الإعلام الغربي والصهيوني كشف الخبايا| نظام "السيسي" شريك أساسي في حصار غزة
الأحد - 3 مارس 2024
- الصهاينة فضحوا الدور المصري في تشديد الحصار على غزة أمام محكمة العدل الدولية
- الإعلام العبري يؤكد عدم ممانعة "السيسي" في إجهاز جيش الاحتلال على المقاومة
- صحف الغرب تبرز تأكيدات "بايدن" حول رفض "السيسي المكسيكي" لفتح معبر رفح
- "إي بي سي": السيسي لا يعارض اجتياح جيش "إسرائيل" لرفح وما يحدث من مجازر
- كُتًاب صهاينة: "السيسي" لا يمانع في تهجير أهل غزة لسيناء رغم نفيه ذلك في العلن!
- تصاعد غضب الشارع المصري بعد تعرية الكيان الصهيوني لدور السيسي في خنق غزة
- بتوجيهات سيادية.. وسائل الإعلام المصرية تدشن حملات لتبرئة النظام وإدانة المقاومة!
إنسان للإعلام- خاص:
"مجزرة الطحين"، 29 فبراير 2024، كانت أحدث شواهد خطة تجويع وإبادة الفلسطينيين في غزة، والتي بدأت بإغلاق المعابر مع بداية معركة "طوفان الأقصى" منذ 7 أكتوبر 2023، ومنع إمدادات الغذاء والدواء والوقود وبقية مستلزمات الحياة عن أهل غزة.
كان النظام المصري شريكا أساسيا في خطة الحصار والتجويع بإغلاقه التام لمعبر رفح، واستجابته للضغوط الصهيونية بمنع أسباب الحياة عن الأشقاء في غزة.
ادعى النظام وإعلامه أنه "لم يتم إغلاق المعبر في أي وقت"، لكن الشهادات الدولية، خصوصا من الصهاينة والأمريكان، توالت لتفضح تواطؤ السيسي وحكومته في خطة التجويع والإبادة التي ينفذها الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول للحرب.
وبعد شهادات أمريكية وصهيونية عديدة، جاءت مرافعة ممثل الكيان أمام محكمة العدل الدولية، الجمعة 12 يناير 2024، ليقول:إن مصر هي "المسؤولة بشكل كامل عن منع دخول المساعدات الإنسانية ولجان تقصّي الحقائق والبعثات الدبلوماسية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، فإسرائيل ليست لها سيادة أو سلطة على المعبر".
تلك المرافعة دفعت النظام الانقلابي في مصر إلى شن حملة إعلامية لتبييض وجهه أمام الشعب، وتبرئته من تهمة حصار الفلسطينيين، لكن شهادات الإعلام الدولي ثبتت جرم التواطؤ والخيانة على السيسي وحكومته.
ومن خلال السطور التالية نتتبع تطورات هذا الأمر، ودور الإعلام في كشف حقيقة ما يحدث بمعبر رفح.
بيان الاستعلامات وخلية الأزمة!
أكد ممثل الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، في 12 يناير 2024، أن "إسرائيل لم تمنع دخول المساعدات إلى غزة"، وأن "مصر هي المسؤولة بالكامل عن معبر رفح".
أحدثت هذه التصريحات سخطا شعبيا كبيرا على النظام المصري بالداخل والخارج، وكشفت كذب ادعاءات السيسي ونظامه بمساعدة غزة وأهلها .
وفي أول رد فعل للنظام، خرج رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (تابعة لرئاسة الجمهورية) ضياء رشوان؛ لينفي بصورة قاطعة ما أكده ممثل الدفاع الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية!.
قال "رشوان"، في بيان: "إن سيادة مصر تمتد فقط إلى الجانب المصري من معبر رفح، بينما يخضع الجانب الآخر منه في غزة لسلطة الاحتلال الفعلية".
