مضاعفة تصدير غاز الصهاينة إلى مصر.. سُحُب التضليل الإعلامي تحجب الحقائق

الخميس - 31 آغسطس 2023

  • "ثورة يناير" ألغت تصدير الغاز المصري المنهوب للصهاينة.. والانقلاب قلب كل المعادلات
  • السيسي حرم مصر من حقها الطبيعي في حقول المتوسط ومكّن الصهاينة من  الاستيلاء عليها
  • الكيان الصهيوني اعتبر صفقة تصدير الغاز إلى مصر لأول مرة في عام 2018 انتصارا تاريخيا
  • النظام العسكري زعم أن صفقة "الخراب" تساعد مصر لتكون مركزا إقليميا للطاقة بالشرق الأوسط
  • وسائل الإعلام المصرية مارست كل أنواع التضليل وروجت أكاذيب لتمرير صفقة الغاز مع الكيان
  • لم يوجه الإعلام أي انتقاد لصفقة الغاز المشبوهة رغم ما خلفته من أضرار على الاقتصاد المصري
  • الإعلام  تحول من نفي علاقة الدولة باستيراد الغاز إلى الدفاع عن الحكومة.. وتجاهل طلب زيادة الكميات

 

إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:

بالرغم من إعلانات حكومة السيسي عن اكتشافات متتالية في حقول الغاز، مؤكدة أنها ستكفي حاجة المصريين، بل وتساهم في التصدير، خاصة بعد اكتشاف حقل "ظهر"، الذي وصفه بعض الإعلاميين المصريين بأنه "كنز وقع من السماء على مصر"، وأنه سيفتح لهذا الوطن "مغارة على بابا"، وجدنا النظام المصري، في تصرف غريب، يعقد صفقة مع الكيان الصهيوني لاستيراد الغاز في عام 2018، بعد ترسيم جائر للحدود البحرية سمح لهذا الكيان أن يستولى على بعض حقول مصر التاريخية في البحر المتوسط.

وفي يوم الأربعاء 23 أغسطس 2023، أعلن الكيان الصهيوني زيارة صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر من حقل "تمار" بالبحر المتوسط، بحسب وكالة أنباء "الأناضول".

وصرح وزير الطاقة والبنية التحتية في الكيان الصهيوني يسرائيل كاتس، في بيان، موافقة تل أبيب على صادرات غاز إضافية إلى مصر، من خزان حقل تمار في البحر المتوسط، وختم بالقول: "شكرا لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ووزير الطاقة الأسبق (يوفال شتاينتس)، لأنهما لم يتنازلا قبل 10 سنوات عن استخراج الغاز من المياه". ولم يذكر الوزير الصهيوني  تفاصيل عن حجم الزيادة في صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر.

لكن موقع "غلوبس" الاقتصادي العبري، قال إن كاتس قرر "توسيع إمدادات الغاز الطبيعي من حقل تمار بحوالي 6 مليارات متر مكعب سنويا ابتداء من عام 2026، وهو ما يمثل زيادة 60 بالمئة في الطاقة الإنتاجية للخزان مقارنة بالقدرة الحالية". وأوضح الموقع أنه سيتم توجيه 3.5 مليارات متر مكعب سنويا من هذه الكمية كصادرات إلى مصر. وبحسب الموقع، فقد ضغطت الحكومة المصرية على إسرائيل، للموافقة على زيادة الصادرات من الغاز.

وبالرغم من النتائج الكارثية لهذه الصفقات، أعلت وسائل الإعلام المصرية، التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية، من شأنها، زاعمة أنها ستنقل الغاز المصري لأعلى عليين في العالم وان مصر ستكون مركزا إقليميا لتصدير الغاز، مروجة كما هائلا من الأكاذيب والتدليس بهذا الشأن.

في السطور التالية نفتح هذا الملف، ونكشف طريقة تعامل الإعلام المصري معه على مدى ما يقرب من 10 سنوات، منذ إعلان شركة مصرية خاصة استيراد الغاز من الكيان الصهيوني في عام 2014.

من التصدير إلى إستيراد الغاز من الصهاينة

في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2014، تم توقيع خطاب نيات لتصدير الغاز من "إسرائيل" إلى مصر، لحساب شركة غير حكومية، يقودها رجلا الأعمال علاء عرفة وخالد عبد الحميد أبو بكر.

وتضمّن الخطاب الموقّع عدة شروط تجارية للصفقة المقترحة، مثلت أساساً للتفاوض بين الطرفين، للتوصل إلى بنود العقد الملزم. ومن ذلك التوريد بكميات تصل إلى 250 ألف مليون وحدة حرارية يومياً لمدة عامين، على أساس التوريد غير المنقطع لكميات الغاز الزائدة لدى شبكة مشروع "تامار"، التي تتعهد بتوريد كميات إجمالية لا تقل عن 5 ملايين متر مكعب يومياً خلال 3 سنوات.

بعدها، تتولى الشركة المستوردة للغاز من "دولة الأحتلال" بيعه للمشروعات الصناعية في مصر. وبموجب البنود الواردة في العقد، لن يكون المشتري ملزماً بشراء حد أدنى من كميات الغاز التي ستُنقل إلى عسقلان، ومن هناك إلى مصر، عبر أنابيب الغاز القائمة بالفعل.

من جانب آخر، وبعد أن كانت الحكومة المصرية تصدر الغاز للكيان الصهيوني بثمن بخس في أواخر عهد حسني مبارك، انقلب الحال في 2017 و2018 عندما مهدت سلطة الانقلاب الرأى العام المصري للقبول بكارثة تطبيعية جديدة، ممثلة في اتفاق مع الكيان الصهيوني على تصدير الغاز إلى مصر بعد ترسيم  جائر للحدود البحرية سمح للكيان بالاستيلاء على أكثر من بئر للغاز الطبيعي في المياه الإقليمية المصرية.

