الأساطير المؤَسِّسة لـ "30 يونيو" في مصر.. الإعلام أداة محورية للانقلاب على الديمقراطية
الجمعة - 10 مايو 2024
- الجيش ورموز الدولة العميقة حرصوا على بناء أذرع إعلامية قبل 30 يونيو لتشوية ثورة يناير ونظام الحكم المدني
- الرئيس مرسي تعرض لحملة تشويه مكثفة استهدفت التمهيد للانقلاب وكانت وسائل الإعلام طرفا رئيسا فيها
- المال الخليجي والسياسي لعبا دورا بارزا في تنفيذ مخطط إعلامي خبيث مهد الأرض لانقلاب 3 يوليو
- اعترفات مخجلة لإعلاميين ومخرجين ساهموا في تضخيم حدث 30 يونيو بعد تهديدهم بسمعتهم الشخصية
- وسائل الإعلام المصرية تحرص على إحياء ذكري 30 يونيو سنويا بشكل مبالغ فيه لتبرير جريمة الانقلاب
- مقدمو برامج "التوك شو" يلتزمون بأجندة موحدة لمعالجة أحداث 30 يونيو لتثبيت صورة ذهنية مزيفة
- الإعلام المصري أكبر الخاسرين بعد نجاح المؤامرة ..خضع تماما لسياسات الشمولية وفرض الصوت الواحد
إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:
تمهيد
بعبارات واضحة لا تحتاج إلى تأويل، قالت صحيفة "اليوم السابع"، 20 أكتوبر 2020 :"كان للإعلام الوطني المصري دور كبير وملحوظ فى إنجاح ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 وتأهيل الشعب وتعبئة الرأي العام ليثور في وجه الرئيس محمد مرسي "
بالفعل كان الإعلام طرفا أصيلا و أداة محورية للانقلاب على الديمقراطية بعد نسج عدة أساطير ومغالطات منطقية، لتشويه صورة الرئيس المدني المنتخب، الدكتور محمد مرسي، تمهيدا لانقلاب الثالث من يوليو 2013، لذلك حرص الجيش ورموز الدولة العميقة على بناء أذرع إعلامية قبل 30 يونيو، نالت من ثورة يناير أولا، ثم تحولت إلى الهجوم على نظام الحكم المدني وشخص الرئيس المنتخب.
كان المال الخليجي السياسي حاضرا ولعب دورا بارزا في تنفيذ المخطط الذي مهد للانقلاب، وبعد خلافات ظهرت على السطح بين شركاء 30 يونيو، قدم بعضهم- خصوصا الإعلاميين والمخرجين- شهادات مخجلة عن دورهم في تضخيم حدث 30 يونيو بعد تهديدهم بسمعتهم الشخصية وحياتهم الخاصة.
ما زالت وسائل الإعلام المصرية تحرص سنويا على إحياء ذكري 30 يونيو، بأجندة منظمة، وبشكل مبالغ فيه؛ لتبرير جريمة الانقلاب وتثبيت صورة ذهنية مزيفة عن المنقلب وما فعله بالبلاد.
ومنذ بداية يونيو 2023، كثّف الإعلام الانقلابي تناول جماعة "الإخوان المسلمون"، في صورة ذكر وقائع كاذبة وتشويه للشخصيات والرموز، ومحاولة إظهار السيسي المنقلب في صورة المنقذ للدولة.
أُعدت برامج خاصة في شكل مقابلات مع شخصيات مؤيدة للنظام المصري، زعم ضيوفها أن الإخوان يخالفون الشريعة ولا يجوز الانتماء لهم، وأنهم يشوهون صورة مصر، وأنهم جماعة عنف وقتل وضد الفن والثقافة، وأن الانقلاب أنقذ مصر من حرب أهلية ومنع تقسيمها.
الهدف واضح، هو تجاوز الواقع المرير الذي يعيشه المصريون ومحاولة تثبيت صورة إيجابية للمنقلب بالتخويف من عدو وهمي اسمه "الإخوان".
ورغم كل هذه الجهود، أصبح الإعلام المصري هو الخاسر الأكبر في سمعته وشرفه ومهنيته، إذ خضع تماما للتأميم والسياسات الشمولية وفرض الصوت الواحد.
هذه الدراسة ترصد دور الإعلام المصري، بوسائله المختلفة، في التمهيد للانقلاب على المسار الديمقراطي وتبريره، بداية بتعبيد الأرض لأحداث 30 يونيو وتضخيمها، ثم تمريره للانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 وتبريره، والنتائج الكارثية المترتبة على هذا الدور الإعلامي المشبوه بمختلف مجالات الحياة بمصر.
محاور الدراسة
- ترويج الإعلام لأحداث 30 يونيو وانقلاب 3 يوليو
- اعترافات بدور الإعلام في تضخيم أحداث 30 يونيو
- أثر إعلام 30 يونيو على مسار الحريات الإعلامية
- أولا - ترويج الإعلام لأحداث 30 يونيو وانقلاب 3 يوليو
كانت المعالجات الصحفية الممهدة لأحداث 30 يونيو وتمرير 3 يوليو متعددة، قادتها صحف قومية وخاصة وحزبية، ومواقع إخبارية، وفضائيات مملوكة لرجال أعمال.
على سبيل المثال، نشرت "الأهرام" تصريحات للشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، قبل 30 يونيو، تحت عنوان: "ياسر برهامي: إذا خرج الملايين يوم 30 يونيو سأطالب الرئيس بالاستقالة"، أكد فيها أنه أذا خرج الملايين يوم 30 يونيو سيطالب الرئيس مرسي، بالاستقالة "1"، بما يعني أن برهامي كان "ترسا" في آلة الإعداد لـ3 يوليو.
