مؤتمر دولي يحذر من محاولات هدم كيان الأسرة بدعوات عالمية مشبوهة

الاثنين - 17 يوليو 2023

  • القرة داغي: الميزان في العلاقات الأسرية هو التوجيه الرباني والفطرة السليمة هي التي تستشعر معني الزواج
  • مجد مكي: الأصل في ميثاق الإسلام تأسيس المجتمع على الحب في الله بين الاخوان والأصحاب.. فكيف بالزوجة؟
  • اسماعيل علي:  الفطرة السليمة تستشعر معني الزواج.. ومن العدل توضيح الحقوق والواجبات الزوجية
  • سعدية عواد: تربية الأبناء تربية صحيحة تحصين لهم وحائط صد لكل فتن وتحديات العصر
  • محمد أيمن الجمال: الأنظمه والقوانين  الموضوعة هي المعوق للزواج وليس ضوابط الشريعة الإسلامية
  • مني صبحي: ضروره التأسي برسول الله  في بيته مع زوجاته وفي صلة الأرحام

 

إنسان للدراسات الإعلامية- تغطية خاصة:

حذر المشاركون في مؤتمر "الأسرة بين القيم الإسلامية والتحديات المعاصرة"، الذي تنظمه مؤسسةُ ُإثمارٍللعلمِ والتنميةِ، من مخاطر هدم الأسرة محليا وعالميا، من خلال دعوات الاستقلالية الفردية، وتشجيع الشذوذ، بدعم من دول ومنظمات غربية.

يهدف المؤتمر، الذي بدأ السبت ١٥ يوليو ٢٠٢٣م، ويستكمل أعماله أيام 16، 22، 23 يوليو 2023م، إلى توضيح المفاهيم والقيم الأساسية لبناء الأسرة في التصور الإسلام،  وتنمية الوعي بالتحديات والأخطار المحلية والعالمية التي  تعمل علي هدم البناء الأسري في التصور الإسلامي.

في أول أيام المؤتمر، أكد د.علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ضمن كلمته التي كانت بعنوان "فقه الميزان للأسرة المسلمة"، أن الميزان في العلاقات الأسرية هو التوجيه الرباني من القرآن الكريم لمعاني المودة والرحمة بين الزوجين "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". وقال إن الفطرة السليمة هي التي تستشعر معني الزواج وما ينعم الله به علي الزوجين من مودة ورحمة.

القيم الأساسية لبناء الأسرة

وتحدث الشيخ مجد مكي، من علماء سوريا عن "القيم الأساسية لبناء الأسرة؛ المودة، والرحمة، والسكن "، موضحا معنى الآية الكريمة :(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، معرجا على معنى قوله تعالى (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ )، وأن الأزواج يتصفون فيما بينهم بمواصفات التماهي مع اللباس الذي يرسم للإنسان  هيئته وزينته وستره بل ويشكل له صورة عن هويته .

وأشار إلى بعد جديد في قوله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم "وثيابك فطهر" بالإشارة إلى طهارة الأزواج ونقائهم كما الأمر بطهارة الثياب ونفض الأرجاس  والأدناس  .

كما تكلم عن أن الأصل في ميثاق الإسلام تأسيس المجتمع على الحب في الله بين الاخوان والأصحاب، فكيف بمن تحمل عن الإنسان همه ودعوته وأخص شؤونه وشؤون دعوته، زوجته وأم أبنائه والمؤتمنة على عرضه وماله وخاصة أسراره.. أفلا يعقد أواصر الحب لها، ويهبها من صدق حنانه ومودته؟ .

مسئوليات العلاقة الزوجية

وعن "مسئوليات العلاقة الزوجية؛ الحقوق والواجبات"، أكد أ.د اسماعيل علي أن الشريعة كلها عدل، وقال: من العدل توضيح الحقوق والواجبات الزوجية لتعظيم الحياة الزوجية.

وأضاف أن الفطرة السليمة تستشعر معني الزواج، وما ينعم الله به علي الزوجين من مودة ورحمة، مؤكدا أهمية التشاور والتوافق بالمعروف لتستقيم الحياة الزوجية.

