الصحفي "أحمد جمال زيادة" عبر فيسبوك: قصة مجرم قتل الباحث أيمن هدهود

الاثنين - 11 أبريل 2022

قصة مجرم مجهول معروف للجميع قتل الباحث الاقتصادي أيمن هدهود كما يرويها الصحفي "أحمد جمال زيادة" على حسابه علي فيسبوك

يوم 5 فبراير 2022 قوة أمنية تابعة للأمن الوطني اقتحمت بيت الباحث الاقتصادي أيمن هدهود، وأخفته قسريًا.

أسرته عرفت إنه موجود في مقر لأمن الدولة في قسم الأميرية عن طريق أمين شرطة لكن القسم أنكر وجوده كالعادة.

بعد أسبوع من الاختفاء أسرته عرفت إنه اتنقل لمستشفى العباسية للأمراض النفسية لوضعه تحت الملاحظة لمدة 45 يومًا.

لكن طول الوقت ده أسرته مكانتش عارفة تزوره، إدارة المستشفى كانت بتقول لازم إذن من النيابة، والنيابة كانت بتقول إن معندهاش أي بيانات عنه.

أسرة أيمن اتبلغت رسميًا إنه توفى داخل مستشفى العباسية للأمراض النفسية في ظروف الأمن الوطني بيحاول يخليها غامضة، لكنها واضحة وضوح الشمس ومعروف فيها من المجرم والقاتل، ومين اللي كان مختفي قسريًا وليه مات.

وزارة الداخلية أرسلت رسالة لكل الصحف والقنوات الإعلامية التابعة للدولة على لسان مصدر مجهول بتقول فيها إن أيمن كان متهم بمحاولة كسر باب إحدى الشقق.

الأسئلة اللي لازم تتسأل هنا هي:

من إمتي اللي بيتهم بكسر بباب شقة بيتم اخفاءه قسريًا عن طريق قوات من أمن الدولة؟

واحد من الدولجية هيقول إزاي عرفنا إن الأمن الوطني هو اللي عمل ده، فنسأل لو مش الأمن الوطني اللي عمل ده، ليه قسم الشرطة أنكر معرفته بمكان أيمن؟

عدم معرفة النيابة بأي شيء عن أيمن في البداية مش دليل كافي على إنه كان مختفي قسريًا زيه زي آلاف المختفيين؟

نفى مصدر أمنى بوزارة الداخلية صحة ما قال إنه "تداولته بعض الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الزعم باختفاء المواطن أيمن هدهود قسرياً وأكد المصدر أنه بتاريخ 6 فبراير 2022 تبلغ من حارس أحد العقارات بمنطقة الزمالك بالقاهرة بتواجد المذكور داخل العقار

ومحاولته كسر باب إحدى الشقق وإتيانه بتصرفات غير مسئولة وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية في حينه وإيداعه بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية بناءً على قرار النيابة العامة!!

النيابة قالت لشقيق أيمن إنه متهم بمحاولة سرقة سيارة، ودي رواية تانية مخالفة لرواية الداخلية اللي بتقول انه كان بيحاول يكسر باب شقة، وهنا نقدر نسأل النيابة:

 ازاي مكانتش تعرف عنه حاجة في الأول ودلوقتي بقي عندها محضر جاهز؟

من امتى اللي بيتهم بالسرقة بيدخل مستشفى أمراض عقلية؟

إذا كان أيمن فعلًا محتجز في مستشفى أمراض عقلية فهل ده معناه إنه فيه تعاون كبير بين المستشفى وجهاز الأمن الوطني اللي بالتأكيد قتله بعد تعذيبه سواء ده تم داخل المستشفى أو في احدى المقرات؟

هل المفروض نصدق إنه باحث اقتصادي اتحول فجأة لحرامي سيارات؟ أو مقتحم شقق؟

إذا صدقنا إنه باحث اقتصادي محترم كان بيحاول يسرق عربية أو يقتحم شقة، فهل نقدر نعرف سبب الموت المفاجئ؟ وسبب منع أهله من زيارته سابقًا، وازاي متهم النيابة متعرفش عنه حاجة؟

هل في أمل إن الطب الشرعي يقول رواية مخالفة لرواية الداخلية مهما كانت رواية ساذجة وواضح فيها الكذب؟ قصص القتلى بالتعذيب بترد على السؤال

للأسف، أيمن مش أول واحد يحصل له كده، ولا هيكون آخر واحد طول ما احنا بتتحكم فينا قوة لديها مقرات خفية تحت مسمى "أجهزة سيادية".

أيمن ريجيني مصري

قصة أيمن بتفكرنا بقضية تعذيب الباحث الإيطالي جوليو ريجيني بشكل وحشي حتى الموت وإزاي وزارة الداخلية عندها القدرة على تأليف قصص لا يصدقها إلا الأغبياء زي إنها قتلت 5 أبرياء واتهمتهم بقتل ريجيني عشان تغطي على الفضيحة الدولية

وفي النهاية القضاء الإيطالي قال بشكل رسمي إن 4 من أفراد الأمن المصري يجب أن يحاكموا في قضية ريجيني، وبعدها مصر بشكل رسمي قالت لم يتم التعرف على القاتل.

وطبعًا لم يسأل أحد عن قتل 5 أبرياء كانت كتبت قصتهم الزميلة بسمة مصطفى في تحقيق بيكشف إن ملهمش أي علاقة بأي حاجة.

اللي حصل مع ريجيني حصل مع أيمن، خطف، تعذيب، قتل.. ثم تضارب أخبار، كذب، وطرمخة.

مش عايز أكون ساذج وأطالب بالعدالة لأيمن هدهود الله يرحمه، لأن طول ما بيحكمنا بلطجية وزارة الداخلية وطول ما هم بيقتلوا فينا كأننا في غابة وهما معاهم البنادق بيصطادونا واحد ورا التاني.

لكن أتمنى يوم ينتهي القتل والاختفاء القسري، ويخرج كل مظلوم من السجن، وأتمنى يوم يتحاكم كل من قتل وأخفى وعذب ولفّق قضايا، وكل من خلى الشعب مسلوب حريته وواقف وشه للحيط بقوة القمع.