تنفّس حرية ثم عاد للعبودية.. تحولات الإعلام المصري بين الثورة و الانقلاب
الخميس - 25 يناير 2024
- ثورة يناير حررت الإعلام من قبضة العسكر ومنحته فرصا غير مسبوقة في التعبير بلا سقف
- الثورة ألغت معظم القوانين المقيدة للحريات.. والرئيس مرسي منع الحبس الاحتياطي في قضايا النشر
- الرئيس "مرسي" عزّز الحريات الصحفية وتحمل النقد اللاذع ليحافظ على مكتسبات الثورة
- دستور 2012 رفع الرقابة وسمح بإصدار الصحف بمجرد الإخطار فظهر العشرات منها لتعبر عن كل الأطياف
- انقلاب يوليو 2013 أفقد الإعلام مكتسباته الثورية واغتال حريته وحوله أداة للكراهية السياسية
- الانقلاب بدأ خطوته الأولى بإغلاق وسائل الإعلام والمواقع الثورية والقبض على العاملين فيها
- الخطاب التحريضي بات مسيطرا على الإعلام ومئات الصحفيين تعرضوا للاعتقال والفصل التعسفي
- الثورة المضادة والمال السياسي لعبا دورا خطيرا في إعادة الإعلام إلى "حظيرة الديكتاتورية"
- مصر بالمرتبة 166 من 180 دولة في حرية الصحافة بعد توسع الانقلاب في القوانين المقيدة للحريات
إنسان للإعلام- خاص:
تمهيد
العلاقة بين ثورة 25 يناير والإعلام، علاقة تحرر من قيود عاشتها منذ بداية عهد الحكم العسكري الذي أعقب انقلاب 23 يوليو 1952.
استعاد الإعلام المصري بالفعل حريته مع اندلاع شرارة ثورة يناير، وامتدادها بعد ذلك، وبدأت المعايير المهنية تعود للصحافة، ثم انتعشت وسائل الإعلام، بكل صورها وأشكالها، في عهد الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب شعبيا، حيث أرسى دستور 2012 تشريعات أسست لحريات إعلامية غير مسبوقة.
لكن سرعان ما تم اغتيال هذه الحريات بعد انقلاب وزير الدفاع، عبدالفتاح السيسي، على الرئيس المنتخب، في 3 يوليو 2013، حيث تم تطبيق معايير شمولية على وسائل الإعلام بمصر، وتحول الإعلام إلى "الصوت الواحد"، الذي تسيطر عليه الأجهزة المسماة بـ" السيادية"، حيث بدأ الانقلاب أولى خطوته الأولى بإغلاق وسائل الإعلام والمواقع الثورية والقبض على العاملين فيها، وبث خطابا تحريضيا أفقد الإعلام مكتسباته الثورية واغتال حريته وحوله إلى أداة للكراهية.
من خلال سطور هذه الدراسة، نعقد مقارنة بين حرية الإعلام في عهد الثورة والحكم المدني، وفي عهد "السيسي" ونظامه الانقلابي، لنكشف في النهاية كيف انحدر الأداء الإعلامي إلى مستوى تصنيف مصر في المرتبة 166 من 180 دولة في حرية الصحافة.
المحاور:
- "ثورة يناير" وإطلاق الحريات الإعلامية
- إعلام الانقلاب أداة كراهية وانقسام مجتمعي
- التشريعات المتعلقة بالحريات بين الثورة والانقلاب
- نماذج من المعالجات الصحفية الثورية والانقلابية
أولا - "ثورة يناير" وإطلاق الحريات الإعلامية
مع اندلاع شرارة ثورة 25 يناير 2011، اندلعت شرارات إعلامية موازية كثيرة حاولت مواكبة الحدث واستغلاله في تحقيق الانتشار، وفي الوقت نفسه انطفأت منصات إعلامية أخرى، وتوارت بعيدًا، فكتبت الثورة عهدا جديدا للإعلام المصري، تخلص فيه من قيود العسكر التي فرضوها عليه على مدار 6 عقود، جعلته محروما من معاني الحرية.
قصص صعود وهبوط كثيرة لمنصات إعلامية، ارتبطت بانفجار الثورة الشعبية التي أطاحت حكما ديكتاتوريا استمر لثلاثين عامًا، وجعلتها محط أنظار العالم، بينها قصص لمؤسسات نشأت خصيصًا لمواكبة الحدث ومحاولة التأثير فيه سلبًا أو إيجابًا، انتهى بعضها إلى التلاشي، بينما حظر البعض الآخر، وآلت البقية الباقية إلى قبضة النظام الذي أضحى يتحكم في أغلبها.
بالتزامن مع الثورة بزغت قنوات تلفزيونية تحررت من كل القيود، لكن تدخل المال السياسي في تأسيسها، مستغلا اجواء الحرية التي نعمت به مصر بعد الثورة، ونجح رجالات الدولة العميقة في تأسيس كيانات إعلامية، لعبت دورا إجراميا في النيل من الثورة ورموزها بعد ذلك.
- من أمثلة ذلك مجموعة قنوات "دريم" التي أسسها رجل الأعمال الراحل أحمد بهج، والتي كانت تبثّ من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، وهي الميزة التي لم يتمتع بها الآخرون، فكانت في البداية سببًا من أسباب اندلاع الثورة على مبارك. إذ كانت تقدم برامج ذات نبرة معارضة، وكانت تستضيف كوادر في تيارات سياسية معارضة، لعرض وجهة نظرها من النظام، الأمر الذي ساهم في تشكيل الوعي لدى الجماهير، وذلك من خلال برنامج مثل "العاشرة مساءً" والذي كانت تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، وبرامج أخرى.
ولكن مع اندلاع الثورة، اتخذت قناة "دريم" موقفًا محايدًا وأخذت في تخفيف النبرة ضد نظام مبارك، وظهر ذلك حتى في برنامج "العاشرة مساءً" والذي كان يعتبر برنامج الـ"توك شو" الأول في مصر، عندما بكت المذيعة منى الشاذلي بعد "خطاب مبارك" الشهير الذي تعهد فيه بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى، في محاولة لإخماد الثورة.
احتفظت "دريم" ببعض قوتها من خلال برنامج "صباح دريم" التي كانت تقدمه المذيعة دينا عبد الرحمن، المحسوبة على ثورة يناير 2011، لكنها انتقلت إلى قناة "التحرير" لفترة بسيطة، ومنها إلى قناة "سي بي سي".
أخذت "دريم" بعد ذلك في الخفوت تدريجيًا، مع ترك المذيعين الرئيسيين للقناة وانتقالهم لقنوات أخرى، ومع الضغط الذي مارسه نظام السيسي على رجل الأعمال أحمد بهجت قبل وفاته للاستحواذ على القناة، حتى أصبحت الآن قناة ضعيفة دون مشاهدات.
- وبينما كانت قناة "دريم" تتراجع تدريجيًا بعد الثورة، أخذت قناة "أون تي في" المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، في الصعود، لا سيما مع انضمام شخصيات محسوبة على الثورة مثل المذيعين يسري فودة، وريم ماجد وغيرهما، ما أعطى زخمًا للقناة في مواكبة أحداث الثورة، وتبني موقف القوى الليبرالية في مواجهة المجلس العسكري الحاكم آنذاك، لكن الأمر لم يستمر كثيرًا، حيث خففت القناة من حدة النقد، وغادرها نجومها من المذيعين بالتدريج. وكان من بين أشهر مذيعي القناة أماني الخياط، وجابر القرموطي، ويوسف الحسيني، وإبراهيم عيسى.
عملت القناة على استقطاب شباب من نجوم من الميدان وقتها لتقديم برامج مثل عضوي ائتلاف شباب الثورة، ناصر عبد الحميد، وخالد تليمة. وأطلقت مجموعة قنوات "أون" لمناسبة الثورة أيضًا قناة "أون لايف" والخاصة بالتغطيات الحية من كل محافظات مصر، ونجحت القناة في تغطية أحداث مهمة كحادث قطار الصعيد 2012، لحظة بلحظة، ما أكسبها زخمًا وتأثيرًا بالشارع.
- أيضا شجع مشهد الملايين في ميدان التحرير عاملين بمجال الصحافة والإعلام على الاستثمار في الحدث، وإنشاء مؤسسات إعلامية تتحدث بلسان الثورة. وكان من بين هذه المشروعات قناة "التحرير الفضائية" وهي قناة تلفزيونية أسسها الصحافي إبراهيم عيسى، بمشاركة بعض رجال الأعمال والصحافيين، ولكن سرعان ما باعها عيسى، وانتهت الآن إلى أن تكون قناة "تن" المملوكة لرجل الأعمال والقيادي الفلسطيني المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان.
