تقارير تعكس تخبط السيسي| أوامر الصهاينة خطوط حمراء أمام معبر رفح

الخميس - 2 نوفمبر 2023

إنسان للدراسات الإعلامية- جهاد يونس:

بعد 27 يوماً من العدوان الهمجي على غزة والخذلان الدولي لمواطنيها المحاصرين، تتجه أنظار العالم صوب معبر رفح المصري باعتباره المنفذ الوحيد للحد من معاناة الغزيين، خصوصاً بعد مجازر الاحتلال الدموية وبعد اعلان الصحة في غزة عن انهيار المنظومة الطبية واحتياجهم لكل قطرة وقود لإنقاذ المرضى والرضع من الموت السريري.

رغم ذلك من الواضح أن النظام الانقلابي في مصر له حسابات أخرى، فوسائل الإعلام الموالية تمارس عملية تلميع وتفخيم في الحكومة دون توقف كعادتها، في حين توجه وسائل إعلام مستقلة نداءات الاستغاثة للحكومة دون جدوى.

وهذا الأسبوع، قرأنا في القدس العربي: فلسطين تناشد مصر تشغيل شبكات الاتصال القريبة من غزة، وفي عربي بوست: نشطاء مصريون يطالبون بفتح معبر رفح بالكامل بعد مجزرة جباليا.. دعوا لإدخال المساعدات إلى غزة، وفي الجزيرة: علماء ومؤسسات إسلامية عالمية تطالب شيخ الأزهر بالضغط لفتح معبر رفح ، و الفصائل الفلسطينية تدعو مصر لفتح معبر رفح، وفي العهد نيوز: هنية: أدعو لفتح كل المعابر وفي مقدمها معبر رفح ويجب إدخال كل ما يمكن أهلنا في غزة لإعادة الحياة في القطاع

معبر رفح تحت سلطة الاحتلال

في المقابل، تؤكد الأذرع الإعلامية لسلطة الانقلاب في مصر أن المعبر مفتوح من الجانب المصري،  وأن الاحتلال الإسرائيلي هو من يعرقل وصول المساعدات الإنسانية المتكدسة برفح إلى مستحقيها في غزة، برغم أن المعبر في الجانب الفلسطيني لا يخضع لسلطة الاحتلال!

كما يكرر  رأس الانقلاب عبدالفتاح السيسي في خطاباته أن مصر دولة ذات سيادة وتستطيع الدفاع عن نفسها، ورغم ذلك لا تظهر هذه السيادة في تحكم الكيان الصهيوني في القرار المصري بفتح المعبر وإدخال المساعدات، حيث باتت الشعوب العربية والعالمية متحيرة من موقف مصر السلبي بل المتخاذل والذي وصفه البعض بالشريك في الجريمة.

وقد عمد الاحتلال إلى اظهار تبعية النظام المصري له أمام العالم، فقصفت طائراته مواقع مصرية متعددة وقصفت معبر  رفح مراراً دون أي رد فعل من الجانب المصري، بل التزمت الحكومة المصرية الصمت، ليعلم الكل أن الدولة التي من المفترض أن تقف مع الشعب الفلسطيني هي بالأساس من تطعنهم من الخلف بأوامر صهيونية.

ومن العناوين التي طالعناها في الصحف والمواقع المستقلة حول هذا الموضوع:

-عربي بوست: السيسي يدعو لاحترام سيادة مصر بعد سقوط مسيّرات فيها.. ويؤكد متابعته تعليقات على مواقع التواصل حول الأحداث

- سيناء لحقوق الانسان: “أسقطت هدفاً داخل منطقة مأهولة بسيناء”.. مركز حقوقي يكشف عن أدلة “لقيام إسرائيل بغارة داخل مصر”

- الخليج الجديد: بعد انتقادات فلسطينية.. مصر تحمل إسرائيل رسميا مسؤولية تأخر دخول المساعدات لغزة

- العربي الجديد: ماذا يمنع مصر من كسر حصار غزة وإدخال المساعدات؟

-عربي 21: نشطاء يتساءلون عن سيادة مصر مع تحكم الاحتلال بالمساعدات عبر معبر رفح

الإعلام الرسمي يبيع الوهم للمصريين

هذه الصورة المخزية تحولت إلى تضليل للشعب في  الاعلام الانقلابي، والذي أغرق الجمهور في إنجازات وتحركات وهمية للدولة في ملف القضية الفلسطينية. ومن العناوين المنشورة في صحف الانقلاب هذا الأسبوع:

- صدى البلد: مصر العروبة.. ننشر صور الاستعدادات الطبية والمستشفى الميداني لاستقبال مصابي غزة

- المصري اليوم: خالد الجندي يشيد بوزارة الأوقاف لجهودها في تقديم المساعدات لأهالي غزة

- برنامج بالورقة والقلم: الديهي: اللي يقولك على مصر فتح معبر رفح يبقى حمــ ـــار لأن المعبر مفتوح طول الوقت

- الوطن: مسلم: مشكلة معبر رفح تكمن في الجانب الفلسطيني والذي يتعرض للقصف دائما من قبل إسرائيل

