الأمة الإسلامية تنعي العلامة القرضاوي.. إمام الوسطية ورائد الاجتهاد والتجديد

الاثنين - 26 سبتمبر 2022

نعت الأمة الإسلامية العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، الذي توفي اليوم عن 96 عاما بعد حياة حافلة بالعطاء العلمى والدعوي.

وأصدرت هيئات ومؤسسات عديدة بيانات عزاء في الشيخ بعد إعلان وفاته ظهر اليوم، ومن بينها جماعة "الإخوان المسلمون" و التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أسسه الشيخ عام 2004 وتولى رئاسته لثلاث دورات متتالية انتهت عام 2018م. وقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعازي في وفاة الشيخ، حيث اتصل بنجله عبدالرحمن يوسف معزيا بعد إعلان الوفاة.

وقدمت أسرة الدكتور الشهيد محمد مرسي التعازي في وفاة الدكتور القرضاوي،  وقال حساب مؤسسة مرسي للديمقراطية على "تويتر":   تنعى أسرة الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله، للأمة العربية والإسلامية وفاة الإمام العلامة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله وتعالى، الرجل الذي أفنى حياته في العلم والتعليم والإصلاح والاجتهاد والنضال وكان مدرسة للإسلام الشامل بكل معانيه

وأصدرت جماعة "الإخوان السلمون" بيانا قالت فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم :" مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا " ( ٢٣ للأحزاب )

تنعي جماعة " الإخوان المسلمون " أحد أبرز أعلامها وعلمائها الكبار ..العلامة المجاهد الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ( 9 سبتمبر 1926 - 26 سبتمبر 2022 ) ، مؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي لقى ربه اليوم الإثنين في العاصمة القطرية الدوحة بعد مسيرة ممتدة ورحلة مباركة عمّ خيرها وانتفع بثمارها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها؛ وقدم خلالها ضمن قافلة الدعوة الإسلامية المباركة عُصارة فكره وعلمه وجهاده، وأسس وشارك في تأسيس العديد من المنتديات العلمية والأكاديمية حول العالم كما شارك في مئات المؤتمرات والندوات الدعوية حول العالم بأبحاث علمية وفقهية قدمت حلولاً للكثير من القضايا الإسلامية؛  وحسمت العديد من الخلافات الفقهية .

عاش قضايا أمته الكبرى وساهم بجهود وافرة في دعمها وصدح صوته بالحق دون تردد ودون توقف منذ أن كان طالباً في الأزهر الشريف وبين صفوف جماعة الإخوان،  ومن أبرزها القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى،وقضايا الأقليات المسلمة حول العالم  و ناصر قضايا الحريات وتحرير الشعوب من الاستعمار ومن الاستبداد ولقي في سبيل ذلك العنت والظلم  في سجون العهد الملكي وسجون عبدالناصر وحُرم فترة طويلة من دخول مصر بعد هجرته داعياً إلى الله في أقطار المعمورة .

وهو "عالم مؤلف ومحقق " كما وصفه العلامة أبو الحسن الندوي في كتابه "رسائل الأعلام" وكتبه لها ثقلها وتأثيرها في العالم الإسلامي، كما وصفها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز. 

وقد أخرج للمكتبة الإسلامية ما يزيد على أربعة وتسعين كتابا إضافة إلى عشرات الحوليات والبحوث الأخرى ً في  مختلف جوانب الدعوة والثقافة الإسلامية وانتفع بها المسلمون في مشارق الأرض وتمت ترجمة معظمها للغات الأجنبية وعدد من اللغات المحلية في كثير من البلاد الإسلامية وبين الجاليات المسلمة في العالم .

ولد في  9/9/1926م  بقرية صفط تراب بمحافظة الغربية  وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.

التحق بالتعليم الأزهري وحصل على الشهادة العالية من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام  52-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه، ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه .

وجماعة "الإخوان المسلمون" إذ تنعي فضيلته تتقدم بخالص العزاء في وفاته للعالم الإسلامي أجمع ولعائلته وأسرته وتلامذته ومحبيه وعارفي فضله داعين الله أن يتقبل جهوده وجهاده في سبيل دينه ودعوته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا :

" " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) " ٢٧-٣٠ الفجر. ( إنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي بيانه قال تحالف دعم الشرعية في مصر: "لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى

التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في مصر ينعى للأمة الإسلامية وفاة عالمها الجليل فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى بعد حياة طويلة حافلة بالعطاء العلمى والدعوي مجاهدًا بالقلم والبنان مبينا للحق مراغما للباطل مدافعا عن الحق والشرعية والشريعة.

والتحالف وقد فقد اليوم واحدًا من كبار مناصريه وناصحيه ومؤيديه نعزى، أنفسنا  وأسرته الكريمة والأمة الإسلامية جميعًا سائلين المولى عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة وأن يتقبله في الصالحين، وأن يجعل باقياته الصالحات من علم وعمل وولد ذخرا له عند ربه .

مصابنا كبير وألمنا عميق وعزاؤنا أنه رحمه الله تعالى عند رب كريم رحيم لا يظلم عنده أحد وهو الذى قضى جل عمره مظلوما مهاجرا فى سبيل دينه ودعوته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وانا لله وانا اليه راجعون"

وفي بيان مقتضب، أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على موقعه الرسمي وفاة الشيخ ظهر اليوم، قائلا: " انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي وهب حياته لخدمة الإسلام والمسلمين..

وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً محققا من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان، إنه نعم المولى ونعم المجيب.. اللهم آمين".

وتوالت الكلمات على موقع الاتحاد في نعي الشيخ من زملائه وتلامذته ومحبيه من العلماء أعضاء الاتحاد، فقال الشيخ الدكتور أحمد الريسوني الرئيس السابق للاتحاد: " فقيد الأمة وفقيهها ومفتيها: إمام العصر وقدوة العلماء، ورائد الاجتهاد والتجديد والجهاد العلمي.

سماحة شيخنا الجليل العلامة يوسف القرضاوي يلتحق بالرفيق الأعلى، رحمه الله وجعله في عليين،{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}. إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقال الشيخ الدكتور سعد الكبيسي، عضو الاتحاد:" توفي من حاز الإمامة في الدين علما وعملا وفكرا وسلوكا ...توفي استاذ الوسطية ونموذج الاعتدال وداعية التوازن.. توفي من تربت على كتبه وافكاره ومقولاته أجيال وأجيال...توفي من ترك إرثا من الفكر والفقه والمواقف ستبقى مرجعا دائما لكل الناس..توفي من أيقن أن هذا الدين خالد وان للفقه رجالا يجتهدون فيه ويجددون ويبدعون.. توفي من بقيت سيرته العطرة علما وخلقا صامدة حتى الممات.. توفي من جسد نموذج العالم العامل في زمن الشبهات والفتن والتحديات.. توفي من رزقه الله عمرا فوق التسعين ليقضيه في طاعة الله وفي تعلم العلم وتعليمه وتدوينه فما كلّ ولا مل.

توفي من اصاب كثيرا ولم يكن معصوما من الخطأ ولم يتردد في الاعتذار والرجوع العلني عنه ان استبان له..توفي من جمع بين التراث والمعاصرة وبين الثبات والمرونة وبين الانضباط في الفتوى والجرأة فيها..توفي من عاش زمانه فكرا وعلما وفقها ولم يعش بين مقولات الماضي فقط.

توفي من اوضح فقه الزكاة ومن جدد فقه الجهاد واذاع فقه السياسة ورشد الدعوة واصّل الفكر الإسلامي عقودا.

توفي من بقي صوته يصدح في نصرة قضايا الأمة ليلا ونهار.. توفي من ترك إرثا عظيما من العلوم والطلبة والرجال والمواقف.. توفي من كان للموسوعية عنوانا فأعاد من خلالها سيرة الأولين.

توفي الشيخ الكبير في عمره وسيرته وعلمه وعمله وفكره وفقهه ودعوته..توفي من كتب الله له القبول وانتفعت به الجموع وسيبقى ذكره في الخالدين. إنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله الشيخ رحمة واسعة.