عادت الأهرام لتعظم أحداث 30 يونيو، فنشرت تقريرا تحت عنوان "يونيو.. ثورة "الخلاص" للشعب المصري من حكم الإخوان.. ووعى المصريين التحدي الأكبر"، وجاء في التقرير أن "الثلاثين من يونيو ثورة شعب انتصرت لها السماء، أفشلت المؤامرات الدولية التى كانت تحاك لتقسيم مصر ومحاولة تفكيك الجيش وخلق فوضى خلاقة فى البلاد، وينظر المصريون إلى ثورة ٣٠ يونيو باعتبارها ثورة "الخلاص" للشعب من حكم الإخوان الذين مارسوا كل السياسات القمعية، وأضروا بمصلحة البلد ، وان السيسي هو من استرد الوطن لحضن الشعب!."2"
كما نشرت الأهرام تقريرا آخر تحت عنوان "الطريق إلى يونيو الشعب صحح مسار الدولة بعد كشفه مخططات الإخوان "، جاء فيه أن "30 يونيو لم تكن لإسقاط نظام حكم الإخوان في عام 2013 فقط، بل كانت ثورة لتصحيح مسار دولة، طالب بها شعب وحماها الجيش، لاستعادة الدولة المصرية بعد اختطافها" "10"
ووصفت أحداث 30 يونيو بأنها "من أعظم الثورات السلمية فى التاريخ"."11"
ومن أمثلة اعتراف صحيفة الأخبار بدورها في أحداث 30 يونيو وأنقلاب 3 يوليو، ما نشرته تحت عنوان "من ثورة 52 إلى 30 يونيو.. «الأخبار» الداعم الحقيقى لثورات الشعب المصرى"، مؤكدة أن «الأخبار» حرصت منذ صدورها وخلال مشوارها الطويل، على دعم جميع الثورات التى شهدتها مصر المحروسة، والوقوف بين صفوف الشعب الثائر... فمن ينسى موقف الجريدة والقائمين على تحريرها من ثورة يوليو 52، مرورا بثورة 25 يناير، وحتى ثورة 30 يونيو- ملحمة الشعب ضد الإخوان- وما تلاها من أحداث". "12"
كما نشرت تقريرا تثني فيه على دور الجيش في انقلاب 3 يوليو، تحت عنوان "ممثل الأغلبية البرلمانية: التاريخ لن ينسي دور القوات المسلحة في 30 يونيو"، نقلت فيه إشادة النائب أشرف رشاد الشريف، ممثل الأغلبية البرلمانية، بدور القوات المسلحة المصرية على مر العصور، موضحًا أن التاريخ لن ينسي دورها الكبير في 30 يونيو من انحيازها لإرادة المصريين وإنقاذ الوطن في 3 يوليو"، حسب قوله ."13"
كما نشرت مجلة آخر ساعة تقريرا تحت عنوان "«30 يــونيـو».. ثـورة عـودة الـوعـى المصرى"، زعمت فيه أن "ما حدث فى مصر ثورة المصريين فى 30 يونيو 2013، حتى يومنا هذا، يجعلنا نصنفها ضمن تلك الأحداث، فما حدث لم يكن بالأمر السهل الذى يمكن أن يتحقق فى أى دولة، وفى أى وقت."14"
وسارت صحيفة الجمهورية في ركب الاخبار والاهرام، فنشرت خبرا تحت عنوان "المفتى: السيسى أساس النهضة التى تشهدها الدولة منذ قيام ثورة 30 يونيو" ... و"أن 30 يونيو ثورة قويمة صححت المسار الخاطئ، الذى كان يراد به منذ بدايتها غرس أفكار مغلوطة عن الدين باستغلال العاطفة الدينية لدى المصريين"."15"
وعلى نفس الدرب سارت معالجات مجلة روزاليوسف، حيث نشرت تقريرا تحت عنوان "سياسيون: بيان ٣ يوليو أنقذ الشعب المصري من شرور جماعة الإخوان الإرهابية"."16"
أيضا زادت الصحف التي تدعي الاستقلال من وتيرة نشاطها في تضخيم 30 يونيو، فنشرت اليوم السابع تنشر تحقيقا تؤكد فيه أن السيسي المنقذ الأول لمصر تحت عنوان " كيف أنقذ السيسي مصر من الغرق.. حمى ثورة 30 يونيو وخلص الشعب من خفافيش الظلام.. تصدى للإرهاب والعنف المسلح.. أعاد انفتاح الدولة المصرية على العالم.. وأنجز مشروعات قومية حققت طفرة تاريخية كبيرة فى الاقتصاد المصرى". "17"
موقع "مبتدا" سار في نفس الإطار ونشر تقريرا تحت عنوان " 30 يونيو.. ثورة أعادت الهوية المصرية" أكد فيه ان "30 يونيو 2013"، و3 يوليو تاريخان محفوران داخل كل مصرى"، وعبر الشعب "عن رفض محاولات اختطاف مصر على أيدى جماعة إرهابية، تلك الثورة التى حافظ على هوية مصر ووحدة البلاد وجاءت بقيادة حكيمة وضعت شعبها ومصلحة الوطن نصب أعينها ,انهما اعظام أحداث مصر" !."18"
بنفس الإيقاع، نشرت "المصري اليوم" تقريرا تحت عنوان "أعضاء بـ«النواب والشيوخ»: «30 يونيو أنقذت مصر.. والسيسي وعد فأوفى."19"
كما شاركت صحيفة "البوابة نيوز" في تضخيم أحداث 30 يونيو، ونشرت تقريرا تحت عنوان"برلمانيون: ثورة 30 يونيو وقفت أمام مخططات هدم الدولة وستظل علامة مضيئة نحو المستقبل"."20"
ونشرت صحيفة الشروق تقريرا تحت عنوان "ثورة 30 يونيو ملحمة وطنية خالدة أنقذت مصر من الضياع"، زعمت فيه أن السيسي والقوات المسلحة وجموع المصريين وقفوا جميعا ف ملحمة وطنية ضخمة لينقذوا مصر !. "21"
وجاءت معالجات صدي البلد متشابهة مع نفس العناوين، حيث نشرت خبرا بعنوان "ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة من الانقسام وفضحت مخططات الإخوان" "22"
صحيفة "الدستور" تفوقت على الجميع في تعظيم شأن 30 يونيو فنشرت عنوانا يقول: "سعد الدين الهلالي: 30 يونيو «ثورة الفرقان»."23"، وعنوانا آخر يقول: "الشيخ خالد الجندي: ثورة 30 يونيو أعادت عقيدتنا"، زعم فيه الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن ثورة 30 يونيو أعادت إلينا كرامتنا وعقيدتنا ومصادر الفخر والعزة، وتعامي عن الحرب التي لا هوادة فيها من قبل النظام على الدين والتدين" ."24"
المواقع الصحفية الخارجية للثورات المضادة، شاركت في نفس المعالجات.. ومن أمثلة ذلك ما نشره موقع "سكاي نيوز عربية " تحت عنوان "السيسي: ثورة 30 يونيو حافظت على هوية مصر من الاختطاف"، أكدت فيه أن مصر تخوض صراعا مع متشددين قتلوا مئات من رجال الجيش والشرطة في شمال سيناء منذ الإطاحة بالإخوان وأن السيسي انقذ مصر بعد تدخله في 3 يوليو" ."25"
كما لعبت برامج التوك شو بالفضائيات المصرية، المسيطر عليها من الأجهزة الأمنية والمخابرات، دورا في تضخيم أحداث 30 يونيو و3 يوليو، حيث أكد عمرو أديب أن 80% من الإعلام قبل 30 يونيو كان ضد الإخوان وكان سببا رئيسيا في نجاحها"، وأن "مصر تحررت في 3 يوليو بتضامن الجيش مع مطالبهم"."26"
كما استضاف عمرو أديب رموز الدولة العميقة والثورة المضادة، ومنهم حسين سالم في برنامجه "كل يوم"، في حلقة 2 أكتوبر 2016،حيث زعم "سالم" أن ثورة يناير كانت مؤامرة إخوانية، وأن "السيسي أنقذ مصر في 3 يوليو، ونصر الإرادة الشعبية التى ظهرت في 30 يونيو"."27"
كما حرص عمرو أديب على استضافة رموز الانقلاب، ومنهم "محمود بدر" الذي شارك في حركة تمرد ، في حلقة برنامجه الحكاية بتاريخ 23 أبريل 2022، حيث قال أديب: "بدر ورفاقه دول كانوا حاطين رقبتهم على أيديهم لأنه كان ممكن في أي لحظة تتقطع"!."28"
كما وصف عمرو أديب ما قام به الجيش "بالدور العظيم الذي قامت به القوات المسلحة قبل وأثناء ثورة 30 يونيو"، في برنامجه «كل يوم»، الذي يعرض على فضائية «ON E»، في حلقة، 27 أكتوبر 2016.
