"بقاؤه في السلطة يعني تدمير مصر".. لماذا فتح الإعلام الغربي النار على السيسي؟

الجمعة - 6 أكتوبر 2023

إنسان للدراسات الإعلامية- جهاد يونس:

شهدت الأيام الماضية حملة إعلامية ملحوظة في منصات الإعلام الغربي الشهيرة على قائد الانقلاب في مصر، عبدالفتاح السيسي، فسرها البعض بامتعاض حكومات الغرب من سياسات السيسي وعدم رغبتها في استمراره على سدة الحكم في مصر.

أتت الحملة تزامنا مع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر  الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المستحقة في العام 2024، والتي تم تبكيرها عن موعدها ثلاثة أشهر لأسباب تتعلق بتخوف السيسي وسلطته من تداعيات التأخير.

وركزت المضامين على أن بقاء السيسي يعني استمرار سياساته الاقتصادية الفاشلة، وتهديد مصر بالإفلاس، وتمكين قبضته الأمنية لمزيد من انتهاك حقوق الإنسان المصري والتضييق على المعارضة.

وتحت عنوان "حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة في مصر تبدأ بداية حافلة بالأحداث"، نشرت bbc news تقريرا  جاء فيه أن إعادة انتخاب عبد الفتاح السيسي - الآن لمدة ست سنوات - مضمونة تقريبا حتى في الوقت الذي تتصارع فيه حكومته مع التضخم القياسي والديون الضخمة.

ومع ذلك، فإن الناقد الصريح، السياسي اليساري والنائب السابق أحمد الطنطاوي، الذي يأمل أن يكون خصمه الرئيسي، قد شن حملة سياسية من نوع نادرا ما شهدته مصر في السنوات الأخيرة.

نداء البرلمان الأوروبي

كما نشر "البرلمان الأوروبي" تقريرا تحت عنوان انتهاكات حقوق الانسان في مصر، طالب فيه أعضاء السلطات في مصر بالإفراج الفوري وغير المشروط عن هشام قاسم، الذي حّكم عليه في سبتمبر بالسجن لمدة ستة أشهر وغرامة بتهمة التشهير وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه ذات الدوافع السياسية، ودعا البرلمان وفد الاتحاد الأوروبي وممثلي الدول الأعضاء إلى زيارته في السجن

كما أكد أعضاء البرلمان الأوروبي أهمية إجراء انتخابات موثوقة وحرة ونزيهة في مصر ويحثون السلطات على وقف مضايقة شخصيات المعارضة السلمية، بما في ذلك المرشحين الرئاسيين الطموحين مثل البرلماني السابق أحمد الطنطاوي.

ودعا أعضاء البرلمان الأوروبي السلطات المصرية إلى دعم سيادة القانون وحرية التعبير والصحافة والإعلام وتكوين الجمعيات والقضاء المستقل. يطالبون بالإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء المحتجزين تعسفا للتعبير السلمي عن رأيهم.

عرقلة المرشحين المعارضين

كما نشرت وكالة رويترز خبراً تحت عنوان تقول المعارضة المصرية إنها تواجه تلاعباً بشأن تأييد مرشحيها للرئاسة، جاء فيه الحديث عن عرقلة نظام السيسي للمعارضة ومنعهم من الحصول على التوكيلات وتواطؤ مكاتب الشهر العقاري مع نظام السيسي.

المساعدات مقابل الحقوق

ونشرت صحيفة  voa news الأمريكية خبراً بعنوان "سيناتور أمريكي يمنع المساعدات العسكرية لمصر بسبب الحقوق"، ورد فيه: منع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الجديد المعني بالعلاقات الخارجية، يوم الثلاثاء، حوالي 235 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر؛ بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، بعد أن وجهت اتهامات سلفه في فضيحة أثرت على العلاقات مع القاهرة.

قال بن كاردين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه أخبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن قبضته على الأموال "ستظل قائمة حتى يتم إحراز تقدم محدد في مجال حقوق الإنسان".

وقال كاردين في بيان: "أعتقد أنه من الضروري أن نستمر في مساءلة حكومة مصر، وجميع الحكومات، عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان".

يتعلق إجراء كاردين بمبلغ 235 مليون دولار يربطها الكونغرس بحقوق الإنسان. لم يشهد بلينكن بأن مصر استوفت الشروط، لكنه تنازل عن القيود المترتبة على المساعدات، مستشهدا بمصالح الأمن القومي الأمريكي.

