إقالات سرية لقيادات عسكرية وصورة استفزازية لنجل السيسي..لماذا الآن؟

الأربعاء - 19 أكتوبر 2022

دعوات التظاهر يوم 11 نوفمبر تربك النظام.. والجنرال المنقلب يلوذ بالمقربين

 

إنسان للإعلام- خاص:

يوم 9 أكتوبر 2022 نشرت صحيفة اليوم السابع خبرا روتينيا للجمهور، ولكنه ليس كذلك للمتخصصين، بعنوان: "الرئيس السيسي يوجه بتحقيق الاستغلال الأمثل من الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة".

الروتيني هو الاجتماع، أما غير الروتيني الذي لفت أنظار المراقبين فهو ذكر الخبر أن من بين من اجتمع بهم السيسي هم اللواء محرز عبد الوهاب بصفته "القائم بأعمال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية" برغم أن المخابرات الحربية يرأسها اللواء خالد مجاور منذ عام 2018 ولم يعلن أي خبر عن إقالته، ما يعني إقالته سرا.

وكان اللواء "محرز" هو نائب رئيس الحرس الجمهوري ومن المقربين للسيسي وممن تولوا عملية اعتقال الرئيس الشرعي المنتخب الراحل محمد مرسي بأمر من السيسي.

تضمن الخبر أيضا حضور "اللواء كمال وفاء" بصفته "رئيس هيئة التسليح" الاجتماع بدلًا من اللواء أسامة عزت الذي كان يتولاها رسميا ولم يعلن أيضا عن إقالته أو تغييره في أي وسيلة إعلامية رسمية.

وكان "وفاء" يتولى منصب قائد قوات المظلات والمركبات التي يحرص السيسي علي ولائها له، وهي القوات التي سبق لها التدخل ضد المظاهرات التي وقعت عقب الانقلاب وشاركت الشرطة في قتل متظاهرين.

المحلل العسكري محمود جمال تساءل عبر تويتر: لماذا لم ينتظر السيسي الحركة الاعتيادية التي ستجرى بعد شهرين (ديسمبر) وقرر الآن تغيير رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ورئيس هيئة التسليح؟

نشطاء ربطوا الأمر بعدة تفسيرات على مواقع التواصل، منها: التخوف من دعوات الثورة 11/11 وترتيبات عسكرية، أو تنسيق بين فريقين متنافسين في المجلس العسكري في ظل تكهنات غير مؤكدة عن فريق منافس للسيسي بقيادة رئيس الأركان أسامة عسكر.

هل يطيح الجنرالات بالسيسي؟

الناشط، وباحث العلوم السياسية، تقادم الخطيب الذي يعيش في ألمانيا، كتب يربط بين تسريب صور نجل السيسي من داخل جهاز المخابرات العامة وهو يدخن سيجار فاخر، وأيضا وهو يرتدي ملابس داخلية، وبين إطاحة السيسي رئيس جهاز المخابرات الحربية.

تساءل عمن يقف خلف التسريبات؟ وسبب تغيير رئيس جهاز المخابرات الحربية في غير موعده حيث يجري التغيير ضمن حركتين في شهري 6 و12.

أكد في تحليل عبر الفيديو أن هذه التغييرات العسكرية التي تمت في غير موعدها تشير لاحتمالات أن يكون لهذا التغيير دلالة، خاصة أن صور نجل السيسي أخذت من موبايل وهذا لا يتم الا بتنصت أو تسريب.

قال إن السيسي يركز على وضع من لهم ولاء له في المناصب كقريبين له، وإبعاد المشكوك في ولائهم، وربط الأمر بالأزمة الاقتصادية القاسية واحتمالات تعويم ثان للجنية المصري بالاتفاق مع صندوق النقد الجديد الذي أكد انه اشترط على مصر تعويم الجنيه قبل الحصول على قرض جديد.