وذكر واقعة كاذبة، حيث قال إن السيسي رفض تنفيذ مطالب الإخوان وقتها، بالقبض عليه هو وزوجته لميس قائلًا: «قبل 30 يونيو أعطوا للسيسي قائمة بها عدة أسماء للقبض عليها، والسيسي قال لهم الجيش لا يقبض على أحد» . "29"
على نفس الدرب سار أحمد موسى، الذي زعم أن "30 يونيو ليست أعظم ثورة في تاريخ مصر فقط، بل أعظم ثورة في تاريخ البشرية"."30"
أكد موسى، في حلقة برنامجه على سمئوليتي ،بتاريخ 30 يناير 2023، أنه "لولا 30 يونيو لقسمت الدول العربية إلى دويلات» "31"
بل ذهب الخيال باحمد موسي إلي أن يقول :"لولا 30 يونيو كان زمان مصر بتتقسم في الأمم المتحدة" وذلك في حلقة برنامجه على مسئوليتي بتاريخ، 26 سبتمبر 2018 . "32"
بل وجدنا "موسى" يؤكد، بتاريخ 02 يوليه 2022، أن 3 يوليو تاريخ إنقاذ الدولة من الانهيار، متعاميا عما وصلت له مصر من انهيار كامل في كل المجالات". "33"
وفي برنامجه "بالورق والقلم"، واصل "نشأت الديهي" كذبه وقال إن الإخوان خططوا لحكم مصر 500 سنة.. و30 يونيو كتبت شهادة وفاتهم"، وذلك في حلقة 05 يونيو 2023 ."34"
كما ذهب الديهي إلى أن "أحداث 30 يونيو أكبر وأضخم تجمع بشري في التاريخ"، وذلك في حلقة برنامجه باورق والقلم، بتاريخ 30 يونيو 2018. "35"
يوسف الحسينى قال في برنامج "التاسعة" على الفضائية المصرية، بتاريخ 29 يونيو 2021 إن "30 يونيو ثورة عظيمة فى تاريخ مصر وأنها انقذت مصر من الدمار والحرب الأهلية، وأن تدخل الجيش في 3 يوليو، عصم دماء المصريين"!. "36"
كما وجدنا "الحسيني" يثني على دور السيسي في بيان 3 يوليو، ويؤكد أنه "لابد من الشعور بالامتنان للرجل الذي أنقذ البلد في 30 يونيو"، وذلك حلقة 16 مايو 2022 ."37"
بدوره، قال "محمد موسى" في برنامجه "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، بتاريخ 02 يوليو 2020: "إن ثورة 30 يونيو أخرجت مصر من نفق مظلم كادت أن تذهب إليه لولا وعي الشعب من جهة وإرادته الحرة وتحديه على كسر الخوف والرعب، وحماية الثورة من قبل القوات المسلحة تلبية لنداء الجماهير من جهة أخرى"."38"
- ثانيا – اعترافات بدور الإعلام في تضخيم أحداث 30 يونيو
مارست الوسائل الإعلامية شتى الطرق لكسب تعاطف الشارع المصري للقيام بمظاهرات 30 يونيو، وقبل خطاب البيان الأول للجيش، في 1 يوليو 2013، كانت قناة النيل، إحدى قنوات التلفزيون المصري، تبث صوراً لجنود يؤدّون مهامهم وقد بدت عليهم السعادة، والصوت كان موسيقى وأغان وطنية، وتداولت صوراً بشكل سريع لجنود يتدلون من الطائرات واستعراضات لجنود وعربات عسكرية، ومزجت الصور بلقطات تخاطب مشاعر الكرامة الوطنية المصرية، مثل: الأهرامات، ورفع العلم، وعبور القوات المصرية قناة السويس خلال حرب 1973م، واكتظاظ الساحات بالجماهير الملوّحة بالأعلام في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير.
وفي اليوم الثاني لإعلان القوات المسلحة بيان عزل الرئيس مرسي، نظّم أنصاره عدداً من التظاهرات، لكن الإعلام المصري لم ينقل صوراً لهذه التظاهرات بحجة عدم إشعال الموقف، وتحريض الجماهير على النزول إلى الشارع، وركزت القنوات الفضائية التابعة للدولة، أو الخاصة، على أفراح المواطنين بعزل مرسي، دون إشارة إلى ما يحدث في مظاهرات أنصاره، وغاب الرأي الآخر، خاصة بعد موجة غلق الفضائيات المحسوبة على التيار الإسلامي.
التلفزيون المصري اعتمد صيغة مضللة مع ظهور بوادر امتلاك الجيش المصري زمام الأمور في البلاد بدلاً من مرسي، وسار في خطوات مشابهة للتي نفذها الإعلام الخاص، وأصدر محررو قطاع الأخبار في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري بياناً جاء فيه: "نتوجه نحن العاملين في قطاع الأخبار للشعب المصري بالاعتذار عن ضعف التغطية الإخبارية وافتقارنا للصورة في العديد من المواقع الحيوية التي تكتظ بالمتظاهرين في غالبية المحافظات وبعض المواقع المهمة داخل القاهرة، وذلك نتيجة تعنّت وتعمّد المسؤولين، الذين رفضوا خروج الكاميرات لتصوير الأحداث، لتلقّيهم تعليمات عليا بذلك، على رغم تأكيد رئيس قطاع الأخبار أنه أصدر تعليمات بتغطية كل الأحداث والمواقع والالتزام بالمهنية والموضوعية".
وخصّصت الصحافة مساحات واسعة للأحداث المتعاقبة منذ 30 يونيو، إذ نشرت الصحف تقارير ومقالات رأي عن تطور الأحداث في مصر، وحمّلت كثير من الصحف عبر مساحات واسعة في العناوين الرئيسية والمقالات والتقارير الرئيس مرسي مسؤولية الأحداث، وكانت العناوين الرئيسية لعدد من الصحف مع 30 يونيو وضد الرئيس.
نشرت صحيفة اليوم السابع: كارت أحمر للرئيس.. 22 مليون استمارة "تمرد" تسحب الثقة من الرئيس. وقالت صحيفة التحرير: "ارحل"، وكذلك صحيفة المصري اليوم: "الميادين لمرسي: سنة كفاية"، و صحيفة الأهرام: "مصر في قبضة الخوف"، و "كواليس الساعات الأخيرة في حكم مرسي". وجاءت صحيفة الأخبار بعنوان: "وانتصرت إرادة الشعب"، وقالت صحيفة الوطن: "الإخوان تعلن الحرب على مصر"، ونشرت صحيفة المصري اليوم: "الإخوان تعلن الحرب على الشعب".
حالة الإقصاء طالت كذلك الصحفيين الذين لم يكونوا مع الانقلاب، فقد طرد صحفيون مصريون مراسلَ قناة الجزيرة من المؤتمر الصحفي المشترك بين الجيش ووزارة الداخلية للإعلان عن تفاصيل أحداث الحرس الجمهوري، بحجة انحيازه للتيار الإسلامي وأنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي، ومحاولة إشعال الأوضاع في البلاد عن طريق تغطيته مظاهرات أنصار (الرئيس السابق)!
وهكذا اشتعل المشهد الإعلامي المصري بالعداء الصريح للرئيس مرسي والتيار الإسلامي، ووصف بعضهم أعضاءه بأنهم "أعداء الشعب" "محرضون على العنف"، أما عبارات السب والشتم الشخصي والتجريح فهي كثيرة وموجودة في مواقع الفيديو العالمية!
