الإعلام التركي والذكرى الأولى لطوفان الأقصى.... ماذا قال السياسيون والصحفيون؟
الأحد - 13 أكتوبر 2024
إنسان للإعلام- وحدة الترجمة:
في الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى، سلطت الصحف التركية الضوء على المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي"، مع اختلاف تركيزها على الجوانب المختلفة لحرب الطوفان المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
تناولت بعض الصحف الأبعاد الإنسانية، مشيرة إلى معاناة أهل غزة تحت وطأة الحصار والقصف، في حين ركزت أخرى على الجوانب الدينية والقومية، مشددة على الروح الإيمانية والجهادية التي تقود المقاومة الفلسطينية في سعيها لتحرير أرضها.
هذا التقرير يستعرض كيف عالجت الصحافة ووسائل التواصل التركية الذكرى من زوايا متعددة، بما يعكس عمق التزام تركيا وشعبها بقضية فلسطين.
في يوم 7 أكتوبر الحالي، نشر رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، على حسابه الشخصي بمنصة (X) مايلي: "اليوم هو 7 أكتوبر... قبل 365 يومًا، تم قتل 50 ألف أخ لنا بشكل وحشي، معظمهم من الأطفال والنساء، لم تعد مستشفيات غزة وأماكن العبادة المختلفة والمدارس قائمة، كما ارتقى العديد من الصحفيين وممثلي منظمات المجتمع المدني وسفراء السلام... لقد قُتلت كل إنسانية أمام أعين العالم على الهواء مباشرة، وكل آمال للإنسانية في المستقبل.
أتذكر بحزن اليوم، آلاف الأشخاص الذين قتلتهم حكومة إسرائيل منذ 7 أكتوبر؛ وأقدم تعازي القلبية لإخوتنا في غزة وفلسطين، ولبنان الذين فقدوا أزواجهم وأطفالهم وعائلاتهم
وأقول: يجب أن تنتهي السياسة الإسرائيلية طويلة الأمد من الإبادة والاحتلال والاستعمار، يجب ألا ننسى أن إسرائيل ستدفع ثمن هذه الإبادة، التي تمارسها منذ عام، عاجلاً أم آجلاً ، وكما تم إيقاف هتلر من خلال تحالف الإنسانية المشترك، سيُوقف نتنياهو وعصابة القتل بنفس الطريقة..لن ينعم العالم بالسلام ما لم يُحاسب على إبادة غزة.
وأخيرا بصفتنا تركيا، سنستمر في الوقوف ضد حكومة إسرائيل مهما كانت التكلفة، وسندعو العالم أيضًا إلى هذا الموقف الشجاع".(رابط التغريدة)
الطوفان مستمر
وتحت عنوان "مر عام والطوفان مستمر في التوسع"، نشرت صحيفة "يني شفق" مقالاً لياسين أقطاي، مستشار الرئيس أردوغان، ركز فيه على الأبعاد الإنسانية، السياسية، والدينية المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: إن العام الماضي كان قاسيًا على أهل غزة الذين عاشوا تحت وطأة الحصار والقصف الإسرائيلي المتواصل، لكنه شهد صمودًا أسطوريًا من جانب الفلسطينيين الذين تحدوا الاحتلال رغم تفوقه العسكري. وأكد أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحقيق ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه، حيث فشلت الأخيرة في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، في حين استطاعت غزة إعادة قضيتها إلى صدارة الاهتمام العالمي.
وأشار إلى أن الروح الجهادية والإيمانية التي تسري في قلوب المقاومين الفلسطينيين هي ما جعلتهم يصمدون في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكدا أن المظاهرات الضخمة والفعاليات الشعبية التي شهدتها تركيا تأييدًا لغزة تثبت أن تركيا كانت -ولا تزال- من أبرز الدول التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية، وأن هذا الدعم يعكس التزامًا عميقًا بالعدالة والوقوف إلى جانب المظلومين.(رابط المقال)
توترات علمانية-دينية
و في عددها الأخير، اقتبست صحيفة "هورسدا خبر"، التابعة للتيار الإسلامي، مقالا في ذكرى الحدث، منشور في موقع شبكة تليفزيون الصين باللغة التركية "سي جي تي إن تركي" تحت عنوان "الذكرى الأولى لطوفان الأقصى... أين نحن بينما يتحرر العالم؟"، للكاتب التركي "أوغوركان يارديموغلو".
قال الكاتب: إن التوترات بين مشاعر العلمانية والقلق الديني أصبحت أكثر وضوحًا، فقد اعتبرت بعض وسائل الإعلام المعارضة حماس "إرهابيين متطرفين"، مما دفع قوى أخرى إلى الانخراط في نقاشات تدور حول العلمانية وحقوق الفلسطينيين.
هذا الاستقطاب الفكري أثر بشكل كبير على كيفية استجابة المجتمع التركي للقضية الفلسطينية، حيث تم تصنيف الفلسطينيين بصورة سلبية تُظهرهم وكأنهم باعوا أراضيهم لإسرائيل، وهو سرد يتجاهل الحقائق التاريخية ويعزز الانقسام.
