طلاب أمريكا قدموا النموذج| هكذا تعمل المسارات السلمية لمناصرة فلسطين

الاثنين - 3 يونيو 2024

  • د. منى صبحي: الحراك الطلابي فضح ازدواجية المعايير الغربية ونتمنى أن يكون باكورة لثورة على المفاهيم والأفكار المغلوطة
  • د. سامي العريان: مشروع نهضة الأمة مرتبط بتفكيك الدولة الصهيونية بكل الطرق الفكرية  والقانونية والسياسية والاقتصادية والعسكرية
  • د. طلعت فهمي: الخطب والمواعظ لن تجدي نفعا وحدها ولابد من مقاطعة خصوم القضية وتجميع جهود كل الأحرار أيا كانت جنسياتهم

 

إنسان للإعلام- مي الورداني:

تزامناً مع أحداث طوفان الأقصى، وموجات الغضب التي تجتاح جامعات العالم نُصرةً للقضية الفلسطينية، نظم "المنتدى العالمي للفكر والثقافة"، الأحد ٢ يونية/حزيران ٢٠٢٤، ندوة بمقر الهيئة العالمية لمناصرة فلسطين بإسطنبول، بعنوان: "المسارات السلمية لمناصرة القضيـة الفلسـطينية..الحراك الطلابي الأمريكي نموذجا"، حاضر فيها د. سامي العريان، مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية، بحضور عدد كبير من الشباب أبناء الجاليات المختلفة.

قدمت للمحاضرة د.منى صبحي، رئيس المنتدى مرحبةً بالضيوف، ومرسلة أجمل التحيات لأهل العزة في غزة، مع دعوات لشهدائها بالرحمة ولمرابطيها بالصبر والنصر القريب.

وقالت في كلمتها الإفتتاحية: "إن موضوع الحراك الطلابيّ خاصة في الجامعات الأمريكية وبعض الجامعات الغربية ما هو إلا غضبة وهبة ضد الكيان المحتل، الذي يمارس أقصى أنواع الإبادة والقتل على شعب أعزل، وبدعم فاضح من الحكومة الأمريكية، و هو شكل من أشكال التعبير السلمي عن الرأي، ولكنه في الوقت ذاته فاضح لازدواجية المعايير وزيف منظومة القيم الغربية"

‏وأضافت : "نتمنى أن يكون هذا الحراك باكورة الثورة على المفاهيم والأفكار المغلوطة ويجبر الكيان الصهيوني على التوقف؛ حيث تكبر الأجيال الناشئة بفكر جديد أكثر إنسانية وتحضرا وانحيازاً للعدل".

تفكيك الدولة الصهيونية

ثم بدأ د. سامي العريان، محاضرته فأكد أن "مشروع نهضة الأمة مرتبط بتفكيك الدولة الصهيونية"، موضحا أن "الصهيوني هو كل من يؤمن أو يعترف بأن الكيان الصهيوني له الحق في أي جزء من الأرض الفلسطينية"

وأضاف أن "تفكيك هذا المشروع الصهيوني لا يتم بطريقة واحدة فقط وإنما يتم بتفكيك هذه المنظومة عن طريق الاشتباك على كافة المستويات الفكرية  والقانونية  والسياسية والإنسانية والاقتصادية والعسكرية والسياسية".

وأشار إلى المكاسب الاستراتيجية التي جاء بها طوفان الأقصى، ومنها: التغيرات العالمية التي حدثت بعد السابع من أكتوبر باجتيازالأحادية الأميركية، وإفشال مشروع التطبيع العربي السعودي مع الكيان، وضرب العقيدة العسكرية الصهيونية، من خلال الضربات الاستباقية

والردع الفعال من المقاومة والحسم السريع والاستنزاف اليومي والتصعيد المهيمن.

وهناك مكاسب حقوقية وإعلامية وسياسية واقتصادية ومعنوية، فلأول مرة بعد ٧٦ سنة تقف "إسرائيل" متهمة بإبادة جماعية أمام الجنائية الدولية، كما أثبت "طوفان الأقصى" أن العالم أصبح ذا طرفين: أصحاب الضمائر ومن لا ضمير لهم، وأيقظ  في الناس الحق والخير ليبقى أصحاب الشر في الجانب الآخر.

وتساءل د. العريان: هل كان يمكن أن نرى التغيير البنيوي والحقيقي والعميق في مجتمع أمريكا بدون طوفان الأقصى؟ مجيبا: "بالطبع لا ..وأنا أعيش هناك منذ ٤٠ عاما".

وفي إشارة منه إلى قيمة الحراك الطلابي الأمريكي ، ذكر كيف أن هذا الحراك كان له دور كبير في إنهاء الحرب في فيتنام خلال ٤ سنوات.

وختم كلمته بأن هناك الكثير من الأدوار والمشاريع التي يمكن أن نقوم بها لنساهم في تفكيك هذا الكيان الصهيوني، وفي المقابل نشارك في إنشاء مشروع نهضة لهذه الأمة؛ مؤكدا أن "تفكيك هذا الكيان مسؤوليتنا جميعا"

جانب من حضور الندوةجانب من حضور الندوة

مركزية قضية فلسطين

وفي مداخلة للدكتورة رانيا نصر، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حول مركزية قضية فلسطين والمرجعية الدينية، ولو أن "المسألة ليست دينية بحتة فإن هذا أمر شائك قد يحيلنا لفكرة القومية"، أوضح د. سامي العريان أن فكرة المرجعية غير المركزية وأن الهدف والاستراتيجية قد يتغير أي منها، ولكن الهوية والمرجعية لا تتغير، فالمرجعية ليست استراتيجية.

وفي مداخلة للدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي لجماعة "الإخوان المسلمون"، مدير "مركز المستقبل للدراسات التربوية"، حول حقيقة المرجعية الدينية للقضية الفلسطينية، قال: "إن إعادة ضبط البوصلة أمر مهم، حيث أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب والمسلمين وكل أصحاب الضمائر الحية، وأن الخطب والمواعظ لن تجدي نفعا وحدها وأنه لابد من مقاطعة خصوم القضية وتجميع جهود كل الأحرار أيا كانت جنسياتهم وعقائدهم⁠".

ومتفقا مع طرح د.العريان، أضاف "فهمي" أن الإمام البنا قال إن الصهيونية ليست حركة سياسية قاصرة على الوطن القومي لليهود أو الدولة المزعومة؛ ولكنها ثمرة تدابير وجهود اليهودية العالمية التي تهدف إلى تسخير العالم كله لحكم اليهود ومصلحتهم، وأنهم يريدون إقامة كيان يتحكمون به في رقاب العالم الإسلامي.. وإن مهمة الإخوان مع اليهود لم تنتهي طالما هناك يهودي واحد في فلسطين يقاتل"

حرب إبادة جماعية

وفي مداخلة  أخرى  قال القانوني والباحث المختص في مسألة اللوبي الصهيوني د. عمر محمود: "لابد أن نطلق على هذه الحرب أنها إبادة جماعية". وأضاف: "هذه الأنظمة العربية المتواطئة تعد مشاركة فعلية في الإبادة الجماعية التي تحدث على غزة"

وفي مداخلة أخرى، قال المتخصص في علم الإدارة د.م طارق جماز: "إن حل للقضية الفلسطينية يبدأ من القاهرة وأن تحجيم دور مصر مقصود وكلما تراجع دور مصر كلما تقدم الكيان الصهيوني".

أدار الندوة الباحث السياسي أحمد عاطف،  وشهدت تفاعلًا وحضورًا شبابيًّا متميزًا من مختلف الجاليات الموجودة في إسطنبول.