الإعلام المصري وتزييف الحقائق حول معدلات التضخم (2023-2022)

الاثنين - 27 فبراير 2023

  • منذ التعويم الثالث في مارس 2022 سخّر الإعلام كل امكانياته لتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام
  • "الأهرام" نشرت 420 مادة بين مارس 2022 وحتى فبراير 2023 كلها تبشر بتراجع التضخم!!
  • لتبرئة الحكومة من الأزمة.. "الجمهورية" شاركت في تزييف الحقائق بما يقارب 430 موضوعا
  • "الأخبار" نشرت 370 موضوعا تصب كلها في تحميل الأحداث الدولية مسئولية الأزمة في مصر
  • الصحف القومية ركزت في معالجاتها على أن السيسي وحكومته بذلوا كل الجهد لتخفيف الأعباء!
  • الصحف المستقلة لم تنج من الأوامر الصادرة من "جهاز سامسونج" بتحسين صورة الاقتصاد
  • 500 موضوع في "اليوم السابع " تتهم في غالبيتها "أهل الشر" بأنهم سبب الازمة الاقتصادية!
  • بأكثر من 300 منتج صحفى على مدار العام.." الوطن" بشرت المصريين بان التضخم لن يدوم!
  • في بدعة إعلامية غير مسبوقة.. "جريدة المال" تزعم أنه كما للتضخم خسائر فله أيضا مكاسب!
  • إعلاميو السيسي واصلوا "التطبيل" وطالبوا المصريين بتحمل تبعات الأزمة ومساعدة الحكومة
  • الصحف العالمية كشفت تزييف الإعلام المصري للحقائق وممارسته تضليل الرأي العام بكل معانيه
  • "واشنطن بوست": الحكومة هى المسئول الأول عن ارتفاع التضخم بهذه الصورة غير المسبوقة

 

مركز إنسان للإعلام- خاص:

مقدمة

يواصل الإعلام المصري، بوسائله المختلفة، تزييف الحقائق بخصوص التضخم، في الوقت الذي يعصف فيه  الغلاء بالأسر المصرية حد الجوع.

يحاول الإعلام نقل صورة غير حقيقية عن هذا الواقع بل تزيينه؛ فبداية من مارس 2022 وحتى فبراير 2023، كانت معالجت الصحف والمواقع والفضائيات كلها تركز على تبرئة رأس النظام من أي أزمة، واتهام الحكومة- على استحياء- بالتقصير، وتحميل الأحداث العالمية كل ما أصاب مصر من أزمات معيشية وخدمية خانقة، وترويج مغالطات منطقية في صورة مقارنات بين مصر ودول العالم الغربي، رغم فارق الدخل وتباين المناخ العام، وصولا إلى أن مصر "أحسن حالا من دول اوربية كبيرة"!.

هذه الدراسة ترصد نماذج للمعالجات الصحفية والإعلامية، بوسائل الإعلام المصرية ومدى تزييفها للواقع، وسعيها لتجميله، بعكس مايعيشه المصريون.

 كما ترصد كم التزييف الذي مورس خلال العام الأخير؛ للعب بعقول المصريين، وذلك من خلال عرض نماذج لما نشر بالصحف المصرية وما أذيع بالفضائيات، ونختم  بإظهار الحقائق من معالجات صحف عالمية لأزمة التضخم بمصر.

محاور الدراسة:

  1. الصحف القومية وتزيف الحقائق حول التضخم
  2. الصحف المستقلة لم تغرد خارج السرب
  3.  مصر أفضل من دول أوربية..أكثر المغالطات شيوعا!
  4.  إعلاميو الحكومة وتضليل الراي العام عن خطورة التضخم 
  5. الصحف الغربية تظهر حقيقة التضخم في مصر
  1. الصحف القومية وتزيف الحقائق حول التضخم

نشرت صحيفة الأهرام، مابين مارس 2022 وحتى فبراير 2023، أكثر من 420 موضوعا وتقريرا وخبرا كلها تبشر بتراجع التضخم وتعافي الاقتصاد المصري، واستعداد الحكومة لمواجهة التضخم بسياسات ستحجمه، ثم جاء التعويم الثالث والرابع ليكشف كل هذا الزيف.

