تركيا تحركت 3 أمتار غربا.. لماذا تسبب "صدع الأناضول" في كل هذا الدمار؟
الخميس - 9 فبراير 2023
- الصدع ظل خامدا منذ عام 1990 وعاد ليستيقظ ويهدد الشرق الأوسط
- الصدع يتحرك حوالي 15 مم كل سنة و "الهزات الارتدادية" تكون أكثر ضررًا
- توقعات بزلازل مدمرة في المستقبل بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
إنسان للإعلام- خاص:
فتح زلزال تركيا وسوريا باب الحديث عن "صدع الأناضول" وهو فالق ضخم في الصفائح الأرضية تسبب في الكارثة الأخيرة مع ازدياد الضغط عليه من صفيحتين تحيطان به هما "العربية" و"الأوراسية"، وله تاريخ طويل من الكوارث.
ولمعرفة حجم خطر هذا الصدع يكفي أن نعرف أن رئيس المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين البروفيسور كارلو دوغليوني، أكد أن الزلازل التي ضربت تركيا تسببت في تحرك البلاد (صدع الأناضول) 3 أمتار نحو الغرب، لكن المعلومات النهائية سيجري الحصول عليها بعد الاطلاع على بيانات القمر الصناعي.
وأوضح دوغليوني للصحافة الإيطالية، 7 فبراير 2023، أن الزلازل حدثت عند نقطة التقاء صفائح شرق الأناضول مع الصفيحة العربية والإفريقية.
وحسب خبراء، فإن الزلزال الذي وقع في تركيا بولاية كهرمان مرعش، كان أقوى بألف مرة من زلزال 2016 الذي حدث في إيطاليا.
زلزال 6 فبراير 2023 القوي ضرب 10 مدن تركية كما ضرب الشرق الأوسط بالكامل ما يشير لمخاطره مستقبلا.
أغلب خسائره كانت بمدن جنوب تركيا وما حولها، التي يمر أسفلها "صدع الأناضول" الزلزالي الشهير، لكن امتدت آثار الزلزال لمسافات ودول تبعد قرابة ألف كيلو متر مربع منها لبنان وقبرص وفلسطين المحتلة ومصر، وسوريا الأكثر تدميرا بعد تركيا..
و تشير توقعات الجيولوجيين لحدوث زلازل قوية بالشرق الأوسط بعد اتساع صدع شرق الأناضول الذي نتج عنه سلسلة الزلازل المتتابعة في تركيا، وربما حدوث انهيار لبعض السدود على نهر الفرات ونشاط زلزالي متوقع في الشام والعراق وفلسطين.
هذه التوقعات نشرت مبكرا منذ يونيو 2012 في "مجلة البحوث الجيوفيزيائية"، Journal of Geophysical Research، وأشارت الي مخاطر اتساع صدق شرق الأناضول بشكل مستمر بما يجعل منطقة الشرق الأوسط تعاني سلسلة زلازل مدمرة.(أنظر تويتر)
وبسبب هذا الصدع تحولت تركيا إلى منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع، وفي عام 2022 فقط سجلت أكثر من 20 ألف هزة زلزالية، كان أغلبها بعيد عن الحجم "الهائل" للزلزال الأخير، لكن كان بينها أكثر من مائة زلزال تجاوز مستواها 4 درجات على مقياس ريختر، وواحد اجتاز المستوى 6 ريختر، وفق موقع "بليدج تايمز"، 6 فبراير/شباط 2023،
فما قصة "صدع الأناضول"؟، وكيف تسبب في سلسلة زلازل ضربت مناطق مختلفة في تركيا والشرق الأوسط تاريخياً؟ وما التوقعات المستقبلية له؟.
ما هو "صدع الأناضول"؟
يقصد بكلمة "صدع" الشَّقُّ، أو الفالق، أو التشقق، ويحدث بين صفائح الأرض أو "الألواح"، وحين ينتج فلق أو صدع داخل قشرة الأرض، تتصدع المنطقة التي يظهر فيها، ويُعاد تشكيلها بعد سلسلة زلازل مدمرة.
