حذفت تقريرا حول حماس لعدم مصداقيته.. "نيويورك تايمـز" سقطت في اختبار غزة
الثلاثاء - 6 فبراير 2024
إنسان للإعلام- قسم الترجمة:
فضح تقرير نشره موقع "إنترسبت" الاستقصائي الأمريكية، 28 يناير 2024، صحيفـــة نيويورك تايمـز لتزييف أشهر صحافييها "جيفري جيتلمان" الحائز على جائزة بوليتزر، قصة صحفية (بودكاست) يدعي فيها أن حماس استخدمت العنف الجنسي بشكل منهجي كسلاح في الحرب واغتصبت إسرائيليات خلال هجمات 7 أكتوبر.
وكشفت إنترسبت أن الصحيفة الأمريكية الشهيرة (نيويورك تايمز)، التي تظاهر أمامها أمريكيون من أجل انتقادها لتحيزها في التغطية الإعلامية ضد الفلسطينيين ودعمها الإبادة الصهيونية في غزة، أضطر لإلغاء النشر وانتشرت "مشادات" بين صحافييها عبر برنامج التخاطب الداخلي وشتائم لبعضهم البعض بسبب هذه "الفبركة" التي كانت ستعد فضيحة كبرى للصحيفة.
قالت إن حلقـــة البودكاســـت الخاص بنيويورك تايمز، التي كانت ستنشر في ملحق "ذا ديلي"، تتناول مزاعم العنف الجنســـي الـــذي ارتكبته حركة حمـــاس في 7 أكتوبر الماضي، لكن انتشر جدال داخلي غاضب حول قـــوة التقاريـــر الأصلية للصحيفة بشـــأن تغطيتها للحرب.
كان العنف الجنسي لحماس هو الكذبة الجديدة التي خرجت بها أمريكا لتبرير ما تقوم به من جرائم الحرب والابادة الجماعية في غزة، لكن شهادات المحتجزات الاسرائيليات في غزة سحقت هذه الدعاوي.
وكان البيت الأبيض والرئيس بايدن زعموا أيضا أن اتهام إسرائيل لحماس باستخدام العنف الجنسي "أقرب للتصديق بسبب طبيعة حماس وما تؤمن به"، لكن صحف اسرائيل نفسها نفت هذه الفبركة بشأن اغتصاب حماس اسرائيليات.
وقالت إنه لا دليل واحد عليها، ولم تتقدم اسرائيلية واحدة للشهادة. وفضحهم أيضا تقرير لموقع "نيو زون" الاستقصائي نافيا حدوث هذه الأكاذيب وأنها مجرد كذبة ضمن أكاذيب أخري مثل مزاعم حرق وقتل حماس أطفال إسرائيليين.
واستنكرت حركة حماس، تبني الرئيس الأمريكي جو بايدن "لمزاعم صهيونية" تتهم المقاومة بارتكاب عنف جنسي واغتصاب في أثناء يوم السابع من أكتوبر 2023.
تفاصيل "الفبركة"
"انترسبت" كشف أن مؤسسة نيويورك تايمز، أوقفت حلقة برنامجها «ذا دايلي» المقرر أن تتناول «العنف الجنسي لحماس خلال عملية طوفان الأقصى»، بعد انتقادات داخلية حادة حول دقة التقارير التي اعتمدت عليها.
قالت: استندت الحلقة، التي كان من المفترض عرضها في التاسع من يناير 2024 إلى مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» للصحفي الحاصل على «بوليتزر» جيفري جنتلمان، قدم فيه استنتاجاته كدلائل قاطعة على استخدام «حماس» للعنف الجنسي كسلاح ممنهج خلال عملية طوفان الأقصى.
وقال انترسبت إن نيويورك تايمز أصدرت قرار إلغاء نشر القصة بعد تخوفات داخلية من ارتكاب «كارثة صحفية» في ظل وجود تناقضات جوهرية في الرواية المقدمة بالمقال.