وفي 18 شباط/ فبراير 2018، أُبرم الاتفاق بين شركة "ديليك" الإسرائيلية، المالكة لحقوق التنقيب في حقلي "تمار" و"ليفياثان" في "إسرائيل" وشركة "دولفينوس هولدينغ". وينصّ الاتفاق على أن يورّد الجانب الإسرائيلي 64 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز المستخرج من حقلي "تمار" و"ليفياثان" في شرق البحر المتوسط إلى مصر، لمدة 10 سنوات، وتبلغ قيمة العقد 15 مليار دولار، وسط مباركة ورعاية من شركة "نوبل إنرجي" الأميركية.

 وفي عام 2020 بدأت مصر في تلقي الغاز من الكيان الصهيوني،  ووصف وزير الطاقة الصهيوني الاتفاق بأنه تاريخي، ويعد الأول من نوعه بين البلدين منذ اتفاقات كامب ديفيد، التي أدت إلى توقيع معاهدة السلام في 1979.

وتم ضخ الغاز من الكيان الصهيوني إلى مصر من حقلي تمار وليفياثان البحريين، عبر خط أنابيب شركة شرق البحر الأبيض المتوسط للغاز ومعظمه تحت الماء، ويربط بين مدينة عسقلان الساحلية والعريش في شبه جزيرة سيناء.

وتشير التقديرات إلى أن ليفياثان الذي تم  ضخ الغاز منه، يحتوي على 535 مليار متر مكعب (18.9 تريليون قدم مكعب) من الغاز الطبيعي، إلى جانب 34.1 مليون برميل من المكثفات.(1)

وهكذا، مثلما جرى قبل ربط قطاع من الصناعات المصرية بالكيان الصهيوني  عبر ما يسمى "اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة – الكويز" منذ كانون الأول/ديسمبر 2004 حتى اليوم، والتي أدّى فيها السيد علاء عرفة ووالده اللواء أحمد عرفة دوراً أساسياً في إبرامها، جرى ربط قطاع الطاقة والغاز في مصر بقطاع الطاقة والغاز في الكيان الإسرائيلي، وخصوصاً أن حقل "ظهر" المصري الذي اكتشفته وطوّرته شركة "إيني" الإيطالية وشركاؤها اللاحقون ("بريتش بتروليم" و"غازنفت" الروسية) منذ عام 2016، كان قد أصبح بحوزة هذه الشركات أكثر من كونه ملكية مصرية مشتركة، وهذا موضوع آخر يستحق أن يُروى في ما بعد.

ونظراً إلى غياب خط أنابيب للغاز يربط بين مصر وأوروبا، وكذلك بين الكيان الإسرائيلي وأوروبا، كان الحل الأمثل الذي وفّره الاتفاق بين الطرفين المصري والإسرائيلي هو تحويل الغاز الآتي من حقلَي "تمار" و"ليفياثان" الإسرائيليين إلى معملي الإسالة في محطّتَي إدكو ودمياط، ثم إعادة تصديره إلى أوروبا عبر السفن، مع توفير جزء للاستهلاك المحلي داخل مصر.

انتقلت الخطة الشيطانية من كونها مجرد عقد صفقات تجارية لتوريد الغاز من طرف إلى أطراف آخرين إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة وأبعد مدى، متمثلة بخلق إطار مؤسّسي يضمن دوام هذا التحالف المصري – الإسرائيلي، وتحويله إلى إطار إقليمي تحت رعاية أميركية.

وهنا بدأت إجراءات إعلان ما يُسمّى "منتدى غاز شرق المتوسط"، بعد ضمّ كلّ من اليونان وقبرص وسلطة محمود عباس، وانضم إليه فرنسا وإيطاليا. وعُقد أوّل اجتماعاته في القاهرة يومي 14 و15 كانون الثاني/يناير 2019.

وهكذا، يتضح أن الدوافع الحقيقية للتعاقد المصري – الصهيوني المعزز بالدعم الأميركي والأوروبي لم تكن وليدة حاجة مصرية للغاز الإسرائيلي بقدر ما كانت حاجة استراتيجية للنظام المصري من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى، فصياغة شبكة التحالفات التي يصعب قطعها على أيّ نظام وطني بديل في مصر تستدعي التشبيك في أكثر من مجال، والذي يبدأ من أفواج السياحة، مروراً بـ"الكويز" واختراق الصناعة المصرية بالتعاون والتنسيق الأمني والاستخباري، وانتهاءً بالطاقة والغاز.(2)

ووفقاً للأرقام المعلنة، ستشتري مصر الغاز من إسرائيل في المتوسط، بنحو أربعة أضعاف الذي كانت تبيعه لها منذ عام 2005 وحتى عام 2012، و" سعر بيع الغاز الإسرائيلي لمصر لن يقل عن سعر عقود بيع الغاز داخل إسرائيل أي حوالي 4.8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، وبعد إضافة أسعار النقل والضخ سيتراوح السعر ما بين 5 و5.5 دولارات"

كما تم رفع الاتفاق فيما بعد من 15 مليار دولار الي نحو 19.5 مليار دولار، منها 14 مليار دولار من لوثيان و5.5 مليارات دولار من تمار.(3)

زيادة الاستيراد بنسبة 30% لمدة 11 سنة

في يوم 23 أغسطس 2023 ،  أعلن الكيان الصهيوني، زيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر من حقل "تمار". وأعلن وزير الطاقة الصهيوني يسرائيل كاتس الموافقة على تصدير 38.7 مليار متر مكعب أخرى من الغاز الطبيعي إلى مصر، على مدى 11 عاماً، على أن تُنتَج 6 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي سنوياً اعتباراً من عام 2026 بزيادة 60%، وأكد كاتس أن هذه الخطوة "ستؤدي إلى زيادة إيرادات الدولة وتعزيز العلاقة السياسية بين إسرائيل ومصر".

ووفق مصادر مصرية، تعتزم مصر زيادة وارداتها من الغاز الإسرائيلي بنسبة 31%، اعتباراً من شهر أكتوبر المقبل، لترتفع من 800 مليون قدم مكعب إلى 1.050 مليار قدم، تزامناً مع انخفاض الطلب المحلي في إسرائيل، وارتفاع عمليات الإنتاج المستهدفة، وهو ما قد يعود بمصر من جديد لسوق تصدير الغاز إلى أوروبا على حد قوله.

وأظهرت أرقام صادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023.