في الوقت نفسه، كشفت مصادر مصرية خاصة لـصحيفة "العربي الجديد"، عن تشكيل خلية إدارة أزمة تضم مسؤولين دبلوماسيين وقانونيين وأمنيين مصريين، لبحث الخطوات التي قد تتخذها القاهرة، عقب فضح الصهاينة للسيسي ونظامه.(1)
مطالب شعبية بفتح المعبر
ونتيجة الاتهام الصهيوني المباشر للسيسي ونظامه، طالب سياسيون بضرورة الرد عمليا على المزاعم الصهيونية، وفتح معبر رفح من الجانب المصري، لإدخال المساعدات الإنسانية وخروج الحالات الطبية الخطيرة من قطاع غزة، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي، وقرار القمة العربية الإسلامية في 11 نوفمبر الماضي.
ومن جانبها، نظمت نقابة الصحفيين وقفات احتجاجية، وطالبت "بفتح معبر رفح بشكل كامل ومُنتظم دون تنسيق"
وفي وقت سابق، أعادت تظاهرة على سلالم نقابة الصحفيين شعارات ثورة يناير من جديد ومنها: "طول ما الدم العربي رخيص يسقط يسقط أي رئيس" .
كما توالت الأمسيات المناصرة لغزة واهلها، والمطالبة بفتح المعبر ومنها امسية فنّية جمعت الشاعر أحمد دومة وفرقة "الورشة" المسرحية، بهدف دعم نساء غزّة، وذلك ضمن حملة "مش رفاهية" التي ينظّمها حزب "العيش والحرّية" لجمع التبرّعات العينية.(2)
وفي مقال له بموقع "الخليج الجديد" بعنوان "لا جديد في حديث إسرائيل عن معبر رفح"، أكد نقيب الصحفيين الأسبق، ممدوح الولى، أن النظام المصري "لا يستطيع التصرف في حركة معبر رفح إلا بموافقه الكيان الصهيوني"، وقال: "أصبح الرهان على استمرار معاناة سكان غزة والسعي للقضاء على المقاومة وسيلة خروج النظام المصري من المأزق الاقتصادي الحالي"، موضحا أن "مشاركة النظام في حصار غزة لم تبدأ بطوفان الأقصى بل بدأت مع توليه السلطة، حينما بدأ بهدم الأنفاق الواصلة بين غزة ورفح المصرية".(3)
ورغم كل هذا الزخم، صم النظام المصري أذنيه، وواصل الحصار حتى اليوم، وأشاع قبل أيام أنه ألقى مساعدات على غزة بطلعات جوية، بالتعاون مع الإمارات والأردن وقطر وفرنسا.
فضيحة رشاوي معبر رفح
ومن بين الجرائم التي يرتكبها نظام السيسي، ما كشفه بعض المرضي الفلسطينيين والراغبين في الخروج من الأراضي الفلسطينية عن طريق معبر رفح ، حيث يدفعون إتاوات ورشاوي بآلاف الدولارات لدخول مصر، وذلك بالتزامن مع إغلاق المعبر بشكل دائم، ووصل المبلغ المدفوع من البعض إلى 10 آلاف دولار أمريكي لمرو الشخص الواحد، وذلك بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرج".
وتتطلب الخدمة المدفوعة المعروفة باسم "التنسيق" دفع المبالغ دون التحدث لأي وسيلة إعلامية، خاصة من مزدوجي الجنسية والمقيمين الدائمين في الدول الأجنبية.(4)
وقد ترتب على هذه الفضيحة مطالبة 4 منظمات حقوقية مصرية، وهي الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز النديم، ومنصة اللاجئين في مصر، ومؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، سلطات بلادها، بفتح تحقيق رسمي حول الشهادات الواردة عن فرض رسوم دولارية بأسعار غير قانونية وتحصيلها بطرق غير رسمية وغير مسجلة في معبر رفح، للسماح بدخول الفرق الطبية وأطقم منظمات الإغاثة المصرية والدولية القطاع.