وقال موقع "انترسبت"، استنادا إلى مصادر في غرفة أخبار الصحيفة: في البداية تم الإعلان عن تقرير التايمز في رسالة بريد إلكتروني تم إرسالها إلى غرفة الأخبار، تحمل إشادة المحرر التنفيذي جو كان الذي وصف القصة بأنها مثال على أفضل نوع من التقارير المؤسسية التي تستطيع الصحيفة إنجازها.
لكن هذه الرسالة تزامنت مع وصول رسالة أخرى من أحد الموظفين تحث موظفي نيويورك تايمز على عدم انتقاد بعضهم البعض في تطبيق داخلي للشركة، ما دفع المراسلين والمحررين إلى اعتبار هذا التوجيه إشارة إلى نقاش داخلي مكثف بشأن القصة، في معركة متجددة يتم إحياؤها بشكل شبه يومي حول فحوى تغطية نيويورك تايمز للحرب في غزة.
وفي 28 ديسمبر 2023 نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا طويلا عن ادعاءات باعتماد المقاومة الفلسطينية على "العنف الجنسي" وتوظيفه منهجيا كسلاح في مواجهة المدنيين في هجوم السابع من أكتوبر، المعروف باسم "طوفان الأقصى"
وقد أثار التقرير جلبة داخل أروقة نيويورك تايمز نفسها وبين العاملين فيها إذ انتقدوا التساهل في تطبيق المعايير التحريرية على تقرير يتناول موضوعا بالغ الحساسية، وفي سياق حرب مدمّرة راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، بحسب ما صرحت مصادر من الصحيفة لموقع "ذا إنترسيبت".
قالت إنه بعد نشر المقال، اندلعت نقاشات داخل الصحيفة بشأن مدى دقة النتائج التي خرج بها نظرا لطبيعة الأدلة التي اعتمد عليها والمشكلات المنهجية بها، وهو ما دعا إدارة الصحيفة إلى التعبير عن موقفها الداعم، عبر رسالة إدارية إلى الموظفين تثني بها على معديه، وتصف التقرير بأنه "أحد أفضل التحقيقات الصحفية المتأنية التي أنجزها الفريق على نحو شديد الحساسية وملم بالتفاصيل"!!
ثم أعقب تلك الرسالة تعميم إداري يطلب من موظفي الصحيفة تجنب توجيه الانتقادات فيما بينهم على برنامج المحادثة الداخلية "سلاك" ما يعني انتقاد صحفيين فبركة هذا التقرير.
كارثة صحفية
ويتخوف منتقدون داخل نيويورك تايمز من أن يكون المقال بمثابة كارثة صحفية أخرى، وقال أحد موظفي التحرير المحبطين يبدو أنه لا يوجد وعي ذاتي، تستحق القصة المزيد من التدقيق في الحقائق، حيث تم تطبيق جميع المعايير الأساسية على عدد لا يحصى من القصص الأخرى.
وقد سلط المنتقدون الضوء على تناقضات كبيرة في الروايات المقدمة في نيويورك تايمز حول الصراع.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى "إنترسيبت"، فإن العديد من الصحفيين والمحررين فهموا أن ذلك التعميم يحيل ضمنا إلى الجدل الدائر بشأن مادة "العنف الجنسي" وادعاء توظيفه الممنهج من قبل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، وهو الادعاء الذي تحوم حوله العديد من الشكوك، ونفى بعض تفاصيله حتى ذوو الضحايا الذين تناول التقرير روايات عنهم.
وبعد أن استعد فريق بودكاست "ذا ديلي" الشهير داخل الصحيفة لإعداد حلقة بالاعتماد على ذلك التقرير، والتعاطي مع مسألة العنف الجنسي في هجمات السابع من أكتوبر نظرا لحساسيتها واهتمام المستمعين بها، تقرر تأجيلها، بعد الاستماع إلى نقاشات الزملاء عن المسألة، وتراجع الفريق عن السكريبت الأصلي.
