الإعلام المصري و"ترامب": تقلبات المواقف تبعًا لمصالح النظام
الثلاثاء - 4 مارس 2025
- صوروا "ترامب" منقذًا للعالم في ولايته الأولى وسط تغاضيه عن انتهاكات "السيسي"
- تعتيم إعلامي على رشوة السيسي لحملة ترامب: تجاهل فضيحة العشرة ملايين دولار
- توجيهات سيادية تقلب المشهد: هجوم على ترامب بسبب خطة تهجير الفلسطينيين
- تعتيم إعلامي على رفض الجهات الأمنية والعسكرية المصرية مخطط ترامب للتهجير
إنسان للإعلام- تقرير:
بين المدح والهجوم، تنوّعت المعالجات الصحفية والإعلامية المصرية لمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقًا لتوجيهات الأجهزة السيادية؛ فعلى مدار ولايته الأولى، شهد الإعلام المصري حالة من الإعجاب بترامب، مشيدًا بمواقفه تجاه مصر في ظل علاقات دافئة بين البلدين، تخللتها تغاضي الإدارة الأمريكية عن انتهاكات النظام المصري، بل إن خروجه من البيت الأبيض عام 2021 قوبل بحالة من الحزن في الأوساط الإعلامية المصرية.
ومع عودته للمشهد السياسي في 2025، استبشر الإعلام المصري بعودته للبيت الأبيض مجددًا، إلا أن هذا الترحيب لم يدم طويلًا، خاصة بعدما مارس ترامب ضغوطًا على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي؛ للقبول بمخططه لتصفية القضية الفلسطينية وفتح الحدود المصرية أمام سكان غزة، وهو ما رفضه السيسي بعد تحذيرات أمنية من تداعيات شعبية قد تهدد استقرار نظامه.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على التقلبات الواضحة في موقف الإعلام المصري تجاه ترامب، مستعرضين أبرز المعالجات الصحفية والإعلامية التي تعكس استجابتها المباشرة لتوجيهات الجهات السيادية.
علاقات دافئة و"كيمياء" متفاعلة
شهدت الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من يناير 2017 حتى 20 يناير 2021، حالة من الانسجام الكبير بين الإعلام المصري، بكل وسائله، والإدارة الأمريكية، حيث تصدرت أخبار ترامب والعلاقات الدافئة بينه وبين عبد الفتاح السيسي عناوين الصحف، وبالغ إعلاميو النظام في الإشادة بمواقفه الداعمة للسلطة الحاكمة في مصر.
وتعزز هذا التقارب الإعلامي بشكل ملحوظ عقب تصريحات ترامب المتكررة التي أشاد فيها بالسيسي، حيث تحدث عن "الكيمياء" التي تجمعه بالسيسي، كما عبّر عن "دعمه القوي لحرب مصر على الإرهاب"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون تحت قيادته "صديقًا مخلصًا، وليس مجرد حليف، يمكن لمصر الاعتماد عليه في السنوات القادمة".
في المقابل، أكد السيسي خلال أحد اجتماعاته مع ترامب التزامه بأنه سيكون "الحليف المخلص" في دعم ما يُعرف بـ"صفقة القرن"، في إشارة إلى المخطط الأمريكي لحل القضية الفلسطينية.
وبلغت العلاقة بين الطرفين ذروتها مع ما كشفته تسريبات صحفية عن وصف ترامب للسيسي بأنه "ديكتاتوري المفضل"، في إشارة إلى تقاربه الشخصي معه، كما أظهرت التسريبات حرص ترامب على حماية أمن إسرائيل، وتعزيز الدور المصري في دعم المخططات الأمريكية في الشرق الأوسط[1].
