"الطوفان" كشف المستور| كيف تعامل السيسي بوجهين مع "محرقة" غزة؟

السبت - 6 يناير 2024

  • مع انطلاق "طوفان الاقصى" دشن النظام المصري حملة إعلامية  لإبراز دوره في نصرة القضية الفلسطينية
  • الإعلام زعم أن السيسي هو منقذ غزة و تصدى بكل قوة لسيناريو التهجير رغم مساومته سرا عليه!!  
  • الوجه الحقيقي للسيسي ظهر في تصريحاته بقبول مبدأ تصفية المقاومة وتهجير الغزاويين لصحراء النقب
  • اقتراح السيسي بدولة فلسطينية منزوعة السلاح ومطالبته بوجود قوات أممية دليل واضح على خيانته
  • "الإيكونوميست": السيسي ساعد الصهاينة خوفا من تصاعد نفوذ حماس وعودة الإخوان للمشهد المصري
  • "أبو مرزوق": مصر وأنظمة عربية طالبوا الصهاينة سرا بتصفية المقاومة وإخراج "حماس" من المشهد
  • النظام المصري أعطى الضوء الأخضر للإعلاميين بالهجوم على المقاومة بعد صمودها الأسطوري في غزة  


إنسان للإعلام- خاص:

أصبح من الواضح للجميع أن حاكم مصر الانقلابي، عبدالفتاح السيسي، يتعامل ونظامه مع المقاومة الفلسطينية وتصاعد المجازر على أرض غزة، ومدن الضفة، بوجهين، الأول دعائي يظهر تأييدا إعلاميا علنيا لحقوق الفلسطينيين ولقضيتهم ورفض تصفيتها، والثاني يطعن القضية والمقاومة في الظهر.

مجريات الأحداث وواقع الحال، وتصريحات المسئولين الصهاينة والغربيين تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن نظام السيسي يساعد الكيان الصهيوني بكل قوة، بدءا من تشديد الحصار على غزة من خلال إغلاق معبر رفح، وعدم فتحه إلا بأذن الصهاينة، ومرورا بفرض إتاوات على من يريد الخروج من غزة ومنع معظم المصابين الذين يحتاجون علاجا في مصر وغيرها من الدول من الخروج أيضا، والتلاعب في المساعدات المكدسة في الجانب المصري من رفح ومنع دخولها إلى القطاع، وتسليط بعض الإعلاميين لتشويه المقاومة وتأييد الكيان المحتل، ناهيك عن التأكيدات الغربية والصهيونية بأن المخابرات المصرية أبلغت سلطات الاحتلال مبكرا قبل السابع من أكتوبر بأن المقاومة قد تهاجم الكيان، ومساعدة مصر للكيان مخابراتيا وعسكريا، حيث تصدت أكثر من مرة لمسيرات حوثية انطلقت من اليمن في اتجاه إيلات.

ولعل ما أعلنه السيسي نفسه عن قبول مبدأ تصفية المقاومة وتهجير الغزاويين لصحراء النقب، خير دليل على أن هذا النظام يتعامل بوجهين مع القضية، بخلاف ما يتم تداوله دائما في وسائل إعلام غربية من مساومة السيسي للأمريكان والأوروبيين على صفقة تهجير الغزاويين لسيناء وإعداده البنية التحتية اللازمة لذلك، مقابل إعفاء مصر من ديونها.

في السطور التالية نكشف تناقضات النظام المصري بين "البروباجندا" الإعلامية بعدم قبول تصفية "القضية الفلسطينية ورفض تهجير سكان غزة، وتحرك النظام في الوقت نفسه على الأرض لتصفية القضية بطرح أفكار كارثية من قبيل إقامة دولة منزوعة السلاح. 

"بروباجندا" إعلان رفض تصفية القضية

منذ السابع من أكتوبر وبعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" مباشرة، بدأت حملة الدعاية في  الصحف والإعلام المصري، تحت عناوين مناصرة القضية الفلسطينية ورفض تصفيتها.

