الحقيقة هي أول الضحايا| عشرات الصحفيين قضوا بنيران الاحتلال في "طوفان الأقصى"

السبت - 28 أكتوبر 2023

  • لماذا يستهدف الكيان الصهيوني الإعلاميين وذويهم؟ ومن هم أبرز شهداء الصحافة في غزة؟
  • سجل قوات الاحتلال يزخر باعتداءات ممنهجة على الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام
  • "الكيان" يضرب بالقانون الدولي الإنسان عرض الحائط رغم تشديده على حماية الصحفيين

 

إنسان للإعلام- خاص:

نشر المكتب الإعلام الحكومي في غزة، مساء الجمعة 27 أكتوبر 2023،  قائمة بأسماء 34 صحفيًا وإعلاميا استشهدوا خلال التغطية الإعلامية لعدوان الاحتلال الصهيوني المستمر على قطاع غزة، بخلاف من استشهدوا من عائلات الصحفيين، وهم بالعشرات إن لم يكونوا بالمئات، وكان آخرهم أسرة مراسل قناة الجزيرة الإخبارية في غزة، وائل الدحدوح، التي ارتقى منها 12 شهيدا بينهم زوجته وابنه وابنته وحفيده.

تزامن نشر هذه القائمة- التي زاد عدد من فيها بالتأكيد منذ أمس، خاصة إذا أضفنا إليهم من استشهدوا في الضفة الغربية خلال الأيام الماضية وفي جنوب لبنان- مع قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة بالكامل، ليبرهن من غير شك على أن استهداف الصحفيين والإعلاميين هو أحد الأهداف  الأساسية للعدوان الصهيوني على غزة، الذي تحول إلى حرب إبادة في أيامه الأخيرة وتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية.

لماذا يقتل العدو الصهيوني الصحقيين؟

ممارسات الكيان الصهيوني القاتلة ضد الصحفيين تهدف إلى طمس الحقيقة كاملة، حتى لا تتم عملية رصد وتوثيق الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال، وهي تقوم بأعمال القتل والمنع من ممارسة المهنة، من خلال القصف الصاروخي والمدفعي واستمراره، في ظل وجود أعداد كبيرة من السكان تحت الأنقاض.

لهذا جرت أيضا محاولات عزل قطاع غزة عن العالم بإغلاق كافة مداخله ومخارجه، وقطع التيار الكهربائي والإنترنت.

وكما تتعمد قوات الاحتلال قتل البشر وإزالة الحجر في فلسطين، "تتعمد أيضا استهداف وقتل الصحفيين، لمنعهم من إيصال الحقيقة للعالم، ونقل وتوثيق الجرائم التي ترتكبها"، بحسب الكاتب محمد خاطر الذي نشر مقالا في مدونات الجزيرة تحت عنوان " من يحاسب إسرائيل على جرائمها؟".

من هم الصحفيون الذين قتلهم العدو؟

كل من هؤلاء الصحفيين موسوعة وحده، ووراءه قصص نجاح مهني واجتماعي وسياسي، يصعب حصرها في هذا التقرير المختصر، لكن نقدم بعضا من جوانبها، اعتمادا على تقارير نشرها موقع "بي بي سي عربي" وموقع "الحرة" الأمريكي، وموقع "الجزيرة" القطري:

دعاء شرف

قٌتلت دعاء شرف، الصحفية في إذاعة الأقصى، في السادس والعشرين من أكتوبر 2023، مع ابنها في غارة جوية على منزلها في اليرموك في مدينة غزة. إحدى صديقات دعاء وصفتها بأنها "صاحبة الابتسامة الحلوة والرقيقة وصاحبة الأخلاق العالية وحبيبة القلب واللقاء الحلو".

سلمى مخيمر

قُتلت سلمى مخيمر، 31 عامًا، وهي صحفية مستقلة، في الخامس والعشرين من أكتوبر، مع طفلها الرضيع ووالدها ووالدتها وعددٍ من أفراد عائلتها، في غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوبّي قطاع غزة. وكانت مخيمر، التي تقيم في العاصمة الأردنية عمّان، قد توجهت إلى القطاع في زيارة مفاجئة لعائلتها، لتكون زيارتها الأخيرة.