- "سي بي سي" و"النهار"، قناتان تأسستا بعد الثورة مباشرة، الأولى على يد رجل الأعمال، الذي تم حبسه في عهد السيسي بتهمة الاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي على قاصرات، محمد الأمين، والذي توفى داخل السجن فيما بعد، والثانية على يد رجل الأعمال علاء الكحكي. وكانت المؤسستان بمثابة ذراع المجلس العسكري لاختراق الثورة.
نجحت "سي بي سي" في إنتاج برامج زادت شعبيتها مثل البرنامج الساخر الذي كان يقدمه باسم يوسف، وبرنامج "أبلة فاهيتا"، وبرنامج أحمد أمين، وهو ما حقق لها شعبية كبيرة، لكنها كشفت عن وجهها الحقيقي قبل وأثناء الانقلاب، وما بعده، وانتهت أخيرًا إلى قبضة المخابرات، بعدما أجبر الأمين على بيع حصته فيها.
- "الفراعين" كانت تعد القناة الرسمية الموحدة داخل جميع وحدات القوات المسلحة المصرية، بعد اندلاع الثورة، بشهادة الكثير من المجندين الذين خدموا بالجيش خلال تلك الفترة. وكان يديرها المذيع السابق بالتلفزيون المصري، توفيق عكاشة، الذي شكل بحد ذاته معولًا لضرب أول تجربة ديمقراطية لانتخاب رئيس للجمهورية، عام 2012، إذ كان يستغل أسلوبه الشعبي في التقديم للتأثير على الطبقات الشعبية، والهجوم على حكومة الرئيس محمد مرسي. (1)
استقطاب وتجاذب سياسي بعد الثورة
وقد اكدت دراسة صدرت عن مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات"، أن الإعلام المصري دخل حالة استقطاب وتجاذب سياسي بعد ثورة 25 يناير، حيث شكّلت لحظة رحيل مبارك نقطة فارقة في مسيرته، فوجد نفسه فجأة متحرراً من معظم القيود الأمنية والإدارية التي كانت تحكمه طوال عقود، فتحولت الحرية وسقوط القيود إلى فوضى إعلامية، بينما لم تقم السلطة الانتقالية بأيّ خطوات لإعادة تنظيم الإعلام المصري هيكلياً وتشريعياً بما يتناسب مع الواقع الجديد. وتعرّضت الأصوات الناقدة لأداء الإعلام إلى المضايقات والتهميش، من جانب جهات حكومية وغير حكومية. وتأثّرت وسائل الإعلام الخاصة بملاّكها من رجال الأعمال الذين ارتبطوا بعلاقات مع نظام مبارك والدولة العميقة.
ومع تولي الرئيس الشهيد محمد مرسي الرئاسة، توسعت قاعدة الحريات الصحفية والإعلامية، ولكن للأسف استغلت القنوات الممولة من رجال الدولة العميقة هذه الأجواء غير المسبوقة من الحرية، واستهدفت الرئيس وظهيره الشعبي من الإسلاميين وخاصة جماعة الإخوان، وخرج النقد للرئيس وأدائه عن الإطار المهني، ووصل إلى السخرية، حيث تبارت في ذلك سلسلة من القنوات الخاصة الذائعة الصيت التي يملكها رجال أعمال يرتبطون بمبارك وعهده. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل إن وسائل الإعلام المملوكة للدولة من قنوات تلفزيون ومحطات إذاعة وصحف ومواقع إلكترونية، كثيراً ما شاركت بقدر أو بآخر في هذه الحملات تحت مظلة الحرية.
وعانى الإعلام المصري حالةً من الاستقطاب خلال حكم الرئيس الشهيد محمد مرسي. ولم يستطع "مرسي" أن يحدَّ من الحملات التي استهدفته وجماعة الإخوان المسلمين، والتيار الإسلامي عموماً. وامتلأت القنوات الإعلامية بعبارات مثل "أخونة الدولة"، و"ميليشيات الإخوان المسلمين"… ونتج عن ذلك رفع عدد غير مسبوق من القضايا أمام المحاكم ضدّ الصحفيين والإعلاميين بتهمة "إهانة الرئيس".
وتلفت الدراسة النظر إلى أن وسائل الإعلام المصرية لعبت دوراً مهماً في الانقلاب على الرئيس مرسي، خصوصاً فيما يتعلق بإشعال نقمة المصريين عليه، وعلى الإخوان المسلمين. فقد اعتمدت على الهجوم المنظم والمستمر، وحرصت على تحميل مرسي والإخوان مسؤولية أيّ إخفاق أو سلبيات، حتى لو كانت مزمنة ومتوارثة منذ عهد مبارك. وانتشرت شائعات لم تهدف فقط إلى إسقاط الإخوان وتهيئة الساحة للسيسي لتصدّر المشهد، بل لاستخدامها بعد ذلك عند اللزوم في تثبيت حكم السيسي ومحاولة احتواء أيّ إخفاقات يواجهها. وهو ما أكده الإعلامي توفيق عكاشة الذي أعلن عن وجود علاقة وتعاون بين إعلاميين وأجهزة الأمن المصرية؛ بهدف إسقاط جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسي، وقال عكاشة، إن جميع الإعلاميين هم “أصدقاء الأمن وكانوا عايزين يطيحوا بالإخوان”.
وتذكر الدراسة أن وسائل الإعلام المصري اعتمدت في الشائعات في عهد مرسي على ثلاث استراتيجيات رئيسية، هي: الطعن في شرعيته، والطعن في وطنيته ووطنية الإخوان، وفي تشبيهه بمبارك والإخوان بالحزب الوطني.(2)
كما كشف رصد لمنظمات تعنى بحرية الصحافة أن القنوات الفضائية والبرامج التلفزيونية والصحف الورقية والإلكترونية، لم تشهد أي تدخل حكومي، أو أمني بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، خلال حكم مرسي. وقد كان شائعاً أن تهاجمه جهات متعددة، اتضح فيما بعد أن تمويلها السعودي والإماراتي، لم يكن بعيداً عن التمهيد للانقلاب العسكري في 2013. ومازال المصريون يتذكرون برامج باسم يوسف، وإبراهيم عيسى، ويوسف الحسيني، التي كانت تمتلئ بالسخرية من مرسي، وقراراته، وحتى ملابسه؛ بدون أن تتعرض للإيقاف، أو التضييق.
حريات فتحت المجال لمئات الصحف
وكانت الحريات الصحفية التي أسس لها دستور 2012، سببا في تأسيس عشرات الصحف التي كانت تصدر بالإخطار فقط، وتعبر عن كل ألوان الطيف السياسي، وكان لها دور في انعاش الحياة الصحفية ماديا ومهنيا، ولكن كثير منها كانت تصب في معارضة الثورة والانحياز للمجلس العسكري.
ومن الجرائد الحزبية التى صدرت بعد ثورة يناير، جريدة (النور الجديد) لحزب النور الجديد، جريدة (الحرية والعدالة) لحزب الحرية و العدالة، جريدة (الصقر) لحزب مصر القومى، جريدة (مصرنا) لحزب الاصلاح والتنمية، جريدة (المدار) لحزب مصر الثورة، جريدة (التيار الثالث) لحزب حراس الثورة، جريدة (الربيع العربي) للحزب العربي للعدل والمساواة، جريدة (مصر الحديثة) لحزب مصر الحديثة، جريدة (الشعب الجديد ) لحزب العمل الجديد، جريدة (التحرير المصري) لحزب التحرير المصرى، جريدة (نور الحرية) لحزب الحرية.
أما بالنسبة للصحف الخاصة التى سجلت ما بعد الثورة فهى جريدة (التحرير) للشركة المصرية للنشر العربي والدولي، جريدة (المال الاسبوعى) لشركة المحتوى الجديد للصحافة والنشر، جريدة (الحرية للشعب) للشركة الأهلية للصحافة والطباعة والنشر، جريدة (المشهد) لشركة المشهد للصحافة والطباعة والنشر، جريدة (الفتح) لشركة المجموعة العربية للصحافة والإعلام، جريدة (الخبر العربية) لشركة الخبر العربية للصحافة والنشر، جريدة (المصريون) لشركة المصريون للصحافة والنشر، جريدة (الوطن) لشركة المستقبل للنشر والتوزيع والصحافة، جريدة (المسلمون) لشركة السبيل للصحافة والطباعة والنشر و خمس اصدارات لشركة الرسالة للصحافة والطباعة (مجلة حصاد الفكر- مجلة الرسالة الثقافية – مجلة صوتك – مجلة فارس وزهرة ، مجلة القدس).
