وسط تعتيم إعلامي: انتهاكات خطيرة ضد مسلمي الهند تنتهي بالقتل المباشر

الأربعاء - 19 يوليو 2023

  • مؤتمر دولي: الأقلية المسلمة تمثل 15 بالمائة من شعب الهند..و 40 مليون مهددون بسحب الجنسية
  • الحزب الحاكم يتبع سياسة التهميش ضد المسلمين وتجريدهم من حقوقهم.. وتزايد القتل على الهوية
  • الحكومة تسعى لفرض قانون مدني موحد دون مراعاة للأحوال الشخصية بحسب الدين
  • حرمان 100 ألف مسلمة من المدارس والجامعات بسبب الحجاب وتغيير أسماء البلدان والقرى الإسلامية
  • تغيير المناهج وحذف المسلمين من تاريخ الهند.. وتمثيل ضعيف جدا في البرلمان والإعلام

 

إنسان للدراسات الإعلامية- أماني محمد:

عقدت مؤسسة "العدالة للجميع" مؤتمرًا دوليًا، الأحد 16 يوليو 2023، في إسطنبول بعنوان " مشاكل الأقليات في الهند"، وبحضور عدد من الصحفيين والإعلاميين من جنسيات متعددة.

كشف المؤتمر ما يتعرض له المسلمون الذين يعيشون في الهند من انتهاكات واضطهادات خطيرة وممنهجة لحقوق الإنسان لسنوات عديدة منها التعذيب وسوء المعاملة والضغوط على حرية المُعتقد، وصولا إلى القتل والإعدام خارج نطاق القضاء.

واستعرض الدكتور ظفر الإسلام خان، رئيس تحرير ملي غازيت والرئيس السابق لمفوضية الأقليات في دلهي، أبرز الانتهاكات التي تمارس على الأقليات الدينية في الهند وما يتعرض له المسلمون من فظاعات وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومحاولات التطهير العرقي والقتل على حسب الهوية.

حركة آر إس إس

وأوضح خان أن منظمة راشتريا سوايام سِيواك سنغ والتي يرمز لها "RSS" وتعني "منظمة الخدمة الذاتية"، هي حركة شبه عسكرية ظهرت من بطن حركات النهضة الهندوسية في عام 1925 وقامت بتأثير الحركتين النازية والفاشية وتتشابه معهما في ملابس أعضائها وتدريباتها وشعاراتها النازية والفاشية.

وأبان أن هذه الحركة لا تقبل بالتوجهات العلمانية والديمقراطية والمساواة بين الموطنين في الهند، حيث كانوا يعتبرون المهاتما غاندي مسؤولا عن تقسيم الهند وحماية المسلمين هناك فقتله أحد أعضاء هذه الحركة، مما أدى إلى حظر هذه المؤسسة للمرة الأولى في فبراير عام 1948، ثم رفع الحظر عنها في يوليو 1949 بعد أن طلبت العفو وأكدت أنها منظمة ثقافية لا دور لها في السياسة، موضحا أنه تم حظرها ورفع الحظر عنها 3 مرات على فترات مختلفة، ولكن هذه المنظمة نجحت في التغلغل ودس عناصرها في أجهزة الدولة لتنفيذ سياساتها.

وأشار إلى الأخطار الثلاثة في نظر الحركة القومية الهندوسية تتمثل في: المسلمين،  والمسيحيين بمؤسساتهم التعليمية والطبية والاجتماعية، ثم الشيوعية.

وأكد أن مشكلة الهندوسية مع الإسلام تكمن في أن الإسلام لم يقبل بالانصهار والاندماج في الهندوسية، مستشهدا بقول أشوك رودرا الأستاذ بجامعة بومباي: "السبب في 700 سنة من الحقد وعدم التسامح مع الإسلام يعود إلى فشل البرهمية في ابتلاع الإسلام في الهند، ولو كان الإسلام قبل بالانصهار  لكانت البرهمية قد قبلته بكل سعادة كجزء من البيت الهندوسي".

تخويف وادعاءات كاذبة

وأوضح خان أن حركة الهندوتوا ( القومية الهندوسية) تهدف إلى تحقيق الحكم المطلق للهندوس في الهند، وذلك من خلال بث الدعاية الكاذبة والمكثفة منذ عقود؛ وهو ما جعل الغالبية الهندوسية تظن أن حقوقها مهضومة في بلدها وأن الأقليات استحوذت على كل الفرص والخيرات وأن الديانة الهندوسية في خطر يتأتى من قبل مسلمي الهند.

وأكد أن هذه الدعاية الكاذبة ليست منطقية، حيث أن مسلمي الهند لا يتجاوز عددهم 172 مليون نسمة، بينما هناك 1.1 مليار هندوسي، موضحا أن هذه الحركة تستهدف مسلمي الهند ومسيحييها على اعتبار أنهم خطر على أمن وهوية الهند الأصلية.