محمد عماد لبد

قُتل لبد، 27 عامًا، الصحفي في موقع الرسالة الإخباري، في الثالث والعشرين من أكتوبر في غارة جوية إسرائيلية في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.

رشدي السرّاج

قُتل المخرج رشدي سرّاج، 31 عامًا، مؤسس شركة عين ميديا الإعلامية، في الثالث والعشرين من أكتوبر في غارة جوية على مدينة غزة، تاركًا خلفه زوجته وابنته التي لم تكمل عامها الأول بعد.

وقد نعاه زملاؤه في العمل قائلين: "جبل الأخلاق الكريمة والعطاء ارتقى شهيداً، فقدنا شخصاً عظيما، لكن علّمنا رشدي أن نستمر رغم كل الظروف".

وأضاف البيان، الذي نشرته الشركة التي شارك سرّاج في تأسيسها: "سنكمل الطريق بروح رشدي وستستمر عين ميديا كما يحب أن تستمر، لروحك الرحمة والسلام، صحفياً ومديراً وصديقاً وأخاً وأباً، أرشدتنا للطريق، فلن نضل بعدك، أنت بوصلتنا".

محمد علي

قُتل محمد علي، الصحفي في راديو الشباب، في العشرين من أكتوبر، في غارة جوية "إسرائيلية" شمالّي قطاع غزة. أحدُ زملاء محمد نعاه عبر فيسبوك قائلاً: "كان سندا لكل زميل. كان رجلاً بكل معنى الكلمة بأخلاقه العالية. محمد لم يختلف مع أحد يومًا وكان مثالاً للزميل المثالي المحب والمحبوب من الجميع".

خليل أبو عاذرة

قُتل خليل أبو عاذرة، مصوّر قناة الأقصى، مع شقيقه، في التاسع عشر من أكتوبر في غارة جوية على رفح جنوبّي قطاع غزة. أحد أصدقاء خليل شارك صورته عبر فيسبوك معلقًا: " مع السلامة ياخليل في أمان الله... لم نعد نعرف من ننعى منكم يا أصدقاء".

سميح النادي

قُتل المخرج سميح النادي، 55 عامًا، مدير قناة الأقصى، في الثامن عشر من أكتوبر في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة. نعته ابنة شقيقه قائلة: "عمي حبيبي والله كان نفسي أسمع صوتك اشتقتلك كتير بهذا الأسبوع اشتقتلك تبعث لي صباح الخير. ياوجع قلبي عليك يا عمي". إحدى سكان غزة علّقت على مقتل النادي، قائلة: " يا الله سميح النادي، التقط لي ذكرياتي وأنا طفلة، كل صوري من عمري 50 يوم إلى حد ما كبرت كانت تصويره".

محمد بعلوشة

قُتل الصحفي محمد بعلوشة، المدير الإداري والمالي لقناة فلسطين اليوم، مع عائلته، في السابع عشر من أكتوبر في غارة جوية إسرائيلية على حي الصفاوي شمالّي غزة. زملاء "أبو جميل" نعوه قائلين إنهم لن ينسوا أوقات العمل التي جمعتهم سويًا. وكان بعلوشة قد أعاد مشاركة صورة من مناقشته لرسالة درجة الماجستير قائلاً "عاشت الذكرى".

عصام بهار

قُتل عصام بهار، الصحفي في قناة الأقصى، هو وزوجته في السابع عشر من أكتوبر في غارة جوية على شمالّي قطاع غزة، كما قُتل وأصيب عدد من أفراد عائلته كذلك. وتداول زملاء وأصدقاء بهار صورة له أثناء مشاركته في سرد القرآن الكريم ضمن مبادرة لتحفيظ القرآن في مدينة غزة، كما شارك طلابه رسائله الأخيرة لهم عبر تطبيق واتساب، حيث أرسل لهم بهار رسالة تقول: "طمنونا عنكم يا أهل القرآن... كثفوا من الدعاء إخواني".