ووثقت المنظمات شهادات من عائلات الجرحى والمرضى والمصابين حول طلب مبالغ مالية كبيرة من وسطاء للسماح بالعبور إلى مصر.(5)
محاولات إعلامية لتبرئة النظام
منذ منتصف يناير 2024، دشنت وسائل الإعلام المصرية حملة لتبرئة النظام من اتهام الكيان الصهيوني له بالمشاركة في تشديد الحصار على قطاع غزة، ومن أمثلة ذلك ما نشرته صحيفة "أخبار اليوم" بعنوان "دفاع النواب: المجتمع الدولي كشف أكاذيب إسرائيل بشأن معبر رفح"(6)، و "ضياء رشوان: مصر لن ترد على اتهامات الصغار بشأن معبر رفح"(7)، وخبر ثالث بعنوان "نائب: مزاعم إسرائيل أمام «العدل الدولية» ضد مصر أكاذيب للتغطية على جرائمها"(8) .
كذلك، شاركت صحيفة "الأهرام" في الحملة بمجموعة أخبار وتقارير، من بين عناوينها: "الخارجية: موقف مصر لا يقبل المزايدة بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة" (9)، "أستاذ علاقات دولية: زيارة مسئولين دوليين لمعبر رفح تؤكد دور مصر في استقرار المنطقة" (10)، "اقتصادية النواب": تصريحات قادة دولة الاحتلال تفضح أكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية".(11)
وتشابهت معالجات موقع "اليوم السابع" مع الصحف السابقة، ومن أمثلة ذلك خبر بعنوان "ضياء رشوان: معبر رفح من الجانب المصري لم يغلق لحظة واحدة "(12)، وتحقيق مطول بعنوان "مزاعم إسرائيل ضد مصر جريمة جديدة فى سجل جيش العدوان المتغطرس.. سياسيون: تتنصل من مسئوليتها كسلطة احتلال أمام القانون الدولى بطمس الحقائق.. ويؤكدون: الرئيس السيسى تصدى لضغوط من أجل الحفاظ على القضية الفلسطينية" (13)، وخبر بعنوان ""حزب الريادة" يستنكر أكاذيب إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية: محاولة للتنصل"(14)، مما يؤكد أن هناك توجيهات سيادية بالمشاركة في هذه الحملة بنفس الأخبار.
موقع صحيفة "الدستور" نشر عناوين مشابهة لما سبق، ومنها: "ادعاءات واهية".. مصر أدخلت أطنانًا من المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح" (15)، "باحث بالشئون الدولية يكشف دليلًا يدين إسرائيل بشأن أكاذيبها فيما يخص معبر رفح " (16)، "مفوض الأونروا: مصر لم تغلق معبر رفح منذ بدء الأحداث بقطاع غزة " (17).
صحيفة وموقع "المصري اليوم" أيضا شاركت في الحملة ومن عينة معالجاتها ما يلي: "رئيس «النواب»: «ادعاءات إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية حول مصر مرفوضة جملة وتفصيلًا»"(18)، "كتلة الحوار الوطني: ادعاءات إسرائيل أمام «العدل الدولية» كاذبة وباطلة"(19)، "«الخارجية»: لا مزايدة على دور مصر.. وقدمنا عدة طلبات للتحقيق في انتهاكات إسرائيل "(20).
موقع "صدى البلد" شارك بدوره في الحملة نفسها بالعناوين التالية: "الوقائع والتقارير الدولية تفضح الادعاءات الصهيونية.. إسرائيل تعيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة"(21)، "الخارجية : معبر رفح مفتوح .. وأي إجراء يعيق دخول المساعدات لغزة إسرائيلي"(22)، "رئيس البرلمان العربي : الاحتلال يتهرب من جرائمه البشعة ضد الفلسطينيين بادعاءات كاذبة ضد مصر"(23).