وذلك بخلاف الصحف القومية البالغ عددها 56 صحيفة منها (18) صحيفة لمؤسسة الاهرام، (12 صحيفة) لأخبار اليوم ، (12 صحيفة) لدار التحرير ، ( 9 صحف) لدار الهلال (صحيفتين) لروز اليوسف ، (صحيفة واحدة) لدار المعارف واكتوبر، و (صحيفتين) لوكالة انباء الشرق الاوسط.
وهكذا عاش الإعلام المصري أزهى عصوره بعد الثورة، وتعززت هذه الحريات بشكل غير مسبوق في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي.
ثانيا - إعلام الانقلاب أداة كراهية وانقسام مجتمعي
بعد انقلاب 3 يوليو 2013، فقد الإعلام المصري كل مكتسباته الثورية، واغتال العسكر حرياته، بالتزامن مع سحق أرواح الابرياء في ميادين الثورة ضد الانقلاب ومنها "رابعة" و"النهضة".
ودخل المشهد الإعلامي في مصر مرحلة جديدة بالغة الدلالة والخطورة بعد الانقلاب على الرئيس مرسي، فقد تحول الإعلام بشكل واضح إلى أداة صريحة في الصراع السياسي بين السلطة الانقلابية، وبين المطالبين بالعودة للشرعية، وزادت صعوبة إيجاد مكان للأصوات الناقدة في وسائل الإعلام التقليدية.
وبدأ السيسي انقلابه بإغلاق كل وسائل الإعلام الثورية والمعارضة للانقلاب، وقام الجيش المصري القنوات الإسلامية والمحسوبة على التيار الإسلامي في غضون ساعات من عزل مرسي، وفُرضت الرقابة على المؤسسات الإعلامية، وتعرضت مكاتب إعلامية أخرى للمداهمات، واتهمت السلطات المصرية وسائل الإعلام الأجنبية بتقديم تغطية منحازة.
كما أصبح المشهد الإعلامي المصري غير مهني عموماً بعد عزل الرئيس مرسي، وبالغت معظم وسائل الإعلام المصرية في دعم نظام ما بعد مرسي، في ظلّ وجود بضعة استثناءات فردية تحاول الحفاظ على بعض التوازن.
وفي العموم، امتلأت موجات الإذاعة والتلفزيون بالأغاني والبرامج الحوارية التي تمجد الجيش، ولعب الإعلام دوراً مؤثراً في المشهد السياسي المصري، لا يقتصر على التحيّز فقط، وإنما تخطاه إلى ما يقول عنه مراقبون ونشطاء إنه “فبركة وتزييف حقائق”.
كما زاد الخطاب التحريضي والعنصري في وسائل الإعلام المصرية، حيث تعالت دعوات فضّ اعتصامات مؤيدي عودة الرئيس مرسي بالقوة، وتضمّن بعضها تحريضاً على العنف وسفك دماء المصريين. وتبنّى الإعلام حملات شيطنة المعتصمين في ميداني رابعة والنهضة؛ حيث وصفهم تارة بالمغيبين والمخطوفين ذهنياً، وتارة أخرى بـ”الإرهابيين المسلحين”، وتارة ثالثة بالقتلة المجرمين. ونظرت أوساط ثقافية مصرية باستغراب إلى ما تصفه بالضحالة الفكرية لدى بعض النخب التي تتصدر المشهد الثقافي والإعلامي في مصر.
ومن جهة أخرى، خصصت نحو 28 قناة مصرية رسمية وخاصة تغطيتها لفعاليات المظاهرات تجاوباً مع دعوة السيسي بالنزول إلى الميادين لتفويضه من أجل مواجهة ما أسماه بـ”الإرهاب”.
في المقابل غابت تغطية المظاهرات المؤيدة لمرسي إلى حدّ كبير عن تغطية القنوات المصرية الرسمية والخاصة، والتي اقتصرت في تغطيتها على عرض لقطات محدودة من ميدان رابعة العدوية ضمن مظاهرات أخرى مؤيدة لدعوة السيسي، وكان التركيز الأكبر في تغطيتها على ميدان التحرير، وذلك بالرغم من استمرار اعتصامي رابعة والنهضة لأكثر من أربعين يوماً بحشود هائلة.
وشهد الإعلام ممارسات حادة ومنفلتة، وراوح مكانه في نفق عميق، على صعيد التنظيم والأداء، وتواصلت الانتهاكات بحق عددٍ من وسائل الإعلام والإعلاميين والصحفيين؛ وهي انتهاكات تنوعت بين الاحتجاز، والاعتداء، والاستهداف القضائي، بحسب عددٍ من المنظمات الحقوقية، وبين المنع، والتقييد، وفق عددٍ من الوقائع الموثقة.
ومن بين الانتهاكات التي تمّ رصدها، استمرار غلق القنوات والصحف التابعة للتيار الإسلامي، ومنع بعض الكتاب والمذيعين من تقديم برامجهم، ومصادرة بعض أعداد الصحف وإجبارها على تغيير عناوين معينة أو إزالة مقالات.
وتدل المؤشرات إلى أن نظام السيسي كان أكثر قسوةً من سابقيه، حيث تمّ إلغاء عرض البرامج المعارضة والناقدة للنظام، كما قامت وزارة الداخلية بطلب عروض لشراء برمجيات لرصد شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
السيسي يعتبر الإعلام أداة خادمة للسلطة
وعكست تصريحات السيسي المتكررة، بشأن دور الإعلام وأهميته في بناء الدولة الجديدة، حتى قبل توليه السلطة، رؤيةً تنظر للإعلام بوصفه خادماً للسلطة ومكرِّساً لشرعيتها من خلال إقناع الرأي العام بإنجازات الحكومة والحشد والتعبئة للشعب خلفها.(4)
بهذا، سارت مصر على عكس خط السير العالمي، في الحريات الصحافية والإعلامية، لتضع شعبها بعيدا عن الحياة وتحجبهم عن العالم والواقع، في أكبر جريمة إنسانية وكونية، بعزل أكثر من 100 مليون إنسان عن شمس الحرية، وهو طريق نهايته الانفجار وتهديد الداخل والإقليم بل والعالم أجمع وإزاء الحريات الإعلامية والصحافة.
لجأ السيسي لسلاح القمع الأمني والسلطوي بالحجب وإغلاق الصحف والمواقع الصحفية، وأصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، منذ تأسيسه، قرارات بغلق وحجب عشرات المواقع الإلكترونية، وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات على موقع يوتيوب، بزعم "مخالفتها الأكواد والمعايير الإعلامية ومواثيق الشرف الصحفي أو الإعلامي" أو "عدم حصولها على ترخيص” وفقا لأحكام قانون تنظيم الصحافة والإعلام، وبات "نشر أو بث أخبار كاذبة"، التهمة الأوسع الصاقا للصحفيين والناشطين على فضاء الانترنت.
وأتى ذلك بالمخالفة لنص المادة (71) من الدستور المصري التي "حظرت بأي وجه فرض رقابة على الصحف، ووسائل الإعلام المصرية أو مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها".
وانتهت قرارات الحجب، كسلسلة متواصلة من قبل السلطة الحاكمة، إلى إغلاق اكثر من 700 موقع على الأقل، وذلك بحسب تقارير حقوقية رصدتها منظمات محلية وإقليمية ودولية.
وفي عهد السيسي عاني مئات الإعلاميين والصحفيين من أوضاع مزرية في السجون، والكثيرون منهم يتعرضون لإهمال طبي متعمد يمثل خطورة شديدة على حياتهم.
وبسبب الانتهاكات اللا إنسانية التي يتعرض لها الصحفيون، تحتل مصر المرتبة 166 من 180 دولة، في تقرير حرية الصحافة الذي تعده منظمة “مراسلون بلا حدود”، وبذلك تقع مصر المساحة السوداء، بحسب المؤشر، حيث تنتقل حالة الإعلام من سيئ إلى أسوأ.
وعلى مدار سنوات، تتردد مصر منذ الانقلاب العسكري بين المرتبة 158 و166 في هذا التصنيف، كما احتلت المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تحتجز أكبر عدد من الصحفيين، إذ بلغ عددهم حتى الآن أكثر من 48 صحفيا ، وفقا للجنة حماية الصحفيين غير حكومية.