في البداية، حاول السيسي تجيير التعاطف الشعبي مع القضية لصالح حملته الانتخابية للرئاسة، وتحويل التظاهرات التي سمح بها "مؤقتا" إلى واجهات لتأييده وإظهاره كأنه "حامي حمى القضية الفلسطينية"، ولكن ذكاء المتظاهرين حال دون تحقيق هذا الهدف، عندما هتفوا "تأييد ايه يا عم فلسطين أهم".

في المعالجات الصحفية، ظهر ما يؤكد رفض النظام المصري لتصفية القضية الفلسطينية وانحيازه للمقاومة، ومن أمثلة ذلك تقرير خبري في صحيفة "الأهرام"، بعنوان: "حافظت على مقدرات الدولة وسلامة شعبها.. موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت". (1)

وخبر آخر بعنوان "وكيل تشريعية الشيوخ: ضغوط غربية على مصر بهدف تصفية القضية الفلسطينية".(2)

ونشرت صحيفة "أخبار اليوم" هذا العنوان: "المصري للفكر والدراسات: مصر أكدت رفضها تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية".(3) ، وخبر بعنوان "اقتصادية النواب: «مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسري»". (4)

صحيفة الجمهورية نشرت في نفس السياق مجموعة من الأخبار منها "رئيس حملة السيسي: الثوابت المصرية واضحة لا لتصفية القضية الفلسطينية لا لتهجير الفلسطينيين".(5)، "مصر ترفض سياسة التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار".(6)

صحيفة وموقع "اليوم السابع" حرصا على نشر التقارير المطولة عن دور مصر في حماية القضية الفلسطينية وتصريحات السيسي في هذا الشأن، ومنها تقرير بعنوان "السيسي: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح به.. ومصر بذلت جهودا صادقة ومكثفة للحيلولة دون تصعيد الحرب بغزة.. استقبلنا ملايين الأشقاء ولم نشتك أبدا والأمر في فلسطين مختلف"(7)

بل أبرزت تصريحات رئيس الحكومة في هذا الشأن، في خبر بعنوان "رئيس الوزراء للنواب: مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية".(8)

أيضا صحيفة وموقع "الدستور" أبرزا تصريحات نظام العسكر في رفض تصفية القضية ومن أمثلة ذلك خبر بعنوان: "السيسى.. صخرة مصر التى تحطمت عليها مخططات تصفية القضية الفلسطينية".(9)، وخبر بعنوان: "قيادى بـ"مستقبل وطن": مصر قيادة وشعبًا ترفض تصفية القضية الفلسطينية". (10)

كذلك فعلت "صدى البلد" فتحدثت عن دور السيسي في الدفاع عن الفلسطينيين، ومن أمثلة ذلك خبر بعنوان "قيادات حزبية: رسائل الرئيس السيسي تؤكد الحرص على عدم تصفية القضية الفلسطينية".(11)، وخبر آخر بعنوان "أستاذ علوم سياسية: مصر تعمل بكل قوة لمنع تصفية القضية الفلسطينية". (12)

وبالمثل، شاركت صحيفة وموقع الوطن في الحملة الترويجية لدور مصر في حماية القضية الفلسطينية من التصفية، ومن ذلك خبر بعنوان "النائب محمود بدر: مصر رفضت تصفية القضية الفلسطينية.. وسيناء خط أحمر".(13)، وخبر آخر بعنوان "برلماني عن «التنسيقية»: مصر أجهضت مخططات تصفية القضية الفلسطينية ". (14)

وسار موقع "مصراوي" في نفس الدرب، فنشر خبرا بعنوان "مفكر استراتيجي: مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية بتهجير سكان غزة". (15)

إعلاميو النظام والتهليل للموقف المصري

صور إعلاميو النظام المصري "السيسي" على أنه منقذ غزة، وأنه تصدى بكل قوة لسيناريو تصفية القضية الفلسطينية، ومن أمثلة ذلك عمرو أديب الذي أكد في برنامجه "الحكاية" المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، بتاريخ 18 أكتوبر 2023، أن السيسي تصدي بكل قوة لمخطط صهيوني يستهدف تهجير الغزاويين لسيناء، وأن مصر على موقفها الثابت من "القضية الفلسطينية" بشكل عام ودعمها سكان قطاع غزة. (16)