وبثت وسائل الإعلام المصرية، قبل الأزمة ومنذ صعود التيار الديني، العديد من رسائل للتشويه، وبخاصة مع استمرار عمل كبار الموظفين وغيرهم في مناصبهم من الحزب الوطني المنحل إبان عهد حسني مبارك.
استغلت وسائل الإعلام المزاج المفتعل في الشارع المصري، وحرصت -ضمن سياق حملات التشويه للرئيس مرسي – على استضافة شخصيات مثل: عمرو موسى والبرادعي وحمدين صباحي، إضافة إلى غيرهم من فئة الشباب لإلقاء تهم على الإخوان، وهو من أكثر الأساليب التي أثرت في المزاج الشعبي المصري وخدعت الكثير من البسطاء.
احتال الإعلام في تقديم بعض الآراء في قوالب فكرية مصطنعة خصيصاً للمزاج الشعبي، حيث مارست تلك الشخصيات تمرير الكثير من الأفكار والتوجهات تحت سطوتها والمزاج الثوري السائد، فأشعلت وسائل الإعلام المختلفة الشارع المصري ضد اول رئيس مدني، وغرقت بعد ذلك في ظلمات الحرمان من الحرية".
وعن مسرحية تصوير مظاهرات 30 يونيو وتضخيمها على غير حقيقتها ، وإظهار أعداد كبيرة مشاركة فيها، اعترف مخرج هذه المسرحية، خالد يوسف، بأنه من قام بالإشراف عليها، و قال إنه هو من طلب تصوير مشاهد ولقطات مظاهرات 30 يونيه ضد الإخوان، وفي البداية أكد أن الأعداد التي ظهرت فى اللقطات التي تم تصويرها كانت أقل من الأعداد الهائلة التي نزلت للشوارع.
وأضاف خالد يوسف، خلال لقائه مع عمرو أديب ببرنامج "الحكاية" على قناة "mbc مصر": "من أيام 25 يناير وأنا طلبت أطلع على طائرة علشان أصور من فوق، ده تاريخ مصر، هصوره كويس علشان الأجيال وعلشان التاريخ، وفي 30 يونيو لما كنت بصور مكنتش مصدق، والمشاهد الحقيقية الخاصة بـ30 يونيه لم تنشر بعد، لأن كان في ملحمة أخرى في قرى مصر لم يتم رصدها، كنا بنطلع بالطيارة نمسح القاهرة ونتوجه للإسكندرية، وخلال الطريق نمسح كل قرى الدلتا، وبنرجع على القاهرة وبعدها نطلع على الصعيد، وبعدها نطلع على مدن القناة".
واعترف يوسف بأنه استخدم تقنيات مشروعة في إبراز كثافة المشهد ربما بصورة مبالغ فيها نسبيا.
وقال ناقد سينمائي معروف رفض ذكر اسمه، إن خالد يوسف أكد أن "هناك مبالغات في الأعداد التي ظهرت في المشاهد المصورة، وأنه كانت هناك رغبة سياسية قوية في إظهار الحشود التي تحتج على حكم محمد مرسي بشكل مضخم لأن قلقنا كان كبيرا من فشل يوم الاحتجاج وأن نتائج فشله ستكون خطيرة على كل قوى الثورة وعلى الدولة وأجهزتها"
وبعد سلسلة فضائحه الجنسية التي سربها النظام فيما بعد، خرج خالد يوسف ليؤكد أن أعداد المتظاهرين في 30 يونيو لم يزد على 250 الف متظاهر"!.
وبعد نجاح مؤامرة 30 يونيو، اعترفت صحف مصرية بضلوعها في هذه المؤامرة، ومن أمثلة ذلك ما نشرته "الأهرام" تحت عنوان "إعلام 30 يونيو "، حيث قال الكاتب:" لا أحد بمصر ينكر الدور الذى قام به الإعلام فى ٣٠ يونيو سواء فى الحشد أو فى الهجوم على الإخوان، وأن الإعلام المصرى سيعود لممارسة دوره فى التنوير التثقيفى والحضارى والمساهمة في رسم صورة أفضل لمستقبل مصر".
ونشرت "اليوم السابع" تحقيقا مطولا اعترفت فيه بدور الإعلام في مؤامرة 30 يونيو، تحت عنوان "كيف ساهم الإعلام الوطني في إنجاح ثورة الشعب فى 30 يونيو؟.. وضع على عاتقه توعية المواطنين وحشد الرأي العام لإسقاط الإخوان.. ولم يهاب تهديدات الجماعة الإرهابية بعد حصار مدينة الإنتاج.. وقوائم الاغتيالات خير شاهد"
وقال تحقيق اليوم السابع إن كثيرا من الإعلاميين كان موقفهم واضحًا قبل 30 يونيو وما بعدها حتى اليوم، من نظام الرئيس مرسي ، وأضاف : كانت الجماعة تعى جيدا أن بداية النهاية ستأتى على يد الإعلام الوطنى !.
كما اعترف تقرير للمصري اليوم ، بدور الإعلام في تمهيد الأرض للانقلاب العسكري في 3 يوليو ، فنشرت تحت عنوان "دراسة: الإعلام تخلى عن المهنية وساهم في حصار «الإخوان» للمصريين"، وجاء في التفاصيل أن "الإعلام، ممثلا في قنواته الفضائية الخاصة وصحفه الخاصة والحزبية، لعب دورًا رئيسيًا في الوصول إلي مشهد إسقاط حكم الإخوان المسلمين عبر ثورة 30 يونيو 2013، الأمر الذي جعل منه فاعلا سياسيًا بامتياز، متخليًا عن الكثير من الاعتبارات المهنية التي كان من شأن الالتزام بها أن يحد من قدرته على لعب الدور السياسي الذي وضعه لنفسه وهو مقاومة حكم الإخوان والعمل على حشد الجماهير ضده وصولا لإسقاطه».
كما أظهر تقرير للجزيرة نت تحت عنوان "لعبة الأرقام في مظاهرات 30 يونيو بمصر" حقيقة الدور الإعلامي في تضخيم أحداث 30 يونيو، وجاء فيه أنه "لترسيخ ضخامة العدد في 30 يونيو، أخرجت قيادة الجيش طائرة برفقة مخرج من صقور معارضي مرسي لتصوير الحشود، ووُزعت صور الفيديو على الإعلام المصري، لكن كثيرين تساءلوا عن سبب إشراف المخرج المناوئ لمرسي على عملية التصوير، ليظهر بعد ذلك أن الفيديو صوّر الحشود على غير حقيقتها، وأنه استخدم في التسجيل صورا لمتظاهرين خرجوا تأييدا لمرسي وأخرى كانت إبان ثورة 25 يناير 2011.
ووفقا لموقع "ميمو" (ميدل إيست مونيتر) احتسب باحثون غربيون مساحة المناطق التي خرجت فيها مظاهرات المعارضة يومها، وقدرت أن الحشود في ذروتها لا يمكنها أن تستوعب أكثر من أربعة أشخاص في المتر المربع الواحد، وبناء على ذلك فإن منطقتي ميدان التحرير وقصر الاتحادية اللتين خرج فيهما المعارضون لا تستوعبان أكثر من 632 ألف متظاهر بأي حال من الأحوال. وفي أكثر التقديرات تفاؤلا، فإن العدد لن يتجاوز المليون أو المليونين إذا افترضنا وجود مجاميع متظاهرة في أماكن أخرى، فكيف وصل العدد إلى 30 و40 مليونا؟".