ثم أعيدت صياغة السكريبت من جديد، ليشتمل على العديد من التحفظات، ويفتح المجال للتشكيك في الخلاصات التي وصل إليها التقرير الأصلي، عبر طرح بضعة أسئلة صحفية أساسية ترفض التسليم بكل ما ورد فيه كما ترفض عدم مساءلته.
وذلك لأن برنامج "ذا ديلي" هو أحد أهم برامج البودكاست الإخبارية باللغة الإنجليزية على الإطلاق في العالم، كما يعد أحد أكثر البرامج استماعا إليه وتنزيلا له في منصات البودكاست المختلفة، ولطالما تَصدّر قوائمَ أكثر عشرة برامج بودكاست شهرة منذ العام 2017 وحتى اليوم.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى "انترسبت" فإن فريق الإعداد تردد في تبني الرواية كما نقلها التقرير على ما فيها من أخطاء محتملة ومبالغات، غير أنه ومن جهة أخرى كان من شأن اعتماد السكريبت الجديد أن يثير أسئلة عن موقف الصحيفة من التقرير الأصلي، وما إذا كان النقاش بشأنه سيؤدي إلى مراجعة التقرير الأصلي والاعتراف بجوانب القصور المهنية التي تضمنها، فالتقرير بحسب الانتقادات الداخلية من الصحيفة ذاتها كان يلزمه الخضوع لعمليات تحقق أكثر صرامة، وأن تسري عليه المعايير الأساسية التي تدعي نيويورك تايمز تطبيقها على كل الأخبار والقصص والتحقيقات الصحفية التي تنشرها، وبالأخص في السياق الفلسطيني، حيث يُفرض حظر مسبق ومنهجي على تناول القضايا التي من شأنها إثارة التعاطف مع الفلسطينيين.
ووفقًا لمصادر غرفة الأخبار، فإنه مع تزايد الانتقادات الموجهة إلى مقال جيتلمان داخليًا وخارجيًا، قام المنتجون في ذا ديلي بتعليق نشر النص الأصلي وأوقفوا الحلقة وتمت صياغة نص جديد يتضمن تحذيرات شديدة اللهجة ويسمح بالتشكيك، ويطرح أسئلة مفتوحة كانت غائبة عن المقال الأصلي، الذي قدم النتائج التي توصل إليها كدليل قاطع على الاستخدام المنهجي للعنف الجنسي كسلاح في الحرب.
وتواجه صحيفة نيويورك تايمز انتقادات بسبب ممارسة "اختلال فادح" في تغطية الحرب بالاعتماد على المصادر المؤيدة لإسرائيل وتظاهر أمامها أمريكان غضبا من تغطيتها المنحازة للاحتلال.
فمنذ السابع من أكتوبر أبدت الصحيفة اعتمادها على مصادر الجيش الإسرائيلي بينما قللت من حجم الموت والدمار في فلسطين.
وقد وجد تحليل أجراه "انترسبت" أنه في الأسابيع الستة الأولى من الحرب قامت صحيفة نيويورك تايمز، إلى جانب العديد من الصحف الرئيسية الأخرى، بنزع الشرعية باستمرار عن مقتل الفلسطينيين ومارست اختلالًا فادحًا في التغطية بالاعتماد على المصادر والأصوات المؤيدة لإسرائيل.
وفي البداية قللت تغطية الصحيفة من خطورة اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، كما قللت من أهمية هزيمة إسرائيل في الدعوى، وفي الأسبوع الماضي فقط نشرت الصحيفة عنوانًا رئيسيًا يروج لـ "انخفاض عدد الوفيات في غزة"، حتى مع استمرار إسرائيل في قتل الفلسطينيين بأعداد مروعة يوميّا!!
ومنذ بداية الحرب بين الكيان الصهيوني وحماس قام صحافيو نيويورك تايمز بتغطية الأحداث بانحياز فاضح للكيان بما في ذلك المقال الصحفي الصادر في 28 ديسمبر الماضي حول مزاعم العنف الجنسي الذي ارتكبته حماس.
أقرأ التقرير الأصلي من المصدر