وبعد أن طالبت كل الجهات والدول والشعوب مصر بفتح المعبر جراء مجزرة جباليا، يوم الثلاثاء الماضي، سارع النظام لإظهار مصر في صورة المنقذ المستجيب للنداء فدفع بأبواقه الإعلامية لإبراز دور مصر المستجيب للنداءات في فتحها معبر رفح لاستقبال المصابين بإصابات خطرة يوم الأربعاء، في حين أن الفتح الاستثنائي للمعبر جاء بأوامر أمريكية وبتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي؛ لإخراج الأجانب من مزدوجي الجنسية إلى مصر وعددهم 400 والسماح لـ 80 جريحاً فلسطينياً فقط، تم اختيارهم بتدقيق أمني من قبل الاحتلال، بالخروج لتلقي العلاج بمصر. ولنقرأ ما جاء في الصحف والمواقع:

- الوفد:. فتح معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينيين

- عربي بوست: 80 جريحاً فلسطينياً يتوجهون إلى مصر للعلاج.. “يديعوت أحرونوت”: القائمة خضعت لتدقيق أمني إسرائيلي

ومع كل ما يقال إعلاميا، ما زال الاحتلال الصهيوني يستبيح الدم الفلسطيني دون توقف،  حيث بلغ عدد الشهداء ما يزيد على 8525 فلسطينياً، وعدد الجرحى ما لا يقل عن 21 ألفاً و543 فلسطينياً، وبين الشهداء 3542 طفلاً و2187 سيدة في القطاع، بالإضافة إلى استشهاد 126 فلسطينياً واعتقال نحو 2000 في الضفة الغربية، فعن أي مساعدات أو جهود تتحدث مصر إذا كان فتح المعبر لخروج الأجانب الموجودين بالقطاع وعلاج 80 جريجا فقط من أصل 21 ألفا؟

السيسي لا يهمه أمن مصر القومي

يرى محللون أن السيسي لا يهمه أمن مصر القومي بالتأكيد -فقد فرط فيه من قبل- وكان عنده استعداد- ولا يزال- للسماح لأي أعداد من المهاجرين الفلسطينيين بالدخول إلى سيناء مقابل حفنة أموال أوروبية وأمريكية تساعده على تحسين وضعة الاقتصادي المنتحر، لكن ما يخافه السيسي هو أن الذين سيتم تهجيرهم هم أهل غزة الذين يعتبرهم السيسي "خصوم سياسيين قدامى"، لأن كثيراً منهم ينتمون لحركة حماس وللمقاومة التي هي جناح عسكري لجماعة الإخوان المسلمين، التي جاءت بالرئيس المصري محمد مرسي الذي انقلب عليه السيسي وسجن عشرات الآلاف من المنتمين للجماعة، وطارد الكثيرين منهم في الخارج.

وقد حذر السيسي بالفعل من أنَّ مخيمات اللاجئين الجديدة في سيناء يمكن أن تكون بمثابة قاعدة لهجمات على "إسرائيل"، وقد تحصل الحركات الإسلامية، التي تعرضت للقمع منذ فترة طويلة في مصر على فرصة أيضاً، مما يعيد تنشيط مفاهيم "المقاومة" ضد الظالمين، بما في ذلك السيسي.

ويقول أحمد عبودة، المستشار في شؤون مصر في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة بحثية مقرها لندن: "يمكن لجماعة الإخوان المسلمين أن تستعيد شرعيتها"، وهو ما يؤخر السيسي إلى الآن عن تنفيذ المخطط الصهيوني الذي لا مشكلة لديه في تنفيذه مقابل العائد المادي الذي وعده به المسؤولين الأوروبيين.

وجاء في عربي بوست: تحديات غير مسبوقة تواجه مصر.. غموض حول الوضع بسيناء وإسرائيل تريد توريطها مع غزة، فكيف سترد القاهرة؟

ونشرت صحف الانقلاب والثورات المضادة بهذا الخصوص:

- الدستور: تهجير الفلسطينيين تهديد للأمن القومي.. وندعم قرارات الرئيس

- الأهرام مصر تُفشل المخطط الأمريكى الإسرائيلى

- العين الإخبارية: من مقر «الكتيبة 101».. مصر ترسم خطا أحمر بوجه مخطط تهجير سكان غزة

- صدى البلد: بعد 55 عامًا.. مصر تكرر صفعتها لإسرائيل وتحبط مخططها في سيناء)

- مصراوي: السيادة المصرية لا تُمس.. إشادة برلمانية برؤية السيسي تجاه أمن مصر القومي

السيسي إذن بين فكي كماشة، لكن مصداقية حماس، وهي فرع من جماعة الإخوان المسلمين، ارتفعت في أجزاء من الشرق الأوسط منذ اخترقت دفاعات الكيان الصهيوني واجتاحت مدنه، وإذا تدفق فلسطينيو غزة إلى مصر، فإنَّ ما يقلق السيسي هو أنَّ العديد من أعضاء حماس بينهم سوف يجلبون معهم أيديولوجيتهم.