وكان موقع "ديسكلوز" الفرنسي كشف نوفمبر 2021 أن أربعة اجهزة أمنية (المخابرات الحربية والعامة وأمن الدولة والرقابة الادارية) اشتري كل منها منفصلا برامج تجسس للتجسس على المصريين والتجسس علي بعضهم البعض أيضا!!.

كما ملأت شائعات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ونُشرت تقارير لمراكز أبحاث غربية تؤكد أن هناك حالة احتقان وغضب بين جنرالات الجيش، ما أثار تساؤلات: هل حقا يدرس جنرالات مصر الإطاحة بالسيسي؟

نجل السيسي بالسيجار الكوبي!

وتزامنت التغييرات العسكرية السرية التي قام بها السيسي مع انتشار عدة صور قيل إنها لمحمود السيسي نجل عبد الفتاح السيسي علي مواقع التواصل، وهو يرتدي ملابس داخلية تارة ويدخن سيجار كوبي فخم تارة أخري، وخلفه شعار "المخابرات المصرية؟

الصور المنشورة بدأ تسريبها عبر طيار مصري سابق يعيش في أمريكا هو شريف عثمان ضمن حملة الحشد لنزول المصريين يوم 11/11 بالتزامن مع مؤتمر المناخ للقيام بثورة على غرار دعوة 25 يناير 2011 التي سخر منها البعض ثم تحولت لثورة حقيقية.

مصريون تساءلوا عن سبب نشر هذه الصور الآن لمحمود السيسي ومن سربها وهل تم اختراق موبايله ونشرها لأنها صور خاصة؟

أرجع بعضهم نشرها لأن الأمر اختراق وإحراج له، لكن آخرين قالوا إنها ربما منشورة عمدا من محمود كنوع من تحدي الداعين للقيام بثورة ضد أبيه، بدليل أنه يظهر فيها نوعا من التحدي والسخرية وهو يدخن سيجارا فاخرا أو  هو بملابس داخلية.

لو اختراق؟ من قام بعمل اختراق لموبايل نجل السيسي؟ هل أجهزة أمنيه وحرب خفية لا نعلم عنها شيئا؟ أم إهمال ناتج عن ترك التليفون بدون مراقبة او حتى التخلص منه بإهمال؟ وهل هناك معلومات أخري على الموبايل غير هذه الصور؟

انتقد آخرون ظهور محمود بهذه الصورة في ظل حرص رجال المخابرات السابقين على إخفاء صورهم وعدم الظهور علنا، وترحموا على حال المخابرات بعد سيطرة نجل السيسي عليها، مقارنة بالكبار الذين أقالهم السيسي من الجهاز.

قال نشطاء: "على أيامنا كانت مباني المخابرات لها قدسية النهاردة بيتصوروا جواها وهما بيحششوا وبيشربوا سيجار والشعار وراهم وغطسوا شعار المخابرات المصرية في وحل الخيانة ومصر بقت بتعيش فيلم إعدام ميت وبيحكمها ناس خاينة عندها كل عقد النقص".

وهناك تصور آخر هو أن هذه الصور، مُسربة ضمن "حرب الصور" المستمرة داخل النظام، منذ تسريب صور حفل زفاف المتحدث السابق لوزارة الصحة ولم يعد ممكنا تجاهلها، وغيره من المسئولين.

وأثارت صور نجل السيسي وهو يدخن السيجار الكوبي الذي قالوا إن ثمن الواحد منه يتراوح بين 700 و2000 جنيه، غضبا شعبيا، وكتب مصريون يقولون: "كيف يقول أبوه السيسي للشعب "إحنا فقرا أوي وعشت 10 سنين ثلاجتي بها مياه فقط" بينما نجله يدخن سيجار فاخر .. من أين له هذا؟

قالوا: "أبوه يطلع يقول احنا فقرا اوي ومنين اجيبلكم وهما بينهبوا البلد، و"معرفش يربي ابنه اللي بيشرب سيجار كوبي مستورد قام رافع لنا علبة الكليوباترا من 4 جنيه ونص ل24 جنيه ".