وفي إطار سعيه لتعزيز علاقاته بالرئيس ترامب، تورط السيسي في دفع رشوة بقيمة 10 ملايين دولار لدعم حملة ترامب خلال ولايته الأولى، وفقًا لتحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
ومؤخرًا، أكدت محكمة أمريكية صحة هذه الواقعة، حيث قضت المحكمة الاتحادية في مانهاتن بولاية نيويورك بسجن السيناتور الديمقراطي السابق عن ولاية نيوجيرسي، بوب مينينديز، لمدة 11 عامًا، بعد إدانته بتهم الفساد والرشوة، وجاءت الإدانة على خلفية تورطه في تلقي أموال مقابل التدخل لمنع فرض عقوبات على النظام المصري، أو تخفيض المعونة الأمريكية، رغم سجل انتهاكات حقوق الإنسان في مصر[2] .
وفي ظل العلاقات الدافئة بين ترامب والسيسي، لم يتوانَ الإعلام المصري عن الإشادة بمتانة هذه العلاقة، مسلطا الضوء على ما وصفه بالتقارب الاستراتيجي بين البلدين. وتجلّى ذلك في العديد من المعالجات الإعلامية التي بالغت في مدح ترامب ودعمه لمصر، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
- مانشيتات الصحف القومية والخاصة التي احتفت بلقاءات ترامب والسيسي، ووصفت العلاقة بينهما بأنها "نموذج غير مسبوق للشراكة بين القاهرة وواشنطن".
- التقارير والتحليلات الإعلامية التي أبرزت تصريحات ترامب الداعمة لمصر، مع التركيز على وصفه للسيسي بأنه "رجل قوي يقود بلاده بحزم"، وتأكيده على دعم الولايات المتحدة لحرب مصر ضد الإرهاب.
- البرامج الحوارية التي خصصت فقرات كاملة للإشادة بتفاهم ترامب والسيسي، معتبرة أن وجود ترامب في البيت الأبيض كان مكسبًا استراتيجيًا لمصر.
ومن العناوين الصحفية والمانشيتات التي نشرت في ذلك الوقت، ما جاء في صحيفة "الأهرام" وموقعها الإلكتروني على النحو التالي:
- "إدارة ترامب حريصة على تعزيز التعاون الاقتصادى مع مصر" [3] .
- "الخارجية الأمريكية: العلاقات بين الرئيسي السيسي وترامب متينة.. ونقدر جهود مصر لتعزيز استقرار المنطقة" [4] .
- "ترامب يؤكد للرئيس السيسي تضامن أمريكا مع مصر في حربها ضد الإرهاب"[5]
كما نشرت صحيفة "اليوم السابع" العناوين التالية:
- "دعوة ترامب للسيسى لزيارة أمريكا صفعة على وجه المتربصين لمصر"[6] .
- "الخلاص من شبح أوباما.. قمة استثنائية بين "ترامب والسيسي" تؤسس لمرحلة جديدة فى علاقة البلدين.. الإدارة الأمريكية تعى أهمية مصر وتقتنع بضرورة التعاون وليس الخلاف.. ونجاح القمة مرهون بالقضايا الثنائية"[7] .
- "اتصال "ترامب - السيسى" تنسيق كامل لمكافحة الإرهاب.. الرئيس الأمريكى لـ "تميم": قطر لها تاريخ طويل فى دعم الإرهاب وإيواء المتطرفين.. ووزير خارجية واشنطن يؤكد: على الدوحة تحمل المسئولية" [8] .
ونشرت "الدستور" أيضا ما يلي:
- "يوجد كاريزما مشتركة بين ترامب والسيسي"[9]
- "بعد مكالمة ترامب والسيسي.. إسرائيل قلقة من تسليح مصر الدائم للجيش"[10] .
- "التعاون العسكري أهم بنود اللقاء بين السيسي وترامب"[11] .
ويتضح من المعالجات السابقة مدى انفتاح الصحافة المصرية على دعم هذه العلاقات وتضخيمها، في محاولة لإقناع الرأي العام بأن الإدارة الأمريكية تقف بقوة خلف السيسي، وأن معركته مع الإسلاميين تحظى برعاية مباشرة من ترامب.
كما صوّرت هذه التغطيات الصحفية التعاون بين الطرفين وكأنه بلغ أقصى درجاته، دون التطرق إلى الأثمان الباهظة التي تكبّدها الاقتصاد المصري نتيجة لهذه العلاقة.