ويسمي غالبا "الصدع النشط" (بالإنجليزية: Active fault) ، للإشارة إلى أن هذا الصدع من المُرجح أن يكون مكانه موقعا لزلزال آخر في وقت ما في المستقبل.
وتنشط داخل حدود تركيا ثلاثة خطوط زلزالية فاعلة، بحسب موقع التلفزيون التركي "TRT" عربي، 6 فبراير/شباط 2023، هي:
صدع غرب الأناضول المتشعب والأكثر حركة ويمر بمناطق بحر إيجة وبحر مرمرة.
وصدع شمال الأناضول بطول (1350 كيلومتراً) ويمر بالمناطق المقابلة للبحر الأسود وصولاً إلى أسفل بحر مرمرة غرباً.
وصدع شرق الأناضول بطول (530 كيلومتراً) فيبدأ بمدينة هاتاي وينتهي بمدينة موش، ويلتقي الصدعان الشمالي والشرقي في مدينتَي بينجول وموش.
أما هضبة الأناضول، الواقعة في الجزء الشرقي من تركيا، فهي منطقة تتميز بنشاط زلزالي كبير.
وجيولوجيا، تحيط بتركيا ثلاث صفائح تكتونية (الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بالكرة الأرضية)، هي الصفيحتين العربية والإفريقية جنوباً والصفيحة الأوراسية شمالاً.
وعلى طول الحدود بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية تمر هضبة الأناضول بصدع قاري رئيسي يطلق عليه "صدع الأناضول الشرقي"، وهو عبارة عن سلسلة من الصدوع التي تمر عبر تركيا من الغرب إلى الشرق.
ويبدأ خط صدع شرق الأناضول من تقاطع ماراش الثلاثي عند الطرف الشمالي من شق البحر الميت، ويمتد في الاتجاه الشمالي الشرقي وينتهي عند مفرق كارليوفا الثلاثي، حيث يلتقي بخط صدع شمال الأناضول.
وينضم خط صدع شرق الأناضول مع خط صدع شمال الأناضول من إرزينجان بعد استمراره حتى هاتاي، عثمانية، غازي عنتاب، قهرمان مرعش، أديامان، إيلازيغ، بالإضافة إلى بينجول وموش.
لذا تقع تركيا ضمن منطقة جغرافية نشطة زلزالياً، حيث تولد حركة الصفائح التكتونية في صدع شرقي الأناضول نشاطاً زلزالياً كبيراً، وهذا يجعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم، ومن النوع الذي يسبب أضراراً واسعة النطاق بسبب قربها من السطح.
ويتشابه صدع شمال الأناضول في تركيا بشكل ملحوظ مع صدع سان أندرياس في كاليفورنيا الأمريكية من حيث أسلوبه في التحرك المستمر والزلازل العالية، بحسب موقع springer link
وكانت مفارقة أن يتنبأ الجيولوجي الهولندي وخبير الزلازل "فرانك هوغربتس" حرفيًا بزلزال بهذا الحجم لخط صدع الأناضول الشرقي، قبل 3 أيام من حدوثه في تركيا وسوريا، خاصة أنه جاء مقارباً جداً لما وقع.
الخبير تنبأ في 3 فبراير/شباط 2023 بمكان الزلزال وشدته بدقة كبيرة، محذراً: "عاجلاً أم آجلاً، سيحدث زلزال بقوة 7.5 درجة في هذه المنطقة (جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان)"، ونشر خريطة الزلزال كما توقعه.(انظر تويتر)
وتوجد في باطن الأرض شبكة هائلة من الصدوع تمزق الغلاف الصخري للأرض وتحيط به إحاطة كاملة، يشبهها العلماء بخط اللحام على كرة التنس.
ويؤكد العلماء أن الأرض تحت أقدامنا، غير مستقرة بالمرة، وتتألف من طبقات متباينة السماكة تتحرك في اتجاهات مختلفة، وتزخر بالصدوع والكسور التي تتخللها مجارٍ ضيقة من السوائل.
