الأساطير المؤَسِّسة لـ "30 يونيو" في مصر.. الإعلام أداة محورية للانقلاب على الديمقراطية
الجمعة - 30 يونيو 2023
- الجيش ورموز الدولة العميقة حرصوا على بناء أذرع إعلامية قبل 30 يونيو لتشوية ثورة يناير ونظام الحكم المدني
- الرئيس مرسي تعرض لحملة تشويه مكثفة استهدفت التمهيد للانقلاب وكانت وسائل الإعلام طرفا رئيسا فيها
- المال الخليجي والسياسي لعبا دورا بارزا في تنفيذ مخطط إعلامي خبيث مهد الأرض لانقلاب 3 يوليو
- اعترفات مخجلة لإعلاميين ومخرجين ساهموا في تضخيم حدث 30 يونيو بعد تهديدهم بسمعتهم الشخصية
- وسائل الإعلام المصرية تحرص على إحياء ذكري 30 يونيو سنويا بشكل مبالغ فيه لتبرير جريمة الانقلاب
- مقدمو برامج "التوك شو" يلتزمون بأجندة موحدة لمعالجة أحداث 30 يونيو لتثبيت صورة ذهنية مزيفة
- الإعلام المصري أكبر الخاسرين بعد نجاح المؤامرة ..خضع تماما لسياسات الشمولية وفرض الصوت الواحد
إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:
بعبارات واضحة لا تحتاج إلى تأويل، قالت صحيفة "اليوم السابع"، 20 أكتوبر 2020 :"كان للإعلام الوطني المصري دور كبير وملحوظ فى إنجاح ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 وتأهيل الشعب وتعبئة الرأي العام ليثور في وجه الرئيس محمد مرسي "
بالفعل كان الإعلام طرفا أصيلا و أداة محورية للانقلاب على الديمقراطية بعد نسج عدة أساطير ومغالطات منطقية، لتشويه صورة الرئيس المدني المنتخب، الدكتور محمد مرسي، تمهيدا لانقلاب الثالث من يوليو 2013، لذلك حرص الجيش ورموز الدولة العميقة على بناء أذرع إعلامية قبل 30 يونيو، نالت من ثورة يناير أولا، ثم تحولت إلى الهجوم على نظام الحكم المدني وشخص الرئيس المنتخب.
كان المال الخليجي السياسي حاضرا ولعب دورا بارزا في تنفيذ المخطط الذي مهد للانقلاب، وبعد خلافات ظهرت على السطح بين شركاء 30 يونيو، قدم بعضهم- خصوصا الإعلاميين والمخرجين- شهادات مخجلة عن دورهم في تضخيم حدث 30 يونيو بعد تهديدهم بسمعتهم الشخصية وحياتهم الخاصة.
ما زالت وسائل الإعلام المصرية تحرص سنويا على إحياء ذكري 30 يونيو، بأجندة منظمة، وبشكل مبالغ فيه؛ لتبرير جريمة الانقلاب وتثبيت صورة ذهنية مزيفة عن المنقلب وما فعله بالبلاد.
ومنذ بداية يونيو 2023، كثّف الإعلام الانقلابي تناول جماعة "الإخوان المسلمون"، في صورة ذكر وقائع كاذبة وتشويه للشخصيات والرموز، ومحاولة إظهار السيسي المنقلب في صورة المنقذ للدولة.
أُعدت برامج خاصة في شكل مقابلات مع شخصيات مؤيدة للنظام المصري، زعم ضيوفها أن الإخوان يخالفون الشريعة ولا يجوز الانتماء لهم، وأنهم يشوهون صورة مصر، وأنهم جماعة عنف وقتل وضد الفن والثقافة، وأن الانقلاب أنقذ مصر من حرب أهلية ومنع تقسيمها.
الهدف واضح، هو تجاوز الواقع المرير الذي يعيشه المصريون ومحاولة تثبيت صورة إيجابية للمنقلب بالتخويف من عدو وهمي اسمه "الإخوان".
ورغم كل هذه الجهود، أصبح الإعلام المصري هو الخاسر الأكبر في سمعته وشرفه ومهنيته، إذ خضع تماما للتأميم والسياسات الشمولية وفرض الصوت الواحد.
هذه الدراسة ترصد دور الإعلام المصري، بوسائله المختلفة، في التمهيد للانقلاب على المسار الديمقراطي وتبريره، بداية بتعبيد الأرض لأحداث 30 يونيو وتضخيمها، ثم تمريره للانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 وتبريره، والنتائج الكارثية المترتبة على هذا الدور الإعلامي المشبوه بمختلف مجالات الحياة بمصر.