خنق المحتوى الفلسطيني|فيسبوك يحذف 90% من المنشورات الداعمة لغزّة

الاثنين - 23 أكتوبر 2023

  • المشغلون الغربيون لمواقع التواصل يحاربون في جبهة العدو ضد المقاومة
  • "فيسبوك" استجاب لـ 90% من طلبات الكيان المحتل لحذف بطولات القسام
  • "ميتا": حذفنا 800 ألف منشور تتعلق بحرب إسرائيل على غزة لم تعجبنا!
  • ضغوط هائلة على تويتر للسير وفق التعليمات الصهيونية و"ماسك" يرفض
  • "فيسبوك"بات أداة لاصطياد الشباب العربي وإيقاعه في شباك الجاسوسية الصهيونية

 

إنسان للإعلام– خاص:

بجانب عمليات التضليل التي تقوم بها صحف وفضائيات الغرب والاحتلال الصهيوني لما يجري في غزة، وتصوير حماس علي أنها حركة ارهابية تقتل الأطفال الصهاينة وتقطع رؤوسهم، دخلت مواقع التواصل، خاصة تلك المملوكة ليهود مثل فيسبوك وانستغرام، على الخط لمنع وحذف أي تعاطف مع غزة والمقاومة ومناهضة الاحتلال وجرائمه.

تفاصيل مزرية شهدتها الأيام الماضية من جانب مشغلي مواقع التواصل الغربية هدفها خنق الأصوات المدافعة عن المقاومة الفلسطينية ومحاولة مراقبتها، كي يبقى فقط المحتوي الصهيوني المضلل المتعاطف مع الاحتلال هو السائد؛ لتبرير جرائمه.

بعد محاكم التفتيش في الإعلام البريطاني والأمريكي ضد معارضي مجازر  الكيان الصهيوني، مثل معاقبة شبكة بي بي سي 6 من صحفييها العرب بالقاهرة وبيروت لمجرد إبداء رأيهم بحرية عبر مواقع التواصل، وإبعاد قناة MSNBC الأمريكية 3 من مذيعيها المسلمين عن الشاشة، استجابة للضغوط الأمريكية والصهيونية لتعاطفهم مع غزة بحسب موقع "سيمافور"، 13 أكتوبر 2023، كشفت النيابة العامة الإسرائيلية تنسيقها مع شركة "ميتا" المشغلة لفيسبوك وأنستغرام لحذف كل ما يتعلق بهزيمة إسرائيل في طوفان الأقصى، بما فيها صور أسرى وقتلي الاحتلال، والآراء الداعمة لحماس والمقاومة، بحسب موقع "عرب 48".

وأكدت أن شركة "ميتا" استجابت لـ 90% من طلبات نيابة "إسرائيل" لإزالة محتوى وحسابات عبر مواقع التواصُل الاجتماعي، في حين تمت الموافقة على 85% من الطلبات الموجهة لـ "تيك توك".

النيابة الصهيونية ذكرت في بيان يوم 16 أكتوبر 2023 أنها رصدت "في إطار هذا النشاط... ما يزيد على 5200 محتوى ومنشور يتضمن محتويات إرهابية محظورة، قام برفعها أنصار منظمة حماس الإرهابية"، وأنها "تقدمت بنحو 4450 طلبًا لإزالة المحتويات، وذلك بحسب التقسيم التالي: تم تقديم نحو 2150 طلبًا إلى فيسبوك؛ ونحو 1240 طلبًا إلى تيك توك ونحو 680 طلبًا إلى تويتر، ونحو 245 طلبًا إلى أنستغرام، ونحو 143 طلبًا إلى تليغرام". كما ذكرت أنه "تم تقديم طلب واحد إلى موقع يوتيوب".

وأوضحت أنه "تم قبول نحو 90% من جميع الطلبات الخاصة بمنصات شركة ميتا (Facebook Instagram)، وتمت إزالة المحتوى".

وأضافت أنه "تم قبول نحو 85% من الطلبات (الموجّهة) إلى تيك توك، وتمت إزالة المحتوى".

أما بالنسبة لـ "تويتر"، "فيجري الآن بذل جهد لتعزيز التواصل مع الشركة" من أجل زيادة استجابتها للطلبات"، وفق البيان، حيث يرفض إيلون ماسك رئيس شركة تويتر (إكس) الضغط التي يجري فرضه عليه من الكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي؛ لوضع قيود علي حرية التعبير عبر المنصة حتي أنه هدد أوروبا بحجب المنصة عنها لو استمرت الضغوط.

