الأكاذيب نسفت ادعاءات المهنية|"الميديا الغربية" في خدمة العدوان الصهيوني

الأربعاء - 20 نوفمبر 2024

إنسان للإعلام- تقرير:

كشف "طوفان الأقصى"، بشكل واضح جدا أن "الميديا" الغربية تعمل كظهير مساند للكيان الصهيوني؛ عبر "شيطنة" المقاومة في غزة ولبنان، وبث روح الهزيمة لدي شعوب العالم المناصرة لقضية فلسطين، من خلال تغلغل وجوه صهيونية عديدة في شبكات الإعلام الكبرى، وتوجيه أجندتها وفقا لملاكها الصهاينة، أو التأثير عليها من خلال التمويل والتبرعات.

ويبدو الإشكال الرئيسي في افتضاح أمر كثير من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، التي اشتهرت تاريخيا بمصداقيتها ودقتها، مثل وكالة "رويترز" ومحطة "بى بى سى" البريطانيتين، أما المحطات والصحف الأمريكية الكبرى، مثل "سى إن إن" و"صوت أمريكا" و"نيويورك تايمز" وغيرها، فبات الأصل في عملها هو تلفيق أخبار وتقارير تخدم الاحتلال وتبرر إبادة غزة بدعاوى أن "إسرائيل" تدافع عن نفسها وأنها تحارب "الكراهية ومعاداة الإسلاموفوبيا".

هذه الميديا "المتصهينة" قادت وكالة "رويترز"، مثلا،  إلى "فبركة" تصريحات مزيفة عن قادة حزب الله، بطلبهم وقف الحرب دون شروط، وهو مطلب يائس في جوهره يعطي انطباعا بالهزيمة.

ويلاحظ أيضا تغلغل عملاء لوكالة المخابرات المركزية وجنود سابقين من جيش الاحتلال الصهيوني في صحف مثل "نيويورك تايمز" و "وول ستريت جورنال" يعملون بها كصحفيين، ويلعبون أدوارا خبيثة عبر نقل أخبار عن مصادر مجهولة هدفها التخديم على الاحتلال، مثل إعلان أن "حماس منهكة وضعيفة وخسرت 80% من قواتها"، أو أن قادتها يطالبون بوقف القتال، أو أن حزب الله يتفاوض سرا مع أمريكا لوقف الحرب والتخلي عن حماس ومبدأ "وحدة الساحات"؛ بهدف تقديم معلومات مضللة ومزيفة عن قوة حماس وحزب الله.

مصطلحات وعبارات مضللة

ومع "الفبركة" والتغلغل المهني، تخلت هذه الوسائل عن ضوابطها التقليدية في كتابة المحتوى، فذهبت إلى صناعة مصطلحات وعبارات مضللة تظهر انحيازها الواضح للكيان الصهيوني، مثل وصف شبكة "بى بى إس" الأمريكية ما يحدث من إبادة في غزة بأنه "حرب بين حماس وإسرائيل"، أو قول "نيويورك تايمز":  "اسرائيل ترسل قوات الى جنوب لبنان" بدلا من أن تكتب "اسرائيل تغزو جنوب لبنان".

وحين قصف الاحتلال بيروت وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية هذا العدوان بأنه "ضربات طازجة"، مبررة ذلك بأن القصف أتى بعد التحذير بالإخلاء!!

نفس الشئ فعلته فضائيات عربية بعضها تابع لفضائيات غربية مثل "سكاي نيوز عربية" و"إندبندانت عربية" وغيرها ممن يعيدون تدوير هذه الأخبار المفبركة بكثافة والترويج لها بجانب صفحات إلكترونية ممولة تردد نفس الدعاية، حتى أن "سكاي نيوز "نشرت خبرا عن مقتل أربعة جنود صهاينة في قاعدة عسكرية تحت عنوان: "أربعة ضحايا مراهقين"، ولم تذكر أنهم جنود قتلة!!

هذا السلوك يستدعي للذاكرة أن إعلام الغرب كما هو شريك في جرائم الحرب في غزة ولبنان الآن كان شريكا  في جرائم غزو العراق وأفغانستان والعدوان على سوريا،  حيث صدرت عناوين ودُبّجت مقالات رأي تقول: "كيف تخنق العراق؟"، "قصف العراق ليس كافيا"، "القنابل الأمريكية تجعل العراق قويا"، "أقصف سوريا حتى لو كان هذا غير قانونيا"!!

