خطر الانهيار الاقتصادي يهدد السودان.. والانقلاب فتح باب التدخلات الأجنبية

الأحد - 7 نوفمبر 2021

تذرع السودانيون المشاركون في اعتصام القصر الجمهوري المطالبون باستعادة العسكر للحكم، بتدهور الوضع المعيشي الذي رافق بداية التحول الديمقراطي في السودان في أغسطس/آب 2019، إلا أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة المعزولة مؤخرا أدت إلى بداية استقرار في الأسعار والأسهم، لكن الانقلاب الذي دبره الفريق عبد الفتاح البرهان يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بحجة خطر اندلاع حرب أهلية مقبلة، يثير مخاوف من انهيار اقتصادي خطير.

بهذا الكلام، لخصت مجلة "لوبوان" (Le Point) الفرنسية مقالا لمراسلتها في الخرطوم أوغستين باسيي، قالت فيه إنه لا مبرر اقتصاديا للانقلاب، لأن الاقتصاد بدأ في الاستقرار مع وصول أول دعم مالي دولي، وكما يقول الخبير الاقتصادي عبده يحيى المهدي "توقعنا 150 مليون دولار من صندوق النقد الدولي و500 مليون دولار من البنك الدولي".

من جهة أخرى، قال الكاتب مختار خواجة، في مدونة له علة موقع "الجزيرة نت": إن تتابع الوساطات والتراجع عن المطالبة بحمدوك على رأس الحكومة من جانب الأميركيين يمنح البرهان وقتا كافيا لترتيب أوراقه داخليا، وتعيين الموالين له ليكونوا بدلاء في المناصب المختلفة، بحيث يستطيع التحكم في أي حكومة مدنية محايدة تتولى تسيير المرحلة الانتقالية في عامها الأخير، وهذا منطقي للغاية. ومما سيجبر البرهان على قبول اتفاق من نوع ما هو الرفض الأوروبي وما يشبه حنقا أميركيا منه تعبر عنه تصريحات فيلتمان الخارجة عن الدبلوماسية.

والاتفاق المتوقع سيتجاوز شرط إعادة حمدوك المستحيل -في الأصل- لعوامل شخصية تتعلق بحمدوك، وعوامل سياسية لا تخفى على أحد، ولكن شكل تقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين سيبقى بصورة معدلة، وبمجلس سيادي مخفض العدد، وبصلاحيات أقوى للجيش على الأمن والدفاع، وبصلاحيات أقوى للمدنيين، وبوجوه جديدة منهم، وسيبقى نجاح المدنيين مرهونا بإيجاد وجوه جديدة من العسكر من عدمه، وهو ما لا أعتقد أنه سيحدث.

وعلى موقع "الجزيرة مباشر" أبدى عزمي عبد الرازق تخوفه من التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، قائلا: من خلال تجربة إجهاض الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا أيضاً، وغض الطرف الدولي عن دوي أحذية العسكر في تلك البلدان التواقة للحرية، بدا واضحاً أنه لا توجد قوى خيّرة في هذا العالم الشرير إطلاقاً، كل يريد حماية حلفائه ومصالحه فقط لا أكثر، ويتدخل بمقدار يحفظ له دوره وأثره في تحريك عجلة الاستبداد على النحو الذي يفضله، ودونك ما يجري في الشرق الأوسط، من قبل المجتمع الدولي، ذلك الكائن الهُلامي، على حد تعبير المثقف السوداني أبكر آدم اسماعيل.

أضاف: عقب بيان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي قضى بإعلان حالة الطوارئ، وحل الحكومة، واعتقال بعض الوزراء والسياسيين، امتلأت سماء العاصمة الخرطوم بطائرات الوسطاء، والمبعوثين الدوليين، إلى جانب عشرات المبادرات الخارجية والداخلية، جميعها، محل ترحيب من الفرقاء السودانيين، على الرغم من أنها عقدت الأزمة، وفتحت أبواب المطامع الدولية، لكننا هكذا جُبلنا على عدم الثقة بالنفس، مُفضلين حلول “الخواجات” لسبب ما، حتى وإن جاءت من إسرائيل، التي تولت “المشيخة” في المنطقة عموماً عوض الجامعة العربية.

المصدر:    الجزيرة+ الجزيرة مباشر