إعلامه في حيرة.. السيسي يدعو لإبادة المقاومة بتهجير الغزاويين للنقب!

الأربعاء - 18 أكتوبر 2023

إنسان للدراسات الإعلامية- جهاد يونس:

ظهر السيسي في مؤتمر صحفي بقصر الاتحادية، اليوم الأربعاء 18 اكتوبر، مع المستشار الألماني "أولاف شولتس"، بعد ساعات من مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني بغزة ملقياً خطاباً اعتبره البعض كما لو أنه وزير يهودي في حكومة الحرب الإسرائيلية، إلا أنه يختلف معهم في فكرة التهجير المكاني فاقترح تهجير أهل عزة للتقب بدلا من سيناء.. لا دفاعا عن الشعب الفلسطيني ولا حرصا على المدنيين بل حرصا على إسرائيل نفسها، وعلى استقراره هو في حكم مصر.

خطاب السيسي احتارت الصحف كيف تعيد صياغته ونشره بما يتناسب مع الوضع العام المساند لغزة حالياً، فبدلاً من أن يظهر الغضب على الاحتلال، الذي يستهدف المدنيين والأطفال، وينادي بوقف القصف، اقترح على الاحتلال إخلاء سكان غزة تجاه صحراء النقب بدلاً من سيناء، والقضاء على المقاومة، ومن ثم إعادة السكان الى غزة بعد تطهير القطاع من المقاومين.

هذا الأمر "الفضيحة" الذي لم يجرؤ أن ينطق به رئيس عربي من قبل، تناوله الاعلام المصري بشكل مختلف؛ لتبرير موقفه كالعادة، فجاءت العناوين كالتالي:

- اليوم السابع (الرئيس السيسى يسخر من دعوات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين: هناك صحراء النقب)

- الخبر: الرئيس السيسى: استمرار العمليات العسكرية فى غزة يهدد بتوسيع رقعة الصراع)

- صدى البلد (السيسي يحذر من خطة إسرائيل لدفع مواطني غزة إلى دخول سيناء)

- صدى البلد (حجة إسرائيل حماس والغرض الحقيقي مصر.. السيسي يتهكم على مقترح نزوح أهالي غزة لسيناء: لماذا لا تقدمون صحراء النقب حلا بديلا؟)

نعت المقاومةبالإرهاب!

وفي نفس المؤتمر، نعت السيسي المقاومين في فلسطين بالإرهابيين، الذين قد يتسببون في ضرب إسرائيل لمصر إذا ما تم سيناريو التهجير لسيناء، قائلاً: "إن سيناء من الممكن أن تصبح قاعدة لانطلاق العمليات الإرهابية ضد إسرائيل، وتصبح مصر مسؤولة عن ذلك الأمر ويتم جرها إلى حرب ضد إسرائيل، وأن إسرائيل ستعمل حينها على ضرب الأراضي المصرية".

أضاف السيسي أن "إسرائيل ستقوم بضرب مصر بحجة حقها الشرعي في الدفاع عن نفسها"، مؤكدا أن بلاده لن تتحمل هذا الأمر. وقد أظهرت العناوين الصحفية ذلك:

- الشروق (الرئيس السيسي يحذر: تهجير الفلسطينيين يعني نقل فكرة المقاومة والقتال إلى سيناء)

- الأسبوع (الرئيس السيسي: لا نريد أن تتحول سيناء إلى قاعدة لانطلاق العمليات الإرهابية ضد إسرائيل)

- روسيا اليوم (السيسي يكشف عن أمر قد يدفع إسرائيل لضرب مصر)

تسويق السيسي كزعيم

وبعد الخطاب، نشرت بعض الصحف تأييدات لخطاب السيسي من باب صناعة ظهير شعبي، وظهر ذلك في العناوين التالية:

- اليوم السابع: (اتحاد المواطن المصرى بالخارج: خطاب السيسي كان حاسما وكشف نوايا الاحتلال الخبيثة)

- الخبر: (المتحدة للخدمات الإعلامية: نؤيد بكامل الفخر موقف مصر والرئيس السيسي من القضية الفلسطينية)

 وقد عرّج السيسي في الخطاب حول أقصى ما يمكنه فعله، وهو قدرته على أن يطلق المصريين في الشوارع للاحتجاج على سياسات إسرائيل فاستغل الشعب المصري تلك الدعوة المستحية، ونزل في مظاهرات بعدة أماكن غالبها مغلق كالجامعات ما يعني أنها تمت بضوء أخضر من الأمن وتحت إشرافه، وهو ما يظهر قبضة السيسي الأمنية وقمعه لحرية الشعب، حيث أشار لهم بعد اثني عشر يوماً من الحرب على غزة أنه يمكنكم الخروج فخرجوا سريعاً، وقد كانوا يرغبون من اليوم الأول بالخروج لولا قبضة السيسي العنيفة والخوف من بطشة وصورت الصحف الأمر على أنه  "استجابة الشعب لموقف السيسي"، فظهرت عناوين مثل:

-اليوم السابع (مسيرات في الجامعات تأييدا لموقف الرئيس السيسي الرافض لتهجير سكان غزة)

- صدى البلد (حياة كريمة تعلن تأييدها لقرارات الرئيس والاعتصام أمام معبر رفح لحين مرور القوافل الإغاثية)

- صدى البلد (اعتصام أمام المعبر.. التحالف الوطني يستجيب لدعوة الرئيس)

تهديد بمظاهرات شعبية

حسب محللين فإن السيسي لم يهدد في الخطاب بوضع الجيش في سيناء، ولا بإيصال المساعدات تحت حماية الجيش المصري، ولكنه هدد بالمظاهرات الشعبية التي سيسمح بها، برغم أنه إلى الآن مازال يغلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين، وفي وجه المساعدات الدولية المتكدسة في رفح المصرية، ويطلق وزيره شكري ليكذب على الرأي العام بأن المعبر مفتوح من جهتهم لكن الاحتلال هو من لم يسمح بمرور المساعدات بعد.

وعندما كشفت الصحف المستقلة قيام الحكومة المصرية ببناء جدار عازل بين الجانبين من رفح بدلاً من تمهيد الطريق المقصوف لعبور المساعدات، قال شكري إن "إسرائيل لا تسمح لنا.. أما نحن فنود بالطبع ارسال المساعدات". وجاءت العناوين في هذا الاتجاه كاالتالي:

- اليوم السابع (سامح شكري: معبر رفح تعرض للقصف 4 مرات.. وتشويه موقفنا مرفوض)

- مدى مصر («المعبر مغلق» رغم تحريك «مساعدات غزة» من العريش إلى رفح)

- فرانس 24 (قطاع غزة: لماذا ترفض مصر فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين وهل يلوح شبح "نكبة ثانية" في الأفق؟)

وبحسب مصادر أمنية فلسطينية فمن المتوقع أن يعرض الرئيس الأمريكي بايدن على السيسي تصفير جميع ديون مصر مقابل القبول بتهجير نصف الفلسطينيين من غزة الى سيناء فهل ينتظر السيسي تلك العروض ويرمي بخطابه المتعلق بأمن مصر عرض الحائط مرحباً بالتهجير أم يخبئ للقضية الفلسطينية أسوأ من ذلك؟