هزيمة "إسرائيل" ممكنة بكثير من الجهد وقليل من الإمكانيات
الاثنين - 11 نوفمبر 2024
طاهر النونو في الصالون الثقافي لـ "إنسان للإعلام":
- "طوفان الأقصى" أنهى حصانة الاحتلال وضرب محاولات تمدد نفوذه
- المقاومة سيطرت على ضعف مساحة غزة بـ 1800 جندي في السابع من أكتوبر
- "نتنياهو" اختار الهروب للأمام.. والمقاومة مازالت قادرة على مواصلة القتال
- الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون وسيطا نزيها بين الفلسطينيين و"الكيان"
- لن يكون هناك استقرار في المنطقة بدون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه
- نقبل بهيئة لإدارة قطاع غزة على أن تكون ضمن النظام السياسي الفلسطيني
إنسان للإعلام- فعاليات:
ضمن فعاليات صالونه الثقافي، وبالتزامن مع ذكرى "وعد بلفور"، استضاف مركز إنسان للدراسات الإعلامية، طاهر النونو، القيادى بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، في ندوة بعنوان "الطوفان ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني"، الخميس 7 نوفمبر 2024.
بدأ الضيف كلمته بالقول: "قبل أن نتحدث عن المشروع الوطني الفلسطيني..لابد أن نفهم لماذا كان طوفان الأقصى؟، مجيبا في عدة نقاط:
- لأن القضية كانت ذاهبة في اتجاه التصفية، والخيار كان إعادة صياغة المشهد، فقد كان الاحتلال هو المبادر في إطار ما يسمى "جز العشب" وتقليم المقاومة، ولم تؤد هذه السياسة إلى تغيّر استراتيجي حقيقي، وأدت إلى حصانة لدى الشعب الفلسطيني وتدريبات قتالية، بمعنى اعتياد الشعب الفلسطيني على ثقافة المقاومة.
- الكل كان في إطار المستوعب، لذلك كان المطلوب هو تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، وليس فقط في الملف الفلسطيني.
- ضرب الاستراتيجية الأمنية للاحتلال.
- ضرب التغول "الاسرائيلي".
- ضرب محاولة تمدد نفوذ الاحتلال ووراثته للولايات المتحدة في المنطقة.
- تحويل "إسرائيل" من كيان آمن إلى منطقة مهددة، وانتهاء الحصانة التي كانت لهذا الكيان، فإسرائيل القائمة على الأمن والرفاه، باتت -لأول مرة – بلا أمن ولا رفاه، واقتصادها مدمر.
تداعيات "الطوفان"
وعن تداعيات الطوفان، قال طاهر النونو:
- الاحتلال كان يتصور أنه في خلال شهر أو شهرين يمكنه أن يقضى على حماس، وهذه هي المهلة التي كانت ممنوحة له من الإدارة الأمريكية، ثم مهلة شهر ثم مهلة شهر وهكذا عام كامل ولم يصلوا إلى هدفهم.
- مليون و300 ألف في رفح لم يذهب أحد إلى الحدود المصرية، لأن هذا الجيل في ذهنه "لا لجوء ولا نكبة جديدة"، ولا رفع للراية البيضاء. مثلا "أم عماد" من غزة استشهد أبناؤها فقالت: "لدينا قماش لنكفن أبناءنا وليس لدينا قماش لنرفع الراية البيضاء".
- الشمال مازال صامدا وبه 150 ألفا، ومن يصاب يعالج ويرجع مرة أخرى للقتال، لذلك عمد الاحتلال إلى استهداف المدنيين وتجويعهم ومنع الماء وقتل الأطفال والنساء، وتدمير البنية التحتية من مستشفيات وغيرها.
- المقاومة مازالت قادرة على الإدارة ومواصلة القتال.
نتائج "الطوفان"
أما نتائج "الطوفان"، فاستعرضها الضيف في التالي:
- هزيمة "إسرائيل" ممكنة بكثير من الجهد وقليل من الإمكانيات، وهذا ما حققته حركة محاصرة لمدة 17 عاما.
- المقاومة استطاعت بـألف وثمانمائة جندي، في 7 أكتوبر، السيطرة على ضعف مساحة غزة في حين لم يستطع الاحتلال بست فرق عسكرية مدججة بكل أنواع الأسلحة السيطرة على غزة فيما يزيد على عام كامل.
- الكيان لا يمكن أن يكون صديق للأمة.
- "نتنياهو" اختار الهروب للأمام ومهاجمة الشمال، وربما يذهب لحرب إقليمية، لأن هذا الأمر هو الوحيد الذي يجعل الكيان ليس وحيدا.
- الكيان يريد للولايات المتحدة أن تكون شريكا في القتال.
تداعيات فوز ترامب
وفي إجابة على سؤال: كيف تلقت المقاومة الفلسطينية فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة في تعامله مع "طوفان الأقصى" والقضية الفلسطينية وهو الذي دعم صفقة القرن؟ قال طاهر النونو: "أمريكا في كل عهودها كانت منحازة للكيان فقط، فأحدهم يقول: "أريد أن أقتلك" والآخر يقتلك ثم يعتذر.