ولفت بيان النيابة الصهيونية إلى أن "قسم السايبر تقدم بطلب لإزالة الوسوم (الهاشتاجات عبر شبكات التواصل الاجتماعي) التي تم إنشاؤها عند اندلاع الحرب، والمرتبطة بحماس.

ومن بين أمور أخرى، تمت إزالة الوسوم التي كانت مرفقة بعشرات مقاطع الفيديو المؤيدة لحماس، وشاهدها مئات الملايين من المستخدمين".

أيضا قالت سلطة الاحتلال إنه "تم تقديم طلب إلى شبكة تيك توك، لإزالة العديد من مقاطع الفيديو التي تحتوي على أغان تمدح حركة حماس، وتشيد بهجوم حماس الواسع النطاق الذي تم تنفيذه يوم 7 أكتوبر 2023.

"زوكربيرج" اليهودي ضد غزة

وكان رئيس ميتا "مارك زوكربيرج" انتقد ما أسماه "الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس" ووصفها بأنها "شر محض، ولا يوجد أي مبرر على الإطلاق للقيام بأعمال إرهابية ضد الأبرياء"، ما دفع الصهاينة للإشادة به.(تغريدة)

وقالت شبكة "cnbc" الأمريكية، 14 أكتوبر 2023: إن شركات "ميتا" و تيك توك وتويتر (أكس) تتعرض لضغوط شديدة من أوروبا أكثر من الولايات المتحدة بشأن ما تسميه "المعلومات المضللة" عن الحرب بين "إسرائيل" وحماس، وتسعى لحذف كل ما يضر "إسرائيل" ويروج لبطولات المقاومة الفلسطينية!!

وفي 13 أكتوبر 2023 اعترفت شركة "ميتا"، أنها حذفت أكثر من 795 ألف منشور باللغتين العربية والعبرية، وصفتها بأنها "مزعجة أو غير قانونية" فيما يتعلق بحرب "إسرائيل" على غزة.

وجاءت خطوة الشركة الأمريكية بعد أن تدخل الاتحاد الأوروبي وطالبها بمعالجة المعلومات المضللة على منصاتها، وهدد بمعاقبتها نصرة للاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الشركة، في بيان أورده موقع "بلومبرغ" 13 أكتوبر 2023: إنها تعمل مع مدققي الحقائق الذين يتحدثون العبرية والعربية، لحظر الحسابات واتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد أن أبلغ المفوض الأوروبي تييري بريتون، الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرج، وغيره من الرؤساء التنفيذيين لمواقع التواصل الاجتماعي، بأن منصاتها كانت مسؤولة عن موجة من المحتوى غير القانوني فيما يتعلق بالحرب بين "إسرائيل" وحماس.

حذف منشورات دعم غزة

وقد اتهم آلاف المؤيدين الفلسطينيين منصة ميتا بأنها تقيّد وصول هذه المنشورات، وانه يجري حجبها أو إزالتها من فيسبوك وأنستجرام، حتى لو كانت لا تنتهك قواعد المنصات، واعترفت شركة ميتا، المالكة لشبكتي التواصل الاجتماعي، أن بعض تلك المنشورات تم إخفاؤها عن الأنظار بسبب خطأ عرضي في أنظمة الشركة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، 17 أكتوبر 2023، شكاوى المستخدمين، من أن رسائل الدعم للمدنيين الفلسطينيين، الذين شرد العديد منهم أو أصيبوا أو قُتلوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، تم إخفاؤها من المنصات.

قالوا: إن فيسبوك قمع الحسابات التي دعت إلى احتجاجات سلمية في مدن الولايات المتحدة، بما في ذلك الاعتصامات المخطط لها في منطقة خليج سان فرانسيسكو

وقالت آية عمر، مهندسة الذكاء الاصطناعي، لصحيفة نيويورك تايمز ، إنها لم تتمكن من رؤية حسابات وسائل الإعلام الفلسطينية التي تقرؤها بانتظام، لأن ميتا وأنستجرام كانا يحظران تلك الحسابات، وقالت: إن الناس كانوا يرون نسخة منقحة للأحداث التي تحدث في غزة.

وقال معهد هامبتون، وهو مركز أبحاث، في منشور على تويتر، إن انستجرام وفيسبوك يحظران بشكل نشط المنشورات حول التاريخ الفعلي لإسرائيل (فلسطين المحتلة)، ويخفيانها أحيانًا على أنها صعوبة تقنية!!

