الصهاينة يطالبون بإسكاته| الإعلام المصري يتجاهل مواقف شيخ الأزهر تجاه "طوفان الأقصى"
الجمعة - 17 نوفمبر 2023
- "الطيّب" أحرج السيسي بدعوته الحكام للتحرك فتجاهل الإعلام تصريحاته
- معهد الأمن القومي الصهيوني يحرض ضد شيخ الأزهر ويطالب السيسي بإسكاته!
- علماء ومؤسسات يناشدون الطيب اتخاذ موقف تاريخي والتوجه إلى معبر رفح
- وزير الأوقاف يتحدث عن "الأمن والأمان" في مصر وينتقي خطابا يبتعد عن دعم غزة
إنسان للإعلام- خاص:
في ظل غياب الموقف المصري الرسمي من العدوان الصهيوني على غزة، تحرك الأزهر وشيخه أحمد الطيب ليخوض حملة ضد الاحتلال ويصفه بـ "العدو الصهيوني" الذي "تحوّل إلى ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب".
حملة شيخ الأزهر وتصريحاته العديدة ضد الاحتلال حولته إلى بطل في الساحة المصرية، فبات صاحب المنصب الوحيد الذي اعتاد أن يلجا إليه المصريون في فترات تخاذل الحكام.
كان لافتا أن يتجاهل الإعلام المصري بيانات شيخ الأزهر وتصريحاته، و"يبروز" تصريحات مفتي مصر شوقي علام و وزير الأوقاف محمد مختار جمعة التي تسير دائما في ركب النظام، كما لوحظ أن الإعلام الصهيوني فتح النار على شيخ الأزهر، وسلط مجموعات يهودية أمريكية لتحريض السيسي عليه لإسكاته.
دفع هذا معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS" إلى نشر تقرير يهاجم فيه شيخ الأزهر ويتهمه بدعم الإرهاب وقيادة حملة تهدف لتأجيج الرأي العام العربي والإسلامي ضد "إسرائيل" وحلفائها، وانتقد سماح السيسي له بذلك، رغم معاهدة السلام مع مصر، مطالبا بإسكاته!
قال المعهد: إن الأزهر يقف إلى جانب حماس، "ويقوم بحملة تهدف إلى تأجيج العداء لدى الرأي العام العربي الإسلامي ضد "إسرائيل" ومؤيديها في الغرب، وفي ظل الوضع المتفجر، يجب على "إسرائيل" ومصر والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة أن تتحرك بسرعة وحسم؛ لكبح هذا الخطاب الخطير"، على حد قول المعهد الصهيوني.
كانت هذه رسالة صهيونية للسيسي كي يصدر الأمر لوسائل الإعلام الحكومية بتجاهل كل ما يقوله شيخ الازهر عن أزمة غزة وتصريحاته ضد الكيان الصهيوني، خاصة أنه يختلف مع شيخ الأزهر في عدة قضايا داخلية أخري تتعلق بسعيه لتغيير الشريعة وهو ما رفضه شيخ الأزهر.
تجاهل إعلامي
كان من الواضح أن كل تصريحات شيخ الأزهر جرى تجاهلها في الإعلام الرسمي الذي تملكه المخابرات، لأنها تصريحات تحرض على الجهاد وتحرج نظام السيسي لدرجة شكوى الكيان الصهيوني منها.
ومطالبة أحمد الطيب للأنظمة العربية بالتحرك تعني أن الرسالة موجهة بالدرجة الأولي للسيسي؛ كي يفتح معبر رفح ولا يرضخ للأوامر الإسرائيلية التي فرضت عليه عدم إدخال أي معونات إلا بعد تفتيشها في معبر العوجة أولا ثم إعادتها لتدخل من معبر رفح إلى غزة، فضلا عن منع الكيان دخول الوقود أو حتى عودة سيارات الإسعاف الفلسطينية التي نقلت جرحي إلى الجانب المصري في معبر رفح!
ولأنها تحرج قادة الأنظمة العربية أيضا، فقد تجاهلت تصريحات شيخ الأزهر صحف وفضائيات سعودية وإماراتية.