 ومن نماذج ما نشرته الصحيفة موضوع   تحت عنوان  " الحكومة: بيانات صندوق النقد الدولي تتوقع انخفاضًا لمعدل التضخم في مصر 2023"،  بتاريخ 14 فبراير 2023، وذلك بالتزامن مع الارتفاع الهستيري للأسعار، وتوقعات الخبراء بأن تشهد مصر مزيدا من ارتفاع نسب التضخم على على مدار هذا العام.   

وقالت الصحيفة إنه طبقًا لبيانات صندوق النقد الدولي، فمن المتوقع حدوث انخفاض نسبي لمعدل التضخم في مصر ليصل إلى نحو 12% في عام 2023، واستمرار الانحسار التدريجي لمعدل التضخم ليسجل نحو 7.3% في المتوسط خلال الفترة (2023-2027)، بما يمثل نحو نصف معدل التضخم المسجل في عام 2022.

ثم عادت الأهرام لتنشر موضوعا تحت عنوان "المركزي يصدر تقريرًا حول معدل التضخم" ،  9 فبراير2023، اعترفت  فيه بارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 31.2% في يناير الماضي مقابل 24.4% خلال ديسمبر السابق.

وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد أصدر في وقت سابق، بيانًا بالرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لإجمالي الجمهورية، حيث بلغ (150.6) نقطة لشهر يناير 2023، مسجلاً بذلك ارتفاعًا قدره (4.9%) عن شهر ديسمبر 2022. مع ذلك حاولت الجريدة التأكيد أن هذه الظروف استثنائية ولن تطول!

وتحت عنوان "خفض  الأسعار بالأسواق.. حوار الموازنة الجديدة يكشف أدوات مواجهة التضخم وزيادة معروض الدولار بهذه المقترحات"، نشرت الأهرام ،بتاريخ  5 فبراير 2023،  رسالة طمأنة للشارع المصري تحمل كثيرا من تزيف الحقائق، حيث أكدت سعى الحكومة لتخفيض الأسعار والسيطرة على التضخم، مؤكدة أن  "السيسي طالب الحكومة بضرورة إجراء حوار مجتمعي حول هذه الأزمة التي تأتي في ظروف استثنائية محليا ودوليا إذ يمر العالم بمتغيرات اقتصادية عنيفة ألقت بظلال قاتمة على اقتصاديات العديد من الدول ومن بينها مصر"!

ومن خلال نفس الموضوع حاولت تأكيد أن التضخم يجتاح العالم وليس مصر فقط ، دون ان تشير من قريب او بعيد للأوضاع الاقتصادية في مصر ودول العالم.

ثم ألقت الجريدة باللوم على التجار متهمة إياهم باستغلال الأزمات برفع أسعار السلع على المواطنين!

كالمعتاد، تسعى الاهرام لتعظيم الدور الحكومي في مواجهة ازمة التضخم على عكس الواقع

وضمن المغالطات المنطقية التي ساقتها الأهرام عنوانا يقول:  "فخري الفقي: البنك المركزي يستهدف خفض نسبة التضخم إلى 7% خلال عامين"  حيث نقلت عن  النائب فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة ببرلمان العسكر  أهمية تراجع نسبة التضخم خلال الفترة المقبلة، وانه  قال خلال لقائه مع مصطفى بكري، ببرنامج «حقائق وأسرار» على قناة صدى البلد «التضخم المعركة الأساسية للبنك المركزي، وليس سعر الدولار، كي يتمكن من مواجهة الغلاء»، مضيفا «رفع سعر الفائدة يؤثر على النمو الاقتصادي» ، وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي توقع تراجع التضخم إلى 7% نهاية 2023، مضيفا «البك المركزي يستهدف انخفاض نسبة التضخم خلال العامين المقبلين إلى 7% بأقل 2% أو بزيادة 2%»!.

وحول ما يتردد حول اقتراب مصر من مستقبل لبنان قال «لا يمكن بأي حال من الأحوال الوضع مختلف تماما»، مردفا: «الدين الخارجي تراجع الفترة الماضية إلى 155.7 ملياردولار، وهو ما يعني أن مصر تسدد ديونها أكثر من الاقتراض».