وانخفض إنتاج الغاز الطبيعي من يناير إلى مايو بنسبة 9% على أساس سنوي و12 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2021، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وقالت الحكومة المصرية في شهر يوليو الماضي إن إنتاج حقل ظهر بلغ 2.3 مليار قدم مكعب يوميا، انخفاضا من 2.7 مليار قدم مكعب يوميا في 2019. وتُقدر احتياطات حقل ظهر من الغاز بنحو 30 تريليون قدم مكعب وتبلغ قدرته الإنتاجية 3.2 مليار قدم مكعب يوميا.(4)

الإعلام يضلل الرأي العام في ملف استيراد الغاز

في الوقت الذي فرط فيه النظام المصري في ممتلكات مصر من حقول الغاز، من خلال ترسيم جائر سمح للكيان الصهيوني بالتمدد في حدود مصر البحرية، وتمكنه من تصدير الغاز إلى مصر، وجدنا وسائل الإعلام المصرية تضلل الرأي العام بشأن هذه الاتفاقيات المجحفة، بل و"التطبيل" لهذه الخطوات المشبوهة، التي أضرت كثيرا بالاقتصاد المصري، بدلا من أن تعارضها أو حتى على الأقل تناقشها بموضوعية.

على سبيل المثال: احتفت صحيفة الأهرام برفض القضاء المصري لدعوى وقف استيراد الغاز، فنشرت خبرا تحت عنوان "اعتبار دعوى وقف استيراد الغاز من إسرائيل كأن لم تكن"، أكدت فيه أن  محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، قضت باعتبار دعوى بوقف قرار استيراد الغاز من إسرائيل كأن لم تكن !.(5)

بل روج موقع "بوابة الأهرام" ما صرح به السيسي حول ملف استيراد الغاز من الكيان الصهيوني، حيث نشر  تقريرا تحت عنوان "الرئيس السيسي يكشف الحقيقة الكاملة حول استيراد الغاز من إسرائيل.. الأسباب والمكاسب"، مؤكدا أن السيسي حقق حلم تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة في الشرق الأوسط  بشكل فعلي على الأرض، وأن عملية تسييل الغاز ومشتقاته إما كانت تحدث في لبنان أو إسرائيل أو قبرص أو تركيا أو مصر لكن مصر هي التي أحرزت "جول كبير جدا" بالنجاح في الاستفادة من الغاز الذي يخرج من دول المتوسط، عبر المنشآت البترولية المصرية، وهو مالم يحدث فيما بعد فعليا.(6)

و أبرز الأهرام مقولة السيسي الشهيرة "جبنا جون جامد"، وخصص لهذه المقولة متابعات متعددة، ومن امثلة ذلك خبر تحت عنوان " الرئيس السيسي عن قضية استيراد الغاز: "جبنا جول جامد جدا"!. (7)

وحاول الأهرام تطمين المصريين بعدم تأثر الأمن القومي المصري بمثل هذه الصفقات، فنشر خبرا تحت عنوان "كمال عامر: اتفاق الشركات الخاصة باستيراد الغاز الإسرائيلي لن يضر بالأمن القومي المصري"، أكد فيه اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس نواب السيسي ، أن الاتفاق الذي تم بين شركات قطاع خاص لاستيراد الغاز من إسرائيل، لن يضر بالأمن القومي المصري، ولا يوجد أي قلق منها، حيث يتم في إطار اتفاقية السلام بين البلدين المُوقعة منذ نحو 40 عامًا، وتم اختبار الثقة بين الجانبين!.(8)

كما روجت صحيفة الأهرام لفكرة أن مصر ستصبح مركزا إقليميا للغاز، فنشرت خبرا تحت عنوان: "البترول: استقبال الغاز من إسرائيل وقبرص هدفه تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة". (9) 

وإذا انتقلنا لمعالجات موقع وصحيفة أخبار اليوم وإصدارتها المختلفة، سنجد أنها لم تضف جديدا عن الأهرام،  ولكنها ركزت على وصف اتفاقية العار مع الكيان الصهيوني بأنها من انجازات السيسي  التاريخية، ومن أمثلة ذلك نشرها تقرير تحت عنوان: "سنوات من الإنجازات.. مصر تتحول من استيراد الغاز إلى تصديره بـ 8.4 مليار دولار"  (10)

وحاولت الصحيفة أن تؤكد أن قطاع الغاز شهد تطورا غير مسبوق في عهد السيسي، ومن أمثلة ذلك تقرير تحت عنوان: "عشرات المشروعات لتنمية وإنتاج الغاز والبترول في 9 سنوات"،  مؤكدة أن السيسي طور قطاع الغاز بشكل كبير في مصر، وأن استيراد الغاز من الصهاينة يعد من الصفقات المهمة. (11)

وبعد تناول صحف المعارضة أزمة الغاز بمصر، وانقطاع الكهرباء بسبب انخفاض الإنتاج في حقل ظهر، خرجت "اخبار اليوم"، لتكذب هذه الحقائق، فنشرت تقريرا تحت عنوان: "بعد الشائعات الأخيرة.. كل ما تريد معرفته عن «ظهر» أكبر حقول الغاز بمنطقة البحر المتوسط"، نقلت فيه تأكيد مسؤول في إيني الإيطالية أن المجموعة لا تواجه أي مشاكل في الإنتاج بحقل ظهر للغاز" (12)، ثم لجأت مصر بعد ذلك لزيادة حصة استيرادها من الغاز الصهيوني.

وفي السياق نفسه، جاءت معالجات صحيفة الجمهورية، حيث نشرت خبرا تحت عنوان: "طاقة الشيوخ": حقل ظهر يحتوي على 21 ترليون قدم مكعب"،  أكدت فيه ضخامة انتاج حقل ظهر من الغاز الطبيعي وان مصر ليس بحاجة للاستيراد ولكنها تستورد الغاز الصهيوني لتقوم بتصديره(13)، ثم توالت الاحداث لنطلب من الكيان الصهيوني زيادة حصة استيرادنا منه.

