كتاب جديد: طوفان الأقصى "نظرة إعلامية.. ومقاربة شرعية"
الثلاثاء - 24 سبتمبر 2024
عرض وتقديم "وحدة الرصد"- مركز إنسان للدراسات الإعلامية:
قبل نحو شهرين، نشر موقع "هيئة علماء فلسطين" كتابا بعنوان (معركة طوفان الأقصى “نظرة إعلامية.. ومقاربة شرعية”)، للباحثة والكاتبة "رانية محمد نصر"، مسؤولة اللجنة الإعلامية في قسم المرأة بهيئة علماء فلسطين، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
تناول الكتاب أهمية الإعلام في عملية التأثير والتغير الفكري والسلوكي، إضافة إلى أثره في الإعداد والإسناد وصولاً للتمكين، وجمع بين الجانب الشرعي والإعلامي في تحليل معركة “طوفان الأقصى”.
وإضافة إلى نظراته الإعلاميّة؛ يأتي الكتاب مُقارباً لبعض القصص من القرآن الكريم والمواقف من السيرة النّبوية التي تُلقي بظلالها على طوفان الأقصى؛ مستخلصاً الدّروس والعِبر والفوائد والفرائد.
كما رد على الشُّبهات التي أثارها المُرجِفون في سياق هذه الحرب من جانب تأصيلي آملاً أن يقدّم إضافة نوعية ومُميّزة للقارئ الكريم.
بعد المقدمة، جاء نص الكتاب في عدة مباحث تحت العناوين التالية:
- فقه الاشتباك الإعلامي ومشروعيّته في مقاومة الاحتلال
- طوفان الأقصى وفلسفة التّجديد
- تجليّات النّصر والفتح في معركة طوفان الأقصى
- الحصاد التربويّ والقيميّ لطوفان الأقصى
- معركة الطوفان والقانون الدولي لحقوق الإنسان
- الشّامخات برغم القهر والألم
- الرأي العام والحروب النّفسية بين الرّاهب والغلام ومعركة الطّوفان
- المراسل الحربي والعمليات النفسية بين معركة الطوفان وحذيفة بن اليمان
- دور الخطاب الإعلامي العسكري في إسناد معركة الطوفان “المنهج النّبوي نموذجاً”
- معركة الطوفان و”الإدارة بالأزمات”!
- شُبُهات حول طوفان الأقصى والرّد عليها
- مظاهرات الجامعات الأمريكية؛ مأزق فكري وأخلاقي وأزمة واقع!!
- تجليّات التّسليم الرّاشد في مواقف الخليل -عليه السلام- “وفي حضرة الطّوفان”
وسوف نركز في هذا العرض على ما يتعلق بالجانب الإعلامي بشكل أساسي في مباحث الكتاب.
فقه الاشتباك الإعلامي
استعرض مبحث "فقه الاشتباك الإعلامي ومشروعيّته في مقاومة الاحتلال" التأصيل لمشروعية الاشتباك؛ وهو أحد وسائل الجهاد بمفهومة الواسع، وتأصيلٍ لمشروعية الاشتباك الإعلامي والرّقمي.
وحول "مشروعية الاشتباك"، قالت الكاتبة: إن " الاشتباك بكل ألفاظه ومفاهيمه هو أحد الأدوات المعينة على إرباك خطط العدو الباغي"...و هو واجب شرعي على كل مُستطيع قال تعالى: ﴿فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة:194)
وأوضحت أن "الأهداف التي يحققها الاشتباك على المستوى التكتيكي كثيرة ومطلوبة منها: إرباك العدو وإرهابه، وقذف الرّعب في قلبه وزعزعة أمنه، قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ الأنفال 60، وأيضاً من أهدافه إظهار القوة والتّماسك في صفوف المسلمين".