والفارق حاليا هو أن وسائل التواصل أسهمت بدور كبير في كشف هذه الفضائح المهنية، التي دفعت صحفيا يدعى "صموئيل مينا" لإشعال النار في نفسه خارج البيت الأبيض، احتجاجا على انحراف التغطية الإعلامية الأمريكية للحرب على غزة، بعد أن أعلن أنه "تعاون" وشارك في فبركة قصص إخبارية مُجبرا ، وأراد التكفير عن ذنبه.

أمثلة للفبركة الإعلامية

عقب اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني،  وانطلاق الغزو البري الصهيوني للبنان، صرح القادة "الإسرائيليون" رسميا بأن المقاومة اللبنانية فقدت (نصف صواريخها) أي بمعدل 50% من سلاحها الاستراتيجي، ثم قالوا إنها فقدت 80%، وروّجت صحف غربية هذه المعلومات نقلا عن مصادر مجهولة.

وصلت "الفبركة" حد أن حزب الله "على وشك التسليم ويتفاوض من أجل ذلك"، لكن حين عاد الحزب لقصف مدن الاحتلال بما لا يقل عن 100 و150 صاروخا وطائرة مسيرة يوميا عادوا ليروجوا روايات عن مصادر مجهولة أنه "خسر فقط 25% من قوته"!.

من الأكاذيب التي رددها إعلام الغرب أيضا أنه مع تزايد الشكوك بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، اقترحت "إسرائيل" منح زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، "ممرا آمنا للخروج من غزة" مقابل إطلاق الحركة سراح الرهائن الذين تحتجزهم والتخلي عن السيطرة على القطاع، وفقا لما قاله "مسؤول إسرائيلي كبير"، حيث نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، يوم 10 سبتمبر 2024، عن منسق ملف المفقودين والمختطفين "الإسرائيليين"، غال هيرش، أنه "مستعد لتوفير ممر آمن للسنوار وعائلته ومن يريد الانضمام إليه"

أيضا زعم موقع "فويس أوف أميركا،" 11 أكتوبر 2024، أن حزب الله اللبناني يواجه "أزمة مالية حادة"، بعد أن أدى الهجوم "الإسرائيلي" المستمر ضده إلى تعطيل ثلاثة من مصادره الرئيسية للتمويل النقدي.

أضاف، نقلا عن باحثين أميركيين ولبنانيين بالإضافة إلى وزارة الخزانة الأميركية، أن المصدر الرئيسي لتمويل حزب الله هو "القرض الحسن"، وهي مؤسسة شبه مصرفية تديرها الجماعة المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة دون ترخيص مصرفي حكومي، وأن حزب الله يعتمد أيضا على مصدرين آخرين للتمويل النقدي، وهما البنوك التجارية اللبنانية المرخصة، رغم معاناتها من أزمات مستمرة، بالإضافة إلى الأموال النقدية التي تصل عبر رحلات جوية إلى مطار بيروت.

وضمن هذه الفبركة زعمت مصادر مجهولة لـ "صوت أميركا"، 22 أكتوبر 2024، أن حزب الله يواجه "الضغوط" بالمخدرات، وأن الحزب بدأ يتجه لتجارة المخدرات ومخدر الكبتاجون لتمويل الحرب، وأن حزب الله "يسرّع" جهوده لتهريب المخدرات في أوروبا بسبب الصعوبات المالية التي يواجهها جراء الضربات "الإسرائيليةط المتتالية التي تستهدف قواعده في جنوب لبنان، بعدما دخل في أزمة مالية منذ صعّدت "إسرائيل" هجماتها على قادة الحزب وبنيته الأساسية في لبنان.

أيضا نشرت صحيفة نيويورك تايمز، 16 اكتوبر 2024، مقالا عن استخدام جيش الاحتلال الصهيوني الفلسطينيين كدروع بشرية، وأن الجنود أطلقوا أسماء حشرات عليهم، مثل "بعوضة" لوصف مجموعة معينة، و"دبور" لوصف مجموعة اخرى.

ولم تقم الصحيفة بتوضيح أن النازيين كانوا يفعلون هذا مع اليهود، ونشرت الأمر كأنه أمر عادي مع أنه جريمة حرب.

