"الأقصى على درب التحرير".. ماذا بعد "الطوفان"؟

السبت - 18 نوفمبر 2023

 

 

  • ندوة "المنتدى العالمي للفكر والثقافة" تناقش طبيعة الصراع مع الصهاينة وواجبات الأمة نحو قضية فلسطين
  • المشاركون في الندوة: تغييرات كبيرة ستحصل بعد "طوفان الأقصى" وواجب الأمة نصرة القضية بكل ما تملك
  • "عبدالرحمن": الأيدي العربية الرسمية أسهمت بنصيب وافر في مساعدة الصهاينة على اختراق الأراضي الفلسطينية

 

خاص – إنسان للإعلام:

نظم المنتدى العالمي للفكر والثقافة، ندوة بمدينة إسطنبول، بعنوان "الأقصى على درب التحرير"، الأحد 15 أكتوبر 2023، تناولت عدة محاور، ومنها: تاريخ وطبيعة الصراع الصهيوني الفلسطيني، ومستقبل الصراع بعد "طوفان الأقصى" و الدور العملي لجماهير الأمة في نصرة القضية.

تحدث في الندوة الدكتور "أسامة الأشقر" المفكر والمؤرخ الفلسطيني، و د. "محمد مشينش" رئيس مؤتمر فلسطيني تركيا، و الدكتور محمد المختار الخليل مدير مركز الجزيرة للدراسات، والسيد الحسن ولد محمد عضو المجلس التنفيذي للحركة الأسلامية في موريتانيا ونائب رئيس حزب تواصل الموريتاني، والكاتب الصحفي شعبان عبد الرحمن مدير مجلة المجتمع سابقا، و عبد الرحمن الفرا مسؤل جمعية طلبة فلسطين، و علي حمد المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين. وأدارت الندوة الدكتورة منى صبحي مدير المنتدى العالمي للفكر والثقافة.

الماضي والحاضر

و تحت عنوان "فلسطين الماضي والحاضر..طوفان الأقصى إلى أين؟ "، تحدث الدكتور "أسامة الأشقر" فوصف ما يجري بأنه فاصلة تاريخية لها ما بعدها في كل القطاعات التي يشتغل عليها الناس في الجغرافية السياسية وفي الجغرافية البشرية وفي الأداء السياسي والإعلامي، وفي المربعات التنظمية وفي كثير من الخطوط الظاهرة والخلفية.

وقال: "هناك تغييرات كبيرة ستحصل بعد هذا الحدث الكبير، فهذا الحدث الذي نراه اليوم هو عملية استراتيجية، و ليس عملية استعراضية أو تكتيكية، وليس تسجيلا للحضور أو رغبة في إظهار موقف على حساب موقف آخر، وليس مزاحمة للفصائل وللقوة بل هو عمل كبير ضخم، و ستكون بعده ولاد هائلة وكبيرة تستحق التضحيات التي بذلت".

واستطرد الدكتور الأشقر في الحديث عن فلسطين الماضي والحاضر، وصولا إلى جملة من الأهداف الرئيسية التي يرى أنها لابد وأن تكون ثمرة هذه المعركة:

أولاً : يجب أن تُبيض جميع السجون لا يبقى فيها أي أسير، وهذا أمر يأخذه الشباب على عاتقهم فلا مجال للتنازل عنه أبدا، كل هذه النفوس وكل هذه التضحيات وكل هذا الإعداد لا بد أن تُثمرعن شيء كبير.

الأمر الثاني: يجب أن يتوقف تهويد المسجد الأقصى، فلابد أن تتوقف عصابات هذه القطعان عن الدخول في هذا المسجد المبارك وأن تتوقف جميع إجراءات تهويد المدينة المقدسة، وأن تكون هذه الحرب هي رسالة أولية، فهذه الحرب يمكن أن تشتعل في أي مكان إذا تم المساس بالمسجد الأقصى مرة أخرى، وبالتالي هذه واحدة من المفاصل التي لا يمكن تجاوزها عند التعاطي مع ثمرات هذه الحرب في مرحلة لاحقة.