أضافت أن " الاشتباك نوع من أنواع المقاومة، وتحديداً الاشتباك الإعلامي الذي يستطيعه كل مستخدم للتكنولوجيا، والواجب دعم أهل غزّة وشبابها في صد عدوان الاحتلال لحماية المقدسات الإسلامية وإزالة الاحتلال البغيض، وهذا الواجب مَعنيٌ به كل أبناء الأمة الإسلامية وأحرار العالم، فمتى تعذر الجهاد الميداني لا تتعذر الوسائل الأخرى خاصة في عصر التقنيات الحديثة والتكنولوجيا".." وعليه فإن الاشتباك الإعلامي بشكل عام والرقمي بشكل خاص يقع في دائرة الواجب العيني الذي لا يُعذر به تاركه؛ لا سيّما مع قلة مخاطره ومحاذيره وزيادة فائدته وفعاليته في ظل القيود العالمية على الحراك الميداني وفي ظل القبضة الأمنية وسطوة الحكومات التي تقوم بقمع المظاهرات والاعتصامات".
الرأي العام ودوائره
وحول " الرأي العام والدوائر المرجعية الثقافية"، قالت الكاتبة: "تعد صناعة الرأي العام من أهم أهداف الإعلام قديماً وحديثاً، ولطالما استُخدِم الإعلام أداة لتشكيل أو تغيير الرأي العام السائد في البيئة الثقافة للأفراد والجماعات؛ حيث تُعتبَر الدوائر الثقافية هي المرجعية الأصيلة التي تشكل هويتهم الفكرية والسلوكية؛ وذلك لما جُبِل عليه العقل البشري من ميلٍ للاصطفاف مع رأي الجماعة “الأغلبية” حيث مظنة قلة الخطأ معه، على حين يزداد مع القرارات المبنية على فرديّة التّصوّر والتي تكون مظنة الشطط والزلل، وفي الحقيقة؛ إن هذه القاعدة تستند إلى منطق عقلي قوي، فضلاً عن كونها قاعدة شرعية أصيلة أقرها الشّارع الحكيم حين اعتبر الأعراف والعادات وطريقة التفكير من مصادر التّشريع التبعيّة المساعِدة في التّوصّل لأحكام فقهية في المسائل المُستجدّة -حال استوفت شروطها-. فتأتي جهود الرأي العام محاولةً تغيير هذه المعتقدات أو الأفكار أو السلوكيات موَظِفةً الإعلام وأدواته لخدمة هذه الأهداف!"
وتحت عنوان " الرأي العام بين الصواب والخطأ"، أشارت إلى أن "الرأي العام قد ينحرف بالرغم من كونه جمعياً، وذلك إذا انحرفت الفِطَر السليمة، مما يعني أنّ الرأي العام ليس بالضرورة أن يكون صائباً دائماً، ولقد ذكر القرآن الكريم نماذج من الرأي العام المُعَبَّر عنه بلفظ “الملأ” في كثير من الآيات والقصص، حيث كان “الملأ” في أغلب المواقف هم البطانة الفاسدة للملوك والحكام والسّلاطين، وفي المقابل كان الأنبياء والمصلحون يواجهون طواغيت الكفر وأعوانهم والرأي العام الجاهلي الأغلبي الفاسد فُرادى، وكذلك العلماء والمصلحون والمؤثرون هم قلّة أمام الجماهير الغفيرة من الناس التي تحتاج إلى التعليم والتوجيه والإرشاد، لذلك لا يعد الرأي العام صائباً دائماً، وإنما يحتاج لدراسة ومراقبة شديدة مستنِدة إلى مرجعية التشريع الإسلامي والسُّنة النبوية وهدي الصحابة والتابعين والمصلحين."