نشأت الديهي أكد  أيضا في حلقة برنامجه "بالورق والقلم"، المذاع على قناة "تن" بتاريخ، 14 أكتوبر 2023، أن مصر اتخذت قرارًا بإغلاق أو منع أو رفض الطلبات الأمريكية والغربية بعبور الأمريكان الموجودين داخل قطاع غزة عبر معبر رفح، إلا حال السماح بدخول المساعدات للأراضي الفلسطينية(17)، كما أكد  في حلقة برنامجه بتاريخ 25 نوفمبر2023، أن السيسي أكد أن "تصفية القضية الفلسطينية خط أحمر"!.(18)

بدوره قال محمد الباز أن التحذير المصري برفض تهجير الفلسطينيين قسرًا يتجدد باستمرار، بسبب ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي"، وأضاف في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" أن مصر لديها معلومات تفيد بأن سيناريو التهجير قائم، مؤكدًا أن دولة الاحتلال تحاول دفع الفلسطينيين لتنفيذ هذا المخطط.(19)

أما أبراهيم عيسي، الذي دأب على تشوية صورة المقاومة، فحرص على المشاركة الترويجية لدور السيسي ونظامه في حماية القضية الفلسطينية، وذلك في حلقة برنامجه "حديث القاهرة "المذاع على قناة "القاهرة والناس"، بتاريخ 28 نوفمبر 2023، حيث أكد  أن مصر أوقفت "المشروع الإسرائيلي الحمساوي" لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، قائلا: "مصر داست بأقدامها على مشروع توطين الفلسطيين في غزة".(20)

أيضا أكد مصطفى بكري، في حوار له مع صحيفة الوطن، أن "مصر قيادة وشعبا ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسري، وأن مصر أكبر دولة داعمة للشعب الفلسطيني على مر التاريخ"، حسب قوله. (21)

حقيقة نوايا السيسي نحو المقاومة

بالرغم من كل تلك الشعارات، ظهرت نوايا السيسي بوضوح نحو الفصائل المقاومة، حينما أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني، أولف شولتس، 18 أكتوبر 2023،  أنه «إذا كان هناك فكرة لتهجير الفلسطينيين فتوجد صحراء النقب لحين انتهاء العمليات العسكرية المعلنة ضد الفصائل المسلحة».(22)

وعليه، تساءل الكاتب الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان :"ماذا يعني اقتراح السيسي بتهجير أبناء غزة الى النقب وليس الى سيناء؟ وكيف ستنظر المقاومة وأبناء القطاع اليه؟" ، مؤكدا أن التصريح الذي ادلى به السيسي، لا يجب أن يمر، خاصة أنه أقر بحق الكيان الصهيوني في تصفية المقاومة، خاصة حماس والجهاد،،وأن هذه التصريحات لا يمكن أن تكون وليدة اللحظة أو زلة لسان، وإنما كانت مقصودة وجرى إطلاقها في التوقيت المدروس، وبحضور أحد الزعماء الأوروبيين، وأن ذلك يعد ضربة قاصمة للقضية الفلسطينية" .(23)

كما ظهرت نوايا السيسي ونظامه، حول القضية الفلسطينية، في إعلانه عن تطلعه لدولة فلسطينية منزوعة السلاح، وزاد الأمر سوءً بمطالبته بوجود قوات أممية أوروبية أو أمريكية  في فلسطين، وكأنه يخطط لاحتلال دولي لغزة خاصة وفلسطين عامة، بجوار الاحتلال الصهيوني!.

وعلق السياسي المصري محمد البرادعي على تصريحات السيسي، بقوله: «في السلام والأمن الدوليين، السلام والأمن مرتبطان ببعضهما. ولا يمكن أن يكون هناك سلام دون أمن ولا أمن دون سلام، لا بد لأي دولة مهما كان حجمها أن تكون لديها منظومة أمنية تحميها، وحتى العشر دول الصغيرة التي ليس لديها جيوش، هناك ترتيبات لحمايتها من قبل دول أكبر».