ومما زاد من الضغوط علي السيسي أن علماء ومؤسسات إسلامية قالوا لشيخ الأزهر: اذهب لمعبر رفح وفك الحصار عن غزة، ما اعتبره النظام دعوة خطيرة؛ لأن ذهاب شيخ الأزهر للمعبر معناه حشد المصريين واختراقهم معبر رفح والدخول إلى غزة لمساعدة الفلسطينيين ما قد يتبعه قصف صهيوني يجر العلاقات إلى حالة حرب، ويحرج السيسي بشدة.
رسالة العلماء
وقد وجه علماء ومؤسسات إسلامية حول العالم، يوم 31 أكتوبر 2023، رسالة إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب يدعونه فيها إلى اتخاذ موقف تاريخي بالتوجه إلى معبر رفح.
وجاء في الرسالة: "فضيلة الإمام، لقد حفظ الناس شرقاً وغرباً مقولة شوقي فيكم: كانوا أجلّ من الملوك جلالة.. وأعزّ سلطاناً وأفخم مظهراً.. زمن المخاوف كان فيه جنابهم.. حرم الأمان وكان ظلهم الذرا.. ولن يكون هذا البيت أصدق ما يكون على أحد، كما سيكون عليك، إذا نهضت لله نهضة شيخ الأزهر الثائر، ونهضة شيخ الصعيد العزيز، فبذلت جهدك، وسرت بطلابك وأبنائك، وكلنا خلفك، حتى تفتح المعبر، في إشارة إلى معبر رفح، ولعلك بهذا ترفع الحرج عن السياسة المصرية التي ربما كبَّلتها اتفاقيات وسياسات!"
قالوا: "يا فضيلة الإمام.. تقدّم لعمل ليس له إلا أنت تزيد به الأزهر شرفاً وترفع به عن مصر إصراً، وتُدخل المسرّة على نفوس المسلمين.. أنقذ هؤلاء جميعاً من محكمة الله ثم من محكمة التاريخ!"
أضافوا: "إنّ المسلمين يناشدونك، وينتظرون منك الموقف الطيب بعد أن سمعوا منك الكلام الطيب.. موقفاً ينتهي إلى فتح المعبر وإغاثة المسلمين المحاصرين، مؤيداً بحبل الله المتين ودعاء المؤمنين، ونخوة أهل الصعيد الميامين".
قالوا له: "لقد قصف الصهاينة جامعة الأزهر في غزة وأنتم شيوخها وأئمتها.. وهذه غزة تناديكم وتتعلق بموقفكم! فأنتم رمز المشيخة الأزهرية، ورأس العلماء وأهل الدين في مصر، ومقامك لا يجرؤ عليه أحد. وقد علم الناس ذلك".
وجهوا له نداء قويا يقول: "غزة يخنقها معبر رفح المصري الفلسطيني، المعبر الذي هو حبلها السري وشريان الحياة لها، المعبر المغلق الذي تُحتجَز عنده أطنان الغذاء والدواء والوقود.. إغلاق جائر ولعل الله أن يجعلك صاحب الفتح، فإنّك لو خرجت إلى فتحه ما استطاع أن يصدّك أحد ولا أن تردك قوة، ولكانت مأثرة لك في العالمين".
مواقف شيخ الأزهر
كان من أقوي تصريحات شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إشادته بعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، حيث حيا جهود المقاومة ودعا إلي إلى تقوية "أيادي الشعب الفلسطيني الذي أعاد إلينا الحياة"، ما اعتبرته تل ابيب دعما واضحا للمقاومة الفلسطينية بعكس الموقف الرسمي المصري.
ويوم 11 أكتوبر 2023 وصف الأزهر، الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، بما فيها قطع الكهرباء، ومنع وصول إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بمثابة «إبادة جماعية وجرائم حرب مكتملة الأركان".
قال في بيان، إن من بين هذه الممارسات «استهداف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ العُزل، وقصف المستشفيات والأسواق وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس التي يأوي إليها المدنيون، والحصار الخانق لقطاع غزة بهذا الشكل اللاإنساني".
وأضاف: «استخدام الأسلحة الثقيلة والمحرَّمة دولياً وأخلاقياً، وقطع الكهرباء والمياه، ومنع وصول إمدادات الطعام والغذاء والمساعدات الإنسانية والإغاثية عن قطاع غزة، وبخاصة المستشفيات والمراكز الصحية، كل ذلك هو إبادة جماعية وجرائم حرب مكتملة الأركان".