وتحت عنوان " معركة الطوفان وتزييف الرأي العام"، قالت الكاتبة: "يستخدم الكيان الصهيوني اليوم نفْس طُرق الطواغيت سابقاً بأساليب وأدوات مختلفة في توجيه الرأي العام لصرفه عما يمارسه من وحشية طاغية وممارسات لاإنسانية من قتل لم تشهده البشرية في غزة، محاولاً تزييف الحقائق ومستخدماً الحرب النفسية ذاتها ومن ذلك؛ ترهيب الناس بالقوة العسكرية “الدولية” التي تسانده، وممارسة التضليل الإعلامي الممنهج لإخفاء جرائمه، وتحييد الرواية الفلسطينية عبر الحظر والتقييد الرقمي مقابل الترويج للرواية والدعاية الصهيونية، وحصار الناس وتجويعهم وتخويفهم بالقتل والموت!! وهو لا يعلم أن عقيدتهم راسخة وأنهم لا يهابون الموت بل هم يطلبونه ويتسابقون إليه عندما يكون في سبيل الله، فلا يحيدون عن هذا الطريق؛ طريق رسولهم الكريم ﷺ، طريق الأنبياء والشهداء والصالحين إلى يوم القيامة، واهم هذا العدو إذا اعتقد غير ذلك!"
الخطاب الإعلامي العسكري
وضمن عنوان (دور الخطاب الإعلامي العسكري في إسناد معركة الطوفان “المنهج النّبوي نموذجاً”، بينت الكاتبة أنه "يتم استخدام الإعلام اليوم في تشكيل عقائد الناس وتوجيه أرائهم، فلم يعد مُتجلبباً بثوبه التقليدي كما سابق عهده؛ بل غدا أحد دعائم النهوض الحضاري والتنمية الفكرية والثقافية والتعليمية للمجتمعات، وفي صراعات الدول والأنظمة لا سيما في النطاق السياسي والعسكري وأوقات الحروب والأزمات وفيما يُسمى بالحروب الباردة والحروب النفسية."
وفي مسألة الإعداد الإعلامي، عرضت تفسير بعض العلماء للآية الكريمة: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال: 60)، موضحة أن "الإعداد يشمل كل إعدادٍ بما في ذلك الإعداد الإعلامي"، مشيرة إلى أن "من أدوات الإعداد المُعاصِرة اليوم القوة الإعلامية، وهذا ما أكده العالم الجليل الشيخ محمد الحسن ولد الدّدو وغيره من المعاصرين، يقول الدكتور محمد الصّلابي: “وإعداد القوة لفظ عام يشمل كل قوة سواء معنوية أو مادية، علمية أو فقهية وذلك على مستوى الأفراد والجماعات، ويدخل في طياتها الإعداد التربوي، والسلوكي، والإعداد المالي، والإعداد الإعلامي، والسياسي والأمني والعسكري… إلخ”، فالإعداد الإعلامي أحد أهم مجالات منظومة الإعداد بمفهومه الواسع".
وعن " أهمية الخطاب الإعلامي العسكري وقت الأزمات"، قالت الكاتبة: "ونحن نتحدث عن الإعلام فإننا لا غرو نتحدث عن أدواته وقنواته الاتصاليه، وأهمها الخطاب الإعلامي الشخصي والجماهيري فلا يمكن تصور الإعلام دون خطاب وحوار وتأثير لتحقيق رسائله، وقد اعتنى المنهج النبوي بالخطاب الإعلامي الجماهيري بشكل عام والعسكري بشكل خاص لتعزيز الجهود الاتصالية في إطار إقامة شبكة علاقات محلية ودولية لتحشيد الرأي العام في خطوةٍ لتمكين المشروع الإسلامي.
وحتى يؤدي الخطاب الإعلامي العسكري رسائله ويحقق أهدافه الاتصالية -وهو ما يعنينا في هذا المقام-؛ لا بد أن يعمل على محورين:
الأول: محور داخلي ويقوم بوظيفة تعزيز التّأييد مع الجماهير المؤيِّدة والموالية.
والثاني: خارجي ويقوم بوظيفة التّشكيك وزعزعة اليقين مع الجماهير المُعارضة أو المُقاوِمة؛ مُحققاً بذلك أهدافه الاستراتيجية".
وتزداد أهميّة هذا الخطاب الإعلامي العسكري في أوقات الحروب والأزمات، فهو يُثبّت المؤمنين من خلال تأكيده على مشروعيته في الحق في الدفاع عن وجوده، وفي لغة الفُقهاء عن الكليات الضرورية الخمس؛ الدّين والنفس والعقل والنسب والمال، فضلاً عن رد دعاية العدو ودحض أكاذيبه وألاعيبه وحروبه النفسية".