أضاف البرادعي: «قيام دولة فلسطينية مستقلة وسلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، لا بد أن يرتبطا بمنظومة أمن إقليمية متكاملة ومتوازنة تكفل الأمن لكل دول المنطقة دون استثناء وبالدرجة نفسها، ولا يجب أن يكون أمن دولة على حساب أمن دولة أخرى. وغنيّ عن القول إنه لا بدّ لأي منظومة أمن إقليمي مستقبلية في الشرق الأوسط أن يكون في جوهرها إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل كافة، بما في ذلك بالطبع تخلي إسرائيل عن السلاح النووي».(24)

الصحف العالمية تفضح السيسي ونظامه   

توالت منذ علمية طوفان الاقصى التقارير الصحفية بالصحف الاجنبية والعربية المستقلة التي فضحت الموقف الحقيقي للنظام المصري، ومن هذه التقارير ما نشره موقع "بي بي سي نيوز"، بعنوان "أين تقف مصر من المواجهة الحالية بين إسرائيل وحماس؟"، أكد فيه ان النظام المصري لن يدخل في مواجهة مع دولة الاحتلال، مهما كانت المواقف العلنية للسيسي  ونظامه، مع التأكيد على أن النظام المصري يري أن أي مخطط لتهجير الفلسطينيين لسيناء يعنى تهديد أمنه من فصائل المقاومة. (25)

تقرير اخر لموقع "عربي 21 "، بعنوان  "القضاء على المقاومة الفلسطينية.. هدف للاحتلال وأمنية لبعض الدول العربية "  أكد فيه أن  القضاء على حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة ليس هدفا للاحتلال وداعميه فقط، بل هناك بعض الدول العربية، ومنها مصر والسلطة الفلسطينية أيضا، وأن مصلحة كثير من الأنظمة القريبة من الكيان الصهيوني التخلص من فكرة المقاومة في المنطقة، وأن هذه الرؤية أكدها عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، الذي قال : "إن الكثير ممن أتواصل معهم من جهات أجنبية للمساعدة يقولون إنهم يتكلمون مع جهات عربية، وبينهم من السلطة الفلسطينية، يشجعون على إخراج حماس من المشهد، ولكن لا يستطيعون الحديث عن هذا أمام الجمهور لأنه يرفضه".

يضيف التقرير: "وبالنظر إلى حديث أبو مرزوق، من زاوية تحليلية، يمكن رؤية تطابق بين مواقف بعض الدول العربية تجاه العدوان على غزة، ورغبة الاحتلال بالقضاء على المقاومة في إشارة الي مثلث الخراب بالمنطقة مصر والغمارات والسعودية".(26)

وأكد تقرير أخر  لمجلة "الإيكونوميست"  بعنوان "الحرب على غزة تثير 5 مخاوف في مصر"، أن هناك 5 مخاوف مرتبطة باستمرار الحرب على غزة، ونجاح المقاومة، ومنها تعضيد مواقف بدو سيناء، و عودة الإخوان المسلمين لواجهة الأحداث من جديد.

وترى الإيكونوميست أن التخوف الثالث يتعلق بعودة المظاهرات إلى الشارع، فبعد عقد من الهدوء، أعادت القضية الفلسطينية بعض المصريين إلى شوارع القاهرة، وسط مخاوف من أن تتحول الاحتجاجات من أجل الفلسطينيين إلى مظاهرات ضد النظام، ورابع هذه المخاوف، وفق تقرير "إيكونوميست"، يتعلق بالتأثيرات المحتملة على الاقتصاد المصري، إذ حذر صندوق النقد الدولي من أن الحرب قد تثير قلق المستثمرين الأجانب وخفض توقعات النمو في البلاد، والخامس أن  اكتفاء السيسي بمشاهدة الحرب على غزة، قد يؤدي إلى إضعاف صورته في الراي العام، ولذا لم تكن مصر السيسي جادة في نصرة المقاومة .(27)

وبسبب موقف السيسي ونظامه من المقاومة الفلسطينية، تراجع دور مصر كوسيط رئيسي في المفاوضات بين حركات المقاومة والكيان الصهيوني، بسبب تراجع الثقة من قبل فصائل المقاومة في نوايا السيسي.