اما معالجات "اليوم السابع" فكانت حريصة على استخدام شماعة الاخوان في تبرير أي من الصفقات المشبوهة، أو فشل النظام العسكري، ومن أمثلة ذلك نشرها تحقيق مطول تحت عنوان،"ابتدا الدرس يا غبى".. الإخوان تتجاهل تحول الدولة المصرية إلى مركز إقليمى رئيسى للطاقة.. وتنشر معلومات مغلوطة حول استيراد الغاز من إسرائيل.. مصر مفتاح تحويل غاز شرق المتوسط بالكامل إلى قيمة تسويقية مرتفعة" ، دافعت فيه عن اتفاقية الغاز المشبوهة مع الكيان الصهيوني، زاعمة أن الاخوان وقنواتهم "كما تصفها " هم وراء إثارة الأفكار المغلوطة حول هذه الصفقة!. (14)

ومن قبل ذلك رزجت "اليوم السابع" إلى أن صفقة الغاز ستكون ضربة قاصمة لتركيا، فنشرت تقريرا تحت عنوان: "امين سر طاقة البرلمان: اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل صفعة على وجه تركيا"، و وصف النائب سيد حجازى، أمين سر لجنة الطاقة والبيئة بمجلس نواب السيسي الاتفاق الذى تم بين شركات قطاع خاص لاستيراد الغاز من إسرائيل، بالصفعة القوية على  وجه تركيا التى كانت تسعى للهيمنة على سوق الغاز.(15)

بل بررت "اليوم السابع" لهذه الصفقة المشبوهة من خلال تحقيق مطول نشر تحت عنوان: "رئيس الوزراء فى مؤتمر توضيح الحقائق: استقبال الغاز من إسرائيل جزء من حل قضية التحكيم مع شركة emg.. ويؤكد: مصر ستستفيد منه فى مجالات كثيرة.. "ولو احنا ماستقبلناش الغاز منها دول تانية هتقوم بالدور ده". (16)

وكررت "اليوم السابع" نشر الأخبار التي تؤكد أهمية الاتفاقية مع الكيان الصهيوني بخصوص الغاز، فنشرت خبرا تحت عنوان "طاقة البرلمان: "مصر جابت جون فى مجال الغاز الطبيعي محدش يعرف يصده".  (17)

أما صحيفة الدستور، فقد كانت تنفي، قبل اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني، أن تنوي الدولة إبرام مثل هذه الصفقات، فنشرت خبرا تحت عنوان: "«شائعة مغرضة».. لجنة الطاقة باتحاد الصناعات: مصر لن تستورد الغاز من إسرائيل"، حيث أكد محمد سعد الدين، رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، أن كل ما يُثار بشأن أن مصر تستورد الغاز من إسرائيل ما هي إلا شائعات مغرضة أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية، موضحًا أن "مصر لديها اكتفاء ذاتي من الغاز منذ سبتمبر 2018".(18)

وبعد الاتفاقية هللت "الدستور" للاتفاقية فنشرت خبرا تحت عنوان "مصر تحولت من عجز الطاقة إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز"  مؤكدة أن مصر بفضل هذه الاتفاقية ستتصدر المنطقة في انتاج وتوزيع الغاز على العالم !. (19)

كما نشرت خبرا تحت عنوان: "برلمانى: مصر تتحول لمركز إقليمى لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعى"،  حيث أكد النائب أحمد فؤاد أباظة، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس نواب السيسي، أن ملف الطاقة في مصر اصبح واحدًا من أهم وأقوى الملفات الاقتصادية التى تحظى باهتمام كبير من  السيسى، ولذلك فإن هذا القطاع ساهم إيجابيًا في زيادة الدخل القومي المصري وتقليص عجز الموازنة وخاصة الغاز الطبيعي بعد الإعلان عن العديد من الكشوف الغازية في عدة مناطق متفرقة وأهمها حقل ظهر.(20)

و وصل الأمر بالدستور في تضليل الرأي العام إلى ترويج مقولة أن "السيسي يقود مصر لشبكة تحالفات الطاقة"، على غير الحقيقة، وانها تتصدر منتجي الغاز، فنشرت تقريرا خبريا تحت عنوان: "شبكة تحالفات الطاقة.. كيف نجح السيسى فى قيادة مصر لمنتجى الغاز؟" .(21)

كما نشرت تقريرا آخر تحت عنوان "تقرير: السيسى طوّر قطاع الغاز فى ظل هدف مصر أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة" (22)،  وذلك في الوقت الذي استمرت فيه مصر في استيراد الغاز من الكيان الصهيوني، ولكن حاولت شد الانتباه عن ذلك من خلال التركيز على الطفرة الكاذبة التي أدعاها السيسي ونظامه في قطاع الغاز .

موقف شبيه تبناه موقع "صدى البلد" في اول الإعلان عن صفقات استيراد الغاز من الكيان الصهيوني، حيث نفي مسئولية الدولة عن ذلك الأمر، مؤكدا أن القطاع الخاص هو المسئول، ونشر تقريرا في ذلك الإطار تحت عنوان: "الرئيس السيسي ينهي جدل استيراد الغاز من إسرائيل: الحكومة ليست طرفا وليس لدينا ما نداريه.. ومصر ستكون مركزا إقليميا للطاقة في المنطقة العربية". (23)   

وفي نفس السياق نشر خبرا تحت عنوان: " السيسي: «القطاع الخاص اشترى الغاز بشطارة أكتر من الدولة»، أفرد فيه تصريحات السيسي، تعليقا على استيراد شركات القطاع الغاز من اسرائيل، بمغنى أنه لو لم تقم الشركات الخاصة بشرائه كان المصريين سيعترضوا، قائلا: "كنت هتقولوا الدنيا راحت مننا، لا الدنيا مرحتش مننا انت متعرفش شركات القطاع الخاص اللي اشترت دي، هو فيه حد بيخسر في القطاع الخاص، ده هما اشتروا الغاز من اسرائيل بشطارة أكتر من الدولة"!.(24)

وبعد ذلك تحول صدى البلد  إلى الدفاع عن الصفقة المشبوهة التي عقدتها دولة السيسي، فنشر خبرا تحت عنوان: "وسيم السيسي مستنكرا الحملة على استيراد الغاز من إسرائيل: «هوجة عمياء»،  دافع من خلاله عن الصفقة المشبوهة . (25)