عبد الهادي حبيب

قُتل عبد الهادي حبيب، وهو صحفي في وكالة الأونروا، مع عدد من أفراد عائلته، في السادس عشر من أكتوبر في قصف استهدف منزله بالقرب من حي الزيتون جنوبّي قطاع غزة بحسب ما أعلنت عنه نقابة الصحفيين الفلسطينيين. نشر حبيب عبر صفحته على فيسبوك فيديو لتخرجه من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة.

يوسف دوّاس

قُتل يوسف دوّاس، الكاتب في صحيفة وقائع فلسطين "Palestine Chronicle" والمشروع الشبابي غير الربحي "مش أرقام WANN"، في الرابع عشر من أكتوبر في غارة على منزل عائلته في بلدة بيت لاهيا شمالّي قطاع غزة. أصدقاء يوسف شاركوا قصصه ومقالاته وصوره عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ونعته إحدى زميلاته في مشروع "مش أرقام" قائلة: "شاب عشريني محبوب، الجميع كان يتوقع له مستقبلا واعِدا، كان متعدد المواهِب... كان عنده طُموح يكمّل تعليمه للماجستير خارج البلاد ويرجع ويساعد بلده".

وأضافت أنّ يوسف ترك من المقالات ما يكفي ليحكي "قصّة الشاب الطَموح الّي عاش تحت الحصار، والعدوان المتكرر على القطاع إلى أن سلَب هذا العدوان طموحه وحياته".

سلام ميمة

انتُشلت جثة الصحفية سلام ميمة في الثالث عشر من أكتوبر من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام من تعرض منزلها في مخيم جباليا شمالّي قطاع غزة لغارة إسرائيلية. وقُتلت ميمة، رئيسة لجنة الصحفيات في التجمع الإعلامي الفلسطيني، مع زوجها وأطفالها الثلاثة. وكان آخر ما شاركته ميمة على صفحتها الشخصية عبر فيسبوك، صورة لأولادها الثلاثة معلقةً "هُم السند والسكن والمسكن والسكينة ولذة الحيآة... اللهمَ إنهَم قطعة من روحي فيا رب احفظهم لي بعينك التي لا تنام".

حسام مبارك

قُتل حسام مبارك، الصحفي في إذاعة الأقصى، في الثالث عشر من أكتوبر في غارة جوية إسرائيلية شماليّ القطاع. أحد زملاء مبارك نعاه قائلاً " ما عرفناه إلا صاحب قلب طيب، خدوم لمن طلبه، أنيس لمن جالسه، يكفيه هذه الخاتمة و الملتقى الجنة!"

أحمد شهاب

قُتل أحمد شهاب، الصحفي في إذاعة صوت الأسرى، في الثاني عشر من أكتوبر مع زوجته وأطفاله الثلاثة، في غارة جوية إسرائيلية على منزله في جباليا شمالّي قطاع غزة.

محمد فايز أبو مطر

قُتل محمد فايز أبو مطر، 28 عامًا، وهو مصورٌ مستقل، في الحادي عشر من أكتوبر، في غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوبّي قطاع غزة.

سعيد الطويل

قُتل سعيد الطويل، رئيس تحرير شبكة الخامسة للأنباء، في التاسع من أكتوبر، في غارة جوية استهدفت منطقة تضم عدة وسائل إعلام في حي الرمال غربّي غزة. ويُعرف الطويل نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي كباحث دكتوراة في الإعلام السياسي، فيما نعاه سكان غزة عبر فيسبوك بالقول "الصحفي اللّي كل أهل قطاع غزة كانو يستنوا أخباره المسرودة بشكل مميز بالعامية، سعيد استشهد وراحت أخباره معاه".

محمد صبح

قُتل محمد صبح، مصور وكالة أنباء خبر، في التاسع من أكتوبر، في غارة جوية استهدفت منطقة تضم عدة وسائل إعلام في حي الرمال غربّي غزة. أحد معارف محمد علّق على صورته قائلاً بأنه لابد سيعود ليزور مدينة نابلس "هو حكالي حلمه يزور هالبلاد".