وعلى الشاشات، كانت محاولات تبرئة النظام أقوى، فقال بوق النظام أحمد موسى، بتاريخ 13 يناير 2024 : "إن مزاعم وسائل الإعلام الإسرائيلية فيما يتعلق بغلق مصر لمعبر رفح ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة مجرد أكاذيب وإشاعات... ، والضغوط المصرية ساهمت في وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".(24)
نشأت الديهي، أكد بدوره، على فضائية Ten يوم 14 يناير 2024، أن "ما قدمه مندوب إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية عن تحكم مصر في معبر رفح ادعاءات كاذبة، وأن مصر ردت بشكل قاطع على هذه الاتهامات". (25)
وشارك محمد الباز في نفس الحملة، فقال، في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، بتاريخ 14 يناير2024: "إن ما أثير بخصوص معبر رفح من الكيان الصهيوني، أمام المحكمة الدولية، هو أمر طبيعي يتزامن مع مأزق كبير لإسرائيل بوصولها محكمة العدل الدولية"(26).
وبجملة "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، عقب الإعلامي أسامة كمال على شهادة ممثل الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، قائلا: إنها "أكاذيب وافتراءات على مصر"، وذلك خلال تقديم برنامج "مساء دي أم سي"، المٌذاع عبر شاشة "دي أم سي"، بتاريخ 13 يناير 2024 (27).
كما ادعت الإعلامية عزة مصطفى أن "كل ما أثارته دولة الاحتلال أمام المحكمة الدولية بخصوص معبر رفح محض افتراء على مصر"، وأن "من يقول ذلك هو في مربع العدو الصهيوني المعادي لمصر وفلسطين"، وذلك خلال تقديمها لبرنامج "صالة التحرير"، المذاع على قناة "صدى البلد"، بتاريخ 13 يناير. (28)
أما يوسف الحسيني فحاول استخدام شماعة "الإخوان"، فزعم أن "الجماعة" تحاول الترويج للتهم الموجه لمصر بغلق معبر رفح، وحرمان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية"!(29).
الإعلام الصهيوني يفضح السيسي
هل معنى ما سبق أن النظام المصري برئ فعلا من خنق الفلسطينيين في غزة؟. الإجابة "لا"، فالإعلام الدولي، والصهيوني خصوصا، توسع في فضح النظام، ومن أمثلة ذلك ما كتبه الكاتب الصهيوني يتسحاق ليفانون، بصحيفة "معاريف" تحت عنوان " تصريحات السيسي قد تشير إلى أهداف خفية"، معلقا على تصريحات السيسي حول نقل الفلسطينيين من غزة إلى صحراء النقب، حيث قال "ليفانون" إن السيسي "يعلم جيدا أنه ليس أمام إسرائيل خيار آخر غير مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى النهاية".
وأضاف "ليفانون" أن "السيسي يعارض قدوم الفارين من غزة إلى سيناء ظاهريا، ولكن في وقت الجد سيكون له موقف آخر".
وتابع الكاتب الصهيوني: "التاريخ الطويل للسيسي مع حماس -منذ أن كان قائدا للجيش- معروف ولا يخفى على أحد"، ... و"من مصلحته القضاء على ابناء فكر الإخوان الذين يشكلون له معضلة تاريخية".(30)
ومن النماذج الفاضحة والمستخفة بمواقف السيسي تجاه غزة، ما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية للكاتب "تسيفي باريل" بعنوان "إن لم تطرح إسرائيل حلا إنسانيا في قطاع غزة، فإن مصر ستفعل ذلك"، مؤكدا أن تقارير إعلامية غربية أكدت أن الولايات المتحدة عرضت على مصر مؤخرا مكافأة مالية كبيرة مقابل استقبال اللاجئين الغزاويين، عن طريق إسقاط بعض ديونها أو زيادة مساعداتها العسكرية البالغة 1.3 مليار دولار، وكان ذلك مقبولا لدى القيادة المصرية ولكنهم "خائفين من رد فعل الشارع المصري والعربي".
ومن الواضح أن هذا المقال يصب في اتجاه قبول السيسي ونظامه فكرة تهجير الفلسطينيين، مقابل حوافز مادية، ولكنه يخشي أن ينقلب الشارع المصري عليه. (31)
ومؤخرا، فضح الإعلام الصهيوني نوايا السيسي نحو اجتياح الجيش الصهيوني لرفح، واكد في سلسلة من التقارير ان النظام المصري لا يشغله أن تدخل القوات الصهيونية رفح أو ترتكب مذابح بحق الفلسطينيين.