أما موقع "مصراوي" فقد انصبت معظم معالجاته على الدعاية لصفقة الغاز المشبوهة مع الكيان الصهيوني، فنشر تصريحات للسيسي تحت عنوان: "مصر جابت جون في مين".. ماذا قصد السيسي؟"، روج من خلاله لهذه الصفقة التي رفضها الشعب. (26)

كما نشر "مصراوي" خبرا تحت عنوان: "تعرف على تفاصيل بدء تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر"، أكد فيه أن الصفقة جاءت في إطار الجهود الرامية إلى تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، مؤكدا أن "مصر نجحت في عقد هذه الصفقة بشكل غير مسبوق"!. (27) 

وفي إطار خداع الرأي العام حول تبرير صفقة الغاز مع الصهاينة، نشر الموقع تقريرا خبريا تحت عنوان: "محطات الإسالة.. كلمة السر في اتفاق الغاز بين مصر وإسرائيل"، مؤكدا أن صفقة الغاز مع دولة الاحتلال جاءت  لإسالته عبر محطات الإسالة في مصر، ثم إعادة تصديره مرة أخرى، وذلك على عكس الواقع .(28)

وفي إطار الترويج لاتفاقية الغاز المشبوهة مع الكيان الصهيوني، نشر مصراوي، تقريرا تحت عنوان، "كيف ستستفيد مصر من اتفاق تصدير الغاز مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي؟"، أكد من خلاله توقع المهندس أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، أن تعود اتفاقية تجارة وتصدير الغاز الطبيعي التي وقعتها مصر مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي على الدولة المصرية بفوائد اقتصادية وسياسية.(29)

أما صحيفة "المصري اليوم"، فبشرت المصريين في معالجاتها بكميات الغاز الذي ستستورده مصر من الكيان الصهيوني، زاعمة أن ذلك في مصلحة مصر الاقتصادية. ومن أمثلة هذه المعالجات خبر تحت عنوان: "مصدر بـ«البترول»: سنستقبل 200 مليون قدم من غاز إسرائيل يوميًا.. والزيادة مرحليًا"، أكدت فيه أن الكمية التي سيتم استيرادها ستساعد مصر على ان تكون مركز لتوزيع الغاز في الشرق الأوسط . (30)

في السياق نفسه، جاءت معالجات صحيفة "الوطن"، حيث بالغت في تعظيم جهود حكومة السيسي في ملف الغاز، ومن أمثلة ذلك خبر تحت عنوان: "10 سنوات على 30 يونيو.. مصر تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي"،  مؤكدة أن السيسي وسياساته دفعت مصر لطفرة غير مسبوقة في ملف الغاز، خاصة بعد الاستيراد من الكيان الصهيوني !. (31)

ومن أخطر محاولات التغطية على فشل النظام في ملف الغاز، بعد الصفقة المشبوهة مع الكيان الصهيوني، تجاهل الصحف تماما لخبر مطالبة مصر في أغسطس الماضي الكيان الصهيوني برفع الكمية التي يصدرها لمصر، فتعامت عن ذلك معظم الصحف المصرية، ولم ينشر الخبر سوى الصحف المستقلة.

إعلاميو نظام السيسي والتدليس على المصريين في ملف "الغاز "

بالرغم من الأثار الكارثية المترتبة على استيراد مصر للغاز من الكيان الصهيوني، مارس إعلاميو النظام كل أشكال التدليس على المصريين، في تضخيم الفوائد للصفقة المشبوهة مع الكيان الصهيوني في مجال الغاز. لوحظ هذا أولا في حلقات برامج "التوك شو"، ففي مساء ليلة الإعلان عن هذه الصفقة، يوم  19 فبراير 2018، خرجوا على المصريين ليؤكدوا أن هذا الاتفاق سينقل مصر لمصاف الدول العالمية في تصدير الغاز، وذلك بعدما  ثارت حالة من الجدل بعد الإعلان عن الاتفاقية التي  وقعتها شركة دولفينوس المصرية مع شركة "ديليك" الصهيونية  وشركة "نوبل إنيرجي" الأمريكية  لاستيراد الشركة المصرية ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي الإسرائيلي في عام 2015.

وقد علق الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه " كل يوم"، المذاع عبر فضائية" on e"،خلال تلك الفترة،  على هذه الواقعة قائلا إن تركيا كانت تريد أن تكون مركزًا للصناعات البترولية والغاز، معقبًا: "تركيا أخدت قفا كبير"، واستضاف المهندس طارق الملا، وزير بترول حكومة السيسي، ليؤكد خلال الحلقة أن هذه شركات قطاع خاص لها الحق في التعاقد، وأضاف : "دي شركات قطاع خاص.. وإحنا كدولة ووزارة بترول لسنا طرفًا في هذا الاتفاق".

كما نفى الإعلامي نشأت الديهي، في اليوم نفسه،  ما تردد عن استيراد مصر غاز من إسرائيل بقيمة 15 مليار دولار، موضحا أن الاتفاق تم بين شركات خاصة "مصرية وإسرائيلية"، وليس للحكومة أو وزارة البترول دخل بالصفقة.

كما أكد أحمد موسي أن هذه الاتفاقية تخص القطاع الخاص، وأنها تصب في مصلحة مصر، وستكون فاتحة خير على المصريين في المرحلة المقبلة، وذلك في برنامجه على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد. (32)

كما وجدنا عمرو أديب يتناول نفس الصفقة في حلقة برنامجه "كل يوم " في 19 فبراير 2018، ويؤكد أنه سيتم تفعيلها، وستتم الموافقة عليها من قبل وزارة البترول، من خلال الشركات الأمريكية والمصرية، ومن الوارد أيضًا حصول مصر على غاز من قبرص.(33)