الأمر الثالث: يجب أن يرفع الحصار عن قطاع غزة، هذا القطاع لا يمكن أن يحتمل أكثر من ذلك ولا يمكن أن يبقى نحو مليونين من الشعب الفلسطيني تحت الحصار أكثر من ذلك، هذه أمانة في أعناقنا جميعا ويجب أن نفك هذا الحصار، و"يجب أن يستمع الجميع، الأقطار العربية و الجامعة العربية وجميع المنظومات الحاكمة في العالم أننا لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الحصار على القطاع" .

جانب من حضور  ندوة المنتدى العالمي للفكر والثقافة

تبني القضية

و حول طبيعة الصراع الجاري، وكيف تتعامل جموع أبناء الأمة مع الأدوار العملية المنوطة بها تجاه القضية الفلسطينية،  تحدث د. "محمد مشينش"، فأكد أنه لابد أولا الخروج من دائرة التعاطف غير المكلف إلى التبني الحقيقي لقضية فلسطين، باعتبارها قضية تمس مشروع نهضة الامة مهما كانت تبعاتها.

وقال: "إن قضية فلسطين، بميراثها الديني والتاريخي والواقعي تُمَثِّل إحدى أهم القضايا التي اهتمَّ بها المؤمنون والصالحون والأحرار،  بل إنها في حدِّ ذاتها إحدى محرِّكات الإيمان، وأحد بواعث الهمة في نفوس المسلمين الأحرار؛ لذلك ليس مستغرَبًا أبدًا أن يكون السؤال الأعمُّ والأشهر الذي نسمعه في وقتنا الآن هو: ماذا يمكن أن أفعل حتى أُسْهِم في تحرير فلسطين والمسجد الاقصى؟!

أضاف مشينش: "لأجل إعطاء الفضل لأهله وبرؤية موضوعية، فإن الأمة وشعوبها، وفق الظروف التي عاشتها وتعيشها، لم تقصر فقد خلقت رأيا عاما يتنفس قضية فلسطين، ومررت حبها للأجيال المتعاقبة، وفي نفس الوقت كانت تضع أنظمة بلدانها في حرج بالغ، فحتى وإن لم تتم الاستجابة لمطالب الشارع الكبرى فإنها كانت مضطرة لوضع كوابح على ارتهانها المطلق للإرادة الصهيونية أو أنها تلجأ للدهاليز السرية لتستر خيانتها خوفا من فضيحتها أمام الجماهير".

أما عن واجبات الأمة فقد ذكر 16 واجبا يمكن القيام بها:

  1. العودة إلى الله: فقد جعل الله عز وجل قضية فلسطين مقياسًا دقيقًا لإيمان الأمة، فهي تسقط في براثن الاحتلال -أيًّا كان هذا الاحتلال- إذا ابتعد المسلمون عن الإسلام وتركوا تعاليمه وبحثوا عن ملذات الدنيا.
  2. وحدة الصف: فالعمل الجماعي هو الذي سيثمر وسيظهر إثره.
  3. المقاطعة الاقتصادية: من الوسائل الناجعة والمؤثرة ودليل ذلك تخصيص وزارة عند العدو لأجل ذلك.
  4. بث الأمل وسنن النصر: إنَّ واجبَ رَفْعِ الرُّوح المعنوية، وبثِّ الأمل في القيام من جديد، لهو من أعظم الواجبات، ليس تجاه فلسطين فحسب، ولكن تجاه أمة الإسلامية جمعاء.
  5. الحكام ونصرة فلسطين: عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "إِنَّ اللهَ لَيَزَعُ بِالسُّلْطَانِ مَا لا يَزَعُ بِالْقُرْآنِ"، فما هو دور الحكام في نصرة فلسطين؟ وكيف نصل للتأثير على الحاكم وكل دوائر صنع القرار.
  6. النساء ونصرة فلسطين: النساء هن اللاتي يساهمن في إعداد جيل صحيح ملتزم بتعاليم دينه، ولهن دورفي دعم ازواجهن فكيف ونحن نرى أمامنا خنساوات فلسطين.
  7. الشباب ونصرة فلسطين: ما من أمة إلا والشباب ركن دولتها، ورافع رايتها، وسبيل عزتها، وباعث نهضتها، ومحقق آمالها.. ويزيد من مسئولية الشباب المسلم اليوم ما تمر به الأمة من أوضاع تحتاج إلى وثبة الشباب وحكمة الشيوخ.
  8. دور الأطفال في نصرة فلسطين: لهم من الأدوار ما يتناسب مع سنهم وثقافتهم، وقد أتاح النبي الفرصة لمن تقدم من الأطفال للجهاد في بدر، واليوم يمكن أن يكون الأطفال عنوانا لنشاط عام ودولي لنصرة المقاومة في فلسطين المتهمة زورا بقطع رؤس الأطفال.
  9. أعضاء هيئات التدريس ونصرة فلسطين: لا بد لهم من دور بارز في نصرة قضية فلسطين، فهم وارثو علم النبوة، وقاطرة التقدم، وقادة ركب الحضارة، وراسمو دروب النهضة، فاليوم ميدان التوعية والفوز في معركة الوعي.
  10. 10-الجاليات الإسلامية ونصرة فلسطين: يتمتع المسلم بسمات وخصائص تجعله يتميزعن غيره أينما وُجد، في العقيدة والفكر والسلوك والنظرة الربانية للأمور، ولعل أهم ما يمكن فعله في هذه الاثناء هو نقل السردية الفلسطينية إلى الجمهور في الدول المختلفة، وبلغة القوم الذي يعيشون معهم.
  11. الأطباء ونصرة فلسطين: الطبيب ذو حيثية خاصة، يأتمنه الناس على أرواحهم، ويثقون في كلامه، ويعتبرونه حكيمًا صائب الرأي، وهو على مر الزمن عضو فاعل في مجتمعاتنا وله تأثيره.
  12. الشعراء والأدباء ونصرة فلسطين: احتفى النبي صلى الله عليه وسلم بالشعراء، وحثهم على الذب عن أعراض المسلمين، وهجاء الكافرين، والجهاد باللسان، وقال: "إن من البيان لسحر وإن من الشعر لحكمة".
  13. الرياضيون ونصرة فلسطين: سعدنا جميعًا بموقف أبو تريكة الذي كتب على قميصه عبارة "دعما لغزة" أثناء الحصار؛ فكان دليلاً على إحساسه بمشاكل أمته.
  14. الهيئات الخيرية ونصرة فلسطين: الهيئات الخيرية لها دور رئيسي في إغاثة الفلسطينيين، معيشيا وصحيا وتعليميا، وقد استطاعت سابقا تأمين الأساسيات للذين يكتوون بنار الفقر والبطالة، والآن جاء دورهم في فتح المنافذ والضغط للدخول للقطاع.
  15. الجهاد في سبيل الله: الجدية وإحياء روح الجهاد في الأمة، يظنُّ كثير من المسلمين أنه إذا فُتِحَ باب الجهاد في فلسطين فإن الجموع ستخرج إلى هناك، وسوف تخترق الحدود وتذهب الى القتال.
  16. الجهاد بالمال: ما أحوجَ أهل فلسطين للمال في هذه الأوقات، حصارٌ اقتصادي رهيب، طردٌ من الأعمال، إغلاقٌ للمعابر، تجريفٌ للأراضي،هدمٌ للديار، نقصٌ في الدواء.

 

المواقف الرسمية

وتحدث الكاتب الصحفي شعبان عبد الرحمن حول حقائق تارخية مهمة تمثل مفاصل لا بد من التذكير بها حتى نلم أكثر بما يخطط لفلسطين وما يدبر للقدس والمسجد الأقصى، موضحا أن من يتأمل تاريخ قضية فلسطين مع الإحتلال الصهيوني منذ بروزها في بدايات القرن الماضي وتطوراتها حتى اليوم؛ يكتشف بسهولة أن بعض الأيدي العربية الرسمية أسهمت بنصيب وافر في مساعدة الصهاينة على اختراق الأراضي الفلسطينية، وتثبيت وجودهم فيها وإقامة كيانهم الغاصب عليها، ثم صناعة سياج يحميه على الحدود عبر اتفاقيات ما يسمَّى بــ«السلام».