تعذيب ممنهج وإفلات من العقاب

ونشرت منظمة هيومن رايتس ووتش "تقرير إلى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة"، ورد فيه نماذج عديدة لخرق الشرطة المصرية ونظام الانقلاب لمعاهدات حقوق الانسان، وجاء في التقرير:

في عام 2017، أغلقت السلطات مركز نديم لإعادة تأهيل ضحايا العنف والتعذيب، الذي تأسس في عام 1993، وهو أبرز مؤسسة في مصر تقدم خدمات طبية منتظمة ومشورة لضحايا تعذيب الشرطة وغيره من أعمال العنف.

وخلال استعراض الفترة العالمية الأخير في عام 2019، تلقت مصر 29 توصية تتعلق بالتعذيب، 19 منها أيدتها. قبل عامين من مراجعتها التالية في عام 2025، ولم تتخذ الحكومة خطوات ملموسة لتنفيذ هذه التوصيات أو وضع حد لممارسة التعذيب، التي لا تزال واسعة الانتشار.

على سبيل المثال، لم تجعل الدولة تعريف التعذيب متماشيا مع القانون الدولي (على النحو الذي أوصت به فرنسا وشيلي)، ولم تنشئ سلطة مستقلة للتحقيق في مزاعم التعذيب (على النحو الذي أوصت به كوستاريكا)، ولم تضمن تزويد جميع السجناء بالحد الأدنى من معايير المعاملة الإنسانية، بما في ذلك الحماية من جميع أشكال التعذيب (على النحو الذي أوصت به نيوزيلندا).

أضافت: على الرغم من أن التعذيب في مصر كان متوطنا لعقود، إلا أن الوضع قد ساء منذ عزل الجيش للرئيس مرسي في يوليو 2013، وخاصة في ظل حكومة السيسي. وجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية والشرطة العادية مسؤولة عن استخدام التعذيب على نطاق واسع ومنهجي لأخذ الاعترافات أو معاقبة المنشقين الفعليين أو المتصورين، مع إفلات شبه مطلق من العقاب. يفشل المدعون العامون باستمرار في التحقيق في مزاعم التعذيب ونادرا ما يرفضون الاعترافات بالتعذيب.

تابعت المنظمة: في تقريرين مفصلين، وفي العديد من التقارير والبيانات الصحفية الأصغر التي تغطي الفترة بين عامي 2014 و2023، وثقت هيومن رايتس ووتش التعذيب الواسع النطاق والمنهجي للمحتجزين في القضايا السياسية من قبل ضباط الشرطة ووكالة الأمن القومي العاديين الذين يشملون الضرب والصدمات الكهربائية ومواقف الإجهاد والاعتداء الجنسي في بعض الأحيان.

يتجاهل المدعون العامون شكاوى المحتجزين بشأن سوء المعاملة ويهددونهم أحيانا بالتعذيب لمحاولتهم تقديم شكاوى. وتستخدم الشرطة وضباط وكالة الأمن القومي بانتظام التعذيب أثناء تحقيقاتهم لإجبار المنشقين المتصورين على الاعتراف، أو الكشف عن المعلومات، أو لمعاقبتهم.

كما نشرت هيومن رايتس ووتش عبر موقع أكس -تويتر سابقاً- فيديو عن دعوة السيسي للمصريين بقبول الجوع كثمن للتنمية

وقالت المنظمة إنه في ظل الازمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها مصر، ارتفعت معدلات الجوع. وذكرت أن ذلك يأتي بينما تعطي الحكومة الأولوية لمشاريع يتم الصرف عليها ببذخ من أجل التفاخر، على الإنفاق الاجتماعي.

اقتصاد مصري متأزم وانتهاكات واسعة

كما نشر موقع al monitor تقريرا بعنوان "الاقتصاد المصري يتعرض لتخفيضات مع سعي السيسي لولاية ثالثة"، ذكر فيه رغبة السيسي في الاستمرار بالحكم رغم وضع مصر الاقتصادي المتأزم وما وصل اليه التضخم في مصر.

وجاء ضمن التقرير: ذكرت S&P Global Market Intelligence أن مؤشر مديري المشتريات المصري (PMI) كان 48.7 في سبتمبر - وهو أدنى مستوى له في أربعة أشهر.وكانت مصر تعاني من التضخم المرتفع لأكثر من عام.