ونحن رأينا ماذا فعل الديمقراطيون في دعم الكيان ونتنياهو، والجمهوريون حاولوا إتمام صفقة القرن، فالولايات المتحدة لا يمكن أن تكون وسيط نزيه بين الفلسطينيين والكيان.
أما السيناريوهات المتوقعة في وجود ترامب، فيمكن أن تكون كالتالي:
- أن يفرض وقف إطلاق النار قبل دخوله البيت الأبيض؛ أو أن يتوسع نتنياهو في معركة إقليمية؛ ليفرض على الولايات المتحدة أن تكون شريكا في الحرب، وهذا يعتمد على تشكيلة الإدارة الأمريكية الجديدة. أما عن كيفية وقف الحرب، هل من خلال اتفاق أم آلية مختلفة؟ فهذا أمر سوف تجيب عليه الأيام القادمة، في ظل العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب.
- نحن كمقاومة أعددنا أنفسنا لحرب استنزاف طويلة، وشعبنا تحمل الكثير، ونتمنى بالطبع وقف الحرب ووقف العدوان في أقرب وقت، لكن إذا فُرض علينا استمرار الحرب، فنحن أعددنا أنفسنا لحرب استنزاف طويلة.
- الفلسطينيون رغم الألم لا يوجد في قاموسهم أن يتنازلوا عن دم الشهداء أو يرفعوا الراية البيضاء.
- نحن نرى أن معركة طوفان الأقصى استطاعت أن تنقل القضية لمرحلة جديدة، وبدون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه لن يكون هناك استقرار في المنطقة، فقد كان هناك تجاهل للقضية الفلسطينية من 1992، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لن يعودوا لهذا التجاهل مرة أخرى بعد الطوفان.
شروط الهدنة
وفي إجابته على سؤال حول موقف حركة حماس من عروض الهدن أو وقف إطلاق النار ، قال إن أي موقف تتخذه المقاومة سيكون مشروطا بالآتي :
- الوقف الدائم والشامل للحرب
- الانسحاب الكامل من قطاع غزة
- البدء الفوري في الإعمار وعودة النازحين
- صفقة تبادل للأسرى
- لن نقبل إملاءات أو شروط من الاحتلال.
اليوم التالي للحرب
وردا على سؤال عن الترتيبات الفلسطينية لما بعد الحرب، وما قاله أسامة حمدان حول نقاشات مع حركة "فتح" بتشكيل هيئة لمتابعة أمور قطاع غزة واحتياجاتها في مختلف القضايا، قال طاهر النونو: نحن قلنا، وفي جميع المناسبات عندما كانوا يتحدثون عن اليوم التالي لوقف الحرب، إن صياغة اليوم التالي للمعركة هو صياغة وطنية فلسطينية بامتياز، لا للاحتلال، ولا أي جهة مهما كانت خارج فلسطين، ومن هنا كانت الحوارات التي تمت في القاهرة برعاية مصرية، وصياغة ترتيب وطني فلسطيني للمشهد الفلسطيني، ونحن قلنا هذا موقفنا بالأساس لترتيب البيت الفلسطيني، والذي أعلناه يوم 16 أكتوبر 2023 . قلنا رؤيتنا لهذه الحرب في ثلاث نقاط:
- العمل السريع لوقف إطلاق النار.
- ترتيب البيت الفلسطيني من بوابة منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني أو حكومة تكنوقراط تعيد بناء الإدارة الفلسطينية والمشهد الفلسطيني وتجهز لانتخابات.
- إقامة دولة فلسطينية وفق القرارات والقوانين الدولية.
هذا ما قلناه في اللقاءات، وفي اللقاءات الأخير عرض مقترح بأن عدم تشكيل الحكومة لا يعني عدم التنسيق والتعاون بين قطاع غزة والضفة، ونحن قلنا يمكن أن نقبل وجود لجنة أو هيئة لإدارة قطاع غزة، على أن تتوفر ثلاث نقاط:
- أن تكون جزءًا من النظام السياسي الفلسطيني وتأخذ شرعية من الرئيس أبو مازن يعني لا نريد أن نعود إلى تقسيم النظام الفلسطيني
- أن تستمر وحدة الجغرافيا الفلسطينية، أي الارتباط السياسي والجغرافي بين الضفة وغزة.
- أن تكون مشكَّلة من جهات تكون قادرة أن تتعامل دوليا وتكون مقبولة دوليا، وأن تباشر مهامها بشكل فوري في كل ما يتعلق بالقطاع، سواء المعابر أو الأمن أو الإعمار أو الصحة أو التعليم أو غيرها.
هذا ما أكدنا عليه، وأعتقد أن هناك تفهما مصريا لذلك، ونأمل أن يكون هناك استكمال للحوار ما بيننا وبين إخواننا في حركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية في بلورة صيغة لهذه الهيئة أو هذه اللجنة حتى تنطلق وتدير الشأن الفلسطيني.