وزير إعلام سوريا لـ"إنسان للإعلام": سنبني إعلاما حرا يحصّن سوريا من الاستبداد

السبت - 22 فبراير 2025

  • رؤيتنا تقوم على تأسيس إعلام يعكس تطلعات السوريين ويسهم في بناء دولة القانون
  • نسعى إلى إنهاء هيمنة الصوت الواحد وفتح المجال لإعلام يعبر عن آمال الناس
  • التحدي الأكبر هو استعادة ثقة الجمهور بالإعلام بعد عقود من التوظيف الدعائي
  • تفعيل الإعلام الاستقصائي والتوعوي لكشف محاولات التضليل والتلاعب بالرأي العام
  • تعزيز الإعلام الرقمي ومنصات التواصل كأدوات للوصول المباشر إلى الجمهور دون وسطاء
  • إنتاج محتوى يساهم في ترميم النسيج الاجتماعي ودعم مبادرات العدالة الانتقالية
  • سنركز على تعزيز ثقافة الحوار  وتقديم نماذج ناجحة من التعايش وإعادة الإعمار
  • قطعنا شوطًا لا بأس به في توثيق أحداث الثورة السورية ورواية الحقيقة دون تزوير
  • سنفتح المجال أمام الصحفيين المهاجرين للمساهمة في بناء الإعلام السوري الجديد
  • بإجراءات قانونية.. محاسبة من تورطوا في التحريض وكانوا سببا مباشرا في أذية السوريين
  • يمكن أن يكون لمن عملوا تحت الإكراه دور في المرحلة الجديدة إذا التزموا بمبادئ المهنية
  • للثورة جيش إعلامي قادر على إنتاج محتوى مهني يفضح أساليب الفلول ويحمي مكتسباتها

 

إنسان للإعلام- حوار: مي الورداني

أكد محمد يعقوب العمر، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال السورية،  أن "الإعلام هو أحد أعمدة بناء سوريا الجديدة"، مشددًا على ضرورة أن يصبح الإعلام صوت الشعب الناطق بالحقيقة.

أضاف، في حوار خاص لـ"مركز إنسان للدراسات الإعلامية"، أن رؤية وزارته تقوم على تأسيس إعلام وطني حر ومسؤول يعكس تطلعات الشعب السوري، موضحا  أن الوزارة تسعى إلى إنهاء هيمنة الصوت الواحد وفتح المجال لإعلام يعبر عن آمال الناس، مع العمل على استعادة ثقة الجمهور بالإعلام بعد سنوات من التوظيف الدعائي.

وشدد على أهمية تفعيل الإعلام الاستقصائي والتوعوي لكشف محاولات التضليل والتلاعب بالرأي العام، وتعزيز الإعلام الرقمي ومنصات التواصل كأدوات للوصول المباشر والشفاف إلى الجمهور.

وقال إن الوزارة تعمل على إنتاج محتوى يساهم في ترميم النسيج الاجتماعي ودعم مبادرات العدالة الانتقالية، مع التركيز على تعزيز ثقافة الحوار وتقديم نماذج ناجحة من التعايش وإعادة الإعمار.

وأكد أن الوزارة قطعت شوطًا ملحوظًا في توثيق أحداث الثورة السورية ورواية الحقيقة دون تزوير، وأنه سيجري فتح المجال أمام الصحفيين المهاجرين للمساهمة في بناء الإعلام السوري الجديد.

وأعلن الوزير عن اتخاذ إجراءات قانونية صارمة لمحاسبة من تورطوا في التحريض وأسهموا في أذية الشعب السوري، مع السماح لمن عملوا تحت الإكراه بالمشاركة في المرحلة الجديدة شرط التزامهم بمبادئ المهنية.

وأفاد بأن للثورة جيشًا إعلاميًا قادرًا على إنتاج محتوى مهني يفضح أساليب الفلول ويحمي مكتسبات الثورة، وأن رسالته للإعلاميين تتمثل في بناء وعي يحصن سوريا من الاستبداد بكل أشكاله.

وفي الختام، جاءت رسالته واضحة: "سوريا الجديدة تُبنى بسواعدكم وكلماتكم، وإعلامنا الحر والمستقل هو أساس نهضة الوطن." وفيما يلي نص الحوار:

  • وسط الحديث عن بناء سوريا جديدة تتلافى أخطاء وخطايا النظام البائد، ما هي رؤيتكم للعمل الإعلامي خلال الفترة الحالية؟

- نحن نرى أن الإعلام هو أحد أعمدة بناء سوريا الجديدة، وهو مسؤول عن نقل الحقيقة وإيصال صوت الشعب، وليس صوت السلطة، رؤيتنا تقوم على تأسيس إعلام وطني حر ومسؤول يعكس تطلعات السوريين، يلتزم بأخلاقيات المهنة، ونسعى إلى إنهاء هيمنة الصوت الواحد، وفتح المجال أمام إعلام يعبر عن آمال الناس ويسهم في بناء دولة القانون والمؤسسات.

  • بعد نحو 54 سنة من إعلام تقتصر وظيفته على نقل البيانات الرسمية للنظام، ما أبرز التحديات التي تواجهونها في تأسيس إعلام وطني ينتمي للشعب لا للنظام؟

- مارس النظام المخلوع رقابة صارمة على الإعلام، فانعدمت الشفافية وضعفت المهنية، وفقدت الثقة فيه، ولا شك أن التحدي الأكبر هو استعادة ثقة الجمهور بالإعلام السوري بعد عقود من التوظيف الدعائي لصالح النظام البائد، وهذا يتطلب إصلاحا جذريا يبدأ من تدريب الكوادر الصحفية، وضمان استقلالية المؤسسات الإعلامية، وتوفير بيئة قانونية تحمي حرية التعبير.

  • لا شك أن الإعلام كان رأس حربة في خطط الثورة المضادة التي تسببت في انتكاسات ثورات الربيع العربي.. في ضوء ذلك، ما هي استراتيجيتكم لمواجهة محاولات فلول النظام البائد صناعة ثورة مضادة عبر وسائل الإعلام، ولا سيما منصات التواصل الاجتماعي؟

- أي منطلق بالنسبة لفلول النظام البائد سيكون مبنيا على التضليل الإعلامي والاعتماد على خطاب الكراهية؛ ولذلك من الأهمية بمكان الاعتماد على الإعلام الاستقصائي والتوعوي لكشف محاولات التلاعب بالرأي العام والتضليل الإعلامي، وتعزيز الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي كأدوات للوصول المباشر إلى الجمهور دون وسطاء، وسيكون الإعلام الرسمي المصدر الموثوق للمعلومات والأخبار، كما أن للثورة جيشا إعلاميا قادرا على إنتاج محتوى مهني يفضح أساليب الفلول ويحمي مكتسباتها.

  • من تحديات المرحلة الانتقالية تعافي المجتمع من النكبات التي أحدثها ظلم النظام البائد.. هل ثمة خطة لإنتاج محتوى إعلامي يساعد المجتمع السوري على التعافي؟ هل لديكم مشروع لتوثيق الثورة السورية ونجاحها؟

- هناك عدة أولويات لتحقيق التعافي، أولها النهوض بواقع الإعلام في سوريا حتى يصبح قادرا على القيام بمهامه، ثم إنتاج محتوى يساهم في ترميم النسيج الاجتماعي عبر برامج تسلط الضوء على المصالحة الوطنية، وتوثيق معاناة الضحايا، ودعم مبادرات العدالة الانتقالية، فالإعلام يمكن أن يكون أداة للشفاء في المجتمعات الحرة، وقد كان سابقا أداة للقمع بيد النظام البائد، كما سنركز على تعزيز ثقافة الحوار، وتقديم نماذج ناجحة من التعايش وإعادة الإعمار.

لا يمكن لسوريا الجديدة أن تمضي قدمًا دون توثيق نضال شعبها وتضحياته، وقد قطعنا شوطًا لا بأس به في توثيق أحداث الثورة السورية، فلا بد من مشروع متكامل لأرشفة الأحداث، وتسجيل الشهادات، وإنتاج أفلام وثائقية وكتب تؤرخ لمراحل الثورة، مع التأكيد على رواية الحقيقة بعيدا عن التزوير الذي مارسه إعلام نظام الأسد.

  • خلال سنوات الثورة السورية، ومنذ 2011، تفرق كثير من الصحفيين والإعلاميين السوريين في أنحاء العالم.. برأيكم، كيف ستستفيد سوريا الجديدة من هؤلاء الصحفيين والإعلاميين، سواء في الخارج أو العائدين منهم إلى سوريا؟

- سوريا الجديدة بحاجة إلى جميع أبنائها، والإعلاميون الذين اضطروا للهجرة وطوروا من أنفسهم يمثلون ثروة وطنية وخبرة مهمة صقلت بالتجارب الإعلامية الخارجية، سنعمل على فتح المجال أمامهم للمساهمة في بناء الإعلام السوري الجديد، سواء من خلال العودة والمشاركة المباشرة، أو عبر منصات إعلامية مستقلة تمثل صوت سوريا في الخارج.

  • هناك العديد من الوجوه الإعلامية المحسوبة على النظام البائد، كيف ستتعامل سوريا الجديدة مع هؤلاء؟

- العدالة الانتقالية حل جيد للاستقرار والرضا المجتمعي، سيتم إحالة الأمر للقضاء المختص للنظر في كل حالة على حدة بعد جمع الأدلة والثبوتيات، هناك من تورط في التضليل والتحريض على العنف وكان سببا مباشرا في أذية السوريين، هؤلاء ستتم محاسبتهم وفق القانون، وفي المقابل هناك إعلاميون كانوا يعملون تحت الإكراه أو ضمن هامش محدود لا يلحق الضرر بالآخرين، هؤلاء يمكن أن يكون لهم دور في المرحلة الجديدة إذا التزموا بمبادئ المهنية وحافظوا على التماسك المجتمعي والوحدة الوطنية.

  • هل من رسالة توجهونها للإعلاميين السوريين في الداخل والخارج باسم الإدارة السورية الجديدة؟

- رسالتنا واضحة: سوريا الجديدة تُبنى بسواعدكم وكلماتكم، مسؤوليتكم اليوم أن تكونوا صوت الحقيقة، وأن تعملوا على بناء وعي مجتمعي يحصن سوريا من الاستبداد بكل أشكاله، نريد إعلاما حرا، مهنيا، منحازا للشعب، ومؤمنا بأن الكلمة الحرة هي أساس أي نهضة.