وظائف الخطاب العسكري
وعن "وظائف الخطاب الإعلامي العسكري وقت الأزمات"، أوضحت أن "الخطاب هو عملية نقل الأفكار والآراء والمشاعر المُعبَّر عنها بالكلمات من المُرسل إلى المتلقي والتي بالضرورة ستحمل هوية المُرسل الفكرية والثقافية والعقدية والأيدلوجية بُغيّة التأثير فيه سواء كان فرداً أو جماعة، ويُعد الخطاب وسيلة الاتصال الأهم بين البشر، قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ النحل:125، وقال:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ﴾ الأنفال:65، والدعوة والجدال والتحريض يستندون على الخطاب بالضرورة؛ إذ هو أداة الحوار وبناء الأفكار ومحركها الأول والمؤثر فيها لتحويلها لسلوك وتطبيق.
والخطاب الإلهي الموجه لرسوله الكريم ﷺ تضَمّن تكليف بأوامر منها: ادعُ، جادل، حرِّض، ثم عرض الأساليب الواجب اتباعها لتنفيذ هذه التكليفات منها: الحكمة، والموعظة الحسنة، المجادلة بالإحسان، وهذا يشير إلى وجوب اتباع منهج التّدرج مع الناس مراعاة لتباين أفهامهم وتفاوت إدراكهم، وكان الّتحريض من الأساليب النفسية النبوية الخطابية في دفع المؤمنين للفعل، وسيأتي لاحقاً بيان نماذج من الحروب النفسية التي استخدمها نبينا الكريم ﷺ منهجاً في التعامل مع الجبهة الداخلية.
وعن "الخصائص الذاتية للخطاب الإعلامي العسكري"، قالت: "إن إعداد خطاب جماهيري عميق التأثير حَسن البيان قوي الإقناع لحشد الرأي العام ليس بالعمل الارتجالي العفويّ ولا بالعملية السّهلة والبسيطة؛ إذا إنه يحتاج لمعرفة وخبرة بنفسيّة الجمهور واحتياجاته والظرف المكاني والزماني والسّياقي المُعاش وأجدى الطرق وأقصرها وأنجع الوسائل وأسرعها وأنفع الرسائل وأنسبها الضامنة لتحقيق أفضل النتائج.
وكذلك إن بناء الخطاب الإعلامي العسكري يحتاج لاستراتيجيات وتكتيات فكرية يرتكز عليها القائم بالاتصال لتزداد فاعليّته وتأثيره في الجمهور المُتلقي، مثل التأكيد والتكرار والتذكير وبيان الآثار وإبراز الأسباب والتحذير من المخاطر والمآلات والتخويف ورفع معنويات الجند وشحذ همته وتحريضه على المضي والمواصلة والاستمرار وتثبيت الناس، ودحض دعاية الخصم وشائعاته وكسر عزيمته، إضافة إلى الاستشهاد بالأدلة النّصّية التي تضفي الشّرعيّة على العمل ككل.
الطوفان والإدارة بالأزمات
وتحت عنوان " معركة الطوفان و”الإدارة بالأزمات”!"، قالت الكاتبة: "نعيش اليوم أزمة من أكبر أزمات الإمة الإسلامية، وأشرسها على مرّ التاريخ على يد العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لا نكاد نجد قناة أو إذاعة تلفزيونية إلا وقت امتلأت شاشاتها بالأخبار والتحليلات والمقابلات لتغطية الوضع المأساوي والكارثي في غزة!