هشام النواجحة

قُتل هشام النواجحة، الصحفي في وكالة أنباء خبر، في التاسع من أكتوبر، في ذات الغارة الجوية التي قُتل فيها زميليه الطويل وصبح والتي استهدفت منطقة تضم عدة وسائل إعلام في حي الرمال غربّي غزة. والد النواجحة شارك صورته معزيًا نفسه "نم يابا قرير العين، كم سهرت من أجل شعبك وتوصيل رسالتك فجاءت يا حبيبي وقت استراحتك".

أسعد شملخ

قُتل أسعد أشملخ، وهو صحفي مستقل، في الثامن من أكتوبر، في غارة جوية إسرائيلية جنوبّي قطاع غزة، مع تسعة من أفراد عائلته.

محمد الصالحي

قُتل محمد الصالحي، المصور الصحفي بوكالة أنباء السلطة الرابعة، في السابع من أكتوبر، قُتل بالرصاص بالقرب من مخيم للاّجئين وسط قطاع غزة، وشاركت زوجة الصالحي صورته مُكفنًا عبر حسابها على فيسبوك، قائلةً إنها تنتظر رجوعه إلى هذه اللحظة، كما تحدثت عن شعورها لحظة وفاته "ما كان خبر استشهادك عليَّ هين، كان كسرة لقلبي ولحظة انتهاءٍ لحياتي، حينها صرت أنادي عليك حتى تأخذني بين ذراعيك وتهدئ من روعي لكنك ولأول مرة لم تلبي ندائي".

محمد جرغون

قُتل محمد جرغون، الصحفي في سمارت ميديا، في السابع من أكتوبر، في إطلاق نار أثناء تغطيته للصراع شرق مدينة رفح جنوبّي قطاع غزة.

إبراهيم لافي

قُتل إبراهيم لافي، المصور في العين ميديا، في السابع من أكتوبر، بالرصاص عند معبر بيت حانون/معبر إيريز شمالّي قطاع غزة. الصحفي رشدي سراج نعى زميله لافي قائلاً: "رحل ساعدي.. رحل إبراهيم، عاش رجلاً ومات رجلاً وكانت أخلاقه أخلاق الرجال، يحزنني فراقك ويحزنني مغيبي عنك وعن وداعك". لكن سرّاج لم يغب عن رفيقه طويلا، إذ قُتل في غارةٍ إسرائيليةٍ بعد أقل من أسبوع.

عصام عبدالله

قُتل المصور اللبناني عصام عبدالله، مصور وكالة رويترز للأنباء المقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، في الثالث عشر من أكتوبر، في قصف من اتجاه "إسرائيل" بالقرب من الحدود اللبنانية، بحسب ما قالت منظمة لجنة حماية الصحفيين، حيث كان عبدالله يغطي القصف في جنوب لبنان بالقرب من قرية علما الشعب بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.

أصدقاء عبدالله شاركوا صوره ومقاطع فيديو كان قد صورها وهو ينقذ إحدى القطط العالقة على حافة مرتفعة، فيما علقت إحدى صديقاته قائلة بأنّ القطط التي كان يطعمها عبدالله من كيس كان يحمله دائمًا معه ستبقى تذكره، مستشهدة بأغنية الفنانة اللبنانية فيروز "وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان".

سجل أسود للاحتلال

ويزخر سجل قوات الاحتلال الصهيوني باعتداءات ممنهجة على الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، راح ضحيتها -قبل عملية طوفان الأقصى- ما يزيد على 46 منهم، كما يكشف العدوان على غزة في 2021 -خلال معركة "سيف القدس"- استهداف عدد من مقار وسائل الإعلام بغارات جوية.

وحسب تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تعرّض أكثر من 144 صحفيا فلسطينيا وأجنبيا، لاعتداءات جيش الاحتلال خلال تغطيتهم الأحداث بفلسطين المحتلة، خلال السنوات ما بين 2018 و2022، بما في ذلك إطلاق النار عليهم، ورشقهم بقنابل الغاز والقنابل الصوتية، والضرب بالعصي، والسحل، مما خلَّف إصابات بليغة نتج عن أغلبها عاهات دائمة، كفقدان الأطراف والأعين، والتشوهات في الوجه.

