرجات متفاوتة في وزارات الدولة ومؤسساتها.

واحتوى الكتاب، في مجلديه، على تمهيد عن السيرة الذاتية للرئيس مرسي و أربعة فصول تناولت -بشكل نصي تفصيلي- خطابات الرئيس الشهيد وكلماته وحواراته ولقاءاته، بجانب المؤتمرات والاحتفاليات التي شهدها، وبذلك يمثل الكتاب سجلا كاملا لأعمال الرئيس مرسي ووثيقة تاريخية في مواجهة أباطيل خصومه من العسكر والسياسيين والدولة العميقة ورعاة الانقلاب في الخارج ومحترفي تزوير التاريخ.