تتّحد المؤسسات الإعلامية العالمية والمحلية اليوم على تغطية هذه الأحداث؛ حيث تجاوزت هذه الحرب أفق الاصطفافات والانتماءات الأيدلوجية والحزبية، اتحد العالم على إنسانية الكارثة ومشروعية الشعب الفلسطيني في مقاومته للمُحتل والدّفاع عن أرضه وعن حقه في الوجود، في ظل هذا الإجماع العالمي؛ نجد قنوات عربية “مأجورة” تشذّ وتنحرف عن هذا الائتلاف الوجداني والإنساني والحقوقي مُغردةً خارج السرب من خلال نشر مواضيع لا قيمة حقيقية لها سوى الإثارة وصرف انتباه الناس عن هذا الحدث العالمي الضخم!
تنتهج بعض القنوات سياسة “الإدارة بالأزمات” تلبية لسياساتها التحريرية والتي تُملى عليها ممن يُمولها أو يسيطر عليها؛ سواء من قبل دول أو حكومات أو أشخاص، ففي الوقت الذي تلتفت فيه شعوب العالم إلى غزة المكلومة وأطفالها الذين يموتون كل يوم جوعاً وعطشاً؛ يتم طرح وعرض قضايا هامشية لا تحمل أيّة قيمة فكرية أو معنوية إسلامية أو إنسانية سوى الإثارة الرّخيصة.
والنماذج والأمثلة كثيرة التي تنتهجها مثل هذه المؤسسات الإعلامية المُوجّهة لإدارة الأزمة بافتعال أزمات أخرى رديفة تحقق الأهداف من خلال غسل الأدمغة والتلاعب بالوعي الجمعي من خلال إشباع حاجاتهم ورغباتهم النّفسية.
وبشأن "الشبهات المثارة حول طوفان الأقصى" قالت: ونحن نعيش اليوم أحداث معركة طوفان الأقصى؛ الحدث الأهم في مسار تاريخ القضية الفلسطينية منذ احتلالها عام 1948 ونحلّل ما أفرزته من أفكار ومواقف وردّات أفعال؛ من الأهمية بمكان الحديث عن طائفة المُفسدين الذين أرادوا -بشكل أو بآخر- إرجاف أهل الحق من عامة المسلمين وأهل المقاومة والرّباط بشكل خاص، وتشكيكهم في مشروعيّة جهادهم، سواء كان عن جهلٍ وسوء تقدير وقصر فهم أو عن خبث ولؤم وموالاة للكفار وأعوانهم!
ينقسم هؤلاء إلى فئات ودرجات، منهم من عيّنهم القرآن الكريم، ومِنهم من أشار إليهم إشارة، ونفند فيما يلي هذه الأنواع وما يقومون به من أدوار خطيرة ضمن الحروب النفسيّة؛ التي تخدم مشروع أهل الباطل “العدو الصهيوني” وتساعده في الاستقواء على أهل الحق “أهل الرّباط والثغور” وهم: المُخَذِّلون، المنافقون، المُرجِفون، المُخلَّفون، المتواطئون، والمُطبّعون
واستعرضت طائفة من الشبهات الإعلامية المثارة حول طوفان الأقصى، ومنها: شرط اعتبار توازن القوى، عصمة الدم المُسلم، الفهم القاصر لمعنى النصر، شرط الجهاد تحت لواء الدولة الإسلامية، فقه الحديث وتقدير التّوقيت، واتفاقيات “حفظ السلام” المبرمة في ظل الدولة القومية!!
وفي كلمتها الأخيرة، قالت الكاتبة: " حرب الطوفان التي غيّرت موازين اللعبة السياسية والدولية، غيّرت الحكومات، غيّرت الدول، غيّرت الناس، غيّرت الأفكار والسلوكيات، غيرتنا جميعاً، أحيَت ضمير الأمة، بعَثَتنا مِن مرقدنا".
وأوصت في ثنايا الكتاب بأن "صناعة الوعي وإدراك خبايا هذه الحروب الخفيّة تحتاج ليقظة دائمة واتّقاد ذهن وعمل دؤوب وجهود مشتركة تنطلق من الإحساس بالمسؤولية الدينية أولاً ثم المجتمعية والأخلاقية والوطنية نحو حماية حصون الإسلام لمن يقف على الثّغور الفكرية والإعلامية ويقوم بحمايتها والدفاع عنها".