حقوق الأبناءعلي الآباء

وفي اليوم الثاني للمؤتمر، تحدثت د . سعدية عواد  المتخصصة التربوية والنفسية، عن: "حقوق الأبناءعلي الآباء"، موضحة أن التربية الوالدية ليست تربية عشوائية ولكنها تربية معرفية تدريبية، وأن تربية الأبناء تربية صحيحة تحصين لهم وحائط صد لكل فتن وتحديات العصر

وقالت: إن الدائره الأولى للطفل هى دائرة الوالدية والسنوات الخمس الأولى، التي هى الأساس لتربية الأبناء، فليس للأبناء بعد الله الا الوالدين، وكلما كانت العلاقة بين الوالدين أوثق كانت علاقتهما بأبنائهما أنجح، وأنه "كلما ربينا أبناءنا تربية صحيحة لايهمنا تكالب الأعداء عليهم"،

وأوضحت أن حقوق الأبناء على الآباءعديدة منها: حق الأبناء في الرعايه وإشباع الحاجات الأولية من مأكل ومسكن ومشرب، و اختيارالأم واختيار الاسم المحبب، و التأديب وضبط سلوكياتهم وتوجيهها، و توفير البيئة الآمنة، و في تقدير واحترام الآباء لهم، وفي حياة مليئة بالسعادة والفرح، وأن يكون الآباء مربين لهم وليست الأم فقط هي التي تربى، وحقهم في تعريف الآباء لهم بالله عزوجل والآداب الإسلاميه، وأخيرا فى الفرح واللعب واستثمار الوقت.

وأكدت أن هناك متطلبات يجب توافرها في الأب لكي يستطيع القيام بهذه المسؤوليات و أداء ما عليه من واجبات،  وهي: أن يتحقق في الأب الصلاح، وأن يتحري المال الحلال في الكسب، وان يلجأ الوالدان إلي الدعاء فهو حبل النجاة، مشددة على أن على الآباء مراعاة الفروق الفرديه بين الأبناء، ومعرفة المرحلة العمريه للأبناء وخصائصها وخبراتهم بالحياه.

معوقات الزواج

وفي كلمته عن" معوقات الزواج "، أوضح د محمد أيمن الجمال رئيس رابطة العلماء السوريين، أن معوقات الزواج من وجهة نظر المنظمات النسوية وأعداء الإسلام هي العادات والتقاليد أوما يسمونه "الموروثات"، وهم يقصدون ما تفرضه الشريعة علي الأزواج  (المهور- الولي )، مؤكدا أن المهور ليست معوقات للزواج، ولكنها حفظت منظومة الزواج؛ فغلاء المهور لم توجهنا إليه الشريعة الإسلامية، فالتوجيه النبوي (اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ، والولي هو الذي يعرف الزوج المتلاعب من الجاد، فالفتاة عاطفية ووليها أدري بمصلحتها من نفسها.

تابع: "يقولون من معوقات الزواج عدم وجود التوافق بين المرأه والرجل، ويصرحون بذلك في كتبهم ومقالاتهم، وهي دعوة صريحة لوجود علاقه غير شرعيه قبل الزواج لتحقيق التوافق وذلك بالخلو’ وتجربة المعاشرة من أجل التوافق التام".

أضاف: "يقولون من معوقات الزواج ضعف التعليم"، متسائلا: "من قال إن طلب العلم للبنت او الولد معوق من معوقات الزواج"؟.

وأكد أن "الأنظمه والقوانين  الموضوعة هي المعوق للزواج، حيث  وضعوا قوانين لتاخير سن الزواج ووضعوا قوانين أخرى ما انزل الله بها من سلطان"

البيت النبوي نموذجا

وتحدثت د. مني صبحي، المتخصصة  في التربية وشئون الأسرة، عن: "البيت النبوي نموذجا؛ للزوجية، والوالدية، وللمجتمع "، فأكدت ضروره التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم بناءا علي التوجيه الرباني في قوله تعالي (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) سورة الأحزاب آية 21.

وقالت: إن الرسل والأنبياء قدوة، نقتدي بهم في ثباتهم في صبرهم نقتدي بهم طاعة لله.. قال تعالي (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، موضحة أن كل حياة الرسول قدوة ومليئة بالعظات والعبر في الأخلاق والسلوك والمنهج أو الابتلاء.