وهناك رواسب وطين وقواعد صخرية، بخلاف تلك الصفائح التكتونية العملاقة التي تحتك ببعضها أو تتباعد عن بعضها.
وكانت الأرض منذ نشأتها جسماً ساخناً كسائر الكواكب، وحينما بردت، كون الغلاف المائي وجذب الغلاف الجوي، ومع زيادة البرودة، تكوَّنت الطبقة الصلبة الخارجية المعروفة باسم القشرة، لكن باطن الأرض ظل ساخناً حتى الآن، وهو طبقة لدنة شبه منصهرة عالية اللزوجة وعالية الحرارة.
والغلاف الصخري للأرض، أو القشرة، عبارة عن 12 لوحاً، أو ما يعرف باسم الصفائح التكتونية.
وهذه الألواح تطفو فوق النواة المنصهرة، وحينما تدور الأرض حول محورها أمام الشمس تؤدي إلى انزلاق هذه الألواح فوق هذه الطبقة اللزجة ما يؤدي أحياناً إلى تباعد الألواح بفعل تيارات الحمم الصاعدة من أسفل إلى أعلى.
وفي المناطق التي تهبط فيها تيارات الحمم تؤدي إلى تصادم بعض هذه الألواح مع بعضها، وهو ما يؤدي إلى وقوع الزلازل.
منطقة مخاطر عالية
بعد الزلازل التي تعرضت بسببها 10 مدن تركية ومئات القرى، عادت خطوط الصدع هناك إلى الواجهة مجدداً، وبدأ معها التساؤل عن مكان مرور خط صدع شرق الأناضول، الذي تسبب في الزلازل الأخيرة في مدن كهرمان مرعش وغازي عنتاب، ودرجة خطورته.
حيث تقع معظم الأراضي التركية على الصفيحة التكتونية للأناضول، الموجودة بين الصفيحة العربية التي تتحرك شمالاً بمعدل بوصة سنوياً، والصفيحة الأوراسية التي تعتبر قشرة أرضية ثابتة نسبياً.
يؤكد الموقع العلمي "بليدج تايمز" pledge times إن وجود تركيا بين الصفيحتين يؤدي إلى ضغط على المنطقة، التي تتموضع على خطوط متصدعة عديدة، ويعد خط الصدع للأناضول الذي تلتقي فيه الصفيحة الأوراسية والأناضولية الأكثر تدميراً.
لذلك شكل خط صدع شرق الأناضول، تاريخياً، سلسلة من الزلازل بدأت بزلزال أنطاكية عام 1822، وانتهت بزلزال ملاطية عام 1905.
وباستثناء زلزال بينجول عام 1971، دخل صدع الأناضول الشرقي فترة أكثر هدوءاً.
لكن مع الزلزال الذي وقع بقوة 6.8 درجة في ولاية إيلازيغ يوم 24 يناير 2020، انتقل خط صدع شرق الأناضول من فترة الصمت إلى فترة النشاط مجدداً.
وعانت تركيا منذ عام 1500 وقوع أكثر من 23 زلزالاً بقوة 7 درجات وأكثر، بحسب وكالة الأناضول 6 فبراير/شباط 2023، وتصنف الزلازل التي تبلغ قوتها 7 درجات وأكثر بـ "الخطرة".
وكان زلازل 17 أغسطس عام 1999 (زلزال جولجوك) والذي كان بقوة 7.4 درجة، وضرب منطقة مرمرة، وأدي لمقتل 17 ألفاً و118 شخصاً وإصابة قرابة 25 ألفاً، آخر أخطر هذه الزلال
وتبعه "زلزال دوزجة" بقوة 7.2 درجة في 12 نوفمبر 1999 وراح ضحيته 894 شخصاً، ثم "زلزال وان" عام 2011، بقوة 7.2 درجة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 وراح ضحيته 601 شخص، ثم زلزال فبراير 2023.
لماذا الأخير أكثر دموية؟
يؤكد علماء الزلازل إن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، 6 فبراير 2023، بقوة 7.8 درجة، وكان أكثر الزلازل دموية خلال هذا العقد، حدث بسبب "تمزق بين طبقتي الأناضول والصفيحة العربية على مسافة تزيد على 100 كيلومتر".