ولفت الفقي إلى أن مصر لم تتخلف على سداد ديونها خلال أي فترة من الفترات بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، معلقا: «مؤشرات اقتصادنا سليمة، باستثناء الغلاء»!

واذا انتقلنا إلى جريدة الأخبار، نجد انها نشرت أكثر من 370 موضوعا تصب كلها في تبرئة النظام من التضخم وتبشر بمستقبل اقتصادي واعد، وتؤكد أن التضخم شىء عابر وسينتهي!!

نشرت تحت عنوان   "الإحصاء: تعرف على أسباب ارتفاع التضخم السنوي في مصر بين عامي 2023- 2022" ، في  09 فبراير 2023، موضوعا تبرر فيه ارتفاع نسب التضخم على مدار العامين وقالت إن "الظروف الدولية هى التى دفعت التضخم بمصر لما هو عليه الآن" وإن "الحكومة سعت لتفادي ذلك لكن الظروف العالمية دفعت الأسواق لحالة التضخم الكبيرة التى لن تدوم كثيرا"

كما نشرت موضوعا تحت " خطة كبح التضخم..من أزمة التحوط لعدم اليقين الي ثقافة الثقة المشتركة"،  في الأول من فبراير 2023،  أكدت فيه أنه "مع استمرار الأزمة الاقتصادية الراهنة ومع كثرة ما تطرحه من تحديات وما يقابلها من نظريات، إلا أن أي تعامل من أي نوع مع هذه الأزمة يجب أن يرتكز على الابتعاد عن الاتهامات التقليدية والجاهزة لأي طرف"!!

وادعت  أن "التوجه الحالي نحو سعر صرف مرن وحر وصولاً لحالة من الاستقرار سيشكل أرضية جديدة ينطلق منها الجميع لإنجاح السياسات الهادفة لكبح جماح التضخم، والحد من الآثار السلبية، بل وأيضاً لاستغلال الفرص المتاحة بفكر مختلف وأداء أكثر إبداعاً.

واذا انتقلنا لجريدة الجمهورية، نجد أن "جهاز سامسونج" فعل فعله، حيث نشرت أكثر من 430 خبرا وموضوعا صحفيا لمعالجة أزمة التضخم، لتؤكد أن مصر على موعد لحل أزمتها الاقتصادية، وان الحكومة غير مسئولة عن التضخم.

وتحت عنوان"رئيس شعبة المستوردين يكشف عن طريقتين لعلاج التضخم "، 07 فبراير 2023، نشرت  جريدة الجمهورية تصريحات لعماد قناوي، رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، أكد فيها أن "التضخم مرض اقتصادي عضال قديم يصيب اقتصاديات الدول، إما بوتيرة بطيئة وآثار منخفضة أو بوتيرة مفاجئة وآثار سريعة وضخمة".

كما نشرت الجمهورية، تحت عنوان "خبراء المصارف: شهادات الـ 25% تستهدف محاصرة التضخم وجذب السيولة" في  5 يناير 2023،  في محاولة لتبرير رفع فائدة البنوك، رغم انها حذرت في الموضوع السابق من رفع فائدة البنوك وأثره على التضخم ، ولكنها الاوامر التى تقلب الحقائق

وفى إطار تبرئة ساحة حكومة السيسي من مشكلة التضخم نشرت الجمهورية ، تحت عنوان "الأعلى للثقافة يناقش "التضخم العالمي وتأثيره على الاقتصاد المصري "،  01 نوفمبر 2022،  أكدت فيه على لسان مجموعة من المتخصصين ان المرحلة المقبلة والتقلبات الاقتصادية فيها خاصة التضخم لم يكن للحكومة أي دور فيها، وأن الأمر يشغل كل مصري بعد قرارات البنك المركزي الأخيرة بشأن تحرير سعر الصرف، مشيرًا إلى أن التضخم بعد أن كان مؤقتًا فقد صار أمرًا مستمرًّا في العالم بأكمله

وواصلت الجمهورية  لإبراز جهود وهمية لحكومة السيسي لانقاذ مصر من التضخم، حيث نشرت تصريحات لوزير المالية يؤكد فيها ان الحكومة "تسعى للحد من آثار التضخم لتخفيف الأعباء عن المواطنين"  

كما أبرزت الصحيفة وعود السيسي باتخاذ إجراءات حماية اجتماعية لتقليل آثار موجات التضخم"، في موضوع نشر بتاريخ 05 يناير 2023 ، أكدت فيه أن "الحرب الأوكرانية الروسية استغرقت قرابة العام وهى الحرب التي جاءت مع وباء كورونا لتؤثر بشكل  سلبي على الاقتصاد العالمى!