فضيحة وثيقة "السنوار"

مثال آخر على "الفبركة" من إعلام الغرب كان "وثيقة السنوار" المزعومة، فقد نقل مكتب "نتنياهو" معلومات لصحيفتي "جويش كرونيكل" اليهودية في بريطانيا و"بيلد" في ألمانيا عن أن جهاز "الشاباك" حصل على وثائق من جهاز كمبيوتر يحيى السنوار، قائد "حماس"!!

وبعد كشف زيف الوثائق المزعومة، طردت صحيفة "جويش كرونيكل" المحرر الذي كتب القصة، وحذفت كل تقاريره من موقعها، وتم الكشف فيما بعد عن أنه كان جنديا سابقا في جيش الاحتلال وكتب هذه المعلومات "المفبركة" فأحرج الصحيفة في بريطانيا والعالم.

أما الأكثر غرابة فهو أنه رغم ثبوت فبركة الوثائق وأنه لا علاقة لها بالسنوار، استمر وزير الحرب الصهيوني السابق، يوآف غالانت، في نشر واحدة من الوثائق المزعومة قال إنها موجهة من القائد السابق لما يعرف بـ"لواء خان يونس" التابع لحماس، رافع سلامة، إلى زعيم الحركة يحيى السنوار، وصف فيها وضع الحركة الفلسطينية بـ "الصعب"، وتحدث عن انهيار قدرات الحركة، لتثبت الحركة بعدها كذب ادعاءات ضعفها، وتصعّد ضد الاحتلال، حتى إنها قتلت 23 جنديا وضابطا صهيونيا في شهر 2024أكتوبر، وقتلت في 18 يوما من نوفمبر 20 ضابطا وجنديا.

وفي 11 سبتمبر 2024، أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الرسالة جاء فيها: "يجب الحفاظ على الأسلحة والمعدات المتبقية لدينا، حيث فقدنا ما بين 90 و95 بالمئة من قدراتنا الصاروخية، وحوالي 60 بالمئة من أسلحتنا الشخصية، وما لا يقل عن 65-70 بالمئة من قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات"

ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مقتطفات من تلك الرسالة، التي زعمت توجيهها أيضًا إلى القيادي الآخر بالحركة محمد السنوار، وهو شقيق زعيم حماس الحالي، وفيها مزاعم تقول: "فقدنا ما لا يقل عن نصف مقاتلينا ما بين قتيل وجريح.. ولم يبق لدينا إلا 25 بالمئة، فيما الـ 25 بالمئة المتبقين منهم وصلوا إلى حالة لم يعد الشعب فيها يتسامح معهم مجددا، وأصبحوا محطمين نفسيا وجسديا".

لكن مصدر بحركة حماس أكد أن صياغة الوثيقة تكشف فبركتها، فليس من المعتاد ولا المتوقع أن يقول القادة إن جنودهم "محطمين نفسيا وجسديا" رغم المعاناة التي يعيشونها في ظل محاربتهم إسرائيل و5 دول غربية معا، لأنهم مدربين على مستوي عال عسكريا وإيمانيا.

وأكدت صحف الاحتلال ذاتها أن الوثائق المزعومة لـ "حماس" مفبركة ويجري تحقيق حولها باعتبارها "محاولة من جانب حكومة نتنياهو لتشكيل الرأي العام في إسرائيل بما يتماشى مع مزاعم نتنياهو أن حماس هي التي لا تريد صفقة وتبرير احتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا)".

وسبب تسريب هذه الوثائق وتورط صحف الغرب في نشرها، هو محاولة التغطية على فشل الاحتلال في هزيمة المقاومة في غزة، وتبرير الاحتلال العسكري للقطاع ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود المصرية.

تحقيق في الوثائق المزيفة

وقد فتح الجيش الإسرائيلي، يوم 9 سبتمبر 2024، تحقيقًا في "الوثائق المزيفة" المنسوبة لقائد حماس، يحيي السنوار، التي نقلتها أيضا عن صحيفة "بيلد" الألمانية، وصحيفة "جويش كرونيكل" البريطانية، وسائل إعلام عربية بينها "سكاي نيوز عربية" الإماراتية وقناة "العربية" السعودية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في 11 سبتمبر: "في كلتا الصحيفتين (بيلد وجويش كورنيكل) ظهر أن  "عقلية وتعليمات واستراتيجية زعيم حماس (السنوار) في الوثيقة المفبركة تعكس بالضبط ما زعمه نتنياهو في خطابه ومقابلاته بأن السنوار لا يريد صفقة"، وفق المصادر "الإسرائيلية" التي تتهم نتنياهو ضمنا بتسريبها.