ودعا الأزهر، في بيانه، إلى إجراء تحقيق دولي فيما سمّاه «جرائم الحرب» التي ارتكبتها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
كما خاطب الأزهر الفلسطينيين، وحذّرهم من ترك أراضيهم في ضوء الصراع الحالي، قائلاً: «اعلموا أن في ترك أراضيكم موتاً لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد وحثّ البيان الدول العربية والإسلامية على «تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، على وجه السرعة، وضمان عبورها إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
وفي 30 أكتوبر، وجه الأزهر الشريف 6 رسائل إلى المقاومة الفلسطينية وأهل غزة، كما يلي:
- تحية طيبة لكم أيها الأبطال وأنتم تواجهون جيشًا انتزع الله من قلبه الرحمة وتجرد من كل معاني الأخلاق والإنسانية.
- تحية لكم أيها الأبطال وأنتم تواجهون جيش العدو مؤمنين بالله غير خائفين ولا متذللين.
- استمدوا أيها الأبطال قوتكم من قرآنكم الكريم: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
- نسجل بتقدير بالغ الموقف الشجاع للأمين العام للأمم المتحدة وهو يدعو غير خائف ولا مجامل إلى ضرورة وقف العدوان على الضعفاء والمستضعفين في غزة.
- نقدر موقف كل أحرار العالم الذين لم يلزموا الصمت تجاه المجازر الوحشية التي تُرتكب في غزة.
- يدعو الأزهر الحكومات العربية والإسلامية لتسخير إمكاناتها وثرواتها ومصادر قوتها لنصرة إخواننا في فلسطين وكف بطش الكيان المغتصب عنهم.
ونشر الأزهر رسالة أخرى يوم أول نوفمبر 2023 باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، تحت عنوان "الاحتلال مصدر كل شر".
وعاد شيخ الأزهر ليقول في خطاب آخر قوي، يوم 1 نوفمبر 2023، إن العدو الصهيوني تحوّل إلى ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب"
علق على مجزرة جباليا، التي ارتكبها جيش الاحتلال وأدت إلى سقوط أكثر من 400 شخص بين شهيد وجريح، منتقدا صمت الغرب والعالم على هذه الجرائم.
قال: "يشجع (الاحتلال) على ذلك صمت كصمت الموتى في قبورهم أصاب عالمنا الدولي، وشلّ إرادته وقدرته عن لجم هذا الكيان، ووضع نهاية لوجباته الدموية اليومية من أطفال غزة ونسائها وشيوخها وشبابها"
ودعا الأزهر المسلمين حول العالم إلى الدعاء لأهل غزة، قائلا "وأنت أيها المسلم في أي مكان كنت، لا يفوتك أن تدعو في أعقاب صلواتك بدعاء نبيك الذي تحصّن به في ظروف تشبه هذه الظروف وهو: اللّهمّ منزل الكتاب، ومجري السّحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم".
حملة "اغيثوا غزَّة"
قبل هذا وجَّه شيخ الأزهر بيت الزكاة والصدقات المصري، يوم 17 أكتوبر 2023 بإطلاق حملة "اغيثوا غزَّة"، تحت شعار «جاهدُوا بأموالكم وانصروا فلسطين»؛ لدعم قطاع غزة وفلسطين وتقديم المساعدات الإغاثيَّة العاجلة لهم.
وأشار بيت الزكاة والصدقات، إلى أنه تم فتح باب التبرعات المادية والعينية والمستلزمات الطبيَّة، "لدعم أهلنا في قطاع غزة، وذلك في إطار برنامج «إغاثة» أحد برامج بيت الزكاة والصدقات المصري".
وبسبب تصريحاته المستمرة ضد الكيان الصهيوني، والتي تصف كل "مدني" إسرائيلي بأنه صهيوني ويجوز محاربته لأنه عضو في الجيش الإسرائيلي، قصف جيش الاحتلال جامعة الأزهر بغزة، يوم 4 نوفمبر 2023.
وتزامن قصف جامعة الأزهر الشريف، مع تقارير صهيونية عدائية ضد الأزهر الشريف في مصر، وشيخه الإمام أحمد الطيب، والذي تسبب في قلق بالغ بخطاباته الجريئة ضد الكيان، حتى أنهم طالبوا بتغييره وكبح خطابات مشيخة الأزهر، ما بدا كأن "إسرائيل" تنتقم من خطابات الطيب بقصف جامعة الأزهر في غزة.
