"رابعة" لم تمت.. شهادات إعلامية دولية تكشف أبعاد الجريمة
الأحد - 13 آغسطس 2023
- تقارير صحفية مستقلة تفضح جرائم العسكر في رابعة والنهضة على مدى عشر سنوات
- الصحف الغربية حذرت من كارثة "الفض" وما سينتج عنها من قتل آلاف المدنيين العُزل
- وسائل الإعلام بثت جريمة الفض على الهواء ووثقت عمليات القتل بالصوت والصورة
- "الجارديان" انفردت بكشف جريمة قتل 37 مصريا في سيارة الترحيلات بعد خنقهم بالغاز
- صحف الغرب نشرت تقارير هيومن رايتس ووتش الموثقة لجرائم القتل الجماعي في مصر
- مؤسسة "إيجبت ووتش" أعادت للأذهان بشاعة فض الاعتصامات بفيلم "ذكريات مذبحة"
إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:
رغم مرور 10 سنوات على أبشع مجزرة في العصر الحديث، مازالت جريمة اغتيال المعتصمين في ميداني "رابعة " و"النهضة"، حاضرة في ذاكرة الصحافة العالمية والعربية، ويتجدد الحديث عنها بشكل سنوي بالتزامن مع ذكراها.
وفي محاولة منا لرصد ما تنشره الصحافة الأجنبية والعربية على مدار السنوات العشر الماضية، تبين لنا أن التقارير الصحافية توالت، عاما بعد عام، وكشفت بشكل كبير مدى بشاعة ما ارتكبته سلطة الانقلاب العسكري، من قتل متعمد بدما بارد ، في حق معتصمين سلميين مدنيين عزل، على يد ضباط الجيش والشرطة المدججين بأسلحة فتاكة، أودت بحياة أكثر من ألف مصري، هم من أخلص المواطنين لدينهم و بلادهم.
في السطور التالية نتتبع نماذج لما نشرته الصحافة الأجنبية والعربية المستقلة، من قوالب صحفية متنوعة، تفضح المجازر، التي وصفتها بعض التقارير بأنها "جرائم ضد الإنسانية"، و"إبادة عسكرية لمدنيين عُزل"، رفضوا الخضوع لمخطط أغتيال المسار الديمقراطي في مصر.
- "هيومن رايتس ووتش": مقدمات دموية للمذبحة وإصرار على القتل
"رابعة " اسم حُفر في التاريخ المصري بحروف من دماء ذكية، سفكها سفاح عسكري، دفعه طمعه في كرسي الحكم، الى الاستخفاف بحرمة الدم.
كان تقرير هومان رايتش واتش عن المجزرة من أهم الوثائق التى سجلت بكل شفافية أحداث هذه الجريمة، وبدأ التقرير بالتأكيد على أن مصر شهدت مقدمات دموية لهذه المذبحة، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2013، حيث فاض الكثير من ميادين مصر العامة وشوارعها بالدماء في أحيان كثيرة، منذ لحظة عزل الرئيس المدني المنتخب د. محمد مرسي، في 3 يوليو/تموز 2013م.
على مدى الشهرين التاليين نظم مؤيدو الرئيس مرسي، من الإخوان المسلمين وغيرهم من أطياف الشعب المصري، اعتصامين كبيرين في القاهرة ومظاهرات أصغر حجماً في أنحاء مصر؛ للتنديد باستيلاء الجيش على السلطة؛ والمطالبة بعودة مرسي إلى الحكم.
وفي معرض الرد قامت قوات الشرطة والجيش مراراً بفتح النيران على المتظاهرين، فقتلت أكثر من 1150 منهم، في 5 وقائع منفصلة من القتل الجماعي.
ويشير تحقيق هيومن رايتس ووتش إلى قيام قوات الجيش والشرطة، على نحو عمدي وممنهج، وعلى مدى عام كامل، باستخدام القوة المميتة والمفرطة في عمليات حفظ الأمن، مما أدى إلى مقتل متظاهرين على نطاق لم يسبق له مثيل في مصر.
ويشتمل ما فحصته المنظمة من أدلة على تحقيقات في مواقع الأحداث، أثناء وقوع الاعتداءات على المتظاهرين أو بعدها مباشرة، وعلى مقابلات مع أكثر من 200 من الشهود وبينهم متظاهرون وعاملون بالحقل الطبي وصحفيون ومحامون وسكان لمناطق الأحداث، وعلى مراجعة للأدلة المادية ولساعات من مقاطع الفيديو وتصريحات مسؤولين.
وخلص تقرير هيومن رايتس ووتش عن هذه المجزرة التى لن تنساها ذاكرة التاريخ البشري، إلى أن "عمليات القتل لم تشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان فحسب، بل إنها ترقى على الأرجح إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية، بالنظر إلى اتساع نطاقها وطبيعتها الممنهجة، وكذلك إلى الأدلة التي توحي بأن عمليات القتل كانت جزءاً من سياسة تقضي بالاعتداء على الأشخاص العزل على أسس سياسية، ولايوجد ما يبرر الاعتداءات المميتة، غير المتناسبة، التي تمت عن سبق إصرار وترصد، على متظاهرين سلميين في أغلبيتهم الساحقة".
ووفق التقرير، "أشارت العديد من التصريحات الحكومية والصادرة عن اجتماعات حكومية إلى علم مسؤولين رفيعي المستوى بأن من شأن الاعتداءات أن تؤدي إلى قتل واسع النطاق للمتظاهرين، بل إن الحكومة قامت، في كبرى الوقائع، فض اعتصامي رابعة والنهضة، بالتحسب لوفاة عدة آلاف من المتظاهرين والتخطيط لذلك، وحتى الآن تواصل قوات الأمن إنكارها لارتكاب أي خطأ، ولم تحاسب السلطات ضابط شرطة أو جيش واحد على أي من وقائع القتل غير المشروع".
وقد وثق باحثو هيومن رايتس ووتش فض اعتصام رابعة، ووجدوا أن قوات الأمن فتحت النيران على المتظاهرين باستخدام الذخيرة الحية، فقتلت المئات بالرصاص الموجه إلى رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم، واستخدمت القوة المميتة دون تمييز، إذ كان القناصة المتمركزون داخل ناقلات الأفراد وبجوارها يطلقون أسلحتهم على حشود كبيرة من المتظاهرين. وقال عشرات الشهود أيضاً إنهم شاهدوا قناصة يطلقون النيران من مروحيات فوق منطقة رابعة.
وقالت الأغلبية الساحقة من المتظاهرين الذين أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات معهم، على خلفية هذا الحدث، إنهم لم يسمعوا التحذيرات المسجلة التي أذاعتها قوات الأمن عن طريق مكبرات صوت قريبة من مدخلين على الأقل من مداخل الاعتصام، قبل دقائق من فتح النيران.