وتم حذف أحد الهاشتاجات، #Zionistigram، الذي تم إرفاقه بالمنشورات التي تنتقد قمع أنستجرام للمحتوى المؤيد للفلسطينيين، من جانب فيسبوك، ولم يُظهر أي نتائج ضمن عمليات البحث عن هذا المصطلح.

لذلك توافد العديد من المؤيدين الفلسطينيين على منصات أخرى لنشر رسائلهم، بينما انتقدوا الإشراف على محتوى ميتا، وقد شهد  موقع  Linkedin، الذي يستخدم بشكل أساسي للتواصل المهني، تدفقًا للمشاركات التي تنتقد رد فعل إسرائيل على حماس ودعم الضحايا المدنيين في غزة.

ونشر آخرون في أقسام التعليقات منشورات، عبر حسابات أنستغرام وفيسبوك التي تحظى بمتابعة واسعة النطاق، مطالبين بالدعم، وقد امتلأت التعليقات الواردة تحت أحدث منشور لبيونسيه، التي يضم حسابها على أنستغرام أكثر من 318 مليون متابع، بمؤيدين فلسطينيين وإسرائيليين يحاولون حشد الدعم لقضاياهم، تم نسخ العديد من هذه الرسائل ولصقها لتوزيعها على نطاق أوسع فيس بوك وأنستغرام.

 التعليق على المنشورات ممنوع

لم تكتف شركة "ميتا" بمنع وحذف منشورات على مواقع التواصل الخاصة بها، تدعم غزة أو تنشر بطولات القسام أو صور الجنود الصهاينة القتلى والأسري، بل أعلنت أنها ستقيد تعليقات فيسبوك على منشورات حول التصعيد في غزة.

حيث فرضت شركة "ميتا بلاتفورمز" المالكة لمنصة فيسبوك، يوم 18 أكتوبر 2023 تدابير مؤقتة للحد من "التعليقات المحتمل أنها غير مرحب بها أو غير مرغوب فيها" على منشورات متعلقة بالتصعيد في غزة.

وقالت ميتا، في تدوينة محدثة: إنها ستغير الإعدادات الافتراضية لمن بوسعهم التعليق على منشورات فيسبوك العامة الجديدة التي ينشرها مستخدمون "في المنطقة" ليقتصر على أصدقائهم ومتابعيهم فقط.

وأضافت شركة التواصل الاجتماعي أنها ستلغي إمكانية رؤية أول تعليق أو تعليقين على المنشورات في أثناء تصفح فيسبوك.

وزعمت "ميتا": "سياساتنا مصممة لإبقاء الأشخاص آمنين على تطبيقاتنا مع توفير منبر للجميع ... نطبق هذه السياسات بالتساوي في أنحاء العالم ولا حقيقة في الإشارة إلى أننا نتعمد تكميم الأفواه".

ووجه بعض المستخدمين الذين نشروا منشورات حول التصعيد في غزة اتهامات إلى "ميتا" في وقت سابق من هذا الأسبوع بقمع محتواهم.

وقال موقع "موندو فايس" الإخباري، الذي يتناول حقوق الإنسان الفلسطينية، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، في العاشر من أكتوبر: إن منصة إنستغرام علقت مرتين حساب مراسل التلفزيون التابع له.

وأفاد مستخدمون آخرون لإنستغرام بأن منشوراتهم وقصصهم حول الأراضي الفلسطينية لا تحظى بأي مشاهدات.

وقالت ميتا إنها أصلحت مشكلة في أنستغرام تسببت في عدم ظهور المحتوى المعاد نشره بشكل صحيح في قصص المستخدمين التي تختفي بعد 24 ساعة من نشرها.

وذكرت ميتا "أثرت هذه المشكلة في حسابات بصورة متساوية في أنحاء العالم، لا في الأشخاص الذين يحاولون نشر ما يحدث في "إسرائيل" وغزة فحسب، ولا علاقة لها بموضوع المحتوى".

صور ضرب المستشفى "جنسية"!

وضمن حيل مواقع التواصل الخبيثة لحذف ما يضر الاحتلال اشتكى مستخدمون لتطبيقي فيسبوك وإنستجرام المملوكين لشركة "ميتا" من التضييق على منشوراتهم في غمرة الحرب بين الكيان الصهيوني وحماس، ولا سيما بعد الضربة التي طالت مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، وأوقعت 500 شهيد.

موقع مجلة "ذا إنترسبت" الأمريكي كشف إنه لدى محاولة بعض النشطاء نشر بعض الصور والمقاطع عن مستشفى المعمداني، في فيسبوك أو  أنستجرام "تظهر لهم عبارة تخبرهم بحظر منشورهم بحجة أنه ينتهك المبادئ التوجيهية للمحتوى الجنسي".