وقد تسببت كل تلك السياسات في تقليص توزيع الصحف المطبوعة التي باتت كلها مجرد ناقل للبيانات الحكومية والبيانات العسكرية، في ظل توسع دور الرقابة، بحذف الموضوعات ومنع نشر المقالات، وتغيير المواد المطبوعة، وهو ما أفقد الصحف جاذبيتها، خاصة بعد سلسلة من الاستحواذات من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التابعة لجهاز المخابرات العامة، على الصحف والمواقع والقنوات التلفزيونية، وهو ما عبر عنه تراجع توزيع الصحف المصرية من 3.5 مليون في عام 2000 إلى 250 ألف نسخة في يونيو 2023 .
وفي ظل هذه الحالة من مصادرة الحريات الصحفية والإعلامية، لم يتبق تقريبًا على الساحة الإعلامية في مصر، سوى المنصات الإعلامية التي تتبع بشكل مباشر جهاز المخابرات العامة وتمتلكها المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة للجهاز، إضافة إلى بعض المنصات المملوكة لجهاز الشرطة.(5)
من جانب آخر، أكد تقرير لموقع "بي بي سي عربي" أن عهد السيسي شهد تضييقا غير مسبوق على الصحفيين الأجانب، حيث يعملون في ظل قيود قانونية شديدة والحكومة تقول إنها لدواع أمنية.
وأكد صحفي "بي بي سي" في القاهرة، وائل حسين، "إن مهمة الصحفيين في مصر أصبحت محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد، ...وهناك مخاطر مستمرة للتعرض لتهديدات ومضايقات واعتقال".
ويقول التقرير: بمجرد رؤية صحفي أجنبي، فإن رجال الأمن يطاردونه، بما ينعكس سلبا على صورة البلاد
وهكذا انقلب الحال في مجال الصحافة والإعلام بمصر في عهد السيسي وأصيب المجال الإعلامي بانتكاسة غير مسبوقة في التاريخ المصري الحديث .(6)
ثالثا- التشريعات المتعلقة بالحريات بين الثورة والانقلاب
في عهد الثورة نجحت البيئة الحاضنة في إيجاد بنية تشريعية لتعزيز حرية الصحافة و النشر من اي رقابة مسبقة، وأن يكون كل شيء مكتوب متاحا أمام الجميع بلا أية قيود وأن تكون هناك حرية لانتقاد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.
وطبقت الجوانب الأساسية للديمقراطية السليمة وتمكن الناس من انتقاد حكومتهم، ووجدت بالفعل صحافة حرة لا تتعرض للملاحقة القضائية، وحقق الرئيس مرسي وعده بإطلاق الحريات العامة والصحفية، وأسس لذلك دستور 2012.(7)
وقد تضمن دستور 2012 العديد من النصوص التي تضمن حرية الصحافة واستقلالها، وكان ثمرة واضحة لثورة يناير، حيث أسس لشكل جديد للمؤسسات الإعلامية المستقلة، وهو شكل يختلف كليًا عن سابقه الذي كان يكرس لهيمنة السلطة التنفيذية، ومن هذه النصوص المادة 45 المتعلقة بحرية الرأي والفكر والتعبير، والتي تمنح كل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل النشر والتعبير، ويلحق بها المادة 46 المتعلقة بحرية الإبداع بأشكاله المختلفة أما المادة 47 فدشنت عصرًا جديدًا فيما يخص الحق في الاطلاع على المعلومات حيث ترتب في نهايتها عقوبات لمن يعطل هذا الحق.
أما المادتان 48 و49 فقد مثلتا ثورة في المجال الإعلامي، حيث ضمنتا حرية الصحافة والإعلام ووسائل النشر وحظر وقفها أو غلقها أو مصادرتها إلا بحكم قضائي، وكذا حظر الرقابة على النشر، كما تضمنتا حرية إصدار الصحف بمجرد الإخطار وتملكها للأشخاص الطبيعيين إلى جانب الأشخاص الاعتباريين لأول مرة منذ أكثر من ستين عاما.
كما سعى الرئيس مرسي للانتقال بالإعلام الرسمي من إعلام السلطة إلى إعلام الشعب، ورغم أن الإعلام القومي كان تابعا لنظام مبارك مدافعا عنه، كما أصبح لاحقا تابعًا ومدافعًا عن نظام السيسي إلا أنه لم يكن كذلك في عهد الرئيس مرسي، الذي لم يأل جهدا منحازا للحريات والصحافة، من أجل مجتمع حر.
في 23 أغسطس 2012، أصدر الرئيس مرسي، قرارا بقانون بإلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين في جرائم النشر حفاظا على حرية الرأي والتعبير. وذلك على خلفية قضية الصحفي إسلام عفيفي، رئيس تحرير جريدة الدستور في عهد مرسي، وبسرعة أفرج عنه بعد ساعات من القبض عليه، وأصدر مرسوما بقانون بإلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين في جرائم النشر.(8)
بيئة تشريعية قيدت كل الحريات الإعلامية
وإذا انتقلنا الي عهد السيسي، سنجد أن البيئة التشريعية قيدت كل الحريات الإعلامية والعامة. وأظهرت تقارير المؤسسات الدولية، خلال السنوات العشر الماضية، تراجع الحريات الصحفية بمصر، ومن أمثلة ذلك تقرير "مراسلون بلا حدود"، الذي أصدرته بمناسبة مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو 2013، حيث أكد أن مصر باتت واحدة من أكثر الدول قمعاً للصحفيين في العالم، واستعرض حصيلة الفترة الماضية وإعادة صياغة المشهد الإعلامي في البلاد في ظل هذا الوضع.
وواصلت المنظمة، في استعراضها لأوضاع الصحافة في مصر: "في الوقت ذاته، أصبحت بعض المواضيع محرمة تماماً، وتعرضت لما تعرضت له التشريعات القانونية الخاصة بالصحافة من تشديد سمح بخنق الصحافة، حيث سن قانون الجرائم الإلكترونية عام 2018، ليُصبح أداة تشرِّع فرض الرقابة على المواقع الإلكترونية".
وقالت في تقريرها: "فرضت السلطات المصرية قبضتها على المنظومة الإعلامية، وسيطرت تدريجياً على عدد من المنابر الإعلامية، فمنذ مطلع عام 2019، باتت جميع المؤسسات الإعلامية تقريبا خاضعة لسلطة الحكومة، إذ باتت تسيطر عليها الدولة مباشرة أو تعمل تحت أوامر أجهزة المخابرات أو أضحت مملوكة لرجال أعمال وأثرياء مقربين من النظام".(9)
كما أكدت ورقة بحثية لمركز الجزيرة للدراسات، أن هناك أزمة تعيشها الحريات الإعلامية في مصر، وفي مقدمتها السياق التنظيمي الذي يتناول الأطر التشريعية التي تعمل ضمنها المؤسسات الإعلامية والهوة التي تفصل بين النصوص والتطبيق؛ والسياق المعياري الذي ينظر في مدى التزام مصر بالمعايير العالمية في حرية الإعلام والتي تضمنتها المواثيق الدولية.
أضافت الدراسة: "يحيل الحديث عن الحريات الإعلامية في مصر إلى بروزها في المشهد العالمي خلال السيسي كدولة تواجه إشكالات عدة في توفير الحد الأدنى من الحرية الإعلامية للصحافيين والفاعلين السياسيين لممارسة حقهم في التعبير ، حيث استحدثت تشريعات مقيدة للمجال الصحفي والإعلامي". (10)
وقد شهد عهد السيسي أكثر من (186 قانونًا) أعاقت الحرية الإعلامية في مصر، على الرغم من أن الدساتير المتعاقبة حرصت على ضمان حرية التعبير (ظاهريًّا)؛ واعتمد نظام السيسي على ترسانة من "القوانين التي تعوق حرية التعبير، بما فيها قوانين الطوارئ ومواد من قانون العقوبات، واستخدمتها لفرض رقابة على المحتوى، وترهيب الصحافيين والمدونين والمذيعين، ودفع هذا الكثير من المنخرطين في الشأن الإعلامي إلى فرض رقابة ذاتية على أنفسهم، كما أدى إلى الاعتراف بخطوط حمراء حول مواضيع يُعتبر التطرَّق إليها أمرًا في غاية الحساسية".
وبالرغم من أن الدستور المصري لعام 2014 أشار في مواده 65 و70-72 إلى ضمان حرية الفكر والرأي والتعبير عنهما بكافة الوسائل، وحرية الصحافة والطباعة والنشر بكافة أشكاله، ويحظر الرقابة على وسائل الإعلام المصرية إلا في حالات استثنائية محدودة، فضلًا عن التزام الدولة بضمان استقلال المؤسسات الإعلامية التابعة لها، لكن السيسي ونظامه أصدروا سلسلة من القوانين المقيد للصحافة وحرية التعبير، منها قانون الكيانات الإرهابي وقانون الارهاب وتعديلاته وقانون الجريمة الإلكترونية.