و"قامت قوات الأمن بعد ذلك بمحاصرة المتظاهرين معظم اليوم، وشنت الهجوم من مداخل الاعتصام الرئيسية الخمسة بحيث لم تترك أي مخرج آمن حتى نهاية اليوم، بما في ذلك للمتظاهرين الجرحى المحتاجين إلى رعاية طبية، وكذلك المتلهفين على الفرار. بدلاً من ذلك، وفي حالات كثيرة، لجأت قوات الأمن إلى إطلاق النيران على من كانوا يسعون للفرار"، بحسب ما قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش.
وتابع التقرير: "أدى الاستخدام المتعمد، عديم التمييز للقوة المميتة، إلى واحدة من كبرى وقائع قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد، في التاريخ الحديث. وعلى سبيل المقارنة، تشير تقديرات ذات مصداقية إلى أن القوات الحكومية الصينية قتلت 400-800 من المتظاهرين على مدار 24 ساعة في مذبحة ميدان "تيانانمين" يومي 3 و4 يونيو/حزيران 1989، وقتلت القوات الأوزبكية أعداداً مماثلة تقريبا في يوم واحد أثناء مذبحة "أنديجان" عام 2005، في حين استمر فض اعتصام منطقة رابعة 12 ساعة، وقتل نحو 800 متظاهر من شروق الشمس إلى غروبها.
وفي نفس يوم فض رابعة، وهو 14 أغسطس/آب، قامت قوات الأمن أيضاً بفض مخيم اعتصام ثان أصغر حجماً لمؤيدي مرسي، في ميدان النهضة قرب جامعة القاهرة بالجيزة، في القاهرة الكبرى. واتبع الفض في النهضة نفس النمط المتبع في رابعة، .. و وصف شهود كيف شرعت قوات الأمن في إطلاق النار على المتظاهرين، عمداً ودون تمييز على السواء، باستخدام الغاز المسيل للدموع، والخرطوش، والذخيرة الحية. ومع احتماء بعض المتظاهرين داخل مبنى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، اشتد العنف حين أطلقت قوات الأمن النيران على المتظاهرين المتمترسين داخل المبنى، وحددت وزارة الصحة حصيلة الوفيات في فض النهضة بعدد 87.
وطوال الأسابيع المؤدية إلى الفض يوم 14 أغسطس/آب كان وزير الداخلية إبراهيم، ووزير الدفاع في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء في ذلك الوقت حازم الببلاوي، وغيرهم من مسؤولي الحكومة يصرحون بضرورة فض الاعتصامات بالقوة ، وقاموا بمجزرتين في هذه الأثناء أولهما الحرس الجمهوري التي قتل فيها أكثر من 60 مصريا وجرح أكثر من 435، ثم مجزرة المنصة والتى كانت بروفة للفض وراح ضحيتها أكثر من 120 مصريا.
واختارت حكومة الانقلاب العسكري في النهاية المضي قدماً في فض عنيف بالقوة، عالمة بأنه سيؤدي إلى حصيلة شديدة الارتفاع من الوفيات. وقال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان لـ هيومن رايتس ووتش إن مسؤولي وزارة الداخلية، في اجتماع مع منظمات حقوقية قبل الفض بتسعة أيام، كشفوا عن توقعهم لحصيلة وفيات تبلغ 3500. و"في الأيام السابقة على الفض استشهدت صحيفتان بارزتان بمصادر أمنية تشير إلى أن خطة وزارة الداخلية للفض تتوقع معدل خسائر تقدر بعدة آلاف من الموجودين في الاعتصام، وهكذا سطرت هذه الحكومة أحداث أبشع مجزرة في تاريخ البشرية" ."1"
- دور الصحافة الاجنبية في كشف جرائم مذبحة "رابعة"
على مدار السنوات العشر الماضية، أدت الصحافة الأجنبية دورا بارزا في كشف فصول مذبحة "رابعة"، ،فقبل تنفيذ الفض المميت لميداني "رابعة والنهضة " ، توالت التحذيرات من كارثة الفض وما سينتج عنها من قتل الآلاف.
في البداية، اهتمت الصحف الأمريكية بخبر تفويض الحكومة المصرية لوزارة الداخلية بفض اعتصام ميدانى "رابعة العدوية" و"النهضة"، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" إن بيان مجلس الوزراء الصادر فى هذا الشأن وقتها ، يُسلط الضوء على احتمال تجدد العنف فى شوارع مصر بعد أقل من أسبوع من مقتل "ما يقرب من 80 شخصاً" من أنصار الرئيس مرسي فى ساعات من المصادمات مع قوات الأمن أمام مقر اعتصامهم فى رابعة العدوية في احداث المنصة.
ورأت الصحيفة أن التعهد بفض الاعتصام يسلط الضوء على عدم فعالية الزيارة التى قامت بها ممثلة السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى "كاثرين آشتون" فى محاولة لتسهيل الحوار وإنهاء الجمود السياسى فى مصر، وكانت "آشتون" أول مسئول أجنبى يقابل الرئيس المعزول محمد مرسى المحتجز منذ الإطاحة به من السلطة فى الثالث من يوليو.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فقد ذكرت أن قرار السلطات المصرية بالسماح للممثلة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبى "كاثرين آشتون"، كأول شخصية خارجية تزور الرئيس محمد مرسى، يسلط الضوء على الدور المتنامى الذى يلعبه الدبلوماسيون الأوروبيون فى القاهرة والمنطقة ، و"لكن اذا قررت الفض ستكون كارثة".
تصعيد دراماتيكي
من جانبها، ذكرت صحيفة "الديلى تليجراف" البريطانية، إن إعلان الحكومة المصرية الاتجاه نحو فض اعتصام أنصار الرئيس محمد مرسى، يمثل تصعيداً دراماتيكيا للأزمة السياسية فى البلاد، بعد ما اعتبرته محاولة فاشلة من ممثلة السياسات الخارجية الأوروبية "كاثرين آشتون" للتوصل إلى حل وسط.
وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات النشطاء السياسيين والحقوقيين من تحول فض الاعتصام إلى مذبحة، مشيرة إلى مقتل العشرات من أنصار الإخوان المسلمين فى حادثى الاعتداء على دار الحرس الجمهورى والمنصة، حينما حاول المحتجون المطالبون بعودة مرسى للسلطة، غلق الطريق من خلال بناء جدران من الطوب."2"
كما لعبت وسائل الإعلام الغربية وقناة "الجزيرة" الفضائية دورا كبيرا في بث جريمة الفض على الهواء مباشرة ووثقت عمليات القتل بالصوت والصورة.
وفي اعقاب الفض صدرت مئات التقارير للصحف الغربية التي فضحت المجزرة، حيث تناولت بعض الصحف الأميركية والبريطانية الهجوم الذي شنته القوات العسكرية والأمنية المصرية على أنصار الرئيس الشهيد ، فقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن القوات الأمنية المصرية أطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين من أنصار مرسي، وإنها قامت بحرق وتجريف الخيام، وشنت حملة اعتقال وضرب للمتظاهرين.