وأكد عمرو أديب، في حلقة 20 فبراير 2018، أن لدى المصريين حالة هيستيريا من استيراد الغاز من الكيان الصهيوني، وحاول أن يمهد للرأي العام المصري لقبول المزيد من مثل هذه الصفقات، حيث قال: "الشعب المصري بدأ يفهم حقيقة استيراد الغاز من إسرائيل، رغم أن البعض لا يزال لديه حالة هيستيريا من خبر استيراد الغاز من إسرائيل، واصفين إياه بـ “التطبيع”، قائلًا: “احنا مابنكتبش عننا الحاجة الكويسة” ، وأضاف “أديب” أن حقيقة الوضع أن إسرائيل ليس أمامها طريقة لتصدير الغاز إلا من خلال مصر، مستشهدًا بتقرير “الأكونوميست” المنشور في هذا التوقيت. (34)

كما قال "أديب" أيضا  في حلقة برنامجه "الحكاية"، المُذاع عبر فضائية "mbc مصر" بتاريخ  12 فبراير 2022: "حقننا إنجازات كبيرة في ملف الغاز، حيث أصبحت مصر مركزًا إقليميًا للمنطقة، وهو أمر محسوم".(35)

كما حاول أحمد موسي أن يقنع المصريين من خلال برنامجه على مسئوليتي بتاريخ 20 فبراير 2018، أن  الغاز الإسرائيلي لن يدخل إلى أي منزل في مصر" ،  وأنه سيستخدم للتصدير عن طريق مصر، وان الانتاج المصري يكفي المصريين . (36)

بل أكد موسي،  في حلقة  22 فبراير 2022 من برنامجه على مسئوليتي، أن مصر دولة مؤثرة فى تصدير الغاز عالميًا والثانية عربيًا  والعاشرة عالميًا، موضحا أن القاهرة تصدر الغاز إلى أنقرة في ضوء اتفاقية موقعة بين الطرفين ، وان هذا يدل على قوة مصر في هذا المجال.(37)

وواصل أحمد موسي الكذب في حلقة برنامجه بتاريخ 28 سبتمبر 2022، وقال "إن الدولة المصرية تعمل على تصدير الغاز إلى دول العالم"، وذلك في اليوم الذي أرتفع سعر الغاز على المصريين بنسبة  10%، وطالب المصريين التحمل من أجل الوطن ! . (38)

ولم يختلف تناول الإعلامي نشأت الديهى عن سابقيه، فقد زعم في حلقة برنامجه "بالورق والقلم"، المذاع على قناة "تن" بتاريخ  27 يوليو 2019، أنه "بفضل صفقة الغاز مع الكيان الصهيوني، مصر أصبحت منصة لتجارة الغاز فى العالم" .(39)

وفي حلقة برنامجه بتاريخ 29  يوليه 2019، ادعى  أن "سياسات السيسي في ملف الغاز، والصفقة مع الكيان الصهيوني، جعلت  مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، وأن المرحلة القادمة ستشهد طفرة في هذا الملف"(40)، وهو مالم يحدث.

وفي حلقة 05 فبراير 2022، زعم الديهي مجددا أن "مصر خلقت لنفسها وضعا غير مسبوق في تصدير الغاز بفض الصفقة" مع الكيان الصهيوني، وأضاف أنه "عند تولي السيسي حكم مصر توجهت الدولة المصرية لترسيم الحدود، والبعض انتقد وتشكك في هذه الخطوة، ولكن بعدها اتجهت الدولة المصرية للتنقيب عن الغاز، وعقدنا اتفاقيات مع شركات عالمية وحققنا اكتفاء ذاتي وبدأنا التصدير للخارج، حتى أصبحت مصر مركز إقليمي للطاقة"! . (41)  

الإعلامي مصطفى بكري، الذي يدعي أنه ضد التطبيع، دافع عن صفقة الغاز مع الكيان الصهيوني وموقف السيسي منها، وأكد أن "لا أحد يزايد على الدولة المصرية"،  أو اتهامها بالعمالة والخيانة"، وذلك حول ما أثير عن استيراد إحدى الشركات الخاصة الغاز من إسرائيل،

وأضاف "بكري"، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار"، المذاع على قناة "صدى البلد"،  بتاريخ 22 فبراير 2018 : "نحن الذين نتعرض للخيانة والمؤامرات، ومحدش يقول الرئيس السيسي رئيس دولتنا حيبيعنا لحد، وطول ما جيشنا الوطني موجود محدش حيقدر ينال منا"، وان الصفقة التى تمت سيكون لها أثر إيجابي على الاقتصاد المصري، والذي قام بها القطاع الخاص" !.(42)

أما الإعلامي  يوسف الحسيني فقد دافع بكل قوة عن اتفاقية الغاز مع  الكيان الصهيوني، ففي حلقة برنامج  "التاسعة " على قناة الفضائية المصرية، 22 نوفمبر 2022، اكد ان مصر أصبحت  المصدر الإقليمي للغاز، وأن المستقبل سيحمل الكثير من التقدم في هذا الملف. (43) 

وفي حلقة 22 فبراير 2022، زعم "الحسيني " أن مصر دخلت قائمة أكبر مورد الغازي الطبيعي في العالم"، لافتَا إلى أن "مصر خلال السنوات الماضية استطاعت أن توقف عن استيراد الغاز، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبعد ذلك أصبحت مصدرة للغاز الطبيعي"، متعاميا عن استمرار استيراد مصر من الغاز الصهيوني .(44)

وقد تجاهل كل مذيعي برامج "التوك شو" مطالب مصر بزيادة حصة الاستيراد من الكيان الصهيوني مؤخرا، ولم يتطرقوا إلى هذا الموضوع، بناء على توجيهات سيادية، خاصة في ظل غضب بالشارع المصري من انهيار الأحوال الاقتصادية بشكل غير مسبوق .