"تدفع الألواح الصخرية الصلبة بعضها البعض عبر خط الصدع الرأسي، مما يؤدي إلى زيادة الضغط حتى ينزلق أحدهم أخيرًا في حركة أفقية، مما يؤدي إلى إطلاق قدر هائل من الطاقة يمكن أن يؤدي إلى حدوث زلزال"، وفقًا لـ "جوانا فور والكر"، رئيسة معهد لندن الجامعي لوكالة رويترز، 6 فبراير/شباط 2022.
ما زاد الكارثة البشرية أن التمزق الأولي للصدع الذي سبب الزلزال التركي السوري حدث على عمق ضحل نسبيًا (حوالي 18 كيلومترا عند صدع شرق الأناضول)، لذلك يكون "الاهتزاز على سطح الأرض أشد مما يحدث لزلزال أكثر عمقا"، بحسب "ديفيد روثيري"، عالم جيولوجيا الكواكب في جامعة بريطانيا المفتوحة.
وتحدث الزلازل كظاهرة طبيعية، نتيجة تحرك ألواح الغلاف الصخري في باطن الأرض، أو ما يُعرف جيولوجياً بـ "الصفائح التكتونية".
وتكون حركة تلك الألواح أو الصفائح إما متباعدة عن بعضها أو مصطدمة مع بعضها أو منزلقة عبر حدودها، وتنطلق من أعماق مختلفة، وتتوقف قوتها على هذا العمق الذي تنشأ منه.
زلازل الشرق الأوسط
في حين تنشغل الشعوب العربية بصراعاتها وكوارث فوق الأرض مثل الحروب والأوبئة وتغير المناخ، بدأت تظهر بواعث قلق وتهديدات طبيعية أخرى من تحت الأرض متمثلة في زيادة مقلقة للنشاط الزلزالي في عدة مناطق بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الدكتورة "جوديث هوبارد"، خبيرة الزلازل والصفائح التكتونية، بجامعة هارفارد، كتبت سلسلة تغريدات عبر تويتر تشرح خطورة ما سيترتب على زلزل تركيا وسوريا.
أكدت أن هذا الزلزال غير طبيعي ومن أكبر الزلازل المسجلة لأنه ناتج من حركة الصفيحة العربية باتجاه الصفيحة الأوراسية وبالتالي يزيد من حركة "صدع الاناضول" بمقدار 5 أمتار، ويسحق القشرة الأرضية بين الصفائح المتقاربة.
أوضحت أن: "الصفيحة العربية تصطدم شمالاً بالصفيحة الأوراسية، فتسبب صدوع شرق وشمال الأناضول معًا، بما يسمح للكتلة الأناضولية بالضغط غربًا خارج منطقة الاصطدام، مثل بذور البطيخ التي تخرج من أصابعك"، وفق تعبيرها.
وفي حالة الزلزال الحالي في تركيا، كانت الصفيحة العربية تتحرك شمالا وتطحن في احتكاكها صفيحة الأناضول، ما يزيد من الزلازل المدمرة التي تنتقل للشرق الأوسط.
قالت إن الصدع يتحرك بحوالي 15 مم كل سنة، و "الهزات الارتدادية" تكون أكثر ضررًا من الحدث الأول، في إشارة لتوقع تداعيات مستقبلية تؤثر على الشرق الأوسط.(أنظر تويتر)
ويري الدكتور صلاح محمود، الرئيس الأسبق للمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية أن كل المناطق المطلة على البحر المتوسط عرضة للزلازل نتيجة تقارب يحدث بين القارتين الأفريقية والأوروبية.
وأنه لذلك قد تشهد دول مثل قبرص واليونان ومنطقة شمال غرب تركيا وجنوبها والجزائر والمغرب زلازل نتيجة ذلك.
أوضح لموقع "الحرة" الأمريكي، 6 فبراير/شباط 2023، أن زلزال تركيا جاء نتيجة صدع يبدأ من خليج العقبة ويتجه شمالا نحو الأناضول.