وألقت شركة "ميتا" باللوم في الحذف المفاجئ لمنشورات بعض المستخدمين حول تلك الحادثة، على خلل فني، لكن نشطاء قالوا إنها حيلة لمنع صور التعاطف مع غزة.

وفي 15 أكتوبر الجاري، أرجع المتحدث الرسمي باسم "ميتا"، آندي ستون، مرة أخرى اللوم، بخصوص التضييق الذي اشتكى منه مستخدمون حاولوا نشر صور عن الدمار في غزة إلى "خلل" في أنستجرام.

ومن بين الصور التي تم تداولها بسرعة على المنصات الاجتماعية في أعقاب الضربة التي طالت المستشفى في غزة، تلك التي تظهر ما يبدو أنه الجزء الخارجي المشتعل من المبنى، حيث كان رجل مستلق ملطخ بالدماء.

وتمت إزالة منشورات مستخدمي منصات "ميتا" الذين شاركوا هذه الصورة أو طُلب منهم إزالتها بأنفسهم لأنها "تنتهك السياسات التي تحظر العري أو النشاط الجنسي".

الأوروبيون يضغطون على "غوغل"

من مفارقات حرب غزة، وقوف دول الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال الصهيوني بصورة متطابقة وتهديد منصات التواصل وحتى موقع غوغل بعدم نشر ما يضر "إسرائيل" أو يشجع المقاومة.

فقد حض المفوض الأوروبي للشؤون الرقمية، تييري بريتون، الجمعة، شركة "ألفابيت" المالكة لغوغل على توخي الحذر بشأن أي "محتوى غير قانوني ومعلومات مضللة" محتملة على منصة يوتيوب التابعة لها، في محاولة لمنع بث حماس والنشطاء العرب صورا للمعارك وانتصارات المقاومة أو جرائم الاحتلال.

وفي أحدث رسائله إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا، التي شملت تبادلا كلاميا مع إيلون ماسك، على منصة إكس، توجه بريتون برسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابيت" سوندار بيتشاي ونُشرت الرسالة التي تحذر يوتيوب بضرورة الامتثال لـ"قانون الخدمات الرقمية" الجديد في الاتحاد الأوروبي أيضا على منصة بلوسكاي المنافسة لإكس أو تويتر سابقا، وفق وكالة "فرانس برس"

حيث كتب المفوض الأوروبي يقول في رسالته "في أعقاب الأعمال الإرهابية التي نفذتها حماس ضد إسرائيل، نشهد موجة من المحتوى غير القانوني والمعلومات المضللة التي يتم نشرها في الاتحاد الأوروبي عبر منصات معينة"!!

ويعكس هذا التحذير الرسائل السابقة التي تم توجيهها في وقت سابق إلى ماسك ورئيس ميتا، مارك زوكربيرغ، ورئيس تيك توك، شو زي تشو.

وزعم بريتون أن يوتيوب، الذي يستخدمه خصوصا العديد من الأطفال والمراهقين، يتحمل مسؤولية حماية مستخدميه من الدعاية الزائفة والصور العنيفة أو الضارة، والتي يقصد بها صور الأسري والقتلى الصهاينة أو الجرائم الصهيونية في غزة.

"فيس بوك" و التجسس علي العرب

لأن موقع "فيس بوك" اجتماعي، يسمح لأي شخص بإنشاء مجموعات مختلفة للدردشة بحرية مع آلاف الشباب من أكثر من دولة، وينشر فيه صور وفيديوهات، فقد تحول إلى منتدى للنقاش حول الصراع العربي الصهيوني من جهة، ومصيدة لأجهزة المخابرات الصهيونية والأمريكية لتصيد الشباب العربي تارة عبر تحليل ما يكتبونه من بيانات، وتارة أخري عبر جذبهم في نقاشات جنسية وتحليل شخصياتهم لبيان أيهم الأنسب لمصيدة الجاسوسية، فضلا عن استخدام فيس بوك لقياس رد الفعل العربي تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية.

وبجوار عشرات المجموعات، التي أنشأها شباب فلسطيني وعربي من أجل دعم القضية الفلسطينية، أو الدفاع عن غزة أو قضايا الأسري وغيرها، أنشأ – بالمقابل -عشرات الشباب الصهاينة مجموعات لنصرة الدولة الصهيونية، وسعت المخابرات الصهيونية لاستغلال هذا الموقع الاجتماعي لرصد ما يفكر فيه شباب العرب وأحوال البلاد العربية الداخلية والعلاقة بين الأنظمة والشعوب وغيرها الكثير.