دعوات تظاهر 11 نوفمبر

وكانت دعوات التظاهر يوم 11 نوفمبر بالتزامن مع مؤتمر المناخ انطلقت وزاد زحمها وبدأ إعلاميو السلطة يحذرون منها، ومنهم عمرو اديب الذي حذر المصريين من الإخوان ودورهم في هذه الدعوات.

لكن الدعوة للتظاهر وانتشار هاشتاج #احشد_ليوم_11نوفمبر أقلقت السلطة وردت لجان السيسي بعدة هاشتاجات أبرزها #ثوره_الفنكوش للسخرية من الداعين للثورة وسبهم ونشر كوميكس متدنية أخلاقيا، ومحاولة إحباطهم بتأكيد أنهم سبق أن دعوا للتظاهر عدة مرات ولم يخرج أحد.

مع هذا اهتمت مراكز أبحاث وصحف اجنبية بهذه الدعوة للتظاهر وظهور محمود السيسي وبدأ التساؤل هل ستنجح المظاهرات القادمة وتتكرر 25 يناير 2011 مرة أخري؟

محاولة لتوريث السلطة "ديكتاتوريا"

في 3 فبراير 2022، أكد موقع انتليجانس أون لاين «Intelligence Online» الفرنسي إن عبد الفتاح السيسي أوكل الملف الإسرائيلي بالمخابرات العامة إلى نجله الأكبر محمود، مؤكدة زيارته لتل أبيب ولقائه بمسؤولين أمنيين إسرائيليين.

وكشف الموقع المعني بالشؤون الاستخباراتية عن توسع دور محمود نجل عبد الفتاح السيسي في المخابرات في مؤشر على الخطط الكبرى التي يضعها السيسي لنجله الأربعيني، والذي يبدو أنه من المقرر له أن يلعب دورًا رئيسيًا في النظام الأمني الذي تأسس منذ عام 2013 بعد الانقلاب الذي قاده السيسي.

وكتب الدكتور يحيى القزاز، بعد خروجه من السجن 22  يناير 2022، يسأل: هل يفلح محمود السيسي فيما فشل فيه جمال مبارك؟ وهل يطلُ مخطط التوريث برأسه مرة أخرى؟!

قال إن البدايات متشابهة بين محمود عبد الفتاح السيسي وجمال مبارك، الفارق ان محمود السيسي توجه للخارج مباشرة وجمال مبارك توجه للداخل والتاريخ يكرر نفسه.

انتقد ضمنا "ولوج محمود  السيسى من ثقب الباب خلسة لصدارة المسرح السياسى وتوليه أو الاستيلاء على الملف الأمنى مع العدو الإسرائيلى".

قال: "في النظام الجمهوري ظهور أبناء الرؤساء بخطى واسعة بالنظر لأحجامهم نذير شؤم على آبائهم وعلى استقرار دولهم، فابن الرئيس ليس بوريث ولا ولي عهد يقوم بمهام نيابة عنه كما في النظام الملكي".

أضاف: "لماذا لم يتعلم الحكام العرب الدرس ممن سبقوهم مباشرة ويصرون على تكرار نفس الخطايا وأكثر؟! هل هو غرور فرعون أم غباء وجهل هتلر؟! هل يستعين محمود السيسي بإسرائيل كما يستعين بها أمراء الخليج لتثبيت نفوذ أسرهم وتوريثهم الحكم؟

وسبق أن كشف صحيفة "التايمز" البريطانية عن أن السيسي وظف أبناءه الثلاثة بمناصب عسكرية ومدنية مرموقة لمساعدته في البقاء بمنصبه حتى 2030، في الوقت الذي يواصل فيه تعزيز قبضته على السلطة.

وقال "ريتشارد سبنسر" مراسل "التايمز" في الشرق الأوسط في تقرير نشره 15 أبريل 2019، إن "أبناء عبد الفتاح السيسي يشاركون بقوة في إدارته للبلاد خلال الفترة التي يسعى فيها إلى تمرير تعديلات دستورية تشدد قبضته على السلطة حتى العام 2030".