وذكر أنه في البدايات الأولى للتسلل الصهيوني لفلسطين في نهاية الثلث الأخير من القرن الثامن عشر وبعد نداء نابليون بونابرت الشهير لليهود بإنشاء وطن قومي لليهود علي ما أسماه "أرض الأجداد"، كان لليهود يومها شأن في الحياة المصرية .. في القصر الملكي .. وفي المجال الاقتصادي والإعلامي وعالم المال والسياسة، ثم أصبحت الأراضي المصرية - وخاصة شبه جزيرة سيناء - في العهد الملكي، وبرعاية الاحتلال الإنجليزي، إحدى محطات استقبال وإعداد جموع الصهاينة القادمين من مناطق عدة في العالم، تمهيداً لدخول فلسطين.

وأوضح أن نابليون كان يرمي من وراء ندائه إلى «كنس» اليهود من أوروبا، ورميهم إلى فلسطين خلاصاً من شرورهم من جانب، ولكي يكون وجودهم كقاعدة متقدمة لمشروعه الاستعماري للسيطرة علي الشرق الإسلامي وإسقاط الخلافة من جهة ثانية.

لكن حلم نابليون لم يتحقق بعد هزيمته في معركة «واترلو» عند سهول بلجيكا وتدمير أسطوله البحري على أيدي بريطانيا في معركة أبي قير البحرية.

وتابع "عبدالرحمن" بالقول: عندما صدر وعد «بلفور» بوطن قومي للصهاينة في فلسطين، وهو القرار الذي يعني طرد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض،  وتشريدهم بل وإبادتهم، قاموا بثورة عارمة عام 1929م واستمرت احتجاجاتهم  36 شهرا وما لبثت أن هدأت إلا وانفجرت مرة أخرى أكثر اشتعالا فيما يسمي«ثورة العرب الكبرى» عام 1936م (خلاف ثورة العرب المنسوبة للشريف حسين)، ولم يتمكن من إطفائها سوى تدخل بعض الحكام العرب، عبر ندائهم الشهير في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر عام 1936م: «... ندعوكم إلى الإخلاد إلى السكينة، حقناً للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية، ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل...» (محاضرات في تاريخ قضية فلسطين، ص186).

بالفعل خلد الثائرون إلى السكينة، ولم يتحقق إلا زيادة الظلم ظلاماً وإظلاماً، وواقع الحال اليوم خير شاهد..

وفي يونيو من عام 1946م، اجتمع سبعة من الحكام العرب في مدينة «أنشاص» المصرية، وأعلنوا «التمسك باستقلال فلسطين وعروبتها»، ولحق هذا الاجتماع اجتماعٌ للجامعة العربية في مدينة «بلودان السورية»، لكن رئيس مخابرات الجيش البريطاني في الشرق الأوسط «كلايتون» والمدير المساعد للمخابرات البريطانية في فلسطين «برايانس» حضرا الاجتماع الذي لم يستطع أحد من المشاركين فيه الخروج على رغبة بريطانيا بشأن فلسطين، وقرر المجتمعون الإذعان لما طلبته بريطانيا، وهو مفاوضة الحكومة البريطانية حول فلسطين، فإن فشلت المفاوضات انتقل النقاش للأمم المتحدة التي كانت جاهزة بقرار تقسيم فلسطين في 14 مايو 1948م، وهو «قرار النكبة» الذي أذعن له العرب؛ بل إن الجامعة العربية لم تتمكن – يومها - من تنفيذ أحد قراراتها بتقديم مليون جنيه مساعدة للفلسطينيين إذعاناً للإملاءات البريطانية، وهو الموقف ذاته الذي حدث للجامعة العربية عندما قررت كسر الحصار قبل سنوات عن الشعب الفلسطيني في غزة ، لكن حرفاً واحداً من هذا القرار لم ينفذ، والحصار الدائر حتى اليوم خير شاهد على ذلك.

تساءل "عبدالرحمن": أليس ما جرى بالأمس القريب يجري اليوم مع اختلاف المشاهد وتباين الأسماء؟!

نكبة 1948

وقال: ثم وقعت حرب 1948م، التي حفلت بخيانات واختراقات على الجانب العربي، وسحق للمجاهدين من المقاومة الشعبية، مثلما حفلت عملية إصدار قرار التقسيم بتواطؤ كبير من أمين عام الأمم المتحدة في ذلك الوقت «تريجفي لي»، وبضغوط شديدة على الدول الرافضة للتقسيم..