و فنّدت الصحيفة  الادعاءات التي نشرتها "بيلد" الألمانية، حول وثيقة مزعومة لحركة حماس، عُثر عليها في كمبيوتر يحيى السنوار.

وقالت: إن هذه الوثيقة المزعومة هدفها تدعيم تصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حول رفضه الانسحاب من محور فيلادلفيا.

ونقل تقرير "يديعوت أحرونوت" عن مصدر رفيع في دائرة الأسرى والمفقودين، مطلع على تفاصيل المفاوضات مع حماس حول صفقة تبادل الأسرى، قوله: "حتى بمصطلحات الآلة السامة (لدعم نتنياهو) التي عممت هذه التشويهات، فإن هذه الحملة كانت ضارة وشريرة وشيطانية بشكل خاص".

أضاف المصدر أن "تعميم وثائق مفبركة على وسائل إعلام أجنبية، كأنها باسم حماس أو كتلك التي زُيّفت بشكل خطير، وتقول إن حماس توشك على تهريب مخطوفين إلى إيران، كأنها من وثائق السنوار، هو تنكيل عبثي بعائلات المخطوفين، وهذا كله من أجل تدعيم اعتبارات سياسية ضيقة وأنانية".

وتساءلت مجلة "+972" الاستقصائية "الإسرائيلية"، يوم 11 سبتمبر: "لماذا نشرت صحيفة يهودية بريطانية (جويش كورنيكل) معلومات استخباراتية إسرائيلية مزيفة؟"

وأكدت أن الجيش يحقق في أن التقارير المفبركة التي نشرت في "جويش كرونيكل" كانت جزءًا من حملة نفوذ لصالح نتنياهو، وأن كاتبها إيلون بيري كان جنديا إسرائيليا سابقا، ويستقي معلوماته من مخابرات ومكتب نتنياهو.

صهاينة في إعلام الغرب

أحد أسباب تحيز وسائل الإعلام الأمريكية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين، هو وجود صهاينة خدموا في جيش الاحتلال، فمثلا المنتج التنفيذي لشركة MSNBC كان قائدا في المخابرات العسكرية "الإسرائيلية".

كما أن الصحفي في "جويش كرونيكل"، الذي فبرك قصة الحصول على وثائق للسنوار ، تُبين أن حماس تعاني من الانهيار،  كان جنديا سابقا في جيش الاحتلال.

ونقل "بيري" في تقريره عن أحد مصادره، أن السبب الحقيقي وراء عدم قدرة حماس على إطلاق سراح الرهائن، هو أنه "بقي 20 منهم فقط على قيد الحياة في غزة"، والعديد منهم محتجزون حول السنوار، "ليكونوا بمثابة درع بشري له"، رغم نفي الاحتلال صحة هذه المعلومة.

وشدد التقرير على أن هذا يعني أنه "ليس هناك فرصة للتوصل إلى صفقة، لأن السنوار لن يتخلى عنهم"، وهو ما يتماشى مع الادعاءات التي يكررها نتنياهو.

وزعم أن مصادر استخباراتية "إسرائيلية" أخبرت الصحيفة، بأن "خطة السنوار كانت تتمثل في تهريب نفسه، وقيادات حماس الأخرى مع رهائن إسرائيليين عبر فيلادلفيا، إلى سيناء، ومن هناك إلى إيران".

"بروباغندا" موجهة للشعوب

ويصف خبراء إعلام هذه الخطط التي تورط فيها الاعلام الغربي بأنها خطط لصنع انتصار زائف عن طريق الميديا، والاستعجال بحسم نتائج المعركة على صفحات الجرائد والإنترنت وبرامج التلفزيون لأهداف تصب في صالح نتنياهو ومن حوله.

يشيرون إلى أن هذا الاعلام الغربي نفسه روج في العام الأول للحرب بين أوكرانيا وروسيا 2022 أخبار هزيمة روسيا ومقتل نصف مليون جندي، وتدمير نصف قوة الجيش الروسي، وفقدان روسيا معظم صواريخها الاستراتيجية، وعجز روسيا عن تعويض ذلك بسبب العقوبات.