نفس الاسطوانة المشروخة.. ومن الواضح أن الأوامر صادرة بتزييف الحقائق وبث الأمل الزائف بقرب انتهاء الازمة صدرت من جهاز "سامسونج" لكل تلك الصحف وكذلك الفضائيات، بهدف إلقاء مشكلة التضخم على التغيرات الدولية فقط دون الإشارة للسياسات الفاشلة للدولة.

  1. الصحف المستقلة لم تغرد خارج سرب التطبيل

لم تخرج الصحف المستقلة عن إطار التطبيل و تزييف الحقائق ضمن معالجاتها لقضية التضخم، فقد نشرت اليوم السابع، خلال عام مضى، أكثر من 500 موضوع وخبر لتؤكد وردية المستقبل الاقتصادي لمصر، وأن إعلام "أهل الشر" هو من يحاول تشويه المخططات الاقتصادية الحكومية الناجحة!

من أمثلة ذلك، ما أكده عادل السنهورى تحت عنوان "الاقتصاد المصرى قادر على مواجهة الأزمات والأكاذيب والشائعات "، سبتمبر 2022، حيث رفض التركيز على مشكلة التضخم والازمة الاقتصادية في مصر، وزعم أن "دولا كبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ونفطية أعلنت معاناتها الشديدة جراء جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية"

أضاف السنهوري : "لم نجد أصواتا، خبيرة كالعادة تلطم الخدود وتشق الجيوب بأن واشنطن لن تستطيع تسديد ديونها"

وقال: "الكل يعانى وما نقرأه ونشاهده أن الأزمة تطال الجميع ..إذن فلماذا التركيز على الاقتصاد المصرى تحديدا واللجوء من بعض أصحاب الكتابات الملتوية والمشبوهة والمريبة الى «تسييس» الأزمة"

وزعم أن الاقتصاد المصرى أثبت قوته ومرونته فى مواجهة الأزمات، رغم عدم اكتمال باقى خطوات ما أسماه "الإصلاح الاقتصادى".

كما نشرت الصحيفة تحت عنوان "وزير التموين لـ"النواب": "التضخم مستورد.. ونستورد 60% من أكلنا"

كما ردت اليوم السابع على ارتفاع الاسعار بتبرير غير مهنى ، عندما ادعت ان الحكومة نجحت في خفض التضخم ولكن الأجواء الاقتصادية العالمية أثرت بالسلب على جهودها ، وذلك ضمن موضوع بعنوان " الحكومة تردعلى أبرز القضايا المثارة بشأن ارتفاع الأسعار في مصر "،  نشر بتاريخ 14 فبراير 2023"، مشيرة إلى ارتفاع معدل التضخم العالمي وفقا لصندوق النقد الدولي إلى 8.8% في عام 2022، وأن هناك توقعا  بتراجع نسبي لمعدل التضخم في مصر إلى نحو 12% في عام 2023.

جريدة "المال نيوز"، ابتدعت بدورها شيئا جديدا في عالم الاقتصاد، حيث نشرت تحت عنوان   "مكاسب و خسائر «التضخم» فى عيون خبراء «البورصة»، أن للتضخم مكاسب لمصر، وأن تزايدت المخاوف من استمرار موجة التضخم  غير مبررة، وسط تحذيرات البعض من الدخول فى حالة ركود تضخمى قد يغير وضع الاقتصاد العالمى

  1. الزعم بأن مصر أفضل من دول أوربية  في التضخم!

بالبحث عن موضوعات التضخم والفشل الاقتصادي، في أى موقع صحفي مصري، ستظهر لنا مشكلة التضخم في كل دول العالم، بينما مصر لا تأخذ سوي حيز بسيط متحيز للحكومة يظهر مدي الزيف  الذي تسوقه هذه المواقع.