أضاف التقرير: ستجرى الانتخابات الرئاسية المصرية في ديسمبر. كما هو متوقع، أكد السيسي يوم الاثنين أنه سيترشح لولاية ثالثة. وصل السيسي إلى السلطة في انقلاب عام 2013 ضد محمد مرسي المنتخب ديمقراطيا - وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين.

تميز عهد السيسي بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان. سُجن مرسي في عام 2013 وتوفي في المحكمة أثناء محاكمته في عام 2019.

هناك درجة من الغضب الشعبي ضد السيسي وسط حملة القمع على المعارضة والوضع الاقتصادي السيئ. وفي ليلة الاثنين، حطم المتظاهرون لافتات انتخابات السيسي في مدينة مرسى مطروح الساحلية، وفقا للتقارير.

السيسي متوتر

وقد نشرت the economist  تقريراً بعنوان: الانتخابات المصرية المتعجلة تظهر أن عبد الفتاح السيسي متوتر، وصفت الصحيفة البريطانية السيسي بأنه يبدو "متوتراً" بشدة، قبل انتخابات الرئاسة "المتعجلة"، المقرر إقامتها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

 كما ذكرت الصحيفة حديث السيسي عن الجوع مقابل التنمية، وقالت: جرب عبد الفتاح السيسي، الدكتاتور العسكري المصري، شعارا قاتما لانتخابه، وقال: "إذا كان ثمن تقدم الأمة وازدهارها هو الجوع والعطش، فدعونا لا نأكل أو نشرب"،  ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 72٪ خلال العام الماضي، يقوم العديد من الناخبين بذلك بالضبط.

وقالت صحيفة الإيكونوميست البريطانية الاقتصادية "من السهل على السيسي الفوز بولاية جديدة لكن الصعوبة في إكمالها" (ECO من السهل على السيسي الفوز بولاية جديدة لكن الصعوبة في إكمالها)

رشاوى النظام المصري

ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا  تحت عنوان "مجلس الشيوخ يبدأ في الوقوف في وجه دكتاتور مصر"، قالت فيه " إن الرئيس الجديد للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بن كاردين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، والذي تولى المنصب خلفا للسيناتور بوب مينينديز، بعد استقالته إثر فضيحة رشاوى من النظام المصري، بعث برسالة مهمة إلى القاهرة بشأن انتهاكاتها لحقوق الإنسان، حيث سيوقف مساعدات عسكرية وافقت عليها إدارة الرئيس جو بايدن قبل أسابيع.

وتعتبر الصحيفة، التي وصفت عبدالفتاح السيسي بـ"ديكتاتور مصر"، في تقريرها  أن النظام في مصر حاول إفساد العملية التشريعية في أمريكا، مشيرة إلى أنه "من المهين لدافعي الضرائب الأمريكيين أن يكتشفوا أن مصر، التي كوفئت منذ عام 1978 بأكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية و30 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية، تحاول تخريب جانب الديمقراطية الأمريكية برشاوى تافهة". (واشنطن بوست: الكونجرس بدأ مواجهة ديكتاتور مصر)، (واشنطن بوست: السيسي يرأس نظاما قمعيا حوّل مصر لزنزانة كبيرة)

أكثر اللحظات تحديا للسيسي

ونشرت the wall street journal تحت عنوان ( الاعتقالات والنشرات: كيف يهندس السيسي في مصر انتصارًا انتخابيًا آخر)، وقالت: "على الرغم من أن التوقعات تشير كلها لفوز السيسي، لكن الرئيس المصري يمر بأكثر اللحظات تحديا في حكمه، حيث يؤثر تضخم أسعار الغذاء بمعدلات تجاوزت 70 بالمئة على قاعدته من المصريين من الطبقة العاملة، مما يؤدي إلى انتقادات علنية نادرة من أشخاص كانوا موالين للنظام في السابق وشعور بين المعارضة بأن موقفه غير مستقر".

الصحيفة أضافت أن  " أحمد الطنطاوي، وهو صحفي ونائب سابق ينظر إليه على أنه المنافس الأكثر تأثيرا للسيسي، ويواجه أكبر قدر من المضايقات وفقا لنشطاء تحدثوا للصحيفة، ولم يحصل حتى الآن على الموافقات اللازمة وألقي القبض على أكثر من 80 عضوا في حملته في الأسابيع الأخيرة. "وول ستريت جورنال: السيسي يمر بأخطر لحظات حكمه رغم منع التوكيلات والقبضة الأمنية".