وأكدت الصحيفة أن "الشرطة المصرية وجهت رشاشاتها إلى المعتصمين من أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية، وأنها رمتهم بوابل من الرصاص بشكل مباشر، وسط أجواء من سحب الدخان الناتج عن الحرائق وعن الغازات المسيلة للدموع، مضيفة أن ما جري في مصر هذه اللحظة هو ليس محاولة لفض اعتصامات أنصار مرسي، ولكنها مجازر في هجوم مسلح كبير على معتصمين مسالمين من المدنيين". وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الشرطة استخدمت آليات مسلحة في الهجوم على المعتصمين، وإنها استخدمت الرشاشات الآلية ضدهم.
حملة مميته
من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن القوات المصرية شنت حملة مميته على أنصار مرسي المعتصمين في بعض الميادين في القاهرة، وسط تزايد أعداد القتلى من المعتصمين، موضحة أن القوى الأمنية والقناصة يستخدمون الرصاص الحي في الهجوم، ونقلت الصحيفة عن امرأة عجوز تعرضت للغاز القول: "ساعدنا يا الله، فنحن غير مسلحين".
وأضافت الصحيفة أن الجيش المصري منع الصحفيين ووسائل الإعلام من الوصول إلى ميدان رابعة العدوية، منتهكا وعودا سابقة بدعوة الصحيفيين وناشطي حقوق الإنسان لمشاهدة عملية فض الاعتصامات.
وأما صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية فقالت إن الجيش المصري فتح النار على المعتصمين من أنصار مرسي مما أسفر عن مئات القتلى، مضيفة أن مروحيات عسكرية حلقت في الأجواء أثناء الهجوم ، كما نقلت الصحيفة عن مراسل رويترز القول إنه شاهد حوالي عشرين من المصابين الذين أطلق الجيش المصري الرصاص على أرجلهم، ونسبت إلى جماعة الإخوان القول إن الهجوم أسفر حتى الآن عن مقتل خمسمائة وجرح تسعة آلاف من المعتصمين.
وقالت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية إن القوات المصرية تستهدف بالرصاص الصحفيين والمصورين في ميدان رابعة العدوية، في محاولة لمنعهم من نقل مشهد الهجوم.
من جانبها قالت صحيفة "ذي ديلي تلجراف" إن قوات الشرطة المصرية تشن هجوما على المعتصمين من أنصار مرسي، وأضافت أنه يبدو أن الاتحاد الأوروبي استيقظ أخيرا ليدعو إلى ضبط النفس، موضحة أن ما يجري في مصر هذه اللحظة هو ليس محاولة لفض اعتصامات أنصار مرسي، ولكنها مجازر في هجوم عسكري كبير على معتصمين مسالمين من المدنيين. كما أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى أن قوات أمنية وعسكرية مصرية استخدمت عربات مدرعة في هجومها على المعتصمين."3"
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" مقالاً بعنوان "النهاية الدموية للاحتجاج تقسم مصر"؛ وفيه يقول المحرر: "في البداية جاء الغاز المسيل للدموع، ثم بسرعة بدأت قوات الشرطة المصرية في فتح نيران الأسلحة الرشاشة، كل خمس دقائق –وفقاً للطالب محمد الإدريسي- تقتحم الشرطة الحاجز بالرصاص ويتلقى زميل واقف إلى جواره رصاصتين في العنق أو الكتف.
بينما رصدت "الديلي نيوز" توابع عزل الرئيس مرسي، مروراً بأحداث فض رابعة، وقالت إن مصر تشهد تراجعا في حرية التعبير عما كان أيام مبارك أو مرسي. وقالت الصحيفة في المقال ذاته: إن فض رابعة وما جرى فيه هو جريمة ضد الإنسانية."4"
كما توالت بعد ذلك التقارير الصحافية في ذكري "رابعة والنهضة"، على مدار كل عام؛ لتكشف فصول هذه المجزرة ومن أمثلة ذلك تقرير نشره موقع "بي بي سي " تحت عنوان "فض اعتصام رابعة العدوية: تسلسل زمني للأحداث"، كشفت فيه التسلسل الزمني لهذه الجريمة ، وفصول المحاكمات غير العادلة للمتظاهرين، والتى وصلت للإعدام "5"
وكانت معالجات صحيفة نيويورك تايمز مميزة في كشف تفاصيل المجزرة، ومن أمثلة هذه المعالجات تقرير تحت عنوان "مدير مكتب «نيويورك تايمز» بالقاهرة يندد بـ«مجزرة رابعة»، حيث ندد مدير مكتب «نيويورك تايمز» في القاهرة «ديلكان والش»، خلال هذا التقرير، بالصمت الرسمى حيال أحداث فض اعتصام رابعة."6"
حمام دم
ونشرت الصحيفة نفسها تقريرا تحت عنوان "الجنون العسكري في القاهرة". وقالت: إنه "مع حمام دم آخر في شوارع القاهرة يوم 14 أغسطس، أثبت الجنرالات الحاكمين لمصر دون أدنى شك، أنه ليس لديهم أي استعداد في توجيه البلاد مجددًا نجو الديمقراطية".
وقالت الصحيفة: "على العكس من ذلك، فالانسداد السياسي لعبد الفتاح السيسي، القائد الفعلي لمصر، والقمع الوحشي الذي أطلقه الآن يهدد بإنتاج أسوأ النتائج المحتملة لوضع ملتهب بالفعل: حرب أهلية قاتلة" ، ورأت الصحيفة وقتها أن ذلك سيكون "مأساة لمصر"، كما سيكون "كارثة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة"، موضحة أن مصر أكثر الدول تأثيرًا في العالم العربي . "7"
ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" في ذكرى الفض الأولى إلى ما قالته إدارة أوباما حول تطلب تشريعات الولايات المتحدة قطع المساعدات المقدمة لأي دولة يلعب جيشها "دورًا حاسمًا" في إزالة حكومة منتخبة."8"
وفي تقريرأخر لنفس الصحيفة نشر تحت عنوان "صمت العالم على أحداث رابعة والنهضة «يقشعر له الأبدان»، أكدت أنه في ذكري الفض أصبح صمت العالم على فض اعتصامي «رابعة العدوية والنهضة» منذ عام هو «أمر تقشعر له الأبدان»، مشيرة إلى الروايات التي سردها تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش» بشأن أحداث الفض.