فصحيفة الاهرام ركزت في معالجتها لقضية التضخم على الظاهرة في الدول الاوربية، وكذلك جريدة الاخبار التى اكدت أن "التضخم أصبح يؤثر سلبا على امريكا"، في موضوع بعنوان "ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع ‎‎في يناير"، نشر يوم  14 فبراير 2023.

كما وجدنا نفس الموجة لإظهار التضخم في العالم ، سادت الصحف المستقلة ، حيث نشر جريدة وحذت "اليوم السابع" نفس الحذو، ففي موضوع تحت عنوان "التضخم فى النمسا يقفز إلى أعلى مستوى فى 70 عاما"، نشر في  فبراير الجاري، قالت إن  "معدل التضخم في النمسا قفز إلى أعلى مستوى تشهده البلاد منذ 70 عاماً، بعد شهرين متتاليين من الانخفاض، وسجل مستوى قياسيا جديدا بلغ 11.1 بالمئة في شهر يناير الماضى" ، ولم يشر من قريب او بعيد لأحوال التضخم في مصر

وفي السياق نفسه، نشرت الجمهورية تحت عنون "ارتفاع التضخم في باكستان بسبب زيادة أسعار الغذاء والوقود"، 02 يناير 2023، أكدت فيه ارتفاع التضخم في باكستان بأكثر من المتوقع، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود"

كما اكدت الجمهورية أن "رتفاع التضخم الألماني 11.3% على أساس سنوي في نوفمبر، وذلك في 13 ديسمبر 2022،  مشيرة الى أن التضخم يرتفع في العالم كله وليس مصر وأنه طال دولا كبري مثل المانيا.

  1. إعلاميو الحكومة وتضليل الرأي العام عن خطورة التضخم  

لم يختلف إعلاميو الحكومة المساندون للانقلاب في معالجتهم عن معالجات الصحف المصرية، فقد علق عمرو أديب  على أزمة التضخم منذ بداية الازمة بقوله،  خلال برنامج «الحكاية»، على قناة «إم بي سي مصر»: "إن تلك الأزمة عالمية، وعلى المواطنين ان يقفوا بجوار الدولة في الظروف الصعبة التي يمر بها العالم ، وأوضح أن «التضخم قفة بودنين شالوها اثنين، ودن تشيلها الحكومة، وودن يشيلها المواطن»!

وفي السياق نفسه، قال أديب: إن "هذا العام صعب جدًا على جميع دول العالم، مشيرًا إلى أن الأيام الحالية صعبة على الجميع".

وفي سياق تزييف الحقائق حول موضوع التضخم، قال نشأت الديهي، عبر برنامج «بالورقة والقلم»، الذي يعرض على شاشة «TeN»: إن بعض الدول العربية تبخرت من على الخريطة ولن تعود مرة أخرى بسبب ثورات الربيع العربي، وسوريا نموذج لهذه الدول، «مش عيب الواحد يغير مواقفه عندما يكتشف أنه خطأ».

أوضح نشأت الديهي أن الأزمة المالية العالمية عبارة عن مزيج من الأزمات المتلاحقة، وتمثل اختبار لحضارات الشعوب، وأضاف: «الشعب المصري لديه مخزون حضارة، ويستطيع التعامل مع هذه الأزمة بشكل جيد»، وما يحدث في أوروبا غير مسبوق بسبب التضخم".

وقال: إن "المواطن هو البطل الحقيقي في هذه المعركة الاقتصادية، معقباً: «المواطن يستحق الإشادة خلال هذه الفترة، خاصة الأم المصرية"

ألأحمد موسي قال خلال تقديمه لبرنامج "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد" إن البعض يتحدث عن حدوث انفجار فيما يخص ديون مصر، والتضخم وأرتفاع الأسعار ، ولكن الدولة المصرية قادرة على السيطرة على التضخم و الديون وكل ما يتعلق بها"

  1.  الصحف الغربية تظهر حقيقة التضخم بمصر

على الجانب الأخر،  تظهر الصحف الدولية  حقيقة التضخم بكل خطورته على الاقتصاد المصري، حيث اعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الأرقام الأخيرة التي أعلنتها بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر حول زيادة نسبة التضخم كانت "أعلى من المتوقع" ومفاجئة للعديد من الاقتصاديين.