ومن أمثلة التشريعات التي تعمِّق إشكالية الحرية الإعلامية في مصر، نذكر قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام رقم 92 لسنة 2016 (المنظِّم لعمل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وهو البديل لوزارة الإعلام التي تم إلغاؤها)، والذي تضمن عبارات فضفاضة، مثل: "حماية الهوية الثقافية المصرية"، و"الالتزام بمقتضيات الأمن القومي"، و"حماية حقوق الجمهور" . فضلًا عن أن كل التشريعات المتضمِّنة لمفهوم الأمن القومي والمفاهيم المشابهة له، تخضع إلى تأويلات واسعة تحد من حرية التعبير.(11)
وفضلا عن القيود التي يضعها القانون على عمل الصحفي، فإنه ينزع عنه الحماية ضد الحبس، فتضع المادة 29 من القانون الصحفي تحت طائلة الحبس بسبب عمله، في “الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو التمييز بين المواطنين أو بالطعن في أعراض الأفراد” وهي تعبيرات بطبيعتها مطاطة ومرنة وقابلة للتأويل.
القيد الأبرز الذي وضعه القانون على الصحافة هي الصلاحيات شبه المطلقة التي منحها القانون للمجلس الأعلى للإعلام، والذي تتحكم الدولة في تسمية أغلبية أعضائه.
كما جعلت القوانين المستحدثة في عهد السيسي، الأحقية للمجلس الأعلى للإعلام نفسه في منح تراخيص إصدار الصحف والمطبوعات والمواقع الإلكترونية، كما أنه صاحب السلطة في المنع والمصادرة والحجب وفرض الرقابة وفقا لما ينص عليه القانون. واللافت أن مبررات الحجب والمصادرة والمنع جاءت أيضا في ألفاظ مرنة ومطاطة يسهل تأويلها.
لم يتوقف القانون عند تقييد الصحف والمطبوعات والمواقع الإليكترونية، بل امتد أثره لمواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الشخصية، فمنح للمجلس الأعلى للإعلام صلاحية حجب وإغلاق الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب المادة 19 من القانون والتي تنص “يحظر على الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية أو الموقع الإليكتروني، نشر أو بث أخبار كاذبة أو ما يدعو أو يحرض على مخالفة القانون أو إلى العنف أو الكراهية، وينطوي على تمييز بين المواطنين، أو ما يدعو إلى العنصرية أو التعصب أو يتضمن طعنا في أعراض الأفراد أو سبا أو قذفا لهم أو امتهانا للأديان السماوية أو للعقائد الدينية”.
وهكذا أصبحت البيئة التشريعية تقيد كل الحريات الإعلامية في عهد السيسي، وزادت من سلطة الرقابة على كل وسيلة إعلامية. (12)
رابعا: نماذج من المعالجات الصحفية الثورية والانقلابية
ونختم هذه الدراسة برصد لنماذج للمعالجات الصحفية بين عهد الثورة وعهد السيسي لتظهر مدى الفارق بين العهدين.
في عهد الثورة والرئيس مرسي، تمتعت الصحف بسقف مفتوح من الحريات، ومن أمثلة ذلك ما نشرته صحيفة "الأهرام" من أخبار وتقارير ومنها ما يلي:
- "ثوار يناير يطالبون بانتظام مليونية ثورية كل يوم جمعة بالتحرير". (13)
- كان الانتقاد للشرطة في معالجات الاهرام حاضرا مثل "مؤتمر صحفي لمدير أمن الإسكندرية يحضره ضابط متهم بقتل ثوار يناير". (14)
- و"عمرو موسي: لابد من إعادة النظر في اتفاقية السلام وثوار يناير بريئون من الفوضى". (15)
أما صحيفة وموقع اليوم السابع، تمتعت معالجاتها بعد الثورة بأجواء الحرية، وارتدت ظاهريا الثوب الثوري، ولكن باطنها كان التخديم على اهداف الثورة المضادة، ومن أمثلة ذلك:
- "بالصور.. المظاهرات تجتاح ميدان التحرير" .(16)
- وعن محاكمات قضايا قتل الثوار نشرت تقريرا بعنوان "دفاع المراسى يعرض CD أعدته الداخلية حول مظاهرات يناير.. العادلى ومساعدوه يتابعون باهتمام والمحامى يؤكد براءة موكله.. والنيابة تستخدم الفيديو فى إدانة المتهمين" (17)
- عن احتجاب الصحف في عهد الرئيس مرسي، نشرت خبرا بعنوان "كاتبة أسبانية تعتبر احتجاب الصحف المصرية خطوة لتحقيق حرية الصحافة".(18)
صحيفة وموقع الدستور ايضا تمتعت بكامل الحرية في عهد الثورة، ولكنها كانت معول هدم لأفكار الثورة، وناصبت الثوار العداء، ومن امثلة معالجاتها:
- "المصرية لحقوق الإنسان: مصادرة حرية الإعلام زادت بعد ثورة يناير". (19)
- وكانت تتابع عن كثب مواقف المعارضة للرئيس مرسي ومن أمثلة ذلك "قادة جبهة الإنقاذ يجتمعون بمقر المصريين الأحرار بعد قليل" . (20)
- و"جبهة الإنقاذ بشمال سيناء تعلن تضامنها مع أهالي مدن القناة" . (21) صحيفة وكانت معالجات موقع "المصري اليوم" بشكل عام تصب في دعم الثورة والثوار، مع اتخاذها موقف عدائي من الإسلاميين، ومن أمثلة معالجاتها مايلي:
- "حركات ثورية تدشن حملة لمحاكمة أعضاء «العسكري» بتهم قتل الثوار واعتقالهم" . (22)
- وطالبت بحرية الإعلام، ومن أمثلة ذلك: "خمس مواد دستورية لتحرير الصحافة والإعلام"(23)
- وكانت تنتقد أداء الشرطة، ومن أمثلة ذلك: "36 فقط استشهدوا في 25 يناير.. والضباط مدانون ما لم يطلقوا رصاص" . (24)
- كما دأبت الصحيفة على مهاجمة الإسلاميين، ومن أمثلة ذلك: (نجل «عبد الناصر»: أتفهم موقف «الإخوان» من ثورة يوليو.. واليمين المتطرف يحكم مصر") . (25)
أما موقع "الوطن"، الذي أسسه رجال الثورة المضادة، فاستغل أجواء الحرية للنيل من الثورة والثوار ، ومن أمثلة معالجاته مايلي:
- "ثوار الإسكندرية يدعون إلى مليونية فى 25 يناير ضد خيانات الإخوان". (26)
- "وحيد حامد لـ"الوطن": الإخوان هم الطرف الثالث وقتلة ثوار يناير" . (27)
- "براءة جميع الضباط المتهمين بقتل ثوار 25 يناير في الدقهلية" . (28)
- ("ثوار ما قبل 25 يناير" يدشنون لجنة تنسيقية لتظاهرات 30 يونيو بالإسكندرية") . (29)
موقع "صدى البلد"، الذي أسسه محمد ابو العينين المتهم بقتل الثوار، استغل أجواء الحرية وتظاهر بالانحياز للثورة في أول الأمر، ولكنه ناصب الثورة العداء، ومن أمثلة معالجاته مايلي:
- ("ثوار مصر" يرفض احتفال الشرطة 25 يناير") (30)
- "اتحاد ثوار الصعيد: عودة الفلول على جثثنا". (31)
- "رئيس "مصابي وشهداء الثورة": سأحتفل بعد القصاص". (32)
ووصلت حرية التعبير لأعلى مداها في عهد اول رئيس مدني منتخب، الذي تعرض لحملة انتقادات مستمرة من قبل مختلف وسائل الإعلام ، ولم يصدر قرار بإغلاق قناة او صحيفة، ومن أمثلة هذه المعالجات مايلي:
- نشر موقع "مصراوي" خبرا بعنوان "'الفكر و التعبير'': حرية الإعلام تدهورت في عهد مرسي". (33)
- "الأهرام" أيضا نشرت خبرا تحت عنوان "بيان شديد اللهجة لـ"الوطنية للتغيير": مرسى فشل في إدارة الدولة والحفاظ على أمنها القومي وعجز عن وقف تفككها"، تناول بيان "الجمعية الوطنية للتغيير"، الذي كان شديد الهجوم على الرئيس واتهمه بأنه يسعى لتصفية الثورة والثوار!. (34)