هذا ما أكده السياسي المصري محمد سيف الدولة في مقال له بعنوان "مصر بين الريادة والوساطة"، موضحا أن مصر خسرت الكثير من موقفها التاريخ تجاه القضية الفلسطينية، بعد الدور المشبوهة الذي لعبه السيسي ونظامه.

وقال: إن الدولة المصرية ارتضت الاكتفاء بالدور الذى يفضله لها الأمريكان والإسرائيليون ومجتمعهم الدولي، وهو أن تقوم بدور الوساطة من الدرجة الثانية بين (إسرائيل) والفلسطينيين بدلا عن دور القيادة والتصدي والمواجهة. (28)

تسليم مفتاح معبر رفح للصهاينة

ومن دلائل طعن المقاومة في الظهر، والتخلي عن أهالي غزة في محنتهم، تسليم مفتاح معبر رفح للكيان الصهيوني، و عجز نظام السيسي عن اتخاذ أي قرار يخص العبور من معبر رفح إلى غزة.

وقد اعترفت قناة "القاهرة الإخبارية" بذلك في تقرير لها بعنوان "الاحتلال يحظر دخول المساعدات لكثير من مناطق غزة"، وهذا خير دليل على عدم استطاعة النظام إدخال أي مساعدات لغزة إلا بعد موافقة دولة الاحتلال . (29)

بل كشف تقرير "للعربية نت" بعنوان  "مصر تكشف شروطاً فرضتها إسرائيل تعرقل دخول المساعدات" عجز مصر عن التصدي لتعنت الكيان الصهيوني في إدخال المساعدات لقطاع غزة ونجدة المواطنين الفلسطينيين، بمعنى أن مصر رضخت لكل مطالب "الكيان"، مما كدس شحنات المساعدات أمام المعبر وفسد الكثير من محتوياتها.(30)

كما نشر موقع "العربي الجديد" تقريرا بعنوان "ماذا يمنع مصر من كسر حصار غزة وإدخال المساعدات؟" موضحا أن ما قاله السيسي عن أنه "يبذل جهداً كبيراً لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مجرد تصريحات فارغة من مضمونها، وأن النظام المصري ليس لديه أي عزم لفرض سيطرته على معبر رفح، وأنه مستسلم لكل المطالب الصهيونية، وذلك بالرغم من مناشدات ومطالبات شعبية وسياسية للقاهرة بضرورة فتح معبر رفح  الواصل بين مصر وقطاع غزة، بشكل منفرد، ومن دون التنسيق مع الجانب "الإسرائيلي"، وسط  تساؤلات عن الأسباب التي تمنع مصر من كسر حصار غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع في ظل العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأجمع الخبراء أن لنظام السيسي دور في تعطيل الإمدادات لأهل غزة وأن ذلك يأتي على هواه!. (31)

"صهاينة" الإعلام المصري يهاجمون المقاومة

ومن دلائل الخيانة للمقاومة الفلسطينية وضربها في الظهر من قبل السيسي ونظامه، ما شهده الخطاب الإعلامي المصري من السماح لصهاينة الإعلاميين بالطعن في المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس،  بعد الصمود الأسطوري للمقاومة، ومن أمثلة هؤلاء: إبراهيم عيسي، و هالة سرحان، وداليا زيادة، و خالد منتصر، وريهام سعيد وخيري رمضان، وعدد من نشطاء وسائل التواصل في مقدمتهم وائل غنيم، وغيرهم كثير.

وكما تلونت تغطية "القاهرة الإخبارية" بمرور الوقت، تلون إعلاميون محسوبون على السلطة، ولكن بعضهم كان صريحا في إعلان عدائه للمقاومة، مثل إبراهيم عيسى، الذي يعمل لصالح الأجندة الأمريكية ويعبر عن سياسات الولايات المتحدة المنحازة للصهاينة.