ثالثا - أثر إعلام 30 يونيو على مسار الحريات الإعلامية
لكي نعلم مدي أثر الجريمة الإعلامية التى ارتكبها الإعلام المصري ضد المسار الديمقراطي والحريات الصحفية والإعلامية، علينا أن نقارن حال الحريات في عهد الرئيس محمد مرسي، رحمه الله، الذي حكم عاما واحدا شهدت حرية الصحافة خلاله تجربة ثرية لعلها كانت أحد العناوين الأبرز لتلك السنة، وبين السنوات التي تلت انقلاب 3 يوليو، ففي سنة حكم الرئيس مرسي تنافست الصحف والقنوات القومية والخاصة في كسب جمهور أوسع، وكذا كسب حصة أكبر من كعكعة الإعلانات، والأخطر من كل ذلك كسب حصة من التمويلات الخارجية السخية التي تدفقت على مصر في تلك السنة لصناعة لوبيات إعلامية مناهضة للرئيس وحكومته.
وقد بدأ الرئيس مرسي عهده بلقاءين أحدهما مع الصحفيين (رؤساء التحرير وكبار الكتاب) والثاني مع الإعلاميين ( مقدمي البرامج وكبار المسئولين في القنوات)، وجرى بينهم وبين الرئيس حوار صريح وشفاف، بدد فيه مخاوفهم التي طرحوها خلال اللقاء، وكان منها ما يتعلق بالحالة السياسية والديمقراطية بشكل عام، ومنها ما يتعلق بحرية الصحافة بشكل خاص، وفي نهاية اللقاء تزاحم الحضور لالتقاط صورة تذكارية مع الرئيس، وتنافسوا فيمن يكون الأكثر التصاقا بالرئيس في الصورة.
ويمكننا أن ندرك الحالة الإعلامية في عهد مرسي من خلال البيئة الدستورية والقانونية، وشكل المنظومة الإعلامية وأخيرا الممارسة العملية، لنعرف كيف كان وضع حرية الصحافة في تلك السنة، وماذا كانت السلطة الجديدة تعتزم فعله لصياغة منظومة جديدة تناسب ثورة 25 يناير ومبادئها الرئيسية.
بالفعل، شهدت الحالة الإعلامية قفزة كبرى في التأسيس الدستوري للحريات الإعلامية خلال سنة الرئيس محمد مرسي بصدور دستور الثورة في العام 2012، وقد تضمن الدستور (2012) العديد من النصوص التي تضمن حرية الصحافة واستقلالها، والتي تؤسس لشكل جديد من المؤسسات المستقلة التي تشرف عليها، وهو شكل يختلف كليًا عن سابقه الذي كان يكرس لهيمنة السلطة التنفيذية.
واستحدث دستور الثورة (2012) هيئات مستقلة لإدارة الشأن الصحفي بدلًا من وزارة الإعلام التي تمثل ميراثًا سلطويًا ينتمي لعصور الحكم الشمولي، وكذا بديلًا لدور مجلس الشورى في إشرافه على الصحافة القومية، وهاتين الهيئتين هما المجلس الوطني للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والإعلام، وقد تم إدراجهما ضمن الهيئات المستقلة التي تتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة، والحياد والاستقلال الفني والإداري والمالي وفقا للمادة 200 من الدستور.
واستحدثت المادة 215 المجلس الوطني للإعلام، الذي يتولى تنظيم شئون البث المسموع والمرئي وتنظيم الصحافة المطبوعة والرقمية وغيرها. ويكون مسئولًا عن ضمان حرية الإعلام بمختلف صوره وأشكاله والمحافظة على تعدديته، وعدم تركزه أو احتكاره، وعن حماية مصالح الجمهور، ووضع الضوابط والمعايير الكفيلة بالتزام وسائل الإعلام المختلفة بأصول المهنة وأخلاقياتها، والحفاظ على اللغة العربية، ومراعاة قيم المجتمع وتقاليده البناءة.
كما استحدثت المادة 216 من الدستور الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام التي تقوم على إدارة المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة، وتطويرها، وتنمية أصولها، وتعظيم الاستثمار الوطني فيها، وضمان التزامها بأداء مهني وإداري واقتصادي رشيد.
هذه النصوص الدستورية لم تتحول إلى قوانين بسبب وقوع الانقلاب في 3 يوليو 2013، إلا أن روح هذه النصوص -التي هي روح ثورة 25 يناير 2011- كانت هي المطبقة في الممارسة العملية، حيث لم يتعطل في المجلس الأعلى للصحافة أي طلب لإصدار صحيفة.
وقد ظهر على شاشات قنوات ماسبيرو من ينتقد جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه الرئيس، ومن يخرج أحيانًا عن حدود اللياقة والمهنية كما فعلت إحدى المذيعات (بثينة كامل) التي إدعت على الهواء أنها تقرأ نشرة الأخبار الإخوانية، كما خرجت إحدى المذيعات (هالة فهمي) حاملة كفنها على الهواء بدعوى ضياع الدولة المصرية على يد الإخوان المسلمين، وأخونة الإعلام المصري، ( تم مساءلتهما عن هاتين الواقعتين، والغريب أن نظام السيسي الذي كانت المذيعتان من داعميه أوقف ظهورهما ومنع برامجهما).
ومن التغيرات الجديدة في مجال الصحافة في عهد الرئيس مرسي هو وضع قواعد ومعايير لاختيار رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية، ووضع آلية جديدة لعملية الاختيار، بعد أن كان اختيارهم يأتي في ظرف مغلق من رئاسة الجمهورية يسلم لرئيس مجلس الشورى الذي يتلو الأسماء للحصول على الموافقة الشكلية للنواب، أما الألية الجديدة، ومعايير الاختيار فقد أوكلت مهمة وضعها لنقابة الصحفيين التي اختارت 50 شخصية نقابية لوضع هذه المعايير، وتحديد الآلية التي تشكلت من عدد من شيوخ المهنة مع بعض نواب مجلس الشورى (بحكم ولايته على المؤسسات القومية من الناحية القانونية)، ووفقا لتلك الآلية تقدم من يريد الترشح لأي منصب بملف لخبراته الشخصية، ورؤيته لتطوير العمل في المنصب المرشح له، وقد جرى اختيار الرؤساء جميعا على هذا الأساس.
أما الإعلام غير الرسمي فقد تجسد في القنوات الفضائية الخاصة والصحف والمواقع الخاصة، والصحف والمواقع الحزبية، وكانت هذه جميعها صاحبة الصوت الأعلى خلال فترة حكم الرئيس والأكثر عداء ومعارضة له، ووصل الأمر بعمل برامج ساخرة من الرئيس مثل برنامج باسم يوسف، وقد كان الكثير من هذه القنوات والصحف والمواقع يتلقى تمويلات إماراتية سعودية سخية، ولعل من الأخطاء الكبرى هو الفشل في كشف مصادر هذا التمويل مع رفض الأجهزة الأمنية تقديم ما لديها من معلومات، وعلى الأرجح كانت بعض هذه الأجهزة ضالعة في هذه التمويلات، لأنها كانت صاحبة كلمة عليا على هذه المنابر الإعلامية وكانت تعقد مع رؤسائها لقاءات غير رسمية في أماكن مختلفة سواء بعض الفنادق أو المقاهي للاتفاق على خطط الهجوم الإعلامي على الرئيس ورجاله، وكانت هذه التمويلات السعودية الإماراتية سببا في إنعاش هذه القنوات والصحف والمواقع التي دفعت رواتب كبيرة لموظفيها، واستقطبت عددًا كبيرًا من العاملين في ماسبيرو والمؤسسات الصحفية القومية، التي لم تكن عائدات التوزيع أو الإعلانات تكفي لربع تكاليف تشغيلها.