المصادر:

1-       "لأول مرة .. مصر تبدأ استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل" ، موقع   اورو نيوز  ،  15/01/2020  ، https://cutt.us/oweiI

2-       عبد الخالق فاروق  ، "كيف استوردت مصر الغاز الطبيعي من "إسرائيل"؟" ، موقع الميادين ،     28 تموز 2022 ، https://cutt.us/8E3mP

3-       "مصر تشتري الغاز بأربعة أضعاف سعر بيعه لإسرائيل" ، العربي الجديد ، 02 يناير 2020 ، https://cutt.us/yN7f9

4-       "إسرائيل توافق على زيادة صادرات الغاز إلى مصر بنسبة 30% ولمدة 11 سنة" ،  العربي الجديد ، 24 اغسطس 2023 ، https://cutt.us/OwayO

5-       محمد عبد القادر، "أعتبار دعوى وقف استيراد الغاز من إسرائيل كأن لم تكن" ، الأهرام ، 8-5-2021 ، https://cutt.us/yAGmb

6-       "الرئيس السيسي يكشف الحقيقة الكاملة حول استيراد الغاز من إسرائيل.. الأسباب والمكاسب" الأهرام ، 21-2-2018  ، https://cutt.us/8qWlt

7-       " الرئيس السيسي عن قضية استيراد الغاز: "جبنا جول جامد جدا"، الأهرام ، 21-2-2018 ، https://cutt.us/hapEc

8-       سامح لاشين، "كمال عامر: اتفاقيات الشركات الخاصة باستيراد الغاز الإسرائيلي لن يضر بالأمن القومي المصري" ، الأهرام ، 20-2-2018 ، https://cutt.us/4Yo4n

9-       يوسف جابر، "البترول: استقبال الغاز من إسرائيل وقبرص هدفه تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة" ، الأهرام ، 20-2-2018  ، https://cutt.us/Mmjq5

10-     عواد شكشك ، "سنوات من الإنجازات.. مصر تتحول من استيراد الغاز إلى تصديره بـ 8.4 مليار دولار" أخبار اليوم ، 02 يونيو 2023  ، https://cutt.us/dsiC3

11-     عواد شكشك ، "مشروعاً لتنمية وإنتاج الغاز والبترول في 9 سنوات " ، اخبار اليوم ، 20 أغسطس 2023  ، https://cutt.us/Jyshz

12-     عبد النبي النديم ،"بعد الشائعات الأخيرة.. كل ما تريد معرفته عن «ظهر» أكبر حقول الغاز بمنطقة البحر المتوسط" ، اخبار اليوم ، 29 يوليه 2023 ، https://cutt.us/odbW3

13-     "طاقة الشيوخ": حقل ظهر يحتوي على 21 ترليون قدم مكعب"  ، الجمهورية ، 12 فبراير 2023، https://cutt.us/FiWdo

14-     مروة الغول  ،"ابتدا الدرس يا غبى".. الإخوان تتجاهل تحول الدولة المصرية إلى مركز إقليمى رئيسى للطاقة.. وتنشر معلومات مغلوطة حول استيراد الغاز من إسرائيل.. مصر مفتاح تحويل غاز شرق المتوسط بالكامل إلى قيمة تسويقية مرتفعة" اليوم السابع ، 03 يوليو 2019  ، https://cutt.us/DM9p2

15-     نورا فخرى  ، "امين سر طاقة البرلمان: اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل صفعة على وجه تركيا" ، اليوم السابع  ، 21 فبراير 2018 ، https://cutt.us/qT6P5

16-     هند مختار ، "رئيس الوزراء فى مؤتمر توضيح الحقائق: استقبال الغاز من إسرائيل جزء من حل قضية التحكيم مع شركة emg.. ويؤكد: مصر ستستفيد منه فى مجالات كثيرة.. "ولو احنا ماستقبلناش الغاز منها دول تانية هتقوم بالدور ده""، اليوم السابع ،  https://cutt.us/dq3H5

 

17-     مصطفى السيد ، "طاقة البرلمان: "مصر جابت جون فى مجال الغاز الطبيعى محدش يعرف يصده". اليوم السابع ، 22 فبراير 2018  ،  https://cutt.us/CrETh

18-     ياسمين عباس، "«شائعة مغرضة».. لجنة الطاقة باتحاد الصناعات: مصر لن تستورد الغاز من إسرائيل" ، الدستور ، 21/يناير/2020 ، https://www.dostor.org/2977210

19-     أمينة ذكى" مصر تحولت من عجز الطاقة إلى مركز إقليمى لتجارة الغاز" ، الدستور ، 31/ديسمبر/2022 ، https://www.dostor.org/4270399

20-     عائشة حسن، "برلمانى: مصر تتحول لمركز إقليمى لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعى" ، الدستور ، 02/مارس/2023 ، https://www.dostor.org/4326654

21-     آية حسني ، "شبكة تحالفات الطاقة.. كيف نجح السيسى فى قيادة مصر لمنتجى الغاز؟" ، الدستور ، 08/يونيو/2023 ، https://www.dostor.org/4417577

22-     هدير سند ، "تقرير: السيسى طوّر قطاع الغاز فى ظل هدف مصر أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة" ، الدستور ، 16/يونيو/2022 ، https://www.dostor.org/4110019

23-     " الرئيس السيسي ينهي جدل استيراد الغاز من إسرائيل: الحكومة ليست طرفا وليس لدينا ما نداريه.. ومصر ستكون مركزا إقليميا للطاقة في المنطقة العربية" صدى البلد  ، 21/فبراير/2018 ، https://www.elbalad.news/3179856

24-     مي فهمي، " السيسي:«القطاع الخاص اشترى الغاز بشطارة أكتر من الدولة» ، صدى البلد  ، 21/فبراير/2018  ، https://www.elbalad.news/3179643

25-     محمد الصاحى،"وسيم السيسي مستنكرا الحملة على استيراد الغاز من إسرائيل: «هوجة عمياء»، صدى البلد ، 26/فبراير/2018 ،   https://www.elbalad.news/3186363

26-       محمود رمزي  ، "مصر جابت جون في مين".. ماذا قصد السيسي؟" ، مصراوي ، 21 فبراير 2018 ، https://cutt.us/Z0NmD

27-     أحمد السيد ،  "تعرف على تفاصيل بدء تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر" ، مصراوي ، 15 يناير 2020، https://cutt.us/iDyT1

28-     شيماء حفظي ، "محطات الإسالة.. كلمة السر في اتفاق الغاز بين مصر وإسرائيل"  مصراوي ، 17 يناير 2020 ، https://cutt.us/e91ke

29-     مصطفى عيد ، "كيف ستستفيد مصر من اتفاق تصدير الغاز مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي؟" ، مصراوي ، 15 يونيو 2022 ، https://cutt.us/UK29f