داليا زيادة مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة (غير حكومي)، كانت من بين الوجوه التي هاجمت المقاومة الفلسطينية، وأعلنت صراحة دعمها للكيان الصهيوني في حربه على غزة، وسمح لها النظام بالخروج في احاديث متلفزة ."32"

في نفس الاتجاه المتصهين، شنت الإعلامية المصرية المثيرة للجدل، هالة سرحان، في أول أيام الحرب الصهيونية على غزة، هجوما حادا على حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية.(33)

وبالرغم من ادعاء الإعلامي المحسوب على الجهات الأمنية، أحمد موسى، بأنه مع المقاومة الفلسطينية،  تحول إلى الهجوم على رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، بعد مطالبة الأخير بفتح معبر رفح.(34)

بهذا بات معلوما للقاصي والداني أن نظام السيسي يقوم بدور مزدوج، داعم للقضية الفلسطينية في العلن، وطاعن لها في السر (الذي لم يعد سرا بعد الفضائح المتتالية)، وهو ما جعل المقاومة الفلسطينية تفقد الثقة تماما في هذا النظام الذي يرتكب أعمال خيانة واضحة للقضية، وأفقد مصر دورها كوسيط فيها، بعد تجرده من النزاهة والمصداقية.

 المصادر:

1-      هشام الصافوري، "حافظت على مقدرات الدولة وسلامة شعبها.. موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت" ، الاهرام العربي ، 20 ديسمبر 2023 ، https://gate.ahram.org.eg/News/4657008.aspx

2-      عبدالصمد ماهر، "وكيل تشريعية الشيوخ: ضغوط غربية على مصر بهدف تصفية القضية الفلسطينية" ، الأهرام، 9ديسمبر 2023 ، https://gate.ahram.org.eg/News/4638209.aspx

3-      "المصري للفكر والدراسات: مصر أكدت رفضها تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية" ، اخبار اليوم  ، 20 ديسمبر 2023 ، https://cutt.us/HuT1T

4-      "اقتصادية النواب: «مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسري»" ، أخبار اليوم ، 21 نوفمبر 2023 ، cutt.us/HuT1c

5-      "فوزي: الثوابت المصرية واضحة لا لتصفية القضية الفلسطينية لا لتهجير الفلسطينيين" ، الجمهورية، 29 نوفمبر 2023  ، https://cutt.us/dgrLP

6-      "مصر ترفض سياسة التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار" ،الجمهورية، 15 أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/m1TZT

7-      "الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح به.. ومصر بذلت جهودا صادقة ومكثفة للحيلولة دون تصعيد الحرب بغزة.. استقبلنا ملايين الأشقاء ولم نشتك أبدا والأمر في فلسطين مختلف"، اليوم السابع، 23 نوفمبر 2023، https://cutt.us/r9dTS

8-      "رئيس الوزراء للنواب: مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية" ، اليوم السابع ، 21 نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/2sYYl

9-      "السيسى.. صخرة مصر التى تحطمت عليها مخططات تصفية القضية الفلسطينية" ، الدستور ، 7ديسمبر2023 ، https://www.dostor.org/4573358

10-    "قيادى بـ"مستقبل وطن": مصر قيادة وشعبًا ترفض تصفية القضية الفلسطينية" ، الدستور، 21 نوفمبر 2023 ، https://www.dostor.org/4558636

11-    "قيادات حزبية: رسائل الرئيس السيسي تؤكد الحرص على عدم تصفية القضية الفلسطينية" ، صدى البلد، 23 نوفمبر 2023 ، https://elbalad.news/6010957

12-    " أستاذ علوم سياسية: مصر تعمل بكل قوة لمنع تصفية القضية الفلسطينية" ، صدى البلد  ، 8 ديسمبر 2023  ، https://elbalad.news/6029656

13-    "النائب محمود بدر: مصر رفضت تصفية القضية الفلسطينية.. وسيناء خط أحمر" ، الوطن 22 نوفمبر 2023، https://www.elwatannews.com/news/details/6951778

14-    "برلماني عن «التنسيقية»: مصر أجهضت مخططات تصفية القضية الفلسطينية " ، الوطن ، 5 ديسمبر 2023، https://www.elwatannews.com/news/details/6989155

15-    "مفكر استراتيجي: مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية بتهجير سكان غزة" ، مصراوي ، 13 أكتوبر 2023، https://cutt.us/d1bAF