من حيث الممارسات العملية كان واضحًا أن حرية الإعلام بلغت في عهد الرئيس مرسي مبلغا لم تصل إليه من قبل ولا من بعد، حيث تجاوز الكثيرون حدود النقد المباح إلى السب والقذف للرئيس ورجاله وعائلته، وحين تقدمت الإدارة القانونية برئاسة الجمهورية بشكل وظيفي بتقديم بلاغات ضد بعض الإعلاميين أمر الرئيس مرسي بسحب هذه البلاغات، وقد أشرنا أنفًا إلى تدخل الرئيس بنفسه لإنقاذ صحفي من الحبس (إسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة الدستور التي كانت الأكثر سبا وقذفا) وذلك بإصدار تعديل تشريعي يمنع الحبس في تهمة إهانة رئيس الجمهورية، كما أن الرئيس تدخل لإنقاذ صحفية مصرية دخلت بعض مناطق سودانية محظورة، بطريقة غير مشروعة (شيماء عادل من صحيفة الوطن التي كانت من أشد الصحف معارضة للرئيس أيضا، وحرص الرئيس على اصطحاب الصحفية الشابة على طائرته الرئاسية من الخرطوم، ولم تقم الرئاسة أو الأجهزة التنفيذية الأخرى بإغلاق أي صحيفة أو قناة.
كما لم يتم منع أي صحفي من السفر، ولم تسع الرئاسة للانتقام أو معاقبة الصحفيين والإعلاميين الذين سبوا وقذفوا بل حرضوا على القتل كما فعل توفيق عكاشة، وقد اعتبر البعض وخاصة من أنصار الرئيس هذا المسلك الرئاسي تخاذلًا عن مواجهة ضرورية يسندها القانون، وأن هذا التخاذل شجع على المزيد من الانفلات والقذف الذي صار عملًا ممنهجًا للحط من هيبة الرئيس كما اعترف الكثيرون منهم لاحقًا، لكن الرئيس كان يرى أن الديمقراطية تصحح نفسها بنفسها."39"
لكن الإعلام دخل بعد الثلاثين من يونيو 2013، منعطفًا خطيرًا جعله يصبح أداة صريحة من أدوات الصراع ما بين السلطة الانتقالية التي جاءت بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وبين خصومها السياسيين، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين. وكانت نتيجة ذلك تراجعًا لافتًا في القيم المهنية في الأداء الإعلامي ترافق مع تراجع أكبر في مساحة الحريات الصحفية ولاسيما للصحافة التي تقدم رأيًا مغايرًا لما تريده السلطة أو الإعلام الموالي لها. وقد دفعت وسائل الإعلام ثمنًا كبيرًا لهذه الأوضاع سواء من حيث عدد المعتقلين أو الذين تعرضوا للاعتداء والمضايقة.
هناك من يرى أن هذه اللحظة تعبير عن أزمة بنيوية تتعلق بنمط الملكية والبنية التشريعية التي تعمل فيها وسائل الإعلام والتي تجعلها دائمًا جزءًا من الصراع السياسي، وفي المقابل هناك من يرى أن الأزمة مرحلة عابرة ومرتبطة بالظرف الاستثنائي الذي تعيشه مصر حاليًا.
وقد دخل المشهد الإعلامي في مصر مرحلة جديدة بالغة الدلالة والخطورة بعد تاريخ الثلاثين من يونيو 2013 وما أعقب ذلك من عزل الرئيس السابق محمد مرسي وبدء حملة من الملاحقة والمطاردة لكل مناصري الإخوان المسلمين، فمنذ ذلك التاريخ تحول الإعلام بشكل واضح إلى أداة صريحة في الصراع السياسي بين السلطة الجديدة وبين الإخوان المسلمين وأنصارهم.
وتحولت بعض وسائل الإعلام في مصر لأدوات لاستهداف فصيل بعينه هو جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من خلال شيطنة هذه الجماعة ووصمها بكل ما هو قبيح، بل وصل الأمر لنزع الوطنية عن كل من ينتمي إليها.
وساهم في ذلك موقف السلطة الانتقالية المتشدد تجاه جماعة الإخوان واتهامها باللجوء للعنف والتخريب في مواجهتها مع السلطة. وبلغ هذا الموقف ذروته في إعلان الإخوان جماعة إرهابية وهو الموقف الذي وفّر الغطاء السياسي للإعلام للهجوم على الإخوان.
ورغم أن خريطة المستقبل التي أعلنها الجيش تتضمن بندًا عن وضع ميثاق شرف إعلامي إلا أن أحدًا لم يعد يتذكر ذلك؛ إذ تحولت عقب ذلك كثير من المواد والبرامج التي تُقدَّم عبر الإعلام إلى برامج لحملات كراهية وتحريض ضد الإخوان تتنافى مع أي مواثيق أو معايير مهنية ما أظهر "فشل معظم الإعلاميين في الحفاظ ولو على الحد الأدنى من الاستقلال المهني والسياسي خلال أداء مهمتهم".
يمكن هنا تحديد عدد من السمات والملامح التي ميزت الخطاب الإعلامي في مصر بعد الثلاثين من يونيو، كان أبرزها:
- إعلام الصوت الواحد: تحول الإعلام المصري منذ هذا التاريخ ليعبّر عن رأي واحد وصوت واحد هو الصوت المؤيد للإطاحة بمرسي وخطة خريطة المستقبل مع تغييب كامل لصوت كل من يعارضها.
- تصاعد خطاب الكراهية: فهناك من رأى أن بعض ما تبثه وسائل الإعلام المصرية حاليًا من مواقف وتصريحات تحريضية ضد كل من ينتمي للإخوان المسلمين هو نوع من الفاشية الجديدة.
- تراجع وغياب القواعد المهنية: وهو نتيجة منطقية لارتفاع درجة التسييس والتوظيف الدعائي والتي كانت إحدى سمات إعلام نظام مبارك ولكنها تصاعدت بعد الثورة بحيث تحولت معظم وسائل الإعلام لمنصات للقصف السياسي والاستقطاب المجتمعي.
- اتساع دائرة الاستهداف لرموز ثورة 25 يناير من غير الإخوان المسلمين: حيث تجاوز القصف الإعلامي جماعة الإخوان ليمتد إلى الثورة ذاتها، وشنت فضائيات وصحف مملوكة لرجال أعمال وشخصيات محسوبة على نظام مبارك، حملة ضارية ضد كل ما له علاقة الثورة وتم تشويه شباب الثورة ورموزها من خلال بث تسجيلات وأخبار تتهمهم بالعمالة والخيانة.
- الدعاية والرأي على حساب الخبر والمعلومة: اتسم الأداء الإعلامي لكثير من الصحف والفضائيات الحكومية والخاصة بغلبة الخطاب الدعائي وانتهاج أساليب تجمع ما بين المبالغة والسطحية في الهجوم على الإخوان وشيطنتهم وانسحاب ذلك على كل من يعارض السلطة الانتقالية أو ينتقد خارطة المستقبل حتى وإن كان من خصوم الإخوان.