وأدى التجاهل الإعلامي والرسمي لشيخ الأزهر ودعواته من أجل نصرة غزة، للكف عن إطلاق المزيد من الدعوات والمناشدات.
وكانت آخر رسالة أصدرها، يوم 4 نوفمبر 2023، يقول فيها ضمنا إنه يئس من تقاعس حكام العرب والعالم ولا يملك لأهل غزة إلا الدعاء لهم.
قال: "إنَّا لا نملك إزاء تقاعس القريب والبعيد عن القيام بالواجب الديني والإنساني والأخلاقي تجاه أهل غزة إلا أن نردِّد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر في ظرف شديد الشبه بهذا الظرف: "اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهم إنهم جياعٌ فأشبِعهم" ففتح الله له يوم بدر.
محاولات إسكات الأزهر
هاجم معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS" بشدة شيخ الأزهر الشريف في مصر واتهمه بأنه يقف بجانب الحركات المتشددة في المنطقة وذلك بعد عدد من البيانات التي أصدرها.
وقال المعهد العبري، في تقرير له أعده المستشرق اليهودي أوفير وينتر، الباحث الأول في المعهد والمحاضر في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب إن الأزهر الشريف في مصر يتبنى حملة تهدف إلى تأجيج الرأي العام العربي الإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب، مطالبين بضرورة كبح خطابات الأزهر الشريف.
أكد التقرير أن الأزهر يمنح الشرعية الأخلاقية والشرعية للنضال الفلسطيني ضد "إسرائيل"، و أن شيخ الأزهر، الذي يترأس المشيخة منذ عام 2010، هو الروح الحية للآراء السلبية تجاه "إسرائيل"، موضحًا أنه كثيرًا ما يردد رسالة مفادها أن كل احتلال ينتهي به الأمر إلى الزوال عاجلًا أم آجلًا"، أي أن وجود إسرائيل مؤقت ومحكوم عليه بالانقراض.
واتهم المعهد الصهيوني الأزهر بأنه "قدم الدعم الديني والمعنوي لهجمات حماس، وحرض أتباعها في الجمهور الفلسطيني والمصري والعالم السني ككل على إسرائيل".
واتهم التقرير الشيخ أحمد الطيب بأنه "يحتفظ باتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، وهذا على النقيض من النخبة الدبلوماسية المصرية التي تجنبت الاتصال المباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة".
أشار إلى إشادة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في ديسمبر 2017، بالطيب لرفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، مايك بنس، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وفي فبراير 2019، استقبل الطيب وفدا من كبار مسؤولي حماس، بينهم هنية وصالح العاروري، الذين شكروه على تعبئة الأزهر لصالح الفلسطينيين.
وطالب بالضغط لكبح جماح الأزهر، قائلًا: "يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أن تطالب بقمع الأزهر".
ووصلت البجاحة بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي لمطالبة السيسي "بتغييرات دستورية في مصر؛ تسمح باستبدال شيخ الأزهر، وقطع الدول الإسلامية علاقتها بالأزهر وقادته وإعادة النظر في قدرته على العمل كشريك موثوق به في الحوار بين الأديان ومكافحة التطرف الديني؛ وزيادة الرقابة على فروعها الدولية"!!
وقال المعهد، موجها حديثه للنظام في مصر: "إن الرعاية الدينية والسياسية التي يقدمها الأزهر لعناصر المقاومة المسلحة في فلسطين بأفظع صورة تسبب ضررا لتل أبيب لا يمكن إصلاحه، قد يصل إلى حد التحريض على حروب دينية من شأنها أن تعرض استقرار الشرق الأوسط للخطر، ويتطلب هذا السلوك إجراءات مضادة فورية من جانب إسرائيل والمجتمع الإقليمي والدولي".
وأضاف: "يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أن تطالب الحكومة المصرية - التي تعد المصدر الرئيسي للنفوذ والسياسة - بقمع الأزهر، ووقف تمويله حتى تتوقف تلك المؤسسة الدينية عن نشر الرسائل المتشددة، وتأجيج التوترات السياسية والدينية وتشجيع نظريات المؤامرة ضد إسرائيل"
بل ودعا الصهاينة لضرورة الإضرار بمصادر تمويل الأزهر من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تدعم الأزهر ماليًا، بما في ذلك الإمارات وإعادة النظر في المساعدات المقدمة إلى المؤسسة.