أضاف أن المعلومات المضللة التي انتشرت عبر وسائل الإعلام الغربية ساهمت في تشويه الحقائق حول القضية، مما أدى إلى تآكل التعاطف مع الفلسطينيين في بعض الأوساط. وعلى الرغم من الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، لم يستطع جزء من المعارضة العلمانية تجاوز الانقسام وتقبل دعوات دعم المقاومة الفلسطينية، مما يعكس تعقيدات المشهد السياسي في تركيا.
أشار إلى أن هذا الانقسام يسلط الضوء على تراجع الوعي الوطني، الذي تآكل بفعل الضغوط السياسية والإعلامية وأن هناك حاجة ملحة لاستعادة هذا الوعي وتعزيز الحوار حول القضية الفلسطينية، مما يتطلب بناء جسور للتفاهم بين مختلف الفئات في المجتمع.
أخيرا، أكد أن تحقيق التضامن الحقيقي يتطلب مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، والاستفادة من التجارب التاريخية لتعزيز الفهم والاحترام المتبادل، وهو ما يعد ضروريًا لدعم القضية الفلسطينية بشكل فعال.(رابط المقال)
بيان "أبو عبيدة"
وتحت عنوان "أبو عبيدة: أعداء فلسطين خانوا الأمة"، نشرت صحيفة "أكيت"، المعروفة بانتمائها للتيار الإسلامي، تقريرًا حول البيان الصادر عن المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بمناسبة الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى"
قالت إن "أبو عبيدة" أكد في بيانه على صمود الشعب الفلسطيني في وجه خيانة الأنظمة العربية والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
وأبرزت تأكيداته أن العملية تمثل رمزًا للمقاومة في مواجهة التهديدات المتزايدة ضد المسجد الأقصى.
أشارت الصحيفة أيضًا إلى الدعم الإقليمي للمقاومة، بما في ذلك الدور الإيراني في توفير طائرات مسيرة، مما أدى إلى تكبيد الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة. وأبرزت استنتاج أبو عبيدة بأن الاحتلال "يعاني من عزل دولي متزايد"، مؤكدة استمرارية نضال الشعب الفلسطيني.
كما شمل التقرير دعوة أبو عبيدة لتعزيز المقاومة في الضفة الغربية وتأكيده ضرورة حماية الأسرى الفلسطينيين في ظل التصعيد العسكري. واختتمت بدعوة الشعوب العربية والإسلامية إلى دعم القضية الفلسطينية.
وتُظهر تغطية "أكيت" التزامها بالتركيز على قضايا المقاومة الفلسطينية وتعكس رؤيتها المساندة للحقوق الفلسطينية، مما يعزز من موقفها كمنبر يروج للخطاب الإسلامي في الساحة الإعلامية التركية. (رابط التقرير)
أرقام مروعة
وبعنوان "عالم يشهد إبادة جماعية في غزة.... عام من النزاع والدمار"، نشرت صحيفة "حرييت" الليبرالية تقريرًا يعكس الأوضاع الكارثية في غزة بعد عام من النزاع، حيث وصفت ما يحدث بأنه إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
بدأت الصحيفة بالإشارة إلى فشل المجتمع الدولي في وقف هذا النزاع، موضحةً أن العالم شهد وفاة عشرات الآلاف وتحول قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للعيش.
واستعرضت الأحداث منذ 7 أكتوبر، عندما نفذت حماس هجومًا على إسرائيل، مما أدى إلى رد فعل عنيف من الجيش الإسرائيلي.
ورغم أن الانتباه قد تحول مؤخرًا إلى الهجمات على لبنان، أكدت الصحيفة أن الوضع في غزة لا يزال كارثيًا، مع استمرار الهجمات على مناطق تجمع المدنيين، مثل المدارس والمساجد.
كما سلطت الضوء على الأرقام المروعة لحصيلة الحرب العدوانية، حيث أفادت بأن أكثر من 41 ألف شخص لقوا حتفهم، منهم 17 ألف طفل و11 ألف امرأة.
وأشارت إلى أن 1.9 ملايين شخص، أي ما يعادل 90% من سكان غزة، تم تهجيرهم، مما يبرز الأثر المأساوي للحرب على حياة المدنيين.
وتناولت الصحيفة استخدام إسرائيل للجوع كوسيلة إبادة، مشيرةً إلى أن الحصار المفروض على غزة أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية.
وأبرزت تدهور الوضع الصحي، مع ظهور أمراض وبائية نتيجة الظروف غير الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك، والدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، حيث تم تدمير أكثر من 150 ألف منزل، وانهيار النظام الصحي، مما يزيد من معاناة السكان في ظل هذا الوضع المأساوي.
و أعادت التأكيد على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، للسلام والعدالة، مما يعكس التطلعات الدولية لإنهاء هذا الصراع المستمر.
ومن خلال هذا الرصد، قدمت الصحيفة صورة شاملة تعكس الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والسياسية للأزمة في غزة.(رابط التقرير)
بهذا نلاحظ أن القضية الفلسطينية و"طوفان الأقصى" لهما حضور قوي في المشهد الإعلامي التركي، بيد أن ظلال السياسة تحكم زوايا الرؤية للقضية.