- استخدام سلاح الخوف وتضخيم الخطر: فقد أدى فشل وسائل الإعلام في تبرير التحول الهائل في موقفها من الإخوان المسلمين، ونتيجة لاعتماد خطاب غير واقعي ينطلق من فكرة القضاء التام على الإخوان نهائيًا وإلى الأبد، وجد الإعلام نفسه في مأزق في مواجهة الرأي العام فلا قدّم تفسيرًا مقنعًا لهذا التحول ولا فسّر كيفية القضاء على الإخوان لكنه سعى في المقابل للمبالغة في الحديث عن المخاطر الأمنية رغم أنها حقيقة وتدعو للقلق، واعتمد لغة تقوم على أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد الإرهاب والدفاع عن كيان الدولة التي تتعرض لخطر شديد.
- النزعة الانتقامية: هيمن على كثير من وسائل الإعلام المصرية نوع من التشفي في الإخوان المسلمين بعد الإطاحة بهم من السلطة، وبدا أن ثمة نزعة ثأرية وانتقامية تجاه الجماعة وأنصارها وهذا ما ظهر في احتفاء واحتفال الإعلام الصاخب بإزاحة مرسي.
- ظاهرة المذيع الخطيب: وهي ظاهرة بدأت بشكل محدود بعد ثورة 25 يناير ولكنها مع الوقت تمددت بشكل كبير في المشهد الإعلامي المصري. والمذيع الذي يطل على المشاهدين خطيبًا وناصحًا وموجهًا وملقنًا لهم ما يجب أن يفعلوه وما يجب أن يتجنبوه.
إن ما يمر به الإعلام المصري حاليًا هو سمة ملازمة لفترات التحولات السياسية والاجتماعية في أي مجتمع، ونتيجة واضحة للمارسات الإعلامية التي ساعدت على الانحراف عن المسار الديمقراطي .
وعليه فإن الاعلام المصري الأن أصبح تحت السيطرة الكاملة من قبل الأجهزة المسماة بـ"السيادية"، من خلال شركة "المتحدة" التي تمتلك كل أصول وسائل الإعلام بمصر، وبالتالي اختفت كل مساحات الحريات الإعلامية، وأصبح العمل المهني الإعلامي والصحفي بمصر يعيش أزمة غير مسبوقة في ظل التضييق المستمر وغير المسبوق."40"
- خلاصات:
من خلال ماسبق، والرصد لأكثر من 40 عينة لمعالجالت الإعلام المصري لأحداث 30 يونيو، نستطيع ان نخلص لمجموعة من الحقائق حول دور الإعلام في تضخيم احداث 30 يونيو، وتبني انقلاب 3 يوليو، ومنها مايلي:
- حرص الجيش ورموز الدولة العميقة قبل 30 يونيو على بناء قاعدة إعلامية قوية تمثل أذرع قوية؛ لتشوية ثورة يناير والنظام المدني الذي حكم في اعقابها.
- المال السياسي، الذي دفعه رجال اعمال محسوبين على الدولة العميقة وعدد من دول الخليج، لعب دورا بارزا في بناء قاعدة إعلامية قوية تدافع عن ما خطط له من انقلاب عسكري في 30 يونيو .
- بعض دول الخليج ومنها الإمارات والسعودية كان لهم الدور الأبرز في تمويل مخطط الانقلاب الإعلامي قبل العسكري على النظام المدني بقيادة الرئيس مرسي .
- تعرض الرئيس مرسي لحملة تشويه إعلامية أستهدفت تمهيد الأرض لانقلاب 3 يوليو 2013 .
- اعترف كثير من وسائل الإعلام بعد انقلاب 3 يوليو بأنهم لعبوا دورا مهما في نجاح الدعوات لأحدث 30 يونيو .
- اعترف المخرج خالد يوسف "بفبركة" مظاهرات 30 يونيو بعد فضيحة النظام له من خلال تسريب أفلام اباحية.
- كل التقديرات الإعلامية المنصفة أكدت أن المشاركين في مظاهرات 30 يونيو لم يزيدوا على 250 ألف متظاهر
- حرصت كل وسائل الإعلام المصرية على احياء ذكري احداث 30 يونيو سنويا بشكل مبالغ فيه لتثبيت الصورة الذهنية المستهدفة من قبل النظام العسكري.
- مقدمو برامج التوك الشو بمصر التزموا جميعا بتوجيهات المخابرات والأمن تجاه معالجة أحدث 30 يونيو .
- الإعلام المصري أكبر الخاسرين بعد نجاح مؤامرة 30 يونيو لأنه أكثر المتأثرين بسياسات التأميم والشمولية وفرض الصوت الواحد.
في المحصلة، نجد أن الحضور الطاغي للإخوان في وسائل الإعلام المصرية والعربية حتى هذه اللحظة، هدفه مزيد من التشويه لهم، ومحاولة خلق جدار فاصل بينهم وبين الشعوب، والسؤال: هل كل ما بذل وأنفق خلال عشر سنوات لم يجد نفعا، ليتم في يونيو هذا العام تجديد الهجوم بكثافة أعلى؟
إن دلالة هذه الحملة هي فشل الإعلام الانقلابي في رسم الصورة التي أراد أن يرسخها عن الإخوان لدى الرأي العام العربي، وإلا فما الحاجة لبث هذه السموم من جديد؟
- المصادر
- "ياسر برهامي: إذا خرج الملايين يوم 30 يونيو سأطالب الرئيس بالاستقالة" ، الأهرام ، 5-6-2013 ، https://cutt.us/cp4lX
- "يونيو.. ثورة "الخلاص" للشعب المصري من حكم الإخوان.. ووعى المصريين التحدي الأكبر" الاهرام ، 30-6-2018 ، https://cutt.us/rnaLE
- إيمان فكري، "الطريق إلى "30 يونيو".. الشعب صحح مسار الدولة بعد كشفه مخططات الإخوان" ، الاهرام ، 27-6-2019 ، https://cutt.us/nO9Ai
- أمــل شـــاكـر، «30 يونيو» من أعظم الثورات السلمية فى التاريخ" ، الأهرام ، 30 يونيو 2019 ، https://cutt.us/mQdNa
- أحمد بدوي ، إبراهيم عودة، "من ثورة 52 إلى 30 يونيو.. «الأخبار» الداعم الحقيقى لثورات الشعب المصرى" الأخبار ، 14 يونيو 2022، https://cutt.us/R4Lit
6- خالد العوامي ، "ممثل الأغلبية البرلمانية: التاريخ لن ينسي دور القوات المسلحة في 30 يونيو" ، الأخبار ، 13 يونيو 2023 ، https://cutt.us/jJxlk
7- هانئ مباشر، "«30 يــونيـو».. ثـورة عـودة الـوعـى المصرى" آخر ساعة ، 13 يونيو 2023 ، https://cutt.us/FxYL8
8- منيرة غلوش ، "المفتى: السيسى اساس النهضة التى تشهدها الدولة منذ قيام ثورة 30 يونيو" ، 02 يوليو 2021 ، https://cutt.us/srUk7
9- السيد علي، "سياسيون: بيان ٣ يوليو أنقذ الشعب المصري من شرور جماعة الإخوان الإرهابية" ، روزاليوسف، 3 يوليو 2022 ، https://cutt.us/XsoI1