16-    "الصهاينة | عمرو أديب : لا تتعجب من المصادفات السيئة الأيام المقبلة" ، صدي البلد  ، 18 أكتوبر 2023 ، https://www.elbalad.news/5964725

17-    "نشأت الديهي: مصر لن تكون جزءًا من المؤامرة على الشعب الفلسطيني " ، صدى البلد، 14 أكتوبر 2023 ، https://www.elbalad.news/5959472

18-    "نشأت الديهي: الرئيس السيسي أكد أن تصفية القضية الفلسطينية خط أحمر" ، الاسبوع، 25 نوفمبر, 2023 ، https://www.elaosboa.com/1249866/

19-    "محمد الباز: مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب أراضيها" ، صدى البلد، 7ديسمبر2023 ، https://elbalad.news/6027592

20-    "إبراهيم عيسى: مصر أجهضت مشروع تصفية القضية الفلسطينية وتوطين سيناء" ، صدى البلد  ، 28 نوفمبر 2023 ، https://elbalad.news/6016984

21-    "مصطفى بكري: مصر قيادة وشعبا ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسري " ، الوطن ، 21 نوفمبر 2023، https://www.elwatannews.com/news/details/6949264

22-    "أبرز تصريحات الرئيس السيسي اليوم عن صحراء النقب وتهجير الفلسطينيين لسيناء" ، المصري اليوم، 18 أكتوبر  2023 ، https://cutt.us/ZBf6r

23-    عبد الباري عطوان، "ماذا يعني اقتراح السيسي بتهجير أبناء غزة الى النقب وليس الى سيناء؟ وكيف ستنظر المقاومة وأبناء القطاع اليه؟ وهل هو زلة لسان ام قمة جبل جليد التغيير القادم في المؤسسة العسكرية المصرية؟" ، الراي اليوم ، 18 اكتوبر 2023، https://cutt.us/IfNS3

24-    "تصريحات السيسي عن «دولة فلسطينية منزوعة السلاح» تثير الجدل على شبكات التواصل" ، القدس العربي، 2 ديسمبر – 2023، https://cutt.us/nUIWf

25-       أمل سعيد، "اين تقف مصر من المواجهة الحالية بين إسرائيل وحماس؟"، بي بي سي نيوز ،15 أكتوبر 2023، https://cutt.us/5S057

26-    "القضاء على المقاومة الفلسطينية.. هدف للاحتلال وأمنية لبعض الدول العربية " ،  المصدر أونلاين - عربي 21،     ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣، https://almasdaronline.com/articles/284173

27-    "الحرب على غزة تثير 5 مخاوف في مصر" الجزيرة نت ، 1نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/pr0HK

28-    سيف الدولة ، "مصر بين الريادة والوساطة، محمد سيف الدولة" ، موقع كنعان ، 28 نوفمبر  2023 

29-    "الاحتلال يحظر دخول المساعدات لكثير من مناطق غزة" ، القاهرة الإخبارية، ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣، https://cutt.us/JevIJ

30-    أشرف عبد الحميد ، "مصر تكشف شروطاً فرضتها إسرائيل تعرقل دخول المساعدات" ، العربية نت ، 28 أكتوبر 2023، https://cutt.us/XB0Qq

31-    "ماذا يمنع مصر من كسر حصار غزة وإدخال المساعدات؟" ، العربي الجديد، 30 أكتوبر 2023، https://cutt.us/DANVL

34-        "حقوقية مصرية متهمة بالتخابر مع إسرائيل تغادر القاهرة.. ماذا قالت؟" ، الخليج الجديد ، 17 نوفمبر 2023  ، https://cutt.us/H1ibk

35-        "هالة سرحان تهاجم المقاومة وتدافع عن أطفال غزة.. ماذا قالت؟" ، الخليج  الجديد ، 5 نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/QLct1

36-        "أحمد موسى يهاجم إسماعيل هنية: لا تثير الرأي العام علي مصر .. كفاكم فتنة" ، موقع بصراحة ، 04 نوفمبر 2023، https://besraha.com/105584