وقبل صدور قرار التقسيم رفضت بريطانيا حضور الوفد الفلسطيني لمؤتمر لندن عام 1946م، ورغم إلحاح الطرف الفلسطيني على وفد الجامعة العربية السعي لحضوره إلا أن وفد الجامعة العربية لم يُعرْ ذلك الإلحاح اهتماماً، وذهب إلى لندن وحده وقدم أول هدايا التنازل العربي عن فلسطين إلى السيد «بيفن» وزير الخارجية البريطاني، عبر مشروع أطلق عليه «المشروع العربي».. الذي ينص في أهم وأخطر أجزائه على ما يلي:

"اعتراف العرب بما لليهود من كيان ومكان في فلسطين، على ألا يزيدوا في أي يوم من الأيام عن ثلث السكان، وهم مستعدون للسماح بهجرة جديدة عند اللزوم للمحافظة على النسبة المذكورة، وإنشاء مجلس تمثيل لا يتجاوز أعضاء اليهود فيه نسبة الثلث، على ألا يتخذ في ذلك المجلس أي قرار بشأن هجرة اليهود ومصالح اليهود، إلا إذا وافقت على ذلك أكثرية الأعضاء اليهود، على أن يتمتع اليهود في مناطقهم بحقوق دستورية، وبلغتهم العبرية وبالإشراف على التعليم وبقسط وافر من الحكم الذاتي، وأن يكون ذلك وسط دولة فلسطينية مرتبطة مع بريطانيا بمعاهدة تحالف» (جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، صالح سعود أبو بصير، ص 294)... فهل التزم اليهود والمجتمع الدولي ؟!

لقد تمددوا واستفحلوا حتى أن "نتنياهو" عرض مؤخرا -وبكل صلف- خريطة إسرائيل خالية تماما من الشعب الفلسطيني، ولم يعترض أحد داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ....وهكذا في غيبة أصحاب القضية المكتوين بنار ما يجري، قدمت الجامعة العربية رسمياً – عبر مشروعها العربي - أول التنازلات في أرض فلسطين عام 1946م ، وأرست هذه الجامعة التي أصيب لسانها اليوم بالشلل التام ، أرست  طائعة مختارة أولى لبنات الكيان الصهيوني، مسطرة الكلمات الأولى من كتاب النكبة الأسود بحروف من الذل والهوان، ثم جاء «عباس وسلطته» ليكملوا سطور ذلك الكتاب!

البداية بتحرير فلسطين

وقدم المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"، علي حمد، مداخلة عبر فيها عن دعم الإخوان لقضية فلسطين منذ نشأتها، ووقوفهم بقوة إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني.

وذكر ما قاله الإمام البنا، رحمة الله عليه في 1947 في المؤتمر الحاشد الذي دعا إليه مع كافة الرموز العربية والإسلامية: "إن جماعة الإخوان المسلمين ستتبرع إلى فلسطين بدماء عشرة آلاف من أبنائها".

أضاف "حمد": إذا كان الإخوان المسلمون الآن موجودون في مصر.. ما الذي كان سيدفعونه؟ وختم كلمته باقتباس من كلام الإمام البنا: "إن تحرير الأنظمة أو تحرير البلاد الإسلامية والبلاد العربية من ربقة المحتل، لا يبدأ إلا بعد تحرير فلسطين والقدس، ولم يعز المسلمون إلا والقدس بين أيديهم ولم يذل المسلمون إلا والقدس في يدي عدوهم"، مشيرا إلى أن هناك "استعمار وظيفي اليوم في دولنا العربية بالأنظمة المستبدة، حل محل الاستعمار الاحتلالي أو الاستيطاني المباشر.

و المنتدي العالمي للفكر والثقافة هو كيان أهلي، يهدف إلى توثيق الروابط وتعميق التواصل بين المؤسسات والمراكز البحثية في مجال الفكر والثقافة من أجل الحفاظ علي هوية الأمة وريادتها، و التعريف بفكر الأمة وثقافتها النابعة من عقيدتها وهويتها.