كما بيّن أن زعماء الحركة الهندوسية يرددون دائما أن "الهندوسية في خطر" ، ويرددون تلك النعرة الكاذبة أن المسلمين سيصبحون أكثرية في البلاد في المستقبل القريب، وأن المسلمين يستحوذون على كل التسهيلات الحكومية وذلك على حساب الهندوس، وهناك الهندوس يؤمنون بهذه الأكاذيب رغم أن الأبحاث العلمية أكدت أنها زيف، والحقيقة أن الهندوس يحتكرون كل جوانب الحياة في الهند من سياسة وبيروقراطية واقتصادية وإعلامية وشرطة وجيش ومخابرات.

وأشار إلى الادعاءات والأكاذيب التي تستغلها الحركة الهندوسية والترويج إلى أن المسلمين هو المسؤولون عن تقسيم الهند سنة 1947 وبالتالي هو بلد هندوسي ولا مكان للمسلمين فيه، وإن بقوا فلا يحق لهم المطالبة بأي حقوق بل عليهم أن يقبلوا ما يعطى لهم.

وقال: إن الحقيقة غير ذلك حيث أن الهندوس هم من سبقوا الرابطة الإسلامية بالمطالبة بتقسيم الهند لتكوين دولة هندوسية خالصة والتخلص من المسلمين الذين اعتبروهم عقبة في وجه قيام دولة هندوسية خالصة.

انتهاكات وتعتيم إعلامي

وتحدث حول أبرز الانتهاكات التي تمارس ضد المسلمين، ومنها القتل على الهوية والدين، وأيضا منع الحجاب وحرمان 100 ألف مسلمة من المدارس والجامعات بسبب الحجاب، وتغيير أسماء البلدان والقرى وكل ما له علاقة بالإسلام، بالإضافة إلى تغيير المناهج وحذف المسلمين من تاريخ الهند.

كما أوضح الدكتور ظفر أن هناك من يقارب 200 مليون مسلم في الهند، ولا يوجد حزب سياسي مسلم واحد، مشيرا إلى أن هناك أحزاب محلية في الأطراف ترشح ما بين 3 إلى 4 نواب في البرلمان، وهو ما وصل إلى 23 برلماني مسلم في البرلمان الهندي من أصل 443 مقعدا، واستطرد قائلا: هذه النسبة تعد أقل نسبة في تاريخ الهند، والتي من المفترض أن تصل إلى 80 مقعدا للمسلمين في البرلمان.

وقال: إن حكومة مودي ليس بها أي تمثيل للمسلمين، فلا يوجد فيها مسلم واحد، فالحكومة تقتصر فقط على حزب مودي الذي يتبع سياسة التهميش للأقليات الدينية في البلاد.

وحول دور وسائل الإعلام المحلية في نشر قضية الأقليات، أشار إلى أن هناك صحف عديدة بلغة الأوردو، ولكن الهندوس لا يقرؤونها بعد استقلال الهند، بالإضافة إلى صحف ضعيفة باللغة الإنجليزية.

توصيات المؤتمر

وفي ختام المؤتمر عقدت ورشة عمل وعصف ذهني للمشاركين، خلصت بعدد من المقترحات لنصرة الأقليات المضطهدة وعلى وجه الخصوص مسلمي الهند، ومنها:

-  تفعيل القضية إعلاميا بلغات متعددة.

-إنشاء هيئة عالمية تتبنى قضايا الأقليات المسلمة حول العالم، ينبثق منه بنك معلومات موثق.

-تفعيل القضية في المنظمات الحقوقية الدولية.

-توحيد المؤسسات المحلية داخل الهند التي تتبنى قضايا المسلمين في كيان واحد وتصعيده دوليا.

-إنشاء قنوات على اليوتيوب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي.

-دبلجة وإنتاج الأعمال الفنية والدرامية.

-انتاج عمل فني يستعرض تاريخ المسلمين في الهند.

-مد جسور التواصل مع كل المظلومين، وإنشاء بنك علاقات عامة لشخصيات هندية يمكنها المساهمة إعلاميا.

- إرسال رسائل مكثفة لمطالبة منظمات العالم الإسلامي المختلفة لنشر القضية.

-تركيز وصياغة الرسالة الإعلامية وإنتاج مواد متنوعة لإيصالها لشرائح متعددة في العالم العربي .

-صياغة قصص شهود العيان وإطلاق الحملات الإلكترونية للوصول إلى ترند عالمي.

-إنشاء منصة إعلامية "الهند بالعربي".

تنشيط البعثات التعليمية الهندية إلى الدول الإسلامية.

-التمهيد أو الدعوة لمقاطعة الهند