وقالت الصحيفة: "إن عدم وجود أي حديث عن أحداث العام الماضي، سواء دوليا ومحليا، كان أمرا مثيرا للانتباه إلى حد كبير"، ورأت أن الولايات المتحدة، التي دعمت الجيش المصري لوقت طويل، قد قبلت بحذر صعود السيسي فيما بعد، مشيرة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وقتها من أحداث «رابعة العدوية»، بأن مصر تشهد «استعادة للديمقراطية»."9"
كما كشفت واشنطن بوست كذب أدعاء إعلاميي السيسي وبعض الصحف بأن كل معتصمي رابعة من الفقراء الذين أستهدفوا من أعتصامهم المعيشة بدون نفقات، وذلك من خلال تقرير نشر في عام 2015 تحت عنوان " ضحايا رابعة من مناطق حضرية وثرية"، واهتم التقرير بالتصنيف الفئوي للضحايا من ناحية التعليم والتحضر، وخلص إلى أن أغلبهم من المناطق الحضرية الأقرب للقاهرة ومن المناطق الأكثر تعليما.
وقال كاتبا التقرير، نيل كيتشلي و مايكل بيغز، "إن عامين مرا على المجزرة التي قُتل فيها ألف شخص من المؤيدين للرئيس محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية الواقع في شرق القاهرة دون محاسبة للقتلة".
وأوضحا أن هذه الأحداث كانت محور ثلاثة تحقيقات اضطلعت بهما جهات مختلفة، منها تحقيقان مستقلان أجرتهما هيومن رايتس ووتش والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حيث خلص التقريران إلى أن قوات الأمن المصرية شنت هجوما شاملا على المتظاهرين الذين كان أغلبهم من العزل، واضافا ان الفئات المشاركة في الأعتصام كان معظمهم من الفئات الأكثر تميزا تعليميا، واقتصاديا وان أدعاءات وسائل الإعلام المصري بأن الفقر دفع هؤلاء للاعتصام في رابعة عار من الصحة ."10"
مسئولية السيسي
كما نشرت واشنطن بوست تقريرا ’خر لكشف حقيقة تدبير السيسي لهذه المجزرة، تحت عنوان "السيسي مدان بجرائم حرب وأوباما يدعمه"، خصصت فيه افتتاحيتها للحديث عن تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، حول مسؤولية النظام المصري ورأسه عبد الفتاح عن مذبحة رابعة العدوية التي مضى عليها عام، وانتقاد دعم إدارة الرئيس أوباما لهذا النظام القمعي الذي لم يمر على مصر مثله منذ عقود، والوقوف إلى جانب رئيس مسؤول عن مذبحة -هي الأكبر في التاريخ- بدلا من نبذه.
وقالت إن "إصرار الرئيس أوباما عل القول إن احتفاظ الولايات المتحدة بشراكة استراتيجية مع الحكومة المصرية الديكتاتورية الجديدة هو في مصلحة الولايات المتحدة، فيما يزعم وزير الخارجية جون كيري أن رجل مصر القوي عبد الفتاح السيسي يسير بمصر نحو الديمقراطية، ولكن فحصا لهذا الواقع قدمته منظمة هيومان رايتس هذا الأسبوع ويستحق النظر"."11"
ونشرت واشنطن بوست تقريرا عن ضحايا رابعة، والتعريف بهم ومدى مكانتهم في المجتمع المصري ، تحت عنوان "واشنطن بوست : من الذين قتلهم السيسي في رابعة؟" ، في الذكري الثانية من "مجزرة الفض" أكدت فيه أنه بعد عامين على المجزرة ثبت لنا بعد التدقيق أن أغلب قتلى الفض كانوا من المناطق الحضرية الأقرب للقاهرة ومن المناطق الأكثر تعليما ، وانه ممن الواضح أن الضحايا ينحدرون من مناطق تشكل أكثر من نصف البلاد."12"
كما كانت صحيفة "الجارديان" البريطانية من الصحف التى كشفت الكثير من جرائم النظام في مجزرة الفض، ومن أمثلة ذلك تقرير نشرته تحت عنوان "حملة تطهير لاعتصامى رابعة والنهضة"، أكدت من خلاله علميات القتل الممنهج واستخدام القوة المفرطة ضد المعتصمين السلميين.
وأشارت إلى وقوع عشرات القتلى، وأحد المحتجين قالوا: "إنهم قتلوا منهم ألف شخص "، ونقلت تصريحات لمتحدث الجماعة الإعلامي جهاد الحداد القيادي البارز بجماعة الإخوان الذي قال "إن هناك حملة تطهير تجري من قبل قوات الأمن لفض اعتصامات المؤيدين للرئيس محمد مرسي"."13"
كما كان لصحيفة "الجارديان "السبق في كشف الجريمة البشعة عن قتل 37 مصريا في سيارة الترحيلات، من خلال تحقيق نشر تحت عنوان " كيف مات 37 سجينا في سيارة ترحيلات أبو زعبل؟" ، أظهرت فيه للمرة الأولى، شهادات الناجين من سيارة الموت، وقالت فيه: إنه بعد ظهر يوم الأحد 18 أغسطس 2013 نطق المخرج المصري محمد الديب الشهادتين ووصيته الأخيرة، لقد كانت عملية غير رسمية، فلم يكن محمد يمتلك أي ورقة لتوقيع اسمه عليها، ولم يكن هناك محام لتوثيقها ، وكان لدى محمد سبب وجيه لكي يخشى على حياته. فقد كان ضمن 45 سجينًا «محشورين» في الجزء الخلفي من عربة ترحيلات الشرطة الضيقة التي ترتفع فيها درجة الحرارة والموجودة في فناء سجن أبو زعبل شمال شرق القاهرة. وكان قد مضى عليهم في السيارة أكثر من ست ساعات ثم تم ضرب هؤلاء بالغاز داخل سيارة الترحيلات مما أدي الى قتل 37 منهم، وقبل ذلك تم منع الماء عنهم رغم أرتفاع درجات الحرارة وتوالت شهود روايات شهود العيان للصحيفة التى تؤكد مدى بشاعة التعامل الوحشي مع هؤلاء الأبرياء ."14"
مذبحة المنصة
ومن قبل ذلك كشفت صحيفة "الجارديان " المتورطين في مذبحة "المنصة"في تقرير تحت عنوان " مذبحة المنصة برابعة العدوية أولى نتائج ''تفويض السيسي''، أكدت فيه أن المجزرة التي وقعت قرب ميدان رابعة العدوية المعروفة "بمجزرة المنصة" وراح ضحيتها نحو 136 شهيدا وقرابة 4500 مصاب من أنصار الرئيس محمد مرسي، هي أولى نتائج التفويض الذي طلبه الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع من المصريين، وتشير لنية السلطات فض اعتصام رابعة بالقوة."15"
وفي صحيفة "الجارديان " كتب الكاتب الكبير ديفيد هرست مقالا تحت عنوان "السيسي ولعنة رابعة"، أكد فيه أن قلادة الملك عبد العزيز هي أعلى وسام يمكن أن تضفيه المملكة العربية السعودية على رؤساء الدول الزائرين. وقد زينت رقاب “رجال مرموقين” من أمثال جورج دبليو بوش، وفلاديمير بوتين، ولكن استخدمت هذه القلاد لغسل سمعة حاكم قاتل، حيث وضع خادم الحرمين الشريفين القلادة حول عنق السيسي، الرجل الذي قالت عنه اليوم منظمة هيومان رايتس واتش إنه ينبغي أن يحقق معه في تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مؤكد أن شركاء الانقلاب سيفشلون في غسل سمعته من أقذر مجزرة في تاريخ البشرية. "16"
كما كشفت "الجارديان" تفاصيل دور المخابرات السعودية في انقلاب مصر"، في تقرير تحت عنوان " كشف دور المخابرات السعودية في انقلاب السيسي ومجزرة رابعة" نشرت فيه تفاصيل جديدة عن دور المخابرات السعودية في الانقلاب العسكري بمصر، الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي. وقالت إن رئيس المخابرات السعودي الأمير بندر ورئيس المخابرات السابق الأمير مقرن، ورئيس الديوان الملكي السابق، خالد التويجري، كانت لهم بصمات واضحة في الانقلاب العسكري بمصر، ومجزرة "رابعة" . "17"
كما أكد موقع "ميدل إيست آي"، في مقال نشره في ذكرى المذبحة تحت عنوان "هكذا أعادت مذبحة رابعة مصر إلى السلطوية "، أن التأثير الذي خلقته "مذبحة رابعة" التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية أدي الى تكريس الاستقطاب والعودة إلى السلطوية، وأن الواقع المصري وأزماته الأن ما هو إلا ثمرة للصمت عن الجرائم والمذابح التى أرتكبت في حق معتصمي رابعة.