وقالت إن بالوقوف علي احوال وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لابد أن نفرق بين أفعاله وأعماله ونقسمها إلي أقسام:

  • أعمال مرتبطة بسلوكه كبشر:أكل – شرب - نوم إذا واظب عليها الرسول أصبحت مستحبة مثل الأكل باليمين.
  • أعمال وأفعال كانت تتم أيام الرسول صلى الله عليه وسلم مثل تطويل الشعر واللباس لم يقصدبها تشريع ولا يقال انها سنة.
  • أفعال خاصة بالرسول مثل الزواج بأكثر من أربع زوجات لا يقتدي بها.
  •  الفعل التعبدي الذي فعله تعبدا لله هو الذي يجب علينا ان نقتدي به أو يستحب كما بينه لنا رسولنا وإذا صرح  بترك شئ وجب علينا تركه مثل صلاة العيد بلا أذان ولا إقامة.

وأوضحت أن بيت النبوة تم بناؤه على أسس علي تقوي من الله، وكان الرسول قدوة في بيته مع زوجاته ومن أفعاله: الحرص علي مجالسة الزوجات ومؤانستهم، حق المعاشرة الزوجية، الوفاء للزوجة وحفظ حقها وسابق عهدها، عدم الضرب والتحقير، الحرص علي إدخال السرور، ومراعاة المشاعر وأوقات الغضب.

كما كان الرسول قدوة في صلة الأرحام،  وفي ذلك قالت أمنا خديجة: (فواللهِ إنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ الحديثَ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائِبِ الحقِّ)، وكان قدوة في صبره علي الدعوة، وفي علاقته بأقربائه وحرصه علي إسلام عمه أبو طالب،  وقدوة في بره بالأموات وزيارته لقبر أمه، و في تفقده لأحوال أقاربه وإكرامهم، و في تكفله بأولاد جعفر.

وكذلك كان صلى الله عليه وسلم قدوة في عدم المحاباة في أمور الدين، فأول ربا وضعه هو ربا عمه العباس.

وقد افتتح المؤتمر بكلمة تأطيرية من الأستاذة إيمان بكير، رئيس مجلس ادارة مؤسسة إثمار عن أهمية المؤتمر، والتعريف بالمؤسسة، مؤكدة ترحيب المؤسسة  وسعيها  للتعاون والتنسيق بين المؤسسات الأخرى، فيما يخدم أهداف الحفاظ على الأسرة.

المشاركون في المؤتمر

تشارك في المؤتمر، الذي يشمل ٣ جلسات لكل يوم انعقاد، عبر تقنية زوم، وتبث جلساته قناة دعوة الفضائية، عدد من المؤسسات والجمعيات التي تهتم بالأسرة وهي: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لجنة الأسرة باتحاد علماء المسلمين، جمعية الحكمة، مركز بصيرة، رابطة العلماء السوريين، دار تونس، أكاديمية رفاء لتمكين الوالدين، أكاديمية الامام مالك، جمعية آلاء للتنمية الأسرية بالجزائر.

كما يشارك في المؤتمر علماء ومتخصصون  في الأسرة وكيف تبني وتقام  التصور الإسلامي وهم: أ.د علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أ.د اسماعيل علي الاستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أ.د. محمد أيمن الجمال رئيس رابطة العلماء السوريين، أ.د.أشرف دوابة أستاذ التمويل والإقتصاد جامعة صباح الدين زعيم، أ.د. رافت الميقاتي رئيسجامعة طرابلس، الشيخ . مجد مكي من علماء سوريا، د. ونيس المبروك عضو اتحاد أمناء العلماء المسلمين، د. سعدية عواد متخصصة نفسية وتربوية، د. منى صبحى دكتورة في التبية ومتخصصة في شئون الأسرة، د. كاميليا حلمي مسؤولة لجنة الأسرة في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، د. خيرية الدباغ أستاذ القانون بجامعة طرابلس، د. حنان شلوف، د. سمية ساعي، د. سناء الحداد، أ. بيان نوري، أ.سمية الفرحان، أ.مفيدة سيد المختار، ديليك تشيلينك، أ.إعتماد الطرشاوي.

ومؤسسةٌ  إثمار مؤسسة ٌتركية غيرُ ربحيةٍ تأسست عام  2014م، وتهتمُ بتنسيقِ الجهودِ النسائيةِ، وتعتنى بنشرِ القيمِ الأخلاقيةِ وتأصيلِ القيمِ الإسلاميةِ ورؤيتُها المساهمةُ ُ في تكوينِ أجيالٍ تفخرُ بهويتِها الإسلاميةِ.