وقد صرح" نتنياهو" لـ شبكة "إي بي سي" الأمريكية، إن "إسرائيل" تبلور خطة لإبعاد المدنيين (اللاجئين) من رفح بموافقة الولايات المتحدة والدول العربية المجاورة، في إشارة لمصر.
كما كشفت الإذاعة العبرية العامة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعكف على صياغة خطة لإخلاء مليون وثلث المليون من المدنيين من رفح، تمهيداً لتوسيع “المناورة البرية” في المنطقة.
وكشفت الإذاعة العبرية العامة، صباح يوم 9 فبراير 2024، على لسان مراسلها العسكري "روعي شارون" إن الكيان الصهيوني ومصر قريبتان من التفاهم على ضوء أخضر باحتلال رفح والمنطقة الحدودية (صلاح الدين– فيلادلفيا)، مقابل ضمانات بعدم المساس بالحدود المصرية.
كما أكدت تقارير صحفية صهيونية أن الخطة العملياتية لاحتلال رفح باتت جاهزة، وأن تطبيقها يحتاج لتجاوز عقبتين؛ الأولى نقل مئات الآلاف من الغزيين في رفح أولاً، والثانية موافقة مصر على ذلك، وأن العقبة الأخيرة أصغر بكثير مما تبدو في الإعلام !. (32)
وهنا علينا أن نؤكد أن ما يعلنه النظام المصري حول مواقف حاسمة نحو اجتياح رفح، يختلف تماما عما يدور في الغرف المغلقة، وأن السيسي ونظامه شريك أصيل في تمرير أي مخطط لاجتياح الصهاينة رفح!.
منطقة عازلة عند حدود غزة!
وقبل أسبوعين، كشف الإعلام الغربي والصهيوني، عن بدء مصر تجهيز مخيم مسوّر في شبه جزيرة سيناء؛ تحسبا لاحتمال استقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بتاريخ 16 فبراير 2024، تصريحات لمسؤولين مصريين ومحللين أمنيين، حول استعداد مصر "لإنشاء منطقة أمنية معزولة" تحسبا لاحتمال استقبال لاجئين فلسطينيين.(33)
وقد كشفت صور ملتقطة من أقمار اصطناعية تابعة لشركة "ماكسار تكنولوجيز"، عن قيام مصر ببناء هذه المنطقة العازلة الضخمة بعرض أكثر من ميلين، وجدار على طول حدودها مع غزة. وأظهرت الصور قيام جرافات مصرية، بتجريف جزء كبير من الأراضي على حدود غزة بهدف إقامة المنطقة العازلة، والتي تمتد من نهاية حدود غزة وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط. وكشفت صور الأقمار الصناعية الإضافية التي استعرضتها شبكة "سي أن أن"، أن الجرافات وصلت إلى الموقع في الثالث من فبراير.
من جانبها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنها حصلت على مقاطع فيديو وصور وشهادات، تؤكد أن مصر تبني منذ الخامس من فبراير، منطقة إيواء عازلة داخل الحدود المصرية مع رفح بعمق خمسة كيلومترات وبأسوار عالية.
وقالت الصحيفة، إن المنطقة يبدو أنها تهدف لاستيعاب مئات الالاف من النازحين الفلسطينيين المكدسين في رفح، التي تستعد إسرائيل لمهاجمتها حسب الشروط الأمريكية لحين انتهاء القتال". (34)
هذه الحقائق لم يتعرض لها الإعلام المصري إطلاقا، إلا بعد كشف الإعلام الغربي والصهيوني لها، وكان رد فعل الإعلام المصري- بطبيعة الحال- هو نفي هذه الفضيحة، ومن أمثلة ذلك ما نشره "اليوم السابع" تحت عنوان "إعلام الاحتلال يصطاد فى الماء العكر ومصر تبعث برسائل حاسمة.. الخارجية تكرر الخطوط الحمراء على مسامع الصهيونية: نرفض محاولات ومخططات التهجير.. هيئة الاستعلامات: رفض لا رجعة فيه لأى تهجير قسري أو طوعي للأشقاء ولا مكان عازل لتهجير الفلسطينيين" !. (35)
مناورة تجميد اتفاقية السلام
ونشرت وسائل إعلام أمريكية، بينها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" وصحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز"، تأكيدات بأنه رغم تحذير القاهرة من إمكانية تعليق معاهدة السلام، إلا انها حريصة على استمرار انخراطها في هذه الاتفاقية.