وقال كاتب المقال "يانيس جوليان غريم": إن "مذبحة رابعة، التي وقعت في أغسطس/ آب 2013، كانت حدثاً محورياً بالنسبة للاعبين المتنافسين، ونقطة تحول بالنسبة للسياسة في فترة ما بعد الانقلاب في مصر".
وتابع: "كما وضعت المذبحة شروطاً فرضت نفسها على الاحتجاجات المستقبلية: فبينما عرف التحالف المناهض للانقلاب نفسه باعتباره المناقض للقوات الانقلابية، فقد رد على الانقلاب ليس من خلال تبني المقاومة العنيفة وإنما من خلال تنويع ذخيرة أعماله المنافسة"."18"
ملف المفقودين
كما فتح موقع"هيومان رايتس مونيتور" الحقوقي يفتح ملف المفقودين في رابعة العدوية في تقرير تحت عنوان "مفقودو رابعة"، في الذكرى الرابعة للمذبحة.
وقالت المنظمة إن الأحداث التي سبقت فض الاعتصام وأحداث الفض بشكل عام تركت وراءها كثيرًا من الأفراد الذين تعرضوا للاعتقال والإخفاء في أماكن احتجاز سرية، حيث لم يستطع ذووهم ولا محاموهم الوصول إليهم، رغم بحثهم في أماكن الاحتجاز واتخاذهم كافة الإجراءات القانونية من شكاوى وبلاغات دون جدوى، مما يثير الكثير من الشكوك حول وجود مقابر سرية تم دفن بعض الجثث بها.
وتأكد بعض الأهالي من وفاة ذويهم أثناء عملية فض الاعتصام، لكن لم يعثروا على جثثهم، كما أنهم غير مقيدين بالكشوف الرسمية أو تقارير المنظمات الحقوقية، ولا يعرف ذووهم مصيرهم حتى الآن رغم اتخاذهم كافة الإجراءات القانونية."19"
وشارك موقع "ساينس مونيتور" في حملة كشف الحقائق عن "المذبحة" ومن أمثلة ذلك نشره تقرير تحت عنوان " مذبحة رابعة رسالة لعودة دولة الإرهاب"، وصف فيه وضع حقوق الإنسان في مصر بعد مذبحة "رابعة" بأنه يزداد قبحا وسوءا يوما بعد يوم، في الوقت الذي تفكر فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإصدار أمر لتزويد حكام مصر الجدد بالمال والسلاح.
وكتب مراسل الصحيفة، دان ميرفي، أن الانتهاكات التي تمارس ضد المواطنين المصريين، بددت كل الآمال بولادة مجتمع ديمقراطي تشاركي في أي وقت، خاصة بعد صمت العالم كله عن أبشع جريمة في تاريخ البشرية ، بحسب وصف الموقع. "20"
كما نشرت "الكريستيان ساينس مونيتور" تقريرا تحت عنوان "الانقلابيون فشلوا في طمس آثار مجزرة رابعة" القت فيه الضوء على أهم المتغيرات التي حدثت منذ فض اعتصام رابعة العدوية بعد 3 أشهر من وقوعها، مشيرة إلى أن اﻻنقلابيين سعوا جاهدين لطمس معالم المجزرة التي تعد اﻷسوأ في تاريخ مصر الحديث.
