بعكس ما يروجه الإعلام المصري: أوباما كان قلقا من صعود الإخوان للحكم

الأحد - 11 أبريل 2021

إدارة أوباما دعمت مبارك حتى آخر لحظة بمعاونة حكام الخليج ومرروا انقلاب السيسي

أوباما يعترف في مذكراته بأن الإخوان أقوى تنظيم متماسك وأنه لم يكن داعما للربيع العربي

 

على عكس ما يشيعه إعلام الاستبداد، يبدو أن أوباما كان قلقا من صعود الإخوان للحكم بعد ثورة يناير، ففي الجزء الأول من كتابه "أرض الميعاد"، الصادر في نوفمبر 2020م،  قال أوباما إنه "كان يخشى خلال أسابيع الثورة الأولى من أن الفراغ الذي سيتركه مبارك سوف يشغله الاخوان، ويقول إن "فلسفتهم الأصولية جعلتهم راعيا صعبا، يصعب الاعتماد عليه لحراسة المبادئ الديمقراطية التعددية ومصدر مشاكل محتمل للعلاقات المصرية الأمريكية".

 كما يقول إن مساعي إدارته للضغط على مبارك للإصلاح السياسي، الذي لم يسعفه الوقت لتطبيقها قبل انطلاق انتفاضات الربيع العربي، كانت تأمل أن تتجنب التعامل مع مشهد كالذي شهدته في التحرير.

تحريض محمد بن زايد على الإخوان

وفي حديثه عن موقف بن زايد من السياسة الأمريكية تجاه الثورات العربية، يقول أوباما: "لقد انتقد في محادثة معي علناً دعم البيت الأبيض لتنحي مبارك عن الحكم بسبب التظاهرات، وحذّر من أن وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في هذا البلد (مصر) يهدد بسقوط ثمانية قادة عرب آخرين"، لكنه لم يذكر أسماء هؤلاء القادة الذين قصدهم بن زايد.

وتابع أوباما بالقول: "أخبرني محمد بن زايد أن التصريحات الأمريكية عن مصر تخضع لمراقبة عن كثب في الخليج، بقلق متزايد. ماذا سيحدث لو دعا محتجون في البحرين الملك حمد للتنحي؟ هل ستصرح الولايات المتحدة بالتصريحات نفسها التي صرحت بها عن مصر؟".

ورد أوباما: "أخبرته أنني أتمنى العمل معه ومع آخرين لتجنب الاضطرار إلى الاختيار بين جماعة الإخوان المسلمين والاشتباكات العنيفة المحتملة بين الحكومات وشعوبها". ونسب أوباما إلى محمد بن زايد قوله إن "الرسالة العلنية لا تؤثر على مبارك، كما ترى، لكنها تؤثر على المنطقة".

وتابع أوباما: "ولهذا انتقد بياني، إذ قال إنه يظهر أن الولايات المتحدة ليست شريكا يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل. كان صوته هادئا وأدركت أنه لم يكن طلبا للمساعدة بقدر ما كان تحذيرا. ومهما حدث لمبارك، فإن النظام القديم لم يكن لديه نية للتنازل عن السلطة دون قتال".

عبدالله آل سعود يحذر من الإخوان!

أوباما كشف أيضا موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من الإخوان، فقال : "لقد اعتقد الملك أن المحتجين المصريين لا يعبرون عن أنفسهم، وأرجع الاحتجاجات إلى أربعة فصائل: الإخوان المسلمون وحزب الله والقاعدة وحماس"، وأضاف الرئيس الأمريكي السابق قائلا: "لم ترق تحليلات هؤلاء القادة إلى مستوى الدقة اللازمة، فالسنة، الذين يمثلون غالبية الشعب المصري والمكون الوحيد للإخوان المسلمين من الصعب أن يتأثروا بإيران الشيعية أو حزب الله، علاوة على عدم وجود دليل يثبت وقوف القاعدة وحماس خلف الاحتجاجات بأي شكل"، حسب قوله.

يشير أوباما إلى أن الملك أخبره أن انتشار الاحتجاجات في المنطقة يشكّل تهديدًا وجوديًا للعائلة الملكية التي لطالما أخمدت أيّ شكل من أشكال المعارضة الداخلية.

وتابع أوباما قائلا: إن قادة الدول الأخرى في المنطقة والذين كانوا "أصغر سنا" كانت لديهم مخاوف من وصول الاحتجاجات إلى بلدانهم وكانوا يتوقعون من أمريكا اختيار الاستقرار على الفوضى.

أوباما: الإخوان أقوى تنظيم متماسك

ووصف أوباما جماعة الاخوان في كتابه قائلا: "بعيدا عن الجيش، كان أقوى تنظيم متماسك في البلاد هو جماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة إسلامية سنية كان هدفها الأساسي أن تحكم الشريعة الإسلامية مصر والعالم العربي كله، وبفضل تنظيمها وتركيزها على العمل الخيري كانت تتفاخر بعدد كبير من الأعضاء، رغم كونها محظورة رسميا".

اوباما قال بوضوح إنه كان مضطرا للتعامل مع تطلعات الشعوب بعد ثورة الربيع العربي ولم يكن داعما لها، وشجعه على ذلك فريق الشباب في ادارته وكشف عن اتصال وزير دفاعه الاسبوعي مع السيسي أي أنه لم يكن يعادي الانقلاب، ووقف بعض صفقات السلاح لم يكن مؤثرا علي السيسي وقام بإلغاء الوقف بعد تدخل اللوبي الصهيوني الداعم للسيسي وانقلابه.

رغم ذلك، هناك محاولات مستمرة من إعلام السلطة وابواق على مواقع التواصل لفبركة هذه المذكرات بما يطوعها لصالح الثورة المضادة وإظهار ان الربيع العربي كان مضرا للعرب وأن من ساندوه مثل قطر كانوا مغضوبا عليهم من اوباما وينتقد عدم ديمقراطيتهم، وان الغرب احتضن الاخوان ولم يتآمر عليهم، وكلها فبركات.

وعليه، يسخر نشطاء من أن مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" لها طبعتان طبعة أصلية، وطبعة أخرى في السعودية والامارات، مزيدة ومنقحة (للسخرية من تزويرهم كلام لأوباما لم يقله).