وجاء رد وزير الخارجية المصري على سؤال لأحد الصحفيين بهذا الخصوص، قائلا: "دعني أكون واضحا، ليس لدي تعليقات كثيرة بشأن تلك المصادر التي تتحدث في الإعلام حيال هذا الأمر… على مدار الـ40 عاما السابقة كانت هناك علاقات طبيعية (مع إسرائيل)، وسوف نستمر في فعل المزيد، كنوع من طرق المعالجة لهذا الأمر (حرب غزة)"، وتابع شكري: "توجد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، وهي سارية على مدار الـ40 عاما السابقة، ونحن نتعامل بثقة وفاعلية وسوف نستمر في هذا الأمر في هذه الحقبة، وأي تعليقات قد نطق بها بعض الأفراد ربما تكون قد شوهت الأمر"، مما يؤكد فعلا تمسك السيسي ونظامه بمعاهدة السلام وأن التهديدات التي تم أعلنوها كانت للاستهلاك المحلى فقط .(36)
"بايدن" يفضح موقف السيسي
وفي واقعة أخرى تكشف مزيدا من الحقائق، تصدرت تصريحات الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الإعلام الغربي والصهيوني، عندما وصف "السيسي" بالرئيس المكسيكي، وقال إنه "لم يرد في البداية فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، لكنني تحدثت معه وأقنعته بفتحه".
وأعتبر كثير من المحللين أن خلط "بايدن" بين الرئيسين المصري والمكسيكي، يمثل حالة من الاستخفاف بالسيسي، وانه حريص على فضح مواقفه في الغرف المغلقة، لكن الحقيقة هي أن بايدن يفتقد التركيز في خطاباته بسبب الشيخوخة، وقد بدا هذا لاحقا عندما تحدث عن التعاون مع الأردن لإسقاط مساعدات جوية على "أوكرانيا"، وكان يقصد غزة بالطبع.
الشاهد أن الصحف الغربية والصهيونية اهتمت بتصريحات بايدن عن السيسي، مما يدل على استخفاف زعماء أمريكا والكيان الصهيوني به، بل وإبراز تأييده لتشديد الحصار على قطاع غزة لتركيع المقاومة.(37)
وكالمعتاد، رد الإعلام المصري بالنفي، فنشر موقع "اليوم السابع" خبرا بعنوان "رئاسة الجمهورية: مصر لم تغلق معبر رفح منذ اللحظة الأولى.. وإسرائيل قصفته من الجانب الفلسطينى 4 مرات" (38)، ونشرت صحيفة "الوطن" خبرا آخر بعنوان "مصر ترد على بايدن: منذ اللحظة الأولى فتحنا معبر رفح دون قيود أو شروط" (39) .
بهذا يتضح ان السيسي ونظامه منخرطين بكل قوة في تشجيع مجريات الحرب على قطاع غزة، وأن حلفاءهم من الغرب والصهاينة دأبوا على فضح اتفاقاتهم السرية، وان الإعلام الصهيوني والغربي تعامل مع النظام الانقلابي بمصر باستخفاف واستهتار كبير.