ومن ذلك، ما أصاب الصحفي يوسف الكرنز، الذي فقد ساقه اليسرى أثناء تغطيته أحداث مسيرة العودة في 2018، والصحفي بتلفزيون القدس سامي مصران، الذي فقد عينا بعد أن أصيب بالرصاص في 2019، ومراسل وكالة الأناضول علي جاد الله، الذي استُهدف لثالث مرة برصاصة مطاطية في رأسه.

وحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد أدت هذه الاعتداءات إلى استشهاد أكثر من 46 صحفيا منذ 2000 وحتى 2022، بينهم صحفي "صوت الأقصى" يوسف أبو حسين الذي استشهد 2021 جراء القصف الإسرائيلي لمدينة غزة، وصحفي وكالة أسوشيتد برس الإيطالي سيموني كاميلي، الذي قُتل برفقة مترجمه الفلسطيني علي شهة جراء انفجار صاروخ إسرائيلي في غزة 2014.

ووفق تقرير "لجنة حماية الصحفيين"، يشكل الفلسطينيون 90% من الصحفيين والإعلاميين الذين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي. أما الـ10% فكانوا من الصحفيين الأجانب.

حماية الصحفيين في مناطق النزاع

يفرق القانون الدولي الإنساني بين نوعين من الصحفيين، النوع الأول: هو المراسل الحربي الذي يتم اعتماده من طرف القوات المسلحة والمنصوص عليه في اتفاقيات جنيف لعام 1949، والنوع الثاني: هو الصحفي الذي يقوم بمهمة خطرة في مناطق النزاع المسلح والمنصوص عليه في المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 المتعلق بالنزاعات المسلحة الدولية.

والنظام القانوني للمراسل الحربي ـ عندما يتم القبض عليه ـ هو نظام أسرى الحرب المنصوص عليه في اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، في حين يخضع الصحفي في المهمة المهنية الخطرة في مناطق النزاع المسلح، وهو ما ينطبق على كل الصحقيين والإعلاميين في غزة حاليا، إلى نظام حماية المدنيين طبقاً للمادة 79، التي تخص توفير حماية خاصة للصحفيين.

تنص المادة (79) تحت عنوان "تدابير حماية الصحفيين"، على الآتي:

1- يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين

2- يجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا الملحق "البروتوكول" شريطة ألا يقوموا بأي عمل يسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين وذلك دون الإخلال بحق المراسلين الحربيين المعتمدين لدى القوات المسلحة

3- يجوز لهم الحصول على بطاقة هوية وفقاً للنموذج المرفق بالملحق رقم (2) لهذا الملحق "البروتوكول"، وتصدر هذه البطاقة، حكومة الدولة التي يكون الصحفي من رعاياها، أو التي يقيم فيها، أو التي يقع فيها جهاز الأنباء الذي يستخدمه، وتشهد على صفته كصحفي.

وتنص المادة 48 من البروتوكول نفسه على أن "تعمل أطراف النزاع على التمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، ومن ثم توجه عملياتها ضد الأهداف العسكرية دون غيرها، وذلك من أجل تأمين احترام وحماية السكان المدنيين والأعيان المدنية"، وهو ما ينطبق بطبيعة الحال على الصحفيين في غزة ومعهم كل السكان الذين تمارس عليهم حرب إبادة تنسف كل القوانين والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 المتعلق بالنزاعات المسلحة الدولية.

إن جريمة العدو الصهيوني بحق الصحفيين تقع ضمن نطاق الجريمة الكبرى بحق المدنيين، الذين يجب ألاّ تستهدفهم الأطراف المتحاربة، بل يجب على كافة الأطراف اتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة لضمان سلامتهم كما تقول منظمة لجنة حماية الصحفيين والمواثيق الدولية.

لكن الكيان يمعن في قتل الصحفيين، إمعانا منه في إخفاء الحقائق المتعلقة بجرائم العدو في غزة في محاولة للإفلات من تبعات الجريمة.