من حذف المنشورات المؤيدة لغزة إلى تسهيل العدوان.. كيف تدعم شركات التكنولوجيا الأمريكية الكيان الصهيوني؟
الاثنين - 4 ديسمبر 2023
- "جوجل" و "ويز " و "أبل" عطلوا خرائط حركة المرور بناء على طلب جيش الاحتلال لتسهيل الغزو البري
- "جوجل" تعاقب موظفا مسلما لأنه فضح تعاونها مع الاحتلال في برامج لمراقبة الفلسطينيين
- موقع GPS يتواطأ مع محاولات الكيان الصهيوني التشويش على صواريخ حزب الله اللبناني
إنسان للإعلام- خاص:
بخلاف قيام شركة "ميتا" بالتضامن مع الاحتلال الصهيوني ضد غزة بحذف أي منشورات تدعم غزة والمقاومة، قامت العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية بدعم ومساندة تل أبيب في حربها ضد غزة عبر طرق مختلفة.
خرائط موقعي جوجل و "ويز" عطلا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، تحديثات حركة المرور المباشرة لمناطق الأرض المحتلة وقطاع غزة، بناء على طلب الجيش الصهيوني، وذلك قبيل الاجتياح البري على قطاع غزة، وفقا لشبكة "بلومبيرغ" الإخبارية.
موظف مسلم يعمل في شركة "جوجل" تعرض للاستجواب من قبل الموارد البشرية بالشركة، بسبب مزاعم تتهمه بتأييد الإرهاب، بسبب رسالة احتجاج جماعية قدمها مع موظفين تنتقد تعاون جوجل مع "إسرائيل" في العدوان علي غزة، ومشاركتها بالتالي في الإبادة الجماعية وفق موقع "انترسيبت" الاستقصائي الأمريكي، 15 نوفمبر 2023.
محمد خاتمي، وهو مهندس برمجيات في شركة جوجل، هو المسلم الوحيد بين موظفي الشركة الذين وزعوا العريضة، والوحيد الذي ينتمي إلى دولة عربية، لذلك كان غريبا أن تستدعيه وحده إدارة الموارد البشرية لاستجوابه بجوجل وتحقق معه وتتهمه بالارهاب!
خاتمي وزملاؤه احتجوا على مشروع "نيمبوس" Nimbus، وهو مشروع مثير للجدل بلغت قيمة عقده 1.2 مليار دولار، وأبرمته جوجل مع الحكومة الصهيونية وجيشها؛ لتوفير أحدث أدوات الحوسبة السحابية والتعلم الآلي.
ومنذ الإعلان عن مشروع "نيمبوس" قبل عامين، أثار المشروع انتقادات واسعة النطاق داخل جوجل وخارجها، واستدعى احتجاجات قادها الموظفون وتحذيرات من جماعات حقوقية وخبراء في شؤون المراقبة والتجسس من أنه مشروع يمكن استخدامه في تعزيز اضطهاد دولة الاحتلال للفلسطينيين.
وأرسل خاتمي، رسالة بريد إلكتروني إلى قائمتين من قوائم البريد الإلكتروني الداخلية لموظفي الشركة، في 18 أكتوبر 2023، وقال فيها إن مشروع "نيمبوس" مشارك في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني.
وانتشرت الرسالة الداخلية ووزعها الموظفون المناهضون لمشروع "نيمبوس جوجل" من خلال قوائم البريد الإلكتروني للشركة، وقالوا فيها إن شركة جوجل يمكن أن تُتهم بناءً على هذا التعاون بأنها "متواطئة فيما سيتذكره التاريخ على أنه حملة إبادة جماعية"
بعد مرور 12 يوماً من نشر الرسالة، أخبر قسم الموارد البشرية في جوجل خاتمي أنه حدد موعداً لاستدعائه والاجتماع به، ثم سُئل خلال الاجتماع إذا كانت الرسالة التي أرسلها ترمي إلى "تبرير الإرهاب الذي وقع في 7 أكتوبر"، حسب قولها!!
وقال خاتمي لموقع "ذا إنترسبت" إنه لم ينزعج فقط مما وصفه بمحاولة شركة جوجل أن تضيِّق على معارضة مشروع نيمبوس، بل زاد على ذلك شعوره بالتحيز ضده بسبب دينه وعرقه.
على الرغم من أن الرسالة شارك في صياغتها وتوزيعها داخلياً مجموعة من موظفي جوجل المناهضين لنيمبوس، إلا أن قسم الموارد البشرية لم يستدعِ إلا خاتمي من بين هؤلاء الموظفين، وفقاً لما قاله خاتمي وجوش ماركسن، وهو موظف آخر شارك في توزيع العريضة الاحتجاجية.
لم يكشف خاتمي عما آل إليه اجتماعه بالموارد البشرية، إلا أنه قال إن الاجتماع كان صدمة له، مضيفاً: "كان الأمر شديد الاستنزاف عاطفياً، حتى إنني بكيت في آخر الاجتماع".
وقال خاتمي للموقع الأمريكي: "أنا الموظف المسلم والشرق أوسطي الوحيد الذي أرسل تلك الرسالة الإلكترونية"، لكن من "الغريب أنني الوحيد الذي استدعاه قسم الموارد البشرية؛ لأن بعضهم قال إنني أؤيد الإرهاب أو أبرره"
ويقول الموقع الأمريكي إنه اطلع على رسالة بريد إلكتروني مشابهة أرسلها ماركسن في 18 أكتوبر أيضاً، وعلى الرغم من أن رسالة ماركسن اختلفت في بعض الأمور الصغيرة عن رسالة خاتمي، إلا أن الرسالتين تربطان هجوم 7 أكتوبر بمعاملة إسرائيل للفلسطينيين قبل هذا الهجوم.