30-     أميرة صالح  ، "مصدر بـ«البترول»: سنستقبل 200 مليون قدم من غاز إسرائيل يوميًا.. والزيادة مرحليًا" ، المصري اليوم ، 15-01-2020 ، https://cutt.us/TIXlZ

31-     نرمين عفيفي ، "10 سنوات على 30 يونيو.. مصر تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي" ، الوطن ،  05 يونيو 2023 ، https://cutt.us/LYgzh

32-     مى مدحت ، "ماذا قالت برامج الـ"توك شو" عن استيراد الغاز الإسرائيلي؟" ، مصراوي ، 20 فبراير 2018 ، https://cutt.us/BlKrT

33-     "عمرو أديب: اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل سيتم تفعيلها " ، موقع أهل مصر ، 19 فبراير  2018  ، https://cutt.us/MXpXt

34-     نهلة سويلم ، ""أديب": لدينا حالة هيستيريا من استيراد الغاز من إسرائيل" ، إعلام دوت كوم، 20 فبراير 2018  ، https://www.e3lam.com/287241/

35-     "عمرو أديب مصر هتبقى مركز إقليمي للغاز" ، موقع الحق ولاضلال ، 12 فبراير 2022 ، https://cutt.us/I4E5s

36-     بسام رمضان ، "أحمد موسى: الغاز الإسرائيلي لن يدخل إلى أي منزل في مصر" ، المصري اليوم، 20-02-2018 ، https://www.almasryalyoum.com/news/details/1261680

37-     "أحمد موسي : مصر دولة مؤثرة فى تصدير الغاز عالميًا والثانية عربيًا" ، بوابة الكلمة ، 22 فبراير 2022 ، https://cutt.us/WaTBq

38-     محمد منصور، "أحمد موسى: الدولة المصرية تعمل على تصدير الغاز إلى دول العالم" ، القاهرة 24 ، 28/سبتمبر/2022 ، https://www.cairo24.com/1663290

39-     محمد شرقاوى ، "نشأت الديهى: مصر أصبحت منصة لتجارة الغاز فى العالم" ، اليوم السابع  ، 27 يوليو 2019 ، https://cutt.us/Yn4Kk

40-     حسين دسوقي ، " «الديهي»: الآن تحقق حلم السيسي وأصحبت مصر مركزًا إقليميًا للطاقة" ، اخبار اليوم ، 29 يوليه 2019  ، https://cutt.us/licWj

41-     منيرة غلوش ، "نشأت الديهي عن مصادر الطاقة بمصر: "خلقنا لنفسنا وضع غير مسبوق" ، الجمهورية ، 05 فبراير 2022 ، https://cutt.us/WL2Gh

42-     سحر عزام ، "مصطفى بكري عن استيراد الغاز من إسرائيل: "لا أحد يزايد على الدولة المصرية" ، المصري اليوم  ،  22 فبراير 2018 ، https://cutt.us/ksv7m

43-     محمد أيمن سالم ، "يوسف الحسيني: مصر المصدر الإقليمي للغاز حاليا.. والطاقة الخضراء قريبا" ، الوطن ، 22 نوفمبر 2022 ، https://cutt.us/9YQCt\

44-     محمد أيمن سالم ، "يوسف الحسيني: مصر المصدر الإقليمي للغاز حاليا.. والطاقة الخضراء قريبا" ، الوطن ، 22 نوفمبر 2022 ، https://cutt.us/9YQCt

 

 

 

 

 

 

 

مضاعفة تصدير غاز الصهاينة إلى مصر.. سُحُب التضليل الإعلامي تحجب الحقائق

 

  • "ثورة يناير" ألغت تصدير الغاز المصري المنهوب للصهاينة.. والانقلاب قلب كل المعادلات
  • السيسي حرم مصر من حقها الطبيعي في حقول المتوسط ومكّن الصهاينة من  الاستيلاء عليها
  • الكيان الصهيوني اعتبر صفقة تصدير الغاز إلى مصر لأول مرة في عام 2018 انتصارا تاريخيا
  • النظام العسكري زعم أن صفقة "الخراب" تساعد مصر لتكون مركزا إقليميا للطاقة بالشرق الأوسط
  • وسائل الإعلام المصرية مارست كل أنواع التضليل وروجت أكاذيب لتمرير صفقة الغاز مع الكيان
  • لم يوجه الإعلام أي انتقاد لصفقة الغاز المشبوهة رغم ما خلفته من أضرار على الاقتصاد المصري
  • الإعلام  تحول من نفي علاقة الدولة باستيراد الغاز إلى الدفاع عن الحكومة.. وتجاهل طلب زيادة الكميات

 

إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:

بالرغم من إعلانات حكومة السيسي عن اكتشافات متتالية في حقول الغاز، مؤكدة أنها ستكفي حاجة المصريين، بل وتساهم في التصدير، خاصة بعد اكتشاف حقل "ظهر"، الذي وصفه بعض الإعلاميين المصريين بأنه "كنز وقع من السماء على مصر"، وأنه سيفتح لهذا الوطن "مغارة على بابا"، وجدنا النظام المصري، في تصرف غريب، يعقد صفقة مع الكيان الصهيوني لاستيراد الغاز في عام 2018، بعد ترسيم جائر للحدود البحرية سمح لهذا الكيان أن يستولى على بعض حقول مصر التاريخية في البحر المتوسط.

وفي يوم الأربعاء 23 أغسطس 2023، أعلن الكيان الصهيوني زيارة صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر من حقل "تمار" بالبحر المتوسط، بحسب وكالة أنباء "الأناضول".

وصرح وزير الطاقة والبنية التحتية في الكيان الصهيوني يسرائيل كاتس، في بيان، موافقة تل أبيب على صادرات غاز إضافية إلى مصر، من خزان حقل تمار في البحر المتوسط، وختم بالقول: "شكرا لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ووزير الطاقة الأسبق (يوفال شتاينتس)، لأنهما لم يتنازلا قبل 10 سنوات عن استخراج الغاز من المياه". ولم يذكر الوزير الصهيوني  تفاصيل عن حجم الزيادة في صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر.

لكن موقع "غلوبس" الاقتصا