10- محمد السيد، " كيف أنقذ السيسي مصر من الغرق.. حمى ثورة 30 يونيو وخلص الشعب من خفافيش الظلام.. تصدى للإرهاب والعنف المسلح.. أعاد انفتاح الدولة المصرية على العالم.. وأنجز مشروعات قومية حققت طفرة تاريخية كبيرة فى الاقتصاد المصرى" اليوم السابع ، 19 يونيو 2020 ، https://cutt.us/93MVw
11- محمد الحنبوصى، "مبتدا دوت كوم في نفس الإطار ينشر تقريرا تحت عنوان " 30 يونيو.. ثورة أعادت الهوية المصرية، مبتدا دوت كوم ، 2023-06-07 ، https://cutt.us/hb5XU
12- ابتسام تعلب, محمد غريب, عاطف بدر "أعضاء بـ«النواب والشيوخ»: «30 يونيو أنقذت مصر.. والسيسي وعد فأوفى»، المصري اليوم ، 30-06-2022، https://cutt.us/2mcrp
13- أحمد سليمان، "برلمانيون: ثورة 30 يونيو وقفت أمام مخططات هدم الدولة وستظل علامة مضيئة نحو المستقبل" ، .البوابة نيو، 30/يونيو/2022 ، https://www.albawabhnews.com/4606538
14- علي كمال ، "ثورة 30 يونيو ملحمة وطنية خالدة أنقذت مصر من الضياع" ، الشروق المصرية ، 30 يونيو 2022، https://cutt.us/YUY7x
15- محمد الشعراوي"ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة من الانقسام وفضحت مخططات الإخوان" ، صدى البلد ، 30/يونيو/2022 ، https://www.elbalad.news/5341041
16- "بل وصل الأمر بالدستور ان ينشر خبرا تحت عنوان "سعد الدين الهلالي: 30 يونيو «ثورة الفرقان»، الدستور ، 26/يوليو/2020 https://www.dostor.org/3157271
17- أحمد عبد العزيز، "الشيخ خالد الجندي: ثورة 30 يونيو أعادت عقيدتنا" الدستور ، 02/يوليو/2020 ، https://www.dostor.org/3134594
18- محمد الزهار "السيسي: ثورة 30 يونيو حافظت على هوية مصر من الاختطاف" ، سكاي نيوز عربية، l 30 يونيو 2020، https://cutt.us/9gAQu
19- محمد الجالى ، "عمرو اديب : %80 من الإعلام قبل 30 يونيو كان ضد الإخوان وكان سبب رئيسي في نجاح حها " ، اليوم السابع ، 04 فبراير 2014 ، https://cutt.us/Evwma
20- شاهيناز شوقي ، "في حديثه مع عمرو أديب. حسين سالم: 25 يناير مؤامرة من الاخوان و30 يونيو انقذتنا" ، 2/10/2016 ، موقع نجوم مصرية ، https://cutt.us/iG324
21- محمد أبوالمجد ، "عمرو أديب لـ "محمود بدر": "يكفيك إلقاء كلمة الشباب في ثورة 30 يونيو"، مصراوي ، 23 أبريل 2022، https://cutt.us/Vp0MA
22- "عمرو اديب :السيسي رفض القبض علينا انا ولميس قبل 30 يونيو " ، موقع البشاير ، 27 أكتوبر 2016 ، https://cutt.us/rZNzv
23- مصطفى أحمد، "أحمد موسي يكشف كيف خطط الإخوان للسيطرة على مؤسسات الدولة اخبار اليوم ، 10 يونيو 2023 ، https://cutt.us/QzmE0
24- رباب الأهواني" أحمد موسى: «لولا 30 يونيو لقسمت الدول العربية إلى دويلات»، الدستور ، 30/يناير/2023 ، https://www.dostor.org/4298328
25- شريف سليمان ، "أحمد موسى: لولا 30 يونيو كان زمان مصر بتتقسم في الأمم المتحدة" ، الوطن، 26 سبتمبر 2018 ، https://cutt.us/FFuYx
26- مصطفى أحمد، "أحمد موسى: 3 يوليو تاريخ إنقاذ الدولة" ، اخبار اليوم، 02 يوليه 2022 ، https://cutt.us/4lg4q
27- منى صلاح، "نشأت الديهي: الإخوان خططوا لحكم مصر 500 سنة.. و30 يونيو كتبت شهادة وفاتهم" ، الوطن ، 05 يونيو 2023، https://cutt.us/wzNwQ
28- "نشأت الديهي: ثورة 30 يونيو أكبر وأضخم تجمع بشري في التاريخ" ، الاهرام، 30-6-2018 ، https://cutt.us/KLdi1
29- رباب الأهواني ، "يوسف الحسينى: 30 يونيو ثورة عظيمة فى تاريخ مصر" ، الدستور ، 29/يونيو/2021 ، https://studio.dostor.org/109790
30- ولاء محمود، "الحسيني: لابد من الشعور بالامتنان للرجل الذي أنقذ البلد في 30 يونيو" ، صدى البلد ، 16/مايو/2022 ، https://www.elbalad.news/5278896
31- سناء إسماعيل، "محمد موسى: مشهد عزل «مرسي» أثلج قلوب المصريين" ، الدستور، 02/يوليو/2020 ، https://www.dostor.org/3134810
32- "الإعلام وتشوية الوعي؛ مصر أنموذجاً" ، موقع طريق الإسلام ، 2013-09-29 ، https://cutt.us/l6N38
33- ماجد تمراز، "خالد يوسف: أنا من طلبت تصوير "30 يونيو" وأعداد المتظاهرين تجاوزت 30 مليونا" ، اليوم السابع ، 07 سبتمبر 2021 ، https://cutt.us/c1GE7
34- "خالد يوسف: أفلام مظاهرات "30 يونيو" غير دقيقة" ، موقع جو 24 نقلا عن المصريون ، 25/05/2014 ، https://jo24.net/article/72462
35- فاطمة شعراوى وموسى حسين، "إعلام 30 يونيو " ، الأهرام ، 30 يونيو 2015 ، https://cutt.us/syVFD
36- عبد اللطيف صبح "كيف ساهم الإعلام الوطنى فى إنجاح ثورة الشعب فى 30 يونيو؟.. وضع على عاتقه توعية المواطنين وحشد الرأى العام لإسقاط الإخوان.. ولم يهاب تهديدات الجماعة الإرهابية بعد حصار مدينة الإنتاج.. وقوائم الاغتيالات خير شاهد" ، اليوم السابع ، 20 أكتوبر 2020 ، https://cutt.us/F5pyl
37- "دراسة: الإعلام تخلى عن المهنية وساهم في حصار «الإخوان» للمصريين" ، المصري اليوم ، 19-01-2014 ، https://cutt.us/J52cf
38- منير الجالودي"لعبة الأرقام في مظاهرات 30 يونيو بمصر" ، الجزيرة نت ،18/7/2013، https://cutt.us/FsigS
39- قطب العربي ، "لإعلام في عهد مرسي .. حريات بلا حدود ورؤية جديدة لم تكتمل " ، موقع المسار ، 17-6-2020م، https://cutt.us/609DU
40- "الإعلام المصري بعد 30 يونيو: أزمة بنيوية أم مرحلة عابرة؟" ، مركز الجزيرة للدراسات ، 20 فبراير 2014، https://cutt.us/jEhTk