وأنه: "إذا كانت ثورة يناير في مصر استهدفت منع حسني مبارك من توريث الحكم لابنه جمال، إلا أن محمود السيسي وهو برتبة عميد في جهاز الاستخبارات أشرف على لجنة غير حكومية مهمتها مراقبة عملية تمرير التعديلات الدستورية"، وأن "الابن الأوسط للسيسي، مصطفى، الذي عمل في وظيفة عليا في جهاز الرقابة الإدارية يضطلع بدور أكبر في عهد السيسي ضمن محاولته تكريس سلطته الشخصية وسلطة الجيش على الجهاز الإداري في مصر".

وفي تقرير سابق نشرته صحيفة "ايسبريسو" الايطالية، 7 يوليه 2016، قالت: "إن السيسي يسعي لتوريث السلطة لأبنائه على غرار عائلة كينيدي لكن "ديكتاتوريا" لا "ديمقراطيا".

وكان التقرير يستعرض قائمة بأسماء المسئولين المتهمين في إيطاليا بقتل الطالب ريجينى، ولكنه تناول ايضا قصة توريث الحكم في مصر وأورد تفاصيل مهمة عن سعي السيسي لما أسماه "غرز أولاده" في المناصب الأكثر حساسية كي تصبح عائلة السيسي مثل عائلة كينيدي، لكن دكتاتوريا.

ويختص دور "محمود" فيما يتعلق بالأمن القومي، وبالقضايا الأكثر حساسية، أما "مصطفى" فدوره يتعلق أكثر بالإدارة المالية، أما الابن الثالث، حسن، الذي لم يتمكن من الالتحاق بالخارجية بحسب زعم السيسي فكان مهندس في شركة نفط، والآن في المخابرات.

وتؤكد الصحيفة أن السيسي ركز السلطة في دائرة صغيرة تتكون أساسا من الأسرة والمقربين العلاقات العائلية كي يمكنه السيطرة المطلقة على أجهزة الاستخبارات العامة والعسكرية، وأنه يسعي من وراء ذلك لدرء وتلافي احتمالات قيام انقلاب ضده، وتفادي تكرار ما جرى للرئيس مرسي على يد السيسي.

كما نشر موقع جافاج الاستخباراتي الاسرائيلي تقريرا يوم 27 يوليو 2022 عن نفوذ زوجة عبد الفتاح السيسي بدوائر صناعة القرار بمصر، بدا كأنه يشير إلى أن انتصار تسعي لتصبح "شجرة الدر" جديدة تحكم مصر عبر زوجها وابنائها، حيث ترغب في تحويل عائلتها إلى سلالة تحكم مصر لأجيال!!.

بحسب التقرير: طموح انتصار يتجاوز كونها صاحبة سلطة الأم في العائلة ليصل لرغبتها فى تأسيس سلالة حاكمة لمصر

قال الموقع أن انتصار السيسي هي من شجعته على التصديق على أحكام إعدام 13 طفلا بعد أن نصحته الأجهزة الأمنية بتخفيف الحكم الى السجن المؤبد بدلا من الإعدام

وأنها تتدخل في التفاصيل الدقيقة لتصرفات السيسي وابنها الأكبر بحسب مصدر قال: "إنها آخر من يهمس في أذني محمود، و"السيسي غير مؤهل وبدون زوجته ربما لم يصمد طويلا".

ويقول الموقع الاستخباري إن "انتصار" صارت مهووسة بالسحر والسحرة الذين تجلبهم من أفريقيا ودول أخرى وتؤمن بقدرتهم على فعل المعجزات لإبقائها وأسرتها في الحكم الى الأبد.

وأنها أجبرت عبد الفتاح السيسي على إقالة جنرال كبير في الجيش (يعتقد انه إما صهره محمود حجازي أو الفريق عبد المنعم التراس أقدم رتبة في المجلس العسكري المصري) بعد أن تنبأ لها أحد العرافين بأن هذا الجنرال يمثل خطرا على زوجها.