وهناك شكوك جدية في أن يكون هذا الموقع (فيسبوك) قد تحول لأداة لاصطياد الجواسيس وإيقاع الشباب العربي في شبكة الجاسوسية الصهيونية، سواء باستدراجهم تحت بند الحديث مع (الجميلات) أو الدردشة في أمور جنسية بغرض التعرف عليهم واصطيادهم، أو من خلال التستر وراء أسماء أمريكية وأوروبية وإيقاع الشباب والفتيات العرب في براثنهن بحجة العمل أحيانا أخري.

وهناك دليل أكيد علي "التجسس الجنسي" عبر فيسك بوك أوردته صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية، في تقرير سابق حول استخدام الدولة الصهيونية لموقع التعارف "فيسبوك" كقاعدة بيانات مهمة لجمع المزيد من المعلومات عن الشارع المصري بشكل خاص، والعربي بشكل عام.

أوضح التقرير مدي الاهتمام الصهيوني بجمع المعلومات المتاحة عن اهتمامات الشباب المصري مهما كانت تبدو للبعض "تافهة"، خاصة بعد ثورة 25 يناير والمظاهرات الغاضبة ضد الاحتلال.

وسبق أن كشف تقرير الصحيفة الأمريكية المنقول عن صحيفة (لوماجازين ديسراييل) – أو "مجلة إسرائيل" باللغة الفرنسية -  وهي مجلة يهودية فرنسية، عن أبحاث تجري حاليا لقياس مدي تأثير الحملات التي يطلقها مشاركون بالموقع علي الشارع المصري، علي اعتبار أن المصريين يشكلون الغالبية العظمي من العرب المشاركين بالموقع، خصوصًا بعد قيام عدد من الدول العربية بإغلاق الموقع وحجبه .

التقرير جاء تحت عنوان "عملاء الإنترنت" وتم خلاله نشر العديد من الملفات السرية بالإضافة إلي تفاصيل استطاعت المجلة اليهودية جمعها من مصادر موثوقة في دولة الاحتلال الصهيوني!.

ولأن التقرير كشف سرا تجسسيا صهيونيا مهما، نقلا عن ملفات صهيونية، فقد أثار نشره سخط السفير الإسرائيلي لدي فرنسا ضد المجلة التي اتهمها أيضا عدد من الجهات اليهودية بأنها "كشفت أسرارًا لا يحق كشفها (للعدو)".. إلا أن نشر الموضوع لم ينته عند هذا الحد، بل بدأ الجميع في البحث والسؤال عن حقيقة وجود جهاز مخابراتي اسمه (مخابرات الإنترنت) .

ويروي خبير فرنسي ما يحدث بقوله: إن ضباط المخابرات (الصهاينة) ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة في المناطق الأكثر حساسية في العالم (خصوصا العالم العربي)، ويخدعون الشباب من مستخدمي الإنترنت عبر الحديث معهم في الجنس (بزعم أنهم فتيات).

ولأن الحديث عن الجنس أمر شائع لدي الشباب العربي ولا يظهر ميول الشاب السياسية، فالحقيقة هي أن هذا الحوار الجنسي يتحول لوسيلة خطيرة لدراسة الأحوال النفسية للشباب، وبالتالي كشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية الأخرى، وهو ما يسهل "تجنيد" العملاء والجواسيس انطلاقًا من تلك الحوارات الخاصة جدًا، والتي تشمل في العادة غرف النوم والصور الإباحية وما إلي ذلك، حيث إنها السبل الأسهل للإيقاع بالشخص ودمجه في عالم يسعي رجال المخابرات إلي جعله "عالم العميل"!.

وللدلالة علي أن هذا الحديث – عن الجنس والنت والتجسس - جدُّ لا هزل ، نشير إلي أن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو ، أكد في تصريحات سابقة أنه كان يقوم شخصيا بالاستماع إلي المحادثات التي يجريها الشباب العربي عبر غرف "الشات" - الدردشة - ببرنامج "بال توك"، وإنه كان يعلم من خلال تلك المحادثات ما يفكر فيه الشارع العربي، والحديث الغالب عليه، وأهم القضايا الحساسة التي يهتم بها العرب !!.

بهذا الشكل، تقوم الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي بدور منحاز خطير في ما يخص القضية الفلسطينية، بل إنها تذهب إلى ما هو أبعد بالتجسس على الشباب العربي ودراسة ميوله ومحاولة استقطابه لخدمة الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية.