تباين حاد في المواقف| هكذا تعاملت الصحافة التركية مع اغتيال "هنية"

الأربعاء - 7 آغسطس 2024

  • صحف أبرزت التصريحات الرسمية بشأن الاغتيال وأخرى حملت المقاومة المسئولية
  • بعض الصحف تساءلت حول قدرة إيران على الوفاء بتعهداتها كحليف رئيسي لحماس
  • جدل بسبب حظر الحكومة تطبيق "أنستغرام" وقرارها بتنكيس العلم حدادا على "هنية"

 

إنسان للإعلام- قسم الترجمة:

في الوقت الذي صدرت فيه تصريحات قوية من قبل المسؤولين الأتراك، تدين حادث اغتيال إسماعيل هنية، قائد حركة حماس، في طهران، تباينت ردود فعل الصحافة التركية بشكل كبير، خاصة بعد أن قررت مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية حظر تطبيق "أنستغرام" على خلفية تقييده المحتوى المتعلق بهنية.

وبين التأييد الشديد والانتقاد اللاذع لقرار حظر "أنستغرام"، رسمت الصحف والمواقع الإعلامية التركية صورة أيضا للتباين الحاد في المواقف السياسية والإعلامية من اغتيال "هنية".

في هذا التقرير، نستعرض كيف تناولت الصحافة التركية هذا الحادث البارز وتداعياته، بالإضافة إلى الآراء المختلفة حول قرار حظر "أنستغرام"، بجانب تسليط الضوء على مواقف بعض الأحزاب من قرار تنكيس العلم التركي؛ حدادا على "هنية".

معالجة حادث الاغتيال

 كما أكدت الصحيفة أن إيران، التي كانت قد تعهدت بحماية قادة المقاومة، لم تتمكن من تأمين هنية، مما يعكس ضعف قدرتها الأمنية.

 وعرضت الصحيفة تفاصيل عملية الاستشهاد والأثر الذي قد تحدثه على موقف إيران من القضية الفلسطينية. وتضمن التقرير تساؤلات حول مدى قدرة إيران بعد ذلك على الوفاء بتعهداتها وتعزيز موقفها كحليف رئيسي لحركة حماس.

  • وبعنوان "عملية اغتيال هنية تحمل رسالة كبيرة"  ركزت صحيفة  (Sözcü) العلمانية على الأبعاد السياسية والرسائل التي يحملها اغتيال إسماعيل هنية، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني عن حادث الاغتيال، متهما "إسرائيل" بتدبيره، في حين لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تصريح.

وعلق "عليشر ديليك"، المدير العام لقناة "سوزجو" التلفزيونية، على العملية، مشيرًا إلى أنها تُظهر سبق وترصد من قبل إسرائيل، حيث استهدفت "هنية" بشكل محدد في مقر الحرس الثوري. وأضاف أن "هذه العملية تعكس رسالة قوية من إسرائيل، حيث قُتل هنية في العاصمة الإيرانية بينما نجا مسؤول رفيع آخر في نفس المبنى.

ديليك اعتبر أن نتنياهو نفّذ الهجوم خلال فترة غموض سياسي في الولايات المتحدة، وأن هنية كان من بين الشخصيات الأكثر سلمية في حماس.

وقال أردوغان إن هذا الاغتيال يستهدف القضية الفلسطينية ومقاومة غزة، ويهدف إلى كسر معنويات الفلسطينيين وقمعهم، مؤكدا أن "البربرية الصهيونية" لن تحقق أهدافها.

وأشار إلى أن "هذا الهجوم مشابه للهجمات السابقة ضد قادة فلسطينيين مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، معربا عن أمله في أن "ينتهي الإرهاب الإسرائيلي في المنطقة ويعم السلام".

وعقب الاغتيال، صدرت تصريحات متتالية من تركيا، حيث أدان الرئيس رجب طيب أردوغان الهجوم، واصفًا إياه بـ"الخيانة"، وأكد التزام تركيا "بدعم الفلسطينيين والعمل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967".

  • وبعنوان استشهاد قائد حركة حماس اسماعيل هنية بطهران قالت صحيفة  Yeni Şafak القريبة من القوميين والمحافظين: "استشهد إسماعيل هنية، قائد المكتب السياسي لحركة حماس، في هجوم إرهابي استهدف منزله في طهران. الهجوم، الذي نُفذ بالطيران الإسرائيلي، وقع أثناء وجود هنية في طهران لحضور مراسم أداء اليمين للرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشيان، وأسفر عن مقتل أحد حراس هنية أيضًا".

إغلاق تطبيق "أنستغرام"

في قرار مفاجئ، أعلنت مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حظرا شاملا على تطبيق "أنستغرام" في البلاد، بعد موجة من الانتقادات طالت سياسة الرقابة التي يتبعها التطبيق تجاه المحتوى المتعلق باغتيال إسماعيل هنية

في 31 يوليو، أعرب فخر الدين ألتون، رئيس دائرة الاتصال في تركيا، عن استيائه من سياسة الرقابة التي تعتمدها منصة "أنستغرام" تجاه المنشورات المتعلقة بهنية.

وانتقد "ألتون"، في بيان نشره عبر منصة "X" قرار أنستغرام" بحظر رسائل التعزية الموجهة لهنية، ووصفه بأنه "محاولة صريحة للرقابة".

ونتيجة قرار الهيئة، ثارت ضجة إعلامية، عكستها مواد الرأي والتقارير في الصحافة التركية، ومما نشر في هذا السياق:

الليبرالية الحظر بشكل كلي، مشيرة إلى أنه "يعكس عدم قدرة الحكومة على مواجهة التحديات التقنية"

 وذكرت الصحيفة أن "الحظر سيؤدي إلى تقليص حرية التعبير وتقييد الوصول إلى المعلومات؛ مما يؤثر سلباً على المستخدمين الأتراك ويسبب الضرر للصفحات التجارية لاسيما الإعلانات المدفوعة مسبقا".

  • وتحت عنوان "هيئة تكنولوجيا المعلومات تحمي بيانات المواطنين وحظر أنستغرام قرار صائب" عبرت جريدة  SABAHالمقربة من الدولة عن دعمها للقرار الحكومي، مؤكدة أن "الحظر يأتي في إطار حماية البيانات الشخصية للمواطنين وأن قرار مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في 2 أغسطس بحظر الوصول إلى أنستغرام في تركيا تم اتخاذه بعد مراجعة سياسات المنصة المتعلقة بالرقابة على المحتوى، ولم يتم تحديد مدة هذا الحظر.

وأشارت الصحيفة إلى أن "هناك ضرورة للتأكد من عدم استغلال الشركات التقنية للبيانات الشخصية للمستخدمين".

  وأوضحت الصحيفة أن "التباين في الآراء يعكس الصراع المستمر بين حماية الحقوق الفردية وضمان الأمن الرقمي، وأن هذا الوضع يشكل تهديداً لحرية التعبير ويؤثر سلباً على الوصول إلى المعلومات كما ان التحديات المتعلقة بتوازن الحقوق الرقمية والأمن الوطني محل نقاش كبير في الأوساط الإعلامية والسياسية".

وقالت: "تعتبر هذه الخطوة من قبل هيئة نظم المعلومات التركية بمثابة رد فعل على ما اعتبره العديد من الأتراك تحيزاً في إدارة المحتوى من قبل أنستغرام"

أضافت أن "الحظر قد يؤثر على ملايين المستخدمين الأتراك الذين يعتمدون على التطبيق كوسيلة للتواصل والتعبير عن آرائهم، وقد يؤدي إلى توتر العلاقات بين تركيا وشركات التقنية الكبرى مثل شركة ميتا".

وأبرزت الصحيفة "تغريدة" على منصة "X" لوزير النقل والبنى التحتية، عبدالقادر أورال أوغلو قال فيها: "إن تركيا دولة قانون وعلى منصة أنستغرام أن تلتزم بالقانون، كما أننا قطعنا شوطا مهما في مفاوضتنا مع ممثلي أنستغرام، وفي حال تعهدوا بالالتزام بكافة القوانين سنعيد فتح التطبيق". (التغريدة)

تنكيس العلم التركي

 عندما أعلن مجلس وزراء تركيا الحداد وإنزال الأعلام ثلاثة أيام، حزنا على اغتيال إسماعيل هنية وتضامناً مع أهالي غزّة، نفذت المؤسسات والأحزاب التركية القرار، عدا بعض أحزاب المعارضة، ومنها- على سبيل المثال- حزب الظفر القومي المتطرف المعروف بمعاداته للأجانب، الذي قال: "نحن كحزب لا نقبل إعلان الحداد الوطني من قبل حزب العدالة والتنمية بعد اغتيال زعيم حماس.. هذا الحداد لا يعني الأمة التركية، بل حداد مجموعة من كبار المسئولين الإخوانيين المتعصبين في حزب العدالة والتنمية".

وزعم الحزب، في بيان، أن "منظمة الإخـوان المسـلمين هي من أعطت الفرصة لحكومة الاحـتلال من أجل تدمير قطاع غـزة.

كما حمّل الحزب الإخــوان مسؤولية القضاء على الشعب الفلسـطيني بممارسة الإبادة بحقه "عبر رفضها الاعتراف بحق إسـرائيل في الوجود".

وقال: "إنه لظلم كبير أن نتوقع من الأمة التركية الحداد على زعيم جماعة الإخوان المسلمين، الذي كان يقف إلى جانب قبرص اليونانية وأرمينيا وحزب الشعوب الديمقراطي".

ويعارض الحزب أيضاً دعوات المقـاطعة التي يطلقها النشطاء لمنتجات الشركات الداعمة لدولة الاحـتلال، حيث ظهر رئيس الحزب أوميت أوزداغ عدة مرات من داخل مقاهي "ستاربكس" متفاخراً بأنه يتناول منتجاتها ويشجع الشباب عليها.