وأظهرت بيانات اقتصادية نشرها المركز الحكومي المصري، ارتفاع معدل التضخم في المناطق الحضرية في مصر خلال يناير/كانون الثاني الماضي لأعلى مستوياته منذ 5 سنوات، نتيجة الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الغذائية وأغلب السلع والخدمات على خلفية التراجع الكبير في سعر صرف الجنيه المصري.

وبحسب بيانات المركزي للتعبئة والإحصاء، قفز تضخم أسعار المستهلك في السوق المصرية إلى 26.5% على أساس سنوي، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، صعودا من 21.9% في ديسمبر/كانون الأول السابق له، ليصل لأعلى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما ارتفع بنسبة 26%.

وعلى أساس شهري ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 4.7%  مقابل 2.1% خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية والمشروبات، وهي أكبر عنصر منفرد في سلة التضخم، فقد قفزت بنسبة 48% في يناير/كانون الثاني الماضي.

ولكن حتى مع استبعاد العناصر المتقلبة مثل "الغذاء والطاقة"، فقد تجاوز معدل التضخم الأساسي السنوي 31%، ليصل إلى أسرع مستوى منذ أواخر عام 2017، وفقا لـ"رويترز".

وأظهر بيان الجهاز المصري ارتفاع أسعار الحبوب والخبز في مصر خلال الشهر الماضي بنسبة 63.5% واللحوم والدواجن بنسبة 56.3%، والأسماك بنسبة 56.9%، والألبان والجبن والبيض بنسبة 60.3%، والخضروات بنسبة 33.5% سنويا.

ونقلت "بلومبرج" عن "آلان سانديب" من "نعيم للسمسرة"، أن السبب في ارتفاع الأسعار هو أن المنتجين "ما زالوا يحيلون فواتير الاستيراد المرتفعة إلى المتسوقين".

وأضاف أن الأسعار ارتفعت على أساس شهري بنسبة 4.7% مقارنة بنسبة 2.1% في ديسمبر/كانون الأول مدفوعة بزيادة شهرية بنسبة 10.1% في أسعار الغذاء والمشروبات.

ويأتي الارتفاع في أعقاب سلسلة من تخفيضات قيمة العملة منذ مارس/آذار 2022 ونقص طويل الأمد في العملات الأجنبية وتأخيرات مستمرة في إدخال الواردات إلى البلاد، وفقد الجنيه المصري 50% تقريبا من قيمته منذ مارس/آذار الماضي، حسب "رويترز".

وجاء الارتفاع في الأسعار مع انخفاض الجنيه بنسبة 18% في الشهر الماضي وحده.

وقالت "بلومبرج" إنه من المرجح أن تتسارع الأسعار أكثر على المدى القصير، مدفوعة بارتفاع متوقع في الوقود وزيادة الطلب خلال شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ في نهاية مارس/آذار المقبل ويتسم بالتجمعات العائلية والوجبات الكبيرة.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن "التضخم السنوي في مصر ارتفع إلى مستوى جديد في يناير"

وأضافت الصحيفة: "كان التضخم في يناير هو الأعلى منذ ديسمبر 2017 ، بعد عام من الانخفاض الحاد في قيمة العملة وان سياسات الحكومة هى المسئولة عن تصاعد أزمة التضخم .

أوضحت أن التضخم الرئيسي ارتفع في جميع المجالات، لكنه كان مدفوعا بشكل خاص بارتفاع أسعار المواد الغذائية

وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد المصري تضرر بشدة من سنوات التقشف الحكومي وجائحة فيروس كورونا وتداعيات الحرب في أوكرانيا.

وتتأثر الأسر ذات الدخل المنخفض في مصر بشكل كبير بالارتفاعات المستمرة، ويعتمد معظمها على الدعم الحكومي للسلع الأساسية مثل الخبز، ما يقرب من 30٪ من المصريين يعيشون في فقر، وفقا للأرقام الرسمية.

