د. عز الدين الكومي يكتب : "تسريبات التعذيب" .. الداخلية تنفي والنيابة تصمت

السبت - 19 فبراير 2022

- د.عز الدين الكومي
( إعلامي حر )

أصبحت روايات داخلية الانقلاب ممجوجة ومثيرة للغثيان ، لأنها تنفي تهم التعذيب المنسوبة إليها فقط من أجل النفي .
فقد نشرت صحف غربية مقاطع مسربة لتعذيب محتجزين في قسم شرطة السلام بالقاهرة ونزلاء آخرين في أماكن احتجاز أخرى .
وهي مقاطع حديثة يعتقد أنها تعود لشهر نوفمبر الماضي .
وبحسب ما جاء في أحد المقاطع المصورة .. فقد تم تعليق بعض المحتجزين من أيديهم عراة على شباك معدني .
وفي مقطع آخر يظهر عدد من المعتقلين في زنزانة مكتظة ويتهمون الشرطة بتعذيبهم ، ويعرضون رؤوسهم والكدمات الموجودة على أجسادهم جرَّاء ضربهم بالعصي .
كما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن ناشط مصري يدعى «علي حسين مهدي» _ وهو معتقل سابق يقيم خارج مصر في الوقت الراهن _ قوله : «مراكز الشرطة أسوأ من السجون .. لقد حدثت الثورة بسبب هذا ، وبعد 11 عامًا تتكرر المشاهد مرة أخرى».
والغريب أنه بعد كل هذه الشهادات عن التعذيب الممنهج في مسالخ الشرطة و أماكن الاحتجاز .. تخرج علينا داخلية الانقلاب لتنفي وقائع التعذيب ، وأن ما نشر مجرد أكاذيب يروجها الإخوان !! .
وبعد تداول وانتشار المقطعين المصورين نفت وزارة الداخلية صحتهما وقالت في بيان مقتضب نشرته وسائل إعلام محلية إن “المقطعين تم فبركتهما بهدف نشر الشائعات والأكاذيب”.
يقول البيان : إن المقطعين نشرا على صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي لأحد العناصر الإخوانية الهاربة خارج البلاد … ادعى خلالهما تعرض بعض المحتجزين بأحد أقسام الشرطة للتعذيب”.
لكن الجديد والخطير في الأمر أن النيابة العامة “محامي” الشعب تدخل على الخط وتكرر رواية الداخلية .
فقد نشرت صحيفة الأهرام شبه الرسمية تقريراً جاء فيه :
كشفت تحقيقات النيابة العامة عن كذب ما ادعاه بعض المحجوزين بديوان قسم شرطة السلام خلال مقطع مرئي متداول بمواقع التواصل الاجتماعي من تعذيبهم بالقسم ، حيث توصلت النيابة إلى عدم صحة هذه الادعاءات ، وأنهم أحدثوا بأنفسهم إصابات داخل الحجز !! ، وصوروا المقطع المتداول بهاتف محمول مُهرَّب ، ثم أُذيع للادعاء كذبًا بذلك .
وأن النيابة استجوبت أحد المحبوسين بالقسم – في حضور محاميه – فأقرَّ باتفاقه مع ذويه على تهريب هاتف محمول إلى داخل محبسه خلال زيارته بالقسم ليتواصل ذووه معه ، فاستولى محبوسون آخرون بذات الحجز على الهاتف ، واتفقوا على إحداث إصابات ببعضهم بمواضع متفرقة من أجسادهم باستخدام عملة معدنية كانت بحوزتهم ، ثم صوروا المقطع المرئي المتداول ، وأظهروا فيه إصاباتهم ، وادعوا على خلاف الحقيقة تعرضهم لتعذيبٍ بَدَنيٍّ من ضباط الشرطة بالقسم ، ثم قام أحدهم بنشره .
وقالت النيابة أنها طلبت تحريات الشرطة حول الواقعة ، والتي توصلت فيما بعد إلى اشتراك أربعة متهمين محبوسين على ذمة قضايا أخرى في مخططٍ الغرض منه ادعاء تعرضهم للتعذيب بحجز قسم الشرطة على خلاف الحقيقة ، وأنهم أحدثوا إصابات بأنفسهم بقطع معدنية بتحريض من آخرين داخل البلاد وخارجها لإحداث زعزعة فيها ، وإثارة الفتن وبث الشائعات بها من خلال تصوير المقطع المتداول المدعى فيه من بعض المحبوسين بالقسم تعذيب ضباط الشرطة لهم ، وقد تم ضبط الهاتف المستخدم في التصوير .
ويقول الشباب فى المقطع المصور من خلال التسريب : إنجدنا ياريس واحنا هنحارب معاك الإخوان ، مش عارفين هياخدونا على فين و معانا عيال صغيرة ، إحنا مش سياسيين يا ريس ولا إخوان إحنا هنحارب معاك الإخوان ، الصليب أهو يا ريس دول مسيحيين ، ازاي بتقولوا علينا إخوان ؟؟” .
وقد نشرت صحيفة المصري اليوم بتاريخ السبت 20-02-2016 تقريراً وثقت خلاله وفاة أربعة محبوسين في قسم شرطة دار السلام .
وقالت الصحيفة :” لا يختلف حال 295 محتجزاً في قسم شرطة دار السلام عن أحوال المحتجزين بـ 45 قسماً للشرطة في محافظة القاهرة ، المقارنة التى أجريناها أثناء التحقيق تثبت تطابق الظروف فى أغلب أماكن الاحتجاز فى العاصمة وعدد من محافظات الوجهين البحري والقبلي ، محتجزون في غرفٍ يقل نصيب الفرد فيها عن نصف متر ، لا تتوافر فيها المعايير الصحية من نظافة وإضاءة وتهوية ، وتنعدم فيها الرعاية الصحية أو الاهتمام بأوضاع المحتجزين المرضى”.
وبدلاً من محاسبة من يقوم بالتعذيب ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه ممارسة التعذيب فقد وجدناهم فقط ينفون الواقعة من أساسها كما فعلوا في واقعة قتل خالد سعيد الذي قتل بعد تحطيم وجهه أثناء التعذيب ، ثم زعموا أنه مات لأنه ابتلع لفافة بانجو ! .
كما تم من قبل قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني وقتلو خمسة مواطنين أبرياء للتغطية على الفضيحة أمام إيطاليا!!
نسأل الله تعالى أن يعتق مصر وأهلها ويحفظهم من هذه العصابة الحاكمة .