وتحدثت الصحيفة عن قيام الانقلابيين بإعادة طلاء مسجد رابعة العدوية ووضع نصب تذكاري وسط الميدان يشيد بالجيش والشرطة وهو ما اعتبره أهالي الضحايا أكبر دليل على إنكار اﻻنقلابيين مجزرة 14 أغسطس."21"
الشعب هو الضحية
وفي نفس السياق جاء معالجات صحيفة "لوموند" الفرنسية، التى اكدت في تقرير لها أن أنصار التيار الإسلامي ليسوا "الضحية الوحيدة" لفض الاعتصامات الذي قامت به قوات الأمن المصرية، بل كثير من عامة الشعب الذين قتلوا بدم بارد، كما كان عنوان صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في صبيحة فض رابعة: "في القاهرة.. أطلقوا النار على النساء والأطفال". وكتبت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عنوان "فض اعتصام أنصار مرسي يتحول إلى حمام دم"، بينما استمرت الآلة الإعلامية المصرية في تكريس خطاب العنف والفتنة على شاشات التلفزيون وصفحات الصحف. "22"
وفي السياق نفسه، جاءت معالجات وكالة رويترز، ومن أمثلة ما نشرته تقرير تحت عنوان "دبلوماسيون: الغرب حذر السيسي حتى النهاية من فض الاعتصامات بالقوة "، كشفت فيه أن حلفاء غربيين حذروا الزعماء العسكريين لمصر حتى اللحظة الأخيرة من استخدام القوة في فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس الاسلامي محمد مرسي، مجادلين بانهم سيجدون صعوبة في التغلب على الضرر السياسي والاقتصادي أضاف التقرير: "كانت النهاية العنيفة للمواجهة التي استمرت ستة اسابيع بين جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي والقوات المسلحة التي أطاحت بأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا قد بدت مرجحة بمجرد ان أعلنت السلطات الجديدة الاسبوع الماضي ان الوساطة الاجنبية فشلت."23"
اختلال العدالة
كما تابعت رويترز أخبار محاكمات قضية رابعة، و كشفت اختلال موازين العدالة في هذه الأحكام، حيث نشرت تقريرا تحت عنوان "محكمة مصرية تحيل أوراق 75 متهما للمفتي في قضية فض اعتصام رابعة" أكدت فيه أن محكمة جنايات القاهرة أحالت أوراق 75 متهما إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم في قضية فض اعتصام لقيادات وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدين للجماعة بمحيط مسجد رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة عام 2013، رغم انعدام وجود الأدلة والبراهين على هذه الأحكام . "24"
كما جاء سياق معالجات صحيفة (إلموندو) الاسبانية في نفس الإطار السابق، ومن أمثلة مانشرته تقرير تحت عنوان: "رابعة العدوية (أسوأ) مجزرة ترتكب في يوم واحد بالتاريخ الحديث"، وذلك في الذكرى الثانية لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قالت فيه إن السلطات المصرية لم تكتف فقط بعدم إجراء تحقيق جاد في هذه الأحداث، التي وصفتها بالدموية، والتي أنهت – حسب تعبيرها – الديمقراطية في مصر، بل إنها حاولت أيضا إخفاء كل آثار الجريمة" على حد قولها."25"
كما وجدنا وكالة الأناضول التركية الرسمية تتابع ملف مجزرة "رابعة"، بشكل مستمر، وتكشف فيه كل المستجدات، ومن أمثلة ذلك تحقيق تحت عنوان "المختفون قسريًا منذ "فض رابعة".. 1000 يوم بحثًا عن المجهول" ، أثارت فيه قضية المختفين قسريا منذ فض أعتصام "رابعة" . "26"
- دور الصحف العربية المستقلة في إظهار حقائق "المجزرة"
لعبت لمواقع والصحف العربية المستقلة دورا مهما في كشف الحقائق حول مجزرة "رابعة " ، ودحض كل أكاذيب الإعلام المصري المضلل.
وتعد صحيفة وموقع "العربي الجديد"، من الصحف البارزة التي والت النشر في هذا الملف، ومن أمثلة ذلك تقرير تحت عنوان "مذبحة "رابعة": العثور على الجثة أمل الأهالي" ، أكدت فيه أنه "لا أثر يدل على الجثمان، ولا سجلات تدل على وفاته".. هكذا أصبح حال أسر مفقودي مذبحتي رابعة العدوية والنهضة في رحلة بحث عن ذويهم لا تنتهي منذ الرابع عشر من أغسطس/آب 2013 والتي بدأت بمسجد الإيمان، حيث تجمعت الجثث عشية المجزرة، ثم في المستشفيات وأقسام الشرطة، وحتى تحاليل DNA، لم تحقق أملهم في احتضان جثة حتى ولو كانت محترقة غير واضحة المعالم.
وأضاف التقرير أن مفقودين يتراوح عددهم بين المائتين والخمسمائة، تنوعت حالتهم بين اعتقال، وإخفاء قسري، وآخرين قضوا نحبهم في عمليات قتل بشعة شهدتها ساحات الاعتصامات."27"
كما نشرت "العربي الجديد" تقريرا آخر تحت عنوان: "مصر: محكمة حقوق الإنسان الأفريقية تحقق في مجزرة "رابعة"،من خلاله تابعت التحكيم الدولى في قضية مذبحة رابعة وأظهرت من خلاله بشاعة عمليات القتل التي تعرض لها معتصمي "رابعة" . "28"
وفضحت الصحيفة المواقف المخزية وتواطؤ مؤسسات الدولة مع قتلة معتصمي رابعة ، ونشرت تقريرا تحت عنوان ، "التلعثم يسيطر على تقرير "تقصي حقائق" مجزرة رابعة" ، فضحت فيه التقرير الذي صدر عن مجلس القومي لحقائق الانسان بمصر عن "رابعة" ، ووصفته بالطامس للحقائق . "29"
أيضا كانت معالجات موقع "الخليج الجديد" على نمط العربي الجديد، ومن أمثلتها تقرير نشر تحت عنوان "أم الحرائق: ذكرى رابعة اليتيمة"، أكد فيه أن محرقة رابعة فتحت شهية كل طغاة العرب من أجل قتل المواطنين، موضحا أنه بعد محرقة رابعة توحّش الأسد في سورية مطمئنًا لارتكاب مذابح بحق الشعب السوري بدون أي إشكال حقيقي أو عواقب "30"
ونشر موقع الخليج الجديد شهادات من نجو من مجزرة "رابعة"، تحت عنوان "شهادات في ذكري مجزرة «رابعة»، نقل فيها من خلال شهود عيان الجرائم التي أر تكبت في حق المعتصمين . "31"
وأولى الموقع اهتماما خاصا لكل المستجدات عن التحقيقات الدولية التي كشفت بشاعة الجريمة، ومن أمثلة ذلك تقرير تحت عنوان "مقتطفات من تحقيق منظمة دولية بـ"مذبحة رابعة"، نقل فيه أجزاء من عدة تقارير دولية عن المذابح التي أجراها نظام السيسي في ميدان رابعة العدوية . "32"
كما اكد موقع الخليج ان "مجزرة رابعة" تعد نقطة تحول في التاريخ المصري وذلك من خلال تقرير تحت عنوان "هكذا أصبحت مجزرة رابعة نقطة تحول في المشهد السياسي المصري" ، مؤكدا ان هذا الحدث يعد تغيرا محوريا في مسار كافة اللاعبين في المشهد السياسي المصري، كما تعد نقطة تحول رئيسية في مصر ما بعد الانقلاب العسكري."33"
وأكمل موقع "عربي "21 جهود المواقع السابقة في كشف جرائم القتل البشعة في حق معتصمي "رابعة"، ومن أمثلة ذلك تقرير تحت عنوان "االنشطاء ينشرون قائمة بضباط "فض رابعة" لملاحقتهم"، ذكر فيها الصفحات التي تكشف الضباط المجرمين الذين قتلوا العزل من المعتصمين في فض رابعة، لملاحقتهم قضائيا . "34"
ونشر عربي 21 تقريرا آخر تحت عنوان "العفو الدولية تهاجم إفلات مرتكبي مجزرة رابعة من العقاب"، تناول فيه تقرير منظمة العفو الدولية في ذكري مجزرتي رابعة والنهضة الذي حذرت فيه من أن مصر تشهد أزمة غير مسبوقة في مجال حقوق الإنسان، بسبب عدم محاسبة أي مسؤول متورط بمذبحتي رابعة العدوية والنهضة، رغم مرور أربع سنوات على فض الاعتصامين."35"
ولم تختلف كثير معالجات موقع "رصد" عن باقي المواقع المستقلة عن ملف "مجزرة رابعة"، ومن أمثلة تقريرا تحت عنوان " رابعة... ذاكرة صحافية تأبى النسيان"، وذلك في الذكري السادسة لمجزرة رابعة، مؤكدا أنها حفرت نفسها في جرائم التاريخ البشري، وأنها أبشع مجزرة بشرية مصرية في العصر الحديث. "36"
وفي 2015 نشر موقع رصد فضيحة تحت عنوان "ضابط فض رابعة يفوز بجائزة رجل الأمن العربي"، موضحا أن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، كرمت النقيب رامي جمال، الذي تعرض للإصابة أثناء فضه اعتصام ميدان رابعة العدوية، وأهدته جائزة رجل الأمن العربي لعام 2015، رغم تورطة في جريمة الفض والمشاركة في قتل المعتصمين الأبرياء!. "37"
ونختم بموقع "الجزيرة نت " الذي بذل جهدا كبيرا لكشف كل ملابسات جريمة فض "رابعة" ، ومن أمثلة ذلك تقرير تحت عنوان "بالفيديو..”تحت المنصة” وثائقي للجزيرة يفضح جرائم الانقلاب"، بث من خلاله فيلم وثائقي بعنوان "تحت المنصة" مشاهد تفضح كذب اعلام الانقلاب بمناسبة مرور 100 يوم على مذبحة فض اعتصام رابعة.
وكشف الوثائقي عن حقيقة العشرين جثة الذين وجدوا تحت المنصة، وتكشف بالصوت والصورة أنها جثث لأنصار الرئيس مرسي عبر الاسماء المكتوبة على الأكفان، والبحث عن أهالي جثامين الشهداء، بالاضافة إلى أدلة أخرى تكشف كذب إعلام الانقلاب."38" ، كما نشر تقريرا آخر تحت عنوان " فض اعتصام رابعة.. مجزرة القرن". "39"
- فيلم وثائقي يفضح جرائم نظام السيسي في "مذبحة رابعة"
ومع مطلع أغسطس الجاري، عُرض فيلم وثائقي عن "فض رابعة"، أثار ضجة كبيرة في الأوساط الدولية، وأشعل نيران جنون النظام المصري.
وقد كشف الإعلامي المصري أسامة جاويش، أن النظام المصري حاول أكثر من مرة منع عرض فيلم "ذكريات مذبحة" الذي يتناول جريمة فض اعتصام رابعة قبل 10 سنوات، والتي راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح ، وكان تنظيم هذا الحدث من قبل مؤسسة “إيجبت ووتش”، ومقرها لندن، حيث نظمت عرضاً للفيلم الوثائقي.
وعُرض الفيلم في المسرح التابع للأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA)،وتضمن شهادات حصرية للناجين من المجزرة، وشهود عيان على ما جرى فيها، ومن بينهم "غريغ سامرز"، رئيس الأمن السابق في "قناة سكاي نيوز البريطانية"، ومصعب الشامي مصور وكالة أسوشييتد برس، وديفيد كيركباتريك مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة في تلك الفترة، وآخرون ممن عايشوا المجزرة.
وتوالت ردود الأفعال من خلال التقارير الصحفية الغربية على هذا الفيلم ، ومن أمثلة ذلك تقرير لـ"ميدل إيست آي"تحت عنوان" فيلم مذبحة رابعة الذي عرض بلندن وثق موت الديمقراطية المصرية وتحطيم أحلام ثوار ميدان التحرير" مؤكدا انه فيلم نجح في إحياء ذكري المجزرة وعودة كل بشاعة الجريمة للحاضر من جديد، وأنه أثار حفيظة النظام المصري الذي حاول على مدار الأعوام العشرة الماضية دفنت جريمته التاريخية "40".
ونشر موقع "عربي 21" تقريرا آخر عن نفس الفيلم تحت عنوان " كواليس عرض فيلم مجزرة رابعة في لندن.. هكذا حاول النظام المصري منعه"، أكد فيه أن الأذرع الإعلامية المختلفة للنظام، شنت حملة إعلامية في مصر، ونشرت مجموعة من المنشورات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحشدت للتظاهر أمام مقر العرض الخاص للفيلم، كما أنهم تواصلوا مع كل الجهات لإلغاء الحفل، لكنهم فشلوا.."41"
في المقابل ، شنت وسائل الإعلام التابعة للنظام في مصر هجوما هستيريا على الفيلم الوثائقي العالمي عن مجزرة رابعة، وسرعان ما استنفرت وسائل الإعلام المصرية التابعة للنظام؛ من أجل مهاجمة الفيلم، ومحاولة الرد عليه، وهو ما دفع مصدر في «إيجبت ووتش» تحدث لـ «عربي21» إلى القول إن «هذا الفيلم أجبر وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للنظام على إعادة التذكير بالمجزرة، وتخصيص مساحات كبيرة من أجل الرد على الفيلم، وهو ما يعني أن الفيلم اضطر الجميع لإعادة استحضارها»."42"
كما انضم إعلام الخليج للحملة ضد الفيلم، ومن أمثلة ذلك نشر موقع "العربية نت"، تقرير مطول عن الفيلم تحت عنوان: "للتحريض دولياً.. تفاصيل عن فيلم إخواني مسيء لمصر"، زاعما أنه "طوال 10 سنوات كاملة، لم يتوقف ضجيج جماعة الإخوان عن الترويج لمظلومية ابتدعوها، وحاولوا الترويج لها دولياً، وهي فض اعتصام رابعة والنهضة". وأسهب التقرير في محاولة تكذيب كل الوقائع التاريخية المثبتة حول هذا الحدث ."43"
- المصادر
- "مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر" ، موقع هيومن رايتس ووتش، 12 اغسطس 2014 ، https://cutt.us/Z2xzJ
- "حصاد الصحف العالمية.. واشنطن بوست: فض اعتصام رابعة بالقوة دليل على فشل زيارة آشتون.. و"الديلى تليجراف" تحذر من تحول الاعتصام لمذبحة" ، اليوم السابع ، 01 أغسطس 2013 ، https://cutt.us/PFt4d
- "صحف غربية: هجوم مسلح على معتصمي مصر" ، الجزيرة نت، 14/8/2013، https://cutt.us/OEuQB
- محمد كريم ، "مذبحة "رابعة" كما روتها الصحافة الغربية" ، العربي الجديد ، 14 اغسطس 2016 ، https://cutt.us/W76pe ،
- "فض اعتصام رابعة العدوية: تسلسل زمني للأحداث" ، بي بي سي ، 15 يونيو/ حزيران 2021، https://cutt.us/oyDnt
- "مدير مكتب «نيويورك تايمز» بالقاهرة يندد بـ«مجزرة رابعة»، الخليج الجديد ، 16 أغسطس 2017 ، https://cutt.us/iRl66
- لينة الشريف، "ماذا قالت واشنطن بوست ونيويورك تايمز عن 14 أغسطس 2013؟" ، الشروق المصرية ، 14 أغسطس 2014 ، https://cutt.us/BbBMT
- نفس المصدر السابق
- بسنت زين الدين ، " صمت العالم على أحداث رابعة والنهضة «يقشعر له الأبدان»، الخليج الجديد ، 14-08-2014 ، https://cutt.us/LR78k
- "اشنطن بوست: ضحايا رابعة من مناطق حضرية وثرية" ، الجزيرة نت ، 15/8/2015 ، https://cutt.us/vKk2g
- "السيسي مدان بجرائم حرب وأوباما يدعمه" ، عربي21 ، 14 أغسطس 2014 ، https://cutt.us/reBy5
- "واشنطن بوست : من الذين قتلهم السيسي في رابعة؟" ، نون بوست ، 14/08/2015 ، http://www.noonpost.com/content/7891
- علا سعدي" حملة تطهير لاعتصامى رابعة والنهضة" ، فيتو، 14/أغسطس/2013، https://www.vetogate.com/516566
- باتريك كينجسلي-ترجمة:لينة الشريف ، "الجارديان : كيف مات 37 سجينا في سيارة ترحيلات أبو زعبل ؟" ، الشروق المصرية ، 23 فبراير 2014 ، https://cutt.us/TA8ca
- " مذبحة المنصة برابعة العدوية أولى نتائج ''تفويض السيسي''، موقع السبيل27/يوليو/2013 ، https://cutt.us/sBVax
- ديفيد هيرست :"السيسي ولعنة رابعة" ، نون بوست ، 12/08/2014 ، https://www.noonpost.com/content/3418
- "الجارديان" تكشف تفاصيل عن دور المخابرات السعودية في انقلاب مصر" ، اخبار الساعة ، 2013-11-23 ، https://cutt.us/s2pCO
- موقع "ميدل إيست آي": هكذا أعادت مذبحة رابعة مصر إلى السلطوية " ، الخليج الجديد ، 14 أغسطس 2022 ، https://cutt.us/duhND
- "هيومان رايتس مونيتور" تفتح ملف "مفقودو رابعة"، العرب الجديد ، 14 اغسطس 2017، https://cutt.us/xl71Q
- "ساينس مونيتور: مذبحة رابعة رسالة لعودة دولة الإرهاب" ، عربي 21 ، 14 مارس 2018 ، https://cutt.us/phCkh
- الكريستيان ساينس مونيتور : "الانقلابيون فشلوا في طمس آثار مجزرة رابعة" ،
- "مذبحة رابعة... حين دقّ الإعلام طبول الفتنة" ، العربي الجديد، 14 اغسطس 2017، https://www.alaraby.co.uk/%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%AF%D9%82%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B7%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9
- "دبلوماسيون: الغرب حذر السيسي حتى النهاية من فض الاعتصامات بالقوة " , رويترز ، August 15, 2013 ، https://cutt.us/IxBhb
- محمد عبد اللاه ، "محكمة مصرية تحيل أوراق 75 متهما للمفتي في قضية فض اعتصام رابعة" ،,رويترز ، https://cutt.us/3jERX
- (إلموندو) الاسبانية: رابعة العدوية (أسوأ) مجزرة ترتكب في يوم واحد بالتاريخ الحديث "، الوطن ، 16 أغسطس، 2015 ، https://cutt.us/Copgu
- ربيع السكري ، "المختفون قسريًا منذ "فض رابعة".. 1000 يوم بحثًا عن المجهول" ، الاناضول ، 11.05.2016 ، https://cutt.us/hZKtu
- محمد سعيد، "مذبحة "رابعة": العثور على الجثة أمل الأهالي" ، العربي الجديد ، 20 يونيو 2014 ، https://cutt.us/nyRgU
- "مصر: محكمة حقوق الإنسان الأفريقية تحقق في مجزرة "رابعة"، العربي الجديد21 يونيو ، https://cutt.us/vE5a6
- سارة مطر، "التلعثم يسيطر على تقرير "تقصي حقائق" مجزرة رابعة" ، العربي الجديد ، 05 مارس 2014، https://cutt.us/DXW4K
- "أم الحرائق: ذكرى رابعة اليتيمة" ، الخليج الجديد ، الجمعة 13 أغسطس 2021، https://cutt.us/kvr12
- "شهادات في ذكري مجزرة «رابعة»، الخليج الجديد ، الأحد 21 أغسطس 2016 ، https://cutt.us/MWzjd
- "مقتطفات من تحقيق منظمة دولية بـ"مذبحة رابعة"، الخليج الجديد ، 17 أغسطس 2022 ، https://cutt.us/GwHKb
- "هكذا أصبحت مجزرة رابعة نقطة تحول في المشهد السياسي المصري" ، الخليج الجديد ، 16 أغسطس 2022 ، https://cutt.us/NJeTz
- "النشطاء ينشرون قائمة بضباط "فض رابعة" لملاحقتهم" ، عربي 21 ، 30 ديسمبر 2013 ، https://cutt.us/RyloC
- " العفو الدولية تهاجم إفلات مرتكبي مجزرة رابعة من العقاب" ، عربي21 ، 14 أغسطس 2017 ، https://cutt.us/JC7YB
- " رابعة... ذاكرة صحافية تأبى النسيان" ، رصد ، 14 اغسطس 2019 ، https://cutt.us/AUe20
- "ضابط فض رابعة يفوز بجائزة رجل الأمن العربي" ، موقع رصد ، 14 ديسمبر 2015، https://rassd.net/169448.htm
- "بالفيديو..”تحت المنصة” وثائقي للجزيرة يفضح جرائم الانقلاب" ، الجزيرة نت ، 23 نوفمبر 2013، https://rassd.net/76650.htm
- مصعب فؤاد، " فض اعتصام رابعة.. مجزرة القرن" ، الجزيرة نت ، 9/8/2018 ، https://cutt.us/1xCYt
- "ميدل إيست آي " : " فيلم مذبحة رابعة الذي عرض بلندن وثق موت الديمقراطية المصرية وتحطيم أحلام ثوار ميدان التحرير" ، رصد ، 5 أغسطس 2023، https://rassd.net/532936.htm
- " كواليس عرض فيلم مجزرة رابعة في لندن.. هكذا حاول النظام المصري منعه" ، عربى21 ، 5 أغسطس 2023 ، https://cutt.us/gYVlD
- "هجوم من إعلام السيسي ضد فيلم عن “مجزرة رابعة”" ، رصد ، 4 أغسطس 2023، https://rassd.net/532931.htm
- أشرف عبد الحميد ، "للتحريض دولياً.. تفاصيل عن فيلم إخواني مسيء لمصر" ، العربية ، 04 أغسطس ,2023، https://cutt.us/Ax90v