- "اليوم السابع" هاجمت الرئيس مرسي بشكل مستمر ومن أمثلة ذلك تقرير بعنوان: "هيكل: الرئيس لديه مصائب بلا حدود وهناك تواصل بينه وبين الجماعة"، نقلت فيه تصريحات لمحمد حسنين هيكل، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة "سى بى سى"، والذي قال فيه إن الإخوان يعتقدون أن مرسى رجلهم فى القصر، وأنه يرتكب يوميا أخطاء ستدمر مصر"، حسب زعمه. (35)
- لم تختلف معالجات صحيفة الدستور وموقعها عن السابق، فقد نشرت خبرا بعنوان "أحد مصابي الثورة: فشل الرئيس وحكومته وراء حادث أسيوط "، هاجمت فيه الرئيس مرسي وحملته مسئولية انهيار قطاع السكك الحديدة المتهالك على مدار 30 عاما مضت. (36)
- في الوقت نفسه، تحولت برامج "التوك شو"، بإيعاز من سلطات الدولة العميقة، إلى منابر تبث يوميا سموم الكراهية للثورة والرئيس المنتخب وفصيله السياسي؛ ومن أمثلة ذلك هجوم الإعلامي عمرو أديب المستمر على الرئيس، وكان من بين ما قاله في حلقة برنامجه "القاهرة اليوم"، بتاريخ 18 نوفمبر 2012: "البلد كبيرة جدا عليك يا ريس وانت مش قدها" !. (37)
- و حمّل عمرو أديب الرئيس مرسي، بتاريخ 24 مارس 2013، دم الإعلاميين فى مدينة الإنتاج الإعلامي وقال: "هي فى رقبتك يا ريس"، ووصف المتظاهرين أمام مدينة الإنتاج الإعلام، بـ"البلطجية".(38)
- ووصل الأمر بتصعيد الإعلاميين ضد الرئيس درجة أن الإعلامية المصرية هالة فهمي، المعتقلة حاليا لمعارضتها السيسي، حملت كفنها على الهواء انتقاداً للرئيس مرسي، معبرة عن رفضها تغطية التلفزيون المحلي لما يجري من أحداث سياسية، ووصفت الإعلام بالمتواطئ!.(39)
- و بكل تبجح خرجت الإعلامية لميس الحديدي، زوجة عمرو أديب، على الشاشة لتقول للرئيس مرسي: "مش قد الشيلة ما تشليش"، زاعمة أن منصب الرئيس كبير على الرئيس مرسي وأن المنصب أصبح في غير محله.(40)
تمجيد السيسي رغم انهيار الدولة!!
بعد 3 يوليو 2013، انقلبت الموازين وأصبحت المعالجات الصحفية والإعلامية تنبض بالنفاق للنظام الجديد، واختفت كل ألوان الانتقاد، ووأد السيسي كل معاني الحرية ، فظهرت صحافة وإعلام "الصوت الواحد".
ومن أمثلة هذه المعالجات ما نشرته صحيفة الأخبار تحت عنوان "برلمانية: الرئيس السيسي حقق إنجازات غير مسبوقة في كافة قطاعات الدولة"، وهذا النمط من الأخبار متكرر في كل وسائل الإعلام، في الوقت الذي يشعر معظم المصريين بالفشل الذي أثر على اقتصادهم ودمر حياتهم. (41)
كما نشرت "الأخبار" تقريرا يجافي واقع المصريين، تحت عنوان "ملايين المصريين يؤيدون ترشح السيسي لولاية رئاسية ثالثة"، في حين طالبت الصحيفة نفسها في عهد الرئيس مرسي برحيله رغم الانجازات الحقيقية التي قدمها لمصر. (42)
ولم تخرج معالجات صحيفة الجمهورية وموقعها عن سياق المعالجات نفسها، فنشرت خبرا بعنوان "الرئيس السيسي: الدولة المصرية لن تتوقف عن العمل أو التطوير"، ولا ندري أي عمل وتطوير في ظل تخريب مصر المتعمد في مختلف المجالات. (43)
كما سخرت صحيفة "الأهرام" كل أدواتها، على مدى 11عاما، للثناء على النظام ورأسه، وتضخيم مشروعاته، ومن أمثلة ذلك نشرها تحقيق، في عام 2018، تحت عنوان: "1.5مليون فدان و100 ألف صوبة.. حلم حققه الرئيس السيسي فى 5 سنوات " ضخمت فيه ماعرف بمشروع المليون ونصف المليون فدان، و100 ألف صوبة زرعية، والذي لم يتحقق منه أي شئ فيما بعد. (44)
وحاولت "الأهرام" تعظيم إنجازات السيسي في مجال القضاء والعدالة، زورا وبهتانا، رغم الانتهاكات والأحكام الجائرة في عهده فنشرت تقريرا بعنوان "«العدل» في عهد السيسي.. طفرة غير مسبوقة"!. (45)
وفي المسار نفسه، جاءت معالجات الصحف التي تدعي أنها مستقلة، ومنها "اليوم السابع"، التي زعمت مبكرا أن السيسي سيحل مشكلة المياه، فنشرت تحقيقا مطولا تحت عنوان: "أزمة المياه الملف الأول للرئيس السيسى.. التقى وزير خارجية إثيوبيا.. وأكد: المياه موضوع للتعاون وليس للخلاف.. والحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك.. ورحب بزيارة إثيوبيا قريبًا". (46)
ومن باب تعظيم الإنجازات في عهد الانقلاب نشرت "اليوم السابع" تحقيقا تحت عنوان: "تنفيذا للمشروع القومى للرئيس السيسي بإنشاء 3600 مدرسة.. الزراعة توافق على إنشاء 1285 لمنع تكدس الطلاب بالمناطق الأكثر احتياجا.. وحماية الأرضى تستكمل 2315 أخرى ولجنة لنقل الأصول من الوزارة للتعليم"، لتضليل الرأي العام حول تردي أوضاع الخدمات بمصر. (47)
وفي سياق متصل، جاءت معالجات موقع "مصراوي" لتخدم أهداف السيسي ونظامه، دون النظر لمصلحة الوطن، ومن أمثلة ذلك خبر تحت عنوان: "السيسي يوجه بجذب الاستثمارات الأجنبية للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس"، في تمهيد واضح لبيع القناة وتوسعة النفوذ الإماراتي بها .(48)
وحاول موقع "مصراوي" إبراز دور السيسي ونظامه في مواجهة الإرهاب المزعوم، فنشر خبرا تحت عنوان: "الرئيس السيسي: مصر خاضت 7 حروب من بينها الحرب ضد الإرهاب "، متناسيا قتل آلالف من الأبرياء تحت هذه المظلة. (49)
صحيفة "الوطن" لم تغرد خارج السرب، حيث سعت لتضخيم الانجازات الوهمية، ومن أمثلة ذلك خبر بعنوان: "الرئيس السيسي: زراعة 100 ألف فدان بسيناء في أكتوبر المقبل"، في حين يعاني أهل سيناء من التهجير من منازلهم!.(50)
وفي الوقت الذي يصرخ فيه فلاحو مصر من سياسات السيسي الفاشلة، نشرت "الوطن" خبرا بعنوان («الزراعة»: الرئيس السيسي قدم دعما غير محدود للفلاح منذ توليه الرئاسة). (51)
صحيفة "المصري اليوم" حاولت أن تلقي بتبعات المشاكل التي شهدها عهد السيسي على الزيادة السكانية، فنشرت خبرا بعنوان "السيسي: الزيادة السكانية من أخطر القضايا التي تواجه الدولة المصرية".(52)
وضخمت "المصري اليوم" من دور نظام السيسي في رد حقوق المرأة المصرية، فنشرت خبرا بعنوان: "مشيرة خطاب: الرئيس السيسي كان وفيًا بالعهد للمرأة المصرية"، متناسية كم الانتهاكات التى تعرضت لها المرأة المصرية في عهده وحملات الأعتقال المستمرة للمعارضات. (53)
وكانت "صدى البلد" حالة خاصة في نفاق السيسي ونظامه، فمن بين ما نشرت أن السيسي هو من أعاد مصر لأصحابها، فنشرت خبرا بعنوان: "الهريدي: الرئيس السيسي أعاد تثبيت أركان الدولة وبناء دعائم الجمهورية الجديدة"، متعامية عن حالة الانهيار التي تعاني منها الدولة. (54)
وفي نفس السياق السابق، سخّر إعلاميو نظام السيسي برامجهم، على مدار 11 عاما، للثناء على نظام الانقلاب وتعظيم دور السيسي وإنجازاته، ومن أمثلة هؤلاء الإعلامي المحسوب على الأجهزة الأمنية أحمد موسي، الذي قال للمصريين: "اللي هيشكك في إنجازات السيسي هاخزق عينيه"! وذلك في حلقة برنامجه "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد بتاريخ 22 أغسطس 2016.(55)
"موسى" زعم أيضا في برنامجه، بتاريخ 31 أكتوبر 2022، أن "الإنجازات في عهد السيسي لم تحدث عبر تاريخ مصر"(56)
وفي السياق نفسه، عظّم عمرو أديب من إنجازات السيسي، مؤكدا أنها "فريدة في تاريخ مصر"، وقال في برنامجه "كل يوم"، بتاريخ 24 يوليو 2017، "إن ما فعله السيسى من إنجازات في فترة حكمه الأولي تجعله يستحق فترة رئاسية ثانية". (57)
وسار نشأت الديهي على نفس درب السابقين ، فقال في برنامجه "بالورقة والقلم"، على قناة "تن"، في حلقة 09 سبتمبر 2018: "إن إنجازات السيسى لا يمكن إنكارها، وكل المصريين يعترفوا بها!". (58)
وبالرغم من الأزمة الحادة التى عاشتها مصر بانقطاع الكهرباء في صيف 2023، قال "الديهي" إنه "لا يجب تشويه إنجازات السيسي في مجال الكهرباء بأزمة تخفيف الأحمال"، وذلك في حلقة برنامجه بتاريخ 22 يوليه 2023، في حين شن هو وباقي الإعلاميين حملة شعواء على الرئيس مرسي بسبب انقطاع الكهرباء في سنة حكمه، والذي كان متعمدا.(59)
وزاد الإعلامي مصطفى بكري من جرعة التطبيل للسيسي، فزعم في برنامجه "أسرار وخفايا" على قناة "صدى البلد"، بتاريخ 24 أكتوبر 2022، أن "ما حدث خلال حكم السيسي تعجز الكثير من الدول عن تحقيقه في مئات السين"!. (60)
وتفوق يوسف الحسيني على سابقيه في تعظيم السيسي ونظامه فادعى، في برنامجه "التاسعة" على الفضائية المصرية، بتاريخ 24 أغسطس 2023، أن "السيسي عمل اللي محدش عمله في تاريخ مصر"، متجاهلا كم الخراب الذي عانت مصر منه في عهد هذا المنقلب. (61)
ووصل النفاق بالإعلامي خالد أبو بكر أنه أنزل السيسي منزلة الأولياء والأنبياء حيث برر فشله بقوله: "إن السيسي يرى ما لا نراه"، عبر برنامجه "القاهرة اليوم" المذاع عبر فضائية "اليوم"، بتاريخ 06 سبتمبر 2015. (62)
خاتمة:
نجح انقلاب 3 يوليو 2013، بجدارة، في الإجهاز على كل إنجازات ثورة يناير، خاصة في مجال حرية الإعلام، وعملت جماعات المصالح والدولة العميقة، ورجالات العسكر على توجيه دفة الإعلام ضد مصلحة الوطن، والنيل من التجربة الديمقراطية التي أفرزتها ثورة يناير.
كما فقدت كل وسائل الإعلام كل معاني المهنية تحت سيطرة الجهات السيادية، وتحولت إلى أداة لمحاربة كل الأصوات الحرة والمطالبة بالتغيير.
شتان بين عهد ثورة عظمت قيمة الحرية والتعبير عن الرأي، وبين نظام انقلابي رفع شعار "لا أٌريكم إلا ما أرى" . _______________
المصادر:
1- "الإعلام المصري بعد 25 يناير... قصة الصعود والهبوط" ، العربي الجديد، 25 يناير 2022، https://n9.cl/thcoy
2- ربيع محمد الدنان، ”مصر بين عهدين: مرسي والسيسي: دراسة مقارنة (5)“: الأداء الإعلامي"، موقع مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ، 20 أكتوبر 2016، https://n9.cl/sz1i0
3- "عهد مرسي: سنة من الحرية عرفتها الصحافة المصرية" ، اعربي الجديد ، 19 يونيو 2019، https://n9.cl/8x14q
4- ربيع محمد الدنان، ”مصر بين عهدين: مرسي والسيسي: دراسة مقارنة (5)“: الأداء الإعلامي"، موقع مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ، 20 أكتوبر 2016، https://n9.cl/sz1i0
5- "حرية الصحافة والإعلام بين الرئيس مرسي والسيسي" ، الشارع السياسي، 19 يونيو 2022 ، https://politicalstreet.org/5209/
6- "مخاطر تواجه عمل الصحفيين في مصر في عهد الرئيس السيسي" ، موقع بي بي سي عربي، 19 أكتوبر 2015، https://n9.cl/gxxp9
7- "الخارطة الإعلامية المصرية بعد الثورة.. أرقام وتشريعات وقضايا"،موقع معهد العربية للدراسات، 12 فبراير 2013 ، https://n9.cl/ui33f
8- "التشريعات القانونية الصحفية في عهد الثورة ومرسي "، 12ديسمبر 2012،
9- "مراسلون بلا حدود: عشرية السيسي السوداء كانت الأسوأ على حرية الصحافة " ، موقع مراسلون بلا حدود ، الأحد - 2 يوليو 2023 ، https://cutt.us/DsFzk
10- د. محمد الأمين موسى، أستاذ الصحافة الإلكترونية المساعد-جامعة قطر، " الحريات الإعلامية في مصر وإشكالياتها القانونية والسياسية" ، مركز الجزيرة للدراسات ، 20 ديسمبر 2017، https://cutt.us/oSd3w
11- "قراءة في نصوص قانون تنظيم الإعلام ومناقشات لجنة إعداد دستور 2014" ، مركز مسار للبحوث والدراسات ، فبراير 2021 ، https://cutt.us/ilCVS
12- مصطفى بسيوني، "مصر : قانون للإجهاز على الصحافة"، اوريان 21، 26 أبريل 2016، https://n9.cl/gr3a1
13- "ثوار يناير يطالبون بانتظام المليونية كل يوم جمعة بالتحرير" ، الاهرام ، 10مارس 2011 ، https://n9.cl/7lajm
14- - "مؤتمر صحفي لمدير أمن الإسكندرية يحضره ضابط متهم بقتل ثوار يناير" ، الأهرام ، 23 ابريل 2011، https://n9.cl/p6gi4
15- "عمرو موسي: لابد من إعادة النظر في اتفاقية السلام وثوار يناير بريئون من الفوضى" ، الاهرام 16فبراير 2012 ،https://n9.cl/19y80
16- "بالصور.. المظاهرات تجتاح ميدان التحرير" ، اليوم السابع ، 02 نوفمبر 2012 ، https://n9.cl/tjsdy
17- "دفاع المراسى يعرض CD أعدته الداخلية حول مظاهرات يناير.. العادلى ومساعدوه يتابعون باهتمام والمحامى يؤكد براءة موكله.. والنيابة تستخدم الفيديو فى إدانة المتهمين" ، اليوم السابع ، 15 فبراير 2012، https://n9.cl/a5geur
18- "كاتبة أسبانية تعتبر احتجاب الصحف المصرية خطوة لتحقيق حرية الصحافة" ، اليوم السابع ، 04 ديسمبر 2012 ، https://n9.cl/h6v3c
19- "المصرية لحقوق الإنسان: مصادرة حرية الإعلام زادت بعد ثورة يناير"، الدستور ، 15 أغسطس 2012 ، https://www.dostor.org/45261
20- "قادة جبهة الإنقاذ يجتمعون بمقر المصريين الأحرار بعد قليل" ، الدستور ، 9فبراير 2013 ، https://www.dostor.org/142574
21- "جبهة الإنقاذ بشمال سيناء تعلن تضامنها مع أهالي مدن القناة" الدستور ، 28 يناير 2013 ، https://www.dostor.org/136090\
22- "حركات ثورية تدشن حملة لمحاكمة أعضاء «العسكري» بتهم قتل الثوار واعتقالهم" ، المصري اليوم ، 14أغسطس 2012، https://n9.cl/0pqt0
23- صلاح عيسي، "خمس مواد دستورية لتحرير الصحافة والإعلام"، المصري اليوم ، 13يوليو 2012 ، https://n9.cl/mhjn6
24- " 36 فقط استشهدوا في 25 يناير.. والضباط مدانون ما لم يطلقوا رصاص" ، المصري اليوم ، 2 ديسمبر 2014 ، https://n9.cl/ubfem
25- "نجل «عبد الناصر»: أتفهم موقف «الإخوان» من ثورة يوليو.. واليمين المتطرف يحكم مصر" ، المصري اليوم ، 24 يوليو 2012 ، https://n9.cl/1epsb
26- "ثوار الإسكندرية يدعون إلى مليونية فى 25 يناير ضد خيانات الإخوان"، الوطن ، 26 ديسمبر 2012، https://n9.cl/g20sh
27- "وحيد حامد لـ"الوطن": الإخوان هم الطرف الثالث وقتلة ثوار يناير" ، الوطن ، 06 ديسمبر 2012، https://n9.cl/7slki
28- "براءة جميع الضباط المتهمين بقتل ثوار 25 يناير في الدقهلية" ، الوطن ، 14 يونيو 2012 ، https://n9.cl/5qkwr5
29- ""ثوار ما قبل 25 يناير" يدشنون لجنة تنسيقية لتظاهرات 30 يونيو بالإسكندرية" ، الوطن ، 27 مايو 2013، https://n9.cl/i9s5c3
30- ""ثوار مصر" يرفض احتفال الشرطة 25 يناير" ، صدي البلد ،8 يناير 2012 ، https://www.elbalad.news/47143
31- "اتحاد ثوار الصعيد: عودة الفلول على جثثنا" ، صدى البلد ، 6أكتوبر 2011 ، https://www.elbalad.news/4561
32- - "رئيس "مصابى وشهداء الثورة": سأحتفل بعد القصاص" ، صدى البلد ،24 يناير 2012 ، https://www.elbalad.news/59846
33- - "'الفكر و التعبير'': حرية الإعلام تدهورت في عهد مرسي" ، مصراوي، 13 فبراير 2013، https://n9.cl/317kj
34- سمير السيد، "بيان شديد اللهجة لـ"الوطنية للتغيير": مرسى فشل في إدارة الدولة والحفاظ على أمنها القومي وعجز عن وقف تفككها" ، الأهرام ، 20-11-2012 ، https://gate.ahram.org.eg/News/274642.aspx
35- "هيكل: الرئيس لديه مصائب بلا حدود وهناك تواصل بينه وبين الجماعة" ، اليوم السابع ، 13 ديسمبر 2012 ، https://cutt.us/BC2QF
36- أميرة ممدوح ، "أحد مصابي الثورة: فشل الرئيس وحكومته وراء حادث أسيوط " ، الدستور ، 17/نوفمبر/2012 ، https://www.dostor.org/97915
37- "عمرو أديب لـ”مرسى”:” البلد كبيرة جدا عليك يا ريس… والشعب المصري أكثر الشعوب فشلاً في العالم”، موقع نورت دوت كوم، 18 نوفمبر 2012 ، https://cutt.us/ltZPO
38- سهيل محمود، "عمرو أديب لـ"مرسى": "دم الإعلاميين بمدينة الإنتاج فى رقبتك ياريس"، اليوم السابع ، 24 مارس 2013 ، https://cutt.us/S6wdQ
39- مذيعة مصرية تحمل كفنها على الهواء انتقاداً لمرسي" ، المصدر: الحدث.نت ، 03 ديسمبر 2012، https://cutt.us/4BPvm
40- "لميس الحديدي مش قد الشيلة ما تشليش وانا منتخبتش " ، يويتوب ، https://cutt.us/CD1Wr
41- نسرين العسال"برلمانية: الرئيس السيسي حقق إنجازات غير مسبوقة في كافة قطاعات الدولة" ، اخبار اليوم ، 28 أغسطس 2023 ، https://cutt.us/W4eZg
42- حسام صدقة، "ملايين المصريين يؤيدون ترشح السيسي لولاية رئاسية ثالثة" ، اخبار اليوم ، 8 أغسطس 2023 ، https://cutt.us/JFDL9
43- "الرئيس السيسي: الدولة المصرية لن تتوقف عن العمل أو التطوير" ، الجمهورية ، 19 أغسطس 2023 ، https://cutt.us/orr3i
44- أحمد حامد، "1.5مليون فدان و100 ألف صوبة.. حلم حققه الرئيس السيسي فى 5 سنوات " ، الأهرام ، 22-12-2018 ، https://gate.ahram.org.eg/News/2065614.aspx
45- مصطفى عيد زكي، "«العدل» في عهد السيسي.. طفرة غير مسبوقة" ، الأهرام ، 5-6-2021 ، https://gate.ahram.org.eg/News/2757871.aspx
46- نور ذو الفقار ، "أزمة المياه الملف الأول للرئيس السيسى.. التقى وزير خارجية إثيوبيا.. وأكد: المياه موضوع للتعاون وليس للخلاف.. والحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك.. ورحب بزيارة إثيوبيا قريبًا" ، اليوم السابع ، 09 يونيو 2014، https://cutt.us/gYayV
47- عز النوبى ، "تنفيذا للمشروع القومى للرئيس السيسي بإنشاء 3600 مدرسة.. الزراعة توافق على إنشاء 1285 لمنع تكدس الطلاب بالمناطق الأكثر احتياجا.. وحماية الأرضى تستكمل 2315 أخرى ولجنة لنقل الأصول من الوزارة للتعليم" ، اليوم السابع ، 11 نوفمبر 2016 ، https://cutt.us/TfRO8
48- - محمد نصار ، "السيسي يوجه بجذب الاستثمارات الأجنبية للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس" ، مصراوي ، 07 سبتمبر 2023 ، https://cutt.us/aAhOA
49- الرئيس السيسي: مصر خاضت 7 حروب من بينها الحرب ضد الإرهاب " ، مصراوي ، 05 سبتمبر 2023، https://cutt.us/dDuRZ
50- محمد مجدي ، "الرئيس السيسي: زراعة 100 ألف فدان بسيناء في أكتوبر المقبل" ، الوطن ، 27 أغسطس 2023 ، https://cutt.us/KZCvJ
51- محمد أبوعمرة ، "«الزراعة»: الرئيس السيسي قدم دعما غير محدود للفلاح منذ توليه الرئاسة" ، الوطن ، 08 سبتمبر 2023 ، https://cutt.us/j8KNf
52- فاطمة محمد ، "السيسي: الزيادة السكانية من أخطر القضايا التي تواجه الدولة المصرية" ، المصري اليوم ، 05-09-2023 ، https://cutt.us/LpZju
53- بسام رمضان ، "مشيرة خطاب: الرئيس السيسي كان وفيًا بالعهد للمرأة المصرية" ، الكصري اليوم ، 04-09-2023 ، https://cutt.us/APYJR
54- سماح انور، "الهريدي : الرئيس السيسي أعاد تثبيت أركان الدولة وبناء دعائم الجمهورية الجديدة" ، صدى البلد ، 03/سبتمبر/2023 ، https://www.elbalad.news/5906513
55- داليا الحسين، "أحمد موسى: "اللي هايشكك في إنجازات السيسي هاخزق عنيه" ، الفجر ، 22/أغسطس/2016 ، https://www.elfagr.org/2247755
56- محمود البدوي ، "إعلامي أحمد موسى: الإنجازات في عهد السيسي لم تحدث عبر تاريخ مصر" ، الوطن ، 31 أكتوبر 2022 ، https://cutt.us/x77q3
57- أحمد الدسوقى:" عمرو أديب: ما فعله السيسى من إنجازات يستحق فترة رئاسية ثانية" ، المال، 24 يوليو 17 ، https://cutt.us/8IwdT
58- عمرو دويدار ، "نشأت الديهى: إنجازات الرئيس السيسى لا يمكن إنكارها" ، اليوم السابع ، 09 سبتمبر 2018 ، https://cutt.us/fRJs6
59- كريم جاد ، "الديهي: لا يجب تشويه إنجازات السيسي في مجال الكهرباء بأزمة تخفيف الأحمال" ، اخبار اليوم، 22 يوليه 2023 ، https://cutt.us/W6EfA
60- "مصطفى بكري: ما حدث خلال حكم السيسي تعجز الكثير من الدول عن تحقيقه" ، الاسبوع, 24 أكتوبر, 2022 ، https://www.elaosboa.com/523934/
61- "يوسف الحسيني: الرئيس السيسي عمل اللي محدش عمله في تاريخ مصر" ، أهل مصر، 24 اغسطس 2023 ، https://cutt.us/BqeLZ
62- محسن البديوى ، "خالد أبو بكر: الرئيس السيسى يحمل بداخله الهموم ويرى ما لا نراه" ، اليوم السابع ، 06 سبتمبر 2015 ، https://cutt.us/vuY3l