المصادر:
- "المساعدات إلى غزة... ادعاءات إسرائيلية تثير نقاشاً مصرياً" ، العربي الجديد، 14 يناير 2024، https://n9.cl/am8no
- "مصر.. مطالباتٌ شعبيّة بفتح المعبر والانضمام لدعوى جنوب أفريقيا" ، العربي الجديد، 13 يناير 2024، https://n9.cl/v11ig\
- ممدوح الولى ، "لا جديد في حديث إسرائيل عن عن معبر رفح" ، الخليج الجديد، 15 يناير 2024 ، https://n9.cl/1tjr4
- "فلسطينيون يائسون يدفعون رشاوى بآلاف الدولارات لمغادرة غزة عبر معبر رفح" ، الخليج الجديد ،15 يناير 2024، https://n9.cl/sxltak
- "مصر.. مطالب بالتحقيق في فرض رسوم دولارية لدخول معبر رفح" ، الخليج الجديد ، 15 يناير 2024 ، https://n9.cl/8tnhyw
- "دفاع النواب: المجتمع الدولي كشف اكاذيب إسرائيل بشأن معبر رفح" ، أخبار اليوم ، 14 يناير 2024 ، https://n9.cl/1zvnm
- "ضياء رشوان: مصر لن ترد على اتهامات الصغار بشأن معبر رفح" ، اخبار اليوم ، 14 يناير 2024 ، https://n9.cl/lbj8r
- "نائب: مزاعم إسرائيل أمام «العدل الدولية» ضد مصر أكاذيب للتغطية على جرائمها" ، اخبار اليوم ، 13 يناير 2024 ، https://n9.cl/bejmu
- "الخارجية: موقف مصر لا يقبل المزايدة بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة" ، الأهرام ، 13 يناير2024 ، https://n9.cl/j7y1k
- "استاذ علاقات دولية: زيارة مسئولين دوليين لمعبر رفح تؤكد دور مصر في استقرار المنطقة" ، الأهرام ، 18 يناير2024، https://n9.cl/w16yt
- ""اقتصادية النواب": تصريحات قادة دولة الاحتلال تفضح أكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية" ، الأهرام ،13يناير2024 ، https://n9.cl/nseow
- "ضياء رشوان: معبر رفح من الجانب المصرى لم يغلق لحظة واحدة " ، اليوم السابع ، 14 يناير 2024 ، https://n9.cl/50zi4
- مزاعم إسرائيل ضد مصر جريمة جديدة فى سجل جيش العدوان المتغطرس.. سياسيون: تتنصل من مسئوليتها كسلطة احتلال أمام القانون الدولى بطمس الحقائق.. ويؤكدون: الرئيس السيسى تصدى لضغوط من أجل الحفاظ على القضية الفلسطينية" ، اليوم السابع ، 15 يناير 2024 ، https://n9.cl/0xgnc
- ""حزب الريادة" يستنكر أكاذيب إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية: محاولة للتنصل" ، اليوم السابع، 14 يناير 2024 ، https://n9.cl/08dvq
- ""ادعاءات واهية".. مصر أدخلت أطنانًا من المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح" ، الدستور ، 13 يناير 2024 ، https://www.dostor.org/4605595
- "باحث بالشئون الدولية يكشف دليلًا يدين إسرائيل بشأن أكاذيبها فيما يخص معبر رفح " ، الدستور ، 14 يناير 2024 ، https://www.dostor.org/4606410
- "مفوض الأونروا: مصر لم تغلق معبر رفح منذ بدء الأحداث بقطاع غزة " ، الدستور ، 14 يناير 2024 ، https://www.dostor.org/4605928
- "رئيس «النواب»: «ادعاءات إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية حول مصر مرفوضة جملة وتفصيلًا»" ، المصري اليوم، 14 يناير 2024 ، https://n9.cl/xrunr
- و"كتلة الحوار الوطني: ادعاءات إسرائيل أمام «العدل الدولية» كاذبة وباطلة" ، المصري اليوم ، 13يناير 2024، https://n9.cl/o5oo0
- "«الخارجية»: لا مزايدة على دور مصر.. وقدمنا عدة طلبات للتحقيق في انتهاكات إسرائيل" ، المصري اليوم ، 13يناير 2024 ، https://n9.cl/khovd