ويؤكد الخبير الجيولوجي المصري الدكتور يحيى القزاز، أن استمرار تصادم صدعي شمال إفريقيا (الصفيحة العربية)، مع صدع منطقة أوراسيا وضغطه على صدع الأناضول سيزيد الزلال في المنطقة.
قال لموقع "سكاي نيوز"، 6 فبراير/شباط 2023، أنه عندما يتقابل الصدعان تحدث الزلازل، حيث تتحرك قارة إفريقيا في اتجاه جنوب غرب أوروبا وجزء من آسيا.
أضاف أن هذا التحرك سيؤدي خلال ملايين السنين لغلق البحر المتوسط عندما يتلاقى اللوحين الإفريقي والأوروبي، وكثرة الزلازل في المنطقة دليل على عملية الاندساس بين الصفائح وانزلاق القشرة الأرضية.
وتوقع الخبير الجيولوجي، تكرار الزلازل في هذه المنطقة الجغرافية بشكل دوري لأنها ضمن حزام زلزالي.
ووفقاً لموقع «مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي»، فإن عدد الزلازل متوسطة وكبيرة الحجم (التي تتراوح قوتها بين 4 و8 درجات على مقياس ريختر)، والتي وقعت خلال عام 2022 قد بلغت 103 زلازل، منها 40 في شرق المتوسط، و21 في غربه.
وقال شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في «المعهد القومي للبحوث الفلكية» في مصر لـصحيفة «الشرق الأوسط» 25 يناير 2023، إن «منطقة البحر المتوسط عموماً، تشهد بشكل دوري زلازل لا يتم الإعلان عنها لضعفها، ولا يتم عادة الإعلان إلا عن الزلازل متوسطة وكبيرة الحجم».
ورصد قسم توقعات المخاطر في "مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث" 24 يناير 2022 تطوراً مقلقاً للنشاط الزلزالي في منطقة الشرق الأوسط تحديدا.
أكد أن ما يقرب من 30 مليون شخص من سكان الشرق الأوسط خاصة الفلسطينيون والأردنيون والسوريون واليمنيون وجزء من الخليجيين، وما يعادل خمس سكان العرب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرضون لمخاطر زيادة احتمالات حدوث زلازل مدمر في المستقبل.
وذلك وفقًا لنموذج مخاطر الزلازل الجديد الذي ترعاه شركة Lloyd والذي أصدرته شركة CAT Risk.
واعتمد رصد المركز على دراسة خريطة المخاطر الزلزالية العالمية من خلال تجميع بيانات ونماذج وتيرة حدوث وتقييم مخاطر الزلازل في منطقة الشرق الأوسط.
وعام 2020 توصلت دراسة لباحثين من جامعة تل أبيب إلى أنه من المتوقع أن يضرب زلزال مدمر بقوة 6.5 درجات على مقياس ريختر منطقة الشرق الأوسط وتحديداً دول البحر الميت في المستقبل القريب.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" 30 ديسمبر/كانون أول 2020 إن الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسيز" Science Advances وجدت أن زلزالا مدمرا يضرب المنطقة كل 130 إلى 150 سنة.
وأنه إذا كان آخر زلزال قوي ضرب المنطقة كان منذ 93 عاما، فيتوقع الباحثون "حدثا مشابها في المستقبل القريب".
وتوقع عالم الجيولوجيا بجامعة تل أبيب الدكتور شموليك ماركو إن زلزالًا متوقعا بقوة سبع درجات بمقياس ريختر سيقع في منطقة الشرق الأوسط الهشة سياسيًا.
وقال إنه يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الأماكن المقدسة وحتى على السلام العالمي.
ويحذر العلماء من أن النشاط الزلزالي الكبير في صدع الأناضول قد يؤثر على صدع البحر الميت، لأنه يمتد من كهرمان مرعش مركز الزلزال المدمر حتى خليج العقبة.
ولو استمرت الهزات الارتدادية قد نشهد زيادة في نشاط صدع البحر الميت في المستقبل، وزلازل أقوى من الهزات الارتدادية في سوريا والأردن وفلسطين.