واتهم التقرير الأزهر بقيادة حملة تهدف إلى تأجيج العداء لدى الرأي العام العربي الإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب.
قال: "ظل الأزهر يزرع باستمرار، منذ أكثر من عقد، خطابًا عدائيًا تجاه إسرائيل، بينما يمنح الشرعية الأخلاقية والشرعية للنضال العنيف ضدها، وأن شيخ الأزهر خصص جزء من الخطاب لدعم نضال الشعب الفلسطيني ضد ما يسميه الأزهر "الكيان الصهيوني".
المفتي والأوقاف
وفي مقابل تجاهل تصريحات شيخ الأزهر، أبرزت وسائل الاعلام تصريحات مائعة لمفتي مصر ووزير الأوقاف، بعضها يحاول أن يزايد علي شيخ الأزهر بعدما اهتم الإعلام العالمي بها، وانعكست على إحراج كبير لنظام السيسي لصمته على جرائم إبادة غزة.
سبب التركيز على تصريحات المفتي ووزير الاوقاف هو تركيزهما على الإشادة بدور السيسي في مساعدة أهالي غزة وفتح المعبر (مع أن الرئيس الأمريكي بايدن قال إنه هو الذي اتصل بالسيسي وطالبه بفتح المعبر!)، وإدانة "اسرائيل" دون المطالبة بنصرة المقاومة أو دعم الشعب الفلسطيني كما فعل شيخ الأزهر.
بدل الدعوة لنصرة غزة، تحدث وزير الأوقاف محمد مختار جمعه عن "الأمن والأمان" في مصر في ظل حكم السيسي كأنه يقول لا علاقة لنا بغزة!
قال: هل فهمنا الآن معنى قول نبينا "من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"!
ورد عليه نشطاء قائلين: "هذا تحليل للذل والهوان الذي أصبحنا فيه" أين كلامك من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وفي 3 نوفمبر ، عاد وزير الأوقاف ليوجه الشكر "لسيادة الرئيس على مواقفه العظيمة في حماية أمننا القومي"!! واهتمت صحف السلطة بإبراز قوله: "لابد أن يفخر كل مصرى بدور مصر تجاه الأشقاء فى غزة"، رغم أن العالم كله يشكو رفض السيسي فتح معبر رفح إلا بالشروط الإسرائيلية.
قال إن "الموقف المصري موقف مشرف وعظيم، وكل المؤسسات المصرية تؤكد على رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وتقود الدبلوماسية المصرية جهودًا عظيمة لمحاولة وقف إطلاق النار".(تصريح مختار جمعة)
وأبرزت الصحف إدانة المفتي القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في غزة 17 أكتوبر ومطالبته "عقلاء العالم بالتدخل لوقف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين"
وفي 5 نوفمبر ، أدان شوقي علام تصريحات وزير التراث بحكومة الاحتلال الإسرائيلي عميحاي إلياهو، التي دعا فيها إلى إمكانية إلقاء القنبلة النووية على قطاع غزة للتخلص من كل مَن فيها.
وقال: "إن هذه التصريحات غير المسئولة تعكس تعطش الكيان الإسرائيلي إلى مزيد من سفك دماء الأبرياء على مرأى ومسمع من العالم أجمع".
واستنكر المفتي "ما يقوم به الكيان الإسرائيلي المحتل من تكثيف الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة وتكثيف الهجمات على أبناء الشعب الفلسطيني وما يسفر عنه من سقوط مئات الضحايا الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح، واصفًا هذه الاعتداءات الوحشية بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان"
ودعا "عقلاء العالم والمجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته المعتبرة"، أن يتدخلوا بشكل فوري وحازم لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين"!!
ومع تصاعد الضغوط الشعبية، والسخرية من مواقفهما قام محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وشوقى علام مفتي الجمهورية بزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لتأكيد دعمهم لمواقف فضيلته تجاه القضية الفلسطينية.
لكن تصريحاتهم كانت أيضا بغرض التركيز على مواقف السلطة، مثل رفض تهجير الفلسطينيين لسيناء أو تصفية القضية الفلسطينية، حيث أكد وزير الأوقاف رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم لتصفية قضيتهم، وأن سيناء خط أحمر، وناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف مجازره في فلسطين بصفة عامة وغزة بصفة خاصة، في حالة تماه مع الموقف الرسمي.