- "الوقائع والتقارير الدولية تفضح الادعاءات الصهيونية.. إسرائيل تعيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة" ، صدى البلد ، 13 يناير 2024 ، https://www.elbalad.news/6071716
- "الخارجية : معبر رفح مفتوح .. وأي إجراء يعيق دخول المساعدات لغزة إسرائيلي" ، صدى البلد ، 13يناير 2024 ، https://www.elbalad.news/6072591
- "رئيس البرلمان العربي : الاحتلال يتهرب من جرائمه البشعة ضد الفلسطينيين بادعاءات كاذبة ضد مصر" ، صدى البلد ، 13 يناير 2024 ، https://www.elbalad.news/6072221
- "أحمد موسى عن مزاعم غلق معبر رفح: مصر ليست متهمة" ، اخبار اليوم، 13 يناير 2024 ، https://n9.cl/nnjir
- "بالأدلة.. نشأت الديهي يكشف الأكاذيب الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية"، صدى البلد ، 14 يناير 2024 ، https://www.elbalad.news/6072842
- "الباز: الجريمة الإسرائيلية ارتكبت على الهواء ولا تحتاج لتوثيق" ، اخبار اليوم ، 13 يناير 2024 ، https://n9.cl/egysx
- "أسامة كمال يرد على ادعاءات إسرائيل ضد مصر: "إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"" ، الاهرام، 13 يناير 2024 ، https://n9.cl/egrs1
- "كذابين.. عزة مصطفى ترد على مزاعم إسرائيل بشأن مسئولية مصر عن منع دخول المساعدات لـ غزة" ، أخبار اليوم ، 13 يناير 2024 ، https://n9.cl/q6yn3
- "يوسف الحسيني: الإخوان يروجون مزاعم كاذبة عن معبر رفح" ، صدى البلد، 14 نوفمبر2023 ، https://www.elbalad.news/5999417
- "كاتب إسرائيلي: تصريحات السيسي قد تشير إلى أهداف خفية" ، الجزيرة نت، 20 أكتوبر2023، https://n9.cl/fuijt
- "صحف إسرائيلية:"إن لم تطرح إسرائيل حلا إنسانيا في غزة، فإن مصر ستفعل ذلك"،"بي بي سي "عربي ، 9 نوفمبر2023، https://n9.cl/g7pfs4
- "تلميحات وتسريبات وتقديرات إسرائيلية: مصر لا تمانع من احتلال رفح إذا ضمنت عدم التهجير لسيناء" ، القدس العربي ، 11 فبراير 2024 ، https://n9.cl/4ivbzj
- نسيم بن معمر، "مصر تبدأ بتهيئة "منطقة مسورة" في سيناء تحسبا لاستقبال لاجئين من غزة" ، فرانس 24، 16فبراير 2024 ، https://n9.cl/u38ow
- "صور وشهادات تؤكد بناء مصر منطقة عازلة عند حدود غزة.. والقاهرة تنفي" ، عربي21 ، 16 فبراير 2024 ، https://n9.cl/ama2x
- "إعلام الاحتلال يصطاد فى الماء العكر ومصر تبعث برسائل حاسمة.. الخارجية تكرر الخطوط الحمراء على مسامع الصهيونية: نرفض محاولات ومخططات التهجير.. هيئة الاستعلامات: رفض لا رجعة فيه لأى تهجير قسرى أو طوعى للأشقاء" ، اليوم السابع ، 18 فبراير 2024 ، https://n9.cl/6m0cy
- "سموتريتش يهاجم مصر والقاهرة تتمسك بمعاهدة السلام" ، الجزيرة نت، 12فبراير 2024، https://n9.cl/f9b7
- "بايدن: أقنعت السيسي بفتح معبر رفح وإسرائيل تجاوزت الحد في غزة" ، الجزيرة نت ، 9 فبراير 2024 ، https://n9.cl/4g8dr9
- "رئاسة الجمهورية: مصر لم تغلق معبر رفح منذ اللحظة الأولى.. وإسرائيل قصفته من الجانب الفلسطينى 4 مرات" ، اليوم السابع ، 09 فبراير 2024، https://n9.cl/x3p1rf
- "مصر ترد على بايدن: منذ اللحظة الأولى فتحنا معبر رفح دون قيود أو شروط" ، الوطن ، 09 فبراير 2024، https://n9.cl/w1bk0