كما كشفت مؤخرا الصحف الغربية الوضع المصري الاقتصادي المتدهور ، حيث خفضت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني تصنيف مصر السيادي درجة واحدة إلى "B3" من "B2"، مشيرة إلى تراجع قدرتها على امتصاص الصدمات، وعدلت النظرة المستقبلية إلى "مستقرة" بدلاً من "سلبية".

ووفق أحدث تقرير لـ"موديز"، فقد خفضت الوكالة تقييم إصدارات الحكومة المصرية طويلة الأجل بالعملتين الأجنبية والمحلية إلى "B3" بدلاً من "B2"، مستدركة بالقول إن "موديز لا تتوقع انتعاش السيولة في مصر وتحسن وضعها الخارجي سريعا".

ولا تزال مصر تواجه نقصا في النقد الأجنبي، على الرغم من السماح للجنيه المصري بالانخفاض الحاد في الأشهر القليلة الماضية.

وفي نفس الوقت، خفضت "موديز" تقييم سقف العملة المحلية لمصر إلى "Ba3" بدلاً من "Ba2" (وهو تقييم يتعلق بجدارتها الائتمانية كمصدر لديون بالعملة المحلية)، وسقف العملة الأجنبية (كمصدر للديون بالعملة الأجنبية) إلى "B2" بدلاً من "Ba3"، بما يعكس البصمة الكبيرة للقطاع العام في الاقتصاد بدرجة تعرقل تطور القطاع الخاص، وضعف السيولة بالعملة الأجنبية في النظام النقدي.

المصادر:

  • كريم حسن، " الحكومة: بيانات صندوق النقد الدولي تتوقع انخفاضًا لمعدل التضخم في مصر 2023" ، الاهرام ، 14-2-2023 ،  https://cutt.us/0GT4u
  • محمد محروس، "المركزي يصدر تقريرًا حول معدل التضخم" ، الاهرام، 9-2-2023  ، https://cutt.us/DNoA2
  • داليا عطية، "خفض  الأسعار بالأسواق.. حوار الموازنة الجديدة يكشف أدوات مواجهة التضخم وزيادة معروض الدولار بهذه المقترحات" الأهرام ، 5-2-2023،  https://cutt.us/p5oPs
  • محمود عبدالله، "وزيرة التخطيط: مصر وجهة استثمارية واعدة رغم أزمة العملات الأجنبية والتضخم"، الأهرام ،20-1-2023،  https://cutt.us/w0JMJ
  • راندا رضا، "فخري الفقي: البنك المركزي يستهدف خفض نسبة التضخم إلى 7% خلال عامين" ، الاهرام، 2-2-2023، https://cutt.us/8EKR
  • حاتم نعام، "الإحصاء: تعرف على أسباب ارتفاع التضخم السنوي في مصر بين عامي 2023- 2022" ، الأخبار ، 09 فبراير 2023  ، https://cutt.us/RhIkD
  • مهند عدلي، " خطة كبح التضخم..من أزمة التحوط لعدم اليقين الي ثقافة الثقة المشتركة" ، بوابة أخبار اليوم، 01 فبراير 2023  ، https://cutt.us/mAgYQ
  • وليد عباس ، "رئيس شعبة المستوردين يكشف عن طريقتين لعلاج التضخم " ، الجمهورية ، 07 فبراير 2023 ، https://cutt.us/jFmko
  • لبيبة شاهين  ، "خبراء المصارف: شهادات الـ 25% تستهدف محاصرة التضخم وجذب السيولة"، الجمهورية ، 5 يناير 2023،  https://cutt.us/xI0Fr 
  • "الأعلى للثقافة يناقش "التضخم العالمي وتأثيره على الاقتصاد المصري"، الجمهورية ، 01 نوفمبر 2022  ، https://cutt.us/Y8MUS
  • "المالية: الحد من آثار التضخم لتخفيف الأعباء عن المواطنين"، الجمهورية ، 12 أكتوبر 2022 ، https://cutt.us/DVCQw
  • "السيسي: اتخذنا إجراءات حماية اجتماعية لتقليل آثار موجات التضخم" ، الجمهورية ، 05 يناير 2023 ،  https://cutt.us/YLdGS 
  • عادل السنهورى، "قتصاد المصرى قادر على مواجهة الأزمات والأكاذيب والشائعات " اليوم السابع  03 سبتمبر 2022  ، https://cutt.us/HGn7L
  • كامل كامل، "وزير التموين لـ"النواب": "التضخم مستورد.. ونستورد 60% من أكلنا"، اليوم السابع ، 03 يناير 2023، https://cutt.us/YYxne
  • أحمد يعقوب ، " شهادات ادخار بنكى "الأهلى" و"مصر" مهمة جدا لمواجهة التضخم"، 04 يناير 2023 ، https://cutt.us/LDXG
  • هند مختار ،" الحكومة تردعلى أبرز القضايا المثارة بشأن ارتفاع الأسعار في مصر " اليوم السابع ، 14 فبراير 2023، https://cutt.us/ItyQ5
  • " مصر تنجو من موجة تضخم عاتية ضربت العالم بدعم الإصلاح الاقتصادى" ن اليوم السابع ، 29 ديسمبر 2021  ، https://cutt.us/MIeaN
  • منار عثمان ، "الدواء بيعالج لكنه مر" .. وخبراء:"مصر هتبقى احسن"، جريدة الوطن 25/ديسمبر/2017 ،  https://cutt.us/Ime4P
  • أسماء السيد و مصطفى طلعت،  "كاسب و خسائر «التضخم» فى عيون خبراء «البورصة» و«الأنشطة المالية غير المصرفية»" جريدة المال،25 أكتوبر 21،  https://cutt.us/D68zX
  • "باحث في الشأن السياسي: بريطانيا تمر بتضخم لم تشهده منذ 1951 "، الاهرام، 2-2-2023  ، https://cutt.us/giwnc
  • "ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع ‎‎في يناير" ،الاخبار ، 14 فبراير 2023 ، https://cutt.us/IJfWV
  • محمد جمال ، "التضخم فى النمسا يقفز إلى أعلى مستوى فى 70 عاما" ، اليوم السابع ، 04 فبراير 2023، https://cutt.us/57gG7
  • "ارتفاع التضخم في باكستان بسبب زيادة أسعار الغذاء والوقود" ، الجمهورية، 02 يناير 2023 ، https://cutt.us/89AZJ
  • "رتفاع التضخم الألماني المنسق 11.3% على أساس سنوي في نوفمبر"، الجمهورية 13 ديسمبر 2022، https://cutt.us/gu79c
  • إبراهيم سعيد "عمرو أديب: «التضخم قفة بودنين شالوها اثنين.. والقادم مذهل"، المصري اليوم، 16-10-2022 ، https://cutt.us/F6sfF
  • خالد مصطفى ، "عمرو أديب يكشف موعد تراجع الأسعار" ، المصري اليوم، 10-12-2022 ،  https://cutt.us/hjO2k
  • محمود البدوي، "نشأت الديهي: الأزمة المالية العالمية اختبار حقيقي لحضارات الشعوب" ، جريدة الوطن ، 05 سبتمبر 2022، https://cutt.us/TCnz8
  • محمد عزالدين، "نشأت الديهي: المواطن هو البطل الحقيقي في المعركة الاقتصادية" ، الوطن ، 29 يناير 2023، https://cutt.us/xLnxu
  • محمد أبوالمجد ، "أحمد موسى: إجراءات الدولة المصرية هدفها امتصاص التضخم وارتفاع الأسعار"، مصراوي  ، 19 سبتمبر 2022، https://cutt.us/JfcR4
  • "بلومبرج: التضخم في مصر يرتفع لأعلى مستوى بـ5 سنوات.. وسيناريو رمضان قاتم" ، الخليج الجديد ، 10 فبراير 2023، https://cutt.us/uUFao
  • "“واشنطن بوست”: التضخم في مصر يواصل ارتفاعه ويدهس ملايين الفقراء" بوابة الحرية والعدالة ، 11 فبراير، 2023، https://cutt.us/FbyHd
  • "موديز تخفض تصنيف مصر السيادي عند B3 وتعدل نظرتها المستقبلية" ، الخليج الجديد ،8 فبراير 2023 ، https://cutt.us/nfClU