كما صور الاقتصاد الروسي بالمنهار، مع حملات مصادرة أموال وأراض روسية لأشخاص روس في الغرب، بالتوازي مع دعاية غربية بقرب سقوط روسيا على طريقة سقوط الامبراطورية القيصرية، وهو ما لم يحدث؛ ما أوقع أوكرانيا في مأزق كبير بفقدان ربع أراضيها المهمة تقريبا، وخسائر مادية وبشرية هائلة.

يؤكد الخبراء أن أغلب الأخبار التي يتم تداولها بشأن غزة دون مصدر أو إلصاقها بإحدى الصحف، مثل "نيويورك تايمز" وما شابهها، موجهة للتأثير على جمهور المقاومة وحاضنتها الشعبية، ولكن من في الميدان يعلمون جيدا أنها فبركات غير صحيحة.

وهذا الكم الهائل من "البروباغندا" موجه أيضا للشعوب العربية والإسلامية وغيرها؛ بهدف  ترسيخ مفهوم التفوق الصهيوني، وأن من يقف في وجه جيش الاحتلال سوف يتم تدميره، وهي دعاية بائسة ثبت زيفها لأنه بعد 13 شهرا من الحرب لا تزال غزة عصية على جيش الاحتلال المدعوم من جيوش أمريكا وأوروبا.

وقد وضع المدافعون عن الكيان الصهيوني أساليب جديدة لممارسة «الهسبرة»، وهي كلمة عبرية تُعرّفها الحكومة الصهيونية بأنها «الدبلوماسية العامة» التي تسعى إلى «التأثير على التصوّر عن إسرائيل في الخارج». وتُصنّع "الهسبرة" منشورات مؤيدة للكيان، كما تتلاعب بمنصات التواصل الاجتماعي لإزالة المحتوى المتعاطف مع القضية الفلسطينية، لكن المقاومة تدرك هذا ولا تلتفت له، لذا أصبحت الدعاية الصهيونية بلا جدوى إلا في نطاق المطبعين.

"الإنترنت" يتصدى للتضليل

يرقى الإعلام الصهيوني إلى مستوي اعتباره "وحدة" في جيش الاحتلال، وهناك أجهزة مخصصة لذلك في وزارة الخارجية والجيش، تروج للأكاذيب وتملأ فضاء "الإنترنت" بالمعلومات المضللة، سواء بطريق مباشر عبر مواقع وتطبيقات وشبكات تديرها تلك الأجهزة، أو عبر  أفراد مؤيدين للكيان يؤجَّرون بالأموال.

وبرغم هذا لا يملك الاحتلال سيطرة كاملة على الانترنت ومواقع التواصل،  إذ يتحداه المعارضون للإبادة في غزة، ممن ينشرون آراء وفيديوهات تفضح الاحتلال بلغات مختلفة، مثل مقطع فيديو الكاتب البريطاني "أوين جونز"، الذي انتشر بسرعة بين المستخدمين، كاشفا حقيقة الأوضاع في فلسطين، وانتقد تصريحات المدعية العامة لحزب العمال بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فقال: "إن إسرائيل مذنبة أيضا وتقتل الأطفال والمدنيين وترتكب أشنع الفظائع".

وأيضا الفيديوهات التي أعدها هولنديون لكشف زيف مظلومية الاحتلال بأن الجماهير العربية في هولندا ضربت جمهور فريق "ماكابي" الصهيوني، حيث أكدت هذه الفيديوهات كذب الصهاينة وأنهم هم الذين اعتدوا على الهولنديين وحطموا ممتلكاتهم واستفزوا الجميع بهتافاتهم، فتم التصدي لهم.

لذا يمكن القول : إن من أهم نتائج حرب غزة سقوط مصداقية الإعلام الغربي في أنحاء العالم، ولدى الإنسان الغربي الذي لم ينخدع بالأكاذيب، وقرر الخروج في التظاهرات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليقول للساسة الغربيين والصحفيين الذين فقدوا مهنيتهم وإنسانيتهم: "أنتم شركاء في جرائم الحرب وكاذبون"، وهو ما يمكن مقاضاة الصحافة الغربية به؛  لوقوفها مع جرائم الحرب والتغطية عليها.