يأتي هذا الحادث بعد عام واحد فقط من تصريح "أرييل كورين"، الموظفة السابقة في جوجل، بأن الشركة حاولت إجبارها على الانتقال للعمل في البرازيل لأنها نظَّمت أول احتجاج على مشروع نيمبوس.
وقد استقالت كورين بعد ذلك احتجاجاً على هذه الضغوط، واستمرت في الاعتراض العلني على المشروع.
وعلى الرغم من الاحتجاجات، لا يزال مشروع نيمبوس قائماً، ومن أسباب ذلك أن الشروط التعاقدية التي وضعتها "إسرائيل" في العقد تمنع جوجل من قطع الخدمة إذا تعرضت لضغوط سياسية أو حملات مقاطعة.
تعطيل خرائط لتسهيل الغزو البري!
أيضا قامت خرائط موقعي غوغل و"ويز" (google & Waze ) بتعطيل تحديثات حركة المرور المباشرة لمناطق كيان الاحتلال وقطاع غزة، بناء على طلب الجيش "الإسرائيلي"، وذلك قبيل الاجتياح البري على قطاع غزة، وفقا لشبكة "بلومبيرغ" الإخبارية.
وقال متحدث باسم غوغل: "كما فعلنا سابقا في حالات الصراع واستجابة للوضع المتطور في المنطقة، قمنا مؤقتا بتعطيل القدرة على متابعة حركة المرور الحية وبيانات اختناقات المرور الكثيفة مراعاة لسلامة المجتمعات المحلية".
ويمكن أن تكشف معلومات حركة المرور المباشرة عن تفاصيل حول تحركات القوات أو حيث تتجمع حشود من الناس وتقوم التقنية بتجميع بيانات المواقع لإظهار مكان حدوث تأخيرات في حركة المرور.
من جانب آخر، ظهرت رسالة لمستخدمي تطبيق Waze للخرائط في المناطق الساخنة (الكيان و غزة) مفادها: "بسبب الوضع الأمني: لن يتم عرض حركة السائقين أو الاختناقات المرورية والتنبيهات الأخرى"
وأوردت وسائل إعلام صهيونية أن شركة "أبل Apple" قامت أيضا من جانبها بتعطيل ميزات حركة المرور الحية المباشرة أيضا.
وفي العام الماضي، عطلت "جوجل" حركة المرور الحية في أوكرانيا كوسيلة لحماية المواطنين عندما بدأت القوات الروسية بعملياتها العسكرية واستخدم المدنيون خرائط "جوجل" لمشاهدة التحركات الروسية قبل ساعات من إعلان بدئها من قبل الرئيس فلاديمير بوتين.
محاربة حزب الله بـ GPS
أيضا تواطأ موقع GPS مع محاولات الكيان الصهيوني التشويش على صواريخ حزب الله اللبناني، الذي انخرط في مواجهات شبه يومية مع الدولة العبرية على الجبهة الشمالية، منذ اندلاع الحرب بين الأخيرة وحركة حماس في 7 أكتوبر الماضي.
حيث أجرى الكيان هذا التشويش عبر التلاعب بإحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي المعروف باسم "GPS" بحسب موقع "بوليتكو" الإخباري الأميركي.
وقال الموقع إن "إسرائيل" تشوش على نظام GPS في معظم مجالها الجوي شمالا لحماية نفسها من صواريخ حزب الله.
واستند الموقع في تقريره إلى مجموعة من الباحثين في جامعة تكساس الأميركية، الذين تتبعوا إشارات هذا النظام في المنطقة لسنوات.
ولاحظ هؤلاء ظهور نمط غريب في النظام، بعدما شنت حركة حماس هجومها المفاجئ يوم 7 أكتوبر.
وعلى سبيل المثال، فإن الطائرات التي تحلّق قرب البحر الأبيض المتوسط تختفي عن الأنظار لفترة وجيزة فوق أجزاء كثيرة من الكيان الصهيوني من على النظام.
ووفقا لهؤلاء، فإن هذا الأمر علامة على تضليل لنظام GPS، وهو تكتيك يجعل موقع الطائرة أو الصاروخ الموجه بدقة أو أي جسم يستخدم هذا النظام غير دقيق
لكن هناك مخاطر من وراء هذا التشويش على النظام، حيث تصبح هذه الطائرات معرضة للخطر في حال كان طياروها يستخدمون هذا النظام، لذلك نصحت حكوم الكيان الطيارين باستخدام أنظمة بديلة.
وفي سبتمبر 2023 حدث تضليل مشابه لنظام GPS في العراق وإيران، مما أدى إلى دفع الطائرات التجارية للتحليق في المجال الجوي الإيراني من دون ترخيص.
أيضا الصواريخ التي تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي قد تضل طريقها في حال جرى التشويش عليها مما يصعب التكهن بمكان سقوطها في الأراضي المحتلة، وهو ما قد يشكل خطرا إضافيا على الصهاينة من الصواريخ التي تكون معدة لضرب أهداف عسكرية.
وفي 15 أكتوبر الجاري، أعلن جيش الاحتلال "تقييد هذا النظام في مناطق القتال النشط وفقا للحاجات العملياتية المختلفة"، لكنه لم يوضح حدود التشويش في هذه الخدمة.