ففي ظل هذا التقارب، تعرّضت مصر لابتزاز اقتصادي وسياسي من قبل الولايات المتحدة، حيث سعى النظام المصري إلى تنفيذ جميع التوجيهات الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك تأمين المصالح الإسرائيلية.
ولم تقتصر التداعيات على ذلك، بل امتدت إلى ملف الأمن القومي، حيث فقدت مصر حصتها التاريخية في مياه نهر النيل، رغم الوعود التي قطعها ترامب للسيسي بإنهاء التعنت الإثيوبي في المفاوضات التي كانت ترعاها واشنطن بنفسها.
وعلى النهج ذاته، جاءت معالجات الإعلاميين المصريين لهذا الملف، حيث سعى كثيرون إلى الترويج لفكرة الدعم الأمريكي المطلق لنظام السيسي، ومن بين هؤلاء، الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، الذي أكد خلال برنامجه "كل يوم"، المذاع على قناة "أون إي"، في 24 سبتمبر 2019، أن العلاقات بين السيسي وترامب "غير مسبوقة"، وأن الولايات المتحدة تقف بقوة خلف النظام المصري.
وصف الإبراشي هذا الدعم بأنه "صفعة قوية" على وجه جماعة الإخوان المسلمين وتركيا، بالإضافة إلى ما أسماه "قوى الشر" التي تعادي مصر[12] .
كما سار الإعلامي نشأت الديهي في نفس الاتجاه، حيث أشاد بمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه مصر خلال برنامجه "بالورقة والقلم"، المذاع على قناة "TEN"، بتاريخ 21 مايو 2017، إذ أكد "الديهي" أن تصريحات ترامب وسياساته تجاه القاهرة كانت محل ترحيب واسع، معتبرًا أنها "أثلجت صدور المصريين"، في مقابل ما وصفه بـ"الغيظ الذي أصاب جماعة الإخوان"[13]
أما الإعلامي أحمد موسى، فقد خرج في برنامجه "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد"، بتاريخ 23 يناير 2017، ليزعم أن مواقف ترامب القوية دفعت جماعة الإخوان إلى التخطيط لاغتياله، خاصة بعد سعيه لإدراجها على قوائم الإرهاب![14] .
ترحيب بفوز ترامب بولاية ثانية
ومع بدء الولاية الثانية لترامب، سادت أجواء من التقارب والتفاؤل بالولاية الجديدة، وأبرز تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية هذه الحالة تحت عنوان: "مصر.. لماذا ساد التفاؤل في الأوساط السياسية والاقتصادية بفوز ترامب.. وما تتوقعه منه؟"، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية المصرية وكثيرًا من السياسيين في مصر توقعوا تحسن العلاقات بين القاهرة وواشنطن عقب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وأكد التقرير أن القيادة المصرية كانت تأمل في أن ينجح ترامب في تهدئة الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، والتوصل إلى حل لأزمة سد النهضة الإثيوبي، إضافة إلى تشجيع الشركات الأمريكية على توسيع استثماراتها في مصر، ودعم حصول القاهرة على قرض صندوق النقد الدولي، وانتظام صرف المعونة السنوية دون قيود[15].
وفي هذا السياق جاءت معالجات الصحف المصرية مرحبة بفوز ترامب برئاسة أمريكا ومن امثلة ذلك مايلي :
- "الأهرام": "فوز ترامب.. ماذا يعني؟"[16] .
- قناة "القاهرة الاخبارية": "رئيس المصري مهنئا ترامب: نتطلع معا لإحلال السلام والاستقرار الإقليمي"[17] .
- "اليوم السابع": "حققنا أعظم انتصار سياسى.. تصريحات ترامب بعد فوزه برئاسة أمريكا "[18] .
- "الوطن": "ترامب حقق فوزًا كاسحًا في الانتخابات الأمريكية"[19] .
- "الدستور": "فوز ترامب كاسح.. وربما يحقق رقمًا قياسيًا "[20] .
هذه الحالة ظهرت أيضًا في لغة الإعلاميين، حيث علّق "عمرو أديب"، عبر حسابه على موقع "إكس" على فوز "دونالد ترامب" قائلًا: "واضح إن أمريكا كانت عايزة راجل، ولو كنت راهنت كل واحد قلت له إن ترامب سوف يفوز بالانتخابات كان زماني أغنى منه".
وأضاف: "المهم عندنا بعض الأمل إن الوضع عندنا في المنطقة يتغير والعالم يبقى مكان أفضل.. قادر يا كريم"[21] .
بدوره، أكد إبراهيم عيسى، خلال برنامجه «حديث القاهرة» عبر شاشة «القاهرة والناس»، بتاريخ 6 نوفمبر 2024، أن "ترامب حقق عودة تاريخية إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض، وان العالم سيشهد استقرارا، وأن العلاقات الدفيئة بين مصر وامريكا ستعودة بقوة" [22] .
كما أكد أحمد موسى، في برنامجه "على مسئوليتي"، المذاع على قناة "صدى البلد"، بتاريخ 6 نوفمبر 2024، أن فوز ترامب "فاتحة خير لمصر "، وأن "المنطقة ستشهد استقرارا كبيرا" [23] .
اضطراب العلاقات وتصاعد الخلافات
وبعد فترة قصيرة من التحالف الوثيق بين النظام المصري والإدارة الأمريكية، بدأت العلاقات تشهد توترًا ملحوظًا مع تصاعد الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مصر والأردن لقبول مخطط يهدف إلى تهجير أهالي غزة إلى أراضيهما.
وقد رفضت المؤسسة العسكرية المصرية هذا المخطط بشكل قاطع، وسط تحذيرات أمنية متتالية من تداعيات خطيرة قد تنتج عن قبول مثل هذه الخطوة، والتي يُعتقد أنها جزء من "صفقة القرن" الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأشارت تقارير أمنية إلى مخاوف من اندلاع غضب شعبي عارم في مصر في حال استجابة النظام المصري لضغوط ترامب.
وفي هذا السياق، لوحظ تحول في لغة الإعلام المصري، الذي بدأ يتخذ خطًا أكثر حذرًا وتحذيرًا تجاه الموقف الأمريكي، وذلك بتوجيهات من القيادة السياسية العليا.
وفي هذا الإطار، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرًا تحت عنوان "هل تتحول العلاقة بين ترامب والسيسي إلى "فاترة" بسبب غزة؟"، أشارت فيه إلى تصاعد الخلافات بين البلدين، مع وجود تململ مصري من لغة التهديد التي يستخدمها ترامب.
وأكد التقرير أن النظام المصري يخشى من ردود فعل شعبية عنيفة في حال الرضوخ للضغوط الأمريكية، مما قد يؤثر على الاستقرار الداخلي[24].
بهذا، تغيرت دفة الإعلام المصري، فبدأ ينشر أخبارا عن رفض السيسي الذهاب لأمريكا، بعد تعرض ملك الأردن لضغوط من قبل ترامب .
ولأول مرة هاجمت الصحف المصرية ترامب علنا، ودعمت رفض مصر لكل مخططات "ترامب" نحو غزة والقضية الفلسطينية، ومن أمثلة هذه المعالجات مايلي:
صحيفة "الأهرام" نشرت العناوين التالية:
- "خطة ترامب "لتهجير أهالي غزة" جس نبض لمواقف الدول المعنية.. والأمر مرفوض تمامًا"[25] .
- "باحث سياسي: ترامب قدم لنتنياهو أكثر مما كان يحلم به"[26] .
- "خطة ترامب لغزة مرفوضة شكلًا ومضمونًا.. ومصر لن تخضع لأي ابتزاز" [27] .
ونشرت "اليوم السابع" ما يلي:
- "موقف مصر الشجاع كسر خطة ترامب حول تهجير أهالى غزة"[28] .
- "مقترح ترامب بخصوص غزة مجنون والعالم فى انتظار قمة القاهرة "[29] .
- " نكشف أسرارا جديدة عن ترامب.. دونالد أراد نائبة له فى البيت الأبيض وإصرار إيلون ماسك على اختيار فانس منعه.. مزاعم بتعاطيه عقار لخسارة الوزن.. وشك فى وجود مؤامرة من الديمقراطيين للإطاحة ببايدن"[30] .
ونشرت "الدستور" أيضا:
- "تصريحات ترامب "استفزازية" ومصر حريصة على إعادة إعمار غزة"[31] .
- "الدبلوماسية المصرية اتسمت بالمرونة والحسم وتراجع ترامب عن مخطط التهجير انتصار جديد لها"[32] .
تظهر هذه المعالجات أن الصحف أخذت "ضوءا أخضر" من الجهات السيادية المصرية للهجوم على ترامب، وتعظيم موقف السيسي ونظامه، وإبراز رفضهم لمخطط التهجير؛ في محاولة لإرضاء الرأي العام المصري وطمأنته.
كما حملت هذه المعالجات لغة "شعبوية" تهدف لإسناد موقف السيسي، وإظهار مدى استعداد الجيش لمواجهة أي مخاطر، وتوجيه رسالة واضحة للأمريكان بأن الشعب يرفض تصفية القضية الفلسطينية، ويقف خلف القيادة من هذا الأمر .
اللغة نفسها استخدمها الإعلاميون المؤيدون للنظام، ومنهم أحمد موسى، الذي خرج في برنامجه "على مسئوليتي"، بتاريخ 15 فبراير 2025، ليهاجم ترامب بقوة، ويؤكد أن "مصر تعمل على التصدي لأي تحركات تهدف لفرض مخطط ترامب ونتنياهو على مصر"[33] .
وفي مبالغة فجة، سب المذيع نشأت الديهي "ترامب" على الهواء بعد تهديده بقطع المعونة عن مصر ، وقال في حلقة برنامجه "بالورق والقلم " المذاع على قناة "TEN"، بتاريخ 11 فبراير 2025: "طظ في مساعدات فخامتك، وطظ في تهديدات فخامتك. يا هذا، اعلم أن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها" [34] .
أيضا تحول ابراهيم عيسي 180 درجة، فمن وصلات مدح لترامب بعد نجاحه، إلى هجوم كاسح، حيث قال في حلقة برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، بتاريخ 11 فبراير 2025: "ترامب يتصرف كأن العالم عزبة خاصة به"، وأشار إلى أن "موقف مصر راسخ كالجبال وثابت دفاعًا عن السيادة الوطنية المصرية والدفاع عن الأمن القومي المصري وصون للحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني" [35] .
بالتالي ظهر جليا هذا التحول في تعامل الإعلام المصري مع "ترامب"، وفقا لـ"التوجيهات السيادية"، وهو ما يؤكد أنه لا يعمل بمهنية وحرفية، ولكن "بالريموت كونترول" أو من "جهاز السامسونج" كما درج المصريون على وصفه بعد واقعة شهيرة حدثت على الهواء قبل سنوات، أكدت أن محتوى البرامج ونصوص النشرات أو الأخبار تأتي من جهات سيادية.
الخلاصة أنه عندما كانت العلاقات دافئة بين السيسي وترامب، سعى الإعلام المصري بشتى وسائله إلى إبراز متانة وقوة هذه العلاقات، متجاهلاً أي انتقادات، لكن مع تغير الوضع، وتخوف النظام من ردة فعل شعبية في حال استجاب السيسي لمخططات ترامب تجاه القضية الفلسطينية والشرق الأوسط، تحول الإعلام المصري إلى مهاجمة ترامب، مظهرًا فجأة مهنية افتقدها طوال عقد من الزمان.
وهذا التحول لم يكن نابعًا من وازع مهني، بل من توجيهات عليا، ولا يملك هذا الإعلام سوى سلوك درب المهنية إذا أراد استعادة ثقة الشعب المصري.
المصادر:
[1] "ما سر "الكيمياء" التي تجمع بين ترامب والسيسي؟" ، عربي21 ، 24 سبتمبر 2016 ، https://2h.ae/Ryzt
[2] "قصة التحقيق الأمريكي السري حول تقديم السيسي 10 ملايين دولار إلى حملة ترامب في 2016" ، موقع تحقيات 180 ، 3 أغسطس 2024، https://2u.pw/Dq1hXmgw
[3]"إدارة ترامب حريصة على تعزيز التعاون الاقتصادى مع مصر" ، الاهرام ، 27 ابريل 2017 ، https://2u.pw/wPYfs2Vw
[4] "الخارجية الأمريكية: العلاقات بين الرئيسي السيسي وترامب متينة.. ونقدر جهود مصر لتعزيز استقرار المنطقة" ، الأهرام ، 23 سبتمبر 2017 ، https://2u.pw/0i242r5o
[5] ترامب يؤكد للرئيس السيسي تضامن أمريكا مع مصر في حربها ضد الإرهاب" ، الأهرام ، 29 ديسمبر 2017 ، https://2u.pw/hVGvPcct
[6] "دعوة ترامب للسيسى لزيارة أمريكا صفعة على وجه المتربصين لمصر" ، اليوم السابع ، 21 مارس 2017 ، https://2h.ae/vwdS
[7] "الخلاص من شبح أوباما.. قمة استثنائية بين "ترامب والسيسي" تؤسس لمرحلة جديدة فى علاقة البلدين.. الإدارة الأمريكية تعى أهمية مصر وتقتنع بضرورة التعاون وليس الخلاف.. ونجاح القمة مرهون بالقضايا الثنائية" ، اليوم السابع ، 02 أبريل 2017 ، https://2u.pw/Q9zuL9xR
[8] "اتصال "ترامب - السيسى" تنسيق كامل لمكافحة الإرهاب.. الرئيس الأمريكى لـ "تميم": قطر لها تاريخ طويل فى دعم الإرهاب وإيواء المتطرفين.. ووزير خارجية واشنطن يؤكد: على الدوحة تحمل المسئولية" ، اليوم السابع ، 10 يونيو 2017 ، https://2u.pw/oL4aZZdG
[9] "يوجد كاريزما مشتركة بين ترامب والسيسي" ، الدستور، 10 نوفمبر 2016 ، https://www.dostor.org/1228304
[10] "بعد مكالمة ترامب والسيسي.. إسرائيل قلقة من تسليح مصر الدائم للجيش" ، الدستور ، 25 يناير 2017 ، https://www.dostor.org/1294245
[11] "التعاون العسكري أهم بنود اللقاء بين السيسي وترامب" ، الدستور ، 04 أبريل 2017 ، https://www.dostor.org/1356665
[12] "وائل الإبراشي: حديث ترامب عن الرئيس السيسي صفعة على وجه الإخوان" ، الاهرام ، 24 سبتمبر 2019 ، https://2u.pw/T9kpluH2
[13] "نشأت الديهي: إشادة ترامب بالحضارة المصرية أثلجت قلوبنا" ، الوطن ، 21 مايو 2017 ، https://2h.ae/mhDe
[14] "أحمد موسى: جماعة الإخوان تسعى لاغتيال ترامب" ، الوطن ، 23 يناير 2017 ، https://2u.pw/tvcmvan6
[15] "مصر.. لماذا ساد التفاؤل في الأوساط السياسية والاقتصادية بفوز ترامب.. وما تتوقعه منه؟" ، الشرق الأوسط، 08 نوفمبر 2024 ، https://2h.ae/LROe
[16] "فوز ترامب.. ماذا يعني؟" الأهرام ، 3 نوفمبر 2024 ، https://2u.pw/PRnn9dpP
[17] "رئيس المصري مهنئا ترامب: نتطلع معا لإحلال السلام والاستقرار الإقليمي" ، القاهرة الاخبارية، ٦ نوفمبر ٢٠٢٤، https://2u.pw/0bv5JBvE
[18] "حققنا أعظم انتصار سياسى.. تصريحات ترامب بعد فوزه برئاسة أمريكا " ، اليوم السابع، 06 نوفمبر 2024 ، https://2u.pw/dG6m36QE
[19] "ترامب حقق فوزًا كاسحًا في الانتخابات الأمريكية" ، الوطن ، 06 نوفمبر 2024 ، https://2h.ae/ZeDa
[20] "فوز ترامب كاسح.. وربما يحقق رقمًا قياسيًا " ، الدستور ، 6نوفمبر2024 ، https://www.dostor.org/4857752
[21] "أمريكا كانت عايزة راجل".. ماذا قال عمرو أديب على فوز ترامب؟" ، مصراوي، 06 نوفمبر 2024 ، https://2h.ae/hKRJ
[22] "إبراهيم عيسى عن فوز ترامب بالرئاسة: الفيل الأحمر يدق بقوة ويدهس بعنف في الحياة السياسية الأمريكية" ، الشروق ، 6 نوفمبر 2024، https://2h.ae/YSrB
[23] "أحمد موسى: ترامب اكتسح الانتخابات رغم معاداة الإعلام الأمريكي له" ، مصراوي، 06 نوفمبر 2024 ، https://2h.ae/izGK
[24] "هل تتحول العلاقة بين ترامب والسيسي إلى "فاترة" بسبب غزة؟ ، بي بي سي ، 2فبراير 2025 ، https://2h.ae/GCvw
[25] "خطة ترامب "لتهجير أهالي غزة" جس نبض لمواقف الدول المعنية.. والأمر مرفوض تمامًا" ، الأهرام ، 26 يناير2025 ، https://2u.pw/rMFgkn9O
[26] "باحث سياسي: ترامب قدم لنتنياهو أكثر مما كان يحلم به "، الأهرام ، 5 فبراير 2025، https://2h.ae/cFMg
[27]"خطة ترامب لغزة مرفوضة شكلًا ومضمونًا.. ومصر لن تخضع لأي ابتزاز" ، الأهرام ، 11فبراير 2025 ، https://2h.ae/qgwK
[28] "موقف مصر الشجاع كسر خطة ترامب حول تهجير أهالى غزة" ، اليوم السابع ، 21 فبراير 2025 ، https://2h.ae/MHZh
[29] "مقترح ترامب بخصوص غزة مجنون والعالم فى انتظار قمة القاهرة " ، اليوم السابع ، 26 فبراير 2025 ، https://2h.ae/ZNfQ
[30] "نكشف أسرارا جديدة عن ترامب.. دونالد أراد نائبة له فى البيت الأبيض وإصرار إيلون ماسك على اختيار فانس منعه.. مزاعم بتعاطيه عقار لخسارة الوزن.. وشك فى وجود مؤامرة من الديمقراطيين للإطاحة ببايدن" ، اليوم السابع ، 23 فبراير 2025 ، https://2h.ae/mtOH
[31] "تصريحات ترامب "استفزازية" ومصر حريصة على إعادة إعمار غزة " ، الدستور ، 12 فبراير 2025 ، https://www.dostor.org/4962837
[32] "الدبلوماسية المصرية اتسمت بالمرونة والحسم وتراجع ترامب عن مخطط التهجير انتصار جديد لها " ، الدستور ، 8 فبراير 2025 ، https://www.dostor.org/4957305
[33] "أحمد موسى: مصر تعمل على التصدي لأي تحركات تهدف لفرض مخطط ترامب ونتنياهو" ، الدستور ، 15 فبراير 2025 ، https://www.dostor.org/4967181
[34] "طظ في مساعداتك".. نشأت الديهي يرد على ترامب" ، مصراوي ، 11 فبراير 2025 ، https://2h.ae/fbwR
[35] "مصر جاهزة لكل السيناريوهات.. إبراهيم عيسى: ترامب سيضغط اقتصاديا علينا" ، مصراوي